daliaelsaid

[daliaelsaid]

هل جربت أن تعيش شعورًا ما، دون أن تعرف اسمه؟

في زمن ما، كان ينتابني شعورًا بالرغبة في البكاء، مع اجترار ذكريات وأحداث لي ولغيري.. هكذا فجأة يجتمع الدمع في مقلتيّ لا أعلم له سببًا في وقت مباغت.. ثم ذكريات وماضٍ وأحزان

قرأت فيما بعد أن ذاك هو "الشجن"، لا أعلم إن كان صحيحًا أم لا

[daliaelsaid]

كانت الكلمات على أطراف لساني، ثم فجأة ابتلعها كدواء مُرّ. في كل مرة تتدفق الكلمات في فمي لكنها تتوقف، ولا أقوَ على النطق بها، بعض الأشياء لا تتغير.. ما زلت رغم كل جهدي أشبه نفسًا قديمًا تطاردني وأطاردها لا أعلم حبًا ذاك أم تكفير ذنب!

[daliaelsaid]

لطالما ترافقت الدموع والضحكات، الصرخات وابتسامات الفرح، الوداع واللقاء، جلسات العزاء والرقصات، يسير الألم إلى جانب الراحة فالحياة تحمل في طياتها كل نقيض!

[daliaelsaid]

أنا مؤمنة.. لكنني عاصية

في قلبي إيمان بقدرة الله وعظمته، بذاك النور الذي يُضيء حياتي بعد ظلمات متكررة، بهداية ربي حين تشتد عليّ الأزمات، ورحمة خالقي بعدما ينبذني الجميع من البشر..

لكنني عاصية، خاطئة، تلطخني الخطايا والعثرات والسيئات، اخجل من نفسي، استمر في الخطأ.. ثم أعود إلى ربي عله يقبلني.. صِرت أجهل كيف كانت الحياة هادئة؟ أي طريق سأسلك في مستقبلي؟ هل يقبل الله توبتي رغم استمرار الخطأ؟ أليس الله رحيم بعباده.. يطلب منهم التوبة مرات ومرات حتى تصدق، فهل أصدق؟

أنا مؤمنة تتخبط في دروب الحياة، تخشى أن يجيء يومًا يفارقها الإيمان وتنغمس في طرقات الكِبر والإنكار.

[daliaelsaid]

اليوم أنا محطمة

كنت أظن أنني تخليت عن شعوري القوي نحوه، أصبحت أتوقع منه أي شيء، لم أعد أحس بذاك الجرح عميقًا في روحي، لكنني عدت معه مجددًا لنقطة الصفر.. لا كلام.. لا تفسيرات.. لا أخبار.. لا اهتمام.. لا رد.. في داخلي صرخات طويلة.. بكاء لا ينتهي.. لا أفهم لمَ يمنحني كل شيء ثم فجأة يسلب مني كل ما مُنِحت.

كم أتمنى انتزاع قلبي من جسدي، وأن تتوقف مشاعري للأبد.. يكفيني ما عانيت من جراء المحبة والغرام

[daliaelsaid]

أرهقتني الكتابة.. وأشعر بأنني انتهي ببطء وقريبًا أُعلن جنازة قلمي وكلماتي

[daliaelsaid]

لم يعد لدي الخيار في أي شيء

كل ما حولي يطبق فوق صدري

اتجه مجبرة إلى طرق لم اخترها

هذه حياة لم ليس لي أي يد فيها

أصبحت أشاهد من بعيد ما يجري في حياتي، عاجزة عن تغيير ما ينقضي فيه عمري

[daliaelsaid]

هذه الكلمات

التي تقف على أطراف اللسان

لكنها تأبى أن تُقال

تظل حتى النهاية مُعلقة في حنجرتك

تتلاشى معك حين تذهب بعيدًا

وتبقيك ما دمت حيًا

في تساؤل وشك.. وارتياب

[daliaelsaid]

تتقلص الأشياء التي تثير حماستي في الحياة

يوم بعد يوم صار الاستيقاظ ثقيلًا

أفقد قدرتي على كل ما أحب

تغادرني طباعًا كنت استحسنها في نفسي

تتراجع رغبتي في العيش

ولم أعد أرى أي لون في كل ما حولي

في البداية اندهشت.. ثم أصابني الخوف، وبعدها قاومت لكنني الآن استسلم بلا نزال

[daliaelsaid]

هذا الخوف في داخلي.. لم أعد أعلم كيف بدأ، ولا متى تنتهي أيامه؟

[daliaelsaid]

يتداعى عالمي، وكل ما في نفسي من أحلام تتبخر

أنا أقف كمتفرج لا يقوى إلا على المشاهدة بلا أي حراك!

[daliaelsaid]

لكنك في النهاية ستُدرك، ربما بأصعب الطرق، أن الوقت ينقضي وأنت تنتظر والعطاء الذي بذلته قد يذهب بلا جدوى والآمال التي تمسكت بها تتطاير كالبخار، والألم كان حِملك وحدك، وذاك البكاء المتكرر لن يصنع نهرًا تغترف منه. مُجبرًا ستكمل الطريق محاولًا، لإن هذا ما اعتدت عليه ولا تملك غيره!

[daliaelsaid]

أحيانًا أتساءل في نفسي هل يمكنني أن أكون أمًا جيدة يومًا ما؟ أفني كل ذاتي لأجل أطفالي، أُضحي كثيرًا وأتألم أكثر لأجلهم. أتظاهر في بعض اللحظات بالقوة لإنني ملاذهم في لحظات الضعف، وأواجه العالم في سبيلهم. أنسى كثيرًا عن نفسي، لأنهم في المقدمة، أذكرهم في صلواتي ودعائي قبل اسمي.. أتحامل على ذاتي المتعبة لإنهم يحتاجون إلي، وأعيش بذاك القلق الدائم عليهم من أقدار الحياة. أكرر السؤال باستمرار ولا أجد جوابًا، وأحيانًا اسمع صوتًا خفيضًا يقول لي إنكِ ربما تفلحين في ذات يوم!

[daliaelsaid]

كلما أمسكت حلمي تلاشى في الهواء

أراه أمامي محلقًا بين السحاب

أطالعه.. كسجين يراقب الأحرار

يمرون بين ناظريه باستمرار

وتلك القضبان تمنعه الانضمام

لم يُكتب لي يومًا الانتصار

وصرت أنسى منذ متى

احتجبت أحلامي وراء الضباب

[daliaelsaid]

الرابع والعشرين من يناير، السنة الخامسة والعشرين بعد الألفية الثانية.

يذكرني الموقع بمرور أحد عشرة عامًا على وجودي هنا، جئت راغبة في متنفس؛ تسجيل لحظات، ممارسة التمرد أحيانًا والبوح بما قد يهلكني أحيانًا أخرى، وإرسال رسائل بلا وجهة مرات ومرات..

اليوم أتم ثلاثين عامًا! الفتاة الصغيرة التي أرادت أن تكتب فقط، تشارك آخرين لا تعرفهم إلا ببضع تعليقات أو إعجابات تبعث في قلبها السرور، أفكارًا تراودها، فصار المكان ملجأي حين يضيق بي الكلام ومحادثات الواقع.

الفتاة التي كانت على بعد خطوة من العشرين، أصبحت في العقد الثالث، امرأة تحاول رغم ضبابية كل ما حولها، تقترب من تجارب جديدة رغم مخاوفها، تعانق العالم وترفضه في الآن ذاته، تترقب شيء لا تعلمه، وتمضي للأمام بأقدام مرتعشة لكنها مُصرة.

ثلاثون عامًا! ياله من رقم كنت أحلم بحياة غير حياتي الآن حين كان يمر في خيالي وأنا فتاة صغيرة، ويا لها من امرأة أصبحت عليها، أفخر بها رغم الخوف والقلق والاخطاء العديدة.

اليوم كان جميلًا، بكيت نعم، كعادتي دائمًا، لكنني في داخلي أحاول جاهدة أن أترك للأمل منفذُا دقيقًا في روحي ينيرها رغم ما يعتريني من ضيق و يأس، فربما كان القادم يحمل في داخله معنى يجعلني أكثر إيمانًا بجدوى الحياة.

[daliaelsaid]

كم كنت حمقاء في خيالاتي! نسجت قصصًا لم يكن لها يومًا أي أساس، رأيت نفسي في مواضع ليست لي ولن تكون، طاردت أمنيات ليست إلا سراب التائم في صحراء بعيدة. في أحد الأيام استيقظت من الخيالات البلهاء، علمت أن الأيام تمضي أمامي مسرعة، وأنا وحدي من عليه أن يركض بكل جهد للحاق بها!

[daliaelsaid]

"هذا هو عالمك الخارجي.. عبارة عن غابة تزخر بالوحوش. إنني لا أفهم الناس وأخاف منهم، إن رؤيتهم ترعبني، فأنا لا أعرف لأي هدف نبيل يتعذبون؟ ولأي سبب يعيشون!"

القفص، ماريو فراتي