نختار فنمضي في مسار ويختار القدر فيتغير ما يأتي وينتهي ما فات ثم نعود ونتذكر المنعطفات وكأن المسارات التي لم نخطها حية والحياة التي اختبرناها واحدة بين حيوات .
كانت مرمية على الرصيف في مدينتي التي يمتنع أهلها عن رمي أي شيء في الشارع.
أردت أن أمضي في طريقي دون توقف لكن نظرة الأطفال شدتني فعدت إليهم وتأملت عيونهم ووجوههم وقرأت أسم المصور.
تخيلت أنهم أطفال من غزة ثم ترددت في بالي أسماء دول ومدن: ربما أفغان أو سوريون أو ربما عراقيون، ربما أحياء وربما موتى. بقايا احتجاج على الحروب او بقايا حياة لم يكن لهم نصيب من فرحها.
مهما كانوا فشيء منهم كان أنا، ذلك الطفل الذي أرعبته الحروب وشردته القنابل.
رفعت الصورة وأنا غير عارف ما عساي فاعل بها، لم أكن أريد للأطفال أن يبقوا وحيدين.