yaser0475

[yaser0475]

لقد أصبحتُ أشبه بـ دون كيشوت. أعيش في عالم غير موجود وأخوض معارك خيالية، آملاً أن أفوز بواحدة يوماً ما.، أستيقظ في عالم أشبه بالوهم المتقن، مشهد أحلام منسوج من خيوط ذهني. أنا أخوض معارك لايراها سواي، وأكافح ضد أعداء يستحضرون من ظلال أفكاري،

قال جان بول سارتر "حُكم على الإنسان أن يكون حراً، لأنه بمجرد إلقائه في العالم يصبح مسؤولاً عن كل مايفعله".

هذه الحرية، هذا العبء الثقيل للإختيار، تبدو وكأنها لعنة وأنا أبحر في متاهة وعيي. يبدو أن كل قرار وكل خطوة أتخذها يقودني إلى برية من صنعي، حيث لايمكن التمييز بين الواقع والخيال. تطاردني أشباح مخاوفي ورغباتي

هذه الأشباح تطاردني وتنهض لتتحداني في كل منعطف. إنها طواحين الهواء في ذهني، العمالقة الشاهقة التي تلوح في الأفق فوق كل أفكاري وأفعالي، أنا فارس متجول في عالم نسي قانون الفروسية، أنا الفارس الضال، مسلح بدرع الأمل وسيف الإيمان الهش

أنا مثل سيزيف، أدفع صخرة أفكاري إلى أعلى التل إلى الأبد، فقط لأشاهدها تتدحرج لأسفل، كتب ألبر كامو "إن النضال في حد ذاته نحو المرتفعات يكفي لملء قلب الرجل"، الطريق الذي أسير فيه محفوف بعدم اليقين، ومع ذلك يقودني أمل لا هوادة فيه،

كتبت إيميلي ديكنسون "الأمل هو الشيء ذو الريش الذي يجثم في الروح"

هذا الأمل هو الريح تحت جناحي ويرفعني فوق ظلال الشك واليأس. كوكبة أفكاري هي مزيج من الرغبات والمخاوف والآمال. الحب رغم كونه بعيد المنال، هو النجم الساطع في هذه الكوكبة وينير طريقي، إنها ليست مجرد فكرة رومانسية. بل هي قوة تربط الكون ببعضه البعض، إن مفهوم

أفلاطون عن شوق الروح إلى نصفها الآخر يحدثني في عزلتي، تذكرت قول ماركوس أوريليوس "لديك السلطة على عقلك وليس الأحداث الخارجية أدرك هذا وستجد القوة" ومع ذلك، تبدو هذه القوة بعيدة المنال، كما لو كانت محبوسة في قلعة بعيدة، تحرسها أشباح مخاوفي

وبالمثل سيدة شالوت Lady of Shalott، التي نسجت شبكتها المعقدة في عزلة، أنا أيضاً قد لا أفهم العالم تماماً بما يتجاوز تأملاتي الخاصة، كانت مقيدة باللعنة ولا ترى العالم إلا من خلال إنعكاس المرآة، ولم تختبر واقعه النابض بالحياة، كانت وجهة نظرها مجزأة، وصدى مشوهاً للعالم خارج برجها

أنا أدفع حدود واقعي، وأجرؤ على المغامرة في المجهول. أنا دون كيشوت المعاصر، حالم ومحارب، أُبحر في عالم من الحقائق المتغيرة. أعيش في عالم غير موجود وأخوض معارك خيالية، آملاً أن أفوز بواحدة يوماً ما.

[yaser0475]

"قاطع الطريق"

"قاطع الطريق"، هي قصيدة شعرية رومانسية كتبها "ألفريد نويز"، وتكشف عن قصة ح�� ومأساة، لخارج عن القانون يسرق المسافرين على الطريق. يقع "قاطع الطريق" في حب "بيس" إبنة مالك الحانة. "بيس" بشعرها الأسود الغامق وعينيها كالنجوم، تجسد جوهر الشوق الرومانسي بقلبها الذي يشبه اللهب

المحترق في الظلام الدامس، "قاطع الطريق " يجسد شخصية الخارج عن القانون ويتميز بنبل معين أكثر من رجال الملك ويرتدي ملابس لاتشوبها شائبة وهذا ماجعله شخصية رومانسية، شكله المرسوم على السماء المقمرة يصبح صورة ظلية للحرية والتمرد رُبما أشبه بروبن هود.

تضحية "بيس" تمثل عملاً من أعمال الحب الأبدي، حيثُ إختارت تحذير "قاطع الطريق " على الرغم من المأساة الحتمية التي تنتظرها. وهذا يرسم وجه تشابه مع "سيدة شالوت" حيثُ واجهت نفس المصير المأساوي، الحياة بدون حب كانت مستحيلة بالنسبة لهم وأن الحب الحقيقي يأتي مرة واحدة لذلك يجب إغتنامه.

مع النهاية المأساوية ل "بيس" و"الرجل المتجول أو قاطع الطريق" ، يستمران في الإلتقاء عندما يكون القمر كالسفينة الشبحية الملقاة على البحار المُلبدة بالغيوم.

[yaser0475]

"سيدة شالوت"

هي قصيدة غنائية للشاعر الإنجليزي ألفريد تينيسون في القرن التاسع عشر وواحدة من أشهر أعماله وهي مستوحاة من الأساطير الآرثرية. هي شخصية محاصرة في برج في جزيرة شالوت ، حيث تقضي أيامها في نسج شبكة سحرية بينما تنظر إلى العالم من خلال مرآة. ممنوعة من النظر مباشرة إلى العالم الخارجي ، لكنها في يوم من الأيام رأت السير لانسلوت يركب حصانه بالقرب منها

وأصبحت مفتونة بصورته لدرجة أنها إلتفتت إليه لتنظر إليه، وعندما تدرك مصيرها، تترك البرج وتجد قارباً وتطفو أسفل النهر باتجاه كاميلوت. وبينما تنجرف، تموت قبل أن تصل إلى المدينة، ويكتشف سكان كاميلوت جثتها الهامدة. . تعتبر سيدة شالوت رمزاً لتوق الإنسان إلى الاستقلال والتعبير عن الذات. هي فنانة موهوبة قادرة على صنع نسيج جميل يعكس عالمها الداخلي ، لكنها أيضاً مسجونة بظروفها. يمثل برجها القيود التي يفرضها المجتمع

من خلال العادات أو الأعراف الإجتماعية،

ومن ناحية أخرى، فإن مصير سيدة شالوت يذكرنا بتكاليف الفردية. وإلى أي مدى يمكننا تجاوز حدود المجتمع حولنا.

[yaser0475]

~"مأساة الملك لير"~

في مسرحية (شكسبير) مأساة الملك "لير"، تمر الشخصية بإنحدار مأساوي من موقع القوة والنفوذ إلى موقع الجنون واليأس، يؤدي فشل الملك "لير" في فهم نفسه وقراراته إلى فقدان مملكته وعائلته، حيث يصبح ظل من نفسه السابقة، يبدأ الملك "لير" بخطة لتقسيم مملكته بين بناته الثلاث بناء على حبهم له

وهم "جونيريل" و "ريغان" و "كورديليا"، حيث جونيريل و ريغان يخدعان والدهما بإطرائه بكلمات الحب لأنهما مدفوعات بالطموح والرغبة بالسلطة بينما كورديليا رفضت التملق و الإعتراف بحبها لوالدها، مما تسبب بنفيها من المملكة

في كتابات المتصوف "فالنتين تومبرج" "Valentin Tomberg"، نرى مفهوم "الذاكرة الأخلاقية" "moral memory" وتشير الذاكرة الأخلاقية إلى الإحتفاظ وتذكر التجارب الأخلاقية والمعنوية طوال حياة الفرد، بمعنى الحفاظ على القيمة الأخلاقية والمعنى المرتبط بتلك الأحداث، وهي تتشكل من إستجابات الفرد الأخلاقية والعاطفية للأحداث الماضية،

الذاكرة الأخلاقية المتأثرة بالحب والمشاعر تجعل الأشياء من الماضي لا تُنسى استخدم تومبرج مصطلح "قابلة للإستحضار في كل لحظة"، كلما أحب المرء كلما كان تذكره أكثر من خلال الذاكرة الأخلاقية

بحسب تومبرج مع التقدم في السن الذاكرة الأخلاقية تحل بشكل كبير محل الذاكرة المنطقية في سن الشيخوخة حيث يشير إلى حدوث تحول في الطريقة التي يتذكر بها الأفراد تجاربهم الحياتية ويتأملونها

غياب الذاكرة الأخلاقية القوية للملك "لير"، جعله عرضة للتلاعب والخيانة وتآكل عقله،

إن إنحدار الملك "لير" للجنون ليس مجرد نتيجة تقدمه في السن بل هو نتيجة لحياة أمضاها بدون وعي ذاتي وبصيرة أخلاقية، حيث تعمل كقوة إستقرار في ذهن الشخص الكبير في السن خلال الأوقات الصعبة.

[yaser0475]

"همسات الانتماء: رحلة خارج هذا المكان"

فِي أَصداء الصمت، أَشعرُ أنني لا أنتمي لهذا المكان. تَفصلني هاوية الزمن، يتمايل الشوق على إيقاع الرياح العابرة، وأشعر بِلحن رَقيق يتشابك مع لحن ملائكة الشيروبيم.

إيقاع من عالم آخر يرفع روحي عالياً، أُحلّق مع الملائكة في أحضان الترانيم السماوية. لايتعلق الأمر بمكان محدد، بل بتقارب عميق،

ما أشاهده وأسمعه يتجذر في قلبي ويزدهر مثل الزهور، الحُب ليس قيداً في أحضان الزمن، إنما هو لانهاية له.

ما الذي سأكسبه حقاً من لمسه وتذوقه؟. حب لا تمزقه القوى الكونية، على عكس العالم الذي كنتُ أحبه، ينسج قلبي قصيدة الخلود، حب يتألق بين أشواقي وترانيم ملائكة الشيروبيم.

[yaser0475]

"أنا هو" (قصيدة جون كلير)

يعبر جون كلير من قصيدة "أنا هو" عن أزمة هوية. حيث يؤكد كلير أنه موجود، ولكن طبيعة وجوده ليست ذات أهمية كبيرة بالنسبة لكل من حوله. فهؤلاء الذين كانوا أصدقاءه في يوم من الأيام لم يتركوه وراءهم فحسب، بل نسوا تماماً أنه كان

موجوداً في يوم من الأيام. لقد تُرِك وحيداً ليكون "مستهلكاً ذاتياً" لمشاكله الخاصة؛ وعندما يشعر بالحزن، لا يستطيع التعبير عنه، بل يجب عليه بدلاً من ذلك أن يعود إلى داخل نفسه. وبالتالي يبدو أن حزنه ينشأ من العدم ويختفي بنفس السهولة، كظل محموم. ومع ذلك، على الرغم من هذا عدم الاستقرار الذي لا يمكن الدفاع عنه، يظل كلير على قيد الحياة.

وأيضاً، يتحدث عن طبيعة تلك الحياة، فحياته أشبه بالبخار أو الضباب وسط ازدراء وضجيج الآخرين، فيشعر وكأنه إنسان في حلم، أو مثل سفينة ضائعة في البحر، بلا معالم تحدده في الواقع.

[yaser0475]

"إحتضان الأرق"

في ساعات الليل الهادئة، عندما يسيطر الأرق...عندما يصمُت العالم ويرفض جسدي نداء النوم، أجد نفسي منغمساً في هدوء فريد من نوعه. هناك نوع من الوضوح لا يأتي إلا في تلك الساعات الهادئة،

وهي المساحة التي تتلاشى فيها عوامل التشتيت. إنها فترة أكون فيها وحدي مع أفكاري. أصبحت هذه الليالي ملاذي الآمن، مساحة تطفو فيها على السطح الأسئلة الأعمق. لم يكن الأمر هكذا دائماً. فعندما بدأ الأرق في الظهور في حياتي، إستقبلته بالإحباط. كنتُ أحاول مقاومة الأرق، باحثاً عن طرق للعودة إلى النوم فإن لم أستطع النوم، كنت أقرأ أو أشاهد فيلم،

ولكن فضلتُ إستغلال الوقت للتأمل، وأترك أفكاري تتجول بحرية، تماماً كما وجد الفيلسوف ديكارت الحكمة في صباحاته التي كان يقضيها في التأمل. هذه الساعات أشبه بممر، لا تختلف كثيراً عن الرحلة التي صورتها لوحة بوكلين "جزيرة الموتى"، إن لوحة بوكلين وهي عبارة عن قارب صغير ينجرف بصمت نحو جزيرة،

محملة بأشجار السرو الشاهقة، هي أشبه بالأسطورة اليونانية القديمة عن خارون، مُرشد الأرواح. كان خارون، يحمل أرواح الموتى عبر نهر ستيكس إلى العالم السفلي، حيث تستريح الأرواح إلى الأبد. وفي الليل، كثيراً ما أتخيل نفسي راكباً في ذلك القارب، مُنجرف عبر المياه المظلمة

الساكنة نحو وجهة مجهولة. والليل هو النهر، والأفكار هي المجاديف التي ترشدني عبر هذا النهر.

استلهم الملحن رخمانينوف فكرة عمله من لوحة بوكلين، فألف مقطوعة جزيرة الموتى، وهي رحلة سيمفونية تلتقط الأجواء المخيفة التي لا مفر منها لهذا العبور عبر المياه. وتشبه موسيقاه صوت المجاديف المتلاطمة وهي تخترق السطح، فتعكس العبور المهيب نحو جزيرة معزولة. مكان يسود فيه الصمت.

تكريما ل رخمانينوف و بوكلين كتبتُ بضعة كلمات

[yaser0475]

"Be with me always - take any form - drive me mad! only do not leave me in this abyss, where I cannot find you! Oh, God! it is unutterable! I can not live without my life! I can not live without my soul!"

-Emily Brontë, Wuthering Heights

[yaser0475]