mosttafaa7md

[mosttafaa7md]

نهايات وبدايات

نويبع - أغسطس 2025

[mosttafaa7md]

أخطط لمشاوير اليوم. أصحو بالعافية متأخر ساعة. احط خطط بديلة إذا فاتني مكتب العمل سأكتفي بالمكتبة، عندي كتب استعرتها من مارس السنة اللي فاتت، وبعدها سأشتري البدلة. وإذا فاتني كل هذا سأجلهم لبكرة. بكرة يحلها حلال. لكن ممكن أنزل اليوم اتصور، احتاج صور حديثة.

أشعر بثقل اليوم لا أقوى على إنجاز شيء.

أقرأ كتابات هنا لبلوجات بدون توضيح لهوية الشخص. فأجد نفسي أدور على رفاق قدام في هذه الكتابات. يمكن ألمح طريقة كتابتهم، بصمتهم أو صوتهم. حنين وشوق لصوتهم في الكتابة؟

ترسل لي صديقة أعرفها من زمن فات، ١٨ سنة مثلا. تقول أنها تذكرتني وهي تحكي لأحد واكتشفت اني الوحيد من هذه الفترة الباقي هنا. تشكرني واشكرها واقول لها أني أحس بخسارة الناس هذه الفترة فرسالتك في وقتها.

سأترك العمل وأبدأ في عمل جديد. وأترك الاصدقاء فتغيروا وتغيرت وأبحث عن ونس جديد. وأهو قطر وماشي

ركبتي تؤلمني. أخمن ربما بسبب زيادة الوزن. وزني الزائد يؤرقني. كنت ناقص أنا شيء آخر لا يعجبني في نفسي. كنت تعودت على بعض الاشياء واتجاهلها وتمشي الدنيا.

ويا دنيا ايش حالك

وسوادك حالك

ماهنستعماشي

[mosttafaa7md]

بس الأيام وخداك

[mosttafaa7md]

مانجتين بعد يوم طويل أمام أي شيء أشاهده. أصالح نفسي بمانجتين ومشهدين من مسلسل وتكييف يشتغل ساعة ويعطل ساعة لكن لا يهم. قدمي تئن، أفردها أمامي. أشتري مياه فالمياه مقطوعة منذ خمسة أيام. يقولوا أن محول في محطة رئيسية به عطل وسيستمر أيام. يقول صديقي بأنها محاولة لتلحيد الناس.

أرجع بعد مساخر الشغل، في منتصف الليل، ينصحني المدير بعدها بيومين بأن ما يهم هو بيئة العمل لأنك تقضي نصف وقتك الصاحي فيه، نصف وقتك؟ أنا نفسي في نصف ثقتك هذه. أستلم زجاجة المياة الكبيرة وأشكر الرجل. وأخرج المانجتين من الثلاجة.

تتكرر في رأسي والواد اللي عاش طول عمره يحايلك؟

أنام وأصحو على مكالمات كثيرة كأني عامل عاملة. سأترك الشغل هذا قريبا. فلا داعي لكل هذا الهزل.

أدخل البيت وأفتح الثلاجة، وأضع يدي على المانجتين وأنسى أي شيء آخر.

[mosttafaa7md]

أقلّب في الكتابات القديمة. أجد كلام عن مسرحيات. أتذكر هذه الفترة لما الدنيا بصت الناحية التانية. وكنت اغرق نفسي في المسرحيات و تمشيات وسط البلد وحيدا أهرب من واقع ومن حل أبدي لانهاء هذا الواقع. أجد حكاية عن مسرحية بعد أول مشهد اكتشفت أني شفتها قبل كده وأضحك على نفسي أني ظللت أفكر امتى شفتها وفين.

ردت علي تعتذر عن عدم ردها الفترة اللي فاتت وتجاوب السؤال الذي ربما مر عليه شهرين، وتقول أنها في علاقة الآن ولا تشعر براحة أن تبادلني الريلز التي أرسلها. أفرح أنها ردت علي وأنها بخير. أرد عليها واطمئنها أن المهم أنك بخير. لا ترد ولا ترى الرسالة.

لا تنس نفسك وسط هذا المهرجان، أذكر نفسي. أداعب تيجو وأخذ له فيديو. عنده كام سنة دلوقتي؟ أفكر واقول سنتين. يقولوا لا أكثر. أفكر مرة ثانية وأقول ثلاث سنوات ونص تقريبا. عندما قابلته في البداية كان عمره ستة أشهر وأنقذني في يوم رأس السنة وقتها.

الوقت يمر. وأنت.. أنت كأن لك تقويما خاصا بك.

لماذا لا نحتفظ بصداقاتنا مدى الحياة؟

لا أتذكر المسرحية الآن وربما إذا شفت اسمها سيعجبني وسأحضرها مرة ثالثة دون أن أعلم. أ��ذكر المسرح الذي كتبت أني حضرتها لأول مرة فيه، مدخله وشباك التذاكر ومقاعده واحساسه.

أرى تفاصيله وأرى أصدقاء كانوا هناك يملؤون الذكريات بتفاصيل، ذهبوا. أرى خشبة المسرح أمامي وحدي أشاهد العرض. ويشغلني أن أعرف متى ينتهي.

[mosttafaa7md]

“والواد اللي عاش طول عمره يحايلك؟”

— مصطفى ابراهيم

[mosttafaa7md]

هذه النظرة في عين من تحدثه كأنه رأي شيئا لا يعجبه فينظر لأسفل ليتجنب التركيز فيه. أو النظرة المتفحصة التي تحاول فهم الأمر. هناك سجل في رأسي يحفظهم جميعا بداخله.

لم اصور اللوحة التي تكتب اسم صديقنا أمام صالة العزاء. لم أصدق صاحبي وهو يبلغني الخبر. يقول: أمين. فاسأله مين عند أمين؟ فيقول أمين نفسه الله يرحمه. أنظر الي اللوحة وأحفظها في رأسي.

[mosttafaa7md]

جاني طيفك طل عليا

[mosttafaa7md]

كان ليا زمان صحاب وونس وكلام وأغاني

الدنيا خليتني اسيب منهم شوية

وشوية سابوني

ودماغي مابتنساش وعندها أمل

أمل طويل عمره سنين

تدوق نفس الونس تاني

[mosttafaa7md]

اليوم مل حكايتكم كلها. لكنه يخاف أن يقف ولا يكمل الحكاية السخيفة لنهايتها. يضيق خلقه ولا يرتاح. يشم رائحة الاحتراق كأنه يحترق فعلا. أنت لست ملكا في هذه الحكاية فلماذا لا تقف الآن وتخرج منها.

[mosttafaa7md]

أحاول أن أبلع مرارة الخسارة والرفض. هل ستغير شيئا في هذا العام؟ الجانب الآخر مشرق هتعدي هناك؟ أسمع في رأسي كل ما أحاول أعدي تزمر

ماذا نفعل بذكريات من ذهبوا وفاتونا؟ ومتى ينطفىء الأمل في عودتهم مرة أخرى؟

بوابة تفتيش على بابك كل ما أحاول أعدي تزمر

أفكر ماذا فعلت وماذا لم أفعل؟ تأتي الخسارة بدون أسباب، ويأتي الهجر من الأحباب.

أسمع..

ارمي الحتة الحلوة في قلبك والبوابة عمرها ماتزمر

[mosttafaa7md]

اسأل بواب العمارة عن مدخل معمل التحاليل.

هي ليست عمارة واحدة هي مجموعة عمارات ملتصقة ببعضها وتحتها دورين من المحلات وسط ممرات وسلالم بتصميم مميز. أغلبها محلات بلايستيشن وكمبيوتر وطباعة أو هكذا كانت من ٢٠ سنة واستمرت حتى بعد يناير بخمس سنوات مثلا وبدأت في الإندثار.

في البداية اختفى السايبر وأنا أتذكر أن هنا في ٢٠٠٨ كنت أول مرة انشىء حساب على الفيسبوك. وأني مرة دخلت في محل من المحلات وارسلت رسالة عندما انقطع الانترنت في البيت لصديقتي التي اختفت وكان الشوق يقتلني. وبعدها محلات الكمبيوتر وطباعة الورق وحتى محلات البلايستيشن مع الوقت تختفي.

ذكريات طويلة في هذا المبني العجائبي الذي على ناصية شارع مشهور. مشهور حتى أن الحذاء الشهير الذي ألقاه الصحفي العراقي على بوش كان قد اشتراه من هذا الشارع.

اليوم لكي أصل لهذا المبني ألف حول سور أزرق طويل ومساحة مغلقة بعرض الشارع لأعمال إنشاء المترو. وتنزل وتصعد فوق سلالم أو طوب وبجانب صندوق كهربا ومن خلف عمود وتمر علي مسرح الزعيم بأنوار مطفأة وسور المترو الازرق يقف على مدخله.

أصل لمدخل العمارة بأعجوبة. وأنا أحاول تذكر متى آخر مرة جيت هنا لمعمل التحاليل هذا. لأجد سيد وأم سيد وأبو سيد بشد وجذب يملؤون صالة انتظار المعمل بحكاية سيد اللي الولا محمود شربه حاجة أكيد على رواية أمه، وعايزة تحلل له وتشوف شارب إيه. 

[mosttafaa7md]

الكل ينظر لي نظرة غريبة اليوم. أتجاهلها.

نهاية الاسبوع يوم صعب. لم أنم أمس جيدا ولا اليوم السابق وهكذا طول الاسبوع.

ابحث عن غرفة للانترفيو. أحاول التركيز أجهز كل شىء. ترسل لي تعتذر على التأخير. سنبدأ بعد عشر دقائق. بعدها تعتذر وستأجله ليوم الأحد. أوافق. فيه في أيدينا إيه نعمله. أجر ساقي للمكتب مرة أخرى.

أحاول اللعب على العود أكثر كل يوم. شىء ما في "أصل الحكاية ماتضحكش" يجعل لحنها غريب. ماتضحكش كلمة صعبة على التلحين على أي حال.

أنام في الطريق للبيت. أتغدى وأنام. انظر في الساعة أجدها الفجر. ضاع الخميس، ألعن الشغل.

أمسك العود. أسمع دو غريبة في البحر غضبان. اضبط وتر دو فينقطع الوتر. ألعن الوتر وصاحب الوتر. أكمل عزف. لن يوقفني وتر دو.

مللت من أصدقائي. لا أعرف هل هو ملل حقيقي منهم أم أني مللت الحكاية ��لها.

أتذكر أوتار كانت عندي. أخرج منها وتر دو.

لم أرتب للأجازة القادمة، اقترحت. لكن أصبح نفسي قصير مع أصدقائي. ولا يتبقى معي فلوس هذا الشهر، كيف تطير الفلوس بهذا الشكل.

من يومين كنا نفطر في المكتب فيحكوا عن بائع عسل يمني تقول له مشكلتك فيحضر لك نوع عسل يناسبك. أقول اذا رحنا هيقول أنت محتاج تسيب الشغل مش محتاج عسل.

يظهر الملل في المشهد فجأة ويتسلل ليغطي كل شىء، يتخفى وراءه الغضب الذي يأكلني بهدوء.

ركبت دو العنيد وسأحاول مرة أخرى مع "أصل الحكاية ماتضحكش"

[mosttafaa7md]

ماذا تريد؟ لا أعرف لكن ليس هذا، هذا الذي أعيشه.

[mosttafaa7md]

أتوه في فيديوهات قديمة على اليوتيوب. شعر كنت أسمعه عندما بدأت آخد وأدي مع الدنيا.

الفيديو يقول من ١٦ عاما، أحسب عمري وقتها في رأسي.

أعزيها في أبيها. أتمنى لو كنت معها. تشبهني حد التطابق. هوني يا دنيا عليها بلاش سخافة.

يقول وأقول معه.. كل ما أطلع سلمة يقولولي شد حيلك لسه بدري..

رأسي يؤلمنى. أفتح الباب وآخذ الدواء. اطلب قهوة. لدي احساس أن الناس هجرتني.

لسه بدري على السطوح..

لم أجد وقتا لنفسي لمدة طويلة. أشعر أني أجري بلا توقف وطبعا بلا وصول. أحيانا تأتي لحظة أجد نفسي أقول هو أنت بتعمل إيه؟

أردد معه ولما يصدق إحساسي معرفش فين من روحي أروح..

أطلت البقاء هنا. لازم أتحرك.

أرى الرسالة المنسية وأفكر واجد عزائي ألا أحد يهتم بك للدرجة. وربما انشغلت بالدنيا.

استلم الطلبات. أجد كل شىء إلا القهوة. اليوم أنا وحدي وقلت أبص في المراية..

وياريتني ما بصيت

[mosttafaa7md]

المحادثة امتلئت بالفيديوهات القصيرة بدون رد فعل منها. أرجع لآخر رد منها أجده من شهر.

اليوم أجازة لكني أشتغل. أشرب قهوة وأفرد الأوتار الجديدة وأخلع مفاتيح العود. ربما احتاج عودا جديدا. لكن هذا العود يحمل أكثر من سبع سنوات داخله.

اشتريت كتابا جديدا عن الموسيقى الكلاسيكية. يوما ما سأقرأه. نشتري الكتب كأننا نملك الوقت كله.

أرسل إليها اسألها عن أخبارها. لم ترد. يسألني عنها بالصدفة صديقي لسه بتكلمها؟ أقول نعم ومرارة الرسالة التي لم ترد عليها في حلقي.

أحضن العود وأربط الأوتار. التخلي صعب. أتمنى أن يكونوا بخير. أسمع صوت منيب يقاطع أفكاري.. الدنيا بحر كبير والحال مابيدومش

[mosttafaa7md]

تدخل في الصفوف الأمامية. هي؟ لا أتوه عنها. هي نفسها أراها من مكاني في الأعلى.

أشعر في هذا المسرح بدفء ملحوظ. دفء تبعثه حركة الناس واهتمامهم بنفس الأشياء وربما الاضاءة ، مشاركتنا الساعتين في نفس المكان، خروجنا للتدخين معا كأننا نعرف بعضنا جميعًا.

هنا منذ أكثر من عشر سنوات كان كل شىء مختلف. المسرح هو هو والمكان بنفس الدفء المعتاد. ولكن العالم مختلف. وهي لم تكن تجلس هناك. ولم أكن أنا أجلس هنا.

خرجت بعد دقائق وغابت.

وأنا أتذكر مشاهد حية من زمن بعيد. لا يصدق عقلي أن مر عليها أكثر من عشر سنوات. انتظر أن تدخل. أطفئوا الأنوار وهي لم تأت بعد.

تعلقت عيني بالباب، رأيتها تدخل متأخرة. كانت في مجال رؤيتي للمسرح. كل ما علي فعله أن أنظر لليمين قليلا بعيني. لأراها تصفق، أو ��صور.

تلعب بنا الدنيا. يعزفون موسيقى لأغنية، فأرددها، ويرددها الناس داخلهم مؤكد. وربما ترددها هي. لما بتتلاقي الوشوش مرتين مابيتلاقوش يوم اللقا التاني. تضيف هذه المقطوعة للمشهد لتكمله. كأننا في فيلم تخرجه الدنيا.

هي حتمًا لم تعد هي التي عرفتها منذ عشر سنوات ولا أنا ما كنته. شكلها؟ لم تتغير هو الحسن ذاته. شكلي؟ تغير كثيرًا. روحي لم تتغير، وروحها في خيالي لم تتغير.

أردد مع الموسيقى.. عمر الوشوش ما بتبقى بعد السنين نفس الوشوش دي بتبقى شىء تاني.

لم تكن وحدها في مكانها، ولم أكن وحدي. بيننا عشرة صفوف، وثلاثة عشر سنة، وذكريات لا تنسى ولم يأكلها الزمن بعد.