bashar-kassab-blog

[bashar-kassab-blog]

يتمنى أن يراها ولو لثانية في اللقاء الأول، ويعبأ رائحة البدايات تلك في عبوة صغيرة يتعطر بها كل صباح.

يتمنى أن يقدر ولو لمرة أن يدخل ذلك الرأس، ويعرف أمنياته عند الخلوة، وإغماض العينين عند نفخ شمع كعكة عيد ميلادهها

أن يعرف الحديث الدائر بينها وبين الأقرب على الإطلاق منها، ماذا يمكن أن يعينها تماما في هدية تافهة رخيصة لكن تأتيها قبل يوم من عيد ميلادها.

أن يعرف الفكرة الأولى التي تخطر على ذهنها عند الاستيقاظ من النوم.

أن يخمن عدد الدقائق التي يمكن أن تبقى متذكرة لموقف معين لامس قلبها، أو حلما بسيطا في منامها

وبنفس الطريقة التي لديه في مخيلته مشهد عن الصدفة الأولى بينهما، يتمنى أن يرى خاصتها عنه، أو حتى على الأقل كيف تبدو ملامحها عندما تتذكر ذلك.

أن يسمع دقات قلبها عندما يأتي من ��عيد، يسمع حديثها الداخلي وقتها، ماذا تقول؟ أم تكتفي ضربات قلبها بخنق كل الكلام الذي يريد أن يقال.

ألا تقطع تحديقه فيها عين باحثة أو وشاية عرف

أن يشعر بش��ور البدايات مرة أخرى، وبرائحتها وغباء أحاديثها ورغبة القلب البريئة فيها بمعرفة كل تفصيل

أن يفهم ما الفكرة التي تخطر على بالها عندما تسمع صوته، والشعور الذي يعيشه قلبها عندما تراه بعد مغيب أو عتاب

أن يسمع أقصى مشاكلها وهمومها ثم ألا يعنيه شيء من ذلك سوى أنها قد حدثت لها، وأيضا أقصى أحلامها وأمنياتها ثم ألا يعنيه شيء سوى أنها قد حدثت لها

أن يمر طريق عودته للمنزل كل يوم من أمام منزلها، فيطمئن وينأس عمدما يرى نورا في غرفة افترض أنها غرفتها

أن تؤنسه أفكار غبية أو غريبة

أن يرى الأمر بينهما كفلم تماما، مشهد هنا ومشهد هنالك، كأنها معركة حب، وكيف يمكن أن يهزم الاثنين أمامه

أن يرد إليه ذلك الشعور أنه لا يخاف من التعلق أكثر، وأن ما من شي قد يحدث لتلك القصة سيمنعها من أن تكتمل

أن يبدو المشهد بطيئا كفاية كي يسجل بكل تفصيل.

أن يخبرها بآخر حماقاته، وأن تدعي أنها معنية بسماعها

أن تصير أفكار ما قبل النوم أقصوصات حياته،

أن تفسر كل مواقف التجاهل بسبب الحب" الزائد" ورغبة كل منهما للجعل اكتمال القصة

ألا تكون الأمنيات أمنيات، ولا الواقع بواقع، أن يملك القلب الفرصة ولو لمرة أن يخط القدر.