تقتضي علينا ببعض المرات حالة شعورية منفرة لا يطيق بها المرء حتى نفسه و لكنه بحاجة ماسة إلا من ينير له شعاع روحه و يعزز مواطنها و يحي تلك الأغصان المائلة بسقيا سؤال صادق إهتمام صادق...
يعز علينا حقًا هذا الإنطفاء ولكن ما باليد حيلة.. و ما في الروح من طاقة لمقاومته.
“كانت فتاةً متعلمةً، حُلوةَ المنْظر، حُلوةَ الكَلام، رقِيقةَ العاطِفة، مُرهَفَةُ الحِسّ، في لسانِها بيانٌ، ولوجهِها بيانٌ غيْرَ الذي في لسانِها، تعرِف فيه الكَلامَ الذي لا تَتَكلَّمُ به..
ولَها طَبْعٌ شديدُ الطَربِ بالحياة، مُستَرْسِل في مَرحِه، خفيفٌ طياشٌ، لو أثقلتَه بِحبْل لخَفَّ بالحَبْل، تحسبُها دائما ً سَكْرى تتمايَلُ من طَربِها، كأنَّ أفكارَها هي في رأسِها أفكارٌ، وفي دمِها خَمْرٌ”
لأول مرة أشعر بحاجتي الملحة للتواجد و لفرض وجودي لإحداث تغيير في تلك الصفحة التي قررت أن تبدأ أو أن تستمر
أن تبدأ بصفحة جديدة واعيًا بكل ماضييك و بكل أخطاءك و هفواتك ، أن تبدأ بنقش بتفاصيل جديدة و نغم خاص فريد يجمعكم ، أن تلهو و تسكن و تجول بكل ما فيك بهذه الصفحة و أنت على قرار بلا خشية أو ريب.
أن أبدأ بلا قصد مني و أطوي كل تلك الصفحات كما أني أعي حجم و غاية و قيمة أن تفتح هذه الصفحة ، كم بقلبي الكثير لأقوله و الكثير جدًا لأعيشه و الأكثر أن أسكن فمن لشخصه فتحت هذه الصفحة.
و أعلم علم اليقين بخوفي من صواديف هذه الدنيا و كم بقلبي من الخوف الكثير أريد أن أشعر بالأمان و هذا جُل ما أبتغيه هذه اللحظة.
و قد بدأ على صباحاتي التلون و بدأت تتشابك خطوط الشمس على عتبات قلبي هل يرنو إلي بعض الأمان ؟ أم أني موعودة بتجربة غامرة بعبق المودة و الصدق و الثقة ... لا أعلم ولكن كما أعتادت نفسي أن تأمل خيرًا دومًا.