Don't wanna be here? Send us removal request.
Text
قال الإمام مالك بن أنس (١٧٩ه) رحمه اللّٰه:
✍️أهل السُّنَّة هم: الذين ليس لهم لقبٌ يُعرفون به، لا جهمي، ولا رافضي، ولا قدري.
والسُّنَّةُ ما لا ٱسم له غير السُّنَّة، قال تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾[الأنعام:٥٣].
والحُكم الذي يحكم به بين الناس حكمان: ما في كتاب اللّٰه، أو أحكمته السُّنَّة، فذلك الحكم الواجب وذلك الصواب، والحكم الذي يجتهد فيه العالم برأيه فلعله يوفق، وثالث: متكلّف، فما أحراه ألاَّ يوفَّق.
ومن أراد النَّجاة فعليه بكتاب اللّٰه وسُنَّةِ نبيه ﷺ.
والسُّنَّة سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلَّف عنها غرق.
ولا يصلح آخر هذه الأمة إلاَّ ما أصلح أولها.
ولو لقي اللّٰه رجل بملءِ الأرض ذنوبا ثم لقي اللّٰه بالسُّنَّة، لكان في الجنة مع النبيين والصديقين والشُّهداء والصَّالحين وحسُن أولئك رفيقًا.
وقبض رسول اللّٰه ﷺ وقد تم هذا الأمر واستكمل، فإنما ينبغي أن نتبع آثار رسول اللّٰه ﷺ ولا يُتبع الرأي، فإنه متى اتبع الرأي جاء رجل آخر أقوى في الرأي منك فاتبعته، فأنت كلما جاء رجل غلبك اتبعته، أرى هذا لا يتم.
ومن خالف السُّنَّة فإني أخشى عليه الفتنة، وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصر عنها رسول اللّٰه ﷺ، قال اللّٰه تعالى:{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ.}[النور، الآية: 63].
قال عمر بن عبدالعزيز رحمه اللّٰه : سنَّ رسول اللّٰه ﷺ وولاة الأمر من بعده سننًا، الأخذ بها اتباع لكتاب اللّٰه، واستكمال لطاعة اللّٰه عز وجل، وقوة على دين اللّٰه، ليس لأح�� من الخلق تغييرها ولا تبديلها، ولا النظر في شيء خالفها، من اهتدى بها فهو مهتد، ومن استنصر بها فهو منصور، ومن تركها واتبع غير سبيل المؤمنين، وولاه اللّٰه ما تولى، وأصلاه جهنم وساءت مصيرًا.
والتسليم للسُّنن، لا تُعارض برأي، ولا تُدافع بقياس، وما تأولها منها السَّلف الصالح تأولناه، وما عملوا به عملناه، وما تركوه تركناه، ويسعنا أن نمسك عما أمسكوا، ونتبعهم فيما بيَّنوا، ونقتدي بهم فيما استنبطوه ورأوه في الحوادث، ولا نخرج عن جماعتهم فيما اختلفوا فيه أو في تأويله.
وما قلَّت الآثار في قوم إلاَّ ظهرت فيهم الأهواء، ولا قلَّت العلماء إلاَّ ظهر في الناس الجفاء.
وإن حقًّا على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية، وأن يكون متبعًا لأثر من مضى قبله.
والعالم يُخبر بالسُّنة ولا يُخاصم، فإن قُبلت منه وإلاَّ سكت.
والقرآن هو الإمام، فأما هذا المراء فما أدري ماهو؟
وكلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما نزل به جبريل على محمد ﷺ لِجدله، إذًا لا نزال في طلب الدِّين.
قال عُمر بن عبدالعزيز : من جعل دينه غرضًا للخصومات أكثر التنقل.
والداء العُضال التنقل في الدين.
ومن اتقى اللّٰه جعل له مخرجًا من هذه الأهواء.
والمِراء في العلم يُقسي القلب، ويُورث الضَّغن.
وإذا جاء من يجادلك من أهل الأهواء في أمر الدِّين فقل له : أما أنا فعلى بيِّنة من ربي، وأما أنت فشاكٌّ، فاذهب إلى من هو شاكٌّ مثلك فخاصمه.
والإيمان قولٌ وعملٌ، ولا إيمان إلاَّ بعمل، ولا عمل إلاَّ بإيمان.
والإيمان يزيد وينقص، وبعضه أفضل من بعض، قال تعالى:﴿لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ۗ﴾[الفتح؛٤].
وقال إبراهيم:﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ﴾[البقرة:٢٦٠]، فطمأنينة قلبه: زيادة في إيمانه.
الإيمانُ: المعرفةُ والإقرار والعمل.
وليس للإيمان مُنتهى هو في زيادة أبدًا.
ولا يقول أحد؛ أنا مؤمن، ولكن يقول: أنا مؤمنٌ إن شاء اللّٰه.
ولا يقول: إنه مُستكمل الإيمان، وأن إيمانه كإيمان جبريل وميكائيل وا��ملائكة المقربين؛ فإنه قول المرجئة.
وإني لأُذكِّر بقوله تعالى:﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ﴾[البقرة؛١٤٣]، يعني صلاتكم إلى بيت المقدس ما قالت المرجئة: إن الصلاة ليست من الإيمان، وقد سماها اللّٰه الإيمان.
والمُرجئة أخطأوا وقالوا قولاً عظيما، قالوا : إن أحرق الكعبة، أو صنع كل شيء فهو مسلم.
وقولي فيهم: ما قال اللّٰه تعالى:﴿فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ۗ﴾.
📚[الجامع في العقائد لعادل آل حمدان]📚
0 notes