forlatermaybe-blog
forlatermaybe-blog
For later, maybe.
4 posts
Don't wanna be here? Send us removal request.
forlatermaybe-blog · 6 years ago
Audio
صوت طرقة شديدة ايقظتني من اعمق نقطة في نومي، استيقظت منزعجا محاولا تحديد مصدر الصوت الذي بدا لي وكانه خطرا مسببا حالة من الذعر الغير منطقي والذي اعتادت عليه في لحظات استيقاظي في منتصف النوم، وبينما احاول فهم الصوت ومصدره انتبهت لما هو اخطر، ما هذا الظلام الدامس واين انا؟ اين الباب؟ قال لي احد اصدقائي مرة، مفسرا ارتباط الانسان بالباب، ان الانسان في مكان ما عميق داخله يحاول دائما ان يكون في وضعية تمكنه من رؤية الباب، الباب الذي سيهرب منه عند وجود اي خطر او شعوره بعدم الراحة في المكان، تزداد تلك الرغبة - دون ان يدري الانسان - كلما كان في مكان جديد، دائما يجلس جانب الباب او بشكل مواجه للباب او على اقل تقدير في مكان اخر مع ادراك كامل من مكان الباب، كل ذلك بلا ان يعي سبب اختياره، عمق داخله هو من يختار، يختار الحفاظ على امكانية الهروب في محاولة للبقاء وهي رغبة أساسية في البشر ساهمت في وجودهم وعدم انقراضهم.
وبينما ابحث عن الباب، داهمت عيناي نقطة بيضاء حاولت ايضا ان احدد مصدرها ونجحت في ذلك بعد لحظات كانت طويلة في حالة من الهلع، على يمين سريري مباشرة مكتبة تفصل بيني وبين باقي الغرفة، وكانت النقطة البيضاء هي من بقايا اخر ضوء في نهار اليوم وقد نجحت في التسلل من بين الكتب المرصوصة بعشوائية على الرف الى عيني في سريري، وبينما احاول استخدام ما توصلت اليه في تحديد الباقي من المعلومات للتاكد من مكاني، شدت هي بطرب: “اطاوع في هواك قلبي، وانسى الكل علشانك”، صوتها جعلني شعرت فجأة بالامان وتدريجيا اطمئنت نفسي وتمكنت من السيطرة على الهلع بشكل سهل ادراكي لكل من مكاني وزماني.
ابتسمت للفكرة واحببتها، اعجبني ان صوتها هو مصدر طمأنتي، تخيلت انه الوطن، الذي كلما ابتعدت عنه كانت هي ونيستك، كانت هي الوطن الذي تاخذه معك لمكان اخر، الوطن الذي لم يرفضك، الوطن الذي يحنو عليك وليس الاخر الذي يقضي على احلامك، الوطن الذي يعبر عنك وليس ذلك الذي افقدك السجن فيه اصدقاءك، والمرض احبابك، وافقدك الخوف والضغوط فيه شريكتك، الوطن بمعناه الاعقد، الوطن الامان والاهل والونس، الوطن اللاتكلف والسهولة واللحظات اليسيرة والوقت الذي تملأه البساطة والسلاسة، كل تلك المفاهيم الكبيرة واخري بسيطة بساطة كوب شاي ساخن في مغربية يوم من صيف شرق القاهرة، صوت ام كلثوم ينطلق من الاذاعة المسماة باسمها على الموجة المتوسطة، شجرة كبيرة في الافق القريب مليئة بصياح العصافر التي تستقبل الظلام بعد قليل، لم ادري ابدا اذا كانت تلك الزقزقة الصاخبة هي نداء للعصافير المتاخرة عن العودة للشجرة، ام كانت احتفال يومي بالوجود، ام ان كل عصفور ينادي خليلته، وطن لحظات الاستيقاظ في منتصف الليل مفزوعا بينما كانت هي الى جانبي في الجانب التي تحبه، جانب الباب، والذي كان جانبي قبل ان اعرفها، وتنازلت عنه لها بعد مصادمة مرحة شقية منها، الجانب الذي لم انم فيه ابدا بعدها وطالما كان فارغا بعد ان رحلت، رحلت هي وبقى صوت ام كلثوم يطمئنني في الليل، فقد بدأت بعد ان رحلت في عادة يراها اصدقائي غريبة، انام على صوت ام كلثوم وهو ليس بغريب، لكني اقوم بوضع ست اغاني مختلفة كل يوم لاستمع لهم وانا نائم وخلال لحظات القلق التي اعتدت عليها، فيوقظني القلق مرة فاجدها تقول “صَحَوْتُ بالآمال في رَحمَتِك” واتقلب من جانب لاخر فاجدها تقول “اتقلب على جمر النار” ويوقظنني العطش فاجدها تقول “ إسقني وأشرب على أطلاله”، هناك طمئنة ما في صوت ام كلثوم، لا ادرى ان كانت مساحة صوتها الواسعة بشكل علمي بحت ام قوة شخصيتها الواضحة بلا شك في صوتها مع احتفاظها بالامومة في اسمها في اسقاط على قوة وثقة وحنان امك في سنين صغرك فتطمئن لوجودها حتى لو لم تعد امك تطمئنك، حتى لو امك اصبحت اكبر مصادر قلقك على صحتها واحوالها ومدى احساسك بالتقصير تجاهها.
1 note · View note
forlatermaybe-blog · 6 years ago
Text
كعب عمل
واحدة من أكبر مميزات اني لسه سايب عنوان بطاقتي على بيت اهلي في عزبة النخل، هي اني لما بحتاج ورق الحكومة بضطر ارجع لمنافذ الحكومة في المنطقة عند اهلي.
صحيح أنها فشخة بنت متناكة من حيث المشوار والزحمة لحد ما اوصل، وده طبعا غير الفشخة الكاملة في عدم النظام في المنافذ دي، ومستوى الناس اللي بتروح هناك اللي بيخليني حرفيآ اعمل فيش جنائي وانا واقف في طابور جنب واحد بكلابشات أو محامي لموكله المحبوس في خناقة ولا مخدرات ولا حتى آداب. لكن الميزة الحقيقة أنه ده بيخليني عندي حالة بتجمع بين الفخر بنفسي، الرضا عن اللي حققته، وتأكيد على صحة كل قرار اخدته في حياتي التعليمية والعملية وكمان على مستوى العلاقات من أصحاب المنطقة اللي كملوا حواليا واللي حلقت لهم تدريجيا ومساحات التواصل مع الباقي منهم لحد النهاردة، والأهم من ده كله؛ بحب واحترم ابويا وامي اكتر، انهم قدروا يطلعوا بينا كـ أسرة كاملة من كل الخرة ده، انهم قدروا يفصلونا عن رداءة الواقع المحيط، وأنهم قدروا يزرعوا بذور نضيفة جوانا عن قيم الحق والخير والعمل وقيمة الوقت والقيمة بشكل عام وتحقيق الذات والرهان الدائم على الاستثمار في العقل والمنطق والتعليم والطموح والمستقبل في حين أنه ابن جارتنا اللي جنبنا كان ولا زال حرامي شقق مسجل، والأجمل من ده كله، اننا عمرنا ما انفصلنا عن الواقع المحيط، عمرنا ما كنا الأسرة اللي في الطبقة المتوسطة اللي بتتحاشي التعامل مع المحيطين، بالعكس تماما؛ ابويا كان الشخص اللي كل الناس اللي حوالينا بتثق في رجاحة منطقه وعقله بالشكل الذي كان بيخلي يتولى إدارة جميع حسابات وأمور العمارة ولم الإيجار الشهري من السكان لصالح صاحب البيت الصعيدي اللي عايش في قنا نركز دشنا والذي بيجي كل سنتين ياخد إيجار سنتين أو كل ما يحتاج فلوس. وامي كانت ملاذ جيراننا الستات في ملئ استمارة رغبات الجامعة لأولادهم اللي جايين ٦٠% ثانوية عامة وتفكيرها المنطقي على حسب كل شخصية من العيال دي اللي ينفع في حقوق واللي مش وش تعليم اساسا فيطلب معهد خدمة اجتماعية وهكذا، كنا أسرة منفصلة متصلة بالواقع، بنتعامل مع الناس بمنتهى التلقائية والمساواة في كل ماهو غير التعليم والمستقبل والاختيارات المتعلقة بيهم،  اظن انه معظم الناس كانت على الاقل ما لو ما بتحبناش ف هم كمان ما بيكرهوناش.
من الصدمات اللي اخدتها النهاردة وانا بخلص اوراقي في مكتب العمل في المطرية، كمية الناس اللي ما بتعرفش تقرأ وتكتب،  انا مليت تلات استمارات لتلات أشخاص مختلفة، واحدة بتقدم على شغلانة عاملة نظافة وما بتعرفش تكتب حرف ولا رقم، وواحد ناسي اسمه لكن كان واضح انه مسيحي،  كان حزين انه فقد بصره،  وكان عمال يقولي كلام عشان يجمل شكله قدامي من نوعية انا بعرف اقرأ واكتب، انا بس نظري معرفش ايه اللي جراله، كام ٦/٦ مش عارف ايه اللي حصل،  مكانش في مرارة في كلامه أو حزن،  كام في كلام بيحاول يثبت لي أنه تمام وجدير بالعمل هو بس نظره ضعف شوية ومحتاج مساعدة يملى الورق، الضربة القاضية كانت لما طلع لي ورقة قبضه من المصنع،  وكان مرتبه ٣٢١ جنيه ونص اللي هو بالظبط الحد الأدنى للتأمين الاجتماعي، اتمنيت في سري انه يكون حتى يارب بياخد الف جنيه ولو اني اشك انه بياخد الرقم ده. على جانب آخر، طلبت بنت عمرها ما يزيدش عن ٢٢ سنة خريجة تجارة عين شمس (نفس كليتي وجامعتي) اني اساعدها في تحديد المستوى التعليمي اللي هي تلقته، ايوا خريجة تجارة عين شمس مش عارفة انها تعتبر خريجة تعليم عالي، ومكانتش عارفة تملى كارت بيانات بسيط جدا زي كل التانيين، ده طبعا غير أنها استلفت تليفوني عشان تتصل بنفسها لأنها "مش لاقية" تليفونها، غالبا زي ما بيقول كتاب "كيفية شقط شاب حليوة في سن الزواج" في صفحة رقم ٦ ازاي تدي رقم تليفونك بدون احراج. لكن نجمة اليوم في مكتب العمل النهاردة كانت مدام روحية، الموظفة المختصة اللي قبلت تعملي استثناء من الاضطلاع على شهادة التخرج الأصلية وقبلت بصورة ضوئية من على تليفوني وهي بتبتسم ابتسامة مظنش هنساها بسهولة و تقول لي "ما تتعودش على كده"،  كانت شخص بييسر أمور كل الموجودين قدامها بمنتهى الهدوء والرحمة والتفهم الكامل ودائما دائما بنفس الابتسامة اللي مظنش اني فعا هنساها بسهولة.
انا بحمد ربنا قوي على كل حاجة وصلت لها وحققتها،  وبعترف اني دائما كنت محظوظ، من اول ابويا وامي واختي وعيلتي لحد الناس اللي قابلتهم في حياتي وغيروا مسارها من مجتمع بسيط وعشوائي زي عزبة النخل لحد اللي انا فيه النهاردة.
واخيرا،  كس ام انعدام المساواة وكس ام كل واحد كان مسئول انه يخلي حال البلد دي احسن وما عملش كده.
شكرا جدا جزيلا.
0 notes
forlatermaybe-blog · 6 years ago
Text
في محاولة لفهم الموت او الحياة
لدي عادة اجدها غريبة احيانا، لطالما وجدت نفسي أفتش في بروفايلات اناسا رحلوا، افتح رسائلهم القديمة معي ان كان لي معهم وسائلاً، أتمعن النظر في صورهم وتفاصيلها، ملامح وجووهم، تعليقاتهم وكتاباتهم، احاول ادراك ابعاد لم اكن مهتم بها ابدا من قبل وفي وجودهم، بل حتى احيانا لم اكن مهتما بهم كأشخاص في المطلق قبل رحيلهم، فكرة الرحيل ثقيلة ومربكة، قد يبدو اني مشغول في كلاسيكيات ما بعد الموت، أبدا لا يشغلني مكان وجودهم او ما يحدث لهم و مثلها كأفكار كلاسيكية لما بعد الموت، تفسيري لهذا ربما ل��ى عقلي قدرة ساذجة على فهم الغياب، لا افكر في ابعد من حقيقة عدم الوجود، وهي حقيقة تتماشي مع الصورة الواقعية التي احب ان تلتصق بشخصي، مرات اتمنى ان تكون هذه القدرة حقيقية وأفكر في مدى تمكن عقلي منها في إدراكها وتطبيقها وأتمنى ان تكون قدرة حقيقية يستطيع عقلي ممارستها عند فراق شخص قريب مني، لطالما كنت محظوظا في حياتي حتى الان، لكن اظن ان من اكثر الأشياء التي ارى نفسي محظوظا بها هي عدم مروري بتجربة فراق الاحبة، الموت لازال بعيد عن محيطي، ومكمن حظي اني أتصور انه كلما كنت ناضجا كلما كنت اقدر على فهم الغياب، رغم تشككي في هذه الفكرة احيانا، لكني اتمنى صحتها من منطلق ان الموت والغياب حقائق حتمية.
كان لدي زميلة عمل تطورت معرفتي بها الى ابعد من ذلك بقليل، وجدتها تشاركني بعض الاهتمامات والتي طالما ندر علي مقابلة أشخاص قد يعرفون بوجودها من الاساس، فما بالك بمقابلة شخص يهتم بها، كان لدينا عدة اختلافات جذرية في شخصياتنا كلانا يعلم انها لن تجعلنا مقربين من بعض كما كنت اريد انا عالاقل، اقتربنا لوقت غير طويل ومن ثم مضى كل في طريقه وأبقينا على خيط بسيط من التواصل عبر فيسبوك، تناقشنا وقت الثورة واختلفنا لكن كلانا ظل يقدر الاخر، وكان لدي الفضول من وقت لآخر لأرى أين اخذتها الحياة، ثم رحلت فجاة، حادث اليم راحت هي ووالدها التي كانت تحبه جدا ضحاياه، عرفت عبر فيسبوك أيضا، أصدقاءها ينعونها ويكتبون على الحائط الخاص بها رسائل تعبر عن الصدمة وعدم التصديق، وكان هذا يوم عيد ميلادي الثامن والعشرون، رحلت هي في ذكرى يوم ميلادي، تأثرت كثير برحيلها على الرغم من عدم قرب صلتنا، وفتشت في رسائلنا القديمة ودفعني خليط من عدم التصديق للخبر والفضول لارسال رسالة نصية لها، لم ادري تحديدا ما الذي كنت انتظره من الرسالة، حتما لن يأتيني الرد ابدا، لكني أتصور ان الرغبة في التعبير كانت هي المحرك، عبرت لها عن بياخة الخبر، وعن تقديري لشخصها وأسفي ان كانت تضايقت من مشاكساتنا السياسية، آملت ان تصلها رسالتي، وكنت اعلم انها لن تصل بالشكل المعروف، لكن كان ومازال لدي أمل ان تصل بشكل ما او باخر، ارتحت قليلا لفكرة وفاتها مع والدها، اعلم ان علاقتهما كانت قوية وتصورت ان نجى احدهم من الحادث ليلاقي الحياة دون الاخر لكانت غالبا حياة صعبة. مع مرور الوقت، ظللت أتفقد الخيط بيننا، املا في ان ارى إشعار الوصل مضيئا، إشعار وصول رسالتي لها، ام يضئ ابدا ولم أتوقف عن تفقد ذلك لفترة ليست بقليلة ثم فاز النسيان وظللت أتذكرها كل عام مع عيد ميلادي لأسرق لحظات أتفقد فيها بروفايلها وكذلك صورة او اثنين لاقارنهم بما أتذكره من ملامحها.
لاحظت ان هذا لم يكن مرتبطا بها فقط، وجدت ذلك بشكل ما او باخر محببا لنفسي، تفقد بروفايلات الموتى، حاولت فهم ذلك واظن اني فشلت، مرات ظننته الفضول وأخرى ظننته ادراك جلل الموت وأخرى في محاولة لفهم الغياب وأخرى تقديرا لصدق مشاعر المعزين ونبل كلماتهم في وصف الغائبين، لكني مؤخرا باغتتني فكرة مغايرة تماما، تخيلت انها محاولة لفهم الحياة وبما انه الموت هو النقيض، فطبيعي ان يساعدنا الموت على فهم النقيض، الحياة. لكن لا اظن ان ذلك ممكنا لا فهم الموت ولا فهم الحياة.
0 notes
forlatermaybe-blog · 6 years ago
Text
افتتاحية
ليه؟
لاني ساعات بحب اكتب، ومكانش عندي اي فكرة لو بكتب كويس او في اي حاجة مميزة في كتابتي، وبعد مشاركة كم حتة مع كم صديق معظمهم ابدوا اعجاب ولقيت تشجيع معنديش اي فكرة ان كان في محله او لا اللهم الا ثقتي في الناس اللي قالوا له انه في شي ما في كتاباتي. عموما، قررت اجمع كتاباتي هنا، لحد ما يبان للكتابات دي اي استخدام او حتى انشالله ما بان لها حاجة، اهم هنا والسلام.
ملحوظة
لسهولة الفهرسة لنفسي (لاني معنديش اي فكرة الحقيقة ان كان في مخلوق اخر حيشوف النصوص دي او لا) فانا قررت انه الحاجات اللي كتبتها قبل المدونة هحط عليها وسم #ماقبل ولو كنت فاكر لها تاريخ او مناسبة مميزة حكتبه في مستهل النص ولو مش فاكر مش مهم.   
2 notes · View notes