Tumgik
amarashimae · 4 years
Text
لا أستطيع تذكر أي شيء، لا أستطيع أيضا أن أنسى أي شيء.
كل شيء حدث مازال متكوما وعالقا بداخلي، وأنا نفسي ما أزال عالقا بداخل كومة ما...
كأني وقعت في بركة قذرة تملأها مادة لزجة تتسلل شيئا فشيئا بين أطرافي ثم أصابعي ثم مساماتي ثم تعشش في نقطة عميقة في منتصف قلبي... حدث كل هذا منذ اللحظة التي ذهبت فيها يا صديقي، الذي لم أدرك إلا متأخرا كم أنك كنت صديقي... لم يكن هنالك من مجال لأدرك ذلك في وقت أبكر، الإدراك يأتي متأخرا وإلا فهو ليس إدراكا حقيقيا، تأخذ الحياة ثمنا باهضا لتعطينا فهما، إن أعطتنا هذا الفهم مجانا، فهو حتما فهم ناقص غير تام ... غير ذي جدوي...
لا أستطيع أن أتذكر مواقفك معي، أو حركاتك أو أقوالك، لا أستطيع تذكر سخريتي منك وأنت تبدي شفقتك تجاهي، لا أستطيع حتى تذكر ملامك، أذكر فقط أثر كل هذه الأشياء على قلبي
كأن حياتي كانت تفوح بعطر آسر، ظننته رائحة الحياة، أو رائحة مواهبي، أو رائحتي، لكن حين قطفك القدر أدركت فورا أنها كانت رائحتك، والألوان المبهجة كانت ألوانك، والنظرة النقية كانت نظرتك، والحدس الثاقب كان حدسك، والقدرة الجبارة على جعل كل بؤسنا المشترك نكتة كانت قدرتك أنت، ومشاكلنا لم تكن هينة أبدا، ارى الآن أنك أنت من جعلتها تبدو كذلك... أما أنا... فشيء باهت، فلا شيء أصلا..
أحاول استرجاع حوار لي معك، أو مشهد مختصر لليلة قضيناها معا، او موقف ساذج من آلاف المواقف التي عشناها معا... لا شيء! ذاكرتي دونك ثقب أسود إذا اقتربت سحبني إلى المجهول....
لم تكن طريقة تواجدك إنما طريقة رحيلك هي التي جعلتني أراك بهذه الصورة الآن، لن أبرأ منك أبدا، لن أشفى من هذا الفقد...
أنا لم أفقدك تدريجيا، لقد كنت حاضرا بقوة، قبيل رحيلك نهائيا بلحظات، كأنك جعتني أحبك بأقوى وأعمق ما يمكن أن يحب أحدهم صديقه، ثم فورا جعلتني أفتقدك بأقسى ما قد يفتقد أحدهم عزيزا، كأنك وضعت تحت أنفي عطرا من الجنة ثم فورا غمستني في الجحيم، لا أعرف ما الذي يكويني الآن، حر النار التي تلفني، أم رائحة الجنة التي فقدتها...
سأطعن قلبي في المنتصف لأسمح لطيفك أن يغادره، سأنقب عن أعمق نقطة فيه لأستخرج منها آخر أثر لك، اذهب أرجوك مادمت لن تعود، اذهب بعيدا جدا، مادام غير وارد أن تكون قريبا ولو قليلا، مادمت لست أشكو لك فأنا لن أشكو منك، مادمت لا أنعي في على مسامعك فأنا لن أنعيك، مادمت لن تذرف عني هذه الدموع التي تغلي بداخلي، فأنا لن أذرفها، مادمت لن أتواجد بك فأنا أفضل أن أفنى دونك
يا صديقي...
الصورة من مسلسل ذكريات قصر الحمراء <3
Tumblr media
2 notes · View notes
amarashimae · 4 years
Text
هل تذكرين لحظة لقاءنا الأول؟ ليست لحظة استثنائية بالتأكيد، لم يمر الوقت حينها بشكل أبطأ ولم تكن للمشهد خلفية موسيقية ولم تخترق نظرات أحدنا للآخر أيا من قلبينا، أكاد لا أذكرها لولا أنها كانت في ساعة متأخرة من الليل وكما تعلمين نادرا ما يلتقي المرء أناسا للمرة الأولى في ساعات متأخرة من الليل، أعني أناسا سيظلون موجودين في حياته بعدها مطولا...
وهل تذكرين أحاديثنا الأولى؟ بالنسبة لي كانت عادية وسطحية جدا ولم تكن عميقة ولم نستغرب أبدا سرعة انسجامنا وتوافق أساليب تفكيرنا، لم يكن بيننا انسجام ولا توافق أصلا، ولم يخطر لي قط أني أعرفك منذ زمن بعيد، ولم تكوني أنت من انتظرتها طوال حياتي، لم أنتظر أحدا ليوم واحد أصلا، فضلا عن أن أنتظر غريبا طوال حياتي. أكاد لا أذكر أحاديثنا الأولى لولا أنها كانت في معظمها تدور حول موضوع واحد، م��ضوع كان ومازال يهمني جدا...
وهل تذكرين شجارنا الأول؟ كان عاديا جدا وعصبيتك لم تكن جذابة قطعا وكلماتك لم تكن عميقة وإجاباتي لم تكن منتقاة، ودموعك الأولى لم تثر شفقتي وأنوثتك لم تكن استثنائية أبدا، لم تكوني بريئة أو صادقة بشكل خاص، لم تكوني مختلفة أبدا، كنت عادية وكان كل شيء يحدث بشكل عادي...
وهل تذكرين أول حادث تعرضت له بعد أن عرفتك؟ كان حادثا من النوع الذي يحدث كل يوم لكل الناس، وكانت ردة فعلك تخلو من كل ما قد يهز كيان المرء، لم تفزعي لأجلي إطلاقا، لم تتلهفي لرؤيتي أبدا، ولم تتركي عملا مهما خلفك وإنسانا يناديك وآخر يسألك ما خطبك، لم تتجاهليهم جميعا لتركضي نحوي قلقا علي، أشك أصلا في أن لك عملا مهما أو إنسانا ينتبه لغيابك أو يعبأ بخطبك ...
أنت أصلا لست محبوبة من الجميع وليست لك مواهب كثيرة، ربما ليست لك أي مواهب أصلا، وأنت لا تضحين بوقتك أو بشبابك لأجل الآخرين الذين تحبينهم، أشك أصلا في أن هنالك آخرين تحبينهم، وطيبة قلبك المتدفقة لم تأسرني إطلاقا، ولم أستعد إيماني بالبشر بسببك أنت، ولم تجعليني أبدا أندم على حماقاتي ولا أن أرغب في أن أتغير، أنت حتى لم تحدثي أي فارق في أسلوب تفكيري...
هل تذكرين أنك اعتنيت بي يوما؟ هل حشرت نفسك في تفاصيل معينة من حياتي لم يحشر أي مخلوق قبلك نفسه فيها؟ هل ابتسمت لي حين كنت يائسا؟ هل جلست بجانبي هادئة وصامتة حين كنت خائفا، هل أومأت بثقة واستسلام وأنت تنظرين في عيني بينما كنت أقص عليك ترهات كان المختصون ليعتبروها هلوسات مجنونة، ودليلا قاطعا على فقداني -أخيرا- لصوابي... هل قطبت حاجبيك وضاقت أنفاسك حين تحدثت عن نفسي بسوء، هل اختنقت حين اتهمت نفسي اتهامات قاسية ورميت نفسي بكلام لاذع...
هل قرأت أشياء بدا لك أنها كتبت خصيصا لأجلي؟ هل استمعت لقصص بدا لك أن كتابها ودوا لو يعرفونني لكن ذلك فاتهم فتحلوا بالشجاعة واخترعوني؟ هل جلست مع نفسك ليلة طويلة تحاولين فيها تحليل اقولي وأفعالي ثم تفسيرها ثم الخروج بنتائج قد تعينك على فهمي أكثر..
انت لا تجيدين الإعتناء بنفسك حتى، ولا تنتبهين لأي تفصيل من حولك أصلا، ولا تبتسمين إلا لتجاملي، ولا يعرفك الصمت ولا الهدوء إلا خلال نومك، ولا تثقين حتى بنفسك، ولن تعبأي إن أنا أحرقت نفسي أمامك، وأنت لا تقرأين الكتب ولا يهمك سماع القصص ولا قدرة لك على تحليل ولا تفسير أي قول أو فعل أو حادث ... أنت لا شيء أصلا... أو أنت شيء عادي ككل شيء آخر...
لماذا إذا قلبي يأبى إلا أن يراك استثناءا مذهلا، أو قاعدة لم يجرأ على تطبيقها أحد، لماذا لا أنفك أفتقدك، رغم أني متأكد من كوني منذ وقت طويل لا أعرف كيف يفتقد أحد أحدا...
لماذا أشعر بأنك قد أحدثت بداخلي أثرا اعمق من الذي قد يحدثه من فعل كل هذه الأشياء لأجلي؟ لماذا جعلت كل قواعدي أضحوكة وتوقعاتي مهزلة ومحوت -كأنما كانت مرسومة على الرمل- كل خططي وآمالي ثم خربشت في قلبي على هواك؟ ... لماذا منذ حصلت على حقك الشرعي في الرحيل لا أزال أنبش داخل قلبي لأعرف ماذا أريد حقا مادام الذي ظننتني أريده أصبح في نظري هراءا والذي لم يعبر مخيلتي أصلا لأريده أصبحت لا أقوى على العيش دونه؟
ما الذي فعلته قبل أن ترحلي...
لا تقولي شيئا بربك، فقط لا ترحلي!
Tumblr media
0 notes
amarashimae · 4 years
Text
"بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"
"أذن" قبل أن تشتري مصحفا أو سجادة أو تتخذ لنفسك في بيتك ركنا للصلاة والذكر تذكر أنك حتى في ذكرك لست تذكر إلا بإذن وتوفيق من الله
وفي العادة الإذن يطلب ويسأل عنه ولا يأتي من تلقاء نفسه، إذا أراد الواحد منا مثلا أن يتخذ من قطعة أرض حديقة أو ملعبا فإنه يأتي بإذن من الحكومة ويسعى لأجل ذلك سعيا ويقدم مقابل ذلك ثمنا...
ومثل ذلك، لو أراد أن يتخذ من بيته مسجدا صغيرا مثلا فإنه يطلب من المولى إذنا ويقدم في سبيل ذلك قربانا ما، من متعته أو هواه أو بحبوحة نفسه أو شيئا مثل ذلك...
"ترفع ويذكر" : قبل الأجهزة الباهضة والأثاث الفاخر والذوق الرفيق والألوان المتناسقة والمساحات الشاسعة يرتفع ��در البيت وقيمته بذكر الله..
بعيوننا القاصرة نفاضل بين البيوت بأشكالها وزخارفها، لكن بعيون السماء هنالك بيوت مرفوعة تكاد تصبح كالمساجد لكثرة ما يذكر فيها اسم الله وبيوت لم يؤذن لها أن ترفع..
اللهم إنا نسألك أن تأذن لنا بذكر اسمك وأن ترفع به قلوبنا وأنفسنا وغرفنا وصالاتنا وبيوتنا.
Tumblr media
0 notes
amarashimae · 4 years
Text
Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media
رواية أخف من الهواء
Tumblr media
0 notes
amarashimae · 4 years
Text
Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media
رواية: أخف من الهواء
0 notes
amarashimae · 4 years
Text
.
والضابط النافع في أمر الخُلطة : أن يخالط الناس في الخير كالجمعة والجماعة، والأعياد والحج، وتعلم العلم، والجهاد، والنصيحة ويعتزلهم في الشر، وفضول المباحات، فإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في الشر، ولم يمكنه اعتزالهم فالحذر الحذر أن يوافقهم، وليصبر على أذاهم، فإنهم لا بد أن يؤذوه إن لم يكن له قوة ولا ناصر، ولكن أذى يعقبه عز ومحبة له وتعظيم، وثناء عليه منهم ومن المؤمنين ومن رب العالمين، وموافقتهم يعقبها ذل وبغض له، ومقت، وذم منهم ومن المؤمنين، ومن رب العالمين .
فالصبر على أذاهم خير وأحسن عاقبة، وأحمد مآلاً، وإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في فضول المباحات، فليجتهد أن يقلب ذلك المجلس طاعة لله إن أمكنه، ويشجع نفسه ويقوي قلبه، ولا يلتفت إلى الوارد الشيطاني القاطع له عن ذلك، بأن هذا رياء ومحبة لإظهار علمك وحالك، ونحو ذلك، فليحاربه، وليستعن بالله، ويؤثر فيهم من الخير ما أمكنه .
فإن أعجزته المقادير عن ذلك، فليسل قلبه من بينهم كسل الشعرة من العجين، وليكن فيهم حاضرًا غائبًا، قريبًا بعيدًا، نائمًا يقظانًا، ينظر إليهم ولا يبصرهم، ويسمع كلامهم ولا يعيه، لأنه قد أخذ قلبه من بينهم، ورقى به إلى الملأ الأعلى، يسبح حول العرش مع الأرواح العلوية الزكية، وما أصعب هذا وأشقه على النفوس، وإنه ليسير على من يسره الله عليه .
[ مدارج السالكين لـ ابن القيم ٢ / ٣٩ - ٤٢ ]
106 notes · View notes