aboodata

[aboodata]

أن يكون الحزن حالة اعتياد، أمّا الفرح فيكفي أن يظلّ واضحًا لمن أراد...

آمين.

[aboodata]

كنتَ حِجْرًا لمخاوفي، وصرتَ الحَجَر الذي أفزع وجه النهر.

[aboodata]

تركتني الأخشاب، كما لو أنني لسعة نار.

[aboodata]

مشت العقارب على الجدران 3,930 ساعة، يمينًا ويسارًا، تفتّش عن حجّة تبرّر فيها سذاجتنا. فاليوم تفرُّ ثلاثة وستون ومئة يوم من سجلّ وقتنا، دون أن نُسمع الأشياء أصواتنا معًا.

هل تعدُّ الأيّام مثلما أفعل؟ فأنتَ تعرف أنّني بارع في الركض وراء الأرقام والطواف حولها، وتعرف أنّني لست بارعًا في شيء أمامك.

أما زلت صديقك؟ أم أنّك رميت باسمي وصفتي في الذاكرة؟ الضجيج في عظامي يخبرني أنّك فعلت، وأكذّبه كلّ ليلة، لكنّك كسرت فيّ نافذة لا أودّ فتحها، وتركتني غريبًا للريح.

كنتَ متجرًا للأسئلة، تُعطيني أكياسًا طافحة بالإجابات دون مقابل، كنتَ إجابتي والسؤال، كنتَ حِجْرًا لمخاوفي، وصرتَ الحَجَر الذي أفزع وجه النهر.

[aboodata]

اللهمّ إنّي أعوذ بك من اكتئابي وقلة حيلتي، أعوذ بك من انكماش روحي وهمومي المتلاحقة، ياربّ استغفرك خوفًا وطمعًا ونجاة من الدّنيا.

[aboodata]

أحتاج إلى أسنان طازجة أخمشُ بها قلقي وتلعثمي، وأجرح بها وجه التردّد وخاصرة الطريق

فمنذ زمن بعيد تخلّيتُ عن فكرة النار لأولئك الذين لم يروا في الجدران سوى ظلالها

أمّا أنا، فقد رأيت فيها ملحها، وذكراتها، وفزعها، وشياطينها، ونعاسها، وتعرّفت إلى أنين كلّ قطعة زجاج فيها، وتكهّنتُ بمواعيد صدئها وسقوطها

عرفتُ كلّ هذا ولم أمدّ يدي إلى لقب "عرّاف الأمكنة"

فقد تخلّيتُ عنه لأولئك الذين لم يروا في الجدران سوى ظلالها

ورحتُ أختبئ من الأشخاص والأشياء وراء شفتين من خشب، أطفئ بهما رغبة البدايات، وبهما أغلق الأبواب على أصابع الكلام

وهأنذا، أنتظر أسنانًا طازجة.

[aboodata]

إن الموسيقى بالنسبة لي تُشبه إلى حد ما البحر.. فأنا في حضورها مهزوم، مسحور ومفتون، وبالرغم من ذلك أنا خائف بشدة من بلوغها النهاية.. فأنا بحار سيء.

‏- كافكا

[aboodata]

"ما أجمل الحياة

ابنة العاهرة هذه

ما أجملها"

[aboodata]

كنت متحمّسًا وسط المنزل، حاملًا معي تفاهتي ورغبتي في القفز من الحال وقديمه إلى ذاكرة أخرى. أخبرتُ أمّي أنّني لن أترك نفسي للعفن، فلا داعي إلى القلق؛ إذ إنّني ذاهب إلى القاموس الممتدّ من الألف إلى الياء وسأصرخ بما عجز عنه الأوّلون، ذاهب إلى شموس تجلس على أريكة، وتحترم قراراتي في الاختباء والصحو، وتسقيني الماء إن أردت.

لم تقل شيئًا، فالمعتادون على الخيبات إمّا أن يبكوا، وإمّا أن يضحكوا.

قفزتُ عن عتبة المنزل، وكسرتُ ضلعًا في أمّي، وانكسر فيّ شيء أجهل ماهيته، فصرت سيّد الأمكنة المتعبة، لا أعرف من الحياة سوى فكرة القفز.

[aboodata]

أخبروني قبل البداية، الموتى القادمون من الماء: إن هناك قوانين غير مفهومة، هناك سقوط في الوحل، عجز عن البكاء، والكثير من الخوف. أخبروني بذلك كله، لكن أنا من أراد التّجربة -تجربة الوصول إلى الحياة.

[aboodata]

‏"ننام من غير ونَس، ننام زي الجثث" (الأبنودي).

https://soundcloud.app.goo.gl/1dkZE9VW2Y94jd9Q8

[aboodata]

كان أبي مني، وكنت منه، إلى أن قررت التوقف عن لعب دور ظِله، وظل أبي بلا ظِلٍ

‏أقول أبي، وأشعر بحسرة الغريب؛ لإنه لا يفهم لغتي، وأنا لست متأكدًا من كونه إلهًا أو نبيًّا، أو أنه لم يكن كافيًّا لأي صفة.

[aboodata]

يبدو أنني أطرق باب عالم آخر. الليل يقف غاضبًا، ماسكًا عصا قصيرة، ويدفعني للوراء مثل عقرب ذكرى. السرير وسط الغرفة يقفز على ظهري من الملل، والطرق تغيّر أماكنها على الدوام. كل الأشياء تبدو سريعة وغريبة، وأنا كل ما أفعله أنني أعتاد على نفسي ببطء، وأخاف.

[aboodata]

مولعٌ باقتناء اللوحات الفنّيّة، تلك التي يرسمها أشخاص عاديّون، لا شيء يعرف أسماءهم غير جدران منازلهم، يرسمون أشياء غير متوقعة، لم أرها من قبل. وإلا ما الملفت في شجرة داخل لوحة؟ ما ستعطيني شيئًا لا أعرفه؟ الشجرة مثل الحزن متربصة بك في كل مكان، البحر يكون ناقصًا دون مهمّة البلل، والعصافير فكرة ضوضائيّة حتى على الورق. هذه الأشياء لا تشدّني من رغبتي، أفضّل لوحة استهلكها كل يوم على نحو مختلف، أقرؤها بمعزل عن غرضها الحقيقيّ، اسقط عليها مزاجيّتي وسوء حظي.

أحبُّ اقتناء اللوحات بالفعل، لكني لا أفعل؛ المسألة ليست مادّيّة أو قلة حيلة، الأمر أكثر غرابة مما تتصوّر، ليس لدي مكان دائم أو عنوان حقيقيّ، مجرد شخص يسكن غرفة مؤقتة في مدينة مؤقتة، لا يملك الحق إلا في تغيير مكان سريره، وعليه أن يحترم تقاليد السقف وعاداته. شخص لا فكرة لديه أين سيكون في الغد، يعيش مع خوف وقلق وتهديد، ومع هذا لا يحرم نفسه من فكرة أنه يحبُّ اقتناء اللوحات، المسألة هي أنّه لا يريد اشراكها في صراعاته مع البقاء أو الرحيل كل ليلة، اللوحات لديها ما يكفي من المتاعب، وحقائبه لا تتسع لكل هذه الصرخات.

[aboodata]

"أرجوك ألّا تعيد لمس تجاعيدي؛ لقد أنفقتُ عمرًا كي أحصل عليها"

(آنا ماغناني).

[aboodata]

[aboodata]

‏في فترة ما كان فيه سؤال بيدور في ذهني عن إيه أكتر حاجة المفروض يتمناها الإنسان، لحد ما لاقيت شخص كاتب "كل ما في هذه الدنيا لا يساوي شيئًا أمام العافية، الاستقرار الداخلي، طمأنينة القلب، سكينة الروح، النوْمَة الهانئة، فإن أردت أن تسأل الله شيئا فاسألهُ هذه الرحمة أولًا" وعرفت الإجابة.