﴿أسطورة هبوط الإنسان من الجنة /آدابا/آدم/ في النصوص البابلية﴾
تدور هذه الأسطورة عن الإنسان الأول في الأرض (آدابا) ، ورفضه لـ الخلود ، وهي المعروفة بـ إسم (قصة آدابا والرياح الجنوبيّة - Adapa And The South Wind) ، أو كما تُعرف لدى البعض بـ إسم (هبوط الإنسان) ، وربما تتشابه هذه القصة أو الأسطورة في بعض الأشياء في هبوط (آدابا) من جنة دِلمون (الخلود) ، مع قصة (آدم) وهبوطه من (جنة الخلد) ، والتي ذُكرت في الأديان السماويّة (التوراة - الإنجيل - القرآن) ..
وللأسف المعلومات عن القصة أو الأسطورة غير كاملة حتى الآن ، بسبب فقدان بعض الأجزاء والنصوص منها ، فـ هي تُعرف من خلال ألواح مُسماريّة قد وجدت في (تلّ العمارنة المصريّة) ، والتي تعود تقريباً إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد ، بالإضافة إلى بعض النصوص التي قد وجدت في مكتبة (آشور بانيبال) الآشوريّة من القرن السابع قبل الميلاد.
و (آدابا - Adapa) هو اسم أول إنسان خلقه الإله (أنكي) ، و(أنكي) هو الإسم السومريّ له ، وإسمه البابليّ (آيا) ، وهو إله وليس ملاك ، أي أنه نفس الإله ولكن باِسمين مختلفين ، وهو خالق الإنسان طبقاً لقصة خلق الإنسان السومريّة ، وهي قصة الإنسان الذي عصا الإله فـ فقد الحياة الأبديّة والخلود ، وقد تمّت إعادة كتابة هذه الأسطورة مرّة أخرى في العصر البابليّ ، لكن بشخصيّة الإله (آيا) -أي الحياة- والرواية البابليّة تضع (آيا) كـ خالق لـ (آدابا) ، وكان (آدابا) كاهن مدينة (أريدو) السومريّة (في العراق حالياً) ، ويُعتبر إبن إله الحكمة والمعرفة (أنكي) ، والذي علّم ومنح (آدابا) الذكاء والعلم والحكمة والصيد ، حيث خلقه (أنكي) ، وطلب منه أن يزوّد مائدة الآلهة بالسمك ، وتخبرنا الأسطورة ، أنه ذات يوماً ما ذهب (آدابا) إلى الصيد ، فـ هبّت عليه رياح جنوبيّة قويّة قلبت القارب ، وألقته في البحر ، فـ غضب (آدابا) من ذلك ، ونطق بـ لعنات كسرت جناح الرياح الجنوبيّة ، ومنعتها من أن تهبّ لمدة سبعة أيام ، وعندما علم (آنو) سيد السماء ، غضب من فعلة (آدابا) ، وأمر بـ أن يمثل أمامه ليحاسبه على فعلته.
عندما علم (أنكي) أن إبنه (آدابا) مطلوباً في السماء أمام (آنو) ، أعطاه عدة وصايا ، ونصحه كيف يتصرّف في بلاط الآلهة ، ونظراً لأن (أنكي) هو والده وملهمه ، فإن (آدابا) يثق به ، وكان يخاف (أنكي) أن (آنو) سيد السماء قد يمنح (آدابا) طعام وشراب الموت ، فقال له انه حين يقدمون له الزيت والملابس ، لا ضرر في أن يأخذهما ، ولكن أوصاه ألا يأكل لو قدم له هدية طعام من قِبل (آنو) ، وقال (أنكي) لـ (آدابا) أن هذا الطعام هو لـ الموت ، والشراب لـ الموت ، وأقنع (آدابا) بـ أن هذا ما سيفعله (آنو) ليعاقبه ويقتله ، فـ أوصاه ألا يأكل ما يقدم له.
وأخبره (أنكي) أنه عندما يذهب إلى السماء ، يجب أن يرتدي ملابس الحداد ، وأنه يجب أن يتملّق آلهة البوّابات (تموز) و (نن-كَش-زيدا) فسوف يسألانك لماذا تلبس ملابس الحداد ، ستجيبهم بأن هُناك إلهان إختفا من البلاد ، سيسألانك من هما ، ستقول: (تموز) و (نن-كَش-زيدا) ، فـ ذهب (آدابا) إلى السماء ، ثم وصل إلى البوّابة ، فقابله (تموز) و (نن-كَش-زيدا) ، وسألاه عن وجهته وسبب مجيئه ، ولماذا يلبس ملابس الحداد ، فقال لهما ماصنعه بالرياح الجنوبيّة ، وأعلن ندمه ، وإنه ايضاً يلبس ملابس الحداد لحزنه على إختفاء إلهين ، فسألاه من هما؟ فـ أجاب (ادابا): إنهما (تموز) و (نن-كَن-زيدا) ، وامتدحهم كثيراً ، فسرا وضحكا لتملّقه ولمعرفته بهم ، وسمحوا له بالمرور ، وقاموا بحماية باب الجنة ، ومنعوه من أن يأكل هناك ولا يشرب لمدة ثلاث أيام ، لأن الطعام قد يقتله ، بل أن يتكلموا عنه جيداً أمام (آنو).
وحين رأى سيد السماء الكبير (آنو) ، مظهر (آدابا) الحزين وملابس الحداد ، وندمه على فعلته ، رق قلب (آنو) عليه ، وطلب أن يقدموا له الزيت والملابس والماء والخبز ، فـ فعل (آدابا) ماقد أوصاه ونصحه به (أنكي) ، فـ تدّهن بالزيت ، ولبس الملابس ، ولكنّه رفض الماء والخبز ، فـ ضحك (آنو) وسأله عن سبب رفضه ، فقال (آدابا) ، أنه يلتزم بوصايا سيده (أنكي) ، وأن هذا الماء هو ماء الموت ، والخبز هو خبز الموت ، فـ صدمه (آنو) سيد السماء عندما طلب منهم: (بأن يستبدلوا خبز وماء الخلود والحياة ، بـ خبز الموت وماء الموت) ، فـ ادرك (آدابا) بأن الماء والخبز كانا لـ الخلود وأنهما مقدمين له بسبب ندمه على فعلته ، ولكن بسبب تنفيذه لوصايا والده قد خسر الخلود.
ويُسأل (آنو) سؤالاً ساخراً: ما هذا المرض والخطيئة التي سبّبها (آدابا) لـ الجنس البشريّ؟! ، وأدرك (آنو) أن البشر سيعانون من الأمراض والمهالك ، ولكن الإله (نينكاراك - Ninkarrak) إله الشفاء قد يُساعد في هذا ، وأمر (آنو) بـ إرجاع (آدابا) إلى الأرض ، ليعيش هو ومن بعده من البشر في مواجهة الصعاب ، ولكن اللوح الثالث غير مُكتمل لكي نعرف ماذا فعل الإله (آنو) مع الإله (أنكي) ، وكيف كان عقابه له ، وحتى نعرف ماذا حدث بعد ذلك بين (آدابا) و (أنكي).
1 note
·
View note
تفاصيل من سيف السلطان العثماني (محمد الفاتح) فاتح القسطنطينيّة.
Detail of the sword of the Ottoman Sultan (Mohamed the Conqueror), the conqueror of Constantinople.🖤
0 notes
تاريخ بدايات ظهور عبادة الأوثان ، وكيف تطوّرت إلى عبادة الأشخاص:
قد جهد الإنسان في كشف البدايات وتفسير النشأة الأولى لبعض المعتقدات , ومن هذه المحاولات تفسير بدء الوثنيّة ، قال (هوميروس): "وكانت الآلهة من أبناء آدم ، ولكن مع مرور الزمن والأجيال كبر همتهم ورفع شأنهم إلى درجة الآلهة" ..
ومثل هذا القول ، قال به أكثر من مؤرّخ حيث جاء بـ أن أول مظهر للدين كان عبادة أبناء القبيلة لـ أميرهم ، وأيضاً قال الفيلسوف سبنسر: "إن عبادة السلف أساس الأديان جميعاً" ، وتبعاً لذلك كان بنو (شيث) يأتون جسد (آدم) في المغارة ، فيعظمونه ويترحّمون عليه ، فقال رجل من بنو (قابيل بن آدم): "يا بني قابيل إن لبني شيث دواراً يدورون حوله ويعظّمونه وليس لكم شيء" ، فنحت لهم صنماً ، وكان أول من عملها.
وجاء أيضاً أن (وداً) و (سواع) و (يعوق) و (يغوث) و (نسراً) كانوا قوماً صالحين ماتوا في شهر , فجزع عليهم أقاربهم , فقال رجل من بني قابيل: "يا قوم هل لي أن أعمل لكم خمسة أصنام على صورهم" ، فعملها ولقبها لهم ، فكان الرجل يأتي أخاه وابن عمه أو عمّه ، فيعظمه ويسعى حوله حتى ذهب القرن الأول ، ثم جاء قرن ثان فعظموهم أشد تعظيماً من القرن الأول ، ثم جاء قرن ثالث ورابع فعبدوهم.
جاء في كتاب الأصنام لابن الكبي ما يلي: (... وكان الذي سلخ بهم إلى عبادة الأوثان والحجارة أنه كان ��ا يظعن من مكة ظاعن إلّا احتمل معه حجراً من حجارة الحرم ، تعظيماً للحرم وصبابة بـ مكّة ، فحيثما حلُّوا وضعوه وطافوا به كـ طوافهم بالكعبة تيمناً منهم بها ، وصبابة بالحرم ، وحباً له ، وهم بعد يعظمون الكعبة ومكة ، ويحجون ويعتمرون على إرث إبراهيم وإسماعيل ، ثم سلخ ذلك بهم إلى أن عبدوا ما استحبّوا ونسوا ما كانوا عليه ، واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل غيره ، فعبدوا الأوثان ...) ، و ( ... وكان أول مَن غيَّر دين إسماعيل فنصب الأوثان ، وسيَّب السائبة ووصل الوصيلة وبحَّر البحيرة وحمى الحامية ، عمرو بن ربيعة وهو لُحي بن حارثة ابن عمرو بن عامر الأزدي وهو أبو خزاعة ...).
أمّا عبادة العرب لـ الحيوانات ، فكانت وليدة الإستفادة واللذة والخوف كما قالوا بأنّه هناك علاقة بين آلهة الرعد والبرق لما يزعمون من أصلها السماري ، ورأوا في الحجر شيئاً من السحر حيث إن النار تحرق كل شيء إلّا الحجر ، كما كانت الشمس والقمر والنجوم والمطر والنور من آلهة الخير ، وكان البرق والرعد والظلام من آلهة الشر ، حيث قدّم لها الإنسان الفرابين استدراراً لخير الأولى واتقاءً لشر الثانية وغضبها ولهذا كان الدين والتعبد وليد اللذة والألم والخوف.
0 notes
| المرميديّون أو المرامدة – الميثولوچيا الإغريقيّة |
زُعم أن (المرميديّون) كانوا من المُحاربين الشرسين من (ثيساليا) , والذين قاتلوا خلال (حرب طروادة) مع قائدهم (أخيليس) , ويُعتبر (المرميديّون) من بين أفضل مُحاربين الإغريق , كما أنّهم إشتهروا بإرتداء الدروع السوداء , و (المرميديّون) كان يجري في عروقهم حُب الحرب والتسلح , كما لو كانت شئون الحرب تُمثل بالنسبة إليهم كُرات الدم الحمراء والبيضاء , فقد اشترك المجدفون المرميديّون في الحروب الفارسيّة جنباً إلى جنب , مع حملة التروس الأثينيّين , والإسبرطيّين , وكانت القيادة العُليا لـ الكورنثيّين في البحر , والقيادة العليا لـ الإسبرطيّين في البرّ , لذلك نستطيع أن نضع المرميديّون في زمرة الشعوب الهيلينيّة , مع شعب أثينا و إسبرطه.
ومُصطلح (المرميديوّن) أو (المرامدة) يأتي من تعبير يونانيّ , ويعني في الأساس (شعب النمل) , حيث انه في إحدى الروايات الإسطوريّة عنهم , يُقال إن (المرميديّون) كانوا في الأصل (نملاً) من جزيرة (إيجينا) , والذين تحولوا إلى بشر , بعد أن أغوىَ الإله (زيوس) الإلهة (إيجينا) , وهي إبنة إله النهر (أسوبوس) , إذ سُمّيت الجزيرة (إيجينا) على إسمها , وفي غضب شديد بدافع الغيرة من (هيرا) زوجة (زيوس) , أرسلت وباءاً للقضاء على سُكّان الجزيرة.
وبعد الوباء , كان سُكّان الجزيرة الوحيدين الناجين هُم (اياكوس) ملك إيجينا , وابنائه (بيليوس) و (تيلامون) – وبيليوس هذا كان صديق (هرقل) أو (هيراكليس) , وقد شارك معه في مُحاربة الأمازونيّات - وصلّىَ (اياكوس) إلى (زيوس) من أجل أن يتم إعادة إعمار الجزيرة , حتىَ يتمكّن من حُكم الناس , وفي تلك الليلة بعد أن صلّىَ (اياكوس) لـ (زيوس) , حلم أنه رأى مجموعة من النمل على شجرة , وقد تحوّل النمل إلى بشر , وفي صباح اليوم التالي , وجد (اياكوس) الأرض مليئة بالسُكّان الذين يعملون ويعمرون المنطقة , ودعا (اياكوس) رعاياه الجُدد إسم (مرميديون) , مُشيراً إلى أصولهم التي أتت من النمل حسبما رأه في منامه.
وفي نهاية المطاف نفىَ الملك (إياكوس) أبنائه من إيجينا في القرن الثامن قبل الميلاد بسبب تصارعهم على السُلطة , وذهب معم بعض من عائلة (المرميديون) , منطلقين نحو (ثيساليا) , حيث عمروها وزرعوها وسكنوها , والحدث الأكبر شهرة في حياة (بيليوس) كان زواجه بإلهة البحر (ثتيس) , والتي أنجبت له البطل الأسطوريّ الشهير (آخيل) أو (آخيليس) , والذي أصبح ملكاً لـ (المرميديّون) خلفاً لأبيه , حيث تذكر الروايات والأناشيد اليونانيّة القديمة , أن (آخيل) كان أعظم (المرميديّون) , وكان معروفاّ في الملاحم الإغريقيّة بإخلاص (المرميديّون) لقائدهم (آخيل) في الخير والشر بدون إعتراض.
وعندما بدأت (حرب طروداة) الشهيرة , سعى الإغريق إلى تجنيد أعظم مُحارب في كل العالم في ذلك العصر -أي آخيل- , ورداً على ذلك , قاد (آخيل) مجموعة من جنوده (المرميديّون) إلى الحرب عبر بحر إيجه , وتذكر الروايات مثل ملحمة الإلياذة لـ هوميروس , أنهم محاربين متميّزون دوناً عن غيرهم بإرتدائهم دروعهم السوداء , وفشل الإغريق أول الأمر في غزو (طروادة) , ولمّا علموا بأن (آخيل) هو الذي سيُحقق النصر لهم حسب نبوءة أحد الكهنة , لم يعارضه أحد ووافقوا على طلبات (آخيل) , واستطاع (آخيل) أن يُحقق إنتصارات باهرة لـ جيش الملك (أجاممنون) طوال تسع سنوات من الحرب , ولكنّه سقط في المعركة أثر سهماً من (بارس) إبن ملك (طرواده) في وتر (آخيل) فمزقه وسقط أرضاً , ثم أجهز عليه وقتله بعد سقوطه , ويُستعمل لفظ (وتر آخيل) في الثقافة والأداب الأوروبيّة لـ الكناية عن نُقطة الضعف في الشخص المُعيّن , فإذا ضُرب أو قُطع وتر آخيل , فقد أصيب ذلك الشخص في أضعف نُقطة في جسده.
5 notes
·
View notes