emilly9977

[emilly9977]

valentino | spring 2015 (ph: gianni pucci / indigitalimages.com

[emilly9977]

ألفة مزعجة تحيط بي أثناء المشي في شوارع مدينتي.

هل أدرك طبيب الصيدلية المجاورة قسمات وجهي؟

أبدّلها إذن.

هل تتذكر اسمي الفتاة الهادئة التي تبادلنا مساء أمس حديث عابر على باب المقهى؟

أظنني في حاجة للبحث عن وجهة جديدة الآن.

ابتسامات ودودة،

وتحايّا هنا وهناك،

أحيانًا أكتفي برفع أحد حاجبيّ الغِلاظ،

وأحيان، كثيرة، أدعي الشرود.

"ترابيزتك فاضية يا فندم"

هذا ما كان ينقصني، يدرك النادل الآن أنني موجودة

وأن لي تفضيلات،

وأنها سوداء بدون سكر،

مع زجاجة مياه صغيرة لتسع حجم قبضة يديَّ عندما أهمُّ بالرحيل

وأني، غالبًا، سأوقفه إذا ما حاول دفع القطط بعيدًا عني

وأني، دائمًا..

أفضل الجلوس، وحيدة، حذاء البحر.

[emilly9977]

من للأليف الوفير الاعتيادي، إذا انطلقنا جميعا لمطاردة المراوغ الاستثنائي النادر، والاحتفاء بفرادته المخادعة؟

من للجمال الذاوي، يبادله إيماءته الأخيرة، ويشكره على تجسده العابر، ويحتفي به لذاته، لحاضره المستكين الخافت، لا لماضيه الصاخب البراق؟

من لنا حين ندرك أخيرًا، أننا لسنا استثناء؟

[emilly9977]

"مساء هادىء"

أجلس تحت شرفة حجرتي،

أراقب السماء تتحرك ببطء ودِعّة من أعلى.

مشهد رومانسي، خصوصًا إذا ما بدأت بعض الحمامات والنوارس واليمام،

في قطع الكادر،

بحركات خاطفة،

سريعة ورشيقة.

يبدأ مفعول الدواء في التسرب إليَّ،

أشعر بمستويات الصداع وهي تأخذ في التراجع.

أمتن لوجود الطب والأطباء والأبحاث والتصنيع الدوائي وعلب الكارتون والتغليف البلاستيكي والصيدليات وهيئات النقل والطرق وعربات التوزيع وكل من تسبب في وصول هذه الحبات الصغيرة ليديَّ.

أنظر مجددًا للسماء،

تبدأ السحابة البيضاء -التي راقبتها لمدة تقرب من الساعة-

في التفكك والتمزق،

أنظر مجددًا. تختفي.

مثلي.

لا أعرف كيف يجرؤ الأشخاص.. السحب أقصد..

على الاختفاء هكذا،

بدون مقدمات،

بعد مؤشرات طويلة،

بالبقاء.

[emilly9977]

طلبت من الجارسون أكثر بقعة مشمسة يمكن الحصول عليها في المكان ونفذ لي طلبي، شكرته. المناخ معتدل. برد شتوي يمكن احتماله وشمس دافئة حنونه تبسط أشعتها عليَّ فتسترخي عضلات وجهي الممتعضة منذ بضعة شهور. أرتدي ملابس مثالية لا تشعرني بثِقل حملها وفي نفس الوقت لا تجعلني فريسة للبرد الشديد الذي لم أكن قط من واحدة من معجباته. السماء صافية والألوان بديعة. لطالما كرهت باليتة ألوان الشتاء الرمادية وانعاكسها على مزاجي وحالتي الذهنية.

أدون الآن مشاعري بنية العودة لها في الأوقات السيئة التي توهمني أنها سوف تستمر للأبد. لا شيء يستمر للأبد، ولا حتى الصفاء والراحة والخفة التي أشعر بهم الآن. كل شيء يزول. وذلك لا يدعو للرثاء أو الحزن بالضرورة.

[emilly9977]

Hans-Peter Feldmann, 1968

[emilly9977]

[emilly9977]

[emilly9977]

[emilly9977]

[emilly9977]

هناك نوع معين من التواضع الزائف أتعرّف عليه بشكل متأخر نسبيا، وعندما أميّزه أصاب بالقرف الشديد.

تواضع لا ينبع من الإعتقاد بفكرة إن البشر جميهم جديرون بالأحترام بغض النظر عن مستواهم الفكري أو موقعهم على السلم الإجتماعي أو قدارتهم الشرائية أو أي سبب كان. هو تواضع مزيف، مدّعي، قشرّي. تجد صاحبه يبالغ في إظهار الورد والمحبه وإفتراض تساوي الرؤوس إعتقاد منه إن هذه المغالاة ستنجح في إخفاء إحتقاره العميق وشفقته البادية على الشخص الذي يعلم هو جيدا أنه أدني منه. ولن يقدر حتى على رد هذا الوّد المدّعى بمثله.

[emilly9977]

قد يكون مفيدًا لنا حين أن نغضب ممن نحب، أن نفكر قليلًا في أن نفس الصفات التي نحبهم من أجلها، هي غالبًأ منبع ما يغضبنا منهم،  ليس التي الصفات أحببناهم من أجلها، بل تحديدا التي نحبهم ��لآن وهنا من أجلها. نفس التكوين النفسي الذين يدفعهم لما نحب هو ما يدفعهم لما ننتقده، الصديق الذي يعجبنا تفاؤله، نفس هذا التفاؤل هو ما سيجعله متأخرًا دومًا عن مواعيده، الصديقة التي سحرتنا أريحيتها حين التقينا بها اول مرة، نفس الأريحية ستحيطها كثيرًا بالأوغاد، الكاتب الذي يلهمنا تفرد أفكاره، سيتبني في بعض الأوقات افكار حمقاء تمامًا، زميل العمل الذي يحمل عنا كثيرًا من الأعباء، سنجده أيضًا ضاغطًا علينا لإنهاء واجباتنا، والشريكة التي غامرت بقبولنا رغم ظروفنا السيئة، سترتكب الكثير من المغامرات الأخرى التي ستفقدنا أعصابنا، وصديقنا الذي يتفهم كل أخطاؤنا الكبرى، سنجده يتفهم أخطاء الآخرين التي لا يمكننا تفهمها، ليس الأمر هنا فقط أن كل شخص له ميزاته وعيوبه، بل أن ميزاته وعيوبه كثيرًا ما تكون هي نفس الشئ، فقط تختلف نظرتنا لها، حين نجعل من راحتنا الداخلية معيارًا لها، وعلى الأقل، نحن ندين لمن نحبهم، بألا نجعلهم اسرانا، ولأنه، وبجانب كل الحديث عن الخطأ النرجسي في ذلك، نحن أيضًا، سنتوقف عن حبهم، حين يرضخون لهذا الأسر.

[emilly9977]

A street. Evening., 1910, Martiros Sarian

Medium: cardboard,tempera

[emilly9977]

It's all about perspective.

[emilly9977]

تمايل جسد جميل أمامي، ولي

ابتسمت أشباح بعيدة، لاقترابي

ولسنوات كافية لبناء اعتداد متماسك، بدا عقلي أذكى من سنى

أنا الآن في الحادية والثلاثين، ولا يمكن لشئ أقوله، أن يبدو أنضج من عمري

أعرف الذكي والمتذاكي، الموهوب، ومتعجل الشهرة

صفو الهوية وعواصفها، التماع العقل وانطفاؤه

العناق الحنون  والماكر والروتيني والضجر

الرفيق الرفيق، والصديق الجلف، والمتصادق الفضول

أعرف الجبان الفظ، والجبان الحالم بلحظة شجاعة

أعرف الود المشاعي، والوجد المنتقى

حافة الجنون، وتوهم شفا العبقرية

أعرف الإياب من حافة الحب

أعرف الوقوع من حافة الحب

أعرف طمأنينة العودة غير المتوقعة للبيت

طمأنينة الوجه الأليف في غمار الصعب

طمأنينة “هاهو يوم جديد لانتظار المعجزة”

أعرف وطأة النجاة القاسية كاننفاء النجاة

“إنزواء الجميل، واختيال الرداءة”

االسكوت الطويل المعاتب المنهزم

الاكتئاب الدائم كعضو زائد

في الحادية والثلاثين من عمري

من أصغر جلسائي دائمًا إلى أكبرهم غالبًا

من الضجر الدائم إلى الحرص على الرتابة

من الحب المراهق إلى الصحبة الجميلة

من الانهمام بفكرة  إلى انهمام بتفكيكها

أعرف جذل الذات الحالمة وغلظة الذات اليائسة

الرضا نصف الزائف للهروب من غضب بلا جدوى

الحب المرتبك بين دعة التكرار وتوتر أشباح النهاية

الصداقة المتأرجحة بين أصالة الذكرى وافتراق الدروب

أعرف إخفاء الوحدة بالتظاهر بانتظار شخص ما

الثرثرة الطويلة لتهريب ما لابد من قوله

الخجل من الاحتقار السابق العميق لما لم يتم فهمه

الزهو المتعجل بما لن يوفي وعده

البشاشة الأولى، واللمسة الأخيرة

الحب لحماية الصداقة، كراهية الأنا في الآخر، والصبر كفضيلة إجبارية

وتكرار نفس الكلام بكل الصيغ الممكنة لعل علامة تائهة ترشد المعنى

كم أضاءت عيون شديدة الجمال لكلام ، بدا ذكيًا، قلتًه يا صوتي

كم ضحكت شفاة حلوة، لنكاتك

وكم ذعرت يا قلبي من مآس لا دخل لك بها

كم ارتبكت في مراتك الأولى من كل شئ

وكم بدوت متحفظًا كسلحفاة في كل لقاءاتك الأولى بأي أحد

في  الحادية والثلاثين من عمرك

كسرت يديك مرتان، قلبك عشرات المرات(قال شخص ما ذلك، لكنك لا تذكره)

(ادعى فؤاد حداد العكس) تعرف، العالم يكون ثقيلًا جدًا أحيانًا حتى لو حمله اثنان

تعرف، العالم جلي جدًا، كنكتة سخيفة، ولكن من يحتمل الوضوح؟

عين على الدنيا، وعين على قصور رمال العقل

لا شئ أرحب من المستحيل

[emilly9977]

هي لا تحبك أنت. يؤسفني القول أيضًا أنها قد تكون لا تحب مجازك. محتمل، أن لا تكون شاعرها المفضل. مجرد صدفة كونية خفية جعلت طرقكم تتقاطع. لحظة هشاشة إنسانية معتادة، جعلتك -وجعلتها - تتوهم وجود رابط يجمعكم سويًا.

[emilly9977]