engkaaj-blog
engkaaj-blog
Khalid Aljahdali
2 posts
Don't wanna be here? Send us removal request.
engkaaj-blog · 7 years ago
Video
youtube
0 notes
engkaaj-blog · 7 years ago
Text
تاريخ الكتابة
تعدّ الطريقة التي تعلم بها الانسان كيفية تجسيد اللغة بواسطة الكتابة من أعظم المعجزات في تاريخ الحضارة البشرية والتي تبوأت و ما تزال مركز الصدارة في نجاحه كجنس بشري. والكتابة هي الطريقة التي تحافظ على بقاء افكاره الجماعية وحفظ معلوماتها وهي الوسيلة الوحيدة لسرد التاريخ، باعتبارها الطريقة المثلى التي تساعد الانسان على تشييد الامبراطوريات وبسط نفوذه عليها. كما أنها قد حملت صفات الفن وأصبحت موضوعا جماليا باهرا في أماكن وعصور مختلفة. ان اقدم شكل من أشكال الكتابة المعروفة حتى الان هي الكتابة المسمارية ، حيث تم تطويرها من قبل السومريين وهي من اقدم الحضارات التي نشأت في بلاد الرافدين ، أول هذه المخطوطات اللوحية ترجع لسنة 3000 ق.م. وهذه الكتابة تسبق ظهور الأبجدية منذ 1500 سنة. وظلت هذه الكتابة سائدة حتي القرن الأول ميلادي. حيث كانت تدون بالنقش علي ألواح من الطين أو المعادن أو الشمع وغيرها من المواد. وتطورت الكتابة من استعمال الصور إلى استعمال الأنماط المنحوتة بالمسامير والتي تعرف بالكتابة المسمارية.
لذلك فقد قدم الشرق الأدنى القديم للعالم أول كتابتين هامتين، وهما: الكتابة المسمارية والكتابة الهيروغليفية المصرية. وبالإضافة إلى ذلك نشأت في الشرق الأدنى الكتابة الأبجدية السامية ففي الزمن نفسه الذي استوطن فيه السومريون الاراضي الممتدة بين التقاء نهري دجلة والفرات عام 3500 ق.م.، أسس المصريون حضارة أعظم شأنا وأطول بقاء على امتداد نهر النيل وضفافه الخصبة. وارتكزت القاعدة الاقتصادية برمتها عند المصريين القدماء، كما هو الحال الان، على ارتفاع وانخفاض منسوب فيضان نهر النيل وخصوبة سهوله فلقد كانت الكتابة المصرية عبارة عن رسوم وصور واضحة ومفهومة؛ وتبدو أكثر قرباً لرؤية الإنسان المعاصر، من رموز الكتابة المسمارية المتقاطعة بطريقة غير مألوفة لحقتها بعد ذلك عدة كتابات في فترات واماكن مختلفة ذات طابع الكتابة الصورية وبطرق تقليدية .
الجدول يبين الفروقات بين اللغات مختلفة الاصول فقد استعملت شعوب الشرق القديم على مدى عدة قرون من الازمنه أنظمة كتابية متعددة ومتنوعة، ولكنها تنتمي بشكل عام إلى طراز واحد، وكانت هذه الأنظمة الكتابية مزيجاً من الرموز الدالة على كلمات كاملة، ورموز مقطعية وبعد ذلك هذه الكتابة في سياق تطورها تخلصت من الرموز الدالة على الكلمات الى حروف لها منطوقها الخاص فمعظم الحروف الابجدية التي كتب لها البقاء إلى الان عبارة عن مزيج من رموز مستوحاة من مصادر متنوعة. فقد اعتقد الاغريق – وفقا لكتابات المؤرخ “هيرودوت” ما بين 484 و 425 ق.م. – أن أسلافهم اكتسبوا فن الحروف من الفينيقيين الذين طوروا حضارتهم لتصبح غنية ��ي كل ميادين الحياة الرغيدة وذلك منذ القرن الثاني عشر قبل الميلاد تقريبا. واعتمدت حضارتهم على التجارة في جميع أرجاء منطقة البحر البيض المتوسط مما سهل لهم نشرها وحفظها لدى المجتمعات المختلفة . أما بالنسبة للأبجدية التي استمدوها من النماذج الكنعانية فقد وصلت إلى مرحلة الكمال على أقل تقدير عام 1000 ق.م.
الجدول يبين الاختلافات بين اللغة العربية والنبطية والآرامية نجد ان الابجدية التي طورها الفينيقيون ترسخت أيضا في أنظمة الكتابة الشرقية. فالشعوب الآرامية، التي يشكل الفينيقيون جزءا منها، استوطنت سورية قبل عام 1000 ق.م. وفيما يتعلق بنظامهم الكتابي وحروفهم الابجدية فقد حملت شبها كبيرا مع النظام الكتابي لدى الفينيقيين وحروفهم التي انتشرت باتجاه الغرب. وقد قام الغزو الاشوري بعد 733 ق.م. بإخضاع هذه الشعوب وتفريقها ، لكنهم سرعان ما استبدلوا اللغة البابلية والكتابة المسمارية بلغتهم الخاصة في المنطقة بأسرها، واستمرت هذه الطريقة في “الاستعمار اللغوي” عند رحيلهم نحو الشرق. فالمخطوطات الآرامية انتشرت في الامبراطورية الاشورية كلها وحلت مكان الانظمة المسمارية في اللغات البابلية والفارسية وذلك في الاراضي المحيطة بالخليج الفارسي امتدادا إلى أفغانستان والهند ومنغوليا. وقد نشأت اللغتان العربية والعبرية من هذه النماذج . وفي الختام نقول ان الخط الاسلامي في اللغة العربية الذي ينحدر من السلالة النبطية للكتابة الارامية، فقد ظهر بادئ الامر حوالي عام 500 ميلادية. ولكن من المؤكد أن الاشكال الاولية لهذه الكتابة قد عرفت طريقها إلى حيّز الوجود قبل 200 عامٍ من ذلك التاريخ. ولذا يصعب في حقيقة الامر تعقب آثار الشكل الخارجي لهذه الكتابة التي تنطوي على ما يدل ارتباطها بالفينيقية وتماسها المباشر مع الكتابة الهيروغليفية في مصر القديمة. وعندها أصبح هذا الخط متبعا في تدوين القرآن الكريم في أوائل القرن السابع الميلادي .   موقع نقطة بداية www.engkaaj.com
0 notes