Text
(بلاستيك ...!)
البلاستيك هي مادة عضوية صناعية أو شبه صناعية، تتميز بالمطواعية والمرونة. هي كلمة يونانية إغريقية الأصل يُعنى بها كل ماهو سهل التشكُل؛ اُستخدمت منذ اكتشافها في أواسط القرن التاسع عشر كبدائل للعديد من المواد الصلبة والمعادن للتوفير الإقتصادي في المقام الأول. هي كلمة هذا الزمان، ليست فقط في المواد المستخدمة لقضاء حاجيات المرء المعاصر اليومية الحياتية، بل بشكل آخر حتى في التفاصيل الخُلقية. هي غلاف تحفظ وتجمل الخارج ولاتكترث بذلك القدر لما في المكنون والداخل. تجد الشخص مهتم بشكل مبالغ فيه وتعسفي للمظهر الخارجي متناسيا ً لإصلاح ماهو مبطن ولأخلاقياته، قد تُأخذ بحمل (الله من يُحاسب خلقه، وخليك في حالك). تجد الطبيب في مظهره متجمل بذلك الرداء الأبيض متقاعصا ً لآداء واجباته، وموظف البنك في قمة أناقته وفي تعامله مع العملاء يفاضل وينافق من أجل كسب المصالح والنفعيات. لا بل ربما تجد كُتاب عدل ٍ وقُضاة في مظهر رزين وفي تطبيقهم للأحكام تجد المناصب والأنساب هي الحكم، وغيرها الكثير وببعضها فقط أُنير!
قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يٰبُنَىَّ لاَ تُشْرِكْ بِٱللَّهِ إِنَّ ٱلشّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ* وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَـٰنَ بِوٰلِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِى عَامَيْنِ أَنِ ٱشْكُرْ لِى وَلِوٰلِدَيْكَ إِلَىَّ ٱلْمَصِيرُ* وَإِن جَـٰهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِى مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَـٰحِبْهُمَا فِى ٱلدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَٱتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَىَّ ثُمَّ إِلَىَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ* يٰبُنَىَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِى صَخْرَةٍ أَوْ فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ أَوْ فِى ٱلأرْضِ يَأْتِ بِهَا ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ* يٰبُنَىَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأْمُرْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱنْهَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلاْمُورِ* وَلاَ تُصَعّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِى ٱلأرْضِ مَرَحًا إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ (سورة لقمان: 13- 18)، وفي الحديث الشريف عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: “ما نحل والدٌ ولدًا أفضل من خلق حسن”.
ربما هي ليست الحالة العامة، بل حالات خاصة ماهي إلا نتاج رخص المادة والجوهر (البلاستيك). فلما نحن لا نلتفت لتلك القشور ونرتق ِ بأنفسنا بالجوهر والخُلُق في إتباع ماهو عزنا قرآننا وسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم ونهتم باللباب المفيد المُسمٍن، فلنكن معادن قيمة الداخل لابلاستيكيات مكافئة في الشكل للمعدن وعديمة النفع في المكمن. لنُعير أخلاقياتنا جل الإهتمام والرعاية ونبتعد عن الشقاق والطبقية والبلاستيكية، فبقرآننا وإتباع من جاءنا ليتمم مكارم أخلاقنا-عليه الصلوات والتسليم- نرتق ونعلو.
و قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ولا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوابِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) (سورة الحجرات: 11).
اجتهاد /
محمد عبدالله بارضوان
0 notes
Text
(جمْع مؤنَّث سالم)
ماهي الحياة إلا جموع، تتكافل فيها الأعضاء للوجود. جمع تكسير ٍ هو أم مذكر ٌ سالم ٌ، المهم تجاهل مؤنثاتِها. لك ِ أنت ِ وأنت ِ (الكسور) … منصوبة ٌ أم مجرورة ٌ كلها أصبحت سيان، فكلتا الحالتين معلومة ٌ بـ ِ ( الكسرة الظاهرة على آخره).
تُسلب حقوقك ِ سواءا ً كانت رغبة ً دراسية ً أو حتى ارتباطية ً زواجية ً (كسرا ً) للشخصية وتحفُظا ً للملكِية الذكورية. ممنوعة ٌ أنت ِ من الإختيارات ِ، من المشورات ِ، من أحقية ِ القول والمرئيات ِ. كل ماعليك ِ هو الرضوخ والتسليم لعبارة ِ ( هذا نصيبي وقدري وأنا مكسورة الجناح) و( إنَ الفتياتِ ناقصاتُ عقل ٍ ودين ٍبالمطلق العام ). عُممت لهدم الهوية والرأي، تبعا ً للحركة الإعرابية لجموع المؤنث السالم المستثناة في النصب والجر بـِ (الكسر).
مضمومة ٌ أنت ِ، بل مرفوعة ٌ، شامخة ٌ عالية ٌ كناطحة ِ سحاب. لاتخاف ِ! فمن حقك ِ التعبير والتصويت والإختيار، فلا تضعي نفسك ِمنصوبة ً أو مجرورة ً بل كوني فاعلا ً مرفوعة ً للعلاء.
اجتهاد/ محمد بارضوان
2 notes
·
View notes