evenjabisa - Tumblr blog

[evenjabisa]

وبعد أن تظن أنك لملمت كل شيء، يسقط حجر أخير..

حاولت النوم منذ قليل لكن تملك عقلي صداع رهيب، هرّعت من مرقدي إلي خزانة الدواء، وبعد أن تناولت حبة للصداع، وقفت ألتقط أنفاسي مثلما عداء في مارثون..

شربت مزيدًا من المياه، لكنها لم تروي ظمأي، استحممت بالماء البارد، وشعرت ببرودته علي جسدي، وبالكاد بدأت تهدأ ضربات قلبي..

تناوبت عليّ الأفكار.. وشعرت أنني أفيق من حلم.. وشعور بالخوف يملؤني..

اكتشفت أني منذ زمن، وأنا أركض.،

أركض من الماضي، وأركض في الحاضر وأركض داخل نفسي وكل شيء حولي ساكن..

حاولت أن اتحسس عن سبب لركضي فلست علي موعد مع شيء ما، لكنني لا أتوقف عن الركض في كل الإتجاهات، في الليل، وفي النهار وفي العطلات، أحيانًا أقف قليلًا وما ألبث أن أركض اسرع مشتتًا تائهًا حائرًا، ولا ألحق بقطار أو حافلة..

مارثون.. لست خائفًا من شيء يدفعني للفرار.. ولكني محمل بحنين إلي شيء من الماضي! منهك، وقلبي حزين..

ما لا يخبرنا به الروائيون، هو عندما تصل إلي الذروة، كلما تحسست قدماك الركام، تكتشف ركام جديد! كلما حاولت الخروج استوقفك حنين ما، نبرة تعرفها، ومشهد عشته من قبل، وشعور غمرك لكن لحظته لا تعود!

سينال من قلبك شيئًا من الخوف وشيئًا من الحزن، يتخفي الغضب من آشياء لم تتمكن من استيعابها، في أعراض لم تتمكن من معالجتها، الخوف ضريبة الخبرة، ووحده الموت يدفع للحياة، والآشياء ليست كما تبدو..

فأركض، كعداء في مارثون.. كأم ضيعت ابنها في الزحام، كشاب فرح أو مكلوم حزين.. وحين اشعر بالخجل..

لقد كبرت بما يكفي حتي تعلمت أن لا أبكي. وأن أركض!

هل سمعت يومًا عن النجوم التي تخفت ويظل ضوءها في رحلة عمرها آلاف السنين؟ هكذا هي ذكريات الماضي، الطفولة الأولي، ويد صغير تتلمس النار لتكتشف حقيقة الآشياء، الرغبة في شيء جميل أصيل، تطمئن نفسك بمرور الوقت، ورغبة منحوتة في أعماق قلبك، تتمني أن يعود الماضي أو يأتي الزمن أي شيء يدفعك أن لا تنهزم!

أبذل جهدًا أكبر حيث لا أملك خيارًا آخر! وعضلت قلبي بدأت تتعبني من الركض، ومع كل هذا الركض لا أصل إلي مكان!

وما لا استطيع فعله، هو أن أتوقف عن الركض، فأنا لا اجيد شيء آخر..

وهذا ما فعلته طوال حياتي!..

[evenjabisa]

ثمة في الحياة - رغم المعاناة والألم - أشياء جميلة تحدث ومهما تراكمت الأحزان، فالحياة عندي غالية، سوف أدافع عنها.. حتي وإن حان الرحيل.. فعلي قضاء الأجل..

تحت أشعة الشمس ومع زخات المطر.. علي جانب بحيرة واسعة.. في المدن العتيقة والحقول.. فوق الجبال الخضراء المترامية وتحت السماء الزرقاء.. وعلي ظهر الخيل الأصيل..

أتمني قبل الرحيل أن أكون قد عشت حياة مليئة.. في البر والبحر.. هنا وهناك.. وفي كل بقعة من أصقاع الأرض بين المترفين.. وبين الفقراء.. بين السعداء، الاشقياء، الحزاني، واللامبالين بشيء.. وبين شتي أنواع البشر..

فالحياة في الحقيقة تجربة تستحق أن تُعاش..

أحب أن أراقب الناس في الزحام.. في الباصات وعلي الارصفة، والحدائق، كلّ في واد، وكل في جُب، وكل منهم جميعًا ينتظر أن يحدث شيئًا جميلًا.. وكل علي موعد مع قافلة ما.. فتري مُسنة ترفع يدها المجعدة تبتهل بالدعاء، تستنزل الرحمات من السماء، وأم تمسك بيد طفلها.. فتبث في قلبه الصغير طمأنينة عجيبة. ولو أن للعالم أجمع يحترق..

تتلاقي أعين الطفل بأعين المسنة لتري فيها عمرها، والسنون التي مضت.. المعارك والحروب.. والنصر والهزيمة والكفاح والخسارة والنجاح.. والانتصار.. الألم والحب. وأشياء تمنت أن تحدث، ولم تحدث، وآشياء حدثت ودت حينها أنها لم تُخلق..

هذه الاعوام الثلاث القليلة الماضية تنقلت بين اكثر من وجهة..

قررت اشياء عديدة.. وأعرضت عنها وأعرضت عني.. أطعت الله وأذنبت.. خدعت الحياة خدعات ذكية صغيرة ماكرة.. وخدعتني خدعات كبيرة مدمرة.. تحامقت كثيرًا.. وألقيت النكات الثقيلة والخفيفة.. حاولت كثيرًا أن أكون قويًا فضعفت.. ضحكت، وقلبي يذرف الدموع.. وحاولت أن ابكي.. ولم أجد الدمع.. فضحكت ونزيف داخلي يمزقني.. في الليل اقسمت الرحيل.. ومع الفجر رجعت.. ولم أرجع.. نجحت وأخفقت.. أتاني النجاح في غير مكانه.. فلم أفرح به.. ولأني عنيد.. حاولت مرة اخري.. حاولت أن اتصالح مع الحياة.. أحتضنها وألثم علي شفتيها قبلة فدفعتني ارضًا علي ظهري.. ولم تنظر إليِّ.. وراقبتها تدبر عني.. بعيدًا..

وما لبثت أن وقفت علي قدماي مرة اخري.. أحاول أن التقط ما تبقي لدي من أمل اقاوم به.. لأنتصر.. ولو مرة.. بالعند احيا.. وأحاول أن اخذ حقي عنوة..

بالأمس أتتني جيوش الظلام باسلحتها تداهمني، آشكال مخيفة خُلقت من حماقات ارتكبها صبي لم يبلغ الحلم تربض فوق صدره.. اليأس مدجج بالسلاح، ولم يكن بيدي حيلة غير الصمود بالأمل.. معركة طويلة حدثت بين الألم والأمل في الظلام والبرد لم ينتصر احد..

أحاول أن أطلب هدنة.. وقف مؤقت لإطلاق نيران اليأس علي الأمل.. والحرب ما زالت قائمة.. ولا تنتهي ابدًا.. أريد هدنة.. قليل من الزاد في المعركة..

أنا لا استسلم.. إما أن أنتصر.. أو امضي نحو الموت وأنا أحاول.. علي الأقل.. أحاول أن أنجو من الموت بفعل المقاومة.. بالحصول علي شيء..

أريد أن يستحيل القبح جمالًا.. والظلام نورًا.. أن ينتصر الأمل علي اليأس.. والضعف يمضي قوة.. يسود الإيمان والحب.. وأن يستحيل الحزن حبورًا.. والموت إلي حياة..

[evenjabisa]

غزة.. قضيتي.. واهلها أهلي.. وانا منهم.. وهم مني..

ما من شيء يُطلق علي قلبي الرصاص فيصيبه مثل الخذلان في عيون الصغار أما النظر إلي نساءهم فلا استطيعه..

للاسف لا اسقط قتيلًا.. ولكن يأتني الموت من كل مكان وما أنا بميت..

أحاول أن أتجرأ قليلًا واقترب.. نفسي لا تفر منهم فرارًا ولكن لا تستطيع أن تفعل شيئًا صغيرًا أو كبيرًا. عار كبير يلاحقني.. واسئلة لا استطع لها جوابًا..

أطفالهم يشبهون أطفالي.. رباط عجيب بين نساءهم وامي وفتياتهم واخوتي..

تخيل معي.. أن تحل انت فيهم.. ويحلون هم فيك..

كيف بالله أن أحتمل؟!

كيف بالله أن لا استطيع ان احمي عائلتي؟ كيف اواجه بقلبي الصغير قنبلة تسقط من السماء؟ وبلا اي سلاح أنَّ لي أن اسقط طائرة تصب علي صغاري الموت صبا؟

هل اتحدث مع النَفَّس الاخير عن خذلان العالم؟ وكيف وأنا الذي لم ينتظر يومًا يدًا تمتد إليه؟! كيف انظر في عيون طفلي شهيدًا؟ وأن لي أن افسر بأي ذنب قتل له وليّ؟

أن لي أن احمل كفنه بدلًا من دراجة جديدة اشتريتها له؟!

وكيف اقنع طفلتي الجميلة ببتر طرفها؟ ودون م-خ-د-ر.. ولها أن تتعايش مع ذلك وإلي الابد؟ وكيف اصبرهم علي الجوع؟ هل لو صنعت من الاموال جبالًا يكون عوضًا لهم؟!

بضوء أخضر .. وجلود سميكة.. وعيون تماسيح..

تواطؤ عليهم أراذل الخلق الأقرب دينًا وارضًا قبل بعيد كافرًا قتلوا الصغار والنساء -والله- امام الجميع.. شاهد ومشهود..

لو كنت فلسطينيًا، قبل الحرب.. لحدثت ابنائي عن مصر عن القاهرة.. والازهر والتاريخ.. وأن اول من انشأ المقاومة هو عالم من علماء الازهر.. وأن المصريين خفيفي الظل.. كثيري الضحك والنكات يملؤهم حزن غريب ممتد.. فبلاءهم منذ زمن بعيد كبير.. امس من فرعون واليوم إلي طاغية..

ويومًا سيأتون ليكسروا علينا الحصار إن اشتد فهم منهم في الشدة رجال بأسهم شديد.. لا ينامون واخوانهم جوعي.. ومسري نبيهم يُدنس واخوانهم وابناءهم يقتلون..

ولكن مع الحرب، وبعدها.. ليس لنا من دون الله أحد..

وليس لها من دون الله كاشفة..

كيف أخبر طفلي وهو يلتقط انفاسه الاخيرة اني لم استطع أن أحميه؟! وكيف أن اخبره انني اتضرع إلي الله لينزل الغيث من السماء حتي يبل ريقه ويذهب ظمأه؟!

وكيف اخبره ألا يخاف الظلام؟ هل والله لو بقينا احياء لبقي الظلام جزءًا من طفلي.. وإلي الابد يحمله في مكان قصي من القلب.. ليحوله لعنة علي العالم ويحرقه بلا تردد؟

والله لو فعل ما فعل .. ولو احرق ما احرق .. وبعد كل هذا الخذلان لأكن اول من يقدم له التحية العسكرية في عالم اصبحت فيه حظيرة الخنازير اطهر من اطهر عربي..

كيف بكاء الصغير في الحرب وهل تذرف الدمعة من العين ام يكون كل شيء خارج القوانين المألوفة؟ هل يختزنها مع اطفال المخيم في غيمة اليوم لتصبح امطار جحيم يوم ثأرهم؟!

السماء تسقط حممًا .. والرضيع نام جائعًا يتيم الاب والأم؟!

هل اسعد في الجنة وانا تركته وحيدًا خائفًا جائعًا في هذا العالم؟ وكنت مسؤلًا عن حمايته.. يا الله!

ألف نصل حاد يخترق القلب في آن..

لا تتخيل.. هذا يحدث الآن حقًا ومنذ ٦٠ يومًا.. شهيد يحمل شهيد يصبر شهيد.. يطعم شهيد.. يكفن شهيد يدفن شهيد اكثر من ٢٠ ألف شهيد ما يقرب من ١٧ الف طفل وامرأة..

والعالم يتحرك كأن شيئًا لم يحدث!

كيف كانت كل لحظة منهم الاخيرة؟ وهل توقعوا يومًا من الحياة أن يكون ذلك هو نهاية المطاف؟

اللهم إني اعوذ بك من قهر الرجال ويوم تزوغ فيه الابصار.. اللهم احفظ اطفالنا و��ساءنا.. اللهم احقن دماء اطفال غزة ونساءها وشبابها.. وثبت مجاهديها وآوهم وانصرهم نصرًا عزيزًا مباركا..

يا رب لا ننام ولسنا معهم فكيف حالهم؟!

اللهم انزل سكينتك عليهم.. وسد جوعهم.. واروي عطشهم.. آمن روعاتهم.. وانزل الدفء عليهم.. واخذل من خذلهم.. واجعل الدائرة تدور علي من مكر عليهم.. وانت خير الماكرين..

يا رب طال الهم.. واشتد البلاء.. ولا نملك الا الدعاء..

يا رب نحن عبادك.. نواصينا بيدك.. ماض فينا حكمك.. عدل فينا قضاءك.. استخدمنا يا رب لهم ولا تستبدلنا بغيرنا واجعلنا سبب لنصرتهم.. وعونهم.. وتدمير عدوهم..

يا رب لا تشرق علي اليهود شمس.. ونكث رؤوسهم واشدد علي قلوبهم.. واطمس علي آموالهم وعتادهم..

اللهم أرنا في الصهاينة الملاعين وكل من ساندهم آيه اعتي واشد من اي آيه..

يا رب.. يا رب.. يا رب..

[evenjabisa]

[evenjabisa]

أحاديث عن الأمل الأخير للإنسان..

يسعي كل إمريء في الحياة خلف تحقيق مبتغى، بحثًا عن نقطة النور في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب أن أخرج يده لم يكد يراها، أين النجاة؟ وكيف نستطع على الحياة صبرًا مع خسائر تكاد أن تخلع الفؤاد من الصدر؟ أكثر الناس يستمروا في الحياة إضطرارًا فلا حيلة ولا خيار بديل..

كثير من الناس خذلتهم الحياة حد التشظي، يعانقون اليأس بعد أن هزمتهم الحياة في معركة تلو الأخرى علي الرغم من أنهم أعدوا العدة وما استطاعوا من رباط، لم تمطر السماء عليهم منذ سبع عجاف ربما أكثر بطول أعمارهم، لم تكد تمر خسارة حتي تتلوها خسارة أخري أشد وأقسي، أعتادوا مذاق المرارة فلا يعرفون طعم آخر للحياة – قرية هي قفراء تشتاق إلي المطر لا يكاد يبللها الندي بين فجر وآخر حتي تعود عطشي فلا يكاد يمر طيف الأمل حتي يخفت ويزحف الظلام، فأصبح الأمل هو عين السراب، الكف دامي، لا طاقة له بخوض معركة جديدة، لا طاقة من أجل بداية جديدة، فالنصر لم يعد حليفًا في المعركة..

بين الأمل وبين اليأس عروة وثقي، شجر ملتف ببعضه البعض لا تسقط أوراقه في مواسم الرياح العاتيه مع المطر وتقلب الأجواء، هو حبل الله سبحانه وتعالي، لا تحزن يا صاحبي إن الله معنا، فأنزل الله سكينته عليهم وأيدهم بجنود لم يروها..

خلقنا الله أزواجًا، كذلك كل شيء في الحياة هناك ما يقابله، النور والظلام، الانتصار والهزيمة، الأمل اليأس، النجاة الهلاك، الإيمان والكفر وأيضًا العسر فاليسر..

يتقلب كل منا في أحضان ما يؤرقه بين احتياجات العصر الحالي، هذا يريد أن يمتلك شركة، وهذا يريد أن يكون مدير تنفيذي لشركة أخري، صديقي يريد أن يتزوج جميلة الجميلات، وأخر لا يرضي عن سيارته، ويريد سيارة جاره المتطورة، هذا يمتلك أموال طائلة، منزل للمعيشة، أخر للراحة بين سفر وآخر في بلد آخر وبيت للمصيف، وهذا بالكاد يدفع الإيجار، آخر لا يرضي عن تعليم ابنه في جامعة في مصر من ثلاث حروف، لأن ابن جاره سافر إلى الغرب ليدرس في واحدة من أرقي الجامعات، يسعي كل منا ويسير - ينظر كل منا إلى الآخر ويمد عينيه..

يري كل منا مشاكل الطبقة الإجتماعية التي يعاشرها، وإذا ما نزل منا إلي السلم قليلًا، رأي آخر لم يؤتي أي حظ من التعليم، من كان كل همه أن يجد من يعمل معه يومًا يوفر له قوت يومه وقوت أولاده، من يمشي زحفًا علي الأرض فهو لم يجد من يتصدق عليه بكرسي متحرك، ومن يمشي علي رجله عشرات الكيلومترات، من أجل أن يوفر بضع جنيهات، من يتزوج في دكان من تقبل بحاله، وينتظر أن ينمو أبنائه قليلًا حتي يعينوه علي نفقات الحياة، ويستطيعوا أن يأكلوا اللحم مرة في الشهر - وهذه الحياة تسير ولا تقف..

كل منا يحلم بالمعجزة التي تحدث فجأة فتغير من حال إلى حال مثلما تحدثنا معجزات القرآن..

محمد صلي الله عليه وسلم من غار كهف من جبل في قلب صحراء إلي رسول كريم وقائد المسلمين وصانع التاريخ، يوسف عليه السلام من البئر إلي أمين علي خزائن مصر - موسي هاربًا من قتل رجل إلى زوجة من صلب نبي الله شعيب، منزل وعمل والأهم من ذلك كله له أهل بعد أن خرج وحيدًا خائفًا - أيوب من كرسي المرض وخوار الجسد إلى صحة وقوة كما أن السماء تمطر عليه ذهبًا ويعود إلى عافيته..

يقارن الإنسان بين حالين، وينسي أن هذه الدنيا دار ترح لا دار فرح، واللحظات الجميلة معدودة، وأنها دار التواء لا دار استواء، فكل يوم هي في شأن، فمن عرفها لم يفرح لرجاء ولم يحزن لشقاء..

وينجي الله الذين اتقوا..

لحظات يظن فيها المرء أن الزمن توقف، ولم يعد هناك أبعاد للكون بأسره غير تجويف يبتلع الإنسان ويهضمه هضم، وظلام دامس، ولكن من قال إن المعجزات لا تحدث؟! وأن الأمل شيء سيء؟

يا صاحبي، من يؤمن بربه، فلا يخاف،

فلا يخاف ظلمًا ولا هضما..

وتحدث المعجزات..

للأمل في القرآن زوجين من المعاني، معني آخر غير المتعارف عليه، غير ذلك الذي يبعث على الطمأنينة، البهجة، السعي الدأوب، يقرب منه للتهديد والوعيد أكثر منه إلى الطمأنينة وإيجاد الضالة بعد طول المسير، يجعلنا سبحانه وتعالي نعيد ترتيب المفاهيم في حياتنا:

"ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ". وفي آية اخري: "وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا"..

مع التأمل في الآية الاولي جدها تعني، ذرهم في الحياة الدنيا يأكلوا ويتمتعوا بالمتع اللحظية وكل شغلهم الشاغل، آمالهم وطموحاتهم، في الحياة الدنيا، حتي إذا وردوا يوم القيامة ذاقوا وبال ما صنعوا.. وكان ذلك وعيد لأهل الدنيا في الآية الأولي..

وفي الآية الثانية كان الأمل تتويج بالنصر والخير لأهل الآخرة "وخير أملًا"..

فالأمل لا بد حتي يكون مثمرًا يجب أن يصاحبه العمل الصالح الذي يؤول بصاحبه إلي الجنة لا النار أن يكون قرينًا لليقظة والأنتباه لا الغفلة والتيه، فالناس نيام حتي إذا ما ماتو انتبهوا..

طول الأمل الكاذب يذهب نفس الإنسان حسرات، فآخر يتوقع أن يدخل الجنة بحسن الظن ليس بحسن العمل أن ينتظر أن يأتي الوقت الصحيح ليعبد ربه، وأنه حقًا لا يعلم متي سوف يرحل، وعلى أي حال يختم به عمله..

وفي الدنيا، من يظن أن الثروة، النجاح، والأشياء الجميلة تجيء وليدة الصومعة وحدها، ولكنها حقًا مكافئة عن مجهود شاق..

ولا تنس نصيبك من الدنيا..

إن الأمل بدون عمل سراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا آتاه لم يجده شيئًا، "ليس بآمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به ولا يجد له من دون الله وليًا ولا نصيرًا"

محرك المؤمن الحقيقي ليس الأمل، ولكن الخوف، الحذر الذي يجعله يخشى الله واليوم الآخر - فمن يأمل في الله خيرًا أن يخاف ويحسن العمل..

وما كان الله ليضيع إيمانكم..

نري اليوم ما يحدث في شتي بقاع الأرض بين المشرق والمغرب وفي لحظة يتغير كل شيء، فعندما جئنا إلى الدنيا لم نتلق أي ضمانات لأي شيء، قد يتحول القوي إلى عاجز - نفقد الأحبه - وتتشوه الجميلة، والعاقل يصبح ذا عاهة ويتحول الوطن إلى كومة من ركام، اليوم هنا، ولا تدري غدًا نفس اين تكون..

سأل أحدهم: إن كان ربك يرمينا بسهام القدر فتصيبنا فكيف لي بالنجاة؟

قال: "كن بجوار الرامي تنجو"..

فالعاقل من كان مع الله في كل حال!

العاقل من عرف أن الدنيا ممر - طريق مؤقت قد يستغرق مدة مهما طالت أو قصرت فهي ممر إلي حياة أبدية..

فالحياة، هي نومة تحت ظل شجرة في يوم حارق..

ثم الموعد،

إما نعيم دائم..

إما عذاب أبدي..

والسلام علي من أتبع الهدي..

[evenjabisa]

لو كنت بس ساعتها عارف، إن دي المرة الأخيرة، مية مية كانت هتفرق في الوداع..

عناق صادق، حميمي لمن احببونا ولم نحبهم كما ينبغي..

إحتضان، دافيء، لا انسي بعده، عطرهم، رائحة الجسد، هذه المرة وإلي الأبد..

لمن أردت انا اصافحهم ولم اصل، ومن ارادوا ولم يسمح القدر.

لمن أرادوا إحتواء ألم كبير ولم اراهم صادقين فبصقت في وجوههم..

لمن رأي في رفيق وصديق، ورأيته عن هذه المكانة ابعد..

لمن كان لي صاحب، كثان اثنين، وافضيت إليه بسري وافضي إلي حتي أنزل الله سكينته علينا..

إلي كل الذين اضطروا إلي كراهيتي، ليس عن عمدًا مني، ولكني لم اقصد..

إلي من انتظرني بالزاد والحب، ولم اسري إليه، ولكني، سرت في طريق مغاير عن وجهته..

وإلي الذين وصلوني ولم اصلهم..

إلي اولئك الذين شجعوني أن اعبر البحر دون الغرق، وحين أتيت الجانب الاخر، لم انظر إلي الخلف فمحوتهم..

إلي الأشخاص الذين كان ينبغي أن اسبهم وفعلت وإلي الأشخاص الذي كان علي أن اسبهم ولم افعل..

كل من هربّ إلي، ولم أهرب إليه علي رغم خوفي الكبير، ظنوا فينا قلاع يمكن للخائف أن يطمئن بداخلها، وقد كنا، رغم انهم غادرونا بعد أن أطمئنوا، ولم ننظر إلي الخلف، من أجل رؤية إبتسامة شكر او كلمة ردًا للجميل..

علي كل جميل، أن يعي جمال ذاته، ويعي مما قد يخلفه من اسي وشجون..

إلي الجميلة التي ما زالت احتفظ بشكلها ولا اتذكر اسمها،

إلي اليد الحانية التي امتدت إلي وقت ضعفي ولا استطع شكرها واظل إلي الأبد مدين بجميل قد ادفع ثمنه حياتي وهو غير كافي.

لمن صنع ليّ ذكريات جميلة، وضيعته، وسط زحام الحياة، ولمن صنع لي ذكريات سيئة ولم انساه..

إلي أولئك المجهولين في غرف الذاكرة والحاضرين يتلمسهم اسي وحنين فحب وشجون..

إلي الذين حاولوا إغراقي ونجوت، وإلي الذين حاولوا إنقاذي من الغرق فتشبثنا سويًا حتي نجونا، وإلي الذين شاركوني الغرق وأنفردت بالنجاة..

إلي الذين احبهم كثيرًا..

وإلي الذين احبهم دومًا..

ولكن بدوت، كأبله، لا يهتم..

ويحب أقل..

[evenjabisa]

ذهبت اليوم إلي المسجد الذي تربيت فيه طفلًا صغيرًا وقرأت به أول سور من القرآن، أجر بقلبي هموم في ثقل الجبال، لعلها تسقط عني في السجود والركوع، أو أن يرسل الله سبحانه وتعالي طاقم من الملائكة لكي يصلحوا ما فسد في قلبي فيقوي ويجر ما علي الارض من جبال راسيات.. فوجدت باب المسجد مغلق.. فقولت يا لها من خيبتي وأي خيبة! أيقفل في وجهي باب الرحمة الوحيد الذي أرجوه! أيرفضني الله؟! يا ضيعة سنين العمر! أين اذهب يا ربي من بعد بابك وأي باب أطرق؟! ومن أرجوه يا حي يا كريم؟ إن امسكت علينا رحمتك؟!

في لهفة وخوف ووجل ذهبت إلي المصعد لاسأل من في الطابق الثاني، في الحضان، عن السبب، وبعد ان تأخر بضع ثوان لم استطع صبرا..

صعدت اهرول علي الدرج حتي كدت أهوي علي وجهي.. لأتفاجأ أن في المسجد بعض الإصلاحات، وعلينا أن نصعد إلي مصلي آخر..

الآن وهنا، وبعد أن هدأت روحي اتخيل يوم أن تشرق الشمس من مغربها، وأن يرفع القرآن من الصحف والصدور.. وأن تهدم الكعبة، ولا يبقي من المساجد غير ذكراها، بأي قلوب سوف يواجه الناس العالم والحياة؟! وبأي قوي سنستطع علي الحياة صبرًا؟

يا رب أعوذ بك من حياة تقطر فيها رحمتك.. ربي أعوذ بك من حياة انت فيها علي الأنام غاضب.. يا رب رحمتك وسعت كل شيء.. فاجعلني أبلغها في الحياة والممات، فأنا شيء..

وانت أرحم الراحمين..

[evenjabisa]

ليلة الخميس، التاسع من فبراير..

في تمام العاشرة مساءًا..

جلست لأكتب إليكِ خطابًا طويلًا.. قضيت ايامي في التفكير فيما يمكنني قوله لك، هل أخبرك الآن؟ أم عندما نلتقي؟

تتوالي الأحداث، فيختلف كل شيء، فكرتي عن الله، عن الحب، الصداقة، عن الإنسانية والحرية والأمل.

كما تنبت الاشجار بين شقي صخرة في الصحراء، بشكل أو بآخر أظن أن حياتنا قد تم التخطيط لها مسبقًا بشكل جيد..

الأشياء الجميلة تجيء في موعدها، لا تأتي متأخرة، إنما تأتي بعد معركة طويلة زرف المحاربون فيها دمًا وعرق، فتصبح بمثابة تتويج بالانتصار وإيذانًا بميلاد عهد جديد..

أشجار البرتقال تخرج الثمار في فصول محددة، كما تخرج الاجنة من بطون الأمهات بعد شهور معلومة كما حدد الله لاكتمال الحياة أن تكون، تشرق الشمس كل يوم لتخفي النجوم في موعد محدد فنشعر ب��مالها ليلًا تزين السماء كما يسطع القمر في السماء في مواقيت معينة من كل شهر ويهتدي به الناس..

لا شيء يحدث في الكون مصادفة او عبثًا، عش عصفور تحتضنه اغصان شجرة عمرها ألف عام، في مكان خفي تنشأ الحياة ويكتب القدر والقضاء قصصًا وروايات، مواقف حميمية، ومواقف اكثر إيلامًا، نعلم القليل، وينزوي الكثير فلا نعلم عنه شيئًا..

علينا دائمًا ألا نفقد القدرة علي الإندهاش، علي مراقبة الحياة بعفوية الاطفال، وحماس الشباب، الذي يجري الدم في شرايينهم بطاقة الامل والشجاعة والحرية، نجرد اي انسان من هذه الطاقة، نجرده من الحياة نفسها، بديع صنع الله الذي قدر كل شيء، ثم هدي..

علي ان اخبرك بين سطور هذا الخطاب فقط اني تمنيت كثيرًا لو أن المسافات بيننا تتآكل فجأة ..لو تعلم عينيك كم انتظرت طويلًا من أجل أن تقرأي هذا الخطاب.. كما ينتظر الطائر موسم الهجرة ليسكن موطنه..

علي أن أخبرك أن وجودي في هذا المكان ليس عبثًا، وليس فقط من أجل جمع المال كما يبدو.. لكن يعلمنا الله مهارات ويصقلنا بالخبرات، يقوي الجسد، ويطهر الروح، لمواجهة ما هو اعتي واشد، وأن قوة الظهر تأتي من قوة الحمل لا بالتمني..

الملائكة لا تنبت لهم الأجنحة عبثًا، الطفل يشد علي اصبع ابيه حين الولادة، ليلتصقا ببعضهما مدي الحياة، الام يلتصق قلبها بطفلها حين يقطعون الحبل السري بينهم مدي الحياة، والأخ بمثابة مشكاة يهتدي به إخوته، والاخت ام ثانية..

لو أن الحياة القادمة ابسط من تلك التي نعيش..

للطفل سوف نغني  اغنية،  وللفقير سوف نعطي صدقة، وللأم سوف نشعل مدفأة داخل قلعة كبيرة بنيت من طوب محبة وصخر.. وللأب زاد العمر.. للعجوز نمسك بكفيها حتي تعبر الطريق. وللزوجة سأكون النصف الآخر حتي نغدوا كالكائن الواحد..

لو أنني لا احتاج أن أراوغ بين شتي الكلم حتي اقول ما تعرفينه وتلامسينه جيدًا، سأكتب قليلًا.. واسمع كثيرًا.. واكون دفئًا عند البرد.. ومظلة في اوقات المطر.. وجيوشًا في اوقات الحرب لا تعرف الهزيمة ولا يتطرق اليها الخوف، وطفلًا رضيعًا أمام عينيك، ومشاكسًا يفرح بنكاته لسماع ضحكتك..

علي الحياة أن تظل تفاجئنا، وعلي البهجة أن تبحث عنا كما نبحث عنها، وعلي القلب أن يعشق كل جميل..

[evenjabisa]

إنها العاشرة مساءًا..

علي الطرف الآخر من العالم، في بقعة يلتحفها الليل، والطقس البارد، تختلف الحياة في الصحراء، فنعرف القيمة الحقيقية للأشياء..

القمر يجيء في منتصف السماء متأخرًا هذه الأيام..

والخوف لا يجب أن يعرف إلينا سبيل، رغم المخاطر حولي هنا..

الحياة غريبة في منطقها، وآيات الله عجيبة، خلق الله كونًا مدهشًا..

من بين كل هذا، ورغم وحدتي في صحراء نائية، اتذكر ضحكتك الجميلة، فيغلبني الحنين إليك، أن اترك كل شيء خلفي حتي اراها عن قرب مرة اخري..

وددت أن اصطحبك في مغامراتي تشاهدين كل انماط الحياة في كل الآماكن، اصطحبك معي، وتحت ذراعي، رفيقة رحلتي..

لكني أخاف عليك كثيرًا وأود أن تكوني بمأمن من كل الأخطار..

تشاهدين الخلق في كل البقاع، الخائفين، والمطئمنين، الحالمون كثيرًا ومن غلبتهم الحياة فلا يحلمون منها بغير كسرة الخبز..

من يخافون الله كثيرًا رغم بساطتهم، ومن خُلق الشيطان اكثر منهم رحمة وأقل جشعًا رغم ما اتاهم الله من النعم..

أود أن تمتلكين خيلًا وتمتطي سرجه وكلبًا جميلًا، يقبلون عليكِ وسيكون ميلاده، الخيل.. مع ميلاد اول أبناءنا..

الحصان سوف يعشقك كثيرًا، ذا اللون الأبيض وسأغار منه كلما اقبل عليك بشوق ولهفة..

سوف تختارين ألقابهم بنفسك وسيكونوا رهن اشارتك..

الامل والخيال شيئان جميلان، لا ينفكان، لولاهما ما استطعنا علي الحياة صبرًا.. نتعاطي جرعات من الحنين إلي كل جميل..

علي الرغم أننا نخدع الحياة بين حين واخر خدعات بسيطة غير مؤذية..

لكن الحياة تخدعنا خدعات كبيرة مدمرة، وحتي الان، علي الرغم من كل شيء، لم تثنينا عن رغبتنا في خلق كل جميل..

بين حين واخر.. ينبثق امل..

رغبة عارمة في زراعة مئات الفدداين من الورود.. فقط من أجلك..

يتملكني مزاج عذب، كلما تذكرتك، أن علي الطرف الآخر من العالم فتاة جميلة، وذكية، بدأت رحلتنا سويًا.. للتو.. أن هناك قصصًا قد بدأت كتابتها، ورواية ابطالها "نحن" ولست "أنا" ..

[evenjabisa]

بعض الناس، علي الرغم من كل شيء، تتعدي احزانهم كل المنطق، كل الدفء، وكل الحب ايضًا، ويصبح من الصعب طمئنتهم..

يا صاحبي، أخاف أن يظل العالم يحاصرني كلما حاولت أن أنجو..

أن يظل يباغتني في كل مرة احاول زراعة وردة جميلة يحاصرني حتي يكاد يخلع فؤادي..

أن اظل في محاولة صناعة الفلك من الخشب مثلما نوح، في بلدة مليئة بأناس لا يؤمنون بالمعجزات..

مثلما عيسي بن مريم في غرفته، سوف يصلب..

أن اظل في خوف وتردد من خطوة، كانت لتغير العالم في لحظة صدق وشجاعة دون الالتفات لهمس اعلم انه ربما يحبني..

انسي ما اريد .. يلجمني التردد .. ما يمكنني استدراكه، فأخاف أن اظل عالق في مكاني..

أخاف من رغبة عقلي في معرفة كل شيء، من قراءة ألف كتاب، وخوفي من معرفة ذاتي..

جسدي مرهق ومليء بالندوب والطعنات وعقلي مليء بالهواجس من معارك لم يكن عليا خوضها لكنها فرضت علي..

بداخلي اشياء جميلة ومودة نبيلة لمن يرحمون قلبي ويبقون علي مواصلة مودتي.. أخاف يومًا الا استطيع ان اواصل المودة بمثلها..

لكني أخاف أن أثقل علي من احبهم.. وعلي قلب امي كثيرًا.. والا انتبه لمن يطلبون مساعدتي..

ابي بكر ومحمد في الغار .. اثنين لا ثالث لهما .. ولوطًا يهرب من المدينة..

أخاف علي الأذكياء إذ لا يمتلكون الوقت الكافي للتفكير في اي شيء.. وعلي اناس إذ يتسرعون في حسابات اشياء تافهة وخاطئة فيفوتون اشياء جميلة قبل حدوثها..

وبعض الناس، ليس دومًا، علي الرغم من كل شيء، لا يمتلكون وقتًا للتفكير في كل شيء..

الجنود في الطريق إلي المعركة، وبيجوفيتش في سيريافو وحيدًا يقرأ القرآن والقنابل تتساقط حممًا.. وطفلة في فلسطين وامرأة في سوريا.. وبلال والصخرة علي صدره والحبل في عنقه..

أخاف علي المسلمين في مراكبهم مغادرين الاندلس، والمشردين في الشوارع في البرد والمطر.. والاسري في السجون..

حصان ابيض في صحراء.. وقطة تشعر بالبرد.. وتائه لا يهتدي إلي الطريق.. وفاقد للذاكرة لا يحسن التصرف..

أخاف الا اكون علي سجيتي، أن أخاف أن أظهر كما انا.. من حكم مسبق.. ومن رفض حتي اختار حبًا من المفترض أن يجردني من مخاوفي..

أخاف من الاستسلام قبل ساعات قليلة من النصر.. واخاف من أن تكون حياتي محكومة بخيارات لا احبها حتي أن البعض يظنون انها اقل ضررًا..

أخاف من الحنين لشيء سيء، بمرور الوقت..

علي الاقل خوفًا طمئنة الذين يخافون كثيرًا.. علي الذين يسكنون قلاع حصينة مد يد العون إلي الذين يسكنون خلف جدران هشة..

وعلي اولئك الذين نحبهم كثيرًا أن يبتسموا في وجوهنا كلما اتينا من معركة مثخنين بالجراح ويقبلون جبيننا ويشدوا بايديهم حول اعناقنا وعلي صدورنا بقوة..

علي الذين يحبوننا، أن يمنحونا الطمأنينة، في تقديم شيء للعالم، غير خوفنا..

بالطمأنينة..

[evenjabisa]

الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ..

يخوض بعضنا معارك لا يعلم أحدًا عنها، جراح مخبأة تحت غطاء سميك تنزف في صمت، وفم ضاحك، خلفه قصص درامية موجعة تخلع الفؤاد من الكمد، عن أثر وقع الكلمة الطيبة في النفس، الكملة التي تنشتلك من غياهب الجب، مثل كوب ماء بارد في صحراء قاحلة بعد ضلال الطريق متلحف بشمس حارقة بضع أيام متتالية من وجه طيب بشوش باسم حنون، مثل ضمادة طبية علي جرح مؤلم عميق من يد ناعمة حانية.. 

يخبرنا القرآن الكريم:

" أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ".. 

إن الجميل الذي يمكن أن تترك أثره خلفك، هو ما يضيء ما اجتاح أنفس الناس من ظلمة ويدعمهم مرة أخري ليقفوا من جديد ويواصلوا المسير.. جميل القلب والروح هو من ساندنا وقت إنكسارنا من ابتسم في وجوهنا في طريق عابر وكانت ابتسامته في ميزان الرحمان صدقة، للمجاملات العابرة إلي صديقك في الدراسة أو العمل ثقل حبة زراع، تغرس في القلب، فتنبت فتنمو فتورق، وتطعم الفؤاد بين حين وآخر وقد تكون نسيت معروف صغير كذلك.. لكنه يظل لصاحبه كل يوم حصاد جديد..

هل شاهدتم فيلم عامر خان، عندما روي عن جزر سليمان؟ جزر سليمان هي منطقة تقع جنوب المحيط الهادي، يقال أن سكان الجزيرة إذا أرادوا أن ينظفوا أرضًا زراعية من الأشجار النابتة فيها، هل يقوموا بقطعها؟ هل يقوموا بإضرام النيران فيها؟

كلا، لاذلك ولا ذاك، ذلك يكلفهم المال والوقت والعناء..

فكر معي، كيف يقتلون الأشجار؟ تجتمع كل قبيلة حول مجموعة من الأشجار ويصرخون فيها بصوت عال، يسبونها، بكل كلمة قبيحة وسلبية ونابية، وفي اليوم التالي، يأتون إلي الشجرة فيجدونها قد ذبلت وماتت بطريقة طبيعة غريبة، لقد قاموا بمضيقاتها بالفظ من القول بالأمس، سبوها آذوا مشاعرها، فضاقت عليها الدنيا بما رحبت، ثم ماذا؟ ذبلت وماتت..

جميل حقًا أن نجد لنا عونًا علي طريق الحياة، من ينير لنا الغابات المظلمة من الرحلة، من يبث بداخلنا الطمأنينة والسكون، لا من يجعلنا نعج بالضوضاء والصراعات، من يقتل فينا الأمل، ويحيي بنا اليأس والموت وكره مباشرة الحياة، وقد قال العرب قديمًا:

"أثر اللكمات يزول، ولكن أثر الكلمات لا يزول"..

[evenjabisa]

وما بين أنا وأنا..

خطي كتير..

مشيتها في مشوار كام سنة..

العمر بيجري..

وحاجات كتير بتتغير..

إلا أنا..

نفسي اوصل لحلم..

وقبل النهاية من كل رحلة..

بتتعثر خطي..

والف وارجع.. مش عارف ليه..

ليه يا انا؟ بداياتك متكررة..

وحروبك بتبدأ مش بتنتهي..

راية النصر مش بعيدة..

وانت قدها..

لكن بتتعثر الخطي..

وتتخلق انا غير الانا..

لكن بظل انا..

بطارد حلم، ولسه..

رغم الجروح ورغم الندوب..

رغم الدم النازف علي الدروب..

لساك بتعافر.. وعارف ان الاستسلام مش سمتنا..

هتوصل؟ جايز.. هتتهزم؟ مش بالساهل..

لكني انا غير الانا..

اصبحت انا غير الانا..

اللي كانت من كام سنة..

ولسه النفس من صدري بيسري..

وعمري ما هبطل اعافر..

اصل اللي زيِي..

عمره ما يبقي زي الكتير..

من كام سنة اتغيرت حاجات كتير..

ولسه بتتغير حاجات اكتر..

ولله في الإنسان مشيئة..

لا بتتبدل ولا بتتغير..

وغاية حتمًا هنوصلها..

[evenjabisa]

أرح قلبك وبدنك، إنما الحياة أقدار..

بين كل حين، تشعرني الحياة انها عصية علي الفهم غريبة عجيبة في منطقها، نفهم ما يجري مرة، ولا نفهم الاحداث الجسام وحتي البسيطة مرات اخري، يعتريني خوف طفل لاول مرة يخرج في الزحام، وتتملكني الدهشة. هل يصبر المرء علي مصاباته؟ وبأي منطق نواجه الحياة؟ أني لي أن اجمع شتات قلبي؟ واقتحم الحياة برباطة جأش؟

تخبرنا سورة الكهف عن الغيب، قدر الإنسان المحتوم متمثلًا في رجل صالح وهو سيدنا الخضر أما العقل حائرًا فيتمثل في سيدنا موسي وهو واحد من أولي العزم من الرسل لا يستطع صبرًا علي فهم ما يراه يجري علي مسرح أحداث سيدنا الخضر، يتعجب كل مرة كيف أن الامور ظاهرها فيها الهلاك فكيف تصدر من رجل صالح؟ ولماذا تحدث أشياء سيئة لأناس جيدون؟ ولِم نفعل الخير لمن لم يكرمونا؟ ماذا سوف يعلمني ذلك الرجل العجيب؟

نأتي الحياة بلا قرار منا، ونسير في دروب شتي بعضها فرض علينا، وأخري نظن  أننا أختارنها بإرادة حرة، ولكنها تسير علي كل حال شئنا أم أبينا، الأطفال الصغار والنساء قتلي في فلسطين، أهل سوريا هاربون مشرذمون في جميع البقاع، الرجال والشباب سجناء معتقلون في مصر، وأمهاتنا يحملون الزاد ويقطعون مئات الكيلوماترات في الكيظ من أجل أن يحتضنوا أبنائهم، أزواجهم، وأخوانهم دقائق معدودة من خلف اسلاك شائكة غليظة بأعينهم، شيء ما قد يحيي الأمل ونقطة ماء بارد في صحراء شاسعة علي امتداد البصر ..

هل لو أتبعنا خطوات بديلة في توقيتات معينة لتبدلت اللعبة؟ هل كان لنا أن ننتصر في مواضع شتي لو تصرفنا بشكل مختلف في الدقائق الأخيرة؟

آتي أخي قبيل المغرب يحمل حزمة من العشب والحشائش غذاء من أجل الماشية التي تقطن حظيرة تقع بجوار المنزل، وبعد أن وضعها علي مقربة من الباب رأينا ثعبان ينسل من بين ثناياها، ثوان معدودة لم ندري اين أختفي، فلم نلقي بالًا وقدرنا أنه ربما هرب..

وبعد أن زحفت الشمس إلي مسكنها، وخيم الليل علي القرية، خلوت إلي نفسي في هدوء أمام باحة المنزل استنشق هواء نقي بارد يداعب صفح وجهي، القمر كأنه كوكب دري والنجوم لآلآ وعلامات تزين وجه السماء.. 

الثعبان ما زال في المنزل يبحث عن مستقر آمن ومخبأ جيد، يذهب في الاطراف، يزحف يمينًا ويسارًا فلم يجد مأوي غير الوسادة، مكان ناعم علي جلده لن يتسبب له في أي جروح، سوف يسكن الليلة بين الوسادة وجرابها؛ حتي تهدأ الحركة في المنزل وتسكن ثم يجد مفر من بني آدم.. لا بأس بهذا المكان ليلة..

ذهني يصفو من الهموم ويؤمن براحة البال، رأتاي تمتلأن بالأكسجين أتفكر في بديع خلق الله، صنع الله ال��ي أتقن كل شيء، الناس في ماسكنهم عابدًا وماجنًا، مطمئن ووجل، والحياة في خلقها تدور ولا تقف، كل يوم في شأن، بعد برهة يوشك النعاس أن يباغتني، اتردد قليلًا ثم أعود قافلًا إلي الدرج، لأنام في غرفتي، ولم اكد اخطو عتبة البيت حتي أوقفتني اختي الكبري بإرشاد وحنان الام التي تهتم لامر صغارها ألا أنام في غرفتي هذه الليلة فالثعبان كان علي مقربة من هذه البقعة من المنزل، ونحن لا نؤمن مكرًا..

قبلت نصيحتها، وحملت وسادتي وغطاء خفيف إلي مكان آخر من البيت، بعيدًا عن موقع الحادث، وذهبت في نوم حلو عميق..

عادة الزواحف انها تكره النور، فيلجأ الحيوان إلي جحر مظلم من جوف الأرض يحميه الضياء، وقبل أن تشرق الأرض بنور ربها، يود الثعبان لو يعود إلي سليقته فيتواري عن الانظار والضوء، فمثل هذه الزواحف ليلها معاشا ونهارها لباسا..

قبيل الفجر، وبينما اغط في نوم عميق من عالم آخر ينتفض جسدي من علي الفراش، وخزة شديدة في منتصف رأسي من الخلف بين الأذنين، حيث تجتمع الشرايين والاوردة والوصلات العصبية في المخ.. فتهرول اختي علي صرخة مكتومة لتطمئن، وتسأل ماذا؟ فأجيبها ربما لدغتني تلك الحيّة في منتصف رأسي الخلفي..

تضيء شقيقتي نور الغرفة فنجد الثعبان ونقتله .. أتدرون ما العجيب أيها القراء؟ أن الثعبان لم يغادر الغرفة الأولي من الاساس، لكنه بات واستقر بين الوسادة وغطاءها، وظننا اننا نغير القدر بتغيير المكان ولكننا لا ندري اننا نحمل اقدرانا بأيدينا ونذهب بها إلي حيث أن قدر لها الله أن تكون..

بعد اسبوع في مركز السموم، اقسم بأم عيني أني عاشرت الموت ورأيته ماثلًا كشبح مخيف فوق رأسي، كل يوم يغير الأطباء دم وبلازما، في قريتي لم أتلقي المصل أو العلاج الصحيح، واضطررت أن أخضع لعلاج طويل نسبيًا، وبفضل الله، وفي نهاية المطاف، بعد أن حاولت الفرار من قدري، وجدت أني حملته بين يدي،  ونجوت..

ولأن لكل شيء في الحياة مبتغي قد يفهمه المرء الآن او بعد حين وربما لن يدري ما كنه فكيف نصبر علي ما نحط به خبرا؟

لم يستطع موسي عليه السلام صبرًا علي خرق السفينة، ولم يكتف بالسؤال بكيف ولكنه أساء الظن مستعحبًا: أخرقت السفينة لتغرق أهلها؟ ويصر علي فرض الظن الخاطيء، أقتلت نفسًا ذكية بغير حق؟ ولِمَ لا نأحذ مالًا مقابل الجدار نتقوت به وأهل القرية لم يطعمونا؟

"وَمَا فَعَلْتُهُۥ عَنْ أَمْرِى"

يظن الكثير كيف تصبر علي ما لم تحط به خبرًا هي جملة استفهامية، لكنها في حقيقة الأمر وبعد تجارب الحياة العديدة فهي جملة تخبرنا في بساطة أن يا عبدي، بعد كل ما رأيت من تجارب ذاتية ومن أخبار الرسل، وما يقص القرآن، هل ما زلت تشك في رحمة الله؟!

إن الله سبحانه وتعالي أحن علي العبد من الأم برضيعها. فالعبد الذي يصبر ويطيل النظر ويتحلي بحسن الظن الجميل يظفر بالفهم العميق للحياة والجرأة دومًا علي البدء من جديد..

[evenjabisa]

أما أنا يا حبيبتي فحياتي في المحصلة سلسلة من النعم التي لا تنقطع حتي وإن بدا غير ذلك.. غارق في فيض من أنعم الله..

يرسل الله الاحداث والمواقف الصعبة في تتبع غريب لترويض اخلاق فتي لا ينفك تدفق الحياة عن الجري في شرايينه بقوة من قلب حيّ نابض..

عشت كثير بفم ضاحك وقلب سعيد، برفقة اصدقائي او بمفردي سخرنا من الحياة والناس وخدعنا الحياة خدعات بسيطة لا تخلوا من طيش وتهور.. فجلسنا علي المقاهي.. وعلي الارصفة.. قرأنا الكتب وناقشنا ماركس، ولم نري مثل بيجوفيتش.. وتفاخرت اني اقرأ داروين..

لكني كنت اسعد واكثر رضا حينما تبادلنا وكنا علي علم بتفسيرات علماء المسلمين عن القرآن..

أحببنا قصص القرآن والانبياء ... وتلفعنا بحكايات الأبطال الذين رحلوا منذ قرون، آملين ان يرسلهم الله إلينا من جديد..

فرقتنا الحياة منذ أن انهينا دراستنا الجامعية، كل في عالمه يقاتل..

علي الرغم من جنون لم يقدر أحد علي كبحه، علي معاركنا المتتالية في الحياة، وخداعنا لها، غير أن الحياة خدعتنا خدعات كبيرة مدمرة، ولم تتركنا بقلوبنا الفتية نسعد دومًا بانتصارتنا الصغيرة..

دومًا كنا مختلفين متميزين في السير عبر طرقات الحياة، حين اطعمنا حيوانات سويًا في الشوارع، او حين خلع احدانا سترته لفقير وحيد يشعر بالبرد القارص في الشتاء وقال ان شعور العطاء يدثره افضل..

حين لاعبنا الاطفال بقلوب اطفال كأننا اقل من اعمارنا بعقود.. وحين قبلت فتاتي وانا اقود سيارتي بسرعة كبيرة في جنون..

حين هتفنا بأعلي صوت من حنجرتنا في بداية مظاهرة.. وحين خذلنا قلب احببناه بشدة.. وحينما قابلنا حبيب قديم كان لنا ثم من بعد أصبحنا غريبين..

علي رغم أننا مررنا بأكثر من ظلمة، وجلسنا في قاع بئر مظلم شاعرين بالبرودة والوحدة، ومنا من مكث بسجن فلم يخرج منه بعد فلم يزره فتيان.. ومنا من ابتلعه حوت..

لكننا في النهاية ننجو أقوي وافضل.. ولم نود أن نرم سهامنا يومًا في قلوب الاخرين..

قرأنا الشعر وتبادلنا حكايات ملحمية وكم وددنا لو أن نترك العالم يملأه الذين يدندنون قصائد حب، لكن لم تغادر اصواتنا ابواب المقاهي،

صلينا في مساجد جديدة لأول مرة، وتسابقنا ليلًا في شوارع واسعة خالية من البشر يراقبنا القمر.. والكل رابح.. وعودنا لنسير في هذه الشوارع مرة اخري اغرابًا.. تتلبسنا اطياف الذكري فيمذقنا الحنين إلي ما لا يمكن الوصول إليه..

كنا مراهقين فصارنا شبابًا.. كنا مواطنين فاصبحنا اغرابًا.. ما زلنا صغارا ننتظر كل يوم نسيم الفجر.. صباحات دافئة، صوت حنون، ضاحكات لا يكدرها حزن، علي الرغم اننا رأينا كثيرا منا من فقد حبيب او حلم، او عاني مرضًا، لكننا، وبرغم كل شيء، نستيقظ كل يوم علي امل حدوث شيء جميل.. وان علي في هذه الحياة كما قال درويش ما يستحق الحياة..

[evenjabisa]

تلفاز بيت جدتي القديم..

كُنا أطفالًا صغارًا نلتف حول جدتي ونضم بيدينا الصغيرة كتكوت أصفر صغير، أشترته لنا، نحاول بعناء اطعامه أو جعله يستقى من غطاء زجاجة بلاستيكية شربة ماء، بحب ورحمة وروح طفولية نود أن نكون السبب في احياء هذا المخلوق الصغير، هكذا زرعت جدتي روح الإنسانية في قلوبنا منذ كنا صغارًا، دون وعي، لحب جميع المخلوقات.

فما هي حكاية التلفاز الصغير القديم؟

بين حين وآخر تأتي إلي الذاكرة مواقف من الطفولة البعيدة تذكرنا بذكريات لم يتثن للزمان أن ينسينا إياها فيغمرنا فرط الحنين إلي أيام وأشخاص لم يبقي منهم علي ظل الحياة غير ذكراهم الطيبة، وبنستوالجيا غامضة نحلل ذكريات سنواتنا الأولي بعدسة مكبرة من سنواتي الخمس والعشرين..

اصبح العالم اليوم سريع عجيب، يتطور بسرعة عظيمة من انشطار الذرة واقتحام الفضاء، كل شيء أصبح في عجالة، من يأتي بالشيء الجديد؟ أصبح الملل يصيب المرء اليوم سريعًا، فالاشياء تتحدث وتتجدد تتري، وبدلًا من السيطرة علي شهواتنا، وكبح زمام النفس، ينساق الكثير من الناس لاهثين وراء كل ما هو جديد حتي وإن كان بدون قيمة حتي وإن كان بين أيديهم الجيد والممتاز،

لا يعبء الناس اليوم بالمعايير الأكثر أصالة، بل أصبحت رغبة كثير من الناس اليوم وراء الأنا، الشعور بالأفضلية، الاستحواذ والمقارنة بالغير.. تعيس حقًا ذلك الإنسان الذي غفل عن قصة الله، آدم والشيطان حين امره الله بالسجود قال أنا خير منه، فلم تكن لعنته لشيء غير التكبر والأنا المتعجرفة التي جعلته رمز للشر وفي عداء دائم مع الإنسان والخير إلي يوم القيامة.

علمني جدي الكثير من حركات الصبيان، كيف أنازل وأكسب عراكًا علي من جار علي، وألا أبدأ قتالًا، فالحكيم من تمالك غضبه، لكني إن تورطت في قتال، فعلي الضرب بشدة لا مثيل لها، وهو من سيقف أمام أيًا كان، لأني مؤدب، لقد قضيت كثيرًا من طفولتي مع هذا الرجل العظيم، كان يعمل "صيادًا للسمك" لكنه كان يأتي بالطير الذي يعلم أني أحب لحمه، وكثيرًا ما ألح علي أحد أحفاده أن يعلمني الرماية، ومنهم من علمني.

حوي منزل جدي تلفازًا صغيرًا كان يأتي بقناتين فقط، الأولي والثانية، لا غير ذلك، يعملون في ساعات محددة من اليوم، يعرضون مسلسلًا أو فيلمًا أبيض واسود: "لن أعيش في جلباب أبي" .. "حضرة المتهم أبي" .. "إسماعيل يس في البحرية" .. "الإرهاب والكباب".. كل هذه الأفلام كانت تزرع فينا شيء واحد هو حب الخير وكره الشر بل ومحاربته،

هذه كانت النماذج السائدة في ذلك الوقت، وسرعان ما كبرنا وسعينا لكي نواجه العالم بمعايير أكثر أصالة محبين نماذج البطولة من منابعها، فنجد أن التلفاز حقًا وخاصة الدراما تحث الإنسان علي حب الخير وكره الشر؟ ولكن بأي معيار؟

السينما قد تجعلك تتعاطف مع مجرم، وتدع إلي عاهرة زانية، وتشفق علي آكل مال اليتيم، وأن تري من يده ملوثة بالدماء في موضع المسيح يخلص البشرية من آثمها، فأنت لا تدري من أي أيدلوجيا يكتب الراوي فيعرض الجانب الذي خفي، ويخفي الجانب الذي وجب أن يُعلن حق إعلان ويصبح عاريًا امام الجميع بلا تحيز وبكل موضعية.

تلفاز جدتي كان بسيطًا جدًا، واليوم أصبح التلفاز مليء بآلاف القنوات، منهم من يصنع المحتوي، ومنهم من يدعي أنه يصنع المحتوي، وأصبحت السينما والكاميرة ادوات في يد فئة عريضة وكبيرة، منهم من أصبح يستخدم هذه الوسائل ردعًا للشر وترك رسالة عظيمة، ومنهم من هو نفعي ربحي محض، ومنهم، وهم الكثر من يريد أن يهوي إلي أسفل سافلين بالتزييف والخداع لنشر رسائل لو سكتوا عنها لكان خيرًا كثيرًا، وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً.

أحن إلي بيت جدتي القديم، إلي خبزها، وآثاث منزلها البسيط غير المعقد. إلي التلفاز الذي لم يكن يأتي غير بقناتين أو لا يعمل أساسًا، إلي جدي الجميل، الذي لم يقرأ شكسبير، ولم يعرف شعر إليوت، ولم يحارب مع دينكشوت في معاركه الوهميةـ جدي الذي كان يستيقظ في الليل بينما نحن جالسون نمزح ونلهو قائلًا: "حد مزعل ستكم يا أولاد؟"..

وقد رحلوا جميعًا منذ أيام وشهور، غفر الله لهم ورحمهم، وجمعنا بعهم في الجنة، ونقول يا جدي: ليت الزمان يعود يومًا، علمتنا كثيرًا وتركتنا في عالم لستُ ادري خيرًا هو أم ...؟

[evenjabisa]

- في النفس فراغ لا يملؤه غير سماع القرآن وقراءة وتلاة القرآن..

- إن الله أحن وأرحم وأغني وأعلي..

May Allah helps us to start the new month with lighter heart and true dreams..

يجبر الله الصابرين بعد حين جبرًا لو وقف الخلق يشاهدون لتعجبوا كل العجب، فصبرٌا جميل، ولا ييأس من روح الله إلا..

May you're sad now because you are only focusing on things you don't have, closed doors, or sunk costs, but by little thinking of what you really have you will figure out how wealthy you are..

الحب طمأنينة، ليس فقط بالجوار في عالم الوجود، لكن فكرة وجود محب في هذا العالم ولو علي طرف اميال، فكرة حضورك في عالم افكاره، كفيلة أن تعطيك قوة هائلة، فالحب قوة لا ضعف..

May Allah grant my parents happiness, let them enter paradise without any account in the day of judgment..

- "وقل ربي أرحمهما كما ربياني صغيرًا"..

-لا تنطفيء..

- اعلم أنك مثقل، لكن ورغم ذلك لا تفقد ابدًا رغبتك في الطيران، في رغبتك في التحليق بعيدًا جدًا..

-look at the sky every day and night, watch clouds, the moon, and stars, it is a free effective cure..

-اللهم اني قد مسنا الضر وانت ارحم الراحمين..

-If you want to steal the peace of someone, just steal his libery or restricte it..

-بحلم في يوم اني اطير وانا عارف اني في يوم هقدر..

- ‏"وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا"..

-فضلّ من الله يغني، يغني بفضل من الوقت، يغني بفضل من المسكن، يغني بفضل من الأحبة، يغني بفضل من العلم والكتب، فإن الله حين يعطي، يدهش بعطائه..