Tumgik
#سبحان الله على جمال الصبر
tadkiraimania · 3 years
Text
Tumblr media Tumblr media
الإسلام يقدّم أعمق تصور لطبيعة الانسان و حقيقته التي عجزت عن معرفتها معظم الأفكار و النظريات الوضعية التي أخضعت الإنسان لمختلف الحتميات الأرضية كحتمية التاريخ أو الاقتصاد أو الجنس أو الغريزة أو غيرها من الماديات، و مثلها في التطرف تلك النظريات و التصورات التي ألّهت الإنسان حين أطلقت حريته إلى غير حدّ و فوّضت إليه أمر الكون دون قيد أو شرط.
إن جميع هذه التصورات تعدّ خاطئة في فهمها لحقيقة الإنسان لما تنطوي عليه من تطرف و انحياز إلى جانب منه دون آخر، و يتفرد الإسلام بفهمه الواقعي العميق لتلك الحقيقة التي يستوحيها التصور الإسلامي في تصوير الإنسان، فهو ليس إلهاً و لا راغباً في أن يكون إلهاً أو شِبه إله، و هو من جهة اخرى ليس كمية سالبة تتحكم فيها قوى الاقتصاد و المادة و مختلف الجبريات الأرضية، و هو كذلك مخلوق ليس بالملاك و لا بالشيطان، و إنما هو إنسان مشتمل على قدرات و طاقات ترفعه إلى أعلى حين يعرفها و يحسن استخدامها و لكنه مشتمل كذلك على منافذ للضعف و منافذ للغزو ينفذ منها عدوه الأصيل (الشيطان)، و الإنسان يصور في لحظة القوة و لحظة الضعف، يُهْتَفُ له دائماً من جانب الصعود، و جانب الهبوط موجود من نفسه يحتاج إلى الوعي به، و لحظة الضعف تحتاج إلى تسجيل لكونها دافع قوي يؤدي إلى كشف و إظهار و تحريك مكامن القوة في شخصية الإنسان متمثلة في تصويره متوازناً بانطلاق كل طاقة من طاقاته في حدودها الخاصة، و توازن قواه المتفاعلة في كيانه: لأن التوازن هو الاعتدال الذي قامت به السماوات و الأرض.
الإنسان مجبول على الضعف
أصل خَلْق الإنسان أنه ضعيف، فالطبيعة البشرية مجبولة على الضعف و الوهن، فمهما علت النفوس و تكبَّرت، فهي في حقيقتها ضعيفة، و لا تقوى إلا على ما يناسبها.
قال الله جل و علا: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَ شَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَ هُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ﴾ [الروم-54].
و قوله تعالى: { وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا } [النساء-28].
و حقا ما قال ربنا سبحانه و تعالى: { وَ خُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا }،
و قد ذكر ابن الجوزي رحمه الله ثلاثة أقوال في الآية فقال: ” في المراد بـ ( ضعْف الإنسان ) ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه الضعف في أصل الخلقة، قال الحسن: هو أنه خُلق من ماءٍ مهين .
و الثاني: أنه قلة الصبر عن النساء، قاله طاووس، و مقاتل.
و الثالث: أنه ضعف العزم عن قهر الهوى، و هذا قول الزجّاج، و ابن كيسان ".
و يقول ابن القيم رحمه الله بعد أن ذكر بعض أقوال السلف في تفسير الآية: ” و الصواب أَن ضعفه يعم هذا كله، و ضعفه أَعظم من هذا و أَكثر: فَإنه ضعيف البنية، ضعيف القوة، ضعيف الإرادة، ضعيف العلم، ضعيف الصبر، و الآفات إليه مع هذا الضعف أَسرع من السيل في الحدور” (طريق الهجرتين).
و يقول العلامة السعدي رحمه الله : " ضعف الإنسان من جميع الوجوه، ضعف البنية، و ضعف الإرادة، و ضعف العزيمة، و ضعف الإيمان، و ضعف الصبر، فناسب ذلك أن يخفف الله عنه ما يضعف عنه و ما لا يطيقه إيمانه و صبره و قوته ” (تيسير الكريم الرحمن).
نعم خلق الإنسان ضعيفا، فهو ضعيف في تصرفه و إدراكه، قد يتصور البعيد قريبا و القريب بعيدا، و النافع ضارا و الضار نافعا، و لا يدرك النتائج التي تتمخض عن تصرفاته.
فالضعف الإنساني سمة تلازم الإنسان من لحظة البداية في خلقه. فهل تَذكَّر الإنسان ذلك؟ و هل فكر الإنسان في أصل تكوينه؟ إنه تراب الأرض، و هل أدرك الإنسان أنه خُلق من عدم و لم يكن شيئاً؟ و هل فكر الإنسان بالقدرة التي أوجدته من العدم و كَّونته من التراب ؟
و هل فكر الإنسان لحظة و استشعر مراحل ضعفه و وهنه؟
إن الإنسان هو صنعة الله تعالى المحكمة الدقيقة، و هذا الإنسان الذي يبدو للوهلة الأولى في منتهى البساطة مشتمل على كل أشكال التعقيد، إنه يبدو قوياً مخيفاً مع أنه في حد ذاته ضعيف في كل جانب من جوانب شخصيته ضعفاً لا يوازيه شيء سوى ما يدعيه من القوة و العزة و السطوة.
و يزداد ظهور ضعف الإنسان حين يدخل الإنسان في صراع بين عقله و مشاعره، حيث يجد الانسان نفسه عاجزاً عن دفع مشاعره و الخلاص من وساوسه، و التغلب على مخاوفه، أو معرفة مصدرها في بعض الأحيان، ليدرك الانسان في كل لحظة أنه مع طموحه إلى السيادة و السيطرة على الأرض و غزو الفضاء، فهو عاجز عن السيطرة على نفسه!
فالإنسان ضعيفٌ بكل ما تعنيه كلمة الضَّعفِ، و هذا الضَّعفُ هو ما جعله أهلاً لحمل صفتينِ مُلازمتين له و هما الظلمُ و الجَهل { إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا } [الأحزاب-72].
صفة الضعف التي تلازم الإنسان طوال حياته هى السمة المميزة له في مقتبل العمر و فى خريف حياته.
و سبحان الله الخالق العظيم، فقد جعل مشوار حياة الإنسان يبدأ بالضعف، و ينتهي به، حتى و إن كان في ريعان شبابه و قمة عنفوانه، فهو ضعيف.
إنَّ ضعفَ الإنسان عامٌّ، و يشملُ الطبائعَ الخَلْقيّةَ، يولدُ الإنسان ضعيفًا صغيرًا باكيًّا، لا يستطيعُ أن يؤمِّن قوتَ يومِه، لكنّ عودَه يشتدُّ حين يكبُر، ثمَّ يُرَدُّ إلى ضعفِه في أرذل العُمُر، و يشمَلُ الطبائع الخُلُقي��ة، فالإنسان ضعيفٌ أمامَ الشهواتِ و المُغرِياتِ فهذا نبيّ الله آدمُ و زوجتُه حواء أكلا من الشجرةِ التي نهاهُما عنها اللهُ، مع أنَّهما كانا في الجنَّةِ، لكنَّ نفسَهما ضَعفَت أمام وساوس الشيطان، فإذا عَلِم المرءُ أنَّ الإنسان ضعيفٌ بطبعه، سعى إلى تقوية نفسه، و لأنَّ الإنسان في خُسرانٍ منذُ لحظةِ ولادته فإنَّ ساعةَ موته تقترب، فعندما يوقن المرء بذلكَ، ينصحَ نفسَه و من يلوذ به بالبِدار، لأنّه كما قال الشاعر أبو العتاهيّة:
بين عينيّ كلِّ حيٍّ
عَلَمُ الموت يلوحُ
و نرى الانسان ضعيفا أمام دوافع النوم (الموتة الصغرى)، فلا غلبة له عليه، يطرحه النوم أرضاً، حتى و إن كانت قوته تصارع و تقهر العتاة من البشر.
و المرض، في أوهن أشكاله و مسبباته، يقهر الإنسان و يوهن صحته، و يحد من نشاطه، و قد ينال من جسده و يضعف من قوته، فيصبح الانسان عاجزاً لا يقوى على رعاية نفسه؟
و الإنسان ضعيف بالخوف من المجهول و الموت، فالخوف واقع فطري موروث قائم في التكوين النفس للإنسان، قال الإمام الغزالي: " الخوف عبارة عن تألم القلب و احتراقه بسبب توقع المكروه في الإستقبال ".
و الإنسان ضعيف حين يصيبه اليأس و الإحباط، حيث يصبح يائساً و يملأ قلبه الإحباط و القلق عندما يمسه الشر، و تتلاشى ثقته برحمة الله، و ما يدلّ على ذلك قوله تعالى: { وَ إِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَ نَأَى بِجَانِبِهِ وَ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوساً } [الإسراء-83].
ضعف الإنسان أمام الذباب
و من بليغ تعاليم القرآن و تربيته للإنسان، ذلك المثل الذى ضربه الله لبيان ضعف الإنسان مهما كان قويا، ذلك المثل الوارد فى خواتيم سورة الحج { يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابا وَ لَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَ إِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَ الْمَطْلُوبُ } [الحج-73].
هكذا يرى القوي نفسه ضعيفا أمام الذباب، صورة تتكرر كثيرا سواء مع الذباب أو البعوض... إلخ. فإذا كنت أيها الإنسان لقمة سائغة للذباب، فلماذا التجبر على ضعفاء البشر؟ و لماذا هذا الكبر غير المبرر؟ و قد حدث أن أحد الأمراء طلب حضور الإمام مالك رحمه الله إلى قصره ليستفتيه فى مسألة، و كان مالك لا يدخل بيوت الأمراء، فبعث بأحد تلاميذه و هو الشافعي رحمه الله، و كان صغير السن، و رأى الأمير أن حضور ذلك الصبى إهانة له، فأراد الأمير تحقير الصغير و إشغاله بمعضلة علمية ظاهرها السهولة، فقال الأمير للشافعي: قبل أن أسألك عن مسألة الميراث، قل لي أولا لماذا خلق الله الذباب؟ و أدرك الصبى تكبر الأمير و أنه بحاجة إلى درس ينجيه من غروره.
فأجاب الصبي: خلق الله الذباب لإذلال المتكبرين، قال الأمير: كيف؟ فقال الصبي: إن الذباب يقف على القذر، ثم يقف على وجه الآدمي فلا يستطيع رده و لا استرداد ما أخذه من دمه؟ ضعف الطالب و المطلوب!
ضعف الرجل و ضعف المرأة
قال الله تعالى: { وَ خُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا } [النساء-28]، إن هذه الآية تُبيِّن أن الإنسان مهما أوتي من قوة و عظمة يبقى ذلك الإنسان الضعيف، الذي تُذِلُّه أقل الشهوات و النزوات، و تُضعِفه أدنى المؤثرات و المغريات.
جاءت هذه الآية في سياق بيان ما حرَّمه الله و ما أحلَّه من نكاح النساء؛ فبعد أن بيَّن سبحانه ما حرَّمه من نكاح المحارِم، ندب سبحانه عباده إلى الزواج مما أحلَّه لهم من النساء، ثم أتبع سبحانه ذلك ببيان آخر، بين من خلاله ما فطر الله عليه الإنسان من ضعف.
و المنحى العام لأغلب المفسرين أن المراد بـالضعف ضعف الرجل أمام المرأة، و ضعف المرأة أيضًا أمام الرجل؛ إذ إن كلًا منهما فُطِرَ على الميل للآخر و الانجذاب إليه، فأراد الله سبحانه بعد بيانه ما حرَّمه من النساء و ما أحلَّه، أن يُنبِه كلًا من الرجل و المرأة إلى هذا الضعف الذي فُطِروا عليه، و أنه ينبغي لكل منهما أن لا ينساق مع هذا الضعف، بل عليه أن يضبطه بضوابط الشرع، و يُهذِّبه بحيث لا يكون سائقهما إلى ارتكاب ما حرَّم الله من الزنا و الفواحش.
و قد أقر ابن حزم في باب قبح المعصية بأن الرجل و المرأة في احتياج متساوٍ لقمع الشهوة على عكس الرأي الشائع في ذلك، إذ أورد حديث الرسول صلى الله عليه و سلم: من وقاه الله شر اثنتين دخل الجنة، فسُئِل عن ذلك فقال: ما بين لحييه (اللسان) و ما بين رجليه (الفرج) و علق قائلًا: «و إني لأسمع كثيًرا ممن يقول الوفاء في ��مع الشهوات في الرجال دون النساء. فأُطيل العجب من ذلك، و إن لي قولاً لا أحول عنه: الرجال و النساء في الجنوح إلى هذين الشيئين سواء» (كتاب طوق الحمامة).
و سُبقت الآية الكريمة بآية تُفيد أن أصحاب الشهوات و النزوات يريدون من المؤمنين أن ينساقوا وراء شهواتهم، و يخضعوا لهذا الضعف الذي فطروا عليه، قال تعالى: { وَ يُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا } [النساء-27]، أي: أن تنحرِفوا عن الصراط المستقيم إلى صراط المغضوب عليهم و الضالين (موقع الإسلام).
و قد يحسب كثير من الناس أن التقيد بمنهج الله -و بخاصةٍ في علاقات الجنسين- شاق مجهد. و الانطلاق مع الذين يتبعون الشهوات مُيسَّر مريح! و هذا وهمٌ كبير، و زلل خطير.. و ذلك أن إطلاق الشهوات من كل قيد؛ و تحرِّي اللذة وحدها في كل تصرُّف، و جعلها وحدها هي الحكم الأول و الأخير، و التجرُّد في علاقات الجنسين من كل التزام أخلاقي و اجتماعي... هذه كلها و إن كانت تبدو لصاحبها يُسرًا و راحةً و انطلاقًا، و لكنها في حقيقتها مشقة و جهد و بلاء. و نتائجها في حياة الفرد و المجتمع نتائج مؤذية مُدمِّرة ماحقة.
و النظر إلى الواقع في حياة المجتمعات التي "تحرَّرت!" من قيود الدين، و الأخلاق، و الحياء في هذه العلاقة، يكفي لإلقاء الرعب في القلوب. و يكفي أيضًا لإطلاق صافرة الإنذار مُعلِنَة ما يحيق بهذه المجتمعات من خطر مُحدِق، و مُنذِرة بما سيؤول إليه مستقبل تلك المجتمعات من دمار مشؤوم.
أليس ما نرى و ما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي من كلام الغزل و الحب و العشق بين الجنسين، و كل ذلك يرافقه نشر صور البنات الجميلات متبرجات سافرات أو نشر صور لهن شبه عاريات و مرتميات في أحضان الفتيان! أليس هذا تعبير صارخ عن مدى ضعف أو انتكاس للفطرة، و قبح ما وصل إليه الفتيان و الفتيات أبناء و بنات الإسلام؟
ليست كل صاحبة وجه جميل جميلة، فالجمال لا تحكمه الملامح الخارجية للجسد و الشكل ما هو إلا إطار، أما الصورة الحقيقية فهي في أعماق و نفس و سلوك صاحبة الإطار. و الجمال المعروض في كل مكان هو جمال مزيف مغشوش جمال تجاري مصنوع؛ و ماذا يفيد هذا الشكل الجميل الممسوخ إن لم يكن لجمال الروح و جمال الخلق و الدين وجود ؟!
طبعا للحب مكانته و قدره في ديننا، فهو حقيقة إنسانية واقعة، بعيدًا عما أصابه من فكر خاطئ و فهم مغلوط، و رسولنا صلى الله عليه وسلم هو آية المحبين عندما قال عن خديجة رضي الله عنها: ( إني رزقت حبها ) [رواه مسلم]، لكن هذا الحب الذي اعترف به الإسلام، و جعل له قدره و شأنه، ليس هو ما نراه في مواقع التواصل الاجتماعي و الشوارع والمنتزهات و المقاهي و غيرها.
لقد تبدلت هذه العاطفة السامية، و صارت مرادفة لنداء الرغبة و الشهوة و الجنس الرخيص، و خرجت على حدود العلاقة التي قررها التشريع الإسلامي، و نظمها بين الرجل و المرأة في إطار الزواج.
إن الشيطان لا ييأس من غواية ابن آدم، ويتدرج معه حتى يصل به إلى الفاحشة العظمى، وللعشق مراحل كحلقات السلسلة بعضها ينقل إلى بعض. لهذا قيل: الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده.
إن وقوع الفتى في عشق الفتاة و العكس، و ما يتبع ذلك من تجاوزات لا تأبه لخوف من الله تعالى أو رادع من ضمير، أو احترام لتقاليد و عادات المجتمع، له أسباب و دوافع عديدة يمكن إجمالها في:
1- الجهل بالدين.
2- قلة الحياء من الله سبحانه وتعالى.
3- غياب القدوة الصالحة عن الشباب.
4- سوء التربية و انشغال الأب و غفلة الأم، بعد أن صارت الأسرة -إلا نادرًا- مكانًا للتعليم فقط لا للتربية.
5- الصحبة الفاسدة: فللصحبة الصالحة آثار لا تنكر و للصداقة الفاسدة أضرار لا تخفى.
6- الفراغ القاتل: فإذا كان القلب فارغًا، فإنه يأمر الجوارح بكل خسيسة، و لذلك فإن شباب اليوم يعاني فراغًا عظيمًا على كل المستويات، فراغًا عقليا، و فراغًا قلبيا، و فراغًا نفسيا.
7- المثيرات الخارجية من أفلام و مسلسلات و أغان تشجع على الرذيلة، و تدفع للهيام، و التعلق بالمحبوب، و من تبرج للنساء و التعري الفاضح.
ففي دراسة أجريت على 500 فيلم تبين أن 72% منها يتحدث عن الحب و الجريمة و الجنس.
كما أظهرت دراسة أمريكية أن 29.6% من أفلام الأطفال تتحدث عن الحب بمفهومه الشهواني الخاطئ (موقع أقلام).
8- الاختلاط غير المنضبط و الثقة المبالغ فيها بين الفتى و الفتاة (و الاختلاط في العالم الافتراضي أسوء من اختلاط الواقع، لأنه عالم مخفي عن مراقبة أعين الناظرين، يحول نمنمات الكلمات و حنين الرغبات إلى أفعال و ممارسة للشهوات التي يتم نقلها إلى الواقع الفعلي).
و من الطبيعي أن يثمر الفهم المغلوط لعاطفة الحب بين الفتيان و الفتيات عواقب وخيمة تترك آثارها على الجميع، و منها:
- الصد عن الحق و النفور منه.
- ظلام القلب و سواده.
- دنو الغاية و حقارة الهدف.
- عذاب القلب و شغله بمن يحب، و ما في ذلك من صد عن ذكر الله.
- ضياع الوقت فيما لا يفيد.
- العمى عن العيوب.
- ضياع المال و تبديده فيما لا يحل.
- سخط الله، و غضبه لما فيه من معاداة أوامره، و ارتكاب نواهيه.
- تلويث السمعة و ضياع العرض بحلو الكلام، و جميل الحديث (موقع بصائر).
لماذا خلق الإنسان ضعيفا؟
الإنسان مخلوق أودع الله فيه من الطبائع و الغرائز ما يشده إلى طينيته التي هي مادة خلقه { وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُون } [الحِجر-26]، و كرمه و شرفه بأن نفخ فيه من روحه: { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ } [الحِجر-29] فكان فيه ذلك الجانب الروحي الذي يرتقي به و ينتشله من أوحال الطين، فيبلغ بذلك مرتبة يكون فيها أفضل من الملائكة على رأي الجمهور من العلماء، و المؤمن يدرك بأن عبوديته لله هي حقيقة وجوده لا انفكاك له منها في كل أطواره و أحواله، فإن كان في نعمة الطاعة: فمن صدق عبوديته أن يشكر الله على ما هو فيه و يراقب بواعث عمله و صدق نيته و إخلاصه، و إن كان في غير ذلك: قام على نفسه بتعهدها بالتوبة و الندم و حملها على ما يرضي الله و تعبد لله لينتقل من ضعف المعصية إلى قوة الطاعة، و من ظلام الشيطان إلى أنوار الرحمن.
الله جل جلاله خَلَقَ الإنسان ضعيفاً لأن سعادة الإنسان لا تكون إلا بالله عزَّ و جل، و ما خلَقه ضعيفاً إلا ليكون ضعفُه دافعاً له إلى باب الله، ليتَّصل به، ليلوذَ بحماه، ليقْبِل عليه، ليلجأ إليه، ليحتمي به. الضعف في الإنسان وسيلةٌ و ليس هدفاً، وسيلةٌ لدفعه إلى باب الله، وسيلةٌ لإقباله على الله، لو أن الإنسان خُلِقَ قوياً لاستغنى بقوته عن الله، فشقي باستغنائه عن الله، خلقه ضعيفاً ليفتقر في ضعفه، و ليُقْبِل على الله عزَّ و جل، فيسعد بافتقاره إليه.
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً، وَ إِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً، إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾ [المعارج: 19-22].
فالإنسان إذا عرف أنه ضعيف أقبل على الله فأصبح أقوى الأقوياء، إذا أراد أن يكون أقوى الناس فليتوكَّل على الله، و إن أراد أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يدي الله أوثق منه بما في يديه، و إذا أراد أن يكون أكرم الناس فليتقِ الله سبحانه و تعالى (موسوعة النابلسي).
كيف يقاوم الإنسان ضعفه؟
كيف يكون حال الأفراد الذين يقولون: عندنا معاصي لا نستطيع أن نفارقها، و شهوات واقعون فيها لا نستطيع أن نبارحها، و عندنا ضياع أوقات من مشكلاتنا و ندخل في مشاريع فلا نكمل، و تنقطع بنا السبل، و نعيش في فوضى، و حياتنا ليست مرتبة على حسب الشريعة؟
لا شك أن علاج كل هذه المشكلات، و علاج قضية عدم الجدية في الالتزام بالإسلام من هذه الأوقات الضائعة، و الالتزام الناقص، و مظاهر نقص الاستقامة، لا شك أنها لا تعالج إلا بإرادة قوية و همة عالية.
و نحن نتلفت لعلاج أنفسنا إلى الأنبياء و الصحابة و التابعين و العلماء و الشهداء الذين قضوا نحبهم و هم مقيمون على طاعة الله، أولئك الذين أخبر الله تعالى عنهم بأنهم: { صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَ مِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } [الأحزاب-23].
أولئك أصحاب الهمم العالية، و العزائم القوية، و الإرادات التي جعلت أصحابها في ذلك المستوى الإيماني المرتفع.
إن نبذ مسألة الضعف و العجز و الكسل و التحير و الاضطراب و التردد في حياتنا، و الإقدام على الأمور بالحزم و العزم. هذا المفهوم قد علمه لنا النبي ﷺ في حديث عظيم: عَنْ أبي هُريرةَ رضْيَ اللهُ عنه قالَ: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه و سلَّمَ: ( المؤمنُ القويُّ خيرٌ و أحبُّ إلى اللهِ مِنَ المؤمنِ الضَّعيفِ و في كلٍّ خيرٌ. إحْرِصْ على ما يَنفعُكَ، و اسْتَعنْ باللهِ و لا تَعجزْ. و إنَّ أصابك شيءٌ فلا تقلْ: لو أنِّي فعلتُ كان كذا و كذا، و لكن قُلْ: قدَرُ اللهِ و ما شاءَ فَعَل، فإنَّ (لَوْ) تَفتحُ عملَ الشَّيطانِ ) [رواه مسلم].
قال العلَّامةُ ابنُ عثيمين رحمه الله:
" المؤمن القوي: يعني في إيمانه، و ليس المراد القوي في بدنِه؛ لأن قوة البدن قد تكون ضررًا على الإنسان إذا استعمل هذه القوة في معصية الله، فقوة البدن ليست محمودة و لا مذمومة في ذاتها، إن كان الإنسان استعمل هذه القوة فيما ينفعه في الدنيا و الآخرة صارت محمودة، و إن استعان بهذه القوة على معصية الله صارت مذمومةً.
و قوله: خيرٌ يعني: خير من المؤمن الضعيف، و أحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، ثم قال عليه الصلاة و السلام: و في كُلٍّ خيرٌ ، يعني المؤمن القوي و المؤمن الضعيف كل منهما فيه خير. و إنما قال: و في كلٍّ خيرٌ؛ لئلا يتوهم أحد من الناس أن المؤمن الضعيف لا خير فيه، بل المؤمن الضعيف فيه خير، فهو خير من الكافر لا شك.
ثم قال عليه الصلاة و السلام: إحرصْ على ما ينفعُك؛ هذه وصية من الرسول عليه الصلاة و السلام لأمته، و هي وصية جامعة مانعة احرصْ على ما ينفعُكَ يعني أجتهد في تحصيله و مباشرته، و ضد الذي ينفع الذي فيه ضرر، وما لا نفع فيه و لا ضرر، و ذلك لأن الأفعال تنقسم إلى ثلاثة أقسام: قسم ينفع الإنسان، و قسم يضره، و قسم لا ينفع و لا يضر.
فالإنسان العاقل الذي يقبل وصية النبي صلى الله عليه و سلم هو الذي يحرص على ما ينفعه، و ما أكثر الذين يضيعون أوقاتهم اليوم في غير فائدة، بل في مضرة على أنفسهم و على دينهم، و على هذا فيجدر بنا أن نقول لمثل هؤلاء: إنكم لم تعملوا بوصية النبي صلى الله عليه و سلم؛ إما جهلًا منكم و إما تهاونًا، لكن المؤمن العاقل الحازم هو الذي يقبل هذه النصيحة، و يحرص على ما ينفعه في دينه و دنياه.
و في قوله: احرص على ما ينفعك؛ إشارة إلى أنه إذا تعارضت منفعتان إحداهما أعلى من الأخرى، فإننا نقدم المنفعة العليا؛ لأن المنفعة العليا فيها المنفعة التي دونها و زيادة.
و قوله عليه الصلاة و السلام: و استعن بالله: ما أروع هذه الكلمة بعد قوله: احرص على ما ينفعك؛ لأن الإنسان إذا كان عاقلًا ذكيًّا فإنه يتتبع المنافع و يأخذ بالأنفع و يجتهد و يحرص، و ربما تغره نفسه حتى يعتمد على نفسه و ينسى الاستعانة بالله، و هذا يقع لكثير من الناس، حيث يعجب بنفسه و لا يذكر الله عزَّ و جلَّ و يستعين به، فإذا رأى من نفسه قوة على الأعمال و حرصًا على النافع و فعلًا له، أعجب بنفسه و نسي الاستعانة بالله، و لهذا قال: احرصْ على ما ينفعك و استعنْ باللهِ، أي: لا تنس الاستعانة بالله و لو على الشيء اليسير، و في الحديث: «ليسأل أحدكم ربَّه حاجتَه حتى يسأله الملح، و حتى يسأله شِسْعَ نعله إذا انقطع»، يعني حتى الشيء اليسير لا تنس الاستعانة بالله عزَّ و جلَّ، حتى و لو أردت أن تتوضأ أو تصلى أو تذهب يمينًا أو شمالًا أو تضع شيئًا فاستحضر أنَّك مستعينٌ بالله عزَّ و جلَّ، و أنه لولا عون الله ما حصل لك هذا الشيء.
ثم قال: و لا تعجز ، يعني إستمر في العمل و لا تعجز، و تتأخر، و تقول: إن المدى طويل و الشغل كثير. فما دمت صممت في أول الأمر أن هذا هو الأنفع لك و استعنت بالله و شرعت فيه فلا تعجز.
ثم قال عليه الصلاة و السلام: فإنْ أصابك شيءٌ فلا تقلْ: لو أني فعلتُ لكان كذا و كذا؛ و يعني بعد أن تحرص و تبذل الجهد، و تستعين بالله، و تستمر، ثم يخرج الأمر على خلاف ما تريد، فلا تقل: لو أني فعلت لكان كذا؛ لأن هذا أمر فوق إرادتك، أنت فعلت الذي تؤمر به، و لكن الله عزَّ و جلَّ غالب على أمره ﴿ وَ اللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَ لَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف-21].
و لهذا قال: و لكن قلْ: قدَرُ اللهِ؛ أي هذا قدَرُ اللهِ، أي تقدير الله و قضاؤه، و ما شاء الله عزَّ و جلَّ فعله ﴿ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴾ [هود-107]، لا أحد يمنعه أن يفعل في ملكه ما يشاء، ما شاء فعل عزَّ و جلَّ و لكن يجب أن نعلم أنه سبحانه و تعالى لا يفعل شيئًا إلا لحكمة خفيت علينا أو ظهرت لنا، و الدليل على هذا قوله تعالى: ﴿ وَ مَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [الإنسان-30]، فبيَّن أن مشيئته مقرونة بالحكمة و العلم، و كم من شيءٍ كره الإنسان وقوعه، فصار في العاقبة خيرًا له، كما قال تعالى:﴿ وَ عَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [البقرة- 216].
و الله، لو أننا سرنا على هدي هذا الحديث الشريف لاسترحنا كثيرًا، لكن تجد الإنسان منا:
أولًا: لا يحرص على ما ينفعه، بل تمضي أوقاته ليلًا و نهارًا بدون فائدة، تضيع عليه سدى.
ثانيًا: إذا قدر أنه اجتهد في أمر ينفعه، ثم فات الأمر، و لم يكن على ما توقع، تجده يندم، و يقول: ليتني ما فعلت كذا، و لو أني فعلت كذا لكان كذا، و هذا ليس بصحيح. فأنت أدّ ما عليك، ثم بعد هذا فوض الأمر لله عزَّ و جلَّ " (شرح رياض الصالحين/بتصرف).
51 notes · View notes
ihsanwahaq · 5 years
Text
(1) انا بنت هتم 21 كلها أيام اكتشفت اني قضيت حياتي مهتمه بالدراسة والأدب والأخلاق وازاي ارفع راس بابا بيا وعشت خايفه من فكرة الحب وأنه بيأذي ف غير حلال ربنا والخ..ونسيت أكون بنوته طول عمري بلبس عبايات سودا وطرح طويلة ومن سنه ونص انتقبت يعني حاسه اني مش أنثى فاهماني؟ مبحبش الميكب اوي عايزة أبقى أنثى ..
ج / العبايات السودا والطرح الطويلة مش قلة أنوثة.
الأنوثة شعور داخلي، مالهاش علاقة بقلة الحيا.
...
(2) طب أنمي الشعور ازاي؟ يعني ايه انوثه أساسا؟
ج / يا إلهي!
السؤال دا بجد؟ :')
ربنا سبحانه وتعالى خلقنا مختلفين، خلق حواء من آدم، لتكون له سكنًا، فماتبقاش عارف هو مين اللي جزء من التاني، شيء عجيب، يحميها بالعقل والقوة الجسمانية، وتحميه بالعاطفة والرحمة واللين. من غيرها كان استوحش الجنة وهي جنة، بكل ما فيها من نعيم، ومن غيره ماكانتش اتوجدت.
ولولا النساء ما وُجد العشق، والجنون فنون، والعشق أحد فنونه :'))
فشيء لطيف للغاية.. صح؟
وجودنا جميل.
تخيلوا للحظات كوكب عليه رجال بس، مافيش ألوان ولا هيبقى فيه أي نوع من المشاعر اللطيفة، حتى لو ولد طلع وقال بحب الرسم أو الورد كانوا هيوءدوه 😂 اللي هو ماله دا؟ كانوا هيبقوا مكشرين طول الوقت، وقاعدين في زون الولا حاجة.
لكن بوجود النساء وجد الجمال، بأنواعه، والحروب كذلك 😂 فإحنا مؤثرين في مجرى التاريخ يا خوانا افتخروا بدا.
ستي الله يرحمها كانت دايمًا تقولنا "البيت ست، لو انصلح حالها ينصلح البيت، حتى لو كان راجلها فاسد، بينصلح".. أنا يمكن مش مؤمنة أوي باحتواء الشياطين وإعادة تربيتهم بس هي كانت دايمًا بتُجزم إن النساء يستطعن. يستطعن زراعة الزهور في الصخور، واستئناس الوحوش، وكل التخيلات اللي في ديزني لاند دي. قوة سحرية مثلا؟
دايمًا بيتقال البيت اللي مافيهوش بنات كئيب.
رغم إننا مشهور عننا النكد، بس لينا تاتش جميل ومبهج من حيث الألوان وتناسقها والحاجات الهاند ميد المبهجة للغاية والاهتمام بالتفاصيل، مهما كان فيه رجال مهتمين بالنظام والتفاصيل مابيبقوش عندهم روح في اللي بيعملوه زينا.
وعموما حتى نقطة النكد دي مغالطة شنيعة يعني، الرجال أكثر دراما مننا بس هم مش بيلاحظوا دا، ومش بيحكوه لبعضهم عموما، بيحكوهلنا إحنا ثم ينسوا لما يعودوا للواقع.
بذكر في النقطة دي يوم ما النبي صلى الله عليه وسلم أتاه الوحي وحيدًا في الغار وعاد مهرولًا مفزوعًا صلوات الله عليه وتسليمه، وأول شخص خطر بباله الاستنجاد به كانت السيدة خديچة رضي الله عنها وأرضاها، وكانت فعلا أهل للموقف دا، استقبلته وهدأت من روعه وزملته ثم سمعته .. سمعت مخاوفه ومن غير تكذيب، احتشمت وتحجبت وسألته أن ينام على فخديها، ثم سألته "أتراه؟" فكان شايفه فخلعت حجابها وحشمتها وأعادت السؤال ولما عرفت إنه ذهب فعلمت أنه ملك لا شيطان فاستبشرت وبشرت النبي صلى الله عليه وسلم .. موقفها عظيم فيه من العاطفة والحكمة والأمومة ما فيه .. بحب جدا جملة "كلا .. والله لن يخزيك الله أبدًا" وكل مرة بقرأها ببكي، المشهد كله مُبكي كأن ترى النبي صلى الله عليه وسلم خائفًا فداه روحي والله :'))
المهم .. من إعداد النبي صلى الله عليه وسلم للنبوة كان زواجه من السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها وهي تكبره سنًا فتعلم كيف تتعامل مع مخاوفه :))
جماعة اقروا "صادق بكة" وابكوا كتير في المشهد دا زيي 😅
فتخيلوا أولى لحظات استقبال الوحي يشاركها النبي امرأة! فياللعظمة والله!
أنا عاوزة أرغي والآسك مش سامحلي فاسمحولي بلغبطة الأفكار اللي عمالة بتيجي في بالي وبقولها زي ما هي واعذروني لعدم الترتيب :'))
سبحان الله من المواقف العظيمة جدا اللي بحب حكي الشيخ وجدان لها موقف السيدة هاجر عليها السلام يوم تُركت في الصحراء حيث لا ماء ولا طعام ولا بشر، وغلامها وحيدين.. فسألت "ءالله أمرك بهذا؟"
لم يلتفت عليه السلام وقال "نعم"
فقالت بمنتهى الثبات والإيمان واليقين: "إذن لن يضيعنا الله".
عظيمة سِدتنا هاجر :)) بحس في موقفها بمنتهى الضعف، المسنود بالقوة الإلهية، لا حول لنا ولا قوة فعلا، إلا بالله.
كنت كل مرة بسمع القصة بنبهر، هي إزاي عندها اليقين والتوكل دا؟
الشيخ وجدان بيوصف فعلها ويحثنا عليه بوصفه "هاجرية القلب" فلما تحبوا تبقوا أقويا فخلوا قلوبكم هاجرية كستنا هاجر :))
بس تسكت؟
لأ، وليدها بيبكي من الجوع، ودا أكتر موقف النساء ممكن يضعفوا فيه، مافيش حاجة في إيديها :') فتهرول وتدور على ماء، مش بس مرة، ولا اتنين، ٧ مرات .. يعني كانت هتكتشف إيه طيب لو ماكانتش لقته من أول مرة! تلك والله عظمة العاطفة المتغلبة على المنطق.. أمومة ورحمة :))
ولما الماء يخرج من الأرض تخاف فتقعد تحاوطه "تزمه" ويُقال لو ما كانتش عملت دا كانت زمزم ممكن تبقى نهر، لكن مشيئة الله سبحانه وتعالى :))
سبحان الله أن خلقها ضعيفة، تقوى به :))
وافتكرت موقف أم سيدنا موسى لما خافت على ابنها فألقته في اليم، بدون أي منطق في الفعل، مجرد إحساسها، قلب الأم دلها تعمل كدا، وهو وحي سبحان الله، لكن أقصد إنه فعلا ممكن الأم تعمل شيء في ظاهره قسوة لكنها أبدًا ما تكره ولا تتعمّد.
ولكن ما تركتهوش وخلاص، بعتت أخته تراقبه.
دي الأمومة، اجتماع العقل بالعاطفة.
ثم أخته وحكمتها في إنها تدلهم على أمها ترضعه :)) موقف ذكي جدا أنا بندهش من قوتها وثباتها وحنكتها في التصرف :))
مريم ابنة عمران رضي الله عنها وهي من أكمل النساء، كانت عفيفة وتقية ودي من أهم سماتها فعلا..
السيدة فاطمة بنت محمد صلوات الله عليهما وكمالها وإيمانها وتسليمها التام.
ما جادلت النبي صلى الله عليه وسلم في أمرٍ قط! تخيلوا!
وتحمّلت صعوبة العيش مع زوجها وصبرت على المشقة وهي مَن هي .. رضي الله عنها وأرضاها.
السيدة عائشة رضي الله عنها، كل ما بفتكرها ببتسم تلقائيًا وأفتكر "غارت أمكم" الدلال والجمال والحب والغيرة الأنثوية اللي أدت في مرة من المرات أن كسرت صحن به طعام عشان من زوجة تاني في يومها :')) ومرة تانية تسببت في إنها تُضرب ولأول وآخر مرة من النبي صلى الله عليه وسلم فأوجعها لأنها ظنت إنه ذهب لأخرى في ليلتها فراقبته وخرجت وراه، فأغضبه سوء ظنها في عدله، لما بقرأ الحديث دا ببكي مبتسمة كدا اللي هو إيه كم الحب دا!
ولها ما لها من الفضل أكيد بس بحب غيرتها :').
الصحابية اللي ماتلها ابن رضي الله عنها وأرضاها فصنعت الطعام وتزينت واستقبلت زوجها ثم كلمته بلطف لو حد ساب عندنا أمانة وجه يستردها، تردها؟ فقالها أكيد، فقالت "استرد الله أمانته" فهمها الشديد لمعنى الأبناء وإنهم بس أمانة عندنا نُحسن تربيتهم حتى ما إذا عُرض عليهم الإسلام قبلوه :)) ولكن مش الأباچورة اللي اشتريناها عشان نخاف عليها ونتحكم في مصيرها، ونحزن لفقدها كأننا امتلكناها.
حتى أن أخرى فقدت ابنها فالنبي صلى الله عليه وسلم بيصبرها وهي ماتعرفش إنه النبي من كتر زعلها فقالتله "لم تصب بمثل مصيبتي" ولما قالولها دا النبي واعتذرت فقالها "إنما الصبر عند اللحظة الأولى" فعملت إيه يؤهل قلبها لاستقبال المصائب؟ دا الجزاء.
الصحابية اللي خرجت من الخيمة وقتلت الج��سوس فرآها أحدالكفار فقال "ترك المسلمون في الخيمة رجال".
إحدى النساء كانت تكتب بيمينها وتهدهد ابنها باليسرى واعتذرت لو وجدوا أخطاء في نقلها :))
لا أعرف مفهوم جامع للأنوثة، لكن مافيش امرأة شبه أخرى، ومافيش أنماط.
ولكن هو شعور داخلي بالتميّز، أنا مختلفة عن الآخر، لا أقل منه فبصارع طول الوقت لنيل مكانة زيه، ولا أحسن منه فأعمل فيها سبع رجالة في بعض.
مَن تُجيد طلب العلم فلتطلبه، ومن تجيد الألعاب القتالية فلتقاتل وترفع الأذى عن النساء.. افتكرت موقف قريته في كتاب زمان أوي وكان الكاتب مش فاكراه زعلان من إنه النساء بيبقوا نقط ضعف الرجال في الأسر والحروب .. فكان بيقول تربية النساء إنهم ضعفا بيضعفنا أكتر وأكتر :) .. ومَن تُجيد الطهي فتعزمنا عندها بقى :'))
ليها ميادين كتيرة جدا، أهمها على الإطلاق رعايتها لطفل هيكبر يقول "لا إله إلا الله" كأم الشافعيّ رضي الله عنهما، وأم مالك رضي الله عنهما، وأمها الأئمة أجمعين، ماخلفوش عيالهم للوظايف الحكومية والمرتبات والترتيب عالدفعة والدخول لحضانات بانترڤيوهات عشان يتسابقوا مع غيرهم مين ابنها أحسن من التانية!
خلفوهم لله، أمانات، أجادوا حفظها والحمد لله فربنا يتقبل منهن.
مش كلنا بنُرزق الزواج والإنجاب، وأنا أصغر قليلًا كان من كتر التريأة على رُفعي وتخويفي من الخلفة كنت بظن إني مش ها أرزق بالأطفال. فلما كنت أقرأ في التربية أقول عشان لما أعلم غيري يبقوا أمهات فأبقى كسبت نفس الثواب :') وأتعامل مع الأطفال عموما صح.
فسبحان الله والله، كل واحدة لها ثغر مميزة فيه، لكن في النهاية بنجتمع على شيء واحد.. رقة القلب وشدة العاطفة ..
فاللي مش بتعرف تُحيط نفسها بهالة جميلة تحفظ روحها وقلبها وفطرتها فحقيقي زي ما هي مش بتعرف تحب نفسها، ما بتعرفش تحب غيرها، وبتكون بدل السكن والعطف جحيم.
بدل ما تبقى علم وحكمة ورجاحة عقل وأسلوب جميل ولين، بتبقى سبب في نفور الناس من الدين والحجاب وكل ما يخص المسلمة.
بدل ما تبقى طريق لله لزوجها وأبناءها، بتبقى طريق لمحكمة الأسرة :3
مهم تعرفوا إن الحب بييجي من الداخل، مش لازم تقدير حد لشكلي، دا خلق الله، هل يُعاب!
مش لازم أتعلم عشان يتقال مثقفة، ولا لازم أشتغل عشان أثبت كياني وأقول أنا هنا.. أنا هنا .. شئت أو أبيت، قعدت في بيتنا أو خرجت، أنا هنا بدون أي إضافات.
مهم تعرفوا إن الجمال الداخلي بيُنسينا الظاهر منّا تمامًا، فكم من امرأة جميلة ظاهريًا لا يأنس جليسها!
وكم من امرأة لديها عقل وعلم ومنصب ولا يأنس جليسها؟
وكم من امرأة .. لديها نصيب قليل من الجمال .. وأشياء كثيرة أخرى تحيط بها .. ولكن لا جنال داخلي .. فان اقتربت رُفعت الهالة وأدركت عدم جمالها :')
وكم من امرأة ليس لديها إلا طيب خلق وقوة إيمان ففاضت على من اقترب من جمالها فأصبح جميلًا فقط لأنه في محيطها! :')) بغض النظر أصلا عن جمالها الظاهري، فاكس أوي.
أنا كتبت كتير عن الاهتمام بالبشرة والشعر والصحة والرياضة .. كتبت كتير عن القراءة والعلم .. وكتير عن الأنس بالله ومعرفته.
بس بنسى أقول إني بنزل من بيتنا بأقل مجهود في تحسين المظهر، مجرد فستان وخمار وشنطة وأحيانا كاب :)) بس.
الخمار هو واحد بس الحقيقة، وعندي طرحتين كبار واحدة سادة والتانية مشجرة.
فساتيني من غير أي زينة، بيطلعلي حبوب عادي زيكم وخصوصا في المناسبات، بس ولا مرة كنت في تجمع وحسيت بالدونية -إلا لقلة العلم وبطل أقارن بقالي شهور- فالحقيقة .. بعد الاهتمام الكتير، المهم من جوانا نصدق إننا حلوين.
مش لأي شيء غير إن ربنا صنعنا، وإنه مابيخلقش شيء مالوش قيمة.. فممكن نحمد ربنا على نعمة الوجود؟ الإسلام؟ الأنوثة؟ والجمال..؟
دي ورقة كدا بحط فيها لينكات محاضرات وسلاسل وكتب، أو أسماء لكتب لو ماعرفتش أجيبها pdf، كل ما بفتكر شيء بضيفه ولو قريت حاجة قريب بإذن الله هضيفها فيها:
https://justpaste.it/66xes
دا جروب للمحجبات، أوكاي كل جروبات البنات زنانين وكدا، بس لو حد عنده مشكلة في لفة خمار أو ستايل معين أو مشكله البندانة اللي بتبين الشعر وو هتلاقوا ناس تساعدكم يعني، وشوفوا البحث الأول هتلاقوا أشياء لطيفة:
https://www.facebook.com/groups/631337350298622
ودا جروب روتين الشعر، ابعتوا الطلب كتيييير، مش بيقبلوا من أول مرة:
https://www.facebook.com/groups/621900137980455
ودا أعظم جروب في الحياة :3 .. كل ما بكون بسأل حد على حاجة فيقولي اسألي في وافرز، اللي هو كإنه جوجل بالنسبالنا، حتى لو حاجة ضايعة في مثلث برمودا :3
بيسألوا هناك ع ماسكات وكدا، فممكن تستفيدوا، بس بلاش عك كتير في بشرتكم :') عشان الفتي وحش بردو :))
https://www.facebook.com/groups/queenofalex
ودي صفحة د. مصطفى جمال، صيدلي، وبيساعد البنات :3 عقبال ما يبقالنا بنت كدا:
هتلاقوا عنده علاج مشكلات الشعر والبشرة وحاجات كتير في البايو، ولو مش موجودة في البايو اسألوا وبيجاوب في الغالب، بس كلها كيميكالز حتى لو أقرب للنيتشرل وكدا، عشان صيدلي ومش بيعترف بمفعول الماسكات وبيقول عليها هبل:
https://ask.fm/MostafaGamal773
أميرة صقر
3 notes · View notes
hawary13 · 5 years
Photo
Tumblr media
رحلة كاترين 
الحمد لله حمداً طيباً كثيراً..حقيقةً أنا طوال الرحلة وأنا مستشعر معاني كثيرة جداً تحتاج لوقت كبير للتفكر فيها للتعبير عنها. ولكن الرحلة كانت من بداية التحضير ليها وحتى اللحظة دي وأنا أشعر بقدر عظيم من التيسير والبركة والرحمة من الله..
رحلتي الماضية لكاترين من عامين كنت طوال الرحلة لا حضرني سوى تسبيح الله. استشعاراً بضعفي وضآلتي أمام كل ما قالبت في الرحلة من مخلوقات الله. مخلوقات عظيمة واحدة منها كانت تكفيني أتفكر فيها الرحلة كلها.
الرحلة دي سبحان الله على ما رزقنا فيه من بركة وتيسير بفضل الله وحده ونعم لا حصر لها. بداية من إن مكنش في حجز في أي مكان في كاترين. كل الأماكن ممتلئة. ولكن إرادة الله أن يسوق إليّ صديق كان عايش في كاترين فترة وإكراماً له فضّولنا غرف بعددنا وأزيد كمان غرفة..
حسن تدبير الله في رفقة الرحلة اللي كل حد فيهم كان وجودة مؤثر أضاف لها الكثير من أصغر لأكبر حد.بالرغم إن دي مش أول سفرية ليا لكاترين ولكنها قطعاً أجمل سفرية وأكثرها بركة في كل سفرياتني. تعلمت من الرحلة دي إن نصف متعة تجربة السفر في رفاق الرحلة نفسها.
تدبرت فيما رسخ في قلبي وعقلي من الرحلة وما اكتسبته في الرحلة فكان أعظمه هو تعمق معرفتي بالرجال واستكشافي لجوانب من شخصياتهم ظني كان ن الصعب جداً يظهر في صخب وسرعة المدينة. كل اللي في الرحلة أعرفهم من مدد مختلفة بين السنة والثمان سنوات. ولكن اليومين دول بنوا في علاقتي بهم كسنين في المدينة.
كنت قد قرأت أن كل مدينة تضفي على أهلها سمتاً يتصل بروحها وحقيقتها. فلما عشت سنوات في الإسكندرية فرأيت أن أهلها أكثر وداً ونداوة في التعامل من القاهرة. وأن إيقاع القاهرة السريع فرض على أهلها نوعاً من العملية ونفاذ الصبر والبرجماتية. بحثت في كاترين عما قد يرسخ في نفسي فوجدت الصبر والتجلد الذي ��كما ذكر أخي جامع أن أخر يوم في الرحلة في الطريق لجبل عباس بدأ الكل يندمج مع المكان ويكتسب من وسع الصحراء وسعاً موازياً في صدره ومن صلابة الجبال جلداً وتحملاً وكأننا صرناً جزءاً من الجبل الذي نسير عليه. سبحان من قدر فهدى:))
رأيت في رحلتنا للسيكرت جاردن يقيناً بأن الله موجود. من يعيش في الصحراء ويعلم أن يقيناً أن الله سيسوق له رزقه. فيسوقنا له لمسافة 700 كيلو نقطع المدينة والطرق ونعبر الكمائن ونسير لساعات في صحراء قاحلة لنرزقه رزقه الذي كتبه الله له!
رأيت يقيناً أن معية الله حاضرة لمن استحضرها يقيناً. موجود يستمع ويجيب. كنت أعلم أن السفر من المواضع التي يستجاب فيها الدعاء فدعوت كثيراً فوالله كل ما دعوت به من أدعية وقتيه تحقق وسأخصكم بموقفين على سبيل المثال:لما فكرنا في عيد ميلاد سارة وفكرة المارشميللو ذهبت للشيخ موسى صاحب الكامب فطلبت منه لإشعال حطب لشوي فرد بصلافة وبلا تفكير “ لا مش هينفع النهاردة” بتجهم شديد ودور وشه ومشي. أول الأمر شعرت أن الأمر لن ينقضي. وبعدها بدقائق كان وقت الصلاة فاستبشرت خيراً بلقاء الله صاحب الأمر فطلبت منه التيسير. بعد الغداء ذهت وحضرت طبق المارشميللو وذهبت للمطبخ وطبيت شمع فرآني الشيخ موسى فبش وقال لي “عيد ميلاد؟ كل سنة وانتم طيبين. حالاً نولعلك الحطب. يا إيهاب..  ولع الحطب” :))الموقف الثاني دعوة أخرى لي شهرين أدعوا بها فبُشرت أمس فور رجوعي من السفر بقبولها :)) ووالله ما كان الأمر هين ولكن الله على كل شيء قدير.
وجدت في سفري امتلاكي لكثير من الرفاهيات التي تملكتني مع الوقت فأصبحت تابعاً لها ملبياً لسطوتها علي. فبعد قضائي للثلاث ليالي بدون الكثير من الأدوات التي أستخدمها في يومي من هاتف وإنترنت متصل على مدار الساعة وتكييف وكراسي مريحة وغيره و ربما بأقل من عُشر مجهود يوم من أيام الرحلة أدركت كم أنا مُنعم وأحتاج أن أخشوشن في حياتي وأعيد النظر فيما أنا فيه من رفاهيات تزيد من قنوطي وكسلي وتثبتني إلى الأرض.
لمست في صديقي حمزة من مجلسنا ليلة ال السيكرت جاردن  قلباً ندياً ونفس شفافة لم أرها سوى ذلك اليوم. سبحان الله على ما في قلبه من جمال ونقاء ومعاني أخجلتني من نفسي لما فيّ من ضعف بصيرة عن إدراكها فيه من قبل. فوجدته يتحدث عن الصلاة والخشوع وشديد حزنه على قلة خشوعه بعض الأحيان وخوفه من غضب الله عليه. فذكرني بحال صلاتي وقلة محاسبتي لنفسي وتدبري في حال عبادتي. غير كثير ما حكي معه فيه وكان كله دليل على أنه من أندى وأنقى من قابلت في حياتي. حفظ الله قلبه.
رأيت في أخي عبد الرحمن الصفاء. حكينا كثيراً و اكتشفت كم نحن متشابهان في الكثير ونجمل الكثير من الأشياء المشتركة ولم نجد الوقت من قبل لاستكشاف ذلك. حقاً ذهبت لكاترين وأنا أعتبر عبدالرحمن صديقي فعدت ونحن أخوة.
وجدت من شحاتة أخي الأكبر مني قدراً عظيماً من حسن الخلق وطيب العشرة والتواضع والإحسان. فكان يتحمل غلاستي طوال الرحلة في المواعيد وسرعة الحركة في الطرق بسعة نفس. أدام الله عليه نعمه
أخي جامع طوال صديقي من 7 سنوات وأكثر كل يوم في صداقتنا أزداد بمعرفته غبطة لنفسي. طوال الرحلة وأنا أستشيره في كل تفصيله وما خاب ظني في حكمته قط.
أخي نزار أقل من أتعبني في الرحلة (وفي حياتي) فهو طيب المعشر وأكثر ما يتردد في أذني بصوته من يوم ما عرفته (حاضر يا كوتش) :D  ربنا يبارك في قلبه وبحفظه من كل سوء. هو بس صحاني مخضوض ثلاث مرات في أخر ليلة في الكامب “ الجميل هيدووووس علينااااااااا” وأنا نايم وأصحى اهديه وأنام قبل ما يثصحيني تاني “ ألحق أكوتش الجمل ااااااه ” :’D وحمزة سكر كان ومازال أطيب قلب على الأطلاق في كل الأطفال الذين تعاملت مهم في حياتي ازلت في كل يوم نتعامل أكتشفت أبعاد جديدة لنقاءه وحسن معشره :))
وأخي مازن كما أخبرته وجدت فيه من الحكمة ونداوة الحديث وسماحة النفس ما لم أدركه من قبل خلال معرفتي به في إحياء. فوددت لو كان أخي والله
ومن رافقنا من الإناث كنتم بركة الرحلة وبهجتها حقيقةً و أزدتموها بكرة بهاءً بوجودكم :)) حقيقة كنت خايف جداً من المجهود البدني عليكم بس ماشاء الله الله بارك يعني عليكم بارك الله في أعماركم.
عذراً على الإطالة.. يمكنني أن أكمل كتابة لساعات دون أن أتوقف ولكن أريد أن أسردها كلها لأعود لها من حين إلى أخر حين تتآكل تلك الذكريات فأعود لأتذكرها فتضيء في نفسي ما قد تطفئه الأيام.بالتأكيد سأكمل الكتابة في وقت أخر وسأوافيكم بها??
5 notes · View notes
sayaf · 7 years
Text
أعتقد أنه لدي مشكلة هي لدى الكثير غيري، ألا وهي عدم القدرة على مواجهة المدراء. أنا آدمي بسيط، أمي علمتني على الوضوح والمباشرة، ودائماً ما يكون المدير رجل يملك صفات تتجاوز هذه الصفتين التي علمتني إياها أمي. أحد المدراء عملت معه ثلاث سنوات، واضح جداً في رغبته لنا بأن نلعق، هذا المصطلح المتداول بيننا نحن الموظفين تحته، يقولها صراحة: ترا بعض المدراء (يقصد نفسه) يحب المدح والترفيع. يقولها مرة ومرتين وثلاث. واتكلت على الله وقلت أجرب أخالف تربية الوالدة المباشرة والواضحة، وفي وسط أحد الاجتماعات رفعت صوتي وقلت: والله اقتراح خرافي يبو فلان. نظر لي ثم في أقل من جزء من الثانية، قلت لعن الله عقلك يا كلب لو إنك ساكت كان أفضل. لكن ابتسم وضحك، وقال هذا الكلام، يشير إلى نصائحه المكررة تجاه حب المدراء للعق! ثم لا أدري سر هذا الرزمه من الأشياء التي تأتي مع المدراء، غالباً يكونون وسيمين، متأنقين بشكل يلفت النظر، ثيابهم ليست كثيابنا متعرفطة ومليئة بالحبر من عند الأكمام! حتى نوع القماش الذي يلبسونه يا رجل لا نشاهده في السوق! ثم الوسامة، والله لدي رغبة شديدة في أن أكون مدير يستلم فوق السبعين شهرياً لأشاهد وجهي في المرآة وأرى هل هي تأتي من ضمن “الباكيج” الخاصة بالمدراء؟ وهذا سبب وجيه في توتري مع المدراء، لأنك لا تستطيع طلب أي شيء يتعلق بك، ترقية، زيادة، درجة وظيفية .. الخ أمام شخص بكل هذه الأناقة والاعتداد بالنفس، وتزداد مع قلة الاحتكاك معه. فكيف إذا كنت غبي وتعتقد أنك عفيف نفس من طلب مثل هذه الأمور، وهذي سبحان الله طباع موظفين الطبقة المسلوح عليها، كما في صورة الكاركاتير الشهير العصافير في الأسفل مغطاة بتغوط الجميع من المدير المباشر إلى الرئيس التنفيذي. فكيف إذا كنت في شركة يزيد عدد موظفيها عن الثلاثة آلاف وخمسمائة موظف؟ أقول هذه طباع الموظفين المسلوح عليهم، التمسك بالأخلاق، وعزة والنفس، وعدم التذلل، والتباس الحق المبني على سياسات الشركة مع الاهمال البشري مع قبل الوسيمين جداً، الذي تنظر من خلال مظهره إلى كمية هائلة من الحياة التي تشتهيها. سيارة فارهة، بيت ملك، عدد لا منتهي من التمويلات ومع ذلك لا تتجاوز نسبة خمسة عشر بالمئة من راتبه، إذا كان كبير في السن، تتخيل جمال بناته، تتخيل عبثية أولاده، تتخيل احتفالاته الخاصة مع زوجته، تتخيل لون طقم الكنب الخاص بمدخل البيت، السطح الذي تم قلبه إلى حديقة صناعية مخلوطة بخشب إيطالي بعد زيارته لمصنع في تورينو الايطالية في عيد زواجهم الثلاثون .. آآه، طبعاً هذا كله غير صحيح، والمدراء بريئين من كل هذا، لكنها هلوسات الموظفين المسلوح عليهم جراء الصبر على أن يأتي دورهم كمدراء من أمثال هذا الذي تخيلوا حياته قبل قليل. ولا يتوقف الأمر هنا، يملك المدراء عصا سحرية تحول معلومات خاطئة إلى معلومات صيحة يجب تنفيذها بعد أن يتم قولها بشيء من العربية المخلوطة بالكثير بالانجليزية لأن قاموس اللغة العربية لم يستحمل هذي المرونة الادارية في الكلمات، ويطالع الموظفين الغير عارفين بالانجليزية لبعضهم البعض، ويهزون رووسهم، لا لعدم معرفتهم فقط، فلو نظرت للمتقنين لها لوجدتهم يهزوون رؤوسهم للأمام وللخلف كعلامة على الاتفاق، وذلك لأن المدير لا يقال له لا، أو عفواً، أو إذا سمحت لي أصحح لك .. مجنون أنت؟ ثم اخرج من الاجتماع، تشاهد الجميع يتفقون على عدم صواب رأي هذا الوسيم قبل قليل. وهنا تخيل معي: أن تذهب لعملك كل يوم، ومهما قلت، من معلومات خاطئة، غير صحيحة، يردد الجميع: صحيح.. صدقت.. أبشر.. حالاً .. آه
20 notes · View notes