Don't wanna be here? Send us removal request.
Text
إلى صديقي الغائب محمود " حودة " منذ سنوات وأنا أتحدث معاك دائما في الفراغ ، ليس لك وجود مادي لكي أراك ، ليس لك مكان على هذه الأرض ،، أتذكر في أخر حديث بيننا منذ عام أنني سأكتفي الأن ، لم أعد أطيق التحدث مع الفراغ و التوهم بأنك تتحدث معي عن ما يجب فعله كما كنت تفعل دائما .. عندما كان لك عين وفم .. أتذكر أنك لطالما تحدثت عن الحب والحياة ، وأن حلم السينما ماهو إلا سخافة مقارنة بوجود عائلة وحب حقيقي وشخص تشاركه كل عثرات الحياة ، أتذكر لومك الدائم على تجنب الناس وعدم الاقتراب منهم وعن الضحكة الساخرة التى كنت في يوم ما أعتبرتها لزجة وهي الأنوعلى وجهي أغلب الوقت عندما اخبرتك " انا مش هتجوز أبدا يامحمود ومش عايز خلفة وعيال وقرف .. ياسيدي انا معقد " ودائما مايكون الرد " يعني هتعيش وحيد طول عمرك .. لما تحب بجد هتعرف " … تحدثنا طويلا عن كيف تمحي العائلات أثار البراءة الأولى .. عن الأصدقاء وعن الوعود التي كم كنت أقول لك عنها انها خلقت لكي لا توفى ، خلقت لكي يعيش الإنسان في وهم الطمأنينة ،، أذكر في إحدى المرات عندما أخبرتني أن من الطبيعي أن تتألم يا " فؤاد " ، " ليه عايز تفضل كاتم لدرجة انك متعرفش حتى تحزن كلما لما تحاول تلاقي مفيش حاجة جواك او برة " ، " عشان كدة الفن يامحمود " .. ينظر لي نظرة غاضبة " ستموت وحيدا إذا لم تحاول " الآن فقط أريد أن أخبرك أني عشت ، ما من شئ لم أفعله ، أحببت كثيرا بكل ما للحب من أسماء أخترعتها ظروف للعصر لكن لم أعرف حتى الأن ياصديقي ماذا كنت تقصد ؟ ،، عرفت الكثير ، كان لم أكن أريد التورط بكل كياني في شئ كنت أجهل معناه ،، كنت علي يقين اننا هنا لا نعرف معنى هذه الكلمة ، احسست بذلك في كل مرة اننا لا نعرف كيف نحب ، لم تكن علاقاتي تدوم ، او بالأحري لا اريد لها ان تدوم حتى لا أتورط اكثر ، قيل عني كل الأوصاف مابين شخص " سام " او "عديم الأحساس " ، " بارد " " متلاعب " " سايكو " ، كل ذلك لم يكن يعنيني ، لم أكن أريد حتى الشرح او عناءالفهم ، دائما أفعل ماأريده فقط تعلمت عن الوقت والجنون والأفعال الطائشة ، اقتنصت اللحظات حتى مع الغرباء ، تعاملت مع الأزمات في كل مرة بقوة ، فشلت كثيرا وشعرت ونجحت في اقل الأشياء ، حاولت مرارا في كل مرة أن أصنع مااحب صنعت أقل بكثير من ماكنت أتمنى ، أفلام لم تكتمل ، وأفلام اكتملت بلا قناعة وأفلام لازالت قيد العمل جاوزت كل شئ ،، تورطت أخيرا ياصديقي أظهرت ضعفي وحزني أظهرت ألمي الذي لا ينتهي ، تعجبت كيف كنت أعيش بكل هذا الألم ،و كيف يكون كل هذا الألم بداخلي طوال الوقت وانا لا أريد التحدث عنه .. كسرت كل الأسوار والحواجز بداخلي ،، تذكرت أحاديثك عن تكوين الأسرة التي تغني عن كل الاحلام السخيفة ، رأيت نفسي هناك في تلك اللحظة ان كل الأحلام ستحقق ، حلم الحب والحياة ، أحلام الوهم أو الفن كما ، كل شئ كما كان يريد … لكني أكاد اجزم لك ياصديقي لا زالت لا أعرف الحب ولا أريده لكني بفضلك أصبحت أعرف كيف يكون الألم ، أصبحت نوبات القلق تأتي بإستمرار ولا تنتهي أبدا ، انا الذي كنت أسخر ممن يمر بتلك النوبات ، عدت ياصديقي الا ماكنت عليه ، استفقت من أحلامي مجبرا ليس بإختياري ، حتى مااصبحت اتمناه لا استطيع تحقيقه الأن ، لم يبق سوى هذا الحلم السخيف كما قلت لي مرة …منذ ايام وانا أفكر والشعور يتضاعف بالألم في نفسي وبدني ، الشعور بالغثيان ، الضغط المتقلب ، الأخبار التي تحمل معاها المستقبل إذا وجد ،، لقد شعرت بالغضب ياصديقي ، فكرت لو كنت امامي لصفعتك وأخبرتك أني على حق ودائما ما كنت على حق ،، إلا أن ظهرت لي مرة في حلمي أول أمس ، كنت نائما وشعرت بوجود ملاءة بيضاء على وجهي قمت مفزوعا ورأيتك أمامي تخبرني " نام على البحر وخلي حد يصور " ، قمت قمت من نومي الاخير مفزوعا ، وتذكرت مرة عندما أخبرتني " ستموت وحيدا إذا لم تحاول " ، انتقل محمود إلى عالم أخر ولكنه لم يكن يعلم أنه ورغم كل شئ سيموت وحيدا حتى وهو يحاول أن لا يكون كذلك ، لم يشعر به أحد ، لم نعرف شئ حتى اليوم التالي ، لم تكن عائلته بجانبه لتشيعه ، حتى السماء لم تكن تعلم ، ليس سوى جدران وبعض الرمال على الطريق التى ابتعلته ،، صديقي سنموت وحيدين حتى ولو كان الجميع حولنا في كل حال من الأحوال ،، ألقاك قريبا ،
1 note
·
View note
Text
.. العابرين.
أنا لا أطيق فقط هذا الود الزائد عن الحد من غيري او مني ..فلو كان مني أشعر حينها بأني أصبحت ملك لشخص أخر وأحتقر ذلك في نفسي كثيرا ,لأني أشعر بأني أصبحت كروح بيها ثقوب يستطيع ان ينفذ منها هذا الشخص , .. أبغض هذا الضعف لذلك أقسو علي نفسي وأقوم بكسر ماتبقي من قلبي في كل محطة ..نعم أنا فقط من يملك هذا الحق.. قبل ان ينكسر ذلك القلب من الاخرين حتي لا ألوم غيري.. أليست تلك هي الرحمة بعينها ,؟ أن تصبح القسوة علي الأخرين هي الرحمة لأني لا أريد الكراهية .. لا أعرف , ولكن ماأعرفه فقط بأنه لاطاقة لي مع أن يكون قلبي ضعيفا , وملكا لأحد أخر .. اكون رحيما بالغرباء والعابرين في محطات القطار او في المقاهي والشوارع , رحيما بشكل لا أكاد أصدقه كطفل صغير لا يعلم سوي الهزل والضحك والحب وحسن النية , فقط حسن النية .. فأنا
املك كل الحب في هذه الدنيا . أيها العابر أخبرني بالله كيف يجتمع في هذا القلب الواحد كل هذا الحب مع كل هذا الجفاء ؟
انا فقط لا أريد الا البسيط من الأشياء .لا أحد يدرك ذلك
سأخبرك بأمر أخر.. منذ بضعة أيام , اخبرت أقرب الناس الي قلبي وأكثرهم نفاذا الي روحي بأني لا أريد التحدث معها مرة أخري .. أيعقل هذا ؟
نعم لأن قلبي يشعر بالصعف تجاهها , ولاني خشيت علي نفسي من فقدانها فقررت أن أفقدها
دائما ماأفعل ذلك , مايجعلني أشعر بالخوف أفقده حتي لا أخاف مرة أخري
قد أكون أحببتها أكثر من نفسي , لا أدري.. لذلك قررت أن أفقدها حتي لا أحب أحدا أكثر من نفسي
لقد سألتني أمي منذ مايقرب من عام نفس سؤالك لي الأن : الي أين تمضي بكل هذا الجفاء والقسوة ؟
أتري هذا هو شعور أمي .. ولكني أجبتها اجابة لم تفهمها الي الان ..
الي حيث يمضي العابرين -
3 notes
·
View notes