abdelrhman-shepl
abdelrhman-shepl
vin.
1 post
Don't wanna be here? Send us removal request.
abdelrhman-shepl · 3 years ago
Text
‏وكان رحمه الله يحزنه قلة ما استقر في رأسه من علم بأمور الدين والدنيا بما يدفع الشك من رأسه ويلهم قلبه استنكار الباطل، فينهمك في البحث وينهكهُ شتات البدايات -وكان ضعيف الهمة- فيسلمُ لكونه من العامة يكفيه البحث في ما لا يسعه جهله، فيحزن.
‏وبذكر كل خطاياه ونشواتها وأسعارها من الآلام، وتمكن خبثه منه وما ضاع من عمره جاهلاً بها ومجاهدا لها، وما سيضيع، كان مرددًا "إن الله لا يملّ حتي تملّوا"، وكان المالُّ أكثر أملا من منظره وأحكم إدراكاً، إلا إن الهمم تشيخ - غفر الله له - ‏وكان يردد العزلة ثم يتشكي الوحدة، ويري العضّ علي أصول الشجر وكان أكثر الناس إنغماسًا في الفت��، لا تعلم إن كان مسجونا أم منفيا أم نبذه الناس، لعله كان ثمن التطهير! ، تري عليه من الوقار ما يناقض سِيرّه وشكله إن تملكه الغضب، عاش وحده ومات وحده.
‏كنت جليسه يوما لما أخذ ينكت بقلمه على ورقة، وقد انتفخ وجهه من حمرة الغضب، ثم ضرب بقلمه الأرض مستغفرا، فسألته عن فعله فقال: لبثت عمرا أستعرض الأساليب وأذلل لساني لفكري، فما كان لي التعبير إلا كمشعوذ استحل أذاه، ومساس قلمي يدميني كما ينكت بالإبر في دماه، كأن تعبيري حرام كقرب السحر أو كأنه أبشع من أذى الناس، فرحمت القارئ والكاتب -رحمه الله-
قلت: ومنه ترى العيون عاكسة لكل جمال، أو مفتشة في تجاعيد الفتن وطيات الأكدار، وعليه ترى ثقل الروح، فينتزع كلماته كما يعزم تقطيع أطرافه، وخفتها فلا تلحظ صياغته كما لا تلحظ أنفاسك، وليمدد له في دأبه وليذوق وبال أمره.
‏وما أكثر العواقب التي ذاقها بعدما نجح في تجنبها، سعيه للتغيير لم يسفر إلا عن إضحاك المستمعين لمحاولاته، كان يسعي لتخليد ذكراه، رحمه الله بأن لم يخلدها في أخبار الحمقي و المغفلين. ‏صنف كتابا في عوارض الأمراض المقترنة بالتغيرات الفصلية، وأدخل مع حساسيات الجلد والصدر وجحوم العين، "المزاجيات الشتوية"، وأسماه: دفع الذكريات لمن تملكته الهرمونات، الحمد لله رب العالمين أن لم يصلنا شيء من علمه.
1 note · View note