almanarah
almanarah
WL المنارة
5 posts
شؤون عامة - بموضوعية وحيادية
Don't wanna be here? Send us removal request.
almanarah · 1 year ago
Text
الوطن العربي خدعةٌ أكبر
كنتُ كتبتُ مقالاً تحت عنوان الوطن والوطنية. لم يكن الهدف هو تناول الوطن كمفهوم بحد ذاته أو ما تعنيه الوطنية، كوني أعتقد أن الوطن ليس بحاجة لأن نقرأ عنه لكي نفهمه. المشاعر والأحاسيس هي التي تعبّر عنه وهي التي تحدِّدُ وطنَ كل إنسان. الوطن باختصار، كما أفهمُه، هو المكان الذي تعيش فيه وأنت تشعر بكرامتك وت��د به راحتك وتتحصّل فيه على رزقك وتعبّر عن نفسك بكل حرية وأمان.
كان هدفي من كتابة ذاك المقال هو التطرّق إلى ماوراء مفهوم الوطن والإشارة إلى عمليّات المتاجرة به واستغلاله لتحقيق مآرب شخصية، سياسية أو سلطوية أو مادية.
استغلَّ الحاكم سذاجة الشعب في فهم المعنى الحقيقي للوطن ونجح في اللعب على عواطفه ومشاعره فَغَرَسَ في وجدانه بذورَ الوطنية التي هو يريدُها ليصبحَ جاهزاً للدفاع عنه بوصفه الرمزَ الأوحد للوطن.
نتفهَّم أن تنطلي كذبة الوطن على "المواطن" فهو يعيشُ فيه ويتنعّمُ بخيراته ويمتلكُ فيه بيتاً يأويه مع أفراد أسرته، وبالتالي من الطبيعي أن نتفهَّمَ أيضاً استعداده للتضحية بحياته في سبيل "الوطن".
ما يدعو إلى الغرابة هو أن تنطلي على الشعب خدعةٌ أخرىٰ أكبر لكن بنظري ماكان ينبغي أن تخفىٰ على أحد لشدّة وضوحها. إنها خدعة "الوطن العربي".
إذا كنا متفقين على أن نفهمَ الوطنَ كما ورد أعلاه فمِن غير الممكن أن نتفق أو نوافق علىٰ أنّ مايسمّونه بـِ "الوطن العربي" هو بالفعل وطن.
(كونه عربياً أم غير عربي هذا موضوعٌ آخر).
أنا كسوري مثلاً، أو كمصري أو غير ذلك هل يحق لي العيش بصورة دائمة أو حتّى مؤقتة في عُمان مثلاً أو في البحرين أو في أي منطقة من مناطق هذا «الوطن العربي»؟ هل أستطيع اختيار مدينة من مدنه لأعيش فيها وأعمل بها؟ بعض بلدان الوطن العربي لا تسمح للمواطن العربي حتى بزيارتها وإن سمحت فبشروط قاسية ولفترة قصيرة وبطلب تأشيرة دخول رسمية مسبقة ودفع رسوم الدخول. زد على ذلك أن "الوطن العربي" الذي يمنع "المواطن العربي" من زيارته حتى بطلبٍ مسبق، هو ذاته يمنح الأجنبي حق زيارته ودون إذن مسبق.
شعوب أوروبا مع أنها تنتمي إلى قوميات متعدّدة وتتكلم لغات مختلفة شكّلت كياناً جامعاً يُسَمى بـِ الاتحاد الأوربي. يستطيع كل فرد من هذا الاتحاد، دون إذن مسبق ودون أية رسوم، أن يتجوّل بكل حرية في أرجاء "الوطن الأوروبي" ويستقر في البقعة التي تروق له.
فهل يستوي أن يطلب "المواطن العربي" إذناً للدخول إلى إحدى بقاع وطنه العربي وأن يدفع رسوم الدخول؟
علينا أن نضع الأمورَ في نصابها ونكفَّ عن اللعب بعواطف الشعوب وعلى الشعوب أن تعي بأنّ الوطن ليس شعاراتٍ تُرفع ولا يافطاتٍ تُطبع. الوطن لا يُفرَض فر��اً فلا وطن بلا حرية ولا وطنية بلا كرامة.
WL. ✍️
~~~~~~~~~~~~~~~~~
أرىٰ أنّ تسمية "العالم العربي" هي التسمية المناسبة.
WL. ✍️
~~~~~~~~~~~~~~~~
#الوطن #العربي #الوطن العربي
Tumblr media Tumblr media
5 notes · View notes
almanarah · 1 year ago
Text
"النظام العالمي الجديد"
هل نحن في عصر" الرَقمَنَة" أم في عصر "الهَيْمَنة"؟،
هل نحن في عصر الـ "دوت كوم" أم في عصر الـ "نص كم"؟،
وهل نحن في عصر الـ "العَوْلمَة" أم في عصر الـ "البَهْيَمَة"؟،
(بَهْيَمَ أحداً أي جَعَلَه بهيماً).
أنت بنفسك ستجيب عن كل سؤال بعد قراءة المقال↓:
لو نظرنا إلى العالم بدُوَله وأنظمته السياسية وعقائده الدينية المختلفة وقومياته المتعددة وطموحات ومصالح كل دولة وكل قومية لرأينا أن هذا العالم مهدّدٌ على الدوام بنزاعات ضِمن وبين الدول يمكن أن تؤدّي إلى كوارث وفوضى تتعدّى مخاطرُها حدود تلك الدول. إزاء هذه الصورة تولّدت لدى بعض القوى المتنفذة أفكارٌ تنادي في العلن بضرورة ضبط وتنظيم هذا العالم لدرء أي مخاطر محتملة وتوجيهه نحو برّ الأمان. بينما في الخفاء هذه القوى تسعى إلى إدارة الكوارث والفوضى ودفعها باتجاهات محدّدة بما يخدم مصالحها وأجنداتها الخاصة.
البعض ممن يراقب ما يجري في هذا العالم يظن أن المنظومة الدولية تسعى جاهدة إلى درء النزاعات والحروب والفوضى وأنها تتجه نحو بناء ما يسمى بـِ "النظام العالمي الجديد" الذي يسود فيه الأمن والسلام. إلاّ أن الواقع يشير إلى غير ذلك. الواقع يؤكد أن هناك من يسعى جاهداً ليس إلى درء بل إلى إدارة النزاعات والحروب والفوضى تحت شعار ما يسمى بـِ "الفوضى الخلاقة". هذا الواقع يمكن وصفه بأنه تحالف لجماعات غير معلنة ويمكن تسميته بـِ "القوة الخفية التي تدير العالم". أعتقد أن تجلياته وتداعياته في جميع أنحاء العالم باتت لا تخفى على من له عين ترى وأذن تسمع وعقل يفكر لاسيما أن هذه القوة "العنكبوتية" استطاعت، مع مرور الوقت، أن تتمكن وتتجذر، حيث نسجت خيوطها ليس فقط على السطح اليابس للكرة الأرضية بل غاصت في بحارها ومحيطاتها وارتفعت نحو غلافها الجوي أيضاً.
من خلال امتلاكها للأدوات اللازمة لتحقيق أغراضها يمكن القول بأن هذه القوة هي من يرسم ويطبخ السياسة ويديرُها على مستوىٰ العالم. هذه القوة تحقق أغراضها بطرق متعددة منها إدارة النزاعات والحروب القائمة ومنها خلق وتصنيع نزاعات جديدة بين الحين والآخر ومن ثم إدارتها. فهي من يطيل أمد الحروب الدائرة ويوقظ الفتن ويصنع المنظمات الإرهابية ويزرعها هنا وهناك لخلق ذريعة للتدخل، هي من يخلق أزمات سياسية واقتصادية في هذا البلد أو ذاك ويتحكّم باقتصاديات العالم و بمصائر شعوبه ويخلع أنظمة الحكم "العنيدة" والخارجة عن بيت طاعتها أو التي لا ترضخ بسهولة لمطالبها ويستبدلها بأنظمة خانعة لها. هذه القوة قادرة على القيام بكل هذه الأعمال بعد أن بسط�� سيطرتها، بالترغيب والترهيب، على أجهزة استخبارات معظم الدول إضافة لهيمنتها بل امتلاكها لكل من البنك الدولي و "منظمة الصحة العالمية" و محكمة لاهاي و الشبكة العنكبوتية و وكالات الإعلام الكبرىٰ والعديد من الجامعات والمعاهد ومراكز البحوث والدراسات و شبكات التواصل الاجتماعي و جوجل و مايكروسوفت و آبل و أمازون وإكس و فيسبوك أو ميتا و غير ذلك.
تم إغراق الأسواق بأجهزة الاتصالات وبأسعار متاحة للغني والفقير وتوفير تطبيقات مجانية على متجرَيْ چوچل وآپل بما فيها الوتساب والتيليغرام والزوم وغيرها من تطبيقات الاتصالات وعقد المؤتمرات، وفتح حسابات مجانية في وسائل التواصل وفتح قنوات يوتيوب مجانية ومراسلات عبر الايميل مجاناً وتوفير مساحات مجانية للتخزين السحابي وغير ذلك. لكي تعمل هذه الوسائط بكفاءة كان لابد من تجهيز البُنيَتَيْن التحتية كالأبراج وشبكات الألياف، والفوقية كأقمار الاتصالات حيث قاموا بإشراف خبراء من قِبَلهم بتغطية مساحات الأرض بالأبراج وشبكات الـ 5G وتغطية الغلاف الجوي بالأقمار الصناعية التي بات عددها يفوق 12000 ليصل إلى مافوق الـ 40000 بعد عدة سنوات.
كل هذه الخدمات المجانية وشبه المجانية تحصل ليس لتسهيل حياة أفراد الشعوب وإسعادهم وإدخال البهجة إلى قلوبهم وإنما للتمكن من مراقبتهم وتسطيح وتخدير عقولهم وقتل مشاعرهم بهدف تسهيل السيطرة عليهم وتحقيق التباعد الاجتماعي بآن واحد.
بخصوص المراقبة فهي تجري على قدم وساق. أما مسألة تسطيح وتخدير العقول والتباعد الاجتماعي فهي على ما يبدو نتيجة طبيعية وتحصيل حاصل في عالم الرقمنة (Digitalization) وعالم الويب والدوت كوم والعَوْلمة. فكلنا يلاحظ التراجع الحاصل في العلاقات الأسرية والاجتماعية والتدهور في القيم الأخلاقية وانحسار الاهتمامات الفكرية البنّاءة. وكلنا يلحظ الاتجاه المتزايد نحو فتح "لايڤ" على مايسمّى بمنصّة "التيكتوك" لساعات طوال تمتد أحياناً لأربع وعشرين ساعة ومواجهات التحدّي والمهاترات والتراشق الذي ينتهي بتوجيه التهم والشتائم. كما ظهرت مهن جديدة مثل مهنة التيكتوكرجي واليوتيوبرجي وهي مهن رخيصة لاتحتاج إلى رأسمال ولهذا تجد قبولاً متزايداً حتى أن أسماء شهيرة ومعروفة من نجوم الفن انخرطوا في هذه المهن الرخيصة فكانت النتيجة ربح بعض المال مقابل خسارة ما هو أغلى من المال. تدهورت سمعتهم الطيبة وهبطت قيمتهم الأخلاقية وسط مجتمعاتهم. ألا يدخل هذا كله في خانة تسطيح العقول وإبعادها عن التفكير الجاد والمساهمة في بناء المجتمعات وازدهارها.
كل مستخدِم لبعض التطبيقات وكل مالك حساب على شبكات التواصل الاجتماعي مراقَبٌ من قبلهم وله ملف عندهم يحتوي على ما استطاعوا تجميعه حول توجهاته السياسية والدينية والأخلاقية وهذا الملف محفوظ لديهم لحين الضرورة. زعماء بعض الدول والأحزاب و الأسماء المعروفة عالمياً من فنانين ومن أصحاب المليارات، هم من تصنيعهم ومن إنتاجهم.
فكرة توحيد الأديان، تمهيداً لفرض عقيدة عالمية واحدة، هي بند من بنود الأجندة التي أعدَّتها هذه القوة وتسعىٰ شيئاً فشيئاً لفرضها على دول وشعوب العالم.
القوة هذه تعمل أيضاً بصورة منهجية وبطرق متعددة على تقليص عدد سكان الأرض عن طريق إيقاظ الفتن وإشعال الحروب وفرض حصار هنا ومجاعة هناك ونشر الأمراض وقتل الحيوانات وغيرها من الطرق التي تهدف للوصول إلى "المليار الذهبي".
من برامجهم النشطة في الوقت الراهن نشر المثلية وتشجيع التحوّل الجنسي ومنح الطفل خيار تحديد جنسه، وحذف خانَتَيْ الأم والأب في وثائق المواليد والوثائق الشخصية الأخرى واستبدالهما بخانتيْ الوالد الأول والوالد الثاني، وإلغاء الضمائر (هو وهي) سعياً لتوحيد الجنسَيْن في جنس واحد.
من أهدافهم أيضاً القضاء على الطبقة المتوسطة والإبقاء على طبقتين الأولى طبقة الثراء الفاحش والثانية طبقة الفقر المدقع التي ستكون مهمتها خدمة الطبقة الاولى التي يسمونها طبقة الـ "Elite" التي تترجم للعربية بـ النخبة وهي ترجمة مضلّلة وفي غير محلها من وجهة نظري.
كل هذا ناهيك عن جريمة اختطاف الأطفال المنظّمة التي طفت على السطح منذ أكثر من عشر سنوات بعد أن كانت تُمارَس بصمت. جريمة سحب الأطفال تمارس الآن في وضح النهار وعلى عينك ياتاجر من قبل ما يسمّى بالـ "سوسيال" وهو هيئة لا تخضع لسلطة الدولة (بما يشبه سلطة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي كانت تنشط في المملكة قبل "انفتاحات وفتوحات" بن سلمان الشجاعة والناجحة). للأسف هذه الممارسات تنشط الآن وبقوّة في دول يصفونها بـ "الدول الراقية" تحت ذريعة حماية حقوق الطفل. السبب المعلن لسحب الأطفال عنوةً من ذويهم هو الاعتداء على حقوق الطفل من قبل أهله. أما الهدف غير المعلن فهو تلبية الطلب المتزايد على الأطفال من قبل المثليين والپيدوفيليّين إضافة إلى تأمين طلبات شراء أعضائهم الحيوية.
أحد برامجهم النشطة أيضاً هذه الأيام برنامج القضاء على الأبقار، تحت ذريعة دورها في إنتاج غاز الميتان وتلويث البيئة وفي الاحتباس الحراري. هم الآن جادّون في برنامج التخلص من لحوم البقر واستبدالها بلحوم الديدان وبعض أنواع الحشرات حيث قام أحد أتباعهم بشراء مساحات هائلة من الأراضي في كاليفورنا وغيرها لتنمية الديدان والحشرات والبعوض والصرا��ير ومن ثم تجفيفها وطحنها وخلطها بالطحين وبعض المنتجات الغذائية الأخرى وتوريدها إلى الأسواق العالمية. وقد تم مَطلِع العام 2023 البدء بتنفيذ قانون أكل الديدان والحشرات والصراصير في الاتحاد الأوروبي. توزيع الطحين المعزّز بالحشرات والديدان والصراصير على المخابز بدأ تنفيذه فعليّاً لكن بصورة غير إجبارية لمدة عدة أشهر بعدها سيتحول إلى الصورة الإجبارية.
هذه بعض معالم ما يسمّىٰ بالنظام العالمي الجديد، بينما يدعوه الناقدون بنظام التفاهة.
الأصوات التي تعلو ضدهم يُنسَب أصحابُها إلى ما يسمّىٰ بأتباع نظرية المؤامرة، و إنْ اشتدّت تلك الأصوات واقتربت من خطوطهم الحمراء يتم تصفيتها والقضاء عليها، وهناك شخصيات مرموقة تمت تصفيتها فعلياً في دول متعدّدة منها روسيا وأميركا.
لك أن تتخيل الآن لو قطعوا النت عن دولة ما فماذا سيحصل لتلك الدولة؟ ستصاب الدولة بالشلل التام وتحدث فوضى عارمة وتتوقف مصالح البشر. كل مؤسسات الدول أصبحت تحت رحمة الانترنت بدءاً من تقديم طلبات المعاملات وإنجازها مروراً بالتواصل والتخاطب بين مختلف المؤسسات. ستتوقف الدراسة بالجامعات لأنّ المحاضرات أصبحت من خلال الشاشات الذكية وستتوقف عمليات تسجيل وقبول الطلاب، ناهيك عمّا سيحصل للمستشفيات والعمليات الجراحية والبنوك والمطارات؟. كل هذا يمكن أن ينشلّ بكبسة زر واحدة.
الحديث ي��ول في هذا المجال لذا أكتفي بما كُتِبَ في المقال وأظن أنه كافٍ للإجابة عن السؤال↑.
WL. ✍️
~~~~~~~~~~
Tumblr media Tumblr media
Tumblr media
Tumblr media
4 notes · View notes
almanarah · 1 year ago
Text
كما تكونوا يُوَلَّىٰ عليكم
أم ثمة أسباب أخرى!!!
كثيراً ما يُطرح السؤال عن المكانة التي تحتلها دولنا على خارطة السياسة الدولية. هل لهذه الدول، فُرادىٰ أو مجتمعة، مكانة مؤثرة على المستوى الدولي تستحق التقدير؟
بغض النظر عن الاختلاف في تسميات أنظمة الحكم في دولنا من جمهوريات إلى ممالك إلى إمارات وسلطنة، هذه الأنظمة، وإن اختلفت في تكتيكاتها، هي متّفقة على استراتيجية واحدة هي استراتيجية امتلاك السلطة والتفرّد بها وعدم التنازل عنها بلا ثمن حتى لو كان الثمن هو القضاء على الشعب بأكمله.
تنطبق عليهم ��ماماً مقولة: "تعددت الألقاب والهدفُ واحدُ".
الفرد، بوصفه إنساناً له حقوق ولديه كبرياء وكرامة إنسانية ويفترض أن تكون راحته هي الهم الأول والأكبر، هو آخر ما يفكّر به الحاكم في معظم دولنا وخاصة الجمهورية، وإن حصل وفكّر بأفراد الشعب فإنه يفكر بهم من خلال ما يمكن أن يخدم مصالحه الخاصّة فقط.
مؤسسات الدولة تستمد شرعيتها من الحاكم لا من الشعب، لهذا همُّها الأساسي هو أن لا تحيد عن الخط الذي يرسمه لها الحاكم.
ما يُسمّىٰ بالسلطة التشريعية وظيفتها تشريع مايُرضي الحاكم. السلطة التنفيذية مهمتها تنفيذ طلبات وأوامر الحاكم. السلطة القضائية هدفها القضاء على مَن يُشتَبَه بعدم ولائه المطلق للحاكم. السلطة الرابعة وهي سلطة الإعلام وظيفتها التطبيل والتزمير للحاكم، فهي تسعى جاهدة من خلال كل مالديها من منابر إعلامية ودينية لتجعلَ من الحاكم حكيمَ عصره وباني مجدَ بلاده، تُسَبِّحُ بحمده ليل نهار وتُمنّنُ الشعبَ بعطاءاته ومكرُماته. صُوَرُ القائد الفذّ في دولنا وبالأخص في الجمهوريات تملأ المؤسسات والساحات والشوارع والأزقّة.
المصروفات الهائلة التي تُصرَف على حماية وخدمة كل حاكم والترويج لعبقريته تتجاوز مئات أضعاف مثيلاتها عند الدول المتقدمة. فِرَق عسكرية كاملة مخصّصة لحمايته من شعبه، فِرَق طبية كاملة مخصّصة لرعايته، طباخون، حلاقون، مزارعون، سيارات مصفّحة وسائقون لخدمته على مدار الساعة. المخابرات تملأ البلاد طولاً وعرضاً.
شعبنا تاريخياً يعشق المبالغة في مديح وتمجيد حاكمه والحاكم يسمع ويستمتع ولا يشبع.
هل يمكن أن تنهض وتتقدم دولة ينخرها الفساد وحاكمها يُمعِن في الاستبداد بينما شعبُها يعيش مسلوب الإرادة والحرية، يُساقُ كالقطيع أو العبيد، يُحرَم من حقوقه وتُهان كرامته؟.
هل مصادفةً جميع دولنا هي دول مستهلِكة لا تُنتِج حتى الورق والدبابيس والمسامير والملاعق وشفرات الحلاقة وعدسات النظارات.
بعض الجمهوريات ليست فقط غارقة في الفساد ومتفوّقة في الاستبداد بل هي تتعمّد إشغال شعبها بلقمة عيشه على مدار الساعة وحرمانه من سبل العيش الكريم بما في ذلك حرمانه من مياه الشرب والطاقة الكهربائية. لا أعتقد أن هناك أيّ مبرّر لعدم قدرة أي دولة على توفير الطاقة الكهربائية حتى لو تذرّعت حكومتها بأنها دولة فقيرة. لا يمكن تفسير ذلك سوى بأنه قرار متعمّد من رب العباد حاكم البلاد ليضيفَ عبئاً زائداً على كاهل الشعب وليُغرقَه في متاهات الظلام وعذابات تأمين لقمة العيش.
أعتقد أن كل دولة، أياً كانت ظروفها، قادرة وبمواردها المحلية والذاتية، على تأمين فرص العمل والعيش الكريم والتعليم المجاني والطاقة الكهربائية والخدمات العلاجية لكل أفراد شعبها. كل دولة لا تستطيع تأمين هذه الضروريات وكل دولة يفكر أبناء شعبها بالسفر إلى دول أخرى وتحمّل أعباء الإغتراب القاسية سواء لغرض تأمين سبل العيش الكريم أو هَرَباً من الاضطهاد الفكري أو الديني ينبغي تصنيفها على أنها دولة فاشلة بامتياز، وعلى الحاكم والحكومة الاعتذار للشعب عن فشلهم والتنحي جانباً تاركين المكان لذوي الأهلية والكفاءة.
الحضارات تُبنىٰ بعمل جماعي متواصل وليس بعمل فردي، تُبنىٰ بسواعد الجماهير وليس بسواعد الحكام. الوظيفة الأساسية للحاكم تنحصر على الصعيد الخارجي بمهمة إبرام الاتفاقيات وتنظيم علاقات الدولة مع الدول الأخرى وعلى الصعيد الداخلي بمراقبة عمل مؤسسات الدولة وبذل كافة الجهود التي تصب في خدمة الشعب و تنفيذ رغباته سعياً وراء راحته.
الإعلام في دولنا لا يتوقف عن الإشادة بقيادة بلده ووصفها بالقيادة الحكيمة والرشيدة والمُلهَمَة. إذا كانت قيادات دولنا حكيمة ورشيدة وملهَمَة إلى هذه الدرجة فلماذا لم تَقُد البلاد إلى التقدم! نحن لم نتقدّم لا في العلم ولا في الصناعة ولا في الإنتاج.
للإنصاف أود الإشارة إلى الفرق الكبير بين الدول ذات الأنظمة الجمهورية وبين دول الخليج. صحيح أن دول الخليج ليست في أحسن حال فهي لا تتبنّىٰ، ولو اسمياً، ما يسمى بالنظام "الديمقراطي" كنظام للحكم بل هي تمارس سياسة القمع في مجال حرية الكلمة ولا تقبل الرأي المخالف شأنها شأن بقية دُوَلِنا، كما أنه لا يمكن تصنيفها على أنها دول صناعية أو دول منتجة، لكنها على صعيد آخر تتفوق في إنجازاتها إلى حدّ كبير على جميع الدول ذات النظام الجمهوري. هنا أتحدث عن الإنجازات التي تقع تحت مسؤولية الدول تحديداً وليس الشعوب. فهذه الدول استطاعت أن تخطو خطوات متقدّمة نسبياً في بعض الصناعات الخفيفة وفي العمل على استكمال البنية التحتية والحكومة الإلكترونية لدرجة أنه تم إلى حدّ ملحوظ تأمين سبل الراحة ووسائل العيش الكريم لأفراد شعبها وللمقيمين على أراضيها. دول الخليج حقّقت نجاحات وإنجازات واسعة في مجالات متعددة. شبكات الطرق والمترو والمواصلات والاتصالات والمطارات المريحة والمستشفيات ومؤسسات التعليم والجامعات المنتشرة والمزودة بكل سبل الراحة، العملة المحلية المستقرة والاقتصاد القوي المتماسك وغياب السوق السوداء والرشوة، كل هذا لمستُه بنفسي عندما كنت أعمل في جامعة الملك سعود في مدينة الرياض في السعودية. الماء والكهرباء والانترنت على مدار الساعة. لم أشاهد داخل المدن مظاهر الاستفزاز التي اعتدنا رؤيتها في بعض دول الجمهوريات، فحركة المرور منظّمة تلقائياً، شرطة المرور ورجال الأمن والمخابرات لاتراهم على مدار العام، لا ترى بيوتاً تحرسها رجال أمن ولا ترى فروعَ أمن ولا أرصفة مشغولة برجال أمن متفرّغة لحراستها من أفراد الشعب، إذ أن وجود أفرع أمنية في المدن محاطة برجال أمن مسلحين هو أمر فيه استفزاز واضح للمجتمع برمّته ودليل على عدم توفّر الأمن والأمان فضلاً عن أنه يثير الرعب والخوف في النفوس.
لا أعتقد بأن الاستقرار النسبي وتأمين سبل الراحة الذي تحقق في دول الخليج سببه الثروة النفطية فقط. الدول الأخرى لديها ثروات وطنية تكاد تعادل ثروة النفط. نتحدث عن الثروة الزراعية والسمكية والمائية والسياحية والمعادن والقمح والغاز وغير ذلك. الأهم من كل هذه الثروات هو توفر الإرادة الحقيقية لدى الحاكم.
مع هذا وذاك التصفيق للحاكم المتشبث بكرسي السلطة والرقص على أوهام مَكرُماته وعَطاءاته لا يمكن تقبّله ولا تبريره لأي سبب من الأسباب. الذلّ والمهانة والتحقير المتعمَّد الذي تمارسه السلطة عبر أدواتها المتعدّدة ضد أفراد شعبها أمر لا يمكن التعايش معه لأنه يمسّ بالكرامة الإنسانية التي فُطِرَ عليها الإنسان وتم التأكيد عليها بآيات وردت في الكتب السماوية منها مثلا "ولقد كرَّمْنا بني آدم".
هناك من يستسلم بسهولة لهذه الممارسات وهناك من يقاومها بلسانه وهناك من يقاومها بقلمه وهناك من يقاومها بقلبه وهذا أضعف الإيمان.
يبدو أن هذه المقاومات "الناعمة" لا تُغني ولا تُسمِن، فبقيت جمهورياتُنا بلا تقدم وبقيت شعوبُنا بلا كلمة.
ويبقى السؤال مطروحاً:
أين تكمن العلّة؟ هل في إرادة الحاكم أم في إرادة الشعب؟ أو إذا شئت هل في شدّة بطش الحاكم أم في شدّة خنوع الشعب؟
يا ترى هل قدّم المتنبي الإجابة على هذا السؤال عندما قال:
"مَن يَهُن يَسهُلُ الهَوانُ عليه"
أم قدّمها اليازجي عندما أنشد:
كَم تُظلمون وَلَستُم تَشتَكون وَكَم تُستَغضَبونَ فَلا يَبدو لَكُم غَضَبُ
ألِفتُم الهون حَتّى صارَ عِندَكُمُ
طَبعاً وَبَعضُ طِباعِ المَرءِ مُكتَسَبُ،
أم قدّمتها المقولةُ المأثورة: "كما تكونوا يولّىٰ عليكم".
ما رأيك أنت: هل فعلا استهان الشعب بقدراته فاستهان به الحاكم!
أم ثمة سبب آخر!!!
WL. ✍️
~~~~~~~~~~~~~~~~~
رغم المبالغات في بعض مواضع المقال والاعتدال في مواضع أخرى أتمنى أن يكون القارئ الكريم التقط الفكرة المرجوّة.
كما أتمنى أن لا يخطر ببال أحد أن هذا المقال يضمرُ التشفّي بطرف ما. نحن أوّل المحبين لبلادنا وأوّل الحريصين على أن تحتل بلادُنا مكانة مرموقة وسط هذا العالم.
=================
#الشعب #الحاكم
4 notes · View notes
almanarah · 2 years ago
Text
الوطن والوطنية
��ع أن فخري البارودي استخدَمَ كلمة وطن عندما أنشدَ
"بلادُ العُرْبِ أوطاني ... "
لكن، أعتقد، من غير المعروف متى دخلت هذه الكلمة إلى اللغة العربية فهي لم ترد لا في الكتاب المقدّس ولا في المعلّقات ولا في القرآن ولا في السنّة ولا في الشعر الأموي ولا العباسي.
كلمة وطن، التي تحمل معانٍ سامية وتُشعرنا بالدفئ والحنان والأمان، بات من الأفضل الآن الابتعاد عن استخدامها بعد أن تمَّ، وللأسف، تحريف معناها الحقيقي ليكتسبَ أبعاداً مزيّفة وأحياناً مُغرِضة.
يمكن استخدام كلمة بلد أو بلاد أو أرض أو ديار كبديل عن كلمة وطن.
حتّى في اللغات الأجنبية لا توجد كلمة وطن ولا وطنيّة. كلمة هومْلاند مثلاً، المركّبة من كلمتين، تُترجَم على أنها وطن بينما هي البلد الأم. وكلمة سيتيزن التي تترجم على أنها مواطن لا تمتّ لغوياً بأيّ صلة إلى كلمة هوملاند.
أدركَ الحكّام الذين تولّوا مقاليدَ الحكم بعد الاستقلال أنّ مفهوم الوطن والوطنية (ومثلُها القومية والعروبية) هو الأقرب إلى قلوب وأحاسيس الجماهير فقرّروا الترويج له بشكل مكثّف عبر وسائل الإعلام ودغدغة مشاعر العباد لكي يكون بديلا جامعاً عن الانتماءات العقائدية السائدة من جهة، ومن جهة أخرى ليَسهُل بـِ إسمه تعبئة وتجييش هذه العباد لغرض ابتزازها عند الحاجة.
بغية المحافظة على هذه "العقيدة الوطنية" الجديدة دأبوا على إحاطتها بالقدسية كقولهم "حُبّ الوطن من الإيمان"، وأسَّسوا الرايات والأناشيد "الوطنية" وتم إدراج مادّة دراسيّة تحت مسمّىٰ "التربية الوطنية" في المناهج المدرسية لبعض الدول. عبر هذه المناهج الدراسية والإعلام الموجَّه تمكّن الحاكم من أن يُنَمّي ويكر��س في وجدان أفراد المجتمع هالة تقديس الوطن على قاعدة أن يكون الولاء للوطن، وحده لا شريك له.
على صعيد آخر، معتمداً مبدأ الترهيب، نجح الحاكم ببسط سيطرته الأمنية التامة على العباد وعلى مقدّرات وثروات البلاد لدرجة أنه بدلاً من أن يكون الحاكم هو رمز الوطن أصبح الحاكم هو الوطن، وبالتالي ترخص في سبيله الأنفس والممتلكات العامّة والخاصّة.
بعد نجاح ما يمكن تسميته بعملية "غسيل أدمغة جماهير الشعب" تحوّل الوطن إلى مفهوم ايديولوجي وصارَ أشبه بِوَثنٍ يعبده الناس، يدفعون له ويدافعون عنه، يضحّون ويموتون من أجله ثم لا يتم دفنهم مالم يَدفع ذويهم ثمن ردمهم تحت ترابه.
وسط هذه الأجواء سرعان ما تحوّلت كلمة وطن وملحقاتها إلى أداة سهلة بيد لاعبي السياسة والمتاجرين بها لتحقيق مكاسب سياسية ومادية ولتوجيه التُهم لكل من يرفرف خارج السرب، بينما استخدمتها أطرافٌ أخرى للهروب من السياسة بغية تفادي التُهم أو التبعات الأمنية الخطيرة، إذ يمكن أن يُزَجَّ المرءُ بالسجن بتهمة اللاوطنية لمجرد إبداء رأيه في قضيّة تخصّ بلاده وقس على ذلك.
لهذه الأسباب أعتقد أن الكلمات والمصطلحات التي تُستخدَم في المناورات السياسية كأداة للمزايدات الفكرية وتُستغَلُّ لمآرب شخصية وأحياناً انتقامية ومنها كلمة الوطن أو الوطنية وأشباهها كاليسار واليسارية أو اليمين واليمينية، من الأفضل أن تبقى بعيدة ما أمكن عن التداول كي لا يتم استغلالها في الخطاب السياسي ومن الأفضل أيضاً أن لا تُحشَر في الخطاب الديني وخاصة عند الدعاء إلى الحاكم كما سمعنا من بعض "مشايخ العصر"، "الوطنيين".
WL. ✍️
~~~~~~~~~~~~~~~
كلمة الوطن بحسب المعجم الوسيط تعني:
مكانُ إِقامةِ الإِنسان وَمقَرُّه، وإليه انتماؤه، سواء وُلد به أَم لم يولد.
وتعني أيضاً: مَرْبِضُ البقر والغنم الذي تأْوِي إِليه.
في القاموس المحيط:
الوَطَنُ: مَنْزِلُ الإِقامَةِ، ومَرْبَطُ البَقَرِ.
==================
#الوطن #الوطنية
5 notes · View notes
almanarah · 2 years ago
Text
دمشق
صَدَقَ شوقي حين قال "عزُّ الشرق أوَّلُه دمشق"، وصدق القباني حين قال "الدهرُ يبدأ من دمشق ...".
نزار قباني ينشدُ بـِ اسم كل من يعشق دمشق. مَن ممكن أن يتعرّفَ على دمشق ولا يعشقها!
عندما تتحدث عن دمشق فأنت تتحدث عن أقدم العواصم، تتحدث عن العراقة والتاريخ والفن والثقافة والأصالة ومهد الحضارات..
وعندما تتحدث عن أهلِ دمشق فأنت تتحدث عن القيم والأخلاق الرفيعة.
عندما تنظرُ إلى دمشق عن بعد، من قاسيون مثلاً، تراها تحفةً فنية رائعة، وعندما تعيشُ فيها عن قرب تعشقُها بكل معنى الكلمة.
دمشق لها جسم وروح. جسمها هو أحياؤها وحاراتها وأزقّتها وأسواقها، هو البزورية والحميدية وباب توما والميدان والمناخلية والربوة والمزّة والمهاجرين والصالحية والشعلان وقاسيون الذي يحتضن بعض أحيائها ويشرف على أحيائها الأخرى. روح دمشق هُم أهلُها، هُم أهلُها الدمشقيون (وليس المُتدَمْشِقون)، منهم قبّاني والعظمة والشهبندر والنقشبندي ومنهم أيضاً بكداش وبوز الجدي وأبو شاكر ومهنّا وغيرهم.
روح دمشق هي أصوات الباعة وهم يطلقون صيحاتهم المميَّزة ذات الألحان الموسيقية الجميلة: أَصَبيع البُبُّو يا خيار، ريّانة حمرا هَلْبَنَدورة، لا تشَلِّحها بتشلح لحالها هالدرّائِن، عالمكْسَر يا بطّيخ،...
روح دمشق هم عصافيرُها وهي تطير وتزقزق فوق أشجارها، هم ستيتيّاتها الهادئة والمُحِبّة لشرفات منازلها، هم حمائمها المسالمة وقططها المدلّلة.
أما رائحة دمشق وعطرها فهو الياسمين الدمشقي ووردها الجوري.
أهلُ دمشق بمهاراتهم وحرفيتهم هم من أكسَبها تلك الجمالية الفريدة. هم برعوا بتشكيل حاراتها وأزقّتها وأسواقها التجارية وبيوتها ذات الطابع المعماري الفريد، وبرعوا ببناء دور العبادة. المحراب في بعض المساجد تحفة فنية رائعة تنطق وتبهر بجمالها. الفضل في ذلك يعود لأهل دمشق ومن بينهم أحد أبرز مصمّمي فن الزخرفة والفسيفساء بأياديه البارعة في التصميم وفن النحت والرصف. إنه الدمشقيُ الأصيل جدّي أبو محمد رحمه الله. عندما كنا صغاراً كنا نراه جالساً يرسم ويخطّط ويقيس ويقوم بعمليات حسابية وتخطيط رسومات هندسية فائقة الدقة ثم ينحت الأحجار الصغيرة ويرصفها بكل صمت وصبر ومهارة و اتقان. وقتها لم نكن ندرك أن عمله هذا سيتوَّج بلوحة فنية فسيفسائية في غاية الروعة والجمال.
كل هذا غيضٌ من فَيْضِ ما تتميّزُ به دمشق وأهل دمشق، وهذا ما دفع شوقي ليبدعَ في وصف دمشق عندما أنشدَ قائلاً: "آمَنتُ بالله واستثنيتُ جنَّتَه دمشقُ روحٌ وجنّاتٌ وريحانُ".
WL. ✍️
8/12/2023
Tumblr media Tumblr media
7 notes · View notes