Don't wanna be here? Send us removal request.
Text
I'm in love with her or I'm in love with the feeling
هو انا ��حبها ولا حابب احساس اني بحبها وعايش قصة حب ؟
...
سؤال مهم حاولت في الكتاب ده اشرح ازاي ينفع كل واحد مننا يجاوب عليه،
الكتاب متوفر على منصة كتبنا بصيغة pdf
كتبنا: أول منصة نشر شخصي في العالم العربي - و يستفتونك في الحب
3 notes
·
View notes
Text
لم اكن اعلم ان النجاة يوما في مُتعرج السير بين ما تم ثقبه ؛ وبين اطنان من المعدات المتناثرة تنبئك بما أُدخر لك ويعملون على حفره ونقبه؛
تعددت ألوان المعدات و أشكالها والقائمين عليها ؛ ومصير الساقط حتما في احدى (ثقوبها) ؛ واحد.
علمت حينها اني أسلك دروب (تيه) لا أملك اربعينا قادمة على مثيلتها المنقضية اعبره لارض ميعادي؛
ﻷطبق ساعتها ما قد يشاهده اي ضائع في المقطع المصور ( تعلم كيف تكون تائهاً محترفاً في سبع خطوات)
* كن سفينة في نفسك
* إرم بوصلتك
* اكسر مجدافك
* ارفع مرساتك
* حرر دفتك
* إرخ اشرعتك
* ثم أتل صلاتك ؛ وانتظر كيف تكون اجابة سؤالك؛
ولم أستأخر الرد؛ اذ دفعتني رياح ليل ال(30 من فب��اير) الباردة يمينا ويسارا ثم (جنوباً) ؛
مُلقية بي على ناصية زقاق جانبي ؛ إتخذت فيه سبيلي صوب (مقهى) يحتل اسفل بناية ؛ ويشغل بما حسبت وانا في طريقي انه دخان لحريق اشتعل بأخشابها هواءه ،
كما يشغل بمقاعده الممتلئة عن اخرها اغلب الرصيفين المتقابلين الممتدّين امامي على مدى البصر ؛ الى حيث يخيل للناظر انهما يتقابلان في أُفق (كهوّةٍ معتمة) لا يميز السائر فيها موضع قدمه؛
أعياني البحث عن مقعد شاغر حتى ميزت واحداً يتشاطر طاولة - إنزوت على مبعدة من مثيلاتها - مع مقعد اخر يشغله رجلا مسنا لم أتبين ملامحه ولا ما كان منشغل فيه - كما ظننت- من حوار (عجائبي) مع (هرة) ميزت بعض ابجدياته في (موائها) و(هزات راسه) يتبعها انهماكه في تدوين اسطر جهلت فحواها في (مجلد ضخم) بغلاف جلدي يشي ما يعج به من شقوق زاحمت تجاعيده بالذي مر عليه من حوادث (الزمن) فحمله و رواه.
دنوت منه مستئنسا ان كان هناك رفيق متوقع سيقدم عليه وقد حجز له المقعد الذي - ما ان اشار براسه رفقه يده ان لا حتى - اتخذت عليه مجلسي لأضع ما احمله عادة من حاجياتي لتقتسم (المنضدة ذات الراس الرخامي العتيق) مع (مجلده الضخم) ولفافة من ورق صحف لم اكن اعلم انها لازالت تطبع إلا لإمداد (عربات الشطائر) بأغلفة رخيصة تتناسب و (ماهية) ما يحشى به خبزها وتقدم لروادها؛
كما (عربة الكبدة والسجق) المنتصبة امامي والتي تدير (الهرة) نحوها رأسها فتعيدها لتنظر بأسى شديد الى ما يلقيه جليسي من شطائر إمتلأت بها اللفافة الورقية نحوها بهدف اطعمها؛
لتقلبه بقوائمها مرات ؛
تعود فتنظر للعربة؛؛
تغمض عينيها ؛؛؛
تلتهمه ؛؛؛؛
(عليا الحرام من ديني أنت مخبول)
كانت العبارة التي انتزعتني من تأمل لسان القط اللاعق لمخالبة ؛ ودفعتني للبحث عن قائلها بين رواد المقهى الذي انقلب بغته لساحة تخيم عليها ظلال معركة جهلت فتقصيت في وجوههم وألسنتهم : سببها؛
(ليه يا ابني كده)
هنا امسكت بطرف الخيط الذي اتصل بعجوز محني الظهر في جلباب قهرت بُقعه الزيتية لونه الاول من ذيله وحتى الاكمام المُكافحة لستر يد غلبت رعشتها ثباتها كحال الفم الذي نطق بالعبارة المرسلة لشاب لم يبلغ العشرين بحال وردها من فوره
( ابنك ايه يا عرة ؛ مش تحترم سنك )
هنا تدخل من عرفت فيه صاحب المقهى للفصل والسؤال ليجيب العشريني
(جدو يا معلم ؛ جايبلي الريموت وبيقولي ما تجيب القمر الاوروبي)
لتندلع القهقهات من الحضور ؛ سواء من كان لايزال على جلوسه ومن قام ليقترب من حلبة العراك المنتظر منصرفا عن هاتفه او طاولات تُرست بألعاب النرد ؛
شاركتهم قهقهة استمرت لثوان انهاها قرار المعلم باستعادة الريموت الضائع منذ صبيحة اليوم ؛ ليتذكر الجميع فجأة ان هناك عدة (تلفازات) مختلفة الاحجام تتناثر في المكان صامتة؛ فيما عدا اكبرها البآث للقناة الرسمية ؛
لينقسموا ههنا اشياع متشاكسون ؛ كل فريق يطلب ما يريد مشاهدته وكل فريق على مطلبهم يصرون؛؛
(شغلوا قرآن شغلوا قرآن / يعني نبقى بنشيش وبنلعب طاولة وكلام ربنا شغال جنبنا؟؟ )
(هات الماتش / مفيش ماتش يا عم ؛ ده واحد ابريل مش النهاردة ؛ انتوا بتشربوا ايه)
(في مسلسل تاريخي حلو شغال / لا يا سيدنا حرام ده جايب صحابة ومصورهم)
(طب هات المزيع الي بيرغي ده/ هي ناقصة خوته دماغ وهري وبعدين حيقول ايه ما احنا عارفين كل حجة)
(شغلوا قرآن شغلوا قرآن / ما قولنا مينفعش هنا ؛ هو لازم نعيد ونزيد )
** لوقت لم حسبه لم استطع ان أُسند عبارة واحدة لقائلها في فوضى العبارات؛
ليطرق بابي سؤال جديد ؛ ما كان مني الا الترحيب به في ركن ( الغير مجاب من التساؤلات) في عقلي؛
***(الشاشات كتير بس الريسيفر واحد)
كان جاري من أجاب سذاجتي الحائرة ؛
لأفارق على إثر عبارته عالم المقهي برواده ؛ وألتفت اليه بكلي؛ لتجمدني نظرة عين حافظت على سوادها حين خسره ما علاها من شعر حاجبين كثيين و رأس غزا البياض اغلبه؛ يعلو وجها يحدثك ما يعج به من شقوق زاحمت تجاعيده بالذي مر عليه من حوادث (الزمن) ؛
في البدء أجفلني ما لمحت من بريق حسبته لجنون في الرجل ؛ لأشيح بوجهي عنه باحثا عن السيدة (هرة) لاجدها قد انهت عشائها وولت لنا ظهرها وانصرفت تلوح لنا بنصف ذيل لا اعلم مُلابسات فقد بقيته؛
(معاك ولاعة؟)
كان جاري الثمانيني يستعيدني بسؤاله ،
وإجابتي كانت قداحتي في يده المُشعلة للفافة خمنت انها تعود لعُدة تبغي المبعثرة كحالها دوما بعد اعدادي احداها.
ليعيد الي تبغي المحروق رفقة عطن انفاسه في سحابة اثارت دهشة رافقت رأسي المتتبع لها في صعود وتمدد لم يتوقف حتى أظلت الجالسين المتناثرين العائذين باصنامهم المعدنية المسبحين بشاشاتها في خشوع من قام بين الركن والمقام؛
لينتشلني من الاستغراق في تأملها مرور محني الظهر ذو البقع الزيتية مبدداً لها مستنداً على يد آثرت جبر شيخوخته فما فارقته حتى قايضت يده المرتعشة في حرارة وتجارة عن تراض بدى في الكف المتشبث ب(شئ) جهلته وهزات الرأس الاشيب المحمول على جسد شقت قدماه طريقها صوب (الهوة المعتمة) منصاعا لنصيحة (يد الخير) الاخيرة
(خد بالك من الحفر يا جدو ومتبقاش تفاصل تاني)
ضربت أكفّي في عجب وانا انقل بصري بين العائد الى مقهىً يخبو فيه أوار شجار هو مُشعله؛
وبين العجوز وحمله الثمين الذائبين في غياهب الظلام.
(ليس بالخبز وحده يحيى الانسان)
كان من ايقنت انه قارئ محنك للافكار من استفذني بسخريته الفجة من مشهد العبث، لاعود اليه بلسان ساخط ؛
(وهو ده لسه فيه حيل يعيش ويدور على حاجة غير....)
قاطعني في عدم لياقة خمن ان فارق السن فيما بيننا سيحول عن رده بالمثل
(ده الوحيد في كل الي انت شايفهم دول الي عايش فعلا)
مازجني خليط من الدهشة والسخرية ارتسما على وجهي ليتم هو غير عابئ بي ولا بهما؛
(هو عارف عايز ايه وعمله ؛ ولا اهتم برايك ولا بحكم الناس عليه)
لأرد بما حسبت انها القاضية
(وهو الواحد عشان يعيش يعيث في الارض بقا لا يراعي سن ولا اصول ولا ناس)
ارخى ظهره ووضع ساقا على ساق ؛ ليتخذ وضعا لولا اني اشاطرة طاولة في عرض الطريق لظننت انه فيلسوفا نرجسيا يستعد ليصب الحكمة الخالصة في اذان مريديه؛
(وانت رايك اتغير فيه كام مرة من وقت ما شوفته ؟)
انتابني شعور باني اسحب لفخا ما تجاهلته واجبت
(مرتين ، بس مهما اتغير يفضل الي بيعمله....)
قاطعني كعادته واستسلمت على غير عادتي-في المطلق- لنبرته المزدادة عمقا كلما استطرد ؛
(وحتتغير لو عرفت انه مريض ومعهوش يكشف ويجيب روشتة فبيشتري
اقراص مخدرة متجدولة بتسكن الالم؟)
فتحت فما لم يُطبق لينطق ، وهو يكمل
(ده كله على افتراض انك واثق العيل ده بيبيع ايه اصلا ؟)
تسرب الى شعور ببلاهة منطقية وانا اعيد تفحص وجه الفتى المستكين على مقعده في قلب المقهى الصامت كقبر خلا صوت القناة الرئيسية التالي لشريط متلفز عن اهم احداث اليوم يعرض على كل الشاشات ، والكثير من قرقرة الاراجيل ،
لاسحب بصري من على الوجوه الواجمة والاعين المحدقة في رؤوس يعلوها طير خفي لأبدان أناس لو دُثّر احدهم بكفنه لما حرك ساكنا ولا رد يداً ؛ واعيده الى من صدقني بحديثه عن الحيا�� والموات.
رأيت فيه بعد نظر حمسني لأكاشفه بما يؤرقني عن ميزان الافلاك المختل وحساب السنين المعتل؛
(هو ينفع فبراير يبقى 30 يوم؟)
لمعت عيناه وشق شبح ابتسامة الطريق الى فاه ؛ ما لبثت حتى حالت قهقة تردد صداها عاليا ؛ لأتلفت حولي في حرج ظاهر لاكتشف ان لا احد انتبه ؛
(سماعات الأذان) بورك مسعاها سبغت علينا سترها بما شغلت اسماع المحيطين بنا؛
ليلتقط خيط انفاس بلغت حد الخوف ان يخرج اخرها فلا يعود الى صدر اسمع ضجيج رئتيه من مكاني؛
(اه طبعا ينفع ؛ مينفعش ليه؛ هو اقل من اخواته ؟؟)
تبدل شعوري من الشفقة الى الكراهية في ثانية وفي مشقة بالغة تمسكت باخر اهداب الادب ورفضت في اصرار اطاعة لساني في كيل السباب اليه؛ واكتفيت بنظرة بذلت جهدي لجعلها - مما يطلق عليها- نارية؛
(انا بتكلم بجد مش بتريق على فكرة؛ انت مسمعتش عن نسبية الزمن)
قالها بلهجة مغايرة عن سابقتها؛ فلزمت الصمت وأومأت براسي(أن نعم) مفسحا
له المجال للاكمال؛
(كل واحد في الدنيا بيحس بالوقت حسب ظروفه ؛ يعني انت لو تلميذ في لجنة امتحان يا دوبك تستلم الورقة تكتب اسمك ورقم جلوسك وتبص في ايدك تلاقي الساعتين قربوا يخلصوا)
(أينيشتاين يتقلقل في قبره) هو ما جال بخاطري وانا اتابعه منطلقاً في حماس وقور مكملا نسخته الخاصة من النسبية التي اختصني بها غير عابئ بما لاح في وجهي من أمارات التهكم؛
(المسجون بقا عكسه؛ يعني تقعد وتقوم ويجيلك تفتيش وتقف تاخد دورك عشان تعمل زي اناس؛ وتسال احنا امتى بعد كل ده متلاقيش اليوم فرط منه الا ساعتين زمن)
(لعلك وجدت مني اصغاء لم تجده عند السيدة هرة برغم رشوتك الفاضحة لها)
لم اخبره بها مخافة كسر خاطره وارخيت له الحبل كما ارخيت ظهري ليقترب هو مني مضيقاً احداقه؛
(ولما كلنا بقا نروح لربنا يوم القيامة حنلاقي اليوم بقا بخمسين الف سنة؛ شوف انت بقا الساعة في اليوم ده تطلع بكام ساعة من بتوع دلوقتي)
صليت على عقل الرجل اربعا لا ركوع فيها ولا سجد؛ وعلمت ان لا فائدة ترجى من الانخراط وتبادل القرائن على صحة هذا او خطأ ذاك؛
فيما إسترسل هو؛
(بس المؤمنين لا؛ حيحسوهم قيمة تلت ساعات بس؛ يعني اليوم هو اليوم والوقت ثابت وناس تحسه بشكل وناس تحسه بشكل تاني خااااااااااااالص......)
لم يقطع عليه مدّه الا صريخ مكابح (تاكسي) توقف بإزائنا؛ لنتابع سويا بشغف جدالا ما بلغ حد الشجار ؛ بدأ بتوسلات مصحوبة ب��لدعوات ؛وانتهى بمفارقة المتوسلين لمقاعدهم نزولا على رغبةٍ لسائق اقسم الا يتم الطريق محتجا بثقوبه وظلامه؛
لتستند الملتحفة بسواد لم يُخف (شهور حملها التسع) ولا وجها اختفت قسماته تحت أطنان من المساحيق مختلف ألوانها ، على ساعد برز من بقايا عظم كسيت لحما لا يظهر منها الا شعر كثيف في الراس وشارب اشد كثافة ؛ ليزحفا صوب (الهوة المعتمة) ترافقهم صلواتي بوصول آمن الى المشفى؛
و(ربنا يتوب علينا من دي أشكال) من السائق الخائض عائداً بعربته بركاً في أطوار النشأة و التكوين الاولى استجابة لزخات بدأت هطولها لحظة وصوله وركابه؛
لانظر افواج رواد المقهى العائدين من ضفة الطريق المقابلة لتخلو الا من طفل يناهز العاشرة تبينته على الضوء المتقطع لعمود إنارة يجاور شجرة استظل بها لتلقي لهما ظلاً متشابكاً يثير الرهبة في النفوس؛
شغلته لعبة؛ كان يتقافز كقرد صغير ويوزع السباب واللعنات وهو يلعبها؛ فيما لا اعلم ما شغل عنه ابيه الذي قدرت انه أحد المقبلين لصفنا اتقاء للماء المنهمر من سماء وليّتها وجهي؛
لتخطف بصري ببرق لم اسمع رعده ؛ ..الا بعد لحظات..
...
يتبع

27 notes
·
View notes
Text
في البدء فزعت ؛
واي فزع اشد عليك من الذهاب فردا الى أرض الموت
تحار ما يهلعك ؛
أهي الوحدة ؛؛؛
أم فراق دنياك ؛ لتلق صُنع يداك؛
صريع سيف الفوت.
أغمضت عيني هربا من ألم إنتظرت وقعه على خلايا بدني الهالك ساعة تبدأ الأكلة عملها؛
خلفت موعدها وارسلت بدلا عنها ما صك مسامعي ليرتجف له جسدي وحتما شاب له ما بقى من سواد رأسي؛
( دقات لطبول تدنوا الهوين مني؛ خافت في بدئه ومع اقترابه يزيد)
جاهدتني حتى انتزعتني من جفلتي وقلّبت بصري فيما حولي ليعود الي بذهول قتل جزعي؛
فراغ معتم سرمدي،
وألاف الساعات المنبهة المُدوية اجراسها في صخب تدور من حولي وتتجه نحوي؛
(رحماك إلاهي ؛ اقسمت عليك بك ألّا تجعل (فزعي الاكبر) هذا الى يوم البعث عذابي) ...
لم يفلح دعائي في صرفها او اسكاتها لتواصل دنوها مني في صخب اشد من سابقه ؛
لتخبرني
..هاك وعليك أثر دعائك فلا تعد اليه ولا تشكُ ههنا أوجاعك؛
أحدقت بي فأحكمت حصاري؛ قَرُبت حد اللمس لجسد مُسجى مثبت الاطراف بخفي الوثاق؛
وعبثا تدرعت بأجفاني فشددت الإغماض؛
احمق يفر بكف البصر عما يغزو سمعه فقهره ليورثه طنيناً يفتك بكل ذرات عقل يئن تحت وطأة رنين لاجراس حلّت محله ؛
-سقط العقل
- زاغ الادراك
-فتمردت الاطراف
لتَفتَك الاهداب نفسها من عناق فرضته عليها مُرغمة لعيني على النظر ؛
لأرى ساعة حائط اراها منذ وعيت الدنيا..
أطلت في تاملها لادرك ان عقرب الثوان وفقط هو من لا يزال متحمسا للعمل، اما الدقائق والساعات فيبدو انهما فقدا الشغف ليرتكنا سويا على الرقم(12)؛
كانت اذن على حالها كيفما تركتها منذ (ساعات) في رحلة استغرقت (ثوان) لعالم الأموات الاصغر ؛
كما حال كل شئ الان حولي ؛
فيما عدا رنين لم يخفت صخبة تعلق بأذني و صاحبني عودتي ؛ ادرت وجهي نحو (هاتفي اللوحي) الذي يشاطرني وسادة نومي كما يقاسمني صحو يومي؛
ﻷمد يدي مخرسا ذلك الشيطان المعدني الذي ما كف عن ايجاد السبل متسللا وموسوساً لافساد احلامي ؛ محيلا اياها كوابيس منذ ان اقتنيته او لعل العكس هو الحقيقة وانه هو من قام باقتنائي؛
(And then one day you find ten years have got behind you.
No one told you when to run, you missed the starting gun.)
كان اللعين يذكرني باعوام تهدر منك بلا طائل لغفلة قد تصيبك للحظات تضيع فيها ميعاد الانطلاق في العَدْوِ الازلي ؛ لتجد نفسك متخلفاً عن رفاق يبارونك في سباق لم تختره ؛ ولا عاد احدهم يوماً من خط آخره ليخبرك اين وعلام كانت نهايته.
واخيرا نجحت في كتم أغنية(الوقت/time) لفرقة (بينك فلويد) والتي قمت بتثبيتها كنغمة رنين لجرس ايقاظي ؛
استحسنت اختيارها لما تحفل به من اصوات اجراس او عزف منفرد للقيثارة الكهربائية او الايقاع الصاخب ؛ وكان خرقا مني كما تبيَّنْت.
ﻷشرع في مراجعة احداثيات الزمن على شاشة أكاد اقسم انها كانت ترمقني بنظرة سخرية لا اعرف لها سببا فتجاهلتها كعادتي منذ سنوات لا اذكر لها عددا؛
(الاربعاء / الموافق ال 30 من فبراير من عام ....)
(((ماذا؟؟؟؟
لابأس لا بأس ....لازلت اذن في كابوسي ؛
الآن سأغمض وأعيد فتح عيني واستقبل يومي وسيكون ذو تاريخ طبيعي في عالم سَوي فيه اشهر فبراير تنتهي بحد اقصى عند ال 29 منها.)))
لكم من المرات أعدت ما سبق بلا تغير يذكر ؟
لا اعلم ولكنها استغرقت مني وقتا حسبته دهرا لم يكف ليغير هذا الشيطان اللعين رأية ويعود الى صوابه؛
لازال على قوله ان اليوم هو 30 فبراير في اصرار لا يعرف الملل وكلما اغلقته معيدا تشغيله ؛ طالعني بها كأول ما يُطلعني.
اذن اما اني جننت او اصاب دائرة تشغيلة خلل أتلف برمجياته دوناً عن هواتف الخلق؛
(الخلق) !!!
شحذت الكلمة ذهني لتسقطني في عصف ذهني ودفعتني دفعاً لتقصي ما وجدت؛
ألقاه أحد غيري؟؟
كدت امد اناملي لاداعبه سائلا اياه في جواب يريح خاطري؛ لاتوجس منه بعد ان تذكرت انه هو من اسقطني في بحر التساؤلات؛
ندت مني اليه نظرة رايت انعكاس تأدّبي فيها على وجهه الباسم؛
بلى ؛ كنت ارجوه ان يكف العبث معي ولو لثوان اقف فيها على حقيقة الامر؛ ولم انتظر جوابا فليس بي من جِنّةٍ لانظر من جماد اصم الجواب.
ولجت عبره برفق برزخ الحياة ؛ وتأكدت ان اترك باب دخولي مفتوح من خلفي؛ فلا طاقة لي بالاحتباس فيه ما بقى من عمر؛
لأتسلل بين اركان ذلك الكون الفسيح على اطراف اصابع يدي في خفة احسد عليها ؛
((30/فبراير) ..../ الاكثر تداولا....)
كانت ما ألقاه في وجهي قبل حتى ان أشرع في خط السؤال؛
(اللعين ؛ يعلم ما نفسي ويأتي به مستبقاً خطوي؛
اتريد اسعادي؟
أبشر ؛ قد فعلت)
بيد ان شعور الفرح النسبي الذي زاحم حنقي على صنمي الحديدي وخفف الكثير من اثر صدمة الصباح لم يستمر طويلاً ؛
وئد في مهده؛ ووريَّ الثرى رفقة البقية الباقية من فضل عقل تحت رماد ملايين الاطنان من (الجيجابايت) المحترقة احتفائاً باليوم الإستثنائي المتوّج بعرش (التريند) منذ ساعات الصباح الباكر كما علمت اثناء مشاهدتي لعروض من احرقها على اختلاف مشاربهم اثناء تفاعلهم احتفالا.
فما بين فريق غمر (خطوط الزمن) برسومات ساخرة مزيّلة بتعليقات هزلية؛ وفريق إنغمس في البحث والتقصي ليخرج معلناً ان هذا لا يعدو عن كونه جزء من مؤامرة اعظم شئنا وأشد خطرا تمهيدا لخروج (الدجال) لحكم العالم ؛ ولم يَفُتْهم ان يدعموا دعواهم بآلاف من المقاطع من محتويات مختلف الوانها اعيد تعديلها بشكل فج حتى للرضيع في حجر امه.
ليستوقفني مقطع مصور قصير لأحد (الموقعين عن رب العالمين) اعيد نشرة بضعة ملايين من المرات؛ فعمدت الى مشاهدته ليأتي الرجل وعليه سمت الوقار و وجه يقطر بيقين السابقين الاولين ليخبرنا بعد ان حمد الله مُثنياً عليه بما هو اهل له :- ( ان ما حدث آية لا تخفى على عواقب اتباع الغرب(الكثير من اللعن) والتأسي بهم (المزيد من كثير اللعن) فلا يخص اهل الحق في شئ ولا يضرهم فهم على الاصل الاول من تقويمهم بحساب القمر الذي لا يعرف الخطأ اليه سبيل...)
..(ألم تتضارب (الرؤى) منذ اعوام ليُختلف في غرة شهر الحج و يوم الركن الاعظم ووقع الخلق في حيص بيص لا يعلمون ايتقبل الله حجهم و طوافهم ام لا؟)
كان السؤال الذي قطع على عقلي حبل الانصات فلم اكمل المقطع وتركته مسترسلا في حديث لم اعقل منه حرف بعدها، ﻷفارقة لما يليه وكان مقالا حسنا لفتاة ضلت روحها الطريق الى جسدها قرابة العشرين ألف سنة ؛
تُزّين بتمثال ل(فينوس فيليندورف) المكتنزة الاطراف حسابها ؛
لتذهب مُعلقة لقميص يوسف الدامي على عنق (البطرياركية) والتي ومنذ ان أغتصبت (الماترياركية) والارض؛ يابسة وانهار وبحار ، والسماء وما فيها من نجوم وأفلاك في تداع الموشك على الانهيار...
....(يا لثارات إنانا / يا لثارات عشتار)
(يا لثارات إنانا / يا لثارات عشتار)....
وجدتني أهتفها مع انتهائي مما جادت به قريحتها فأجادت في مقالتها ؛ أذرف دمعا ما جفّ الا بتذكري اني ما كنت لديهم ساعة إغتصابها ؛ وما كنت لديهم إذ يَعْتَرِكون.
لأفارقها داعيا لها بالثبات في حومة وغى اندلع فاستعر القتال فيها ليَسْتَحر القتل في (حسابات كٍلا الفريقين)؛ و لو ان (الحظر/البلوك) يقتل المحظور لشارفت البشرية على الفناء لحظتها.
ظللت على حالي في غير هدى تجوالي ؛ لادرك بغتة اني لا اعلم لما بقيت هناك بعدما علمت بان الحدث كوني ؛ واني أذوب في بحارها وما فاضت به من مواد احتاج آلاف الاعمار لأمسها بالعين وفقط.
لاحزم امري بالعودة من حيث اتيت؛ فيما يكاد بريقه الآخاذ وسحره النفاذ ان يأسرني ويجهض علي نيتي.
صارعته لثوان لاخرج منه بشق نفس تتوق لالتهام لفافة تبغ ؛ لألقيه من يدي والتقط علبة تبغي لأُعد واشعل احداها مطرق لرأس أنارت مصابيحها كلها على فجأة مني؛
لأقفز من الفراش واندفع في ثنايا الغرفة قالبا لها رأسا على عقب؛
لم أجد بُغيتي فأعدت الكرّة المرة تلو المرة ؛
لتُخمد فورة الحماس ويُنزع (الكابس) عن عقلي ومصابيحه ؛
فلا اثر (لروزنامة) واحدة ولا لورقة من اوراقها؛
لا أثر (لأجندة حقيقة) ولا حتى غلافها.
تحاشيت النظر اليه لسابق علمي بما سأراه من تشفٍ على عينيه تحاشٍ لم يستغرق ثوان لأعود فألتقطه ، و في لامبالاة مصطنعة ذهبت الى (قائمة الأسماء) بحثا عن رقم احد أترابي من اصدقاء الماضي ؛ من اعلم يقينا انه على رجاحة من العقل وسأجد عنده ما اشد به من أزري،،
وجدت الرقم لأتصل به وبعد لحظات من الرنين جاء صوته المرحب بي والمستعلم عن حالي؛
ولم ارد ان اضيع الوقت فأجبت بما أظنه قلة لياقة مني
(الو ازيك يا شُهدي .... انا تمام الحمد لله ... معلش بس كنت عايز اسألك بخصوص النهاردة )
ليجيب بصوت خفت حرارته
(ماله النهاردة؟)
اجبته بلسان يكاد الاحباط يلجمه
(التاريخ يعني !! ... مش شايف اي حاجة غريبة؟)
--ثوان من صوت فم يلوك طعاما--
ثم
(اه عشان اليوم الزيادة ده يعني )
تمالكت لسانا تحرر من الاحباط واعد نفسه لاطلاق بذئ السباب واجبت
(هو عادي كده يعني ؛ شهر يزيد و....)
ليقاطعني بما تهلل له وجهي
(لا طبعا مش عادي ؛ اكيد حيكون فيه مطالب وإجرائات تصعيدية كأدوات ضغط لغاية اما تتنفذ )
لأصمت صمت المترقب ففهم اني أطلب الاكمال ؛ ليفعل
(اللجنة المركزية عاملين اجتماع دلوقتي حالا وانت بتتكلم اهو وب��حضر لمؤتمر صحفي وبنجهز لبيان اعلامي كمان ،،،، بس باعتين لكذا فندق نشوف اي قاعة فاضية ومش لاقيين )
(ومين الي حجزهم كلهم؟)
سألته في فضول حقيقي
(كل العرسان يا سيدي الي فرحهم تقريبا الشهر الي جاي قدموا المعاد للنهاردة والحجز على القاعات بقا بالضرب ؛ انا سمعت ان في فنادق ونوادي حتعمل خمس افراح واكتر في القاعة الواحدة النهاردة)
في بلاهة صادقة تعجبت
(ليه يعني كل ده؟)
اجاب في عدم اكتراث
(بيقولك يوم تاريخي وياعالم حيتكرر ولا لأ؛ وانت فاهم بقا الي عايزة تغيظ بنت خالتها والي بتكيد لسلفتها ؛ انت عارف طبيعة الوعي وتراكمات العقل الجمعي للمشرقيين وخصوصا الستات)
عاد صوت المضغ بعد ان انهى عبارته التي خلفتني ارزح تحت طبقات من الغم والهم؛
لأنتبه اني لم اعلم حتى اللحظة فحوى البيان الاعلامي الذي وبحسب سابق معرفتي به اوقن انه سيكون ناريا وسينتفض له احرار وعقلاء العالم ؛
(هو ايه المطالب يا شهدي؟)
صوت فم يجرع شراب ما ؛ خمنت انه غازيا بالنظر للضجيج الصادر من فمه بعدها ؛ والذي احمد الله ان حال بيني وبينه المسافة والاتصال؛
ليجيب بعدها
(حقوق العمال طبعا يا صاحبي؛ لازم اليوم ده يتحسب زيادة على اجور الشهر ؛ ويتعامل بنسبته في الاضافي والحوافز وكل ما يترتب عليها من استحقاقات سواء في صندوق الزمالة أو نهاية الخدمة والمعاش فيما بعد .........(استرسال لم اعي منه الكثير)........ انت متخيل اليوم ده يعمل كام لكل عامل؟)
كان الصمت المطبق جوابي ؛ فيما تناهى الى مسامعي صوت حوار سريع يدور بين أعضاء اللجنة المتحلقين حول ما يقيم اصلابهم اعدادا لقادم جولات النضال ؛
وكان ثمن ما طعموه هو محور الحديث
(الاكل على حساب الحزب يا جماعة ؛ بس الي طلب بيرة يحاسب عليها )
كان شهدي يطمئن رفاقه بعدما جائهم النادل بثمن ما طعموا وشربوا ؛
و كان باهظا حتى بحسابات البرجوازيين واصحاب الياقات بإختلاف ألوانها ؛
(هو انتوا كلتوا ايه؟)
اندفع السؤال بالرغم مني
ليرد
(بط يا صديقي .....بس بط مسكوفي ......
.....سكت ثوان وأتم منهيا الاتصال......
..ان دبلت الوردة يا رفيق ؛ دي ولائات متتغيرش)
..
نعم صدقت ؛
ان ذبلت الوردة أو ثلم المنجل و صدأت المطرقة ؛ فلا زال هناك من يبيع سابق بريقها ؛ والباقي من عبقها؛
ولا تثريب عليه ان وجد من يبتاعها..
ظلت خاتمة الحديث تدور بخلدي وانا امرر الاسماء لأتخير احدها؛ وهو امر ليس بالهين ساعتها نظراً لما لاقيت في اتصلي (بشُهدي) ؛ حتى اضاء امامي اسم تذكرت من فوري صاحبه؛ وكعادتي اتصلت به على عجل؛
(ألو .. ازيك يا عادلي عامل ايه)
- كنت المبادر
--ليأتي رده بصوت يقطر توتر و مغلف بضجيج يحيطه
(نحمد ربنا يا صاحبي ازيك انت ؛ خير؟)
(الحمد لله خير وكله تمام بس حبيت اسألك بخصوص النهاردة يعني و.....)
لم اتم جملتي اذ قاطعني قائلا
--(اه طبعا ؛ انا مسكتش؛ كلنا مسكتناش ولا حنسكت مهما حصل)
كدت ألقي الهاتف لأتراقص فرحا ؛ فها هو صديق العمر يخبرني اني لازت اعقل وان هناك من يعقلون؛
لم اشأ ان اقاطعة ولكني استحثيته ليتم حديثه بقولي
( وها عملتوا ايه ؛ المفروض نعمل ايه؟)
ليذرف تنهيدة حارة ويجيب في اسى يليق برومانسيته الحالمة واسترسال يليق بعمله كمحام دفاع نابغ
(جمعنا نخبة المحامين من كل منظمات المجتمع المدني وروحنا قدمنا طلب لكل الجهات الرسمية المعنية انها تحتسب النهاردة ويخصم من فترات الحبس ؛ سواء كانت احكام نهائية او حبس احتياطي وبيتجدد)
انتهى وأطلق تنهيدة حارة تشي بالكثير
لأسئلة
(وحصل اي؟)
ليجيب
(الجهات كلها قبلت الطلب الصبح ، وقبضت علينا كلنا اخر النهار)
أسقط في يدي لجوابه ؛ لاصمت تقديرا للحدث الجلل ؛
ويبدو انه خمن سؤالي فاجابه وان لم انطق به
(سابوني عشان ابلغ البيان الاعلامي وأبقى اجي احضر معاهم جلسة العرض الي جاية)
..
أواه أواه يا صديقي؛
كنت الناجي الوحيد في معركة حسمت قبل ان يسل فيها سيفا ؛ أو يشد فيها عن القوس وترا؛
معركة نصرك فيها أن تبصر وفقط بعينيك (أسفلت الطريق) ولو من شُرفتك؛ وإن لم تطأه بقدميك....
ظللت أعيد ترديدها في نفسي حينما (أدركت) أني كنت أخالط (أسفلت الطريق) هذا بأم عين (رأس مثقل بعقل زائغ) يأخذ بناصية قدمي في سيرٍ متعرجٍ ؛ أُجبرها عليه محاولتي تفادي ما لا يحصى كثرة من (الثقوب السوداء) وما تخلف بجوارها من ركام حفرها ؛
لم اكن اعلم ان النجاة يوما في مُتعرج السير بين ما تم ثقبه ؛ وبين اطنان من المعدات المتناثرة تنبئك بما أُدخر لك ويعملون على حفره ونقبه؛
تعددت ألوان المعدات و أشكالها والقائمين عليها ؛ ومصير الساقط حتما في احدى (ثقوبها) ؛ واحد.
علمت حينها اني أسلك دروب (تيه) لا أملك اربعينا قادمة على مثيلتها المنقضية أعبره لأرض ميعادي؛
.....
....
يتبع

27 notes
·
View notes
Text
في البدء كان مولوداً يبكي مستقبلاً لا يعلم كيف تنبأ بسواده؛ ثم رضيعاً تلقته ايدي جدة تجاوزت السبعين؛ ثم طفلاً لا يعرف معنى الديار وكيف ذا وهو يتنقل من دار الى دار
ليصبح فتى لا يصادق من الدنيا الا اكوام من الصفحات رافقته في حله وترحاله؛ ثم مراهقاً يظن في نفسه الخواء وفي وجهه الدمامة. خجولاً كالعذراء في خدرها؛ سميناً كمن التهم طعام قومه؛ لا يكلم الا من بدأه بكلام؛ ولا يصادق الا من بدأه بصداقة.
كم أحب من فتيات بينه وبين نفسه، أقام في خيالة عشرات من ممالك الحب كما يبني الاطفال قصور الرمال على شواطئ المرح، لتتهاوى بعدها بلحظات.
حتى وجدها فأحبها كما لم يحب أحد من البشر أحد، وهكذا قال لها:
- بحبك من غير شروط وحتى لو محبتنيش ححبك حب يكفي قلبي وقلبك وحتى لو مت جسمي حيندفن وروحي حتفضل تحبك.
كم كان أحمقا؛ هكذا عرف كيف ان المشاعر المطلقة كما السلطة مفسدة مطلقة.
تركته ويا ليتها تركته كما وجدته، الا انها ابت ان تحفر في وجدانه كل اوشام الالم ورسوم العذاب.
لم تعلم يومها انها أطلقت الشيطان من قيده، واخرجت الذئب من وكرة اقسم لها يومها سيلعنها كل صباح سيتذكرها في كل تجربة، وسيحارب تحت راية خيانتها كل نساء الارض.
سيغزوا باسمها اطنان من الاجساد ومئات من القلوب؛ وسيذكر اسمها على كل اضحية يقدمها على مذبح حبه المقتول.
كم كنت واهما يا صغيري كم كنت أحمق هل ظننت أنك من تترك علاماتك ولا تحمل روحك وزر اخطائك. هل تساءلت لما تختنق وكان صدرك يطبق عليه جبل.
فلتعلم إذا ان كل عزوة غزوتها تركتك بك من الجراح أكثر مما تركت انت في اجساد وارواح الشعوب المكلومة في كرامتها.
كيف فقدت انسانيتك رويدا رويدا وشيئا فشيئا وتحولت لصنم اصم تتفن في اهدار كرامة من احبوك بصدق وانت لا تعلم.
وها انت ذا بعد قرابة عقدين من الزمان قضيتهم في معاركك قد مل سيفك وانكسر رمحك ونفذت سهامك.
ترى معجزة تتحقق وهو أنك لازال بك قلب ينبض؛ قلب يحب ويهفو لمن أحب. تهتم بها ولو تجاهلتك؛ تغار ولو اهملتك؛ تتعلق بها كطفل يتعلق بأمة في زحام الموالد خشية الضياع.
ولكن تأتي المشاعر بما لا تشتهي القلوب.
ويا لسخرية الزمن يا من أفني عمره في الصيد ها انت تسقط فريسة سهلة لكلمة من حرفين. تقاتل معركتك الاخيرة بجسد منهار وروح مظلمة تترجى ضياءاً فلا تجده، وتطلب رحمة لا تستحقها.
نصيحتي لك يا رفيق رحلتي وصديق دروبي انزل عن فرسك وأطلقه؛ اغمد سيفك واكسره واجثوا على ركبتيك ويمم وجهك شطر ربك واسئلة الرحمة في الاخرة ولا تطمع في أكثر وتقبل ألمك فهو حق عليك

17 notes
·
View notes
Text
13 notes
·
View notes
Text
وما لي لا اقصدك قبلة وألتحف أستارك...
وانت من حازت الانوثة فطغت و الغواية ففتنت...
فينوسية العينين والخد..
عشتارية الثنايا والقد..
واني اعتقدتك فايقنت...
ان دعائك عبادة والقتل فيك شهادة...
وتوسلك ايمان والصبر عليه احسان...
وفي سفر الهوى...
ان رضابك خمر وردها فرض وامر...
و فراقك كبيرة واعظم الاثام هجر...
7 notes
·
View notes
Text
(ألا فأعلمي ان قلبا توضأ بهواك لن يُصلِّ في العشق لأنثى سواكِ)
(رسائل لم ترسل من السفر المهمل)
4 notes
·
View notes
Text
ولكم خشيت عند وصالنا
يوم يدهمنا الفراق بصبوه
فالعين ترمي النشب لا
يضل سبيله عن اهدافه
وبياض الكفّان اذ يتلامسا
كالقَدْر يغلي فوق جمره
ولماكِ تهمس صوب ثغري
بخفي القول عند ظهوره
ونبض القلوب اذ يتعانقا
كرعد العصف في سمائه
والقدُّ بالقدِّ حين تدثّرا
تبراً مذاباً عند صهّره
ِوأنامل البِنان في طوافها
كالمُحرم لا يُضيع ركنه
ففرضه سبعاً ومذهبي
سبعين ضعّفاً لا يوفه
وأنين الحناجر اسير
متصافح الرضاب في حلقه
والماء بيّنا يجري سيلاً
كالعرم يوم تهدم سدّه
فاللهم مغفرة آيتها
عود ما كان على بدئه.
22 notes
·
View notes
Text
(بيبو فرقع جيجي_تتمة)
(ولا متخذات اخدان)
كان عنوان الكتيب؛ استرجعت الآية التي سمعتها مرارا في مناسبات مختلفة اما في مواصلة او تلفاز او غير ذلك، فتحت الكتيب واطلقت الخُطى لبصرها في صفحاته القليلة؛ مسترجعة في أذنها صوت الشيخ (الاستاذ) لو بتحبه تطيعه، كانت تتكرر كأنها ترنيمة ابدية في عقلها تصم اذنها عن سمع اي شيء آخر في لحظتها.
كانت الصفحات تكتظ بالآيات والاحاديث التي تنهي عن مصادقة الرجال والنساء متبوعة بتفسيرات مختصرة اعيد صياغتها بلغة عصرية فهمتها من دون حاجة لكثير شرح او مساعدة في افهام.
اخترقت الصفحات وما حوت قلبها فانقبض؛ علمت انها تعصي الله والرسول؛ عرفت انها تكذب في ادعائها (انا بحب ربنا) !
(لو بتحبيه تسمعي كلامه) كان صوت الشيخ موجها لها فسمعته كما لو كان جليسها.
طوت الصفحات مغمضة عينيها مسلمة نفسها لعصف ذهني وصراع حاد نشب بين طيات نفسها.
استدعت النوم لينقذها من براثن صراعها فأبى عليها وامتنع، تقلبت وتقلبت ولكنه اصر على مجافاة اجفانها، قامت من فراشها وأضاءت مصباح صغير بجواره، اخرجت الكتيب الاخر (حجاب المرأة المسلمة) كان عنوانه ، وكسابقه احتوى على العديد والعديد من الآيات والاحاديث مزيلة بشرح عصري تشرح ما سبق واوردته من الادلة على هيئة حجاب المرأة وما يحل لها ارتدائه وما لا يحل.
ازداد صراعها وعظمت عاصفتها؛
( كل هذه اوامر من الله والمعصوم وانا لا اطيعها؛ كيف لي ادعاء محبته، لو همس لي (بيبو) بشيء لفعلته ولو كان فيه موتي.
- والله بحبك يا ربنا )
هكذا جاء دعائها فطريا من قلبها دعته كثيرا ليلتها ان يهديها الى طاعته لتحظى بصدق حبه ومحبته.
افاقت صباحا وقد سكن بها شيء بدأ يغيرها، نظرت في ساعتها وانطلقت لتعد نفسها في طقوس صباحية معتادة؛ انتهت بها هابطة لدرج منزلها وقد ارتدت في يومها اوسع ما احتوت خزانة ملابسها من ثياب،
أضاءت شاشة هاتفها بذات الوسم المحبب لها همت بالرد فرحة لتقفز في ذهنها (ولا متخذات اخدان)، اطرقت لثانية قبل ان تحزم امرها بالرد:
- الو ايوه يا ايهاب، انا في المواصلات، شوية واوصل، ..... ، انت مش قلت حتروح المكتب بتاع الدكتور بتاعك عشان تشوف الشغل معاه،......، انا عندي محاضرات كتير ورا بعض النهاردة ما انت عارف،..., طيب لما اخلص محاضرات حتلاقيني في ممر جيمي لو فيه وقت.
قصدت قاعة محاضراتها من فورها حتى ارتفع الآذان معلنا بدخول وقت صلاة الظهر، كانت محاضرة ما قبل منتصف النهار على وشك الانتهاء، اسرعت لهبوط درج الكلية للدور الارضي فيها حيث غرفة صغيرة بجوار شؤون الطلبة تستخدمها الفتيات كمصلى لهن.
دخلت على عجل، لتجد الفتيات وقد وقف بعضهن للصلاة وجلس البعض الاخر منهن يتدارسون فيما بينهن كتبا بدت من اغلفتها انها دينية. اخرجت اسدال صلاتها من حقيبتها مرتدية اياه؛ كانت على وضوئها منذ صلاة الصبح؛ وانضمت للصف القائم في صلاته.
سلمت من امّتهن منهية الصلاة والتفت في ردائها الاسود سابغ الاتساع لتواجه من امّتهن منذ قليل بوجهها الوضيء. صوبت النظر لها راسمة على وجهها ابتسامة زادت من وضاءته، فردت عليها بمثلها ، مالت الوضيئة عليها مرحبة بها؛ لترد التحية بمثلها:
- انا اختك ندى رابعة قسم لغة عربية
- جيهان رابعة اعلام
- ما شاء الله فراوده الكلية يعني
ضحكت لدعابة محدثتها غير متوقعة انها تجيد الحديث بشيء غير الدين او مجال دراستها؛ كسرت الدعابة حاجز وهمي كانت تلك الاردية السوداء تضربه بين (العوام والملتزمين) بلغة ذاك الوقت.
كان حديث (ندى) معسولا وكلماتها سهلة لا تبالغ في التراكيب ولا تميل الى التصنع ,
- ساكنة فين ؟
.- شارع احمد عصمت، عين شمس.
- لا بجد ده احنا جيران بقه، انا في صعب صالح.
ابتسمت جيهان للمصادفة ابتسامة غير ذات معنى محدد، منهية حديثها باعتذار رقيق للحاق بمحاضراتها؛ ��صافحا على وعد بلقاء ان شاء الله لقائهما.
انهت ما أتت من اجله بُعيد أذان العصر بقليل، لتهبط الى وجهتها (ممر جيمي)، بعد ان عطفت على المصلى لأداء صلاة العصر، لم تجد أياً ممن كن صباحاً، فأدت الصلاة منفردة لتكمل السير الى وجهتها حيث كان (بيبو) بانتظارها؛ منفثا دخانه في عصبية واضحة:
- كل ده تأخير ؟؟
- عديت صليت العصر بعد اخر محاضرة
- ما شاء الله ربنا يتقبل يا ستي
- انت بتتريق !!
- لا طبعا استغفر الله بس من امتى يعني ؟
- هو الصلاة فيها من امتى ؟؟
- انتي شكلك جاية على خناقة..
لم ترد عليه عبارته الاخيرة وعطفت على موضوع اخر
- مروحتش ليه مكتب الدكتور بتاعك
- يا بنتي عايز يطحني ويشقني ويديني ٣٠٠ جنية في الشهر
- مش احسن ما انت مستني شغل النيابة الي مفيش فيه امل
اذهلته لطمتها التي هبطت على وجهه فصعقته ,
تشاجرا كما حدث كثيراً في اعوام حبهم التي بلغ رابعها منتصفه. ادارت ظهرها وانصرفت من غير وداع وبشائر دمع احتقن في العينين.
تقاذفتها الافكار ذات اليمين وذات اليسار، استدعت كل مشاهد حبها الاول المزعوم طوال طريق عودتها، الح على ذهنها ساعتها تكاسله عن عمل يليق طوال عامين، كانت تعلم مدى احباطه، ووطأة شعورة بالظلم، ولكنه ليس مبرر للاستسلام؛ هكذا طغى عقلها وابرز عضلاته في مواجهة قلبها الذي تزعزع ايمانه بحب يكرهه خالق ذات القلب. تضافرت افكارها محالفة مخاوفها وشعرت لأول مرة انها تنتزع نزعا من بحر حبها.
دلفت منزلها، واستعدت لتناول طعام اعدته والدتها؛ كانوا يأكلون فرادا فتنسيق موعد واحد لكل افراد الاسرة كان ضربا من الخيال.
جالستها امها ملينة الحديث معها، اوصلت لها بطرق النساء المعلومة صافية:
- لو في حد خليه يتقدم وابوكي عايز فرحتك.
كانت تعلم قصة الحب التي كانت تربط بين والديها وكللت بالزواج، ولهذا لم تستغرب هذا العرض الثمين اومأت برأسها واعطت اجابات مراوغة لا تمسك عليها.
شاركت امها واختها بعدها في الالتفاف حول شاشة التلفاز في انتظار (مسلسل الساعة السابعة) ، موعدا مقدسا لنساء وفتيات الاسر المصرية في حقبة لم تكن (لاقطات بث الاقمار الصناعية) -الدش- قد عرفت طريقها بعد الي اغلب بيوتها.
(بيبو فرقع جيجي ، بيبو فرقع جيجي ، بيبو فرقع جيجي)
كانت الجملة الاكثر ذكرا في الاعلان الشهير لشركة الاتصالات (كليك التي تحولت لفودافون) بعدها بسنوات؛ وكأنها تسمعها لأول مرة؛ ازداد انقباضها المصاحب لإلحاح تحالف الافكار والمخاوف على كل كيانها. شاهدت الحلقة المتلفزة بوجه واجم وعقل ساهيٍ.
التجاهل كان مصير كل اتصالاته ال��سائية يومها؛ كما كان مصير اوراق دروسها.
نامت نوما عميقا يومها ، لتجد (ندى) في حلمها تبتسم لها مادة لها يدا مخبرةً اياها بحديث لا تتذكره، افاقت صباحا شاعرة براحة تجتاحها.
اعادت طقوس الصباح قاصدة وجهتها اليومية؛ وفي ذات معاد البارحة هبطت ذات الدرج لنفس الوجهة، مصلى النساء؛ اتسعت ابتسامتها عندما رأت رفيقة الامس وصاحبتها في الحلم، اقبلت عليها معانقة؛ بدت السعادة المشوبة بالاندهاش على ذات الوجه الوضيء، صليا الفرض وتابعت صديقتها في اداء السنن.
تواجها في حديث طويل أكل الوقت، تبادلا فيه ارقام الهواتف وخلفيتهما العائلية، كانت بذرة صداقة جديدة تزرع واواصرها تشد.
اتفقا على العودة سوياً يومها وكل يوم بعدها.
تواعدا على اللقاء في العصر، وكذلك فعلا، وقبل خروجهما استوقفت (ندى) زميلتها لتعدل من غطاء وجهها وتنسيق نقابها.
ازدادت بعدا عنه وقربا منها ومن عالمها، تراكمت لديها (اسطوانات) الدروس والمواعظ، كتيبات العلم، واستغرقت هي فيها كان شهر الصيام والقيام على وشك القدوم ولابد من الاعداد والاستعداد
- ده شهر في السنة يا حبيبتي، نسئل الله ان يجعلنا من عتقائه
كانت تتغير ببطيء ولكنه تغيير راسخ، تسمع الوعظ (تخشى النار وعذابها وتطمع في الجنة ونعيمها)
وتنصت بعده للدرس
(تعالوا اتلوا ما حُرم عليكم...)
(يأمركم الله...)
كانت الدائرة تغلق والروح تسحب والعقل مشحون والقلب مشغول، لم يعد (لبيبو) مكانا في قلب امتلأ بحب الله ورسوله حقا، انها تطيع ما تؤمر وتنتهي عما نُهت عنه؛ لقد صدقت الوعد كما اخبرت نفسها.
وكان هو يغلي كمرجل تصاعد ازيزه، كانت حبه الحقيقي كما كان هو حبها الاول، لم يفهم بداية ما حدث ظن انها تضغط عليه ليقبل بأي عمل ففعل؛ قبل بالعمل في مكتب محاماة احد اساتذة القانون في الجامعة،
راتب بخس ولكنه افضل من لا شيء، اراد اخبارها فامتنعت عن الرد حتى صعد ليقابلها عند باب قاعة محاضراتها، فذهل من تغيرها، اسدال اسود سابغ وقفازين ووجه خالي من كل مساحيق الزينة؛ ذهوله اصبح فزعا عندما اخبرته انها لن تستطيع ان تكمل حياتها مع رجل لا يواظب على الصلاة ومبتلى بالتدخين، فضلا عن تكاسله وقضاء جل وقته على مقاهي مثقلا على ابيه في مصروفاته حتى بعد تخرجه.
- ايهاب انا استخرت عليك كتير والله واديت نفسي فرصة بس فعلا مش مرتاحة، ربنا يهديك ويوفقك
ادارت ظهرها له كما ادارت الدنيا بعدلها ومنطقها ظهرها؛ اسقط في يديه كيف لي بذكائي واجتهادي طول اعوام دراستي وكل احلام مراهقتي في العمل قاضيا ان تنتهي هكذا نهاية، كيف افاقت احلامي في الحب على كابوس مفزع، كيف وكيف والف كيف من دون اجابة تشفي غليل او تريح بال او تجبر خاطر .
انصرف مطأطأً راسه منضما لطلائع المنكسرين، غير عالم أيحمل لهما المستقبل لقاء ام ان هذا اخر العهد بينهما.
- ما شاء الله والله وشك نور يا جيجي
هكذا كان رد صديقتها بعدما اسرّت لها بما حدث منذ قليل امام قاعة الدرس.
- من ترك شيئا لله ابدله الله خيرا منه
هكذا استطردت في حديثها عن محاسن فعلتها التي فعلت وقنبلتها التي فجرت:
- بصي بقه ان شاء الله صلاة التراويح السنة دي في العزيز بالله، انا بقالي اربع سنين مفوتهاش، الشيخ طارق الامام صوته بيسحبك من الدنيا ويديكي خشوع ويكسبك خشية، عمرك ما حتنسي ولا تبطلي تصلي وراه، الناس بتستنى رمضان من السنة للسنة عشان تصلي وراه
لم تكن صاحبتها في حاجة للتأكيد عليها في شيء فكل ما اشارت به قبلا كام مصيره التحقق:
- بكرة ان شاء الله حيستطلعوا الهلال لو طلع رمضان ان شاء الله حعدي عليكي انا وواحدة اخت لينا في الله بتاخدني معاها معاها عربية ما شاء الله حناخدك من البيت ونرجعك تاني.
وافقت مبدية سعادتها، سوف يطمئن ابي علي في صحبة هؤلاء الصالحات.
ابيها الذي كان يكتم دهشة تختلجه كلما شاهد ابنته في لباسها الجديد ولهجة غلب عليها كلمات تعليق المشيئة و حمد الله على المكروه قبل المحبب.
وهكذا تلقت اتصالها بعد ثبات الرؤية وقدوم الهلال معلنا دخول الشهر الفضيل، ردت لتصف لهما العنوان تفصيلا، دقائق وكان صوت رنات الجرس تدوي في الشقة ، فتحت الباب من فورها لتجد (ندى) -ميزتها لقصر قامتها- وخلفها فتاة منتقبة تميل قامتها الى الطول، رحبت بهما فدخلا مسرعين رحبت بهما الام فاقبلا عليها بدون تحفظ تبادلا عناقا تبعه تعارف ، واقبل الاب ماداً يده مصافحا فالتقطتها جيهان مسرعة:
- مبنسلمش على رجالة يا بابا
رد (ده انا زي ابوهم) قالها عقله ولم يصرح بها لسانه.
دخل ثلاثتهن الغرفة مغلقين على انفسهن..
(سارة موسى) ؛ كان اسم الثالثة كما عرفتها (ندى) ، بدى عليها يسر الحال بدرجة ملحوظة، نوعية قماش ملحفتها وقفاز يديها ونقابها وبيشتها وحتى حقيبة يدها وحذائها الاسود، كل شيء كان اسود وراقٍ، باهظ الثمن كما بدا عليه.
رفعت نقابها فبدى وجهها يحمل قسمات تقاسمها الجمال والصرامة؛ اخرجت (ندى) لحظتها من حقيبة بلاستيكية تحمل شعارا لاحد محلات الملابس الشرعية الفخمة ملحفتاً جديدة؛ كانت هدية (سارة) لصديقتها الجديدة؛ ابدت جيجي تمنعا في البدء ولكنها استسلمت طاعة الرسول اوصى بقبول الهدايا (تهادوا تحابوا)كما ذكرتها صديقتها،
اسرعت لتلتحف بما اُهدي لها و ادارت وجهها ��هن لتجد في انتظارها بقية هديتها (نقابا من ثلاث طبقات) لا يظهر حتى عين من ترتديه.
وجلت في البداية ثم قبلت كالعادة في النهاية.
ساعدنها في انتقابها وتجهزت رفعت طبقة وانزلت اخرى، ادارت مقبض الباب المغلق وسبقت في الخروج ليتبعنها، كان الاب يتجهز ليصلي في مسجد بجوار منزله، فوجئ بمظهر ابنته المعدل، تبادل مع الام نظرة حيرة وجمود، كان السيف قد سبق والحال الجديد قد اتسق، شيعها بنظرته داعيا لها بالستر والسعادة كما يفعل ملايين من الاباء كل يوم.
ركب ثلاثتهن السيارة حتى اوقفتها (سارة) على مقربة من المسجد، وترجلن لمسافة صغيرة.
كان يومها الاول في هذا الشارع؛ وكما حدث لكل من ولجه سابقا قادما من عالم (العوام) الى دنيا (الملتزمين) انبهرت بما رأت؛ امواج السواد ، وطوفان البياض؛ يتجاوران يتقابلان كأنهما متضادين اجتمعا ليتكاملا ليخرق اذنها ويعزلها عن تأملها ويوقف دمعا كاد ان يسيل من مقلتيها صوتا؛ لطالما سمعته بين اروقة كليتها وفي ممراتها وحدائقها؛ كان يأتي ضاحكا؛ ميزت الضحكة التي كانت وسما لصاحب الصوت اشتهر به؛ ضحكة ذئب لو كان للذئب ان يضحك، التفتت لتميز اهو ام لا؛ اعاقها سواد الليل وسواد نقابها عن تمييزه، رفعت الطبقة التي تغطي العين في حركة لا ارادية ودققت النظر، انتبه لها رفيقتيها توقفن لتوقفها.
كان صاحب الصوت موليا الظهر لهن، متحدثا مع جمع من المشايخ، وكان لعجبها اعلاهم صوتا وبدا انه اكثرهم سيطرة على ما بدا انه اصغرهم، توقف عن الضحك لولهة وسكنت حركته، علم ان هناك من يدقق فيه النظر وان كان لا يراه ؟؟ .. هكذا سألت نفسها.
ولم يبطئ عليها الرد التف صاحب الضحكة بكامل جسده ليواجها؛ كانت إضاءة المحلات تلقي ببعض ضيائها عليه، وهنا صعقتها عينيه او بالأحرى ذاك البريق الذي لمع من خلف عويناته؛
لم تكن لتخطئ هذه الاعين ولا بريقها, لم يكن احد ليخطئ فيها.
فكيف تخطئ في بريق عيني ... (ذئب)

16 notes
·
View notes
Text
في البدء تحسب ان مِلاك امرك بيدك،وانك لن تخطو من الدروب الا ما رسمت اناملك،
فعما خُبّئ لك من صنوف المقادير تغفل او ستُرمى به من انواع البلايا وانت تجهل،
واي بليّة اشد عليك مِن بلاء مَن لجلالة عز على الوصف وله في القلوب كأثر القصف؛
(الحب)
داء عُدم له الدواء؛سلّاب الالباب ،قاهر الحكماء،
ان غزا قهر وان اغار عليك؛ بك ظفر،
لتلين في حكمه وعن طيب نفس تخط بيدك روايتك في قيده،
لا تعلم اي سبيل تقتفي الاثر،
أما نجا من حكايا الهوى فنُسيت؟
ام ما وطأت الحياة بقسوتها؛ فخلدت؟
وهكذا
وهناك؛؛
كانت مُستعمرة القلب مأسورة الروح في لحظتها ومنذ اعوام ،لا ترى سواه ولا تعشق في الدنيا الاه.
جال طيفه بها وهي تحكم غلق سروالها (الجينز) قبل ان تذهب الى احد فراشين صغيرين يتوسطا غرفة متوسطة الحجم، زاهية الالوان، احكم اغلاق نوافذها، تتناثر بها دمى الدببة ومجسمات لقلوب حمراء مختلفة الاحجام .
عبثت يدها في كومة من شدادات الصدر لتسحب واحدا منها متأملة اياه؛ نزعت عنه ملصقات المقاس المثبتة وبدأت في غلق مشابكه الخلفية لترتديه بمفردها كما اعتادت، وبعد عده محاولات فاشلة-لكثرة الاربطة الخلفية به- رفعت عقيرتها مناديه:
- يسرااااااا يسرااااااا
اتاها صوت انثوي لمراهقة لا تتجاوز السادسة عشر بالرد فامرتها بالقدوم. فُتح الباب المغلق وولجت:
- عايزة ايه بتجعري كده ليه ؟
- تعالي اقفليلي كباسين البراه مش عارفة البسه لوحدي..
- نهارك مش فايت امك لو عرفت انك حتلبسي البوش اب ده حتقتلك، هو انتي ناقصة !
- بطلي سفالة وقلة ادب واخلصي عايزة انزل الحق اروح الجامعة.
استسلمت الصغرى ��ذاً لأمر الكبرى واتخذت مكانها خلف اختها:
- يا بخته ابن اللذينة ده، حيلزقلك، مشوفتش كده والله.
وكأن عبارة (يسرا) تحالفت مع لمسة اناملها التي تُحكم غلق ما تعسر عليها ان تغلقه بمفردها منذ لحظات ليدفعا عقلها بسرعة الضوء في اثبات عملي لنظرية النسبية، فتخرق حاجز الزمن وترى مستقبلا يكاد يشرق عليها؛ حيث يقف حبيبها خلفها نازعا ما تحاول الاخت الصغرى الان تثبيته، وذلك بعد نزعه ذاك الرداء الابيض الذي لا يكف عقلها بالإلحاح في التفكير به.
انتزعتها نغمة هاتفها الجوال من المستقبل واعادتها للحاضر بذات السرعة التي ذهبت بها. هرولت بلهفة لتنظر إضاءة شاشة الهاتف حاملة لوسم زين ملايين من قوائم الاسماء في الجوالات منذ عرفت البشرية هذا الاختراع ؛(my love).
- الوو.. ايوه يا حبيبي انا في المواصلات اهو والله.
هكذا كان ردها، ليأتي صوت محدثها:
- مواصلات ايه ؟ انا مش سامع صوت شارع، انتي لسه في البيت صح ؟
القى سؤاله الاستنكاري بغضب له ما يبرره.
حاولت الدفاع عن نفسها، فتمادت:
- لا ابدا بيت ايه بس ..
صمتت لأنها تعلم انه يعلم انها تكذب، ولأنها لم تجد ما تقله..
- احمدي ربنا ان الاتوبيس اتأخر عشان الامن محاصر الجامعة، بيقولوا في مظاهرة جامدة عشان الانتفاضة والشهداء الي فيها.
تذكرت موعد الرحلة فانقبض قلبها؛ تلك الرحلة التي اصبحت قبلة اسبوعية لكثير من زملائها وزميلاتها وكل اسبوع يزداد اعداد المقبلين عليها؛ يذهبون فلا يعودون كما ذهبوا، جميعهم تغير بهم شيء، وكلهم ادمنوها.
كانت رحلتها الاولى؛ تذهب اليها وهي في اخر اعوام دراستها بقسم الاعلام الملحق بكلية الآداب لجامعة عين شمس.
ازدادت وتيرة نبضات القلب مع صوت القبضات التي تطرق باب غرفتها فهمت بإغلاق المكالمة
- طب سلام دلوقتي يا حبيبي عشان ماما
بذهول المستنكر:
- ماما ؟؟!! ماما معاكي في المواصلات برضو يا (جيجي).
اتاه الصمت فاغلق الهاتف مطلقا زفيرا حارا
مطلقاً بصره في الفراغ، مشعلا لفافة تبغ محلية، مستسلما لهموم تداعت على عقله تداعي الأكلة الى قصعتها، كان يجتر ذكريات عامين من الصراع من اجل الالتحاق بوظيفة في النيابة العامة، تبعا اربعة اعوام من التفوق في كلية الحقوق انتهت بحصوله على الليسانس في الحقوق بتقدير جيد جدا .
كان يكافح ولم يزل، يصارع لأجل حق يراه له ويؤيده فيه كل حسابات المنطق والعدل؛ ولكن في بلد كبلاده لم يكن يكفي ان تأتي رغباتك موافقة لما يمليه منطق او عقل او حتى عدل، في بلادك للحصول على حقك حسابات اخرى.
لم يخرجه من الاسترسال في افكاره الى مشهد هؤلاء الفتيه المتجمعين امام ابواب الحرم الرئيسي للجامعة ويقومون بنصب مسرح خشبي متواضع، فيما قام غيرهم بنصب العديد من مكبرات الصوت حول المسرح المزمع نصبه.
استغرب ايما استغراب؛ كيف لهم ان يدخلوا كل هذه المعدات؛ بينما تعجز الذبابة ان تدخل الا بعد مرورها على رجال الحرس الجامعي المدعومين بعربات الامن المركزي بضباطها وجنودها من زوي الحُلل الشرطية السوداء.
لحظات وكان كل شيء معدا، اعتلى المسرح عددا من الشباب تأكدوا من توصيلات الصوت وجودته قبل ان يمسك احدهم بالمهتاف (ميكروفون)، ويبدا فعاليات المظاهرة -كما بدا له- بقراءة آيات من الذكر الحكيم؛ كان صوت الفتى شجيا عذبا رائقا رقراقا، دفع الجميع للصمت والانصات من دون حتى ان يطلب او يأمر بإطاعة آية (اذا قرأ القرآن...).
ويبدو ان صوته كان ذو تأثير خاص اذ لم يكتف الآلاف من الطلاب بالصمت، بل عمد بعضهم الى الالتفات بوجوههم الى مصدر الصوت -المسرح- بل اتجه كثير منهم هويناً هويناً الى قلب الحدث .
استرسل الشاب ذو اللحية المهذبة في قراءته حتى كثر عدد المتلفين امام وحوالي المسرح؛ ليسلم المهتاف لزميل له كان يجاوره اثناء قراءته؛ ليشرع الأخر من فوره في القاء خطبة عصماء؛ كان مفوها يلقي من ذاكرته لا يقرا من ورقة، وكان حسن الصوت ذو نبرة محببة علي الاذن - لقد احسنوا اختيارهم- هذا ما قاله لنفسه وهو يشاهد الاحداث امامه.
ازدادت اعداد من سيصبحون بعد قليل وقود اكبر مظاهرة تحدث في تاريخ الجامعة، وكلما ازدادوا عدداً شرعوا في الاصطفاف صفوفاً، كان خطيبهم يحدثهم عن اخوانهم المنتهكين في ارض فلسطين، عن القدس الاسير، عن ذلنا وهواننا على الناس، عن تغييب عقولنا واشغال قلوبنا .
كيف نترك اخوانا لنا تحت اقدام الصلف الصهيوني، كيف نسلم اجفاننا للنوم ليلا وهناك في الضفة من يغلقون اجفانهم للابد برصاص احفاد القردة والخنازير.
كيف يروق لنا ان نلهو كالأطفال و (الدرة) ككل اطفال فلسطين اما شهيدا او ابنا لشهيد.
كان مؤشر الحماس يتصاعد مصاحبا لتصاعد نبرة الصوت وتهدجه حتى لا تكاد تعرف أيبكي وهو يخطب ام يخطب باكيا. تأثرت الارواح فخشعت قلوب وبكت اعين؛ هذا كان حال المصطفين في تراصهم المصفوف.
انتهى الخطيب المفوه من خطبته مسلماً المهتاف لآخر بجواره، ذو لحية لا تكاد ترى محددة المعالم ، ليشرع ذلك الاخير في الدعاء على كل الاعداء، والجموع من خلفة تؤمن في صوت واحد، بقول واحد، آلاف الحناجر اجتمعت فتظنها حنجرة واحدة:
- آميييييييييين .
كان الرد والتأمين.
انتهى من الادعية منتقلا الى ال��تاف متجولا بين عدد من الهتافات، ليرددها من خلفة الجموع التي تكاثرت حتى اجتمعت الجامعة بقضها وقضيضها في ترديد الهتافات تلك اللحظة.
حتى استقر عند هتاف (عالقدس رايحين شهداء بالملايين) لتثور ثائرة القوم، احمرت الوجوه، وسخنت الاجساد وبحت الحناجر هتافا لم ترى الاعين مثل هذا قط ولم تسمع به الآذان؛ فكل شيء يهتف كل شيء كل شيء؛ الحناجر تهتف، الاغطية فوق رؤوس المحجبات تهتف، الصلبان في اعناق الفتيات تهتف، الزينة على وجوة المتبرجات تهتف، حتى لفافات التبغ في اصابع الشباب كانت تهتف.
كيف هذا؟
كيف حالت (سهام كيوبيد) الى (اسياف خالد)، كيف اضحت همسات العاشقين لصيحات القعقاع.
لقد بلغ الجميع الذروة في كل شيء، حتى فار التنور، اطلقوا كل الهموم وكل الاحلام المكدسة في حقائب النسيان، والاماني المقهورة في الحب والامن؛ رموها عن قوس واحد في هتاف واحد (عالقدس رايحين شهداء بالملايين). صمت رجل الهتافات ولم تصمت الاصوات ولم تكف الاعين عن سكب العبرات.
اخذ المهتاف شاب اخر ونادى في الجموع لصلاة الغائب على ارواح الشهداء؛ عرج على شرح صفتها اولا ثم بدا في صلاتها، وحاذته الجموع ولم يفارق احدا مكانه، حتى انتهى. ومع انتهائه بدأت بعض الصفوف بالتناقض، خرجت بعد الفتيات الى دورات المياه لإصلاح ما افسدته الدموع من زينتهن واشعل بعض الشباب تبغهم لينفثوا مع دخانها زفيرا حارا يحمل بقايا همومهم.
سكت اهل المنصة فسكنت الصفوف، الا من همهمات لا تميزها لخفوت صوتها وكثرتها.
بدأت الهمهمات تعلو والصخب يشتد والصفوف في الانكسار والمتظاهرين في التفرق؛ حتى فوجئ الجميع بشاب اخترق الصفوف ليعتلي البوابة الحديدية العملاقة للجامعة، عاقدا على خصره علم فلسطين، وعلى عنقه كوفية ابو عمار الشهيرة تتطاير بفعل الهواء تحت لحية غير مهذبة وشارب غير منمق لوجه يعلوه شعر كثيف لم يعرف التصفيف -على ما يبدو- له طريقا منذ زمن بعيد.
شهق البعض؛ فيما عاد الكثيرين من المتفرقين ادراجهم الى صفوف المتظاهرين، وبدأت الهتافات المتفرقة في التعالي مرة اخرى. التفت الخطيب ذو الهتافات الحماسية لأقرانه على المنصة، ندت من احدهم ايماءة موافقة؛ ليستدير ويرافق الاول في اعتلاء وتسلق البوابة، ليزداد الحماس الذي انطفاء للحظات بين الصفوف التي استعادت انتظامها وتراصها.
لم ينتظر اول المتفاعلين في التظاهرة راي اقرانه وقفز برشاقة على البوابة، فاسرع احدهم ليمنعه الا انه رفض التراجع واكمل سباق التسلق مع رفيقيه الى اعلى.
كان مشهدا هزليا هكذا قال في نفسه؛ ما العائد من تسلق بوابة حديدية؛ هب اننا كسرناها وخرجنا، هل نحرر فلسطين بخروجنا؟
هل نحارب بني صهيون ؟
ام ان اسوار الجامعة وبوابتها كانت رمزا لكل حدود وضعت بين ابناء وطن كبير ��فرقوا شيعا ؟؟
سرت موجة من التوتر ضربت القوات المتحفزة خارج الاسوار؛ هذا امر دبر بليل، لم نتفق على هذا. كانت تظاهرة تحت اشراف امني داخل الحرم.
اما التسلق والخروج فهو عبث اطفال ومراهقة سياسية ستدفعون ثمنها. تقدم عدد من اصحاب الالبسة السوداء من الباب الحديدي، ورفع احدهم عقيرته محذرا من مغبة افعال غير محسوبة العواقب. عقل الشباب الامر فعادوا ادراجهم نازلين.
هاااااه .
واخيرا انتهت؛ المنظمون يفككون المنصة ويحملون معدات الصوت والاعلام وغيرها، وانفضت الجموع الى غير رجعة. هنا افاق من خدر الموقف ككل وتذكر (جيهان) حبيبته التي ينتظرها منذ الصباح كان قلقا ويعلم انها حتى بوصولها فلن تستطيع الولوج الى الجامعة مع كل هذا الحصار الامني.
اخرج هاتفه متصلا بها فلم ترد، اعاد الاتصال فلم تكن حظ الثانية الا كمثل الاولى. توتر اكثر حتى شعر بيدها تدفعه برفق من مرفقه؛ كان يعرف دفعتها كما يعرف كل شيء عنها.
استدار فوجدها وارسل بصره فنظرها، اخترقتها نظرته وعصفت بها انفاسه، وعلى بعد المسافة بينهما نسبيا سمعت دقات قلبه، كما انصت هو لنبضاتها.
جميلة كما كانت دوما؛ بوجهها الدائري المائل الى الامتلاء بنغزتين تفصلان بين الوجنتين والشفاة, بيضاء البشرة تميل الى الحمرة، ندت منه نظرة الى ما كعب منها فنهد، فاشتدت حمرة وجهها وعلمت تأثير ما صنعت صباحا فيما عانت حتى ارتدت.
- اخيرا يا هانم !
قالها بوجه محب وخوف حقيقي تنطق به كل قسمات وجهه، وجه لا هو بالوسيم ولا الدميم، كان وسطاً في كل شيء وجها وجسدا وحتى طبقةً. كان احد ابناء الطبقة الوسطى التي كانت افواه الغلاء تأكل فيها حتى تآكلت.
- ايهاب يا حبيبي والله بره من بدري بس مكنتش عارفه ادخل
رن هاتفه فرد عليه:
- يوه يا حسام ايوه، لا يا عم حنيجي طبعا، اه اتنين زي ما قولتلك انا جوه قصاد ممر جيمي الناحية التانية، ماشي، حجيلك دقيقة واحدة وحكون قصادك ؟
نظرت اليه والترقب على وجهها:
- ايه هو بيقولك مفيش اماكن ؟!
- يا حبيبتي اومال بقوله دقيقة ونبقى قصادك ازاي لو مفيش اماكن.
- طب متنرفز ليه بس ؟
- مش متنرفز بس ربنا يستر ونلحق، ده احنا لسه رايحين اكتوبر، ده سفر.
زاد ترقبها وصاحبه توتر اندفع ليسري مع جريان دمائها.
بعد دقائق وصلا الى ميدان (العباسية) حيث كانت حافلة متوسطة الحجم تنتظر بجانب الطريق .
صافح هو شابا طويل القامة ثم انزاح جانبا ليفتح الطريق لمجموعة من الفتيات كانوا قد وصلوا حديثا للحافلة.
صعدت الفتيات تباعا بينما ظلت (جيجي) لا تعلم ما تفعل، همس الشاب الى (ايهاب) بكلمات فذهب اليها طالبا منها الصعود:
- البنات بي��عدوا ورا والشباب قدام، مش حنطلع الى لما كل البنات الي حاجزين يوصلوا.
اطاعته على تبرم اظهرته. اختارت مقعدا بجوار نافذة منفردا وجلست. فتحت حقيبة يدها واطمأنت انها اصطحبت كل لوازم رحلتها كما ظنت (شطائر وعلبتي عصير ومصحف صغير واسدال متسع يصلح للصلاة).
اكتمل العدد، لمحت حبيبها يصعد ويجلس امامها ببضعة مقاعد، صعد الشاب الطويل الذي يبدو عليه يسر الحال، اغلق خلفة ابواب الحافلة ثم وجه وجهه للجلوس على مقاعدهم، وبدا كلامه:
- السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، انا اخوكم حسام وان شاء الله حتكونوا معايا النهاردة لغاية اما نروح مسجد الحصري في اكتوبر ونرجع من هناك ان شاء الله حنلحق الدرس متقلقوش.
نظر الى السائق فأدار الاخير محركه منطلقاً ...
......
- (أفلا اكون عبدا شكوغاااااا)
هكذا جاءت من مكبرات الصوت التي كانت تنتشر في كل اركان المسجد؛
ممدودة ذات صدى كانه صوت آتي من اعمق الآبار.
هكذا كانت في منتصف درس الشيخ -الاستاذ- ذي الحُلة الافرنجية ورباط العنق الانيق والشارب المحفوف بعناية والوجه الحليق؛ حيث يتراص امامه شباب في ربيع اعمارهم تبدو على اغلبهم مظاهر يسر الحال. ينصتون له بآذانهم ويتدبرون حديثه بقلوبهم قبل عقولهم.
ومثل جلسائه كان (ايهاب) يتربع الارض منصتا للحديث الذي يلقيه الرجل عن محبة المعصوم وان المحبة رفيقة الطاعة فلا يعقل ان تدعي محبة من تعصي، وعلى هذا بنى الرجل درسه واقام وعظه؛ ضاربا الامثال تلو الامثال حتى وصل لأهمية الشكر حتى ان سيد الخلق كان يقوم فتتفتر قدماه وهو من غفر له ما تقدم وما تأخر من ذنبه لأنه يحب الله ويحب ان يشكره اطلق الحديث عن الحب فِكره ف��رسله الى حيث تتربع الان من سبق وان تربعت على عرش قلبه (جيهان) والتي كان حالها من حاله قد اسلمت جوارحها للصوت الآتي من مكبرات الصوت للشيخ ذو اللدغة الظاهرة وان كانت لا ترى صاحبه.
كان بليغا يجيد استحضار الامثال والطرق على المواطن التي تدفع بك الى الانصات، سهل اللغة فلا هي بالعامية السوقية ولا هي بالفصحى التراثية، ويكثر من النداء كانه يحدثك انت في كل مرة:
- يا اخونا ازاي نقول بنحبه واحنا مش بنسمع كلامه، يا اختي ازاي بتحبيه وانتي بتعصيه، الرسول الي اؤذي واتهجر ودميت قدماااااااااااه وشجت رباعيته وسال الدم على وجهة الشريف عشان
الدين ده يوصل ليكي انتي وليك انت وتقول اه بحبه بس مش حسمع كلام، بقه ده كلام يا اخونا !!
كانت المقل قد امتلأت بمائها المملوح، في انتظار خدشها، وهنا ضرب مثلا بقصة صحابي ترك اهله وماله ومات في الطريق مهاجرا وحيدا، فانفجرت كل العيون بما خزنت من الدموع كأنها ��يل العرم.
طأطأت رأسها باكية تشعر بخزيها، كيف تحب من تعصي
(انت لو بتحبها تحافظ عليها متخليهاش فرجة للناس)
(لو بتحبي ربنا تسمعي كلامه لما يقولك اتحجبي)
(يعني رسولك يتعب كل ده عشانك، عشان بيحبك وانتي ترفضي تقوليه نعم يا رسول الله)
كان يهبط بمعاول الكلمات علي قلوبهم فتسيل العبرات من عيونهم، خاشعة قلوبهم، مهتزة اجسامهم.
كانت اكثر الحضور بكاءاً وتشنجا حتى انتهى الدرس ولم تنتهي من بكائها، خزيها كان اكبر من ان ينتهي بانتهاء العبارات القادمة عبر المكبرات، تذكرت ما اصرت على ارتدائه صباحاً ولأي هدف فعلت، ندمت واشتد عصر الندم لقلبها حتى كادت الدموع ان تدمي وجناتها.
اقيمت الصلاة وانتهت، ولم تكد تعتدل في جلستها حتى احست بيد حانية تربط على كتفها، نظرت لوجه صاحبة اليد المبتسم ومن دون سابق حديث اعتنقتها عناق طويل وحاني:
- اول مرة تيجي يا حبيبتي ؟
- ايوه اول مرة اصلا احضر درس دين .
- ان شاء الله مش حتكون الاخيرة، جاية مع مين ؟
- خطيبي
قالتها متحرجة من كذب تعلم انها حملت اثمه، وعرفت ان محدثتها كشفته ولم تحرجها فأعرضت عن الامر مكملة:
- ربنا يتملك على خير، معايا ليكي هدية ممكن تقبليها مني ؟
- طبعا بس هدية ايه !
- تلت كتيبات صغننة كده خليهم في شنطتك ابقي اقري فيهم كل ما تبقي فاضية ومتسبيش وقتك للشيطان يشغله .
قبلت هديتها شاكرة لها، ووضعتها في حقيبة يدها مسرعة؛ اذ لاحظت ان رفيقات حافلتها قد تجمعن للخروج؛ خلعت اسدال الصلاة التي كان يواري سروالها الضيق نوعا ما وكنزتها الصوفية زاهية اللون وجمعت حاجيتها وانطلقت لتلحق برحلة عودتها.
اخذوا ذات الاماكن التي جاءوا فيها ،وانطلقت الحافلة عائدة من حيث اتت. ساهمة كانت اغلب طريق العودة، ترسل نظرها بين الحين والحين الى اللوحات الاعلانية على جانب الطريق، لمحت لوحة ضخمة تبشر بجمعية (شباب جيل المستقبل) ؛ التي انشئها وريث العرش المنتظر، حولت بصرها لتقع عيناها على عنوان ضخم (ضرب اكبر مراكز الفساد في وزارة الزراعة، سقوط الطفل المعجزة يوسف عبد الرحمن)
كانت بحكم دراستها تتابع القضية التي اعلن عنها احد الاجهزة الرقابية السيادية، وجمع عقلها لوهلة بين الوريث المنتظر وبين فساد المتواجدين.
هل هناك صراع اجنحة في اروقة السلطة ؟؟
لم تهتم بالإجابة وصرفت ذهنها فاتحة حقيبتها لتخرج الكتيبات الثلاث متأملة عناوينها،
ولكن رنة من هاتفها منعتها، امسكت به لترد:
- الو ايوه يا حاج رضا انا تمام
- ايه يا بنتي قدامك قد ايه ؟
- شوية بس يا بابا مش حغيب روحت بس اصور ورق بعد الكورس
- طب يا حبيبتي متتأخريش انتي حتيجي من هنا وننزل من هنا، بنت عمتك ربنا كرمها وولدت ولازم نروح نبقى معها ومع عمتك
- بجد والله امتى مش كان معادها لسه شوية
- لا مهي تعبت والدكتورة خلصت قيصري، ولسه مكلمنا فشهلي متتأخريش
- طب جابت ايه ؟
- بيقولوا جوزها اتصل من السعودية بيقولهم يسموا البنتين رودينا وريتاج.
- ايه الأسامي دي يعني ايه ؟؟
ضاحكاً رد,
- وانا ايش عرفني بيقولوا انهار في الجنة تقريبا حاجة زي كده يعني.
اغلقت المحادثة ولكنها لم تكن ضاحكة مثل ابيها بل كانت متحسرة (الواحد ضايع في الدين حتى الجنة مش عارفين فيها ايه وعايزين نخشها)
هكذا حدثتها نفسها، وهي مطرقة الراس. افاقت من شرودها على صوت مشرف الرحلة:
- حمد الله عالسلامة يا اخوه وان شاء الله لو عايزين تحجزوا للأسبوع الي جاي قولوا دلوقتي او معاكم التليفون تبقوا تتواصلوا، في امان الله جميعا .
هبطت لتجد (ايهاب) في انتظارها، لم تتبادل معه كثير حديث اعلمته بمكالمة ابيها وحاجتها للعودة فورا الى منزلها، لم يبد ضيقا واسرع
ليركبها (ميكروباص) من ميدان العباسية باتجاه منزلها الكائن بحي عين شمس.
وصلت لتجد الجميع قد تجهزوا اصرت امها على اطعامها واصرت هي على الرفض ليلحقوا بالمشفى حيث ترقد ابنة عمتها وعمتها والمولودتين ومعهن اخو الزوج وامه.
وصلوا سريعا في عربة اجرة وصعدوا الدرج مسرعين حتى غرفة الام المخدرة. تصافح الجمع وتعانق الرجال سويا والنساء كذلك وبعد وقت قليل مال الاب على اذن عم الوليدتين ثم استأذنا وهبطا الدرج الى باب المشفى. خرجا ليجدا مقهى قريبا اتخذا فيه مجلسيهما.
رنة من هاتف اخو الزوج تبعها مكالمة قصيرة؛ انتهت باعتذار الرجل وانصرافه لارتباطه بموعد عمل خاص به، تصافحا ليجلس (الحاج رضا) بمفرده على احدى الطاولات المواجهة لمبنى المشفى.
(سو يا سو حبيبي حبسو)
جاءت لتخرق آذان الرجل الذي لم يكد يستوي في مجلسه، لترسم ابتسامة مرارة على شفتيه صاحبها استنكار تحلت به ملامح وجهه:
- بقه هو ده الكينج، الي كان بيغنلنا عن الحب والحرية والوجدان وكلام عايز فلاسفة عشان يفسروه
هذا ما تحدث به لسان حاله ولم ينطقه مقاله. كان حانقا على الاوضاع التي تردت - بنظره- في كل شئ صاحبها استنكار تحلت به ملامح وجهه:
ليشرد ببصره في رفاق المقهى، رجال من مختلف الاعمار؛ اختلفت مشاربهم ومظهرهم وجمعتهم هموم نضحت بيها قسمات الوجوه.
كان الجميع يئن تحت ضربات ساحقة لموجة غلاء صاحبت (تعويم سعر الصرف للجنية مقابل الدولار)، هكذا اعلنتها الوزارة الرشيدة لدولتنا المجيدة ؛ كانه تمهيد خفي لحوادث جلل حبلت بها الايام وتنتظر الم��تقبل بشوق لتضع مولودها.
انتزعه صوت صاخب لشجار يبدو في بدايته؛ التفت فوجد شابين لم يتما العشرين ربيعا وقد امسكا بتلابيب بعضهما البعض؛
- طلاق تلاته انت حرامي وحتجيب العشين جنية دلوقتي لاعلم عليك.
...(رد الاخر حذف لاحتوائه على كم هائل من السباب الخارج مصحوبا بأصوات لا تكتب)
تطور الشجار فاجتمع عليهم اهل المقهى وبعض المارة؛ حاولوا فض اشتباكهم ففشلوا ، اخرج احدهم من طيات ثيابه مدية وعاجل بها صديقه ؛ نعم كان صديقه هذا ما عرفه (رضا والجلوس في المقهى بعد لحظات) ؛ صديقين مزق احدهم الاخر لأجل عشرين جنيها.
- ايه الزمن ده بس يا رب ،اللهم لا اعتراض!
قالها والحزن يعتصره لا على الشابين ولكن على ما ظن انها علامات اخر الزمان الذي يطل علينا بوجهه المخيف.
هل كان يعلم وهو يتابع النظر في شباب اهل المقهى انه ينظر طلائع المنكسرين، من دهست الحياة احلامهم، وسحق الواقع حياتهم.
هل كان يرى اوائل المسلوبة امانيّهم في ابسط حقوقهم؛ جارت عليهم الدنيا فألقتهم في زمان يعدو فيه الحلم كفر والتمني هرطقة.
في زمانه كانوا يحبون مطمئنين الى الاقتران بمن احبوا، اما اليوم فانت تحب لتكسر نفسك ومن احببت، كانوا يتعلمون ويعملون بما تعلموا؛ كانت الارزاق شحيحة وانواع الرفاة قليلة او معدومة ولكنها كانت (مستورة). هل كان يعلم انه يحيى في لحظات تشوهت فيها معاني الصداقة فافترق الرفقاء لجنيهات هنا وقروش هناك.
هل علم ان الجميع كانوا يتراصون على اعتاب عهد الحزن العظيم؛ نعم فالكل فشل في الكل ؛ لتبدا صناعة الحزن (طوفان من اغاني البؤس والشقاء في الحب والرزق والصداقة انبعثت من كل المذاييع في كل الاوقات) صاحبها اعصار من الامثال ازدانت بها عربات الاجرة وحوائط الشباب وورش الحرفيين تحدثك عن خيانة الاصدقاء وانعدام الرجولة بين الرفقاء.
اتسعت دوامة الحزن فابتلعت كل السابحين في بحر الحياة، لتلقيهم جثثا مثقلة بقلوب منكسرة وعقول مهمومة ونفوس غاضبة؛ نعم كان الغضب يتجمع رويدا رويدا ولكنه كان في القاع لا تراه اذا نظرت اليه من علِ.
انتزعه من تفكيره في احوال من حوله مشهدا لشاب وفتاة يتأبطان سائران في طريق لا يعلمان نهايته، التفت رغما عنه ليلقي نظرة على مبنى المشفى الذي يحوي بين جدرانه ابنتيه داعيا ان يوفقهما الى زوجين مناسبين...
- على الله بس يكون عيل ابن حلال ومحترم ومتكونش ايده طويلة.
هكذا قال لأم (جيهان) زوجته ليلا وهما يتقاسمان الفراش بعد عودتهم من المشفى؛ كان ردا على ما سبقت واشارت لشعورها ان ابنتها الكبرى تظهر عليها كل مخايل الحب والهيام وليس اليوم ولكن ��نذ عدة اعوام.
كان يعلم انه مهما فعل لن يستطيع ان يكسر ارادة فتاة ارادت ان تحب وكيف وهي تذهب وتجئ كل يوم ,,
- يعني حنعين عليها حارس يا ام جيهان، احنا مربيين البت كويس، ابقي دحرجيها في الكلام ولو الواد جد خليه يجي وربنا يسهل.
ثم اتم كلامه بابتسامة ذات مغزى:
- ولا انت نسيت يا قمر الي كان بينا.
جلجلت ضحكتها عاليا حتى وصل صداها الى جيهان ويسرا في غرفتهما، ضحكا واحمر وجه الفتاتين؛ لتكمل الصغرى نومها تاركة الكبرى مع افكارها وبقايا شعور الخزي الذي عادت به من درسها.
فتحت حقيبتها واخرجت منها اول الكتيبات......
....
يتبع

17 notes
·
View notes
Text
14 notes
·
View notes
Text
(سحر البندق)
في البدأ كانت الجدّة تتوسط كومة من ��حفادها؛ زرق العيون شقر الرؤوس، في ذاك الكوخ الخشبي الصغير على اطراف غابة (اشجار البندق)؛ مُحتمين بنيران المدفأة من برودة (كانون الاول) وثلوجه التي حاصرت كوخهم فأحسنت حصاره؛
ترويهم أسطورة (البندق)؛ عن غابة مسحورة اشجارها وما اثمرت قطوفها من بندق تأكله الفتيات فتتسع اعينهن ويُحال الى لونه وحجمه سوادهن؛ ليسحرن به كل الذكور ويفتنّ به كل الخلائق.
...
عذرا قارئي العزيز الم تسمع بتلك الاسطورة قبلا ؟
اصدقك؛ فالحق انه ليس ثمة اسطورة؛
وانما حقيقة استبدت بها انثى واحدة دونا عن نساء الارض؛ نعم كذبت عليك، لم تكن هناك جدة ولا احفاد ولا كوخ ولا غابة؛ ولكن كانت (هي).
نالت حظها من سحر الخلق، فأُبدعت في خلقها؛ ولأشد ما كان البديع من الصنع في عينها؛ باتساع بئر عميق نقّبته الاجيال تلو الاجيال؛ اذا اطلت النظر فيهما غرقت في الحال، وبياض كندف الثلج ابيض لم تعرف له الشوائب مقربا، احاطا بحبتي (بندق) يخلبا الالباب؛ ليأتيا بالأحباب..
شُرعت عليهم من الحراب السود اربعة صفوف سميت ظلما اهداب؛ اذا اطلت النظر -معاذ الله- بغير حق خلَفوك مذاب.
كانت صلاة لأبيها فجاءت صلاةِ.
(دعاء) كان اسمها، ويومها الاول في الجامعة كان يومها؛ مسرعة الخطى لتلحق بيوم الزينة في قسمها.
يوما عصيبا على المنظمين كان، فمن يتحمل عبئه قد خلف وعده
وأدار ظهره؛ ليتحركوا مسرعين ومجبرين استبدلوا فرقته الموسيقية بمشغل اسطوانات مصحوبا بمكبرات الاصوات.
لاحظت الضيق والتبرم على وجوه الجميع؛ خصوصا طلاب الفرق الاقدم؛ مرددين اسمه مسبوقا وملحوقا ومتوسطا باللعنات؛
وكان هذا اول ذكره معها ؛ ولكم تأتينا الحياة بأوائل الاشياء فلا نعيرها اهتماما ولكنها لم تفعل هذا بل اهتمت بالاسم وما له وعليه من وسم ,
(سافل، منحط، حيروح من ربنا فين !!)
استفزها هذا الكم من الذكر لشخص واحد حتى و لو بالذم؛ فأثار فضولها لتعرف ما جهلت، وتغذّى فضولها بما سمعت حتى سار شغفا؛ لم تعرف له سببا ولكن ولله الحمد لم يصبح هوسا.
عادت يومها بعد احتفال الاستقبال السنوي الى منزلها ورغما عنها اجترّت كل ما سمعت عنه وعرفت منه.
شغلها هذا الفضول عن ملاحظة الاعين التي تعلقت نظراتها بسبحات وجهها طوال يومها الاول حتى التصقت؛ اذ لم ترفع اليها عين ذكر او انثى ونزلت طائعة ولا حتى لأمر غض البصر الذي اجزم انه شرّع لمثلها.
وفي يومها الثاني كان لقائها الاول به؛ بعد ان ارتقت الدرج صاعدة الى ادارة قسمها حيث يتجمع المستجدون والقدامى على حد سواء في اوائل الاعوام؛ رأته وعرفت انه هو من دون اثبات من احد، فقط عرفت؛ هكذا شعرت وبعد ثوان تأكدت.
منصوب القامة باعتداد كما اعتاد؛ مبادلا عبارات التحية المعتادة في هكذا اوقات كان؛ وكانت لم تر وجهه بعد؛ اذ انه كان موليا الظهر لها مواجها لمحدثيه؛ اقتربت منه رويدا رويدا؛ ورفعت بيدها خصلات من حرير اسود براق دائم السقوط على عينيها؛ وكأنه اقسم يمين الدفاع
متحالفا مع اهدابها؛ يزيد شغفها فيحركها ويتملكها الفضول فيقدمها حتى اصبحت خلفه؛
هنا تبدل فضولها حيرة ,,
ماذا سأحدثه وعن اي شيء سأسأله؟؟
طاف بعقلها صوتا يحثها التراجع؛ فكادت, ويأمرها الرحيل ملحا فأوشكت؛ ولكنها كما اعتاد كل البشر يقدمون فضولهم وارضاء شغفهم؛ نادته بعبارة مبتورة عن الاسباب:
(لو سمحت)
لاحظت توقفه عن محادثة من كان يحادث، وكأنه يسترق السمع لندائها ليتأكد انه له؛
فأعادتها مزيدة فيها:
(لو سمحت يا ...)
بتكرارها النداء علمت علمه بانه المقصود؛ ظهر هذا في توتر سيطر عليه من دون اسباب؛ لم تر وجهه ولكنها شعرت به؛ ومع تمنعه عن الرد او الالتفات؛ حسمت امرها ومدت يدها واكزة له في كتفه ,,
(ماذا تفعلين؟ واي شيء تريدين)
كان صوت ضميرها آمرا لها بالتراجع ولكن كان السيف قد سُل فسبق ليلتفت اليها كما ارادت واتفق.
ثوانٍ كانت كل حظها من اتصال عينيها بعينيه؛ مبحرة في سوادها البراق؛ متتبعة خرائط من سبقها من المستكشفات؛ مهتدية بنجمات كادت ينطفأ نورها في سماء ناظريه؛ من اهتدى بها كان الضياع حقا عليه؛ انقذ سفينتها المسحوبة لتياره رنين جواله؛ لينصرف عنها مهملا لها كأنها كانت سراب.
هكذا انتهى اول اللقاءات؛ ممتلأ حتى الثمالة بالإحباط، وهكذا انصرفت مؤنبة لنفسها وجالده لذاتها؛ اي حمق فعلت وخلف اي وهم سعيت ؟
هوّني عليكِ فكلنا يسعى في طرق الوهم؛ مخالفين لما اتفق عليه العقل والمنطق.
نستفتي المنطق فيبتسم خالعا عويناته مداعبا لحيته البيضاء المسترسلة مفتيا بأن هذا الطريق او ذاك آخره اللعنات؛ فنكابر ونمتطي جياد
المشاعر؛ ليحاصرنا العقل ممسكا بأهدابنا الا نسير خلف حادي الضلال؛ فنراوغ بهرطقة؛ بل سأحقق ما اعجز من سبقني ومن هو آتِ.
أسفاً لم يقتل الاحباط الاول شغفها؛ كما لم يشبع منه فضولها؛ ورغما عنها تأجل الآتِ من المواجهات. تحالف غيابه الدائم و ما استجد من دراستها فقهرا شغفها واسكنا ولو مؤقتا فضولها.
التفتت لتواجه الجديد من حياتها، وتمارس هواية ادمنتها رغما عنها في بث سحرها مستقطبة من مسته طلاسم عينيها؛ فاقبل عليها الممسوسون اقبال التائهين في عرض الصحرا�� على عين الماء؛ ولكن سرابا لهم كانت؛ وملوّعة لافئدتهم التي في ايديها لانت.
تمضي بها الايام فتكون من الصداقات ما لا يتعمق؛ فالغيرة تنهش قلوب اقرانها من الفتيات؛ واما الفتية فسبق واخبرنا ما آل اليه مصير من استجدى منهم بسحرها وما تلقيه عينيها من تعويذات.
وعلى تلك الحال اصبحت وامست حتى اقتربت نهاية عامها الاول ؛ محاطة بتوتر مفهوم الاسباب ومفسر الدوافع،
ليعود فجأة اسمه ليتصدر احاديث الزملاء ,,
(محبوس في امن الدولة) كان العنوان الرئيسي للحدث؛ وان اختلفت روايات المحدثين بحسب طرق اسنادهم اليه علوا وانخفاضا؛ قربا وبعدا؛ ولم يمهل القدر جمعهم فصدمهم بالخبر الاحدث وصولا والاقدم حدوثا؛
(هو وجيهان رضا مخطوبين) ؛ ليهولها ما رأت من تذمر العاشقات المجروحات، ومن سبق ان افترس من فتيات؛ لتتفجر اعين السماء بنميمة كالمطر؛ اغرقت طرقات وممرات جامعتها؛ اعادوا على مسامعها حديث كل الغزوات؛ واخبار كل الشراك والفخاخ، هالها ما سمعت؛ واليه اركان فؤادها انخلعت؛
وي بنت عم؛ احقا هويتيه ؟
لم تجب ولن تجيب؛ فقط شعرت انه خانها وهو من لم يعلم بالأصل شغفها.
وكانت شريكة خيانته (جيهان) ؛ في نظرها من سرقت بذرة سراب الحب؛ وفي نظر الزملاء كذلك كانت خائنة، دنست ذكرى ضحاياه واوغلت في خيانتها حتى تزينت اليه بما اراق من دمائهن ورقصت له على المُسجى ارضا من اجسادهن.
تابعت خروجه من قيده؛ كما عرفت فسخ خطبته؛ وواكبت آخر ايامه في جامعته؛ يحضر لينصرف صامتا لا يحدث احدا في اختبارات غابت عنها شريكة خيانته؛ ليغيب بعدها ابدا الا من خبر جاء به البعض انه تزوج؛ وان زوجته في اول شهور حملها.
هكذا خبر كان القاضي على كل احلامها والصدمة التي ارتها عين الحقيقة وقطعت بها كل اسباب الامل حتى الضال منها والغير متصل بمنطق؛ لتنطفأ جذوة الشغف وان بقى تحت الرماد مستصغر الشرر؛ لتكمل سيرها؛ اكثر ليناً واخفض جناحا لمن حولها؛ وما ادراك ما كان ممن حولها؛ لو استطاعوا المناجزة عليها بالحواسم لفعلوا ولو كان الموت سبيل لوصلها لما تأخروا؛ فصاحب لينها تعمق صلاتها برفيقات قسمها؛ حتى وصل عامها الثاني نهايته وجازت من الاختبارات ما كان عليها مقررا؛ وجازت معها ما حُمل لها في القلوب من حسد كان مقدرا واقبل الصيف بحرارة الاجواء يزخم بالأفراح في كثير من الايام؛ والى احداها جاءتها دعوة رقيقة ممهورة بتوقيع احدى الزميلاتِ؛ ممن وفقت في خاطب طلب ودها فأجابت.
اعدت نفسها وبكل جميل ازدانت؛ قاتل الله الفتنة التي عليها كانت؛ وصوب قاعة (موسم صيد العرسان) اتجهت؛ وعن الجميع الابصار اختطفت؛ حتى لم يبق اعزب في المكان الا و��نها سأل؛ ومن كان متزوجا راود في طلاقها من كانت حليلته لعله يحظى بفرصة او نصفها.
حوصرت حتى اختنقت؛ وللإياب من حيث جاءت همت؛ حتى اقترب منها؛ هادئ الخطو رابط الجأش ثابت العينين؛ كما تفضل الرجال؛ لا اقرانها ممن في نظرها من الاطفال؛ ومد يده لها فاستجابت مصافحة له بيد بلغت في الرقة المنتهى والنعومة المدى المبتغى.
عمرو الجندي
هكذا عرف لها نفسه وردت اليه التعريف بكامل اسمها:
دعاء هارون
تحدثا لقليل من الوقت مع صعوبة في السمع؛ للضجيج الذي احتكر اجواء المكان؛ ليتحركا متجاورين الى اخر قاعة العُرس؛ اكملا تجاذب اطراف حديث غلب عليه العموميات؛
(السن والتعليم وعمله ..الخ)
ليصمت مع نفاذ الحديث من مادته؛ فعلمت انه ليس بالمتكلم الصنديد ؛ هؤلاء من يبحثون عن الدر من الموضوعات ولو في احشاء الهواء، وان خلى حشا الهواء من كلمِ اخترعوا هواءا وجعلوا فيه حشا واستخرجوا منه كلمات يعقدوها كالدر .
طال صمته ولم تهتم لهذا؛ فأخذت منه طرف الحديث المنقطع موصلة له بحالها واحوالها وصديقاتها وأهلها وحتى فريق الكورة التي تشجع في دارها؛ ابتسم لما ظهر من خفة ظلها وحاول ان يجاري طلاقة حديثها فتعثر مع سرعتها وبطئه ورشاقتها وتخبطه؛
لتعود الى دارها مقلبه شأنه في رأسها،؛ شاب جذاب شكلا وانيق مظهرا؛ في مقتبل العمر له عمل ثابت كما سبق واشار، ولا يسبقها في العمر الا بست سنوات؛ لو جاءني خاطبا لقبلته.
هكذا حسمت امرها من اول يوم، وعلمت بثقة انه قد وقع تحت تأثيرها؛ هي من لم يسحرها احد من الرجال ولا وجد الى مهجتها سبيل؛ وذلك ليس لقسوة في طبعها ولكن لشدة حذرها وخوفها ان تحب وتخان فتهان؛ خافت العشق فحرمت من رشف كأسه؛ الا من فضول وشغف
مسّها وبرأت منه بعد مُصابها؛ ولم يتأخر عليها ما في نفسها اكننت اذ حدثتها ذات العروس المخطوبة بعدها بيومين تستأذن في منح الرجل رقم هاتفها ليتحدثا ويستأذن في القدوم طلبا ليدها بدت موافقة مترددة لتتلقى منه اول الاتصالات ويبدوا انه قد استعاد ما فقده امام سحر عينيها من جريان لسانه، فذهب بالحديث يمينا ويسارا والقى بعض النكات الممجوجة لتضحك مجاملة ليسعد بضحكتها ممني النفس بانه سبب سعادتها.
تحدثا لقرابة الشهر هاتفيا، وخلاله حدد موعدا للتقدم رسميا؛ ليحل بهم ضيفا في يوم مشهود انتهى بالقبول لما طلب من اسباب الوصول؛ وتحدد يوم اشهار الخطبة بعد ليال؛ ليسرع الجميع في الاستعداد لتلك الليلة فتكون اجمل الليالي؛ وتم الامر كما اتفق وعلى هواهم كما ارادوا وسبق.
لتعود الى ما بقى امامها من اعوام الدراسة لتنهيها فبآخرها يحل موعد خروجها من بيت ابيها؛ ومر العامان ��خير ما يكون لم يعكر صفوهما رسوب ولا زميل جاء بقلب مكلوم؛ وكان امرها بغطاء للراس فإليه عمدت ، وان ترتدي المتسع من الملابس فما اعترضت؛ لتصل الى يوم تخرجها ويتحدد بعده بأيام حفل زفافها.
اجتاحتها الرهبة والخوف من كل جديد كما يجتاح مثيلاتها من الفتيات في كذا اوقات؛ ولم تجد من يبدي لها نصيحة صادقة بحقائق ما سيجري من الامور بعد غلق الباب ورفع الحجاب؛ فالجميع تهرب بداعي الخجل او(عيب؛ هو عارف حيعمل ايه وانتي طوعية) ؛ وكانت في حقيقة امرها من العذارى الخجلات؛ فأكننت في نفسها ارادة طاعته واقرت عليها بسيادته.
وللعجيب انه كان لها في هذا الباب قريب؛ لم يعرف النساء ولم يقربهن الا انه فرق عنها باثنتين الاولى؛ من تطوع فأخبره بما عليه ان يصنع وهؤلاء لا يعدون كثرة؛ وكل منهم بقول يخالف اخيه؛ فذاك ينصح ان قدم
لنفسك ولا تتعجل وآخر بل احسمها كأول ما تفعل فلو شعرت منك بتردد او اهتزاز لسقطت من عينها ما بقى لك من عمر وثالث يعلمه بخيرة ما يتخذ من وضع لقطف زهرتها التي اراد؛ وهو في الوسط من ذلك كله يحتار ليختار افضل الحلول للوصول للمأمول؛ مستعيدا في ذاكرته خبرة عريضة كونها من ادمان مشاهدة الاباحي من الافلام ؛ ملهبة خيالة بمتع يوشك ان ينغمس فيها مشاهدا نفسه كأحد ابطالها والمزفوفة اليه صريعة تحت رجولته.
وهكذا امت ليلة العُرس وتفرق الاحباب والاصحاب من امام عتبة الدار المتسعة الكائنة بأحد مناطق الجيزة، سبقته بخطوات تكسوها الخجل ويثقلها الوجل؛ ولم يترك لها كثير مجال من وقت بل تبعها مستعيدا في ذهنه ما استقر عليه من سيناريو للأحداث سينفذه؛ راق له ان يحسم امره بالقوة التي وجد نفسه لها تميل..
(خلي ركبتها عند كتافها)؛ كانت نصيحة اسر في نفسه فعلها؛
(لو عاندتك متقوقفش دي عايزاك تزيد اكتر)؛ كانت باقي ما نصحه احد الجهال ممن ابتلى الله بهم جنس الرجال.
اغلق خلفهما الباب واتجه صوبها على عجل مستعدا لما سبق وكنّ في نفسه؛ اقترب منها ممنيا النفس بقطف زهرتها؛ وقضم ثمرتها؛ وجهل ان الزهور الوان لكل في القطف سبيل؛ والثمار اشكال لكل في القضم دليل؛ وانك ان تعجلت الأوان افسدت ما قطفت وعليك حمل مر طعم ما قضمت.
لم يمهلها وقت لتعتاد جديد لمسته او شديد قربته بل عمد الى نزع ردائها مسارعا لما تعرّى من جسدها؛ ليطرحه فراشا ففزعت ومنه ارتعبت؛ غطت بتلقائية منها ما استطاعت بكفيها الرقيقتين وذراعيها؛ فظن انه تمنع الراغبات؛ ليعيد الكرّة مع يديها؛ ناصبا جسده بين ساقيها.
قد التهب عقله بكل ما شاهد وسمع قبلا؛ متبعا ضلال المفسدين من الناصحين؛
(احسمها ولو تمنعت وحتى عن نفسها قاتلت)؛
قاتلت؟؟
-قتلهم الله او ذاك موضع قتال ومطاعنه-
شحذ منجله واقتحم بستانها؛ تأوهت؛ فاسرع الحصد،،
أنّت؛ فشد الضرب؛
مذهولة طاف بذهنها حديث امها (اطيعيه) ؛ اكانت امي تعلم انه سيفعل هذا ؟
اصرخها الم تهتك عضلاتها وهي تنظر ركبتها بحذو راسها؛ فلا يزيده صراخها الا صرعة؛
لتغمض عينها على سحر بندقها
مستسلمة لما يراق من دمها المسفوك؛
لينتهي فجأة كل شيء؛ ولكن على غير ما بدأ؛
اعادت فتح عينين انطفا نورهما وانفك او كاد سحرهما؛ ولعلك لو دققت النظر لعلمت انه قطف كل الثمار واولها (بندقها).
ارتمى موليا ظهره لجسد كان يعتليه مذ لحظات ولم يهبط عنه حتى ازهق القديم من روحه؛ ليغط في سبات عميق يليق بجلاد انتهى لتوه من حصد الحيوات؛ وكانت هي تضم اشلائها على النازف من جراحها؛ وقد باتت تعلم اي زيجة تلك واي مستقبل ينتظرها؛ ولم يكذب ظنها في موعد الجلد اليومي حتى اسرت بالأمر لامها؛ التي ما كان منها الا زجرها:
دلع مرئ اومال عايزاه يعملك ايه.
لتصمت هذه المرة للابد ويصاحب صمتها خيال ذكرى مرت بها؛ لذاك الشغف الذي دفن برعما تحت رماد نيران كانت تستجدي الاشتعال؛ سكت لسانها وتكلم بالدعاء قلبها للرب ان ينقذها من عذابها.
ولأنه يحب عباده اسرع بالاستجابة لها؛ بنطفة سلكت طريقها حتى سكنت في رحمها في انتظار روحها؛ ومع اول كشف عند طبيبة المتابعة تحدثت بكل شيء لها؛ وتوسلت ان تعلن ��لجلاد القابع خارجا انها في حاجة للراحة التامة ويمنع عليه ان يمسها لأسباب طبية استرسلت في شرحها له؛ ليجادلها بغضب وثورة مكتومة؛ اجهضت على يدي الطبيبة التي حسمت الامر:
في خوف على الجنين عايز تقتله حقولك اتفضل.
لينصرفا وقد خمدت ثورته وكظم غيظه؛ او هكذا بدا.
لتعود هي لمنزل ابيها لتكون في عناية امها ايام حملها؛ ويبدو ان الاقدار كانت تخبئ لها ايام سعد لم تأتي بعد؛ اذ اقبل عليها يوما ليخبرها انه قبل للعمل في الخليج وانه يستعد للسفر..
كده كده احنا متجوزين مع ايقاف التنفيذ.
هكذا جاءت في طي عباراته وكانت فرحتها اشد من قدرة الاحرف على الوصف ليرحل عنها مسافرا؛ ويحمل معه رعبها الاول؛ وتمضي بها عدة الحمل حتى تضع ذكرها (آدم) كما اصر على تسميته من خارج الحدود؛ ومع وضعها لحملها بدأت في استعادة نفسها او على الاقل في السعي لهذا.
نظرت حولها وعلمت انها ستكون بمفردها في اي الدروب اختارت واي الطرق سارت؛ ولكن لم يفت هذا في عضدها؛ اذ بدأ الباقي من روحها بثورة تمرد على حالها واحوالها؛ وعلمت انها ولو كانت وحيدة فإنها قادرة على ما تريد من المسير,,
حشتغل واصرف على نفسي وا��ني وحرجع اقعد في شقتي والي مش عاجبه يخبط راسه في الحيط.
ثلاثة اشهر فقط بعد وضعها كانت ما تريد لتجهيز خطتها، واعداد امتعتها لتحملها عائدة الى منزلها؛ ومن منزلها الى عملها الذي كانت قد رتبت له مع احدى صديقاتها خفية اثناء نفاسها وما تبعه من وقت؛ (مؤسسة الاورمان الخيرية)؛ ستعمل بالعلاقات العامة في احد الافرع المخصصة لليتامى من ذوي الاعاقات الذهنية؛ عمل سهل تجلس على مكتب مزود بحاسوب وهاتف لتتلقى بعض الاتصالات وتسجل بعض البيانات وانتهينا، نعم هكذا كان الامر مضافا اليه السماح باصطحاب رضيعها؛
ولم يكن باقيا الا ان تخبر من كان يظن انه يملك مفاتيح قيدها الذي ثارت ثائرته ولولا عقد ممهور بإمضائه يتعهد فيه بالعمل عامين متتالين من دون اجازات لترك خلفه كل شيء وهبط عليها هبوط الصاعقة من السماء؛ صاحب ثورته غضب اهلها من عملها دون اذن زوجها؛ الامر الذي سبق وتوقعته والرد له قد اعدّته:
ملل وزهق لوحدي وهو مش حيعرف يبعت نسافر ليه قبل سنتين.
ليقتنع اباها بعد طول جدال ويسكت الاصوات التي علت بالرفض لها؛ لتبدأ فصلا جديدا من حياتها؛ سخرته للبحث عما ضاع من سحرها.
اسرعت بفقد ما كسبت من لحم زاد وزنها، واعادت ارتداء ما كان منع من لباسها (سراويل الجينز والبلوزات والكنزات) زاهية الالوان المحببة لها؛ وكأن غيابه عنها كان غياب طلسم ابطال سحرها الذي عاد يتسرب الى روحها حتى انفجرت به عينيها كما كانت ابدا؛ ومع جريانه تساقط اولئك الذين مسّهم سحر طرفها.
تداعى اليها الطامعون كل بحسب خياله؛ فذاك يطمع في قول خاضع وهذا في فعل مائع؛ وهي على حالها الاول لا تشفي عليل ولا تروي غليل؛ حسبها من كل ذلك لحظات تغلّها من مغنم سحرها؛ لتمضي بها الايام حتى وطئ مسمعها احاديث عن (منصات التواصل) وكانت ذات دربة متصلة بالعمل على الحاسوب من ايام دراستها فأقبلت صانعة بيدها حسابا على احدها وهو موقع (فيس بوك) بعد ان علمت انه سيتيح لها اعادة الصلات بمن انقطعت بهم سبل التواصل وكبلتهم الحياة بهمومها؛ دونا عن اصدقاء لا يعدون لكثرتهم ينتظرون في كل ثنايا هذا الموقع للتعارف وتبادل الاحاديث والخبرات -زعموا- .
لتبدأ اول ما بدأت بالبحث عن رفقاء دراستها بأسمائهم ذكرانا واناثا؛ لتوفق في البعض ممن صنع مثل صنعها وتفشل في كثير ممن لم يتناهى الى علمه بعد ما انتهى اليه علمها؛ لتعرف بعدها ان القسم قد انشأ
صفحة يشرف عليها عدد من المعيدين تهتم بالأساس بشؤون الدراسة للفرق المختلفة وجعلوا جمع المتفرقين من الخريجين هدفا ثانويا تحول رغما عنهم الى وظيفة اساسية اذ اقبل على تلك الصفحة كل الشاردين التائهين في الدهاليز الزرقا�� عن غياتهم؛ ووجدوا فيها دواء لشعور جارف بالحنين لما مضى من الايام ضرب اركان ابناء جيلها بعد صدمتهم في مرار الحاضر و دخن اكتنف المستقبل.
هناك عادوا للتلامس بصفحاتهم، والتجاور بتعليقاتهم؛ تبادلوا الذكريات الجميل منها والذي فات، استعادوا الضحكات واسترجعوا الامنيات؛ كأنك بهم قد حطوا رحالهم على عشب الفردوس المفقود؛ بعثت فيه الحياة حاضرا لقصص حب قتلت بسيف الفقر ماضيا، ونبشت الارض عن احلام سبق وأدها بلا ذنب ولا جريرة الا خطيئة التجرأ على الواقع.
وكانت هي في وسط كل هؤلاء لا تجد قصة تبحث عنها ولا حلم دفن حيا الا بقايا من ذات الشغف الذي كاد يطير عقلها في البحث عن سبب منطقي واحد له فأعجزها؛ كانت هناك تستقبل رسائل من سبق وصرعتهم وبعينها مستهم وسحرتهم، يلينون لها في القول فتتصنع ويصرحون بالرغبة فتتمنع؛ تشعل النيران في الحوايا وتمضي تعتصم عنهم بشاشة لا تنقل لهم منها الا القليل مما يزيد النار جمراً..
وهكذا ظلت وعلى ذات الافعال اصرت تمضي بها الايام تتصل بلياليها؛ تصحو من نومها فتتجهز وتصحب رضيعها ذاهبة الى عملها؛ تدير حاسوبها وتراجع ما طرأ من تغير على حسابها (رسائل، طلبات اضافة، تعليقات ..الخ) ؛
فتجيب بما تيسر وهي تستقبل اتصالات عملها المعتاد؛ ولأنها كانت تضع صورة لها من ايام دراستها يشع منها كل سحرها؛ كانت قوافل طالبي الصداقة لا تكاد تحصى؛ ولهذا كانت تصرع رغباتهم في مهدها بالرفض بعد ان امتلأ حسابها وبدأت بالتفكير في حذف الكثير من اهل اللزوجة الزائدة ممن لا نفع لهم الا التحرش بها افتراضيا؛ وهكذا كانت تفعل ما اعتادت عليه يوميا؛ ترد على ما تحسبه مهما وتتجاهل الاخر من تعليقات او رسائل؛ لتذهب بعد ذلك الى القائمة التي لا تخلو؛ لتخليها هي بنفسها؛
(رفض،
رفض،
رفض،
رفض،
رفض،
رف...)
من ؟؟؟
احقا هو؟
منعت يدها عن رفض هذا الطلب لذاك الشخص في اللحظة الاخيرة؛ لتمعن النظر في صورته وتجمعها مع الحروف التي يمثل تركيبها سويا ذاك الاسم الذي عرف به بين البشر؛ (اهو الذي شغفني وهرب!)
اغمضت عينيها وكأنها تستجمع تركيزها؛ ثم اعادت النظر الى الصورة؛ مركزة في عينيه؛
ذات العينين
ذات العمق
ذات الدوامة الساحبة؛
ذات البريق الذي يليق بعيني...(ذئب)...
....
(سحر البندق)
من رواية
(في البدء)
...........

20 notes
·
View notes
Text
ومن حروفِ اسمكَ رسمتُ حُلمي وعزفتُ على أوتارهِ اعظمَ الألحانِ.
12 notes
·
View notes
Text
امرأة مهجورة
(في البدء لا اعلم على وجه اليقين لما اكتب لك الآن؛ كما لا اعلم ايضا اذا كنت ستقرأ هذا الذي اكتب ام انه سيلحق بغيره من عشرات الرسائل الورقية والنصية والاتصالات الهاتفية التي اشتركت جميعها في مصير واحد؛ لم تتم؛
هل سيكفي ان ابدأ باعتذاري؛ الذي اوقن انه ليس بشافع لي عندك؛ ام ابدأ بتهنئتك على زواجك وقرب افتتاح محآلك؛ ام علي ان اخبرك اني انتظرت قتالك عني وايمانك بي ولو انكرتك؛ ادرك اني من قهرت حبنا يوم انهزمت امام ضغط ابي ؛ واعرف اني من جرحتك؛ ولكن ظل بي ذاك الجانب يناديني ويطمئنني انك لن تسلم لهم الابيض من راياتك؛
اتذكر يوم حدثتني عن غزوات سيف الله خالد ؛ ظللت احلم انك ستغزوا لي كما غزوتني؛ وستنتصر لي مستعيدا ما فاتني؛ واي فوات بعدك فليس بفوات؛
لعلك تقول بعدما قرات ما سبق؛ أتحبني بعد؛ واقول لك لو ساورك الشك في شروق الشمس؛ لما حق لك ان تشك في حبي؛ بل هو عشقي؛ نعم لازلت وكما كنت؛ ما عرفت حبا إلاك؛ وما هويت سواك؛ اعلم انها متأخرة وانك لن تعيرها التفاتاً؛ ولكن حسبي اني ارسلتها و إليك ابلغتها؛
وماذا بعد رسالتي تلك ؟
حسنا؛ دعني اخبرك اني ابدا لن اكون لك؛ فبعد علمي باتمام زفافك؛ قبلت ان أُوعد بالزواج من..........)
.
اتعلم؛
لأتساءل انا الان عن وقع ظهوري عليك
ما يجول بخاطرك ؟؟
ما يخالط خلدك؟؟
هل اختلجت انفاسك؟
هل ارتجفت اطرافك؟
؛؛
اتدري ؟
اظنك لا شئ مما سبق وقدمت ؛
؛؛
ولكنك يقينا تراود نفسك في اجابة مذ ان وقعت عينك على رسالتي القادمة عليك؛
حسنا لا ترهق نفسا تستحق الازهاق وليس فقط الارهاق؛ سأجيبك بكل شيء، او لعلّي لا افعل؛ صدقا لا اعلم لما اعاود الكتابة لك الان وكما فعلت منذ عشرة اعوام يوم ان دسست في يدك تلك الرسالة التي استهللت بها مكتوبي هذا؛
أوآه؛
اكانت عشر قُدِّر لها المُضيّ والإنقضاء؛ نافذ فيها القدر والقضاء؟
نعم هي اعوام ونعم هذه عدّتها؛ مرّت علينا منذ تفارقنا بلا لقاء وتوادعنا بغير رجاء؛
احسبك الآن منتفخ الصدر يغمرك غرورك وتحدثك نفسك بأني ما فتأت اذكرك كل صباح وكل مساء!!
وااااااهم انت اذا،وكاذبة عليك نفسك كما كذبتك دائما؛
لا لا لا ؛
لم اذكرك في نفسي ولم اتذكرك ابدا مذ كان الفراق؛
اقسم على هذا ان كنت تسألني الان؛ اتقسمين ؟
استغفر الله،
لعلي تسرعت فعقدت كاذب اليمين
اصبر؛
فاني لم اشتط في كذبي؛ فما هي الا مرة او بضع مرّات جال طيفك بي؛ نعم هو ذا؛ بضع مرّات كل عدة اعوام؛ربما لان احدهم ذكر اسمك امامي او حتى من دون اسباب؛ لا شأن لك فهي انا لا انت من استوجبت لتذكرك العقاب؛
حسبُك ؛
اظنه حدث كل عام؛
أجل؛ مرة على راس كل عام مرّ؛ اتجرع فيها طعم المُرّ يوم خِطبتنا الذي اعني؛ لا غيره من الايام فلا تجرفك الاوهام؛
حسنا حسنا إهدأ وترو؛ احسبني اذكرك كل جمعة، نعم افعل منذ أذانها وحتى ما بعد مغربها؛ ولكن فلتعلم انه كان رُغما عني ذكرك لا بيدي؛ وكيف لا؛ وانت من طرق بابي كل جمعة لسنوات؛
اعلم ستقول ان خطبتنا كانت اشهر؛ فكيف صارت سنوات؟
اخبرتك آنفا لا شان لك ،انها انا من تذكر ما يُدمي قلبها لا انت؛ فدعني وشأني وذكرياتي والا اقسم الا اتم ما فيه بدأت،
رويدك رويدك لا تعجل علي سأخبرك وبالحق صدقاً سأنبئك؛
اذكرك كلما نظرت ثمرة رحم؛ تاقك انت من دون رجال الارض زارع بذرتها؛ اراك تعجب من خبري ما حدثتك
كلا بل تجرأ ؟
فلا تسل قلبي هل سلا شغفك شغافه، او وجدك نياطه؛ آه من مضغتي تلك، تسوقوني اليك سوقاً لا اجد منه مهرباً؛
نعم اعلنها لك ولو كان هذا القبيح ذي الوجه الازرق الذي صادفتك فيه بعد كل ما فات من فراق ينقل الاصوات لصرخت بها في وجهك؛
لم اغفل عن ذِكرِك ساعة لأذكُرَك
ولكن أتتذكرني؟
هاه وكيف لك ان تفعل؛
اتجد لي مكانا في عقلك وانت منغمس في لهوك؟
صه لا تنطق ولا تنبس ببنت كذب من اكاذيبك؛
أم تُراك ستحن لي وتدع لي مكانا بين فراشاتك؟
لا تحرك لسانك وشفاة لم تعرف الا تلفيق الاسباب حتى تغلق الابواب؛
نعم ؛
كما لفقت لي حتى تلقفتني، والى أتون مجمرتك قُدتني؛
رباه؛ يا له من يوم لا استطيع منه فكاكا؛
اهو ذنبي ان صدقتك؟
ام خطيئتي ان راسلتك؟
اللعنة على ذاك اليوم والف لعنة على ما سبقه؛
اعلم انك ستقول انتِ من قدمتي علي وبثثتِ في يدي رسالة اعتذارك ،
نعم صدقت ، ولكن كيف كان لي ان احتمل لهيب الغيرة التي اكلتني حتى كادت ان تأتي علي؛
عام كان قد مر منذ فسخ خطبتنا، علمت فيه بكل ما صنعت، اخبرتك سابقا اني ما علمت الا صدفة؟
كنت اكذُبك اذا؛ لقد تتبعت خبرك يوما بيوم؛ وتقفّيت اثرك ووضعت عنك اللوم؛
حتى هلعني ما علمت من عقدك على زوجك؛ فاضربت عنك وتناسيت ذكرك؛ ولجأت الى الموت هربا منك؛
اتدري؟؟
فقادتني اقدامي اليك؛
لم أدّر بنفسي الا وانا اكتب لك رسالتي الاولى واخبئها في اعلان متجرك؛ لاعدو اليك واضعها في يديك؛
اعلم انك شرحتها لا قرأتها
وكيف لا وانت العليم بالخبايا وما تظهره الكلمات من نوايا؛
أأظهر اهتزاز حبري خفقان قلبي ورجفتي؟
أحدثتك كلماتي عن ذاك الصراع الدام الذي اندلعت اواره بين جنباتي؟
(شوق وزهد بل رفض)
اشتاقك كأكثر ما تراد الاشياء، ورفض اقتبس من غيرتي نار لا تطفئها اشد الانواء؛ ينتصر هذا ساعة فاكتب اليك، ليعود ذاك ويغلب فأمزقه قبل ان يقع بين يديك؛ حتى تعادلا فكتبت اليك ما أجلى الحقائق امام عينيك؛
(أتكون لغيري من النساء، فسأكون لغيرك من الرجال ولو الهبت سياط الشوق ظهري عليك)
ولكنك لم تستلم، بل لم تكذب خبرا بما استنبطت؛ علمت ان لك حليف فقويته، وان ضدك عدو فوأدته؛ طاردتني؛ والطراد فأحسنت؛ وحاصرتني فأحكمت؛ حتى بين يديك استسلمت؛
أأذكرك بما تليت على مسامعي من معسول قطافك؟
انسيت فأنشط قريحتك؟
(اط��ف بردهات ذكرياتي معك، طوف الراهب بمعبد لم يعرف غيره سكنا وارسل ناظري في وجوه الخلائق فلا يعودا بغير وجهك وجها)
كيف لي بالله عليك ان تخبرني انك لا ترا غيري بين الناس بنبرتك تلك التي اعشقها ثم اصمد امامك؟
لا لا لم تكن هذه وحسب بل هذه من قتلتني، لوودت ان امنح قربك ساعات وفيكِ افقد ما وهبت
أعظيم على الرب الاله ان يهبني وصال من على حبها جُبلت
فالناس تولد على فطرتها
وانا؛ دونهم على عشقك (فُطرت).
نعم قتلتني ونزعت عني كل شك، وقتلت فيك كل رفض؛
رباه رباه؛
اي شيطان هذا الذي يوحي اليك بما تلقي على مسامع البشر فتخلب ألبابهم؛ وتحوذ اعجابهم؛ وتشق طريقك شقا لقلوبهم؛
بل اي شيطان انت؛ تتسلل في هدوء وصبر لا يُفلّ؛ لتتحدث بحديث لا يُمل؛ وتفرض وجودا لا يُكل؛
تزحف كأفعوان ناعم المس، وتقضم الارض كالنمل بدبيب لا يُحس، لا تفزع الفرائس بالتعجل، ولا تخسرنهن ايضا بكثره التمهل؛
لله درك ايقنت بك وبسببك ان الدجال حق؛ وانك من ارسلت لتمهد له الارض؛ كما مهدت لي درب وكرك الذي ادخلتني بعدما اسقطتني فتلقفتني؛ اعددتَ اتونك لي بعدما جذبني؛ وعالجت سوادي نزعاً بعدما بحارِّ القبلات عالجتني
اغمضت عيني وسبحت في بحر نظراتك الحانية؛ ويداك على جسدي رائحة وغادية لتحين من عيني فتحة نظرت بها ما يفزع القلوب الراسية
(عيناك)
لا لم تكن عيناك؛ لا اعرف ما كانت ولكنها ليست ذات العينين، ولا وجهك ذات الوجه الذي اغمضت عيني عليه ولا ذات الشفتين؛
رحماك يا الله؛
اهكذا تكون عيني القتلة ؟
ولعلها عيني جنرال نازي جاءني بالمحرقة؛ فلم اشعر الا وعيني تنساب منها الدموع الحارقة؛
أألهبت وجهك الملاصق لوجهي؟
كذبت ان قلت لا؛ اعلم انها فعلت ولولاها لما كنت اليوم بين الناس الا ذكرى؛ اذكر فزعتك اذ مستك الدمعات؛ كانك كنت تداعب احد الاموات؛ اشحت بوجهك وككفت عني وفررت مني؛ وامهلتني حتى اعدت ستر نفسي بما نزعت عني؛
لتستوقفني قبل اخر فراق؛
(احنا مش هنشوف بعض تاني)
كانت اخر ما سمعت منك من الكلمات، لتحتضن رأسي بين كفيك؛ و بين عيني طبعت قبلتك الاخيرة بشفتيك؛
وها انا اعود اليك بما فارقتني عليه؛
(لا يُقبّل بين اعينهم الا الاموات)
اليست هذه العبارة اخر ما سطرت في حسابك؟
اتقتلني ثم تُشيعني؟
ادركت لحظتها اني لك ميتة؛ لم تقربني ساعتها لاني في نظرك جيفة؛
كذبني ان استطعت؛ واعدك ان احسن السمع ما صبرت؛
وكيف لي بالصبر سبيل وانا اراك صباح مساء على هذا اللعين؛
نعم اتابعك خفية منذ اعوام تمت رابعها؛ اشهد غزواتك وانتصاراتك؛ وما يتساقط بين يديك من فراشاتك؛ أعجب لهن؛ تحذر فلا يحذرن وتهدد فلا ينصعن؛
يَتُقّن اذا للموت حرقا او مزقا؛ وانت على حالك؛ تسطر ما يأتي لك بمجامع القلوب؛
اخبرني بالله ما الذي قد يجعلك تتوب.
....
اتعلم؛ لا اظنك فاعل ابدا، وانك على حالك تلك ما حييت.
.
.
.
(١٤/١٠/٢٠١٣)

57 notes
·
View notes
Text
(ترومان/شو)
(فحضرتك وانا واغلب البشر الي قضينا في المتوسط حوالي عقدين من الزمن في ايد الخراطين المتحدين عشان نطلع تروس محترمة عليها القيمة بنفس الشكل ونفس عدد السنون، لازم نبقى اصطامبة واحدة لان لو افتضرنا جدلا ان ترس مننا باظ منهم وطلع بشكل مختلف، اكيد المكنة حتعطل)
..
..
(ترومان: من انت؟
كريستوفر: انا خالق.. لعرض تلفزيوني يمنح الامل والمتعة للملايين
ترومان: أثمة شئ حقيقي في كل هذا؟
كريستوفر: انت حقيقي، وهذا ما يجعلك جدير بالمشاهدة)
.
وبعد سا الخير يا ولاد،
فاكيد عرفتوا اني حتكلم في المقال الي بدأته بسطور من قلب نفس المقال وراها و بتصرف مني جزء من الحوار الي دار في فينالة الفيلم الي حطيت صورتين ليه في الهيد؛ الاولى البوستر الدعائي الي بيظهر وجه البطل بحجم اضعاف حجم (صانعه)، والتانية بتصور لينا وصول البطل لمحطة كاد ان يدفع حياته تمنا لها،
رحلة كاملة كان وقودها الشك والرغبة الخالصة في كسر قيود اتحطت في ايده من يوم ميلاده، وكان يفترص بيها تفضل ليوم وفاته،
وقبل ما دماغكم توديكم لهنا ولا هنهوه، احب اوضح اني مش حستغرق في التحليلات الي انهمرت تحمل العديد من الاسقاطات الفلسفية للفيلم من اول افلاطون وكهفه الشهير وطبيعة تصورنا للعالم، او ازمات الوجود كنضال للانسان ضد الزمن زي ما بيقول عمنا كيركجراد، او حرية الاختيار والقدرة عليه زي ما تحدث سارتر،
انا حتكلم عن تجربة ذاتية تماما ليا مع الفيلم الي بمجرد ما انتهيت من مشاهدته من حوالي حاجة وعشرين سنة وهوبا لقيت عقلي غرقان في بير غويط من الاسئلة الي بتطاردني بحثا عن اجابات،
اولها كان ايه مقصود الفيلم الحقيقي؟
وده سؤال اعتقد ملايين غيري سألوه والوف جابوه،
الفيلم باختصار للي مشافهوش بيحكي قصة واحد حياته ماشيه طبيعي في روتين لا يتغير، كل حاحة بحساب حتى الناس الي بيقابلها ومواعيدهم ومواعيد النوم ووقت ما العربية دي تعدي ودي تمشي... الخ
كل حاجة حرفيا كل حاجة بتتكرر بنفس التتابع لا يتغير، بس الوضع ده مستمرش لانه شك في الي بيحصل، وقرر يفكر بره الصندوق الي اتحط فيه، وكانت النتيجة اكتشافه انه مجرد بطل في برنامج وكل حياته مجرد وهم لابس عباية الحقيقة المتخيطة بحرفية وكل الي حواليه ممثلين، وكنتيجة للاكتشاف ده يقرر يكسر الصندوق ويطلع بجسمه من المكان الي قدر يخرج بعقله منه، طبعا الرسايل واضحة مش محتاجة تفسير كتير،
بس ربكم والحق اخر حوار في الفيلم والي انا بدأت بيه الثريد، في الاول الصراحة يعني ودا دماغي في حته تانية،
للصراع بين الانسان وخالقه، ربنا يعني،
انا شوفت ده،
شوفته لما اد هاريس الي كان قايم بدور صانع ومبتكر البرنامج كان بيأمر الشمس تطلع وتغرب، ولما امر بالرياح تعصف والموج يعلا وفحاجات تانية كتير، بس كان اهمها الحوار الاخير،
الصانع عارف مصلحتك وحطك في المكان المناسب ليك من يوم ولادتك، اتبع قوانينه وامشي باي ذا بوك وانت تسلم، والعبد المتمرد الي رفض ده وقرر يتثورج على كل القوانين ويجرب بنفسه غيرها، حياة يختارها هو، ويختار محيطها ولناس الي حتشاركه فيها،
احتمال الي انا شوفته ده يكون صح واحتمال يكون غلط،
بس الاكيد اني فكرت، وبعد التفكير لا اخفي وقعت لفترة بس كانت بسيطة ضحية لوهم ان انا نفسي ترومان وحياتي دي الشو،
بالمناسبة مش انا لوحدي الي وقعت في الظن ده، بل غيري كتير، وفي منها حالات اتسجلت ودخلت مصحات للعلاج،
لدرجة ان تم اطلاق مسمى (متلازمة ترومان) على النوع ده من الوهام والضلالات، الي اغلب علماء النفس على انه شكل من اشكال جنون الاضهاد لا اكثر (وش مكسوف)
بالنسبالي لا دخلت مصحات ولا حتى روحت لمعالجين، انا مع نفسي كده تأكدت بما لا يدع مجالا للشك، اني لا بطل عرض تلفزيوني ولا مجرد ممثل ماشي باسكريبت مكتوب،
ابسلولتي لا،
لاني حر تماما في كل اختياراتي وتصرفاتي، يعني بغض النظر عن اني متسألتش عن رأيي في اني اتولد من الاساس، وميضرش لو غضينا الطرف كمان اني لا اخترت اهلي ولا لوني ولا اصلي وفصلي،
فكل حاجة تاني ماشية بمزاجي،
من اول ما كنت طفل عادي شايف الدنيا جميلة وحلوة والشجر اخضر عليه عصافير وطيور بتطير، لغاية اما ودوني(هناك)؛
ذاك المكان الي يفترض اني اتحول فيه لكائن منطقي مسؤول وعملي، اعرف الي يفيدني وازاي افيد بيه الناس، واتعرف من خلاله عالعالم؛
بس انهي عالم بقا؟
هو ده السؤال الي دايما كان بيداهمني (حينما يجنّ الليل)
وسبحانك يا رب مطلعتش لوحدي بسأل اسئلة من النوع ده،
لقيت الرفاق من فرقة (سوبر ترامب) عايشين نفس الحيرة والي عبروا عنها في واحدة من اشهر اغانيهم
الاغنية المنطقية يعني (logical song)
كلمات الاغنية في نصها الاولاني تقريبا هو الي انا قلته في الكام سطر الي فاتوا، والي بعدهم كان سؤال مهم،،
انا مين؟؟
هل لما افكر بشكل مختلف عن الي فرض عليا افكر بيه، او اعترض على المناهج الي اتقررت ليا عشان ادرسها ونجاحي في كل حياتي متوقف فقط على مدى حفظي لنصوصها،
لو اعترضت؛ حتسميني ايه؟
الحقيقة ان الاغنية جابت الاجابة المتوقعة، انا وهما واي حد يفكر نفس تفكيرنا حياخد لقب من اول (راديكالي) ولغاية (مجرم مع مرتبة الشرف)
ليه؟؟
عشان اعترضت على (نظام) مستقر من مئات السنين، التعليم الاكاديمي المؤسسي،
الي بيفتحلك ابواب الحياة في العالم، وبيوفرلك فرصة لا تعوض انك تتحول لترس صغنن حافظ دورك في اسكريبت المكنة الي كل وقت والتاني محتاجة تروس جديدة تعوض بيها التروس الي صدت ودابت واتاكل عمرها وهي بتلف بس (في مكانها) تدخل النظام بالترغيب او القوة والترهيب لو لتزم الامر،
(force control)
يعني زي ما فرقة بينك فلويد صوتهم اتبح وهما بيشجبوه في البومهم العظيم (wall)
الحيطة الي بتفصل بينا وبين العالم الحقيقي، ومليانة طوب اشكال والوان،
المدرسين؛ وصلوا لمكانهم بنفس الطريق الي عايزين يمشوك فيه،
طوبه المناهج؛ الي بتخلق اجيال ورا اجيال بنفس الفكر والوعي والتصور،
طوبة الشهادة؛ جواز مرورك وصك عبورك للعالم كما يجب لك ان تعرفه،
طوبة، ولما خلاص تجهز وتأشيرتك تبقى في ايدك، يتقالك
(welcome my son، welcome to the machine)
فحضرتك وانا واغلب البشر الي قضينا في المتوسط حوالي عقدين من الزمن في ايد الخراطين المتحدين عشان نطلع تروس محترمة عليها القيمة بنفس الشكل ونفس عدد السنون، لازم نبقى اصطامبة واحدة لان لو افتضرنا جدلا ان ترس مننا باظ منهم وطلع بشكل مختلف، اكيد المكنة حتعطل،
وعشان ده يحصل (نطلع شكل واحد) كان حتما ولابد يلعبوا في اعدادات اهم ما يميز الفرد،
الشخصية بالرسم اللاتيني جيه من شخص (personal) واصل الكلمة الاغريقي (persona) وده كان اللفظ الي بيطلق على (الاقنعة) الي بيلبسها الممثلين عشان (تظهر وتبرز) ادوراهم في المسرحيات الي بيلعبوها،
تخيل حجم المفارقة اخي الكريم!!
ان الشخصية الي بدون شك شئ معنوي وذاتي للغاية لا يرى ولكن يشعر باثاره (انت لما تبص لحد مش حتشوف شخصيته بس حتعرفها من افعال جوارحه)، خدت اسمها من شئ مادي جدا وواضح لاقصى درجة (قناع وبروز)
وكأن البروز دي بما تحمله من اختلافات هي الي بتفرق بينا، حتى لو كانت في العصور السحيقة مجرد ماسك على الوش، وعشان نكون متناغمين لازم كلنا نلبس نفس الماسك ونلعب نفس الدور في المسرحية،
(تروس) بيتصدرلها اولويات في الفهم، وقضايا محددة للاهتمام، بيتصهر خامها في افران ازمات ويعاد تشكيلها بحلول منمطة، تعرف دورها وتتمرن عليه، وتفهم ان اي ارتجال حيبقى مخاطرة غير مأمونة العواقب،
بس اكيد فرن صهر واحد واصطامبة واحدة مش حتقدر تلبي احتياجات كل المكنات، اكيد في اختلافات في البيئة وظروف النشأه والبعد والعمق الحضاريين للبشر المستهدفين،
طب والحل؟
تاهت ولقيناها،
نعمل لكل ميول مكنة صب مخصوص، تطلع اشكال مختلفة من التروس، واهو كلها حتشتغل، ده حتى يعمل ثراء وتنوع يساعد على كسر الملل والزهق، لما تشوف نماذج مختلفة عنك، يا حتتمنى تبقى زيها، وفي الحالة دي انت مروحتش بعيد، حتغير بس محل العمل ودورك الوظيفي في المكنة،
يا امتن حتكرهها وتهاجمها، وده شئ لو تعلمون عظيم،
التدافع، الي حيخيلي النظام في حالة حركة مستمرة يحمي بيها نفسه من الشيخوخة، الديناميكية الي بتفتقد لما تفتقد الاثارة وبتصيب اي جسم مادي او مجتمعي بالعجز،
بس بالرغم من كل ده، كان كتير بيحصل (جليتش) خلل يعني، مع كل التدابير الي فاتت برضك تلاقي تروس ضاربة بوز كده ومش مسنجة، متمردة،
مممم
محلولة، نحاول نحتويها ونفتحلها مصنع كامل بمكنة لو لزم الامر، عايزين يعارضوا ماشي مفيش مانع، بس من جوه مش من بره،
ازاي طيب تسيطر وتضمن ده؟
بسيطة ولا تشغل بالك؛؛
(money talks)
هما يعني في الاخر مش محتاجين يعيشوا، يعني ياكلوا ويشربوا ويتكاثروا ويسكنوا ويلبسوا؟
اه اكيد،
خلاص، كل الي فات ده محتاج فلوس عشان يتعمل، والفلوس كلها معانا،
ازاي؟
اكيد حتسأل وانا حجاوبك،،
(ورق التويلت) هو الحل،
اه لا تتعجب، ورق عادي جدا زي اي ورق في الدنيا، زي ورق الكشاكيل والملازم او ورق التويلت او البفرة، بس طبعا بيتميز بحاجة مهمة جدا، انه ملون وعليه رسومات الله تهوس، اشي شخصيات تاريخية واشي اثار وفنون معمارية،
وجده الكبير اتولد في فينيسيا ايطاليا من يجي ٥٠٠ سنة، لما اول بنك اصدر اول سند يثبت قيمة ثروة محتفظ بيها لصالح عميل كان شايل (دهب) عندهم،
بس الدنيا دارت دورتها وروحي يا ايام وتعالي يا ايام، والجد مات، وسابلنا حفيد مسخ مشوه؛
(ورقة) اتحولت بقدرة قادر من (سند اثبات قيمة مختزنة) (لسند قيمة في ذاتها)؛
طبعا ما بين الجد الكبير والحفيد كان مراحل كتير، الورقة دي مشيتها، بس تقريبا كان مشيها بطال، فحصل انها خدت جزاءها واتحرمت من دورها بفعل فاعل،
قرر انه يمسح من عليها جملة مختصرة، كانت بتكسبها وزنها الفعلي
(يتعهد بنك... باداء.. ذهبا امام هذا السند)
حط مكان النقط دي اسم اي بنك مركزي في العالم والنقط التانية حط اسم العملة المحلية، بس بالدهب، المعدن الكريم الي بيحمل قيمته في نفسه، ومن ميزان وفرته وندرته، اتشال من الورقة الي بتثبت لحاملها ملكيته،
اعقتد جازما دي اكبر عمليه نصب في التاريخ البشري، بس النصباية لازم تكمل، ولازم كل الورق الملون ده يتربط بعنصر يحفظ توازنها، وطبعا ده معروف؛
الورقة الخضرا، الي بيحق لحاملها حصريا شراء اهم سلعة في كل الاسواق العالمية، (الوقود الاحفوري) الي كل المكن الي احنا تروس فيه، متستغناش عنه،
ورقة ومطبعة وعلامة (بنك) وتضمن ان كل التروس حتى لو فكرت تشذ عن دورها، وتعمل زي (ترومان بيربانك) برضك حتبقى تحت سيطرتك،
غريبة؟
حد خد باله ان اسم العيلة للبطل في الفيلم كان (بير _بانك)
،(الرجل الحقيقي... مصرف)
لا لا لا يا ولاد، دي مصادفة ليس الا،
المؤلف انزنق في قسط من اقساط الجامعة المتأخرة عليه زيه زي ملايين الامريكان وغيرهم من الشعوب، او قسط الفيزا او البيت الجديد او رحلة الصيف الي فات، او عطلة الاعياد ولا يمكن دفعة متأخرة من دفعات مصاريف جامعة عياله، او العفش الي كل كام سنة ينزل فيها صيحات جديدة واجهزة برفاهيات وتقانة احدث وعشان ميبقاش اقل من غيره بيروح يجيبها حتى لو (بفايدة اكبر من تمنها)
ولما كان الوضع كده وهو مزنوق والكاش كوليكتور (محصل البنك) بيزن عليه ليل نهار، ومعيشه في ضغط نفسي بديونه،
وصادفت في نفس ذات الوقت انه كان بيكتب القصة دي، فحط الاسم ده، (بير بانك)
اه هي اكيد كده متقولوش لا،
اكيد يعني يا شوفتوا حد زيه يا امتن اتزنقتوا زنقته، تشتغلوا عشان تقبضوا، وتشتروا بالي قبضتوه واكتر سلع، ممكن تكونوا محتاجين بعضها، بس اكيد مش محتاجين اغلبها، ويفضل الترس يلف، يشتغل ويقبض ويرجع يسد الي قبضه في نفس الخازنة الي خد منها!!!
اه ده حقيقي،
كل الورق الملون الي بناخده قصاد عرقنا وشقانا مربوط ببعضه،
حسابك البنكي ليه رقم دولي، لو عملت ايداع في اسيا بيسمع في البهاما، التطبيق الحرفي (العالم قرية صغيرة)، خلينا نقول (مكنة كبيرة)
هاه، حاسس انكم تعبتوا من اللفة دي،
طب ايه رأيكم نرتاح ونتفرج على ماتش او نسمع حته مزيكا؟
اه مهو معانا تروس برضك بس عندها حاجة رباني، موهبة،
اتاخدت واتسنفرت واتحط ليها نغمة لوحدها تمشي عليها، عشان لما نكل من اللف نروح نتسلى ونتفرج عليها، بعد طبعا ما نكون مبهورين بيها، مش بس نحبها لا كمان توصل اننا نتعصب ليها، ونسب ده ونشتم دي عشانها،
حلو الكلام ده طبعا،
تصريف صحي لاي شحنات غضب او ضغط مكتوم،
باي زا واي، التعصب ده مش نمط سلوكي بيميز مجتمع عن غيره، لا، كل المجتمعات بتعاني منه واكتر
ده مثلا بوستر دعائي لفيلم بيناقش القضية دي (التعصب الاعمى) وازاي شخص عادي اتحول لمجرم وقاتل، بسبب بس انه صرف جهده في قضية هاطلة،
ومش بعيد علينا افعال الهوليجانز وغيرهم في غرب اوروبا،
كل دول بلا استثنا، تروس برضك، بس غاضبة، ومش عارفة تودي غضبها فين،
بس صراحة هو التعصب ده افضل ما يكون تعصب وتطرف فكري يوصلك انك تمسك سلاح عشان تحل مشاكلك، بس اتقل واصبر وقبل ما تحس بجلد الذات وعقدة الشرقي الي بيرهب العالم،
عايز اقولك لو المتطرف هنا ماسك كلاشينكوف ولابس جلبية ومتحصن بقمة جبل هنا او وادي صحراوي هناك، فالمتطرف في الدول المتقدمة لابس بدلة، وبيوصل للحكم كمان، اه والله زي ما بقولك كده،
ازاي؟؟
سهلة جدا؛
صندوق صغنن كده بيتحط فيه ورقة، الي بيحطها شخص عادي، بس قبل ما يروح يحطها بيكون خد جرعات لا حصر لها من الدعاية الي اتصرف عليها بلايين، من جماعات ضغط بتمثل مصالح شركات، يهمها ناس معينة هي الي توصل للكراسي،
(best democracy money can buy)
معلش هي دي الي لقيناها، مشوا حالكم بيها، لغاية اما تفرج،
طب وحتفرج امتى؟
الله اعلم، انا شخصيا كخالد يعني مش شايف ازمة ولا شايف ابدا اننا (ترومانز اند ويمنز)، ولا شايف اننا تروس متربطة بسيور (تعليم اجباري ومناهج وفكر احادي ودعايات مكثفة ولا نظام نقدي موحد ولا توزيع جائر ولا اي حاجة)
...
احنا زي الفل بلاش افورة يا ولاد
وفي الختام احب اقولكم
Good morning, and in case I don't see ya,
Good afternoon,
Good evening,........
.....
and good night.

4 notes
·
View notes
Text
(ترومان/شو)
(فحضرتك وانا واغلب البشر الي قضينا في المتوسط حوالي عقدين من الزمن في ايد الخراطين المتحدين عشان نطلع تروس محترمة عليها القيمة بنفس الشكل ونفس عدد السنون، لازم نبقى اصطامبة واحدة لان لو افتضرنا جدلا ان ترس مننا باظ منهم وطلع بشكل مختلف، اكيد المكنة حتعطل)
..
..
(ترومان: من انت؟
كريستوفر: انا خالق.. لعرض تلفزيوني يمنح الامل والمتعة للملايين
ترومان: أثمة شئ حقيقي في كل هذا؟
كريستوفر: انت حقيقي، وهذا ما يجعلك جدير بالمشاهدة)
.
وبعد سا الخير يا ولاد،
فاكيد عرفتوا اني حتكلم في المقال الي بدأته بسطور من قلب نفس المقال وراها و بتصرف مني جزء من الحوار الي دار في فينالة الفيلم الي حطيت صورتين ليه في الهيد؛ الاولى البوستر الدعائي الي بيظهر وجه البطل بحجم اضعاف حجم (صانعه)، والتانية بتصور لينا وصول البطل لمحطة كاد ان يدفع حياته تمنا لها،
رحلة كاملة كان وقودها الشك والرغبة الخالصة في كسر قيود اتحطت في ايده من يوم ميلاده، وكان يفترص بيها تفضل ليوم وفاته،
وقبل ما دماغكم توديكم لهنا ولا هنهوه، احب اوضح اني مش حستغرق في التحليلات الي انهمرت تحمل العديد من الاسقاطات الفلسفية للفيلم من اول افلاطون وكهفه الشهير وطبيعة تصورنا للعالم، او ازمات الوجود كنضال للانسان ضد الزمن زي ما بيقول عمنا كيركجراد، او حرية الاختيار والقدرة عليه زي ما تحدث سارتر،
انا حتكلم عن تجربة ذاتية تماما ليا مع الفيلم الي بمجرد ما انتهيت من مشاهدته من حوالي حاجة وعشرين سنة وهوبا لقيت عقلي غرقان في بير غويط من الاسئلة الي بتطاردني بحثا عن اجابات،
اولها كان ايه مقصود الفيلم الحقيقي؟
وده سؤال اعتقد ملايين غيري سألوه والوف جابوه،
الفيلم باختصار للي مشافهوش بيحكي قصة واحد حياته ماشيه طبيعي في روتين لا يتغير، كل حاحة بحساب حتى الناس الي بيقابلها ومواعيدهم ومواعيد النوم ووقت ما العربية دي تعدي ودي تمشي... الخ
كل حاجة حرفيا كل حاجة بتتكرر بنفس التتابع لا يتغير، بس الوضع ده مستمرش لانه شك في الي بيحصل، وقرر يفكر بره الصندوق الي اتحط فيه، وكانت النتيجة اكتشافه انه مجرد بطل في برنامج وكل حياته مجرد وهم لابس عباية الحقيقة المتخيطة بحرفية وكل الي حواليه ممثلين، وكنتيجة للاكتشاف ده يقرر يكسر الصندوق ويطلع بجسمه من المكان الي قدر يخرج بعقله منه، طبعا الرسايل واضحة مش محتاجة تفسير كتير،
بس ربكم والحق اخر حوار في الفيلم والي انا بدأت بيه الثريد، في الاول الصراحة يعني ودا دماغي في حته تانية،
للصراع بين الانسان وخالقه، ربنا يعني،
انا شوفت ده،
شوفته لما اد هاريس الي كان قايم بدور صانع ومبتكر البرنامج كان بيأمر الشمس تطلع وتغرب، ولما امر بالرياح تعصف والموج يعلا وفحاجات تانية كتير، بس كان اهمها الحوار الاخير،
الصانع عارف مصلحتك وحطك في المكان المناسب ليك من يوم ولادتك، اتبع قوانينه وامشي باي ذا بوك وانت تسلم، والعبد المتمرد الي رفض ده وقرر يتثورج على كل القوانين ويجرب بنفسه غيرها، حياة يختارها هو، ويختار محيطها ولناس الي حتشاركه فيها،
احتمال الي انا شوفته ده يكون صح واحتمال يكون غلط،
بس الاكيد اني فكرت، وبعد التفكير لا اخفي وقعت لفترة بس كانت بسيطة ضحية لوهم ان انا نفسي ترومان وحياتي دي الشو،
بالمناسبة مش انا لوحدي الي وقعت في الظن ده، بل غيري كتير، وفي منها حالات اتسجلت ودخلت مصحات للعلاج،
لدرجة ان تم اطلاق مسمى (متلازمة ترومان) على النوع ده من الوهام والضلالات، الي اغلب علماء النفس على انه شكل من اشكال جنون الاضهاد لا اكثر (وش مكسوف)
بالنسبالي لا دخلت مصحات ولا حتى روحت لمعالجين، انا مع نفسي كده تأكدت بما لا يدع مجالا للشك، اني لا بطل عرض تلفزيوني ولا مجرد ممثل ماشي باسكريبت مكتوب،
ابسلولتي لا،
لاني حر تماما في كل اختياراتي وتصرفاتي، يعني بغض النظر عن اني متسألتش عن رأيي في اني اتولد من الاساس، وميضرش لو غضينا الطرف كمان اني لا اخترت اهلي ولا لوني ولا اصلي وفصلي،
فكل حاجة تاني ماشية بمزاجي،
من اول ما كنت طفل عادي شايف الدنيا جميلة وحلوة والشجر اخضر عليه عصافير وطيور بتطير، لغاية اما ودوني(هناك)؛
ذاك المكان الي يفترض اني اتحول فيه لكائن منطقي مسؤول وعملي، اعرف الي يفيدني وازاي افيد بيه الناس، واتعرف من خلاله عالعالم؛
بس انهي عالم بقا؟
هو ده السؤال الي دايما كان بيداهمني (حينما يجنّ الليل)
وسبحانك يا رب مطلعتش لوحدي بسأل اسئلة من النوع ده،
لقيت الرفاق من فرقة (سوبر ترامب) عايشين نفس الحيرة والي عبروا عنها في واحدة من اشهر اغانيهم
الاغنية المنطقية يعني (logical song)
كلمات الاغنية في نصها الاولاني تقريبا هو الي انا قلته في الكام سطر الي فاتوا، والي بعدهم كان سؤال مهم،،
انا مين؟؟
هل لما افكر بشكل مختلف عن الي فرض عليا افكر بيه، او اعترض على المناهج الي اتقررت ليا عشان ادرسها ونجاحي في كل حياتي متوقف فقط على مدى حفظي لنصوصها،
لو اعترضت؛ حتسميني ايه؟
الحقيقة ان الاغنية جابت الاجابة المتوقعة، انا وهما واي حد يفكر نفس تفكيرنا حياخد لقب من اول (راديكالي) ولغاية (مجرم مع مرتبة الشرف)
ليه؟؟
عشان اعترضت على (نظام) مستقر من مئات السنين، التعليم الاكاديمي المؤسسي،
الي بيفتحلك ابواب الحياة في العالم، وبيوفرلك فرصة لا تعوض انك تتحول لترس صغنن حافظ دورك في اسكريبت المكنة الي كل وقت والتاني محتاجة تروس جديدة تعوض بيها التروس الي صدت ودابت واتاكل عمرها وهي بتلف بس (في مكانها) تدخل النظام بالترغيب او القوة والترهيب لو لتزم الامر،
(force control)
يعني زي ما فرقة بينك فلويد صوتهم اتبح وهما بيشجبوه في البومهم العظيم (wall)
الحيطة الي بتفصل بينا وبين العالم الحقيقي، ومليانة طوب اشكال والوان،
المدرسين؛ وصلوا لمكانهم بنفس الطريق الي عايزين يمشوك فيه،
طوبه المناهج؛ الي بتخلق اجيال ورا اجيال بنفس الفكر والوعي والتصور،
طوبة الشهادة؛ جواز مرورك وصك عبورك للعالم كما يجب لك ان تعرفه،
طوبة، ولما خلاص تجهز وتأشيرتك تبقى في ايدك، يتقالك
(welcome my son، welcome to the machine)
فحضرتك وانا واغلب البشر الي قضينا في المتوسط حوالي عقدين من الزمن في ايد الخراطين المتحدين عشان نطلع تروس محترمة عليها القيمة بنفس الشكل ونفس عدد السنون، لازم نبقى اصطامبة واحدة لان لو افتضرنا جدلا ان ترس مننا باظ منهم وطلع بشكل مختلف، اكيد المكنة حتعطل،
وعشان ده يحصل (نطلع شكل واحد) كان حتما ولابد يلعبوا في اعدادات اهم ما يميز الفرد،
الشخصية بالرسم اللاتيني جيه من شخص (personal) واصل الكلمة الاغريقي (persona) و��ه كان اللفظ الي بيطلق على (الاقنعة) الي بيلبسها الممثلين عشان (تظهر وتبرز) ادوراهم في المسرحيات الي بيلعبوها،
تخيل حجم المفارقة اخي الكريم!!
ان الشخصية الي بدون شك شئ معنوي وذاتي للغاية لا يرى ولكن يشعر باثاره (انت لما تبص لحد مش حتشوف شخصيته بس حتعرفها من افعال جوارحه)، خدت اسمها من شئ مادي جدا وواضح لاقصى درجة (قناع وبروز)
وكأن البروز دي بما تحمله من اختلافات هي الي بتفرق بينا، حتى لو كانت في العصور السحيقة مجرد ماسك على الوش، وعشان نكون متناغمين لازم كلنا نلبس نفس الماسك ونلعب نفس الدور في المسرحية،
(تروس) بيتصدرلها اولويات في الفهم، وقضايا محددة للاهتمام، بيتصهر خامها في افران ازمات ويعاد تشكيلها بحلول منمطة، تعرف دورها وتتمرن عليه، وتفهم ان اي ارتجال حيبقى مخاطرة غير مأمونة العواقب،
بس اكيد فرن صهر واحد واصطامبة واحدة مش حتقدر تلبي احتياجات كل المكنات، اكيد في اختلافات في البيئة وظروف النشأه والبعد والعمق الحضاريين للبشر المستهدفين،
طب والحل؟
تاهت ولقيناها،
نعمل لكل ميول مكنة صب مخصوص، تطلع اشكال مختلفة من التروس، واهو كلها حتشتغل، ده حتى يعمل ثراء وتنوع يساعد على كسر الملل والزهق، لما تشوف نماذج مختلفة عنك، يا حتتمنى تبقى زيها، وفي الحالة دي انت مروحتش بعيد، حتغير بس محل العمل ودورك الوظيفي في المكنة،
يا امتن حتكرهها وتهاجمها، وده شئ لو تعلمون عظيم،
التدافع، الي حيخيلي النظام في حالة حركة مستمرة يحمي بيها نفسه من الشيخوخة، الديناميكية الي بتفتقد لما تفتقد الاثارة وبتصيب اي جسم مادي او مجتمعي بالعجز،
بس بالرغم من كل ده، كان كتير بيحصل (جليتش) خلل يعني، مع كل التدابير الي فاتت برضك تلاقي تروس ضاربة بوز كده ومش مسنجة، متمردة،
مممم
محلولة، نحاول نحتويها ونفتحلها مصنع كامل بمكنة لو لزم الامر، عايزين يعارضوا ماشي مفيش مانع، بس من جوه مش من بره،
ازاي طيب تسيطر وتضمن ده؟
بسيطة ولا تشغل بالك؛؛
(money talks)
هما يعني في الاخر مش محتاجين يعيشوا، يعني ياكلوا ويشربوا ويتكاثروا ويسكنوا ويلبسوا؟
اه اكيد،
خلاص، كل الي فات ده محتاج فلوس عشان يتعمل، والفلوس كلها معانا،
ازاي؟
اكيد حتسأل وانا حجاوبك،،
(ورق التويلت) هو الحل،
اه لا تتعجب، ورق عادي جدا زي اي ورق في الدنيا، زي ورق الكشاكيل والملازم او ورق التويلت او البفرة، بس طبعا بيتميز بحاجة مهمة جدا، انه ملون وعليه رسومات الله تهوس، اشي شخصيات تاريخية واشي اثار وفنون معمارية،
وجده الكبير اتولد في فينيسيا ايطاليا من يجي ٥٠٠ سنة، لما اول بنك اصدر اول سند يثبت قيمة ثروة محتفظ بيها لصالح عميل كان شايل (دهب) عندهم،
بس الدنيا دارت دورتها وروحي يا ايام وتعالي يا ايام، والجد مات، وسابلنا حفيد مسخ مشوه؛
(ورقة) اتحولت بقدرة قادر من (سند اثبات قيمة مختزنة) (لسند قيمة في ذاتها)؛
طبعا ما بين الجد الكبير والحفيد كان مراحل كتير، الورقة دي مشيتها، بس تقريبا كان مشيها بطال، فحصل انها خدت جزاءها واتحرمت من دورها بفعل فاعل،
قرر انه يمسح من عليها جملة مختصرة، كانت بتكسبها وزنها الفعلي
(يتعهد بنك... باداء.. ذهبا امام هذا السند)
حط مكان النقط دي اسم اي بنك مركزي في العالم والنقط التانية حط اسم العملة المحلية، بس بالدهب، المعدن الكريم الي بيحمل قيمته في نفسه، ومن ميزان وفرته وندرته، اتشال من الورقة الي بتثبت لحاملها ملكيته،
اعقتد جازما دي اكبر عمليه نصب في التاريخ البشري، بس النصباية لازم تكمل، ولازم كل الورق الملون ده يتربط بعنصر يحفظ توازنها، وطبعا ده معروف؛
الورقة الخضرا، الي بيحق لحاملها حصريا شراء اهم سلعة في كل الاسواق العالمية، (الوقود الاحفوري) الي كل المكن الي احنا تروس فيه، متستغناش عنه،
ورقة ومطبعة وعلامة (بنك) وتضمن ان كل التروس حتى لو فكرت تشذ عن دورها، وتعمل زي (ترومان بيربانك) برضك حتبقى تحت سيطرتك،
غريبة؟
حد خد باله ان اسم العيلة للبطل في الفيلم كان (بير _بانك)
،(الرجل الحقيقي... مصرف)
لا لا لا يا ولاد، دي مصادفة ليس الا،
المؤلف انزنق في قسط من اقساط الجامعة المتأخرة عليه زيه زي ملايين الامريكان وغيرهم من الشعوب، او قسط الفيزا او البيت الجديد او رحلة الصيف الي فات، او عطلة الاعياد ولا يمكن دفعة متأخرة من دفعات مصاريف جامعة عياله، او العفش الي كل كام سنة ينزل فيها صيحات جديدة واجهزة برفاهيات وتقانة احدث وعشان ميبقاش اقل من غيره بيروح يجيبها حتى لو (بفايدة اكبر من تمنها)
ولما كان الوضع كده وهو مزنوق والكاش كوليكتور (محصل البنك) بيزن عليه ليل نهار، ومعيشه في ضغط نفسي بديونه،
وصادفت في نفس ذات الوقت انه كان بيكتب القصة دي، فحط الاسم ده، (بير بانك)
اه هي اكيد كده متقولوش لا،
اكيد يعني يا شوفتوا حد زيه يا امتن اتزنقتوا زنقته، تشتغلوا عشان تقبضوا، وتشتروا بالي قبضتوه واكتر سلع، ممكن تكونوا محتاجين بعضها، بس اكيد مش محتاجين اغلبها، ويفضل الترس يلف، يشتغل ويقبض ويرجع يسد الي قبضه في نفس الخازنة الي خد منها!!!
اه ده حقيقي،
كل الورق الملون الي بناخده قصاد عرقنا وشقانا مربوط ببعضه،
حسابك البنكي ليه رقم دولي، لو عملت ايداع في اسيا بيسمع في البهاما، التطبيق الحرفي (العالم قرية صغيرة)، خلينا نقول (مكنة كبيرة)
هاه، حاسس انكم تعبتوا من اللفة دي،
طب ايه رأيكم نرتاح ونتفرج على ماتش او نسمع حته مزيكا؟
اه مهو معانا تروس برضك بس عندها حاجة رباني، موهبة،
اتاخدت واتسنفرت واتحط ليها نغمة لوحدها تمشي عليها، عشان لما نكل من اللف نروح نتسلى ونتفرج عليها، بعد طبعا ما نكون مبهورين بيها، مش بس نحبها لا كمان توصل اننا نتعصب ليها، ونسب ده ونشتم دي عشانها،
حلو الكلام ده طبعا،
تصريف صحي لاي شحنات غضب او ضغط مكتوم،
باي زا واي، التعصب ده مش نمط سلوكي بيميز مجتمع عن غيره، لا، كل المجتمعات بتعاني منه واكتر
ده مثلا بوستر دعائي لفيلم بيناقش القضية دي (التعصب الاعمى) وازاي شخص عادي اتحول لمجرم وقاتل، بسبب بس انه صرف جهده في قضية هاطلة،
ومش بعيد علينا افعال الهوليجانز وغيرهم في غرب اوروبا،
كل دول بلا استثنا، تروس برضك، بس غاضبة، ومش عارفة تودي غضبها فين،
بس صراحة هو التعصب ده افضل ما يكون تعصب وتطرف فكري يوصلك انك تمسك سلاح عشان تحل مشاكلك، بس اتقل واصبر وقبل ما تحس بجلد الذات وعقدة الشرقي الي بيرهب العالم،
عايز اقولك لو المتطرف هنا ماسك كلاشينكوف ولابس جلبية ومتحصن بقمة جبل هنا او وادي صحراوي هناك، فالمتطرف في الدول المتقدمة لابس بدلة، وبيوصل للحكم كمان، اه والله زي ما بقولك كده،
ازاي؟؟
سهلة جدا؛
صندوق صغنن كده بيتحط فيه ورقة، الي بيحطها شخص عادي، بس قبل ما يروح يحطها بيكون خد جرعات لا حصر لها من الدعاية الي اتصرف عليها بلايين، من جماعات ضغط بتمثل مصالح شركات، يهمها ناس معينة هي الي توصل للكراسي،
(best democracy money can buy)
معلش هي دي الي لقيناها، مشوا حالكم بيها، لغاية اما تفرج،
طب وحتفرج امتى؟
الله اعلم، انا شخصيا كخالد يعني مش شايف ازمة ولا شايف ابدا اننا (ترومانز اند ويمنز)، ولا شايف اننا تروس متربطة بسيور (تعليم اجباري ومناهج وفكر احادي ودعايات مكثفة ولا نظام نقدي موحد ولا توزيع جائر ولا اي حاجة)
...
احنا زي الفل بلاش افورة يا ولاد
وفي الختام احب اقولكم
Good morning, and in case I don't see ya,
Good afternoon,
Good evening,........
.....
and good night.

4 notes
·
View notes