لن أكترث لأنني فى عالم يتنافس فيه البشر ليبدو عقلاء ،
أحاول قصاري جهدي لأحفاظ علي جنوني، و روح الطفلة الشقية المشاغبة التي تركض بمرح فى دهاليزي الداخلية ، وتقطف زهر الياسمين من حديقة البيت
لتضعه فى مزهرية أنيقة علي مكتبها الخشبي ..
#يافا_حكاية_غياب_ومطر
أنت أغلى من أن تجلس على عتبات ألمك متمنيًا ضوء الهاتف بإلتفاتات متكررة لتطمئنك برسالة أو مكالمة أنك مررت في بالهم، لو كان من كان حبيبك، إبنك، أخاك، صديقك، لا تعلق أملك بمن خذلك فالخذلان لم يمت يومًا للحب بصلة.
أغادر حين تفقد البديهيات بداهتها ويصبح من الصعب عليك أن تشرح أمرًا واضحًا كشمس الظهيرة أن تشير بإصبع سبابتك إلى ماهو أمامك فعلًا كأن تخبر الصبح بنوره، والظلام بوحشته..
"لن يكتملَ هدوءُ الإنسانِ قبل إدراكِه أنّ هُناك مساحاتٍ عليه قطعُها وحدَه وأنّ هُناك حروبًا لن يُصفِّق له أحد عليها؛ وفوق هذا قد لا يمتلكُ رفاهيَّة الحديثِ عنها وربّما لو تكلم لم يُفهم.. وحَسبُ الإنسان أنّ فوق كُلّ بقعة سماء ."
لا يُمكننا نكران الأمر ، جميعنا نبحث عن ذلك الشخص الذي يستثنينا و نستثنيه ، نسكن إليه و يسكن إلينا ، يُغرق كُلَّ منّا الآخر بالاهتمام و الحرص ، نتشارك مساحة ضئيلة من الكوكب لنشعل معاً شمعة تضيئ خطانا الثابتة معاً ، مطمئنين معاً ، نحزن معاً ، نفرح معاً ، و نبكي معاً ، حتى تصير معاً تعني أنا لكلانا ، هذه الحالة الفطرية لا يُمكن تجاهلها أو نفيها من سُنن الحياة ، إلا أنّ مجتمعاً تسكنه الكثير من العُقد و التصورات و الأسقفة العالية ، يجعل الأمر شاقاً ، مُرهقاً و كأنّك تبحث عن شجرة مُخضرة في زنزانة !
أتمنّى أن تعرف أنّك محبوب ووجودك مهمٌ في هذه الحياة، وآمل أن تُصبح الأمور أبسط وأكثر خِفّة بالنسبة لك، وأن يلفّك السّلام والراحة مثل وشاحٍ دافئ، وأن تقضي أيامك بين أشخاص يستحقونك وفي المكان الذي تحلُم به، آمل أن تعيش غير محتاجٍ لأطواق النّجاة، أو لأحدٍ يرمم بعثرة قلبك.