Don't wanna be here? Send us removal request.
Quote
أكرر: المثقفُ الذي يظنّ أنه أفضل من النجّار لا يساوي عندي نشارةَ الخشَبْ
(via mouridbarghouti)
136 notes
·
View notes
Text
بوست عيد ميلادي السنوي...حصيلة ٥ سنين ماكتبتش فيهم البوست السنوي :)
مش فاكره اني كتبت البوست السنوي بتاع تقفيل سنه من عمري قبل ماتخلص بشهر في السنين من ٢٠١١...فهعتبر البوست بتاع تقفيل ٢٠١٥ دا تقفيل ٥ سنين مع بعض وغالبا طبيعته هتختلف عن البوست السنوي المعتاد آخر ما أذكرة عن بوستات تقفيل السنين كان في ٢٠١١ قبل ماكمّل ٣٠ سنه حيث كنت -ولازلت- مصممه إن التلاتينات بتاعتي لن يفسدها عليّ أحد وبعدين قامت الثورة وبدأت الشقلباظات على كل المستويات...ودلوقتي بد مافوقت من كل الزحاليق أقدر أبص ورايا عالسنين دي وأقول إنّهم أعجب سنين عمري على المستوى الشخصي...وأهم حاجة حصلت لي في الخمس سنين دول كانت مأساة المعاناة من كرب ما بعد الصدمة/التروما...يمكن أهم من الثورة نفسها حيث إن الثوره ساهمت في انضاج علاقتي بالمجتمع...لكن التروما الحقيقه كانت تجربة ساهمت في انضاجي على المستوي الشخصي...حيث إن التروما لما اتعالجت غلط تسببت لي في صدمه دهورت حالتي لحاجة اسمها
de-personalization
...تعرّف اختصارا باني مابقيتش موجوده :D
مخّي مابقاش شايفني...زي كده زمان لما كنّا نركب هارد في البورده وتلاقي البورده مش شايفه الهارد...أي والله دا حصل :D
تفاصيل الموضوع مأساة الحقيقه كانت أيّام سودا الله لا يعيدها...تجربة مريرة- على قدر امتناني لحدوثها على قدر مابتمنى ماتحصلش تاني...الخروج من الحالة دي إدّاني فرصه اتولد من جديد كشخص...تخلّصت من صفات فيّا ماكانتش حلوه...واكتسبت صفات تانيه بدالها أنا شايفه إنّه من الأفضل تكون موجودة فيّا...وأهم حاجة إن أخيرا صورتي الذهنيّة بقت امرأة بالغة وليس طفلة برأس إمرأة بالغة زي قبل كده...ودا في حد ذاته شيء عظيم إن صورتي الذهني تبقي متّسقه مع الواقع من الحاجات اللي تخلّصت منها كان الغضب والتوتّر...راحوا في داهيه أثناء عمليّة التعافي والحمد لله...وحل محلّهم التسامح مع الآخرين وأفعالهم...قبل كده كنت بقبل الآخرين زي ماهم بس كان وارد اتضرر من أفعالهم...حاليا الحقيقه متسامحة تماما مع كم رهيب من التصرفات المزريه اللي شوفتها من ناس كتير من ٢٠١١ لحد النهاردة...حيث اني مدركة ان هم في فتره ما تصرّفوا على غير طبيعتهم فما قيّمتهمش على أساس تصرّفاتهم في الفتره دي...وفي وقت ما في ٢٠١٥ بقيت مدركة ومتقبلة فكرة إن تصرّفات الناس معايا أو مع غيري -سواء كانت فعل أو رد فعل- ماهيّاش موجهه ليّا بشكل شخصي بقدر مابتعبّر عن طريقة تفكيرهم وطريقة تعاملهم مع مشاكلهم مع نفسهم...فبقيت الحقيقة بحس إن الناس اللي بتضايقني مساكين يستحقّوا الشقفه مش الغضب ودا انعكس على أفعالي وردود أفعالي تجاه البشر بشكل عام لأن أنا كمان أفعالي وردود أفعالي مع الآخرين بتعبّر عن طريقة تفكيري وطريقة تعاملي مع مشاكلي مع نفسي اللي والحمد لله تقلّصت حاليا...في أواخر ٢٠١٥...لأوّل مرّة في حياتي بشعر بالسكينة...مرّيت بفترات سكون كتير في حياتي...لكن السكينه! دي كانت جديدة عليّا...شعور مبهر يا جماعه ربّنا يديمه عليّا واتمناه للناس كلّها من صميم قلبي وخاصّة الناس اللي أذوني الفتره اللي فاتت...دول لو عندهم بشلن سكينه كانوا هيستخسروا يفكّروا يضايقوني أساسا :D من التغيّرات العظيمة اللي حصلت لي في وقت مش فاكراه بالضبط في ٢٠١٣...إنّي بقيت أصحى من النوم استأنف حياتي...مابقيتش بحتاج وقت طويل من الصمت والتكشير عشان أقدر أعيش يوم جديد...بقيت بصحى بستأنف ماتوقّفت عنه في الليله اللي قبلها...ممكن أصحى مبتسمه ومبتهجة فقط...وممكن أصحى بغنّي وبقول شعر...أي والله شعر :D
قعدت سنتين تقريبا مش فاهمه سر التغيّر العظيم ده...بس مؤّخرا ابتديت اعتقد ان دا بسبب إن نظرتي للحياة نفسها اختلفت...يعني قبل كده كنت بتعامل مع اليوم كوحدات زمنيّة منفصلة/متّصلة فبصحى بحتاج وقت "لمواجهة" يوم جديد...لكن حاليا أنا بصحى "بستأنف حياتي...ادراكي للأيّام إنّها وحدات متّصله مش منفصلة دّى للتغيّر العظيم ده....بقيت بصحى من النوم بكمّل حياتي اللي توقّفت أثناء النوم...مش ببدأ يوم جديد واستنّاه يخلص عشان أشوف هعمل إيه اليوم اللي بعده قبل ماكمّل ٣٠ سنه كنت قررت انّي من بداية التلاتينات هسيب الناس تتحرّك في حياتي بحريّة دون أي تدخّل منّي: اللي او يدخل حياتي اهلا وسهلا واللي مش عاوز براحته...واللي موجود في حياتي وعاوز يكمّل أهلا وسهلا واللي عاوز يمشي هو حرّ: مش هوجع راسي مع حد...دلوقتي فاضل اقل من شهر وأكمّل ٣٥ سنه أحبّ أقولّكم ان القرار ده عمل مشاكل لكل الناس اللي حاطّين لنفسهم قيمة مطلقة سواء دخلوا حياتي أو خرجوا منها... أنا إنسان مقتنع إن القيمة المطلقة لكل واحد فينا هنعرفها يوم القيامة مش في الحياة اللي إحنا عايشينها دي...لأنّ ماحدّش فينا يعرف دواخل اللي قصاده...إحنا بنتعامل مع بعض بقيمنا الظاهريّة...بمعنى آخر ماحدّش فينا يعرف عن التاني غير اللي بيشوفه منّه من تصرّفات وكلام سواء معانا أو مع غيرنا...واللي بنشوفه من الناس بيخلّينا نحطّ لهم قيمة معيّنة في حياتنا...وأيّا كانت القيمة دي فمافيش حدّ يوازي أسباب الحياة: الهوا اللي بنتنفّسه والميّه اللي بنشربها والأكل اللي بناكله عش��ن نفضل عايشين... وبالتالي أي نفس مهما كانت قيمتها عندنا يمكن الحياة من غيرها مهما كان قدر الألم اللي هيتسبب فيه الفراق مادمنا أسوياء نفسيا...في ناس كتير أنا ماحبّش أعيش من غيرهم...ودول كلّهم قيمتي عندهم توازي قيمتهم عندي وبيحافظوا على وجودي في حياتهم بقدر حفاظي على وجودهم في حياتي...وبالتالي الناس دي مابيفرّقنيش عنهم غير حيّز المكان ومشاغل الدنيا أو لا قدر الله الوفاة...ودول عارفين كويّس جدّا قيمتهم عندي وعارفين مدى إهتمامي بالحفاظ على علاقتي بيهم... من عداهم بقى دول ناس ماتعرفنيش كويّس وغالبا أنا كمان ماعرفهمش كويّس...بعض الناس دي للأسف حاطّين لنفسهم قيم مطلقة: قيمة ثابته لا تتغيّر بتغيّر الأشخاص...طيب يافندم أنا ماعرفكش كويّس هحطّلك قيمة في حياتي بناءا على أساس إيه! إيه اللي هيخلّيني أنهار عشان خروجك من حياتي أو أبذل مجهود عشان تتكرّم وتتعطّف وتدخل حياتي؟!...بالنسبالي أنا الإجابة: ولا حاجة...مافيش سبب...إذا أنا لا هتمسك باللي خارج ولا هبذل مجهود عشان حد يدخل حياتي... للأسف الناس دي بتتصدم في الحالتين (ارجين من حياتي أو داخلينها) لأن دا يتنافى مع قيمتهم المطلقه اللي ناس غيري في دواير معارفهم على مدار حيواتهم حطّهالهم...أو همّ حطّوها عشان هم شايفين نفسهم جامدين جدّا ولازم كل الناس تقدّرهم بنفس الدرجة... أنا آسفة...بس أنا مش ذنبي إن في ناس تانيه تعرفك كويّس أو ماتعرفكش كويّس وشايفين إنّك مهم جدّا في حياتهم...أنا ماعرفكش كويّس وبالتالي قيمتك في حياتي مختلفه تماما...ودي بالنسبالي بديهيّات...يعني أنا مش حاطّه لنفسي قيمة مطلقة...ومستوعبة كويّس جدّا إن في ناس شايفينّي عظيمة وناس تانيه شايفيني ماسواش قيمة الوقت اللي هيقولولي فيه صباح الخير...عادي يا جماعة والله :D
إذا كان الناس مختلفين على وجود إله للكون...واللي متفقين على وجود إله للكون مختلفين على الديانة...فصلّي عالنبي يعني الناس مش متفقة على وجود ربّنا عايزهم يتّفقوا على قيمتك الشخصيّة بأمارة إيه ماتروّق! :D
وعلى قرب تمام عامي الـ ٣٥ على أرض الكوكب أذكّر نفسي وإيّاكم بحديث عن الرسول بيقول "الأرواح جنود مجنّدة فما تعارف منها إئتلف وماتناكر منها اختلف"...فيعني الحقيقة يا جماعة أهلا وسهلا بيكم داخلين ولا خارجين...في الحالتين لا هنزوّد بعض ولا هننقّص بعض...ووقت اللقا ووقت الفراق كل واحد بيعمل بثوابته (تطلع بقى الثوابت دي أصل ولا أخلاق ولا دين سمّوها زي ماتسمّوها)...أنا كأمينة بعامل الناس اللي يرضي ضميري قدّام ربّنا ومابستنّاش من حد حاجة ولا حتّى المعاملة بالمثل...ولا حتّى بيفرق معايا عاملت مين كويّس وضرّني...علي رأي اللي قال: هي صحيفتك فاملأها بما شئت...أنا مالي ياعم :D
الحقيقة أنا ممتنّة جدّا للخمس سنين اللي فاتوا من عمري بعد التلاتين وبحمد ربّنا على مروري بكافة تفاصيلهم...على رغم مارأيت فيهم من مآسي ومحن واختبارات قاسية لكن عرفت فيهم ناس سعيدة بوجودهم في حياتي ومرّيت فيهم بأحداث سعيدة...ولو مافيهومش حاجة حلوة غير جوزي وبنتي فالحمد لله ككل كرمة والحمد لله كعز جلاله على كده...دول كل واحد فيهم لوحدة يوازي كل الوحش اللي شوفته في عمري ربّنا يديمهم عليّا نعم... إجمالا الخمس سنين دول ٥ سنين عظيمات النات كونّات...وأديني قرّبت أدخل اهه في بداية العام الـ ٣٦ من عمري يجعله عام سعيد عليّا وعليكم ولسّه عندي أحلام وطموحات وحاجات اتعلّمها :)
7 notes
·
View notes
Text
مش أم فرح
الإنسان ليه مجموعه مختلفه من الأدوار الاجتماعيّه بيمارسها كفرد...يعني أنا أمينة بنت إنسان، أخت إنسان، زوجة إنسان، أم إنسان، موظّفه عند إنسان...إلخ...لسبب ما إحنا كمصريين بنسمح لبعض الأدوار الاجتماعيّه إنّها تبلع مساحة أدوار اجتماعيّه تانيه...والأسوأ إننا بنسمحلها تستفحل لحد ما تطغى على وجودنا كأفراد...وده في النهايه بيؤدي لتعاسه الفرد وبيحوّل الدور الاجتماعي اللي طغى وجوده لعبء
عشان كده مابحبّش حد يندهلي أو يعرّفني غير بإسمي أولا وبعديه أي دور اجتماعي...يعني لو في الشغل: أمينة، الديزاينر بتاعتنا...لو مع جوزي: أمينة، مراتي...لو مع حد من أهلي: أمينة، وبعدها صلة القرابه...إلخ...ببغض جدّا فكره إن حدّ يلغي وجودي الفردي ويحوّلني لمجرّد دور اجتماعي: مدام محمّد...أم فرح!
أنا أمينة...قبل ماتجوّز وبعد ماتجوّزت وقبل ماخلّف وبعد ماخلّفت...وفعلا ماعنديش استعداد اتنازل عن ده ما حييت..مش موافقه ان كمان عشر سنين ألاقي جوزي بيندهلي ماما وأنا بندهله بابا والناس بتندهلي يامّ فرح...لو انا بقيت بالنسبه لجوزي أم عياله فقط طب فين مراته وحبيبته؟ ولو بقيت للناس أم فرح طب فين صديقتكوا؟
طول الوقت بشوف نماذج للستات اللي سمحت للمجتمع يعمل فيهم كده ويحصرهم في دورهم الاجتماعي كزوجة أو أم...وشوفت قد إيه ده بيسمم حياتهم..دول اللي بتلاقيهم عندهم خمسين سنه ومش عاوزين عيالهم يتحرّكوا من جنبيهم..لاعاوزينهم يسافراو ولا يتجوّزوا ولا يستقلّوا ويعيشو حياتهم بشكل طبيعي...ولو حصل وعيالها عملوا كده تشغلّهم اسطوانه انت بتخرج عن طوعي بعد ما ضيّعت عمري في تربيتك وقلبي وربّي غضبانين عليك قلبي قلبي قلبي وبوممممم تروح مسورقه :D
الستات دي مش بتعمل كده من باب التسلّط...لكن عشان الستّات دي لغت كل حاجة في حياتها بما فيها وجودهم الفردي عشان خاطر عيالها وهي فاهمه انّها كده بتسعدهم...ولمّا عيالها بيستقلّوا بحياتهم حياتها هيّ بتفضى ومابتلاقيش حاجة تعملها
وأنا ماعنديش استعداد أعمل في نفسي وجوزي وعيالي كده!
مش مضطرّه أبطّل أعمل الحاجات اللي بحبّها لحد مانساها عشان خلّفت...ولا مضطرّه ألغي وقت انفرادي بنفسي عشان أربّي العيال...يافندم جزء مهم من تربيه العيال إنّهم يقضّوا بعض الوقت لوحدهم ويتعلّموا يملوا أوقات فراغهم بنفسهم...مش لازم ابقى راكبه فوق انفاسهم طول الوقت...ومش مضطره ألغي نشاطاتي الثنائيّة مع جوزي عشان خلّفنا..صحيح العيال بتبلع جزء كبير من اليوم لكن مش صحّي ابدا ان مايبقاش في وقت اقعد فيه مع جوزي لوحدينا نرغي ولّا نخرج...ولا صحّي ان مايبقاش في وقت ليّا أعمل أي حاجة بحبّها حتّى لو كانت الحاجة دي هي البحلقه في السقف أو لعب الجيمز
مش مضطرّّه أتحوّل لإنسان باهت الشخصيّة معدوم النشاطات والاهتمامات عشان ولادي وبعد كده أقعد أذلّ فيهم إنّي ضيّعت عمري عشانهم :D دا قمّة البؤس والله! وأنا مابحبّش البؤس..بقبله وبتعامل معاه لو اتفرض عليّا لكن مابروحلوش برجليّا!
الناس للأسف بيبقوا متخيّلين إنّهم بيبسطوني لمّا بيقولولي يام فرح وهم مش فاهمين أدّ إيه بيزعجوني بالكلمتين دول!!!
كوني خلّفت يا فندم مش واحده من معجزات الكون...والجواز مش أعظم انجازاتي الشخصيّه...ولا الخلفه أعظم انجازاتي الشخصيّه...ومش هتنازل عن المساحة بتاعتي اللي بحقق فيها انجازاتي الشخصيّه :)
2 notes
·
View notes
Note
ازيك عاملة ايه ؟ :)أنا أحمد .. كنت thedreamer33 زمان على تويتر قبل ما أقفله .. سعيد انك بخير الحمد لله :)
انت هنا؟ دي حاجة جميله اوي اول مره اعرف انك علي تمبلر
0 notes
Text
إلى ربّات البيوت :D
من أشنع المشاكل اللي بتواجهنا في البلد دي هي التنميط/القوالب الاجتماعيّة...ودي حاجة يمكن كسرها بتجاهلها واحتمال العواقب...لكن للأسف في ناس بتاخد قراراتها بناءا على تقييمها لردود فعل المجتمع المحيط...وده للأسف اللي بيساعد على استمرارها...الناس دي بتفضّل مركّزه مع القوالب أكتر من اللي بدعوها..فتلاقي مثلا اتنين مش طايقين عيشة بعض "عايشين عشان خاطر العيال" وده عشان الستّ مقتنعه إنّ الطلاق وصمة وإنّ "مطلّقة" لقب مش مجرّد حالة اجتماعيّة زي متزوجة أو أرمله بالزبط...لأنّ في قالب اجتماعي للمطلّقه مليان صفات منيّله بستّين نيله أبسطها إنّها سيئة السمعة والناس بتبص للمطلّقات من منظور القالب بصّه مش كويّسه...ومن الناحية التانيه الراجل مقتنع بنفس الشيء فبيخاف عالعيال بالذات لو فيهم بنات إنّ أمّهم تبوّز أخلاقهم من ناحية...ومن ناحيه تانيه بيبقي قلقان مايعرفش يتجوّز تاني لأنّ في قالب للراجل المطلّق بيقول انّه بالضروره ابن وسخه :D
الناس دول ما بيتطلّقوش مع إنّ ده بيكون أريحلهم بكتير لخوفهم من القوالب اللي هي في الأوّل وفي الآخر قوالب ذهنيّة مالهاش وجود مادّي ملموس...هي مجرّد أفكار موجوده في العقول بسّ عشان موجوده في عقلهم بيخافوا منها حتّى لو مش موجودة في عقول المحيطين بيهم...ودا بيخلّي الإنسان يتحمّل فوق طاقته عشان خايف يتحطّ في قالب
بعض البشر في سبيلهم للتخلّص من القوالب المقيته دي للأسف خلقوا قوالب مضادّة يمكن تكون أكثر إشراقا...زي مثلا محاولة الهروب من قالب "ربّة منزل" اللي بيقول إن الست دي بالضروره بطّيخه ماتعرفش الدنيا بيحصل فيها إيه وقامطه شعرها بالإيشارب ليل نهار وريحة هدومها طبيخ وبكرش وجناب وأثداء مترهّلة...وبدل ماكلّ واحده تعمل اللي يريّحها راحم عاملين قالب تاني للمرأة الناجحة...وفي هذا القالب الستّ لازم تكون سوبر وومان متجوّزه وبتشتغل وعندها عيال وياحبّذا لو كمان بتحضّر دراسات عليا...وفي ناس عملوا قالب تالت اعترضا على القالبين دول عشان مش عاوزين يبقوا سوبر وومين ولا عاوزين يبقوا هنّومه ام كرش وقمطه وعملوا قالب عابوهم كلّهم انا مش محتاجة اتجوّز وهشتغل وأعيش حياتي وهحقق ذاتي والجوّ ده...المشكلة هنا مش بسّ في القوالب...المشكلة الأكبر إن كلّ واحده حاطّه نفسها في قالب بتبصّ للباقيين إنّهم في درجة أدنى منها لو هي مقتنعه بالقالب بتاعها...أو بتبصّلهم بحقد رهيب وياريتني كنت زيّكوا لو هيّ مش مرتاحة في القالب بتاعها..بس مهما كن القالب شكله مبهر في حاله سوبر وومان أو عابوهم إلّا إنّه يتمتّع بكل الصفات الجحيميّة للقوالب الاجتماعيّة وبالذات لو الواحده مش مرتاحة فيه...لأن في النهاية أي قوالب بتشكّل عبء وبتخلّي الإنسان برده يتحمّل فوق طاقته عشان يلتزم بيها
شيء بائس جدّا التخلّص من القوالب بعمل قوالب تانيه...القوالب في حد ذاتها مأساه لأنّها بتغفل الفروق الفرديّة...كتر القوالب اللي حاشرين نفسنا فيها وبنتعامل معاها كأنّها مقدّسات لا يجوز انتهاكها فشخت حياة ناس كتير...والحقيقه الناس دي تستاهل لأنّها اختارت تتحشر في القوالب دي...لأنّهم أجبن من المواجهات اللازمه لتكسير القوالب مع إن تبعات المواجهات دي أخفّ بكتير من الأضرار النفسيّه اللي مابيعرفوش حتّى يتعاملوا معاها لمّا بيحشروا نفسهم في القوالب
في آخر خمس سنين ابتديت أشوف الناس اللي تجاوزت القوالب وهي بتطلع برّه القوالب المضادّه كمان...وده شيء عظيم الحقيقة...يمكن القوالب المضادّه مرحلة بنحطّ نفسنا فيها بسّ ماينفعش نحطّ نفسنا فيها للأبد لأنّ عمرها ماهتفضل مناسبانا للأبد...وفي ناس الخوف من الوضع في قوالب بيخلّيهم يبقوا شخصيّات ناجحة وسعيده لأنّهم مابيخافوش لحدّ الفزع...ومابيستبدلوش القالب المخيف بقالب تاني...بالعكس...خوفهم من القالب بيخلّيهم يكتشفوا مواطن جديده في نفسهم وبيبحثوا في اهتماماتهم وأحلامهم ويسعوا وراها بالمتاح ليهم
مخطط حياتي كان إنّي اركّز في شغلي وأدّيله كل وقتي ومجهودي لحد سن ٣٠...وبعد سن ٣٠ لحد سن ٤٠ هشتغل حاجة هبله مش محتاجة اكتر من ٨ ساعات شغل عشان اعرف استمتع بحياتي...وعلي سن ٤٠ هفتح شغلي الخاص وكنت بفكّر في مشغل أعمال يدويّه أو محلّ ورد مش شركه في مجالي...وكان جزء من المخطط إنّي أي وقت هقابل فيه شخص يقدر يخلّيني أسيب كل ده وأتجوّزه فأنا هتجوّزه وأقعد في البيت أربّي العيال استمتع بحياة الزوجيّة والأمومه والهوايات بتاعتي...بس الجواز ماكانش المخطط الأساسي لأنّي مش ضامنه كلّ عوامله...اللي ضامنه عوامله المخطط الأوّلاني عشان دا معتمد عليّا أنا فقط مش معتمد على شخص في علم الغيب وممكن مايجيش أصلا...ومكانش عندي بشلن استعداد انّي أشتغل وأنا متجوّزه عشان أنا طول عمري بشوف ده استهلاك مبالغ فيه للبدن...يعني الرجّالة بتشتغل برّه البيت بسّ وبتقول أحّيه...قوم أنا أهلك نفسي في شغل برّه البيت وجوّا البيت! السبب الوحيد اللي كان يخلّيني اتقبّل انّي ممكن اشتغل بعد الجواز هو الاحتياج المادّي...فكنت مقرره لو جوزي مرتبه كافي للإعاله مش هشتغل...وقد كان
قبل ماتجوّز بشهرين سيبت الشغل وقعدنا شهر بندوّر على شقّة ولقينا شقّه اتفرّغتلها ٣ أسابيع بيّضت حيطانها بنفسي بالألوان اللي اتفقت عليها مع جوزي...ووقفت علي إيد الصنايعيه لحد ما خلّصولي تزبيط الكهربا والسباكه وخلافه وفرشت وعملت ٣ ليالي حنّه...بعد الجواز بقي لمّا ابتديت اتفاعل مع البني آدمين واجهت أداءات غريبه جدّا من البشر وأسئلة أغرب..."انتي مابتفكّريش تشتغلي عشان يبقى فإيدك فلوس بتاعتك عشان تحسّي بالأمان والاستقلال؟"..."إزّاي هتستحملي قعدة البيت؟"..."لا أكيد بعد فتره هتزهقي وتنزلي تشتغلي"..."وتبقي بقي ربّة منزل وتربطي المنديل علي راسك وتلبسي جلّابيّه وكده؟!"..."معقوله هتقعد في البيت تمسحي وتكنسي وتطبخي وتبقي هيّ دي حياتك وبسّ!"..."لا مش معقوله قعده البيت دي مش لايقه عليكي!"...كلام كتير بيتمحور حوالين نفس النقط:
قعدة البيت ملل
قعدة البيت مذلّة عشان قرشي مش من جيبي
لازم اشتغل عشان اسلّي نفسي وأجيب قرش
ربّة المنزل فئة أدني من الستات العاملات
حقيقي انبهرت...مش من التعليقات نفسها لكن من الناس اللي قالت التعليقات لأنّي ماكنتش متوقّعه تيجي منهم خالص..أنا بقالي سنه تقريبا سايبه الشغل ومش حاسّه بملل...ومش فاهمه انا ليه مفروض انزل اشتغل شغلانه مابحبّهاش عشان اتسلّى بينما الشغل بالنسبالي متعه فلو مش ه��تمتع بالشغل مش هشتغل...ولا فاهمه انا ليه مفروض أبقي عاوزه أحسّ بالاستقلال عن جوزي في حين إننا عايشين حياه مشتركه وعندنا أهداف مشتركه بنسعى ليها مع بعض...ولا فاهمه انا ليه مفروض اكسب فلوس عشان أحس بالأمان! مانا لو قلقانه من جوزي ماكنتش اتجوّزته أصلا لأنّي مش متجوّزاه من باب الوجاهه الاجتماعيّة الحقيقه...ومش فاهمه برده ليه مفروض آجي على نفسي واستهلك صحّتي في شغل جوّا البيت وبرّه البيت عشان أجيب فلوس مش محتاجاها! يعني صحيح انا مابقيتش باكل سوشي كلّ شهر ولا باكل برّه كل يوم زي أيّام العزوبيّة بسّ قادره والحمد لله أعيش علي أدّ إيد جوزي ��لا أنا ولا هوّ حاسّين إننا محرومين من حاجة...فإيه الداعي إنّي أبذل مجهود عشان أجيب فلوس أكتر أعمل بيها حاجات انا عايشه سعيدة وهي مش موجودة؟...ومش فاهمه ليه مفروض أملّ من قعدة البيت وأنا عندي عدد لا بأس بيه من الهوايات والمشاريع المؤجّلة بسبب الشغل وأخيرا بقي عندي ليها وقت...دانا عندي كتب بقالها أكتر من ٤ سنين ماكنتش لاقيالها وقت اقراها...وربّنا مالاقيالها وقت لسّه أصلا...وماكينه الخياطه اللي كنت هموت عليها قعدت سنتين قبل الجواز ماعنديش وقت اعمل بيها أي حاجة ودلوقت بقيت بلبس حاجات كتير من صنعة إيدي..كلّ ده ولسّه مابدأتش أي حاجة في مشاريع الكتابه المؤجّلة من سنين! دانا ابتديت اقلق أصلا من إنّي مالحقش أخلّص الحاجات دي كلّها قبل سنّ ٤٠ تقولولي أزهق! الحقيقة انا فعلا عندي حاجات كتير شاغلاني ومش من ضمنها الفرجة على التليفيزيون والحمد لله...يعني مش مقضّياها مسلسلات تركي :D
والأهمّ من ده كلّه انا مش قادره استوعب انا ليه مفروض اشتغل وانا متجوّزه عشان في قالب بيقول إن دي مواصفات المرأة الناجحة! مش مهتمّه والله خالص إنّي أبقى في عين أي حد ناجحة...المهم بالنسبالي طول عمري إنّي أعيش مبسوطة...وأدام أنا مبسوطه يبقى أنا كده زيّ الفلّ
بعد ماتجوّزت وابتديت ارجع لهواياتي اللي بعرف اعملها زيّ الكروشيه والهويات اللي كان نفسي أطوّر مهارتي فيها زيّ التفصيل...اكتشفت أكتر من صديقه بتخاف تمارس هوايات مماثله بعد الجواز عشان ماتلاقيش حدّ بيعايرها إنّها بقت ربّة منزل تقليديّة!...واكتشفت صديقات بيمارسوا بعض الهوايات زيّ الطبيخ والخبيز وصناعة الحلويات في السرّ من غير ما يقولوا لحد لنفس السبب...وبعد فتره والحمد لله ابتديت أكتشف نماذج تانيه استغلّت قلقها من التحوّل لربّة منزل تقليديّة وتمرّدها علي القالب المضاد بتاع السوبر وومان وعملوا حاجات كتير حلوه...بقوا يعملوا بلوجز أو ويب سايتس عن الطبيخ أو صناعة الحلويّات أو تربية الأولاد أو نصايح عن العنايه بالمنزل وتنظيم الوقت وتوفير المجهود في القيام بالأعمال المنزليّة...وأهم عايشين سعيدات من غير ما يقمعوا رغباتهم عشان مايتحطّوش في قالب ولا بيحمّلوا نفسهم فوق طاقتهم عشان يلتزموا بقالب تاني
الخلاصة يعني النجاح مالوش شكل محدد والسعادة مالهاش وصفة محدده ولا سكّه واحده...اللي عاوز ينجح واللي عاوز يعيش سعيد بيستثمر وقته ومجهوده في الحاجات اللي بيحبّها وبيعيش راضي عن نفسه
12 notes
·
View notes
Text
ليلة الفقد العظيم
وأنا طفله كان عندي عرايس كتير كنت بحطّهم جنبي في السرير وبغطّيهم معايا...أمّي كانت دايما تقولّي إن عموم الأطفال لمّا بتكلّم العرايس بتاعتهم أو بيرضّعوهم وحدّ يدخل عليهم بيسكتوا...وكانت بتقولي إنّي ماكنتش بعمل كده...كنت ببص لأي حد داخل بقرف وأكمّل كلام مع العرايس أو أكمّل الرضعه عادي ولا كأن حدّ دخل بيكلّمني
واحد من أعمامي عايش في ألمانيا وليه عندنا في العماره شقّة مش عايش فيها...مراته جت يوم زياره من ألمانيا ومعاها اتنين من أولادها ونزلت أخدت حاجات من الشقه...لقت فيها لعب كتير ولادها كبروا عليها فقالتلنا ناخد منها اللي عاوزينه...طبعا أنا لمّيت كل العرايس اللي في الشقه تقريبا ماعدي عروسه واحده ماكنتش فاهماها...العروسه كانت افريقيه وشفايفها حمرا ولابسه زعبوط...وشّها بس كان بلاستيك وبقيّة جسمها كان قماش...لسبب ما أمي أخدتها وحطّتها وسط العرايس بتاعتي...وانا تجاهلتها تماما وماكنتش بلعب بيها...فأمي دخلت عليا وأنا بلعب بالعرايس ومسكتها فإيدها وسألتني مش بلعب بيها ليه؟ فقولتلها انّها بايزه اتحرقت منهم وهم بيعملوها...فقعدت تشرحلي انّها مش بايزه وإن كل ناس بيعملوا عرايس شبههم وفي ناس لونهم كده فبيعملوا عرايس لونها كده زي ما في عرايس لونها زيّنا وشعرها اسود وفي عرايس لونها ابيض وشعرها اصفر وعينيها ملوّنه...فسألتها يعني اذا كانت العروسه دي زي سيدني بواتييه كده؟ فقالتلي آه وإنّي مفروض العب معاها زيّ بقيّة العرايس وماضطهدهاش زي الناس اللي في الأفلام ما بيعملوا مع سيدني بواتييه
فأنا فهمت وصعبت عليّا العروسه جدّا...بس لمّا جيت أضمّها للمستعمره بتاعة العرايس في عروسه ولد اشقر رفض تماما يلعب معاها...فقعدت أدّيله محاضره في الأخلاق بقى :D فماقتنعش ورفض يلعب معاها ويتعامل معاها كأحد سكّان المستعمره...فطبعا سكّان المستعمره كلّهم أخدوا موقف منّه وبطّلنا كلّنا نلعب معاه (أنا والعرايس الباقيه) لحد أمّا احترم نفسه وبقى يلعب معاها ويعاملها كويّس
في الصيف كنت بخفف للعرايس الهدوم عشان مايتحرّوش وفي الشتا كنت بغطّيهم...اول صيف عدّى بعد ما جالي الولد الاشقر جيت بقلّعه لقيت عنده حاجة غريبه....كان أوّل وّل عروسه اشوفها عندها اعضاء تناسليه...ماكنتش فاهمه إيه ده وكنت فاهمه ان العروسه فيها حاجة غلط...فسألت ماما وشرحتلي...فبقيت ألبّس العرايس كلّها ملابس داخليه...كنت بعملّهم كيلوتات كروشيه يلبسوها في الصيف عشان الحر وفي الشتا يلبسوا هدومهم الكامله عادي وساعات كنت اعملّهم هدوم كروشيه برده
علاقتي بالعرايس كانت مركّبه جدّا...كنت بعاملهم كأنّهم بني آدمين فعلا مش عرايس...وكنت بطبّق عليهم كل حاجة بتعلّمها...يعني لمّا كان بابا يقولّنا "ساووا بين أولادكم حتي في أعداد القُبَل" بقيت اساوي بين العرايس في المعامله مع انّي مابحبّهمش كلّهم زي بعض...ونظرا لأنّي كنت بغطيهم في الشتا وهم نايمين جنبي وبتعرّى انا واعيا ماما حكمت عليّا آخد عروسه واحده في حضني وانا نايمه والباقي احطّه عند رجلي تحت..فمن باب المساواه بقيت كل يوم آخد عروسه واحده منهم في حضني بالدور عشان مايبقاش في عروسه متميّزه عن الباقيين
بعد أبويا ماطلّق أمّي واتجوّز بعدها بفتره فضلت عايشه معاهم لحد ثانوي...بعدين نقلت في اجازه نص السنه بتاعه تانيه ثانوي عند ماما...بعدها بفتره مراة ابويا قفشت على بابا عشان انا سايبه العرايس بتاعتي على السرير...فمن باب التكدير اتحكم عليّا يا آخد العرايس معايا عند ماما يا إمّا أشيلهم في كيس تحت السرير...فاضطريت اشيلهم في كيس كبير تحت السرير وسيبته مفتوح عشان مايتخنقوش...بعدها بفتره انا ماقدرتش استحمل فكره انّ ولادي مرميين تحت السرير وروحت آخدهم من عند بابا وبطلّع الكيس لقيت ريحته وحشه والعرايس كلّها عليها بقع عفن سوده فسألت بابا ومافهمش ايه ده....وبعدها بشويّة جه قالي ان في يوم مراته نزلت تزور اهلها وسابت الحنفيه مفتوحه والميّه قاطعه فالميّه لمّا رجعت غرّقت الشقه وساحت لحد اودتي...وبابا لمّا صحي نشّف الميّه وماخدش باله انّها دخلت تحت السرير فضروري تكون الميّه هي السبب في العفن اللي على العرايس
أخدت العرايس بتاعتي على الحمّام عشان أنضّفهم وكانت المأساه بقى...معظم العرايس كانت قماش أو فيها جزء كبير من جسمها قماش...كنت كل مامسك عروسه احطّها تحت الميّة عشان تنضف ألاقيا باشت واتفتفتت تماما وراحت في بلّاعه الحوض...انهرت تماما وبقيت بغسلهم وبشوفهم بيبوشوا بين إيديّا وأنا بعيّط وبصرّخ "ولادي...ولادي...قتلتوا ولادي...حرام عليكم...منكم لله قتلتوا ولادي" بابا جه جري علي صوت صريخي وشاف المنظر مابقاش عارف يعمل إيه..حاول يساعدني رفضت تماما وقعدت اصرّخ فيه وانا بعيّط برده انت السبب انت السببب...قتلت ولادي...حرام عليكم...تموتوهم ليه كنتوا سيبوهم يعيشوا هم مضايقينكوا فإيه...هم ذنبهم ايه...منكم لله...منكم لله
أبويا في العموم حريص جدّا في الصرف على المواد الترفيهيّه...مكانش بيجيبلي لعب غير يوم عيد ميلادي وهي لعبه واحده بس...ولمّا كنت بطلب منّه هدوم كان لمّا بيديني ٢٠٠ جنيه كانت زغاريط بقى بقى بابا ادّاني ميتين جنيه بحالهم...بعد ما طلعت من الحمام كانت العرايس القماش كلّها باشت ومافاضلش غير عروستين تلاته بلاستيك جسمهم كلّه مبقّع اسود عشان البقع مطرح العفن مارضيتش تطلع وكان متبقي برده قطع غيار عرايس: كل الأجزاء البلاستيك اللي كانت موجوده في العرايس اللي باشت...لقيت أبويا داخل عليّا وبيدّيني فلوس وقالّي دول ٤٠٠ جنيه انزلي اشتري عرايس بدالهم...مامدّيتش ايدي حتّى اخ��هم وقلتله ماحدّش بياخد عوض في ولاده...أي عرايس تانيه هجيبها مش هيبقوا ولادي هيبقوا مجرّد عرايس ومايلزمونيش...ودخلت لمّيت حاجتي ونزلت رجعت علي بيت ماما فضلت قاعده في الأوده بتاعتي كام يوم مبحلقه في السقف وحزينه حزن السنين
ماعرفش بقي اخواتي اللي سألوا بابا ولا هو اللي حكالهم من تلقاء نفسه بس هم عرفوا وقالوا لماما...بعدها بيومين تقريبا جارتنا التونسيه اللي تحتينا كانت طالعه تقعد مع ماما وانا ماطلعتش سلّمت عليها...فسألت ماما عليا فقالتلها جوّا بس حزينه ومكتئبه عشان ولادها ماتوا...الوليه مابقتش فاهمه حاجة حيث انّها متعو��ده تطلع تلاقيني مشغّله مزيكا وعماله اتنطط وارقص رايحة جايه في الشقه وبضحك ومفرفشه واول مرّه تشوفني كده...فماما حكتلها الوليه كان هيجرالها حاجة في مخّها مش فاهمه يعني ايه واحده في ثانوي متضايقه ان العرياس بتاعتها وهي صغيّره باشت ولا ولعت حتّى...ماما حاولت تشرحلها انا كنت مرتبطه بيهم أدّ إيه وإنّهم ولادي فعلا مش مجرّد عرايس بس الست مافهمتش...دي كانت اول مره في حياتي احسّ ان امّي متعاطفه معايا في أي حاجة
الموقف ده أكتر المواقف اللي أثّرت فيّا في حياتي...ولسّه لغاية دلوقت كل ما بفتكره ببتأثّر...دا اليوم اللي اتعلّمت منّه إنّي مش لازم اتعلّق بأي حاجة بالدرجة دي تاني
8 notes
·
View notes
Text
ماتحسبوش يا بنات إن الجواز...
ابويا عنده ٦ اخوات ذكور و٥ إناث...تلاته من الإخوات الذكور ماطلّقش واتجوّز تاني...منهم واحد اتجوّز اتنين وماطلّقش...وواحد اتجوّز تاني بعد وفاة زوجته بسنين...اتنين من الإخوات الإناث ماتطلّقوش واتجوّزوا تاني...منهم واحده اتجوزت تاني بعد وفاة زوجها...وأنا صغيّره كنت فاكره دا الطبيعي...إن الناس بتتجوز وتخلف وبعد كده تطلّق...كنت مقتنعه تماما لدرجة انّي كنت بسأل أمّي هم جدّتي وجدّي ماتطلّقوش ليه مع انّهم عجّزوا، هم مش مفروض يتطلقوا؟...أمي ساعتها قالتلي إنّ مش كل الناس بتطلّق...كان مبهر بالنسبالي لمّا قالتلي ان في ناس بتموت من غير ما تطلّق :D كنت بعتبر دول ناس استثنائيه لأن الطبيعي إنّ الناس بتطلّق
كان عادي جدّا يدور الحوار ده بيني وبين أي حدّ من صحباتي:
أنا (بسعادة باعتبار انّي بتكلم عن انجاز انساني): بابا وماما كانوا هيتطلّقوا امبارح...بس يظهر أجلّوا الموضوع شويّه...انتي باباكي ومامتك هيتطلّقوا امتى؟
صديقتي: مش عارفه ما بيجيبوش سيرة الموضوع ده
أنا (بانبهار): ايه ده فعلا! ازاي مش بيفكّروا يتطلّقوا ما الناس كلّها بتطلق!
Then…I grew up!
ولمّا كبرت فهمت إنّ مش الطبيعي إنّ الناس بتطلّق...دا الاستثناء مش القاعدة...أبويا وأمي نفسهم اتطلّقوا وانا عندي ١٢ سنه وتعاملت مع الموضوع عادي...إنّو براحتكوا يا جماعه ماتعيشوش مع بعض غصب عشان خاطري...مش هنبسط وانا عارفه ان أمّي عايشه مع أبويا عشان خاطر انا اصغر اخواتي ولسّه عندي ١٢ سنه!
طول عمري من وانا صغيره بحب اتفرّج عالناس والعلاقات الإنسانيّة عشان أفهمهم...ومن ضمن العلاقات الإنسانيه اللي اتفرّجت عليها كان الجواز..عدد الجوازات الناجحة اللي شوفتها علي مدار حياتي أقل بكتييييييييييير من عدد الجوازات الفاشله...والجوازات الفاشله اللي شوفتها مش كلّها بتنتهي بالطلاق...في ناس بتفضّل تعيش في اطار الزواج حتى لو بائس ومزري وتعيس ومنيل بستين نيله عشان أسباب كتير...منها مثلا: الخوف من شبح الطلاق كوصمة اجتماعية...العيال مش هتتجوز لو اتطلقنا...اهو قاعدين بنربّي العيال يعيشوا وسط أب وأم...مين هيصرف عليّا وعالعيال لو انا اتطلّقت...اسيبها/اسيبه وتروح/يروح تتجوز/يتجوز تاني! على جثّتي!...أهو أحسن من الوحدة...اتطلق واشمّت الناس فيّا...إلخ
أسباب نجاح الزواج أكثر غموضا من أسباب فشله...سهل جدّا حد يقولك جوازته فاشله ليه أو يحددلك تقصير الطرف الآخر...بس صعب حدّ يفهّمك هو سعيد ليه في جوازه...حتي الباحثين الاجتماعيين اتكلّموا عن أسباب فشل العلاقات الزوجيّة أكتر من اتكلّموا عن أسباب نجاحها...يعني مثلا في باحثين اجتماعيين كتير قالوا إن العلاقه الجنسيه لومش مريحة فهي بتسهم بنسبة ٧٠٪ في فشل الجواز...ولو ناجحة فهي بتسهم بنسبه ١٠٪ فقط في إنجاح الزواج...(ومن واقع الحياة المعاش في دولة ينتشر فيها ختان الإناث بضراوه فشل العلاقة الجنسيّة ممكن يطلع أكتر من ٧٠٪ أسباب فشل الجواز)...ولو بصّينا للباحثين الاجتماعيين اللي بيقولوا ان عدم الراحة في العلاقة الجنسيه هو السبب ورى اكثر من ٥٠٪ من حالات الطلاق..بينما مالقيتش اي حاجة بتتكلّم عن أسباب واضحة لنجاح الزواج...وبالنظر للنسب وملاحظة البشر هتلاقي ان أسباب الفشل الغير متعلّقة بالجنس مش كتير وسهل تعرفها من شكاوى الطرفين....الشكاوى بتتراوح ما بين بيشخّر وهو نايم مرورا بخنقاني وعاوزه تسيطر عليا وحتى بيضربني وبيذلّني وبيخوني مع اعز صحابي...ومن الشكاوي تقدر تستخلص الأسباب
سألت ناس كتير عن مفهومهم عن الجواز وسمعت أعاجيب الزمان...أكتر كلمتين بسمعهم وبيضحّكوني فشخ البق السينيمائي جدا بتاع: الجواز شركة بين اتنين :D لأن زي ما كل الناس اللي شغاله عارفين إن معظم الناس اللي بتفتح شركة لأول مره شركتهم بتقفل في اول سنه نتيجة انعدام الخبره...وعادة دا بيكون مصير الجوازه اللي الناس بتدخلها بالمفهوم ده :D شركة يعني رأس مال ونسب مشاركة في رأس المال بتحدد نسبة الأرباح وحق الإدارة...ودا أبعد ما يكون عن مفهوم الجواز...وفي بقي المفهوم الزرايبي بتاع: كل دكر يلزمه نتايه...دول علاقاتهم في أمل تنجح لو اتجوز واحده مفهومها: راجل يقنيني أو ضل راجل ولا ضل حيطه...وفي مفهوم: عشان استقر...ومش هتكلّم عن المفهوم ده عشان انا لغاية دلوقت مش فاهمه استقر دي اللي هو يجرالهم ايه يعني!...وفي مفاهيم تانيه كتير كلّها بالنسبالي زرمبيح السنين مابفهمهاش...بس بعضها بينجح لمّا بيكون الطرف التاني عنده مفهوم زرمبيحي متلائم مع المفهوم الزرمبيحي بتاع الطرف الأولاني
لو ضروري نشبه الجواز بحاجة فانا شخصيا مابشوفش حاجة اشبه بالجواز من التفاعل الكيميائي: ذرّتين من عنصرين مختلفين كل واحده فيهم عندها إليكترون وحيد في المدار الأخير بيدمجوا المدارين ويصبحوا مدار مشترك للإليكترونين دول وبينتج عن ده مركّب جديد...الجواز من زمان بالنسبالي علاقه تكامليه كل طرف فيها بيعوّض نقص التاني بمميزاته وكل واحد فيهم فيه العيوب اللي التاني يقدر يستحملها
جوازة خالتي وزوجها بالنسبالي واحده من أنجح الجوازات اللي شوفتها...ولذلك رأي خالتي في الجواز من الآراء اللي يعتدّ بيها بالنسبالي..كنت عندها يوم وجالها ابن خالي الكبير طالب المشوره...كان داخل على جواز وعنده مفاهيمه الخاصه وجه خالي الوسطاني لخبطله المفاهيم دي فجه يسأل خالتي...انبهرت الحقيقه لمّا خالتي قالتله نفس اللي انا فاهماه عن العلاقات الزوجيّة...إن كل واحد بيبقى فيه العيوب اللي التاني يعرف يتعايش معاها والمشاكل تتحل بالتفاهم مش بتنشيف الدماغ وفرض السيطره...ساعتها اتأكدت انّي بفكّر صح وإن كل الكلام اللي بسمعه من الناس كلام فارغ...لأن اللي هي قالته ده اللي لاحظته في كل الجوازات الناجحة اللي أنا شوفتها
ربّنا سبحانه وتعالى قال "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" "هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها"...تسكنوا إليها هو ده مفتاح المفاتيح...في تعريف المعاجم ان السكن إلى الشيء هو السكينة والطمأنينه
ناس كتير بتتعامل مع الجواز على انّه مشروع استثماري أو شرّ لابد منّه وبياخدوله احتياطات مريبه...ودي حاجات تتعارض مع مبدأ الطمأنينه...يعني انا ليه هتجوز واحد امضّيه على مؤخر كبير فشخ مايقدرش يدفعه عشان اضمن انّه مايطلّقنيش...مانا لو قلقانه من الأول انه ممكن يطلّقني بدون سبب في اي وقت مانا كده مش مطمئنه ليه يبقي ماتجوّزوش أصلا أحسن! ليه الناس تتعامل مع المؤخر علي إنّه شرط جزائي! أي حد شاف مسرحية حسن ومرقص وكوهين..أو أي حد عنده بشلن مخّ وحب يطلّق واحده وهو كاتبلها ملايين الجنيهات مؤخر هيخلّيها تتنازل عن كل حاجة قبل ما يطلّقها بالمقارفه...بتجيبوا لنفسكوا المرمطه ليه؟
من ساعة ماتجوزت والناس كل ماتشوفني انا وجوري يسألونا: أخبار الجواز معاكوا إيه؟...في الأوّل كنّا بنتنّح مش فاهمين السؤال...بعدين قولنا يمكن قصدهم السيكس :D فبقي كل ما حدّ يسألنا نسخسخ من الضحك...بس كنّا حاسين ان الموضوع اعمق من مجرد سؤال عن حياتنا الجنسيه...لأن مافيش واحد صاحب جوزي هيسأله وانا ومراته قاعدين: أخبار الجواز معاكوا ايه؟ وهو قصده يسأل عن حياتنا الجنسيه :D ...بعد مرور كذا شهر من الجواز مع استمرار نفس السؤال بقينا نسأل بقى هو انت تقصد ايه بالجواز؟...معظم الإناث اتحصرت اجاباتهم في المسؤوليه والتكيف مع أعباء الزواج والالتزامات....ومعظم الذكور صبّت إجاباتهم في منطقه: لعنت الجواز والمسؤوليّة وحنّيت لعيشة العزوبيه ولا لسه
جرت بيني وبين جوزي نقاشات كتير حوالين ليه الناس المتجوزين اللي نعرفهم أغلبهم شايفين الجواز حاجة وحشه
...وكل مره كنّا بنستنج أسباب جديده لحد ما وصلنا لمجموعه مختلفه من الأسباب بتسهم بشكل كبير في تعاسه المتجوزين..زي مثلا التمثيل أيّام الخطوبه دا بيأدي في النهايه ان الاتنين بيتصدموا بع دالجواز لمّا كل واحد بيكتشف انه اتجوز انسان غير اللي كان عارفه...دا طبعا بيعمل إحباط فظيع خاصة لو الشخص الجديد ده طلع مافهوش اي حاجة خالص عدله بالنسباله...طبيعي ان كل واحد يحسّ انّه اتغفّل!
من الأسباب المنتشره بكثافه التنميط...كل واحد من الطرفين بيبقى عنده فكره راسخه غير قابله للتعديل عن السلوك المفروض من الطرف الآخر بدون أدني مراعاة للفروق الفرديه..زي مثلا ان الزوجة تبقي مقتنعه ان الزوج المثالي هو اللي بيخلّص شغل ويرجع عالبيت يفضل لازق فيها...ولو خرج لازم يخرج معاها...هي بالنسبالها ما بتفهمش ان الزوج ده محتاج يروح يقعد عالقهوه مع اصحابه...أو الزوج يبقى مقتنع ان مراته لازم تبقى ما بتشتغلش ولازم يرجع كل يوم من بره يلاقيها متزوقه...لو بقى دي واحده بتزهق من قعدة البيت لو ماعندهاش حاجة تعملها فدي مشكلتها مش مشكلته هي تولّع في نفسها بعيد عنه عشان الزوجة اللي في خياله لازم تبقى ربّة منزل...كل واحد في ذهنه قالب عاوز يحشر شريك حياته فيه باعتبار ان ده القالب المثالي وأي خروج عن النص تبقي مصيبه...فطبييع جدّا انّك تلاقي الطرف الملزم بقالب سلوكي مش بتاعه بيعمل حاجات من ورى ضهر الطرف التاني...ومش مبسوط فكل ما بيقدر ينكد عالطرف اللي حطه في القالب بينكد عليه لاقصي مدى
نيجي بقى لعدم المراعية...ودي بقى يندرج تحتها بنود كتيييييير...دي بقي حيث تلاقي طرف متمسك بكل حقوقه حتى لو ما بيعملش اللي عليه...وبيطالب بحقوقه طول الوقت حتى لو هو عارف ان الطرف التاني ما بيلبيهاش النهارده عشان مش قادر...ودا ليه درجات مختلفه تصل للمعايره...تلاقي الراجل من دول قاعد مستني مراته ترجع من السوق عشان تعمله كوبايه الشاي...ومش مشكلته بقي انّها راجعه مفهده وعرقانه ومحتاجة تدخل تتشطف وتشم نفسها وتعمل كوبايه الشاي...هو عاوز كوبايه الشاي دلوقت يبقي لازم هي اللي تعملهاله دلوقت وبيعتبر نفسه ايوب عشان استناها لحد ما هي ترجع من بره تعملهاله...بيعاملها معاملة القطة: انا أأكلك وأعرّفك مكان البيبي ووقت ماندهلك نلعب تيجي وفي بقية الوقت غوري من وشّي...وتلاقي الست من دول عاملة نظام للبيت على مزاجها مابتراعيش فيه راحة زوجها فين وهو ملزم يمشي عليه باعتبار انّها ست البيت وهي اللي بتنضّف...عاوزاه يبقي مدرّب زي الكلاب: ست...سلييب...رول أوفر :D...وفي حال ما بيبقى طرف مابيراعيش اللي قدامه عنده طلب والتاني مش قادر يعمله دلوقت يبسمع وصلة تبدأ بالتقطيم وتمر بالمعايره وتنتهي بخناقه هم الاتنين كانوا في غني عنها
غياب الارضيه المشتركه والمرجعيه...يعني مافيش بينهم مساحة اتّفاق تخليّهم يتجاوزوا الاختلافات مابينهم بدون أزمات...ولمّا بيختلفوا على حاجة مافيش حاجة بيرجعولها تقنعهم هم الاثنين سواء شرع أو عرف أو أخلاقيّات عامه...فبتكون النتيجة ان كل مناقشه بتقلب بخناقه وكل واحد يتمسّك برأيه لأنّه مقتنع ان هو ده الصح وبتتحوّل الحياة إلى صراع دائم على سلطة القرار
كل الحاجات دي وغيرها كتير بيصبّوا في نفس المساحة: الاتنين مابيتعاملوش مع بعض من منطلق "إحنا"...بيفضل كل واحد شايف "أنا" و "إنت"...فبتتحول العلاقة الزوجيّة لعلاقة نديّه وبيفضلوا يتناقروا زي الديوك طول الوقت أو بتتحول العلاقة لقاهر ومقهور...ماحدّش فيهم بيحاول يريّح التاني...مع ان سبحان الله تلاقي الواحد منهم لمّا بيسافر مع اصحابه أو البنت تكون مغتربه وعايشه مع صحباتها عيشه مشتركه....بيعرفوا يتصرّفوا وبيريّحوا برض وبيعيشوا مع بعض بنفس راضيه...للأسف انّهم لمّا بيتجوزوا ما بيتعاملوش من نفس المنطلق بتاع العيشة المشتركه....مابياخدوش بالهم ان اللي عايش معاهم دا انسان زي صحابهم عنده متطلّبات واحتياجات وفي حاجات بتبسطه وحاجات بتضايقه....بيتعاملوا دايما مع بعض ك "راجل وست" وبتختلف حجم المأساه على حسب قدر الاختلال لرؤيته لدور الراجل ودور الست
وعليه...أحب أقول لكل الناس التعساء في زواجهم: المشكلة مش في الجواز يا جماعه المشكلة فيكم انتم
28 notes
·
View notes
Text
ابحث جوّا ذاتك...أهراماتك..واللي علّى السد
أعلى حاجتين في مثلث ماسلو للاحتياجات الإنسانيه هم تحقيق الذات والقبول الاجتماعي...تحقيق الذات يعني انّك تبقى راضي عن نفسك/ مقدّر نفسك...ودي حاجة عشان توصلّها لازم تبقي عارف مميزاتك وعيوبك وعارف انت عاوز ايه ووصلتله او بتسعى في سبيل ذلك...غياب تحقيق الذات دا تقريبا السبب وري معظم حالات نفسنة البشر تجاه الناس اللي محققين ذواتهم
القبول الاجتماعي ان انت والناس في محيطاتك الاجتماعيه تبقوا قابلين الاختلافات مابينكم...أو تكون الاختلافات مابينكم أصلا ضيّقه مش كتيره...فماتبقاش انت حاسس وسط الناس انّك ليمونه في بلد قرفانه...ولا يبقوا همّ حاسين إنّك طفره جينيّه في تاريخ البشرية...فلو الاختلافات بينكم مش كتيره وانت والناس دي بتقبلوا الاختلافات الموجودة بيتحقق القبول الاجتماعي...ولو الاختلافات بينكم كتيره وفي مساحة مرونه لتعلّم حاجات تقلّصوا بيها الاختلافات وقدره على قبول الاختلافات اللي مابتعرفوش تغيّروها بيتحقق برده القبول الاجتماعي بشويّة مجهود...
أبويا مره كان عنده ناس وبيتناقشوا في حاجات تخص العربيات والسرعه وكده...فلاحظت ان ابويا بيقول كتير "لامؤاخذه" كذا ولامؤاخذه مش عارف ايه....وبابا مش من الناس اللي بتتكلّم كده اصلا...فبعد الناس ما مشيت سألته هو ليه كان بيقول كده؟ فقالي عشان الناس دي بتتكلّم كده فبتكلّم زيّهم عشان ما يحسّوش انّي مختلف عنهم...ودار بينّا نقاش طويل عريض كان مفاده جمله قالهالي
You live with Romans you do as Romans do
ودي من الجمل اللي نفعتني جدّا في تقليص الاختلافات بيني وبين البشر اللي بقابلهم...لما تقعد وسط ناس عيش عيشتهم فيما لا يتعارض مع مبادئك وأخلاقيّاتك أدام ما بتحللش حرام ولا بترتكب جريمة الاطفال الصغيرين شغلهم الشاغل في الحياة انّهم يستكشفوا كل حاجة بما فيه انفسهم وقدراتهم....وفي مرحلة اكتشاف القدرات دي بيهرهوا اهاليهم "ماما بوثّي انا عملت إيه؟" وطبعا اهاليهم (المفروض يعني) بيشجّعوهم لمّا بيعملوا حاجة كويسه ولو حاجة مضره بيفهموهم...في السن ده امّي مثلا جابتلي الوان وكتب رسم زي ما عملت مع اخواتي ومالقوش نفسهم في الرسم...انا بقي شبطت ورشقت في الرسم والتلوين والقصقصه وحاجات كتير يدويه وكانت امي بتشجّعني وتشلّي ورق النتيجة بعد ما يتقطع عشان اسم عليه (وانا اصلا بشخبط اي خره بس عادي افرح بنفسي وانبسط وكده وماما بوثي تقول الله جمييييييييل :D نصب مشروع هيهيهي)....أمّي وانا عندي عشر سنين شارت عليها اخش فنون تطبيقيه لما اكبر...قعدت بقي ابحث واتطقّس لحد ما اكتشفت اني في فنون تطبيقيه دي همارس هواياتي واتخرج اشتغل بيها واقبض عليها فلوس...ودا اللي حصل فعلا لمّا كبرت وكنت سعيده بشغلي...اينعم كان عندي طول الوقت مشاكل مع البشر اللي بشتغل معاهم بس الشغل نفسه كان بيسعدني جدّا في السن ده الإنسان بيعرف عدد لا بأس بيه من مميزاته...وبعد دخول المدرسه والاحتكاك بالآخرين بيبتدي يدرك وجود الإختلافات بين البشر....زي مثلا ان في ناس بتكتب بإيدها الشمال مش بيكتبوا زيّه بإيدهم اليمين....وفي ناس تانيه بتلبس نضاره...مش كل الناس أكلتهم المفضله هي نفس أكلته المفضله...لو الطفل ادرك ان كل واحد عنده مميزات غير التاني واتعلّم يقبل حقيقة ان بقيه الاطفال مش نسخه بالكربون منّه حياته في المدرسه هتبقي لطيفه...إلّا إذا كان هو الوحيد في الفصل اللي أشول أو هو الوحيد في الفصل اللي قصيّر...او هو الوحيد اللي في الفصل بيلبس نضّاره....إلخ. عادة بيبقى في مجموعه من الاطفال لا يقبلوا الاختلاف هيطلّعوا عين أهله معايره الاطفال لبعض بالاختلافات اللي بينهم مش ده الجحيم...الجحيم الحقيقي اللي يعمل للطفل ده عقد كتير هو إنّه مايبقاش مدرك لمميّزاته ولا قادر يقبل فكره اختلافه عن المحيطين بيه...ولا قادر يميّز بين النقيصة والاختلاف....ولا قادر يميّز بين الميزة والاختلاف انا مثلا إسمي أمينة...ودا إسم قديم وعليه إفيهات كتير...عمر ماكانت مشكلتي ان الناس بتتريق عليه وبترزعني افيهات في الرايحة والجاية...كانت دايما مشكلتي ان انا شخصيا متضايقه من ان اسمي قديم...كون ان اسمي قديم وسط ناس اساميهم اكثر حد��ثه ده اختلاف...لكن كنت بتعامل معاه انّه نقيصه وعشان كده كانت بتضايقني جدّا تريقه الناس لأنّها بتجيلي على الوجيعة...في حين انّي مثلا ماكانش عندي مشكله مع اني قصيّره اوزعه ورفيّعة جدّا....وانتهت مشكلتي مع اسمي لمّا ادركت ان انا ماليش يدّ في اختيار اسمي زي ماكانش ليّا يد في اختيار جسمي...وأما يبقي اسمي قديم دي مش نقيصة فما يلزمنيش اعمل حاجة تعوّض النقص...لكن ضآلة حجمي نقيصه يلزمها حاجات تانيه تعوّضها وكنت عارفاها فمكنتش بحس بالنقص وسط زمايلي في الفصل مع اني كنت من اصغر ٣ اطفال حجما في الفصل...وبمرور الوقت لقيت كمان مميزات لحجمي الصغيّر واكتشفت ان الناس اللي بتتريق عليّا عشان اسمي قديم او عشان حجمي صغيّر او اي اختلاف تاني هم اللي عندهم مشكلة مش أنا..المواقف دي ومواقف تانيه كتير فهّمتني ان مش كل اختلاف نقيصه وكل نقيصه في قصادها ميزه تعوّضها او تغطّي عليها فماتبقاش حاسس بالدونيه لو انت مدرك لده الاختلافات معظمها جايه من فرق الثقافات والمزاجات والأذواق الشخصيه...يعني انا باكل بالشوكه والسكينه وانت بتاكل بالمعلقه واللي جنبك بياكل بإيده...احنا التلاته هناكل ونشبع بغض النظر عن طبيعة أدوات المائدة اللي بنستخدمها...لو ماحدّش مننا احنا التلاته اتريق عالتاني عشان بيستخدم أدوات مائدة مختلفه عن اللي هو بيستخدمها فدا شكل من أشكال القبول الاجتماعي...والناس اللي ماعندهاش مرونه تسمحلها تقبل ان في حد تاني بيستخدم أدوات مائدة مختلفه عن اللي هم بيستخدموها دول بيتعبوا وبيتعبوا الناس معاهم...وبيبقى عندهم مشاكل في القبول الاجتماعي لأن لو حتى الناس المختلفه قبلتهم هم مابيقبلوهمش وممكن عادي يعايرك عشان انت بتاكل بالمعلقه بدعوى انك كده جربوع وهو ابن ناس بياكل بالشوكة والسكينه...الناس دول لو شوفتوهم في الحرب اقتلوهم عشان دول أحد أسباب تنغيص عيشة البشر أما المميزات بقى فهي مرتبطة بالقدرات الشخصيه للبشر...ادراكك لمميزاتك دي بيصبّ مباشرة في خانة تحقيق الذات...فكرة إنّك أفضل من المحيطين بيك في شيء ما بتساعدك ماتحسش بالنقص لمّا تلاقي كل واحد من المحيطين بيك أفضل منّك في حاجة تانيه انت ضعيف جدّا فيها في اعدادي خدوني في فريق الطالبات الفائقات ودخلنا مسابقه على مستوى الإداره التعليميه...المسابقه بتبقي عباره عن سؤالبن في كل ماده من المواد بيتطرحوا على الفرقتين كل مادّه لوحدها وكل فرقه بتاخد درجة على قدر صحّة الإجابة...قبل ما نروح الفريق بتاعي اتفق ان الحل الأمثل عشان نخلّص اسرع كل اتنين شاطرين في ماده هم اللي يحلوا الأسئلة بتاعتها....الفريق اللي قصادنا كان بيقعد كلّه فوق اسئلة كل مادة...المهم كسبنا كل المدارس لحد ما وصلنا للنهائي وكان مستوي الفرقه اللي قصادنا مقارب لمستوى فرقتنا وكنّا وجايبين نفس الدرجة لحد ما وصلنا لأسئلة الرياضيّات...الرياضيّات كانت منطقتي وملعبي ونقضة ضعفي كانت التاريخ والجغرافيا...كان في مسألة هندسة ومسألة جبر...مسألة الهندسه كانت صعبه بس مسألة الجبر كانت مستحيله فاتقسمنا فرقتين: الفريق كلّه هيحل مسألة الهندسه عشان هيعرفوا يكاركوا معاها....ومسألة الجبر هحلّها لوحدي...همّ اتسحلوا لحد ما خلّصوا مسألة الهندسه والوقت قرّب يخلص بس همّ خلاص كانوا خلّصوا الحته الصعبه والباقي مش محتاج الفريق كلّه...وواحده تانيه شاطره في الرياضيات برده جت تشوفني وصلت لفين لقيتني عطلانه في حتّه مش عارفه اعدّيها...جت بصّت عاللي انا عملته وحلّتلي الخطوه اللي كنت عطلانه عندها وعطلت في اللي بعد كده وانا كمّلته...كسبنا المسابقه بفرق درجة مسألة الجبر اللي الفريق التاني ماعرفش يحطّ فيها خطّ...فرقتي مانفسنتش على بعض عشان كل واحده كانت عارفه المواد اللي هي اشطر فيها من الباقيين...كنّا كلّنا حاسين بالتكافؤ ماكنّاش حاسين ان حدّ احسن من حد...كل واحده فينا كانت متحققه بالنسبة لنفسها (تقدير/تحقيق الذات) في ناس بتكبر وهي مش فاهمه نفسها...مش عارفين مميزاتهم ولا عيوبهم...طول الوقت بيبقى عندهم احساس ان الناس اللي حواليهم احسن منهم عشان ناجحين في حاجات هم فاشلين فيها....او ناجحين في حاجات وهم مش شايفين نفسهم ناجحين فيها حتى لو هم فعلا ناجحين بس صورتهم الذهنية عن أنفسهم مشوّهه أو ناقصة...أكثر سلوكيات شايعه الناس الغير متحققه بتنتهجهم: محاربة الناجحين (حزب أعداء النجاح)....أومحاولة تعويض نقص تقدير الذات بالقبول الاجتماعي...أو الخليط مابين الاتنين...أو محاولات البحث عن التحقيق المزيّف للذات حزب أعداء النجاح دول طول الوقت بيسفّهوا أي حاجة كويّسه أي حد حواليهم بيعملها: أدام انا مش عارف أطلعلكوا هنزلكوا كلّكوا ليّا...أو بيحاولوا يحطّولك عقبات في سكّة نجاحك عشان تفضل في نفس حجمك وياحبّذا لو تنزل عنّه كمان وتفشل هيبقوا سعداء جدّا..أو مثلا هيحاولوا يوقّعوا بينك وبين الناس عشان يقللوا من قبولك الاجتماعي ويقللوا من مظاهر احتفاء الآخرين بيك وبنجاحك اما بالنسبة لمحاولة الطرمخه على غياب تقدير الذات بالسعي للقبول الاجتماعي فليها أشكال كتير...زي مثلا الإمّعات اللي بيوافقوك على أي حاجة وبيحبّوا اللي بتحبّه وبيكرهوا اللي بتكرهه بدون أي تمييز عشان يخليك تحبه...وزي اللي بيقلّدوك في كل حاجة انت بتعملها عشان الناس تحبّهم زي ما بتحبّك الخليط مابين الاتنين بقى بيبقى مزعج...دا واحد طول الوقت يسقّفلك عالفاضيه والمليانه ومستنّي منّك نفس الشيء...يعني لو لضمت خيط في إبره هيحسسك إنّك عملت معجزة كونيّه...ولو مسح مناخيره بمنديل من غري ما يخرخر على بقّه بيزعل لو ماهللتلوش كأنّه فتح عكّا...طول الوقت عاوز يبهرك ولو مانبهرتش بيتجنن وبيقلب عليك...يقعد بقى يسفّه انجازاتك ويوقع بينك وبين الناس...الخ عاوز الناس كلّها تزعل منّك لمجرّد انّ هو مقموص منّك أمّا بقي بتوع تقدير الذات الزائف دول مابيبقوش فاهمين الفرق بين الاختلاف والتميّز....وطول الوقت بيحاول يبقي مختلف عن اللي حواليه بفجاجه باعتبار ان دي ميزه...دول زي اللي بتلاقيه يقولّك انا ملحد والحمد لله :D ... أو بيصبغ شعره بطّيخي...او يلبس جزمه حمرا والجوّ ده...ولو سألته بيعمل كده ليه مش هتلاقي عنده مبرر...مش هيقولك بحبّها..ولا هيقولّك شكلي بيعجبني فيها...هتلاقيهم راشقين في حجّة "دي حريّة شخصيه"...هو بيبقى مقتنع انّه لو كل برجليه والناس كلّها بتاكل بإيديها يبقي هو كده برنس ومتميّز بميزة فشيخه :D دول يبقوا مسليين جدّا في أداءات كتير بيعملها الناس الغير متحققه بس دول اللي على بالي دلوقت...لمّا تقابلوا الناس دي ترفّقوا بيهم دول مساكين يستحقوا الشفقه مش الغضب والعداوه...حاولوا تساعدوهم يفهموا نفسهم ويشقّوا طريقهم في الحياة
3 notes
·
View notes
Text
دماغي وبيجامتي وحمدالله على سلامتي
ومكايد السفهاء واقعة بهم
وعداوة الشعراء بئس المقتنى
- المتنبي
أحيانا الحياة بتفرض على الواحد خصومات مايعرفلهاش سبب...هو بيصحى من النوم يلاقي في خلق حاطّاه في دماغه وهو مش فاهم ليه...ربّنا يكفينا ويكفيكوا الشرّ :D
أسخف أنواع الخصومات بقى لمّا بيكون خصمك ماعندوش هدف محدد...يعني هو مش عارف هو عاوز يعمل فيك إيه...فبيستغل كلّ فرصه -وساعات بيخلق فرص- عشان يخنق عليك والسلام...والألعن بقي لمّا يكون الخصم ده مستخبّي ورى طرف مشترك بيحاول يضرّك من خلاله....وتكمن المسخرة بقى لمّا يكون الطرف اللي في النص ده مطرّي للموضوع كلّه وانت مش فارق معاك الخصوم دي أصلا...فبينتهي الأمر بخصم بيخانق نفسه وبيوقّع نفسه في الغلط
حقيقي مابفهمش الصنف ده من الخصوم....لا عنده سبب للخصومة ولا هدف عاوز يوصلّه بالخصومة دي....هو مش طايقك والسلام...ومش عارف هو عاوز يعمل فيك إيه....ومستخبّي ورى حد لأنّه مش عاوز يواجهك أو أجبن من إنّه يواجهك...ويفضل كل شويّه يشد في رباط الجزمة ويجري...وانت منفّض وهو مصمم! مابفهمش بقى هو بيفضل يرهق نفسه ليه في المناكفة وهو كلّ مرّه بيركّب نفسه غلط! واحد بيطقّش دماغه في الحيط....ليه مفروض دا يضايقني؟!
الخصومة الأبضن على الإطلاق هي الخصومه اللي ما بيكونش ليها هدف لكن بيكون في رغبة عاطفيه عادة ما تكون غير منطقيه...والخصم مستخبّي ورى طرف مشترك...وأحمق بما يكفي لأنّه يعمل ضد مصلحته مش بس يركّب نفسه الغلط...دا الخصم اللي بقف قصادة فاتحه بقّي تماما بقي وبعجز عن التعامل معاه...وعادة ما بيكون واحده تدفعها الغيرة...دول مابلاقيلهومش حلّ غير حاجة من الاتنين:
مسحهم من الحياة بأستيكة
فرض مواجهة بيتفرموا فيها فيا ينصرفوا يا يتبطّوا ومايقوملهمش قومه تاني
عن نفسي أنا بفضّل الحلّ الأوّل...وفي العادة بيؤدي للحل التاني...الفرق إنّك لما تفرض أنت المواجهة غالبا هتلبس غلط...لكن لما تؤثر السلامة وتسيبلهم الملعب مفتوح بيتجننوا وبيبتدوا يتصرّفوا بحمق وبيركّبوا نفسهم أخطاء...لحد ما يضطروا لمواجهة بيخسروها تماما وبيركبوا فيها كل أغلاط الدنيا...لأنّهم مش بتوع مواجهات أساسا ده أولا...ولأنّهم بيلجأوا للمواجهة وهم فاقدين الاتزان تماما دا ثانيا
غالبا في المواجهة دي بيختاروا طرف بتاع مواجهات يتكلّم بلسانهم ومتخيلين إنّه هيسكك على دماغك...والحال هكذا يا سادة الشخص ده يا بيكون على نفس القدر من السذاجة بتاعتهم وبيلبس ويلبّسهم....يا بيكون واحد عنده منطق حتّى لو ضلالي وغير محايد هتعرف تتفاهم معاه وهو اللي هيعدّ عليهم غلطهم شاء أم أبى لأن المنطق بيلبّس أي حد بيتصرّف بدوافع عاطفيه ذات طابع أحمق
عادة مابحبّش اختار فرض المواجهة لمّا بكون شايفه إنّ الحياة ممكن تجمّعنا تاني أو بينّا رباط ما مابيتفكّش زي القرابه أو أصدقاء انتيم لينا إحنا الجوز...بس ساعات بلجأ للحل دا لمّا بتخنق من الصداع اللي بيعملوه لأن ساعات تركيبهم لنفسهم الغلط بيخش في مناطق خره جدا لا يجوز السكوت عنها...وفي الحالة دي انا مابراعيش أي حاجة....لأن الموضوع بالنسبالي ما بيبقاش تخليص حقّ ساعتها فمش هقيّم فعلي/كلامي من منطلق الحق والمستحق والدين والأخلاق والخواطر...إلخ...بيكون هدفي ببساطة "إيقاع أكبر ضرر ممكن بالخصم" بلا أي وازع أخلاقي أو ديني أو أي حاجة...وببقي عارفه إنّي هلبس غلط فبحاول قدر استطاعتي ألبس أكبر قدر ممكن من الغلط أدام أنا كده كده هلبس يبقي إن عشقت إعشق قمر وإن سرقت إسرق جمل...دي اللحظة الي بقرر فيها "حرق الجسر" بالأرض اللي وراه باللي عليها واللي حواليها عشان لا همّ ولا غيرهم يعدّوا من على أم الجسر دا تاني...للأبد...ولا بتهمّني بقي ساعتها العواقب...أي عواقب: على جزمتي...دماغي وبيجامتي وحمدالله على سلامتي
لمّا بختار الإنسحاب المحيطين بيقعدوا يقولولي: انتي كده بتعمليلهم اللي هم عاوزينه...طبّ يا جماعه اللي هم عاوزينه دا هيريّحلي دماغي...أنا كسبانه مش خسرانه...عمري مافهمت إيه وجه نظر البشر بالنصيحة دي الحقيقة :D
ما يا جماعه كل واحد ياخد اللي هو عاوزه....وإن كان الإنسحاب عمره ما بيريّح الخصوم اللي من الأنواع الآنف ذكرها دي أبدا وبيريّحلي دماغي مانسحبش ليه؟ قالك بقى عشان كده هيحسّوا إنّهم انتصروا عليكي
ياراجل! :D طب ما يحسّوا إنّهم انتصروا يا عم الحاج المعركة أصلا وهميه مقرّها خيالهم ولا هم ولا المعركة ولا نتيجتها يلزموني في أي حاجة...أكيد انا مش مهتمه بإنّي انتصر على الآخرين في معاركهم الذهنيّة :D
أكيد أكرملي إنّي أترفع وأنسحب حتى لو ده هيدّيهم إحساس بالانتصار عن إنّي أدخل في معركة غير محددة الهدف...هو واحد عاوز يتخانق...وانا مش عاوزه اتخانق...مايعضّ في الأرض أنا مالي؟ ولو هو بيسمّي عضّه في الأرض دا انتصار ماعنديش أي تلاته مشكله أعلقله كهارب على بلكونة بيتهم وأبعتله برقية تهئنة...هو كان كسب حرب ضد الهكسوس يعني بلا وكسه :D
وَأتْعَبُ مَنْ ناداكَ مَنْ لا تُجيبُهُ وَأغيَظُ مَنْ عاداكَ مَن لا تُشاكلُ
-المتنبي
3 notes
·
View notes
Text
في ناس بتبقى مقتنعة بما لا يدع مجال للشك إن معاهم ريموت كونترول بيتحكموا بيه في البني آدمين ومن خلاله بيسيّروا حيوات الآخرين على الكتيّب بتاع الحياة النموذجيّة اللي مقتنعين تماما إنّهم يحتكموا عليه برده...الناس دي بتتصدم صدمات عنيفه لما بتكتشف إن الريموت بتاعهم دا مابيقدروش يحرّكوا بيه كل الناس...فبيضطروا ساعتها للرجوع إلى الطريقه المانيوال في التحكم في الآخرين...فيقوموا مطلّعين الكتيّب ويقعدوا يسمّعولك بقى: لازم تجيب مجموع عالي في ثانويه عامه...لازم تشتغل مش عارف ايه...لازم تتجوز...والجواز لازم يكون بالطريقة الفلانيّه...لازم تخلّف....لازم تربّي عيالك بالطريقة العلّانيّة...إلخ صدمتهم بتكون أعنف لما يكتشفوا إن المانيوال بتاعهم ده مش ملزم للآخرين وبينهاروا من فقدانهم للسيطرة فيبتدوا يعقّدوا الشخص دا في عيشته بدعوى إنّه: شخص مش نافع/عايش غلط/مقصّر في حقّهم/قليل الأدب وسافل وماتربّاش...إلخ...لأنّهم ببساطة ماعندهمش القدرة على نقد الذات ولا القدرة على استيعاب الفروق الفرديّة للبشر ولا تقبّل حقيقة إختلاف ميول ورغبات البشر... لما تقابل حد من دول (بالذات لو متحكّم في حياتك فعليا بسلطه عائليّة ما) ماتخلّيهوش يعقّدك ولا يكرّهك في نفسك ولا يثنيك عن عزمك في الحياة وفقا لرغباتك وطموحاتك الشخصيّه...همّ بيعملوا كد كرد فعل طبيعي لوضع معتقداتهم الراسخة محلّ شك....هو بس مش قادر يشوف إنّك مختلف عنه ونفسك في حاجات تانيه غير اللي هو بيحتاجها...ودايما بيترجم اختلافك لأن: يا هو عاش غلط، يا انت عايش غلط...وماحدّش بيحب يشوف نفسه غلطان الناس دي أحد أسباب تخلّف الأمم...عشان كده هتلاقي ناس كتير أوي في بلدنا كده
7 notes
·
View notes
Text
في شي عم بيصير...في شي بدّو يصير
الفرضيّات المنطقيّه:
كل حاجة بتبدأ في احتمالين فقط لنهايتها مالهمش تا��ت: نهايه سعيده أو نهاية تعيسه...اللي بيختلف فقط تفاصيل النهاية
كل الحاجات اللي بنسعالها برده حاجتين: حاجات بتاعتنا فبناخدها...وحاجات مش بتاعتنا فمش بناخدها
كل حاجة وليها تمن: الحاجات اللي بناخدها بنتعب لحد مانوصلّها...والحاجات اللي مابناخدهاش بتعذّبنا مرارة الفشل
النتيجة:
لما بنسعى لحاجة مقسومالنا بنتعب عشان نوصلها ولما بنوصلّها بننبسط....والحاجات اللي مش مقسومالنا لما بنسعى ليها مابناخدهاش ولحظة ما بندرك ده بنعاني من تعاسة نهاية السعي
المعادله دي اتلخّصت في مثل شعبي عظيم بيقول: إجري يابن آدم جري الوحوش غير رزقك لم تحوش
الدنيا:
مجموعه متواليه/متوازيه من الاختيارات للحاجات اللي هنسعالها والحاجات اللي هنقرر مانسعالهاش وتبعات الاختيارين
البني آدم الأكثر سعادة عند النجاح والأقل إحباطا عند الفشل هو البني آدم اللي عنده قدرة على تقدير وتقييم احتمالات النجاح والفشل قبل ما يبدأ...وبيقدر يفرّق بين اللي هو "عايزه" وبين اللي "يناسبه"...وفاهم كوّيس إنه مهما سعى ومهما كان حريص ومهما عدّ وحسب ممكن جدا برده يفشل وعشان كده بيحط دايما في حسبته في البدايه إن ممكن يكون في أسباب للفشل هو مش شايفها
في المعامل الكيميائية المعادله ليها عناصر واضحه ومحدده...فلو التجربه فشلت مره ممكن تتعاد الف مرّه وتدّي كل مره نتيجه مختلفه لأن في كل مره اللي بيعمل المعادله غيّر فيها حاجة صغيره جدا...حاجة زي إنه يرفع درجة حرارة التفاعل نص درجه أو يحذف عنصر من عناصر المعادله... الحاجات البسيطه دي ممكن تفرق كتير جدا وتكون هي دي السبب في نجاح المعادله
في الدنيا بقى إحنا العنصر اللي بيتم اختباره طول الوقت في تجارب...بس احنا مابناخدش بالنا إننا لو اتحطّينا في التجربه الف مره هنطلع كلّ مره بنتيجة مختلفه لأن في حاجات مختلفه في كل التجارب مهما كانت متشابهه...خوضنا لنفس التجربه نفسه بيغيّرنا إحنا كعنصر رئيسي في المعادله فلمّا بنتحط في نفس التجربه مابنكونش إحنا نفس العنصر اللي اتحط في التجربه الأولانيه
أسوأ حاجة بنتعلّمها من تكرار التجارب الفاشله هو الخوف الزايد...الخوف شعور بشري طبيعي ومطلوب جدا لأن لولا الخوف مكانش البني آدم اتعلّم الحرص واتعلّم إنّه يقيّم االتجارب قبل مايدخل فيها...لكن الخوف الزايد (الفزع) عامل رئيسي من عوامل الفشل في أي تجربه بندخلها من ابسطها لأكثرها تعقيدا...مثلا لو انت بتلعب مع قطّه وقفشت في ايدك بسنانها لو خوفت هتسحب ايدك بسرعه من بين سنانها وهتتعور....مش هتتعور عشان القطّه عضّتك لأنها أصلا بتلعب ومش عاوزه تعوّرك...انت هتتعور عشان انت قررت إن القطه هتعوّرك...وخوفت بزياده...فسحبت إيدك من بين سنان القطه بسرعه وهي مش عامله حسابها...فالنتيجة إنّ انت بتتعور والقطه بقها بيوجعها...كل مرّه بعد كده بتقرّب منّك قطه عشان تلعب معاك بتفتكر تعويرة القطّه اللي فاتت...وساعتها بيكون قدّامك حاجة من الاتنين: يا تقرر تسمح لخوفك إنّه يتحوّل لعقده من القطط وتتجنب اللعب مع القطط للأبد....يا إما بتحاول تفهم القطه الأولانيه عوّرتك ليه وتتفادى ده مع القطه التانيه
لما بيكون اطراف المعادله كلّهم بني آدمين العمليه طبعا بتكون أعقد شويّه...لأن بتعدد الأطراف المخاوف بتتشابك...كل واحد وعنده مخاوفه من نفس التجربه اللي خاضها قبل كده مهما كان دوره فيها مختلف...يعني النهارده انت ابو العروسه...بكره انت أخو العروسه...مهما دورك في التجربه اتغير بتفضل مخاوفك اللي اتكوّنت عندك قبل كده لما كنت انت العريس/أخو العريس....إلخ
من قريّب وقفت قصاد معطيات تجربه...وكان طبيعي هختار يا إما آخد المخاطره واتغلّب على مخاوفي...يا إمّا أستسلم لخوفي وأدوّر ضهري وأمشي....ولأن القرار ماينفعش آخده لوحدي لأني مش طرف رئيسي وحيد في المعادلة كان لازم نقعد ونتكلّم...واتفقنا إن مافيش قدّامنا غير حل من الاتنين: يا نستسلم لمخاوفنا الشخصيّه وندور ضهرنا لبعض ونمشي...يا ناخد المخاطره ونقرر نخطّي خطوه نقيّم فيها مقوّمات النجاح واحتمالات الفشل ونشوف مين فيهم أقوى وبناء على التقييم نقرر هناخد الخطوه اللي بعديها ولا هنرجع لقواعدنا سالمين من غير ما حد ينجرح تاني...وكان قرار كل واحد فينا إنه ياخد المخاطره لأنّه على الأقل ضامن إن الشخص اللي قدّامه مش بس مش هيتعمّد الأذي....لكن كمان لو قرر ينهي التجربه هيعمل دا من غير ما يسيب وراه جرح يزوّد المخاوف الموجوده
يمكن اللي بيريّحني شويّه ويخليني أقدر اتعامل مع مواقف كتير إني مدركه إن الناس كلّها عندها مخاوف...وببقى مدركه إن الصراعات الحياتيّه مش سببها الأشخاص كويسين ولا وحشين قد ما بيبقى سببها حجم مخاوف الآخرين من ناحيتي وبيعبّروا عنها ولا لأ...أريح ناس بالنسبالي اللي بتعبّر عن مخاوفها تجاهي بشكل واضح وصريح...ودا مش لأنّي معايا عصايا سحريّه بسكّن بيها مخاوف الناس...بس عشان ادراكي المباشر لمخاوف اللي حواليّا بيخليني اقدر استحمل انفعالاتهم لحد ما يتطمنوا لأني ببقى حاطه في دماغي طول الوقت ان الناس دي بتتصرف كده عشان خايفين مش عشان هم ناس مؤذيه أو شريره...لأن في كل حال انا ماحيلتيش غير إنّي أكون على طبيعتي زي مانا والباقي بتاع ربّنا مش بتاعي
مخاوفي من التجربه السابقه مش مرتبطه بالشخص نفسه...للأسف هي من الشخص البعيد اللي خايف على الشخص ده...وبحكم المسافه مابيكونش شايف حاجة بعينه تطمّنه فماحيلتوش غير المخاوف اللي عنده...بدون مايعرفني اتعامل مع المخاوف دي على إنّها هي المقدّر والمكتوب...وللأسف ماحدّش بيقدر يهزم مخاوف في صدر حد تاني لأنّه بالعافيه عارف يتعامل مع المخاوف اللي عنده...وللأسف برده مش كل الناس بتقدر تتفهم مخاوفها عشان تفصل بينها وبين المعطيات الفعليه للأمور
فعليا أنا دلوقت بواجه أصعب اختبار ربّنا حطّني فيه...ولأنّي ماعنديش حاجة برده أقدر أعملها بحكم المسافه فأنا وكّلت ربّي في أمري منّه لقلب الشخص البعيد يا يسكّن خوفه يا لله الأمر من قبل ومن بعد...وفي كل حال ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن...ولو اجتمعت الأمّه على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك...ولو اجتمعت على أن يضرّوك فلن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك...رفعت الأقلام وجفّت الصحف
14 notes
·
View notes
Text
انقلاب بالشرعيّة
سيدي..أنا لا أفهم شيئا مما تقول...وبالأساس لا يعنيني ما إسم ما يحدث: موجة ثوريّة...انقلاب عسكري على الشرعية...شقلباظ ديموقراطي...بيض بالبسطرمه
CALL IT WHATEVER!
مايعنيني يا مولانا أنّه حدث...وعلينا جميعا أن نبدأ في التصرف بمعطيات الواقع...فنحن جميعا في صراع من أجل البقاء...وعليك أن تعي تماما أن كل شيء يتغير: للأفضل أو الأسوأ...ولك في جسدك أبسط مثال...مافيش حاجة بتفضل على حالها
سيدي انا مصممة جرافيك...من هواياتي القراءة والكتابة والكروشيه والتطريز...أحب الفقراء والجياع ولا أفهم شيء عن الاقتصاد...أؤمن بحق الجميع في الحياة الكريمة ولا أفقه شيئا عن مواثيق حقوق الإنسان...صدّقني أنا لا أفهم كثيرا من المصطلحات والمسمّيات...فمفردات الحياة اليومية أبسط من ذلك بكثير: حرّ...برد...حب...كره...بضان...ضحك...سعادة...جوع...فقر...شبع...امتلاء...زحام...ميكروباص...في...مافيش...كان في وخلص...طيب...ابن وسخه...حرامي...عرص...تعذيب...خائن...جدع...عدو...صديق
يصيح الإخوانيون في وجهي لماذا لا أدافع عن الشرعيّة...ويحتفل الناس في الشوارع بسقوط مرسي قبل أن يسقط بأسبوع...ويخبرني الفلول أنهم رفاقنا في الثورة...أقرر أن ابتهج لساعتين فقد منّ الله علينا بفرصة ثانية لتصحيح الأخطاء وهذا شيء نادر الحدوث...وأبكي لأنني أعرف أن كل شيء وله ثمن ولأن فرصة عظيمة كهذه لابد وأن يكون ثمنها غاليا: الكثير من الدماء
عزيزي الإخواني: ظللت تهددني لعامين بأن "الارهابيين كلّهم صحابنا ولو ماسكتّوش هنجيبهم يفشخوكوا بالشريعة"...فأبتسم في هدوء...وأضرب كفّا على كف متعجبة من رغبتك العنيفه في الفناء...نحن قوم نحب الحياة وإن أنت هددت أسباب الحياة فستجد من يتطوع للقضاء عليك...ولكنّك لم تفهم...واليوم أنت تبذل قصارى جهد لكي تهلك...أظن أنه من الأفضل أن تفكّر في الانتحار بدلا من أن تدفع الشعب لقتلك...فهذا ليس في مصلحة أحد...للأسف..أنت لا تفكّر في أحد...ولن تعبأ بملء موازين الآخرين بإثم دمك...عزيزي: أنت شريك لقاتلك في إثم قتلك...ألا تؤمن بالبعث؟ دعني أردد مقولتك: الله يفصل بيننا يوم القيامة. أما أنا...فلن أقتل أحد..فافعل ما شئت
رفاق الثورة الجدد...مرحبا بكم...أتفهّم تماما رغبتكم الهائلة في الانتقام...وأعلم أنكم للأسف ستنتقمون...أ��كّركم فقط بأنكم إن ساهمتم في إراقة الدماء ستدفعون الثمن لعنة تأكلكم...وتأكلنا معكم: السائرون على الدرب إلى جواركم ولا نكاد نبين أو يسمع لنا صوتا. فلتعلموا أنكم ساهمتم في فعل عظيم...فلا تلوثوه بدماء أحد...ولو من باب الحفاظ على المظهر...وتذكّروا: لا تنظفوا الشوارع أو تلونوا الأرصفة فهذا دور الحكومة الّتي لا نعرفها حتي الآن
أنا لا أثق إلا في رفاق السحل في الشوارع...ولن أعتمد ذراع من كان يقف في مواجهتي بالأمس لمجرّد أنه يقف اليوم إلى جواري لنيل مأربه...فكلينا يعرف أنه لن يصل لمأربه إلا على جثّتي (حرفا وليس مجازا)...فأنا العثرة في طريقه الّتي يجب أن يزيحها لكي يمض قدما في طريقه...أعلم تماما أن مهمّتي هذه الجولة ستكون أصعب...فقبل أن أقضي على الذئب ينبغي أن أخلع عنه أولا ثوب الجدّة الطيّبة...وهذه هي الخطوة الأصعب..يجب أن تظل ملتقصا بجريمتك لكي تحاسب عليها لا أن تنسبها لذئب آخر...ويجب أن يظلّ كل في موقعه: الجيش بعيدا عن الحكم المباشر...الثوار في المقدّمه...الفسدة في السجون...ورموز الفلول في الخلفيّة
باختصار: رغبتي في المضي قدما نحو الحق مضاعفة...وليس لي مأرب شخصي...الأمور أمامي شديدة الوضوح...لا أنوي التخلّي عن مبادئي الأخلاقية...ولذلك فأنا العدو الأشرس للجميع..وأنا لست فرد...أنا مجموعة من الخلق لا تعرفهم ولكنّهم يعرفونكم جميعا ويمكنهم تمييز الخبيث من الطيّب
21 notes
·
View notes
Text
سنصعد هذا الجبل
ارتكِن إلى الخط الوهمي الذي يفصل بين النص وفراغ الصفحة: الهامش...وحدي...وانت...في الجهة المقابلة...خلف نفس الخط ذاته...تتقلب على جمر الاحتمالات المؤسفة...أما أنا فأصنع من الاحتمالات مسبّات من صلصال أقذفها بملل على أحرف المتن...فتنزلق...ساقطة من على حافة الصفحة...أعلم أني لا أجيد التصويب وأن للقدر تصاريف خفيّة...وأنت مقتنع أنك تملك كل المعطيات...تمض ليلك في توفيقها لعلّك ترى مستقبلا أقل قسوة من المحتمل...وأمضي نهاري في غزل مخاوفي لأصنع خيطا أدكك به جفنيّ في الليل لأنام. فاهجر المتن قليلا لتتمكن من قراءة النصّ...تعال إلى الهامش فالمساحة هنا خالية من سواي...الهامش ياصديقي دوما أرحب...فالنص ثقيل كالواقع...وفي الهامش متسع لتصاريف القدر
لا أخشى الاحتمالات على قسوتها...ولا يؤلمني الواقع على حقارته...فكل شيء ينتهي...الواقع نفسه يا صديقي يوما ما سينتهي...انت تعلم (مثلما أعلم) أن الاحتمالات فوق قدرتنا على التوجيه أو المنع...ولكنك مازلت تحاول في يأس أن تكتب نهاية مختلفة للنص متناسيا أنك لا تحمل القلم...فهات ازميلك وتعال إلى الهامش نحفر طريق الخروج من القاع المقبل...فالوصول إلى القاع وشيك...وهناك لا مجال لشيء سوي التخبط...أخشى عليك من الجنون...وأخشي على نفسي من الدنس
أي صديقي...كلانا عاجز...فعجزك عن تغيير الواقع يغضبك...وعجزي عن كبح غضبي يجعلني أتشبث ماستطعت بقلبك المرتجف...فقلبك ياصديقي طيب...وعقلي ملعون...والاحتمالات تغري بالانتقام من العالم...لكن بقايا الإيمان في القلب دفعتني نحو الهامش...فثبّتني بكفّك هناك...ولا تصرف بصرك عنّي فأهلك...فرعشة القلق في بؤبؤ عينك تذكّرني بأن للكون ربّ...وبأن هناك كفّ عملاق يسحب الورقة من نقطة المنتصف فتنطوي على النصّ بغير انتظام...ولهذا فإن سطور النصّ تتضاغط والمعنى يتوه تدريجيا: أية محاولة للقراءة فاشلة تماما...والارتجال سيؤدي إلى كارثة...فألتَزم الصمت وأتشبث بالهامش...أنبشه بكفّي بحثا عن شيء طيّب خبأه القدر في غفلة منّا...لكنّي لم أجد سوى شال من الصبر...فأتدثر به وأتذكر أني مازلت قادرة على غزل غضبي حبال لأصنع أرجوحة
في براح الهامش يمكنك أن تكتب نصا موازيا...لكنك تصر على التشبث بقراءة النص قبل أن يكتمل...وأنا أصر على التفتيش عن تصاريف القدر المخبأة في الهامش...أتذكر فيلما سينيمائيا اسمه الحافّة...بطله محقق بالشرطة عظيم الخبره، شديد الحصافه...يتعقب قاتل أطفال...يتمكن المحقق من توقع الضحيّة القادمه...فيسعى لها ولا يسمع له أحد...ينقل إقامته إلى بيت الطفله الّتي تعيش وحيده مع أمّها...يراقب الطفلة على أمل أن ينقذها من قتل يظنّه محتم...وحدث أن تواصل القاتل معها...صدق المحقق...ولكن لم يسمع له أحد...وفي الموعد المحدد في المكان الّذي تخيّره القاتل جلست الطفله تنتظره...وجلس المحقق مختفيا خلف أحد الأشجار...تأخر القاتل...فأخذ المحقق يعيد قياس الاحتمالات...كل المعطيات تؤدّي إلى هذه النقطه...لم يغفل تفصيلة مهما صغرت...والقاتل لا يجيء...تنصرف الطفلة..وتنصرف قوات الشرطه...ويبقي وحده يعيد قياس الاحتمالات فيصل لنفس النتيجة...فهو لم يغفل تفصيله...ولكن القاتل لا يجيء...يموت في حادث تصادم على الطريق لم يحسب له المحقق حساب...يعود كل شيء إلى طبيعته...وتستمر الحياه...والمحقق منتظر في العراء قاتل لم يجيء...ففقد عقله
أي صديقي...تعال إلى الهامش لتسترح قليلا من حسابات العقل وسياقات المنطق...تذرّع بالإيمان وارتكن إلى الصبر...وافسح كتفك لرأسي...فأنا مثلك متعبة...أنهكني الغضب..ويأكلك الاحتمال. لنسكن قليلا...فالطريق من القاع إلى رأس الجبل طويل
-------------- عنوان النص من قصيدة لمريد البرغوثي
11 notes
·
View notes