234/209
*منقووووووووول*
السيرة النبوية العطرة *(٢٣٤)*🌴🌴
*(( غزوة تبوك ))*🌴🌴
____________________________
🌷في بداية العام التاسع {{عام الوفود }} و مجيء القبائل العربية لمبايعة النبي صلى الله عليه وسلم على الاسلام
[[ طبعا الوفود لم تنحصر في عام واحد فمنذ فتح مكة الى حجة الوداع والوفود تأتي الى المدينة تعلن اسلامها ولكن كتب السيرة جعلت لهذا العام هذا الاسم عام الوفود ]]
ومع مجيء هذه الوفود خاصة التي تسكن على اطراف بلاد الشام
حملت هذه القبائل اخبارآ للنبي صلى الله عليه وسلم ان
{{ الإمبراطورية الرومانية }} تحشد جيوشها لغزو الجزيرة
وكان ذلك في منتصف العام التاسع تقريبا
فوصلت الى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأخبار التي هي في غاية الخطورة، وهي أن الإمبراطورية الرومانية قد حشدت جيوشها من الروم والعرب الغساسنة الموالين لها لغزو الجزيرة العربية حتى يصلوا الى المدينة المنورة
وجاءت الأخبار أن هذه الجيوش قد وصلت الى منطقة {{ البلقاء }} الاردنية
وكان سبب حشد هذه الجيوش هو خوف {{الإمبراطورية الرومانية }} من التصاعد السريع لقوة الدولة الإسلامية والرغبة في كسر شوكة المسلمين قبل أن يستفحل خطرها وتهددها في عقر دارها
وكذلك الرغبة في الإنتقام من الإنتصار الذي حققه المسلمون في {{ مؤتة }} قبل هذا التاريخ بعام واحد
ونزل الأمر الإلهي بقتال الروم
قال تعالى
{{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً }}
ومعنى {{ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ }} يعني أقرب الكفار من دياركم، والروم في الشام هم أقرب الكفار الى المسلمين
نحن نتكلم عن السنة التاسعة من الهجرة وقد بلغ حبيبنا صلى الله عليه وسلم من العمر {{ ٦٢ عام }}
وهذه الغزوة {{ تبوك }} آخر غزوة للنبي صلى الله عليه وسلم
وكانت الروم تريد أن يسبروا غور المسلمين ، وأن يغمزوا جانبهم كتغماز التين
[[ اي يجسوا نبض المسلمين ليروا ردة فعلهم ؟؟وهذه من بلاغة العرب فقد قال الحجاج يوما على المنبر ، أما وإني لا يقعقع لي بالشنان ولا يغمز جانبي كتغماز التين ]]
__________________________________
🌷اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم القرار السريع والحاسم بالخروج لقتال الروم في الشام
قبل أن يتحركوا هم باتجاه المدينة
مع أن الجيش الذي سيظل في مكانه سيتمتع بميزة هامة، وهي أن الجيش الآخر سيصل اليه مرهق
لأن المسافة بين المدينة وبين الشام طويلة جدا، تزيد عن {{ الألف كم }} في صحراء قاحلة، وطرق وعرة، وحرارة شديدة جدا وكان الوقت في شهر اب {{ ٨ }}
ومع ذلك اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم القرار بالزحف في اتجاه الشام
و برغم علم النبي صلى الله عليه وسلم بأن هذا التحرك سيفقده هذه الميزة النسبية
ومع علمه صلى الله عليه وسلم أن الجنود الرومان والغساسنة لا يتحملون التوغل في الصحراء هذه المسافة الطويلة وفي هذه الحرارة العالية
____________________
🌷وكان السبب في ذلك
هو أن عدد كبير من القبائل بين المدينة وبين الشام قد دخلت في الإسلام
فلو بقي النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وترك هذه القبائل في مواجهة الجيوش الرومانية
فهذا معناه التدمير الكامل لهذه القبائل
و النبي صلى الله عليه وسلم ليس مسؤولاً فقط عن أمن المدينة ولكنه مسؤول عن أمن الجزيرة كلها
وسبب آخر هو أن مجرد تحرك جيش المسلمين في الجزيرة العربية هو تدعيم لقوة وسلطان المسلمين في الجزيرة
______________________________
🌷أمر النبي الصحابة بالتجهز للقتال، كما أرسل الى القبائل العربية التي دخلت في الإسلام، وبعث إلى مكة وقبائل العرب ليستنفرهم للقتال
ولأول مرة يعلن صلى الله عليه وسلم وجهة الجيش
وكان من عادته صلى الله عليه وسلم أن يخفي وجهة الجيش حتى يفاجئ أعداءه، ولكن في هذه الغزوة لم يخف وجهة الجيش لعدة أسباب
____________________
🌷١- أن المسافة بعيدة جدا والطرق وعرة والحر شديد، فينبغي أن يستعد المسلمون لذلك بتجهيز المؤن وغيرها، ، لدرجة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يصحب كل رجل معه نعلان ، وكذلك تجهيز أنفسهم نفسيا لهذه الغزوة الشاقة
___________________
🌷٢- أن الجيش به عدد كبير من الأعراب الذين لم يتمكن الإيمان في قلوبهم، فكان لابد من الإعلان حتى لا تحدث معارضة من هذه الأعداد الكبيرة بعد الخروج
__________________
🌷٣- أن اخفاء الجيش في هذه الغزوة أمر صعب جدا نظرا لضخامة الجيش وبعد المسافة، فاذا حاول المسلمون اخفاء الجيش فغالبا لن ينجحوا
___________________________
🌷تسارع الصحابة في الصدقة لتجهيز الجيش
وحث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على الصدقات لتجهيز الجيش، فتسارع الصحابة في الصدقة، وكانت لأغنياء الصحابة نفقات عظيمة
كالعباس بن عبد المطلب، وطلحة بن عبيد الله، ومحمد بن مسلمة، وعاصم بن عدي وغيرهم الكثير
وتصدق {{ عبد الرحمن بن عوف}} بنصف ماله، وكانت حوالي {{ ٢٤ كيلو }} من الفضه
🌷وقد تصدق {{ عمر بن الخطاب }} بنصف ماله كذلك، وكانت ثلاثة آلاف درهم
يقول عمر :_ أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نتصدق، فوافق ذلك مالا عندي، فجئت بنصف مالي
وقلت:_ اليوم أسبق أبا بكر
فجاء عمر و وضع هذا المال بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:_ ما أبقيت لأهلك ؟
فقال عمر: _ مثله [[ اي نصف ماله ]]
ثم أتى أبو بكر، وتصدق بأربعة آلاف درهم
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:_ما أبقيت لأهلك ؟
فقال أبو بكر: _ أبقيت لهم الله ورسوله
فقال عمر: _ لا أسابقك الى شيء أبدا
[[وكانت هذه هي ثاني مرة يتصدق فيها أبو بكر بكل ماله ]]
وتصدق فقراء المسلمين بما يقدرون عليه، حتى أن بعضهم مثل {{ ابو عقيل }} تصدق ببعض التمر
وبعثت النساء بحليهن من خواتم وخلاخل حلق وغير ذلك يشاركن بتجهيز هذا الجيش
___________________________
🌷أما أكبر من أنفق في هذا اليوم فهو {{عثمان بن عفان}}
وكان عثمان ذو مال كثير والسبب
[[ أنه ورث من أبيه المال الكثير ، تذكرون جيش أبرهة أصحاب الفيل كانت أموالهم بعد أن هزمهم الله بالطير الابابيل غنيمة لأهل مكة ، فكان أبوه ممن جمع من هذا الجيش الغنائم الكثيرة ، فلما مات اورثها لابنه عثمان رضي الله عنه ]]
يقول عبد الرحمن بن حباب :_شهدت الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يحث على جيش العسرة
فقام عثمان بن عفان فقال: _ يا رسول الله، عليَّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله
[[ بأحلاسها وأقتابها يعني بكامل عدتها ]]
فنزل النبي صلى الله عليه وسلم درجة من على المنبر
ثم حض على الجيش
فقام عثمان بن عفان فقال: _ يا رسول الله، عليَّ مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله
فنزل النبي صلى الله عليه وسلم درجة ثانية على المنبر
[[ وكان نزول النبي صلى الله عليه وسلم من على المنبر حركة عملية يقول بها حتى يشعر الصحابة أن تجهيز الجيش قد اقترب اكتماله حتى أنه صلى الله عليه وسلم على وشك ترك المنبر وتوقف حثه للصحابة على الصدقة ]]
ثم حض على الجيش
فقام عثمان بن عفان فقال: _ يا رسول الله, عليَّ ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله حتى شنق أسقيتهم
[[ وعاء الشرب كان من الأدم اي الجلد فإذا ملئت بالماء لا بد لها من حبل خاص يربطها ، فكانوا بصنعون لها الرباط من الشنق المقوى حتى لاتنفلت فيضيع الماء أي يقول عثمان علي تجهيز الجيش حتى رباط وعاء الماء ]]
فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من على المنبر الدرجة الثالثة وهو يقول: _ ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم ، ماضر عثمان ما عمل بعد ليوم
_______________________________
🌷أنفق الصحابة رضوان الله عليهم الكثير من المال
ومع كل هذه النفقة لم تكفِ الأموال لتجهيز كل من أراد الخروج للجهاد في هذا الجيش فلم يكن عند المسلمين الأموال لشراء أبعرة [[ أي مراكب]] تكفي كل المسلمين
فكان يأتي الى النبي صلى الله عليه وسلم من لايملك المال للجهاد من فقراء المسلمين
يقولون :_ يارسول الله احملنا
فيطرق رأسه صلوات ربي وسلامه عليه
ويقول لهم :_ والذي نفسي بيده لا أجد ما احملكم عليه
وبعض هؤلاء عندما ردهم النبي صلى الله عليه وسلم بكى من شدة الحزن
ومن هؤلاء {{ علبة بن زيد }} الذي خرج من المسجد وهو يبكي، ثم ذهب الى بيته وأخذ يصلي طويلا في الليل
ثم رفع يده مناجيا الله تعالى
وهو يقول :_اللهم إنك أمرت بالجهاد ورغبت فيه، ثم لم تجعل عندي ما أحمل عليه، وإني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني فيها في مال أو جسد أو عرض
وقد سجل لهم القرآن العظيم هذا الحزن النبيل
وقد أطلق على هؤلاء {{البكائيين}} وقيل أن عددهم سبعة
[[ كانوا يبكون لانهم لايجدون ما يحملهم على الجهاد في سبيل الله ]]
قال تعالى يصف حالهم {{ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ }}
يقول عثمان :_ فلما تولوا وأعينهم تفيض من الدمع ، رق النبي صلى الله عليه وسلم لهم ودمعت عيناه
فوثب العباس وقال :_ احمل منهم اثنين
وقام رجل اسمه {{ ياميز بن عمرو الضمري }} رضي الله عنه أصله يهودي من بني النضير وقد اسلم وحسن اسلامه
قال :_ وانا احمل اثنان
قال عثمان :_ فقلت للثلاثة الذين بقوا وانا أحملكم ، فحمل السبعة
ولما رأى عثمان ذلك انطلق الى داره
[[ اليوم كنا جلوساً فجاء سبعة فاعتذر لهم النبي فتداركنا الموقف فلعله يأتي غيرهم ونحن لسنا جلوسا عنده فماذا يصنع النبي هل يبقى يعتذر ؟؟ ]]
فقال :_ فأتيت داري وحملت في كمي [[وكانوا يلبسون ثياب اكمامها واسعة ]]
وحملت في كمي {{ ألف دينار }} ذهبية وأتيت بها الى المسجد
يقول الصحابة :_ فجاء عثمان الى النبي وهو مازال في المسجد يحدث اصحابه
وقال عثمان :_ بأبي وامي انت يا رسول الله ، يأتيك الضعفاء من الناس ، فحتى لا تعتذر إليهم أضع هذه بين يديك
واخذ عثمان بكمه وهر الدنانير الذهبية في حجر النبي صلى الله عليه وسلم
وهو يقول :_ أضع هذه بين يديك حتى تحمل منهم من شئت
[[ وظن الناس انه يحمل عشرين او ثلاثين من الدنانير الذهبية ]]
فمازال عثمان يهر ويهر من كمه حتى أصبح كوماً في حجر النبي
قال عثمان :_ هذه حتى لا تعتذر لأحد يارسول الله
يقول الصحابة :_ فنظر النبي فيها ونظر في وجه عثمان
ثم اخذ يقلبها بيديه
[[وهذا الحديث اخرجه الامام احمد بن حنبل في مسنده وقال هو صحيح وعلى شرط الشيخان ]]
فنظر النبي فيها ونظر في وجه عثمان ،ثم اخذ يقلبها بيديه وهو يقول :_ما على عثمان ما صنع بعد اليوم ، لا يضر عثمان ما صنع بعد اليوم ، ليصنع عثمان ماشاء بعد اليوم
[[ يعني ما فعله كفارة لكل ذنوبه الماضية والآتية أيضا، وهذه بشارة بحسن الخاتمة ]]
وأخذ يدعو لعثمان ويقول :_اللهم ارض عن عثمان، فإني عنه راض
غفر الله لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت، وما كان منك، وما هو كائن إلى يوم القيامة، ما يبالي ما عمل بعدها
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه
قال :_رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من أول الليل إلى أن طلع الفجر رافعا يديه الكريمتين يدعو لعثمان بن عفان يقول: اللهم عثمان رضيت عنه فارض عنه
سؤال هل عثمان اشترى رضى النبي صلى الله عليه وسلم بالمال ؟؟
لا حاشاه ، ولكن لان عثمان لم ينظر للمادة ، ونظر لمرضاة الله ورسوله ، عز عليه ان يدمع الفقراء فيدمع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لدموعهم ، هل رأيتم صدق الإيمان
_______________________________
🌷كان هذا حال الصحابة من المؤمنين الصادقين وخذوا بالمقابل حال المنافقين
قام عبدالله بن سلول {{ رأس المنافقين }} فجمع الناس في فناء داره وكان هو كبير الخزرج
وكان يعرف بالنفاق ، فجمع الذين على شاكلته فبلغ عددهم حوالي {{ ٣٠٠ }} منافق
[[ ايام النبي وبين الصحابة في ٣٠٠ منافق
جمع ابن سلول رهطه من المنافقين وجلس يحدثهم
قال :_ يغزو محمد بني الأصفر
[[ يقصد الروم ، و لماذا اسمهم بني الاصفر ؟؟اكثر من قول للعلماء في كتب السيرة
١_ لان اغلبهم لون بشرتهم وشعرهم اشقر قريب للصفار
٢_ لانهم يتعاملون بالذهب في كل شيء وعندهم ذهب كثير
٣_ لأنهم من سلالة { روم بن العيص بن إسحاق نبي الله عليه السلام } وكان يسمى الأصفر لصفرة به ]]
قال :_ يغزو محمد بني الأصفر مع جهد الحال والحرّ والبلد البعيد[[ أي ما لا طاقة له به ]] يحسب محمد أن قتال بني الأصفر معه اللعب ؟؟
والله لكأني أنظر إلى أصحابه مقرنين في الحبال ، ولا أرى محمد ينقلب الى المدينة ابدا
[[ وكان يقول ذلك الكلام ليحبط الناس حتى يتخلفوا في الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ]] إنا لنخشى الروم ونحن في ديارنا أنذهب الى ديارهم ؟؟
__________________________
🌷ولقد اورث {{ ابن سلول }} هذا المعتقد في المنافقين الى ايامنا هذه
قال ابن سلول هذا وبثه في عقول اصحابه من المنافقين
وقد سطر القران اقوالهم بالتفصيل
في سورة {{ التوبة }}......
____________________________
🌷فأخذ المنافقون يطلبون الإذن من النبي صلى الله عليه وسلم لعدم الخروج للقتال، ويتعللون بعلل واهية
من هؤلاء مثلا {{ الجد بن قيس }} مناف
وكان له ابن اسمه {{عبدالله }} مؤمن صادق من الصحابة
فجاء {{ الجد }} الى النبي صلى الله عليه وسلم والنبي في مسجده جالس بيت اصحابه
قال :_ تأذن لي يارسول الله هذه المرة ان اجلس في المدينة وان لا ارتحل ؟؟
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبتسم:_ إنك موسر يا جد فتجهز ، تجهز في سبيل الله [[ أي لست فقيرآ ]]
فقال الجد :_
يا رسول الله إني ذو ضبعة وقومي يعلمون ذلك ،واخاف ان افتن بالنساء وأخشى إن رأيت نساء بني الأصفر ألا أصبر عنهن فأُفتتن
يقول الصحابة :_ فتربد وجه النبي صلى الله عليه وسلم [[ اي بان عليه الغضب ]] ثم اعرض بوجهه الشريف عنه وهو مغضب
وقال له :_ قد أذنت لك فلا تخرج
فلما خرج {{ الجد }} من المسجد
قام ابنه عبدالله المؤمن الصادق وتبعه
فتبعه وهو يعلم ان أباه منافق
ولكن قال له بكل أدب :_ يا ابت لم تعتذر لرسول الله وقد اكد عليك وقال لك مرتين تجهز تجهز ؟؟
فكيف تخالف رسول الله وتعتذر له بما ليس فيك ؟؟
فقال له ابوه :_ يا بني
أيحسب محمد ان قتال بني الاصفر معه اللعب ، لكأني انظر الى اصحابه مجدلين بالحبال
فقال ابنه مستغربا :_ ابتاه !!!!! هذا شعار المنافقين
[[أي كلامك هذا كلام منافقين]]
فصرخ ابوه في وجهه وقال :_ اسكت يا ولد انا اعلم منك بالدوائر [[ انا أعرف منك كيف تدور الامور ]]
فقال له ابنه :_والله إن هذا لهو النفاق بعينه
فما كان من ابوه إلا خلع نعله ، وضرب به وجه ابنه
ومع ذلك بقي الولد متأدب بتأدب القران الكريم
قال تعالى {{ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا }}
فقال ابنه وهو متأدب بالقران الكريم
قال :_ إني والله لا ارد عليك بشيء ولكني ارجو ان ينزل الله بك قران يتلى الى قيام الساعة
فأنزل الله تعالى فيه قوله
{{ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ }}
[[ لا تفتني يعني لا تبتليني برؤية نساء بني الأصفر ]]
فلما نزلت الآية
قال له أبنه:_ ألم أقل لك؟
فقال له: _ اسكت يالكع، فوالله لأنت أشد عليّ من محمد
وفي رواية أن الجد بن قيس لما امتنع واعتذر
قال للنبي:_ ولكن أعينك بمالي، فأنزل الله تعالى {{قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم}}
____________________________
🌷هكذا كان صلى الله عليه وسلم ، يأذن لهؤلاء المنافقين لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يريدهم في الجيش، لأنهم يثبطون الجيش
ولكن الله تعالى عاتب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
لأنه أعطى الإذن لهؤلاء فقال تعالى {{عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ * لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ * إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ }}
هل سمعتم بمعاتبة أحسن من هذا ؟؟
بدأ بالعفو قبل المعاتبة ، لكي لا يؤلم قلب حبيبه صلى الله عليه وسلم بالمعاتبة
فلو قال له :_ لم أذنت لهم ، عفا الله عنك ، لكانت ثقيلة على قلب حبيبه صلى الله عليه وسلم
بدأ بالعفو قبل المعاتبة
فالله تعالى يقول للنبي صلى الله عليه وسلم ما كان ينبغي أن تأذن لهم، لإنك اذا لم تأذن لهم، واصروا على القعود فستعلم الصادق من الكاذب
________________________
🌷ليس هذا فحسب بل كان المنافقون يحاولون تثبيط المسلمين عن النفقة فعندما يجدون أحد أغنياء المسلمين يتصدق بالأموال الكثيرة
يقولون :_ما فعل هذا الا رياء
وعندما يتصدق بعض الفقراء بالأموال القليلة
يقولون :_ان الله لغني عن هذه الصدقة
فعندما تصدق {{ عبدالله بن عوف }} بنصف ماله
قالوا :_ ما أعظم رياءه
وعندما تصدق احد الصحابة {{ عقيل }}تصدق ببعض تمرات
فقالوا :_ إن الله لغني عن صدقة هذا
فنزل قول الله تعالى في سورة التوبة {{ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }}
[[ يلمزون أي يعيبون و {{الْمُطَّوِّعِينَ}} اصلها المتطوعين بالتاء ولكنها أدغمت التاء في الطاء ]]
______________________________
🌷وكان المنافقون يتجمعون في بيت رجل يهودي اسمه {{سويلم}} ويثبطون الناس عن الخروج والغزو ويتعللون بشدة العدو، والحر الشديد، ويقولون أن الوقت هو وقت جنى الثمار
قال الله تعالى مخبرا عنهم
{{ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ }} بشرهم بنار جهنم
فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم {{طلحة بن عبيد الله}}في نفر من اصحابه، وأمره أن يحرق عليهم البيت
[[ وليس معنى هذا أنه أحرقهم ولكن أحرق البيت وفروا وارتدع المنافقون ]]
وهذا درس هام جدا من دروس السيرة وهو التعامل بحسم شديد مع من يريد أن يهدم أركان الدولة
______________________
🌷تجهز جيش المسلمين وبلغ تعداده{{٣٠ ألف }} مقاتل
و عشرة آلاف فرس
وأطلق على هذا الجيش {{جيش العسرة}} لأن الخروج في هذا الجيش كان أمرآ {{عسير}} وشاقآ
والجزاء دائما على قدر المشقة، فمن يصوم في الصيف ليس كمن يصوم في الشتاء
والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، ليس كمن يقرأه بسهولة والذي أطلق عليه {{جيش العسرة}} هو القرآن العظيم
يقول تعالى {{ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ }}
______________________________
🌷أسباب الصعوبة الشديدة في الخروج الى تبوك ، فكان الخروج في هذا الجيش هو أصعب مرة خرج فيها المسلمون لأسباب كثيرة
١- قوة العدو وشدته، وتفوقه في العدد والعدة فكان عددهم {{١٠٠ ألف }}
٢- بعد المسافة، أكثر من {{الف كم }}
٣- قلة المؤن من الطعام والشراب
٣- قلة الأبعرة [[ اي المراكب ]]
٤- أن الوقت الذي خرج فيه الجيش هو وقت جني الثمار، والمدينة بلد زراعي، وأغلب أهله يعملون بالزراعة
___________________________
🌷خرج النبي على رأس الجيش، وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم كما قلنا في هذه الغزوة شديدة الصعوبة {{ ٦٢عام}} وكان خروج الجيش في يوم الخميس غرة رجب من السنة التاسعة،
واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة {{محمد بن مسلمة}}
وخلف النبي صلى الله عليه وسلم على أهله {{علي بن أبي طالب}}
وحتى هذا الموقف لم يتركه المنافقون
فقالوا أنه ترك عليا في المدينة لأنه استثقله
فلحق علي بالجيش وذكر ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم فقال له النبي :_ كذبوا، إنما خلفتك لما تركت ورائي ، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك ،فأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
_______________________________
🌷تناول القرآن لغزوة تبوك
ونزل القرآن العظيم يسجل هذه المواقف في سورة التوبة
اقرأ كلام الله تعالى بتفكر
يقول تعالى
{{فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81) فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ (82) فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ (83) وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ (84) وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (85) وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ (86) رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ (87) لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئ��كَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (89) وَجَاء الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (90) لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (91) وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ (92) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (93) يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}}
____________
يتبع إن شاء الله ....
_______________ #الانوار_المحمدية _______________
_____________ صلى الله عليه وسلم ________________
2 notes
·
View notes