katmahmohssen

[katmahmohssen]

أيـــام عالبـــــال

    يا طيـر - سوق القصاع

   عشت أكثر من خمسين سنة في بيتنا الملاصق لسوق القصاع في مدينة دمشق الذي يمتد من جامع الثقفي بالقرب من ساحة باب توما العريقة جنوبا و حتى ساحة العباسيين الحديثة شمالا.

الحركة النشطة الدائبة لسوق القصاع تبدأ منذ الصباح الباكر ولكنها تصبح كثيفة وتغص بالمشاة منذ وقت الغروب وحتى ال11 ليلا ، لأن السوق إستقطب منذ نشأته معظم سكان احياء دمشق إذ عرف عن محلات الألبسة فيه أنها تعرض أحدث أزياء الموضة ، من ملابس نسائية ولانجري وأحذية في بيئة تعتبر الأكثر إنفتاحا على الحياة الإجتماعية من باقي أحياء العاصمة .

 ما أن يدخل الزائر من أول السوق حتى يندهش بعدد لايحص�� من المحلات التي تبيع شتى أنواع السلع التي يحتاجها المواطن لحياته اليومية، حيث تعبق رائحة تحميص وطحن البن ، وقريبا منها روائح تحميص المكسرات كالفستق والبزر الأسود و محلات بيع ضيافة السكاكر والملبس والشوكلا ، وغير بعيد أفران مخبوزات المناقيش والصفيحة وباعة البسطرمة واللحوم المقددة ، وتحضير العصائر الطازجة كالبرتقال والليمون والتمر هندي  ، وفي وسط هذه الكثافة من المحلات يقع” النادي العائلي “ حيث ملتقى النخبة الراقية من فنانين ورجال أعمال بأعوام الستينات والسبعينات والخدمة والبرامج المميزة

في المنتصف تقريبا يتقاطع سوق القصاع يمينا مع الشارع العريض القادم من الغوطة الشرقية ويسارا مع ساحة برج الروس العريقة ، ثم لاتلبث أن تسمع أصوات أجراس كنيسة الصليب المهيبة للروم الأرثوذكس وقريبا منها كنيسة الروم الكاثوليك حيث لاتخلوا تلك الكنيستين من المناسبات الإجتماعية يوميا، وغير بعيد عنهما مبنى المستشفى الفرنسي ببنائها التقليدي على غرار المشافي الفرنسية ، وغير بعيدعنه محل اللحام موسى ومخبز القصاع و مشفى الزهراوي الحكومي للتوليد .

على جنبات السوق إقتطعت بعض الواجهات المنزلية أو المحلات التجارية وإفتتحت المقاهي الحديثة مكانها، كفسحة مدرسة اليونان - كلاس إن كافييه و فرندة أحد المنازل الحجرية تحولت – إل كافييه دي روما ومقابلها - النادي الغساني - العريق ببنائه وأعمدته ودرجاته الرخامية .

يغص سوق القصاع وتفرعاته بالعديد من مكاتب المحامين وعيادات الأطباء ومخابر التحاليل والصيدليات والمطاعم والمخابز وحبوب البقوليات والمطاعم ، بالإضافة أنه ومنذ الصباح الباكر يفترش الباعة الجوالين أية مساحة جانبية لبيع السلع الضرورية لحياة أهل الحي من الخضار و الفوكه والألبان الطازجة .

إذن نحن في جولة رائعة تجدها ممتعة بكل الأوقات فكأنك في مدينة سياحية هي مزيج من الحياة الشرقية والغربية ،متكاملة الخدمات ويسكنها شعب نشيط متآلف تشع المودة من وجه أبنائه، و تستقبلك صباحا أشعة الشمس الدافئة محملة بالهواء النقي القادم من الغوطة الشرقية ، ثم لاتلبث أن تصبح حارة جنوبا وسط كبد السماء في منتصف النهار ، ومع بداية الغروب تتلألأ الأنوار وتتهادى النسيمات اللطيفة المنعشة مع خطى المتسوقين والمتسوقات العائدين إلى بيوتهم .

في هذا الحي الرائع وسوقه الرئيسي و جناين الورد وساكنيها ، عشت أكثر من خمسبن سنة مع أسرتي الصغيرة كافة فصول العمر فأصبح في ذاكرتي وكأنني أحد أشجاره الخضراء جذورها باللأرض و أغصانها على شرفات بيوت أهل الحي ، فلا غرابة أن أشعر بغصة الفراق وعظيم الشوق عندما تشدو فيروز بعميق صوتها :

يا طيــــــــــــــــــــــــــــــر

وحياة ريشاتك و إيامي سَوَا

و حياة زهر الشوك و هبوب الهوا

ان كنّك لعندن رايح وجنّ الهوا

خدني ولنّو شي دقيقة وردّني

[katmahmohssen]

مناظر من دمشق

[katmahmohssen]

الناعورة..من اﻵثار الرومانية في مدينة حماه السورية

[katmahmohssen]

ميدان الساعة بحماه

[katmahmohssen]

في مقهى بسوق ساروجة الدمشقي