ربما هذا ما أشعر به .. فالقليل القليل مما يجري يمكن أن يستفزني .. و ربما الأقل قادراً على أن يثير إعجابي ! .. و ربما الأندر من ذلك يستهويني كي أجعله في قائمة اهتماماتي ..
لقد ترتبت أولويات حياتي و غدت العافية و هداة البال من أعظم الدعاء .. و صرت أنام على حمد الله أني لا أحتاج العباد فهذه نعمة تعدل الدنيا كلها ..
ربما أنا أحتاج أحدهم لكني علمت نفسي الاستغناء عما سوى الله ! وهذا هو معنى التحرر التام ..
في الفترة الأخيرة أشعر أن كثيراً من القيود الداخلية قد انكسرت و أن تجربة الحياة استقرت في عمقي في مفهوم مهم ألا و هو .. الناس تشغلك بأحجارها و تسرق منك جواهرك .. و الخطأ يوم أذنت لهم أن يعبثوا بما لديك .. وكان الأولى أن تدرك أن بينهم وبين ما تعبت حتى بلغته سعياً طويلاً ..
و مساء الخير لكل من أشغل عمره بما يليق بعقل واع ..
يقول الممثل جون مالكوفتش: تعلمت درساً بالحياة من طفل صغير فقد كُنت رياضياً، وأحلم بأن أصبح لاعب بيسبول مشهور فدخلت التمثيل عن طريق الصدفة، انضممت إلى فرقة مسرحية بسبب إعجابي بفتاة كنت أريد لفت انتباهها، فلسفتي في الحياة وجدتها في حوار دار بيني وبين ولد صغير مصاب باللوكيميا فَقَدَ كُلَّ شعره، طلبوا مني يومها التحدث إليه لأن للمشاهير تأثير إيجابي وأنا أصلع منذ كنت في العشرين من عمري، لذا قلت له ممازحاً : "لدينا نفس قصة الشعر"، ردّ علي بحزن عميق: "لكن ليس لنفس السبب"، أردت أن أبكي ولكني ابتسمت وقلت في نفسي كم أنا محظوظ في هذه الحياة".
أتمنى أن يكون فقدان الشغف الذي أُعاني منه الآن مجرد فترةٍ عابرةٍ تنتهي مع الوقت، أتمنى ألَّا يطول الأمر فأنا لا أملك الشغف حتى لأبسط الأعمال اليومية، الضغوطاتُ والإلتزاماتُ والحياةُ كلها أشياءَ تسير بسرعةٍ جنونية، وأنا أعلم جيدًا أن فقداني للشغف سيكلفني الكثير والكثير، أنا لا أملك شغفًا للعمل أو للدراسة، أشعر بالملل من القراءة ومن مشاهدة الأفلام والمسلسلات، لا أتحمل الجلوس أو التحدث مع أحد لفترةٍ طويلة، لا أُطيق المناقشات ولا شيء يثير إعجابي، أتجنب أبسط المحادثات وأرُد بأبسط الكلمات المُمكنة، أبدو سخيفًا أحيانًا، لكن كل هذا يحدث رغمًا عني، أنا لا أملك شغفًا للنهوض من على سريري من الأساس..
أتمنى أن تكون مجرد فترةٍ عابرةٍ فـ لقد فقدتُ شغفي تجاه كل شيء.