Tumgik
mahmoodalbusafi · 2 years
Text
قلبك الضائع مني
قلبك الضائع مني يشعرني وكأن هذه الليلة تمضغني على مهل، ويسقط على رأسي الألم، حتى أكاد أجزم أن الله عندما خلق الألم جعل له شفتان لا تنطقان. وإنما تمارسان فن الغواية كقصيدة مايا لنزار قباني. وها أنذا؛ أغمض عين قلبي، وأشم رائحة يديكِ، هذه اليدين المصنوعة من ماء الريح واليقطين، المهيئة للتقبيل، لا أحرم نفسي من هذه اللحظة، وإنما أُقبِلُها على مهل، حتى أكاد أجزم أن وشمك المرسوم على إبهامك تخرج منه رائحة الإله تموز. لتحميني من نساء القبيلة. ورجال القبيلة، وشيخ القبيلة.
هيا تعالي، ولا تهربي مني، أستطيع إنقاذ روحك من الغرق في البعد عني، لطفًا تعالي؛ لنقطف الوقت الآن؛ فأنا عاجز عن التوقف من التفكير بكِ، أرى عيناكِ في كل الأشياء من حولي، وظلك اللازوردي ملازم روحي، يطبطب على شظايا قلبي، ويأخذني إلى مآله وضع شوقي بكِ. خذيني إليكِ، وأدخليني من مدائنكِ المستديرة، ودهاليزكِ الصغيرة والكبيرة؛ أجعليني استبيحها، اغزوها، ونجعل جسدينا يعزفان مقطوعتهما الأخيرة على الأريكة. ألف ذراعي عليكِ، أضيع بيني وبينكِ، أعودُ إليك بين كل حرب نخوضها في القُبل، أهرب منكِ، وأعود بلهف العطارين إليكِ، نفعل ما نشاء، ونفعل ما لا نشاء، ونحن نردد معًا، هذان الجسدين هالكان لا محاله. علينا أن نتوقف من هذه المهاترات الأخيرة.
1 note · View note
mahmoodalbusafi · 2 years
Text
كان الله هُنا وأنا هُناك.
من كان يظن بأن الريح تنام وتستيقظ وتنقض على النائمين خلف أشجار الصنوبر شاهقة الارتفاع. من كان يحس بيديها تمر كالماء على شعر صدره المكشوف. من كانت تظن بأنها تعبر في أصابع صوتها الشجي. من كان، من كانت؛ هذه الأشياء المبنية على اختلاف الجنس، والمتعبة من فكر أنهكته المسافات في نطق حروف الهجاء. الأشياء عائمة في ملكوت الله. واضحة وخفية في آن واحد. لا شيء سوف يوصلنا إلى بحر الله وأسراره إن لم يختارك لتكون أكثر لطفًا بالعباد وأكثر تسبيحًا وشكرًا. فأنت جسد خاوي، كجذع الشجرة فارغ الروح. أنت خُلقت لتكون قارئًا ومقروء في ذات اللحظة. اللحظة التي تتشابك فيها السماء والأرض في اللقطة الأخيرة. اللقطة التي قال الله فيها: "الله نور السماوات والأرض". هذا النور المتعدد في الأشياء. الجمادات والحيوانات والإنسان. النور المضاء والمضيء في هذه الأشياء هو نور الله الذي نسعى إليه في اكتشافه. وعندما نكتشفه تتحول الأشياء إلى شجرة بلوط صغيرة. نلتمسها وتخرج يد بيضاء من جذعها. ترفعنا الأيادي إلى بوابة السماء الأولى. نرى الله عند سدرة المنتهى. نور على نور. فرحين بهذا اللقاء الأخير. ثم نعود خفافًا إلى حقيقة وجودنا في هذه الأرض. انسين بها. حالمين بالجنة والنعيم. الجنة المتعددة والمختلفة بكل الأشياء الغيبية. المكان والأمكنة التي نرى فيها النبي ﷺ هذا المخلوق المثالي والمصطفى من كل شائبة. هذا النور الداخلي والخارجي الميسر والمسير لمسافات طويلة في حياتنا هو منه ويعود إليه. كأن الله أراد منا أن نكون كما أراد. أرواح النبي المتعددة في هذا الوجود. الوجود الجديد وحديث الولادة بين الثكالى وأطفال رضع خلف النهر النهائي للحياة، ونحن تائهين وعابرين في هذا النور الإلهي الواضح المبهم. نحن لا نعلم حقيقة الله، ولا نريد أن نعلم عنه شيء، نحن نشعر به هنا في دواخلنا، كأنه ضوء يشق الصدر ويجعل داخلنا وخارجنا مضاء بالحقيقة والحياة.
0 notes
mahmoodalbusafi · 4 years
Text
Tumblr media
من يستطيع أن يحاول أن يفهم الكلمات التي تنمو على أعواد الثقاب بعد أسبوع واحد من الاحتفال بأعياد الميلاد. من يجرؤ على رسم خريطة جديدة للعبارات التي تسقط من جيبك المثقوب. من يقرأ الخطوط الحمراء في أهدابك. من يعتزل القصيدة قبل بداية الشطر الأول. من يسير على سكة القلب حافيًا من السيئات والحسنات. من يرى ظل الله بعد النوم في محراب الصلاة. من يسجد طويلًا في سواد الليل. من يحاول ألا يحاول للحياة. من يستطيع أن يكتب سؤالًا صحيحًا بدون وضع علامة الاستفهام في النهاية. أنا لا أفهم الكم الهائل من الأسئلة التي أحاول أن ابتلعها بكل لطف. أنا حقًا أضيع من دونكِ أيتها القصيدة الجميلة. أحاول أن أمتزج معك كما يمتزج الذكر والأنثى في لحظة يتوقف فيها كل شيء. كأنها نقطة الصفر التي عجز الجميع أن يسميها لحظة اللقاء الأول بين الذات والأنا. اللحظة الغبية الذكية. اللحظة التي لا تستطيع أن تكون فيها غير أنت. بالمعنى الحرفي والسماوي لمفهوم أنت. لا تحاول أن تفهم هذا كله. لأنني حاولت أن أفهم معنى أن أقف كما تقف الساعة وحيدة على قدم واحدة في منتصف الليل وهي تجمع الفصول الأربعة في راحة يديها ولكنني لم أستطع. كنت أشعر بالعجز لأختار الكلمات المناسبة في تلك اللحظة قبل مواجهة الصباح في كل يوم. أشعر وكأن الجحيم في داخلي، والكلمات لم يعد لها رائحة تداعب أرنبة الأنف. لا أستطيع قضم الكلمات بأعجوبة، هل حقًا أصبحت متبلد الذكريات والذاكرة. هذا التبلد الذي يشبه لحظة التقاط صورة فوتوغرافية التكوين. اللحظة التي تصبح كل الأشياء فيها شهية ومرغوبة. وتصبح محاولة كتابة القصيدة كالتقرب إلى الله في العشر الأواخر من شهر رمضان، لماذا كل هذه الأسئلة تسقط ولا تستطيع اللحاق بها. هل كان عقلك المثقوب وليس جيبك، لأن هذا يفسر سقوطك المتكرر للحصول على إجابة مقنعة. والقناعة هي أنت الذي لم يعد أنت بعد القصيدة التي لم تصبح قصيدة بعد.
1 note · View note
mahmoodalbusafi · 4 years
Text
Tumblr media
الرقصة الأولى. 🌿✨
بقعة ضوء ابيض تسقط في منتصف المسرح المستدير، الكراسي فارغة من الحضور، المكان ممتلئ بالرغبة والشعور. المساء كان دافئًا وباردًا. أتقدم نحو الضوء. أستدير حول نفسي، وأدور. يدي تلتف حول الضوء. وأنا أقفُ على أصابع قدمي اليمنى واليسرى بزاوية تسعين تعانق ركبتي اليمنى. تمر الدقيقتين بصمت، تأتين حولي وتدورين معي على صوت موسيقى بيتهوفن للمقطوعة التاسعة. ندور ولا نرى بعضنا بوضوح. امد يدي على خصرك وأشده إلي، والأخرى على خصلات شعرك الطويل. نرقص متعانقين، ونسافر في متاهات الحب، نشرب رائحة العطر بالتقبيل. نمارس فن الغواية بين الرقص والغناء. نبتعد عن الضوء، نتعثر بالأشياء. نسقط. ننهض ونسقط. لا ضوء يمهد لنا الطريق لا شيء هنا. نسقط وتسقطين على صدري وأنتِ تقضمين شفتيك بأعجوبة، هاتان الشفتين الغليظتين، الطريتين ككرز بري. الشهيتين كعسل جبلي، هاتان الشفتين المتهدلتين سوف تذوب على شفتي. سأتذوق طراوتها وحلاوتها. هاتان الشفتين ستطوفان على جسدي، حارتين، مجنونتين. تتحركان كثيرًا، وتتوقفان كثيرًا. ضائعتين بين هذا وذاك، تائهتين بينهما، بوصلتهما عينيكِ الامعتان. عينيكِ التي تُقبلان الضوء الخارج من رائحة الحياة، الناعستين كطفل رضيع، الحالمتين كبحر عُمان العظيم. عينيكِ البنيتين كغروب شمس أنهكها الحنين إلى يوم القيامة. تسقط يدي على عنقكِ الناضج بالبياض الثلجي. عنقك المرسوم بالطباشير، بالخطين المتوازيين من شحمة اذنيك إلى مساحات كتفيكِ. كتفيكِ الواسعان كمدينة مسقط، يتدلى منهما نهديكِ المكورين، المستديرين، بحلمتان منتصبتان كعودين ثقاب. سوف يشتعلان ويشعلان ��عهما الحياة. أشعر بهما، وكأنهما ينغرسان على صدري، يمتزجان بي. أشعر وكأن هذه الرقصة هي الأولى والأخيرة بعد يوم طويل من الرقص مع الموتى والأشباح.
0 notes
mahmoodalbusafi · 4 years
Text
Tumblr media
تمائم أوفيليا. 🌿✨
مرحبًا؛ هذا أنا. صوتك المختبئ في دولاب روحك المنسية، الجالس في الزاوية المبهمة من حياتك، أتأمل ملامحك وهي تنمو وتكبر في ذات اللحظة. تجلس بهيئة الريح، لا تستطيع الاتزان، اعتقادك أن الاتزان خطيئة. لأن رجال الدين يمهدون لك الطريق إلى الهاوية، والعادات والتقاليد تضاجعك بإسم المصلحة، ولأنك تعتقد الكثير من الأشياء التي لا اريد ذكرها. الكثير، الكثير جدًا، لكن لا يهم. المهم أنك تشعر وكأنك الروح المنسية في الدولاب منذُ فصل الشتاء الماضي. لا تجيد إشعال النار، ولا إشعال قلبك بالفرح والسعادة، وكأنك حطام نسى عود الثقاب في جيب أمه منذُ لحظة الولادة. لكن لا عليك، ولا تحزن؛ أنا اجيد رسم النهايات. سأجعل القادم من حياتك مجرد شظايا من ألم وفرح والكثير من الحب. سأجعلك أكثر تعاسة، وأكثر وسامة، والكثير الكثير من الحب. سأجعلك أكثر من كونك إنسان عادي، ويعيش حياة عادية، وأكثر من شعورك ككتلة من الألم تعبر في الشوارع أمام البيت. سوف أجعلك شخص آخر. شخص بإمكانه أن يخرج من بين أصابعه الورد، ومن صدر الحبيبة الورد، وهي تحييه بابتسامة ناضجة، سوف أعلمك كيف تخفض عينيك عن عورة الحبيبة وتتبادل معها الكلام، سوف أجعلك أكثر سعادة وبهجة حين تساعدها على خلع سترتها للمرة الأولى. سوف أجعلك ترى انسدال ثوبها الأزرق الهفهاف على أعضائها البضة. وهي بظهر عاري من كل شيء، وكأنه حائط جدار جديد سوف تنهار عليه إعلانات تجارية. سوف أجعلك تغامر بلمس ضفيرتي شعرها المحيطتين بأذنيها. حين يكون شعرها مربوطا على شكل ضفيرتين ثخينتين، مع جديلتين على كل جانب، سوف أجعلك تعترف وتقول إنها كانت تعلمك الرقص، وهي من علمتك كيف تقبِّل، وهي أول من قدمت لك نهديها لتقبِّلهما في ليلة شتوية تحت وقع المطر، وكأس النبيذ في كلا يديكما. سوف أجعلك شخص آخر، شخص بإمكانه الغناء بصوت ملطخ بالتجاعيد والترهلات. سوف تصبح النكرة المفضلة عند الأصدقاء، ولعنة الآلهة عند الآخرين، سوف أجعلك شخص آخر، وأجعلك الحب في ذات اللحظة. أما الآن تمدد على الأريكة، ارفع قدميك قليلًا، حركهما بمحاذاة الظل، تنفس بعمق وعيناك مغمضتان. أم أنا أحب تأمل الجثث الحية، واستمتع في رسم النهايات الجميلة لها. ورؤيتها عارية من مشاعرها وصفاتها المتراكمة عليها منذ حلت عليها قُبِّلة الحياة.
1 note · View note
mahmoodalbusafi · 4 years
Text
Tumblr media
الصلاة الأخيرة. 🌿✨
جدي الراحل إلى مثواه الأخير. إلى موطنه السماوي. العائد إلى الله والقادم منه. أيها الشامخ كجبل شاهق الارتفاع على صدري. الملاك المتطاير بين صلاة الصبح وتلاوة قدسية من فم قائلها. أيها الطاهر كنجمة تضيء ولا تضاء. أيها البحر المتأجج بالكرامات والخير الكثير. أيها الروح الساكنة في دواخلنا وأجسادنا وهيئتنا وكلامنا وما دون الكلام. أيها المعظم في الذاكرة. أيها المعلم لكلام الرب لأبناء الحي. أيها المتعدد في كل شيء. يا وجعي الأخير في كل شيء. يا حزني الأخير في كل شيء. يا موتي المقدس في كل شيء. يا كل شيء ممكن ألا يقال في الحنين إلى الموتى. يا كل شيء وداعًا لي وسلامًا لك في الرحيل.
كيف نام الباكون عليك يا جدي في أول ليلة لوداعك، كيف سقط الليل كله علينا. كيف غابت الأضواء عنا. كيف احتوانا السواد. كيف تساقطت من حولنا الأسئلة. هل حقًا أنت غائب يا جدي. غائب عن كراماتنا التي نقطفها من يديك. غائب عن تقبيل يديك. غائب عن كل شيء يقودنا إليك. هل حقًا أنت لست هنا ولا هناك ولا .. ولا ماذا؟! لا أعلم يا جدي .. ولكن جل ما أعرفه سؤال أخير. كيف يستساغ الفرح بعدك. كيف يأتي ما يأتي وأنت بعيدًا عنا. كيف نحارب الحنين اليك. كيف نعود إلى أماكنك وأنت روحًا فيها. جسدًا في مخيلاتنا. وجعًا في دواخلنا. دمعةً في محاجرنا. والسواد .. السواد الكثير يحاصرنا. كيف لنا تحمل كل هذا يا جدي كيف؟!
وداعًا جدي .. أقولها من قلبي المنفطر لرحيلك. أقولها وأنا آخر من طالع عينيك ويسألهما "تريد شيء جدي" كانت عيناك ترى كل شيء ولا تهديني الجواب. أنا آخر من مكث الليلة بجانبك. وأنا آخر في كل شي. أتعلم يا جدي .. أنني فارغ الحواس ومتعطل الجسد حينما أردتُ كتابتك الآن. أنا عاجز عن كتابتك. أنا حقًا عاجز. الوداع.
0 notes
mahmoodalbusafi · 4 years
Text
Tumblr media
قبلة الموت البطيئة. 🌿✨
هذه الليلة طويلة، طويلة جدًا، كأنها نجمة سقطت من السماء كي يصطادها البشر، أو بطريقة أخرى، كأنها ظل رجل غريب يقود عربته بطريقة مُملة. يحرك المقود بأصابع قدمه اليسرى، ويضغط على البنزين بنص ضغطه، كأنه يحاول أن يلتف على بعضه، في حركة دائرية التكوين. قطف غيمة وابتلعها، وقبل أن تسقط في معدته، خرجت كدخان السجائر من أرنبة أنفه.
حاول أن يكتم ألمه، لف ذراعيه على فمه، تسربت صرخة بكماء من بين الأصابع، حاول الإمساك بها، لكنها توارت خلف جسده النحيل الهالك، لملم بعضه في الغناء مع صوت المذياع، سكت قليلًا، تحسس مواضع الخوف بداخله، طبطب عليها وكأنها تصلي على جسده بمهل، وعاد للغناء وهو يقلل من صوت المذياع.
بعد أول أغنية يغرق في الصمت، احس وكأنه يسقط، يهوي، يهبط، ينزلق من الهاوية، ظل يبحث عن صوته، يحاول البكاء، الصراخ، الصمت، لكنه لم يستطع، يحاول ترتيب بعثرة نفسه، وبعض تلك الأسئلة التي لا إجابة لها، يصطدم بأول فكرة للنجاة، يسقط رأسه من الخيبة، يتسبب في فتح ثقب بالجمجمة، تتسرب كل تلك الأسئلة، ويعود وحيدًا -مملًا- غريبًا في وجه الحياة.
حاول أن يستيقظ من سباته، لكنه لا يستطيع تحريك جسده، يجد أمه على هيئة القرفصاء تأكل أظافرها ندمًا على ولادته وتبكي بحرقة، يتمزق صوتها بين ثيابها. تمنى لو كان بالإمكان أن يقبل الموت، أو يعانقه بقوة، تمنى لو حالفه الحظ ولم ينجوا من الحادث، تمنى لو كان نسيًا منسيًا فيه، ولا أن يصبح لعنة حطام أو أثاث قديم في بيته.
1 note · View note
mahmoodalbusafi · 4 years
Text
Tumblr media
الإله شيڤا يغني في الشوارع. 🌿✨
مرحبًا، أو بطريقة الشعراء. مررتُ على حانات قلبك في ليلة ممطرة ولم أجدكِ. كان المكان خالي منكِ، حتى أنني أعتقدتُ أن المكان مهجور من أصناف الحياة ولم يسكنه زائر. لم أجد سوى العصافير الصغيرة التي تنمو وتكبر في اعشاش غيابك. لم أجد سوى المعاطف الشتوية والمشروبات الدافئة. كل شيء على وضعه منذُ الشتاء الماضي. رفوف الكتب، استكانة الشاي، زجاجة الكونياك، صورة الحائط، آلات موسيقية في الزاوية الأخيرة من غرفة المعيشة، الكمان، ڤيولا، التشيللو، الكونترباص، البيانو، الڤلوت، الأوبوا، الكلارينيت والساكسفون. كل شيء على هيئته، إلا أنتِ لم تكوني على الأريكة، لم يكن أحدُ هنا سواي.
أقفُ بيني وبين ذاتي، ألقي نظرة سريعة على المكان، أجد عقارب الساعة تتساقط بطريقة عبثية، أطوف حول نفسي، لا أعلم ماذا أفعل، أخرج من مخيلتي لثواني، أقف في منتصف الأشياء، أجمع ما بقى من لاشيء فيني لأعود إلي، كفلسفة عابرة اطبطبها على نفسي، كلما حاولتُ البكاء، أنا وحدي من يعلم أنني لا شيء. مجرد خطيئة تكونت في لحظة سريعة التكوين. أخرج من البيت، أقف في الشارع العام، أجد الإله شيڤا يغني في الشوارع، رئتيه ممتلئة بالنيكوتين، يملك صوتًا موسيقيًا، انصتُ إليه كصلاة الغائب، يشتعل داخلي باليقظة والنور، وابتسم. اضع العملات النقدية في حقيبته. واعود إلى البيت مجددًا.
في الأريكة ذات القوائم الأربعة، اجلس على هيئة القرفصاء. امسك مؤخرة رأسي، أشعر وكأن صداع العالم تساقط علي فجأة. الصراخ لا يتعدا الشفتين. ألقي نظرة أخيرة على ساعة الحائط، قبل أن تسقط يد الريح سهوا من السماء، وتطرق باب البيت. لأعيد لحظتها ترتيب هيئتي من جديد. واشرع في قراءة المحادثة الأخيرة بيننا. كل شيء كان يوحي أنكِ لن تعودي. وكأن زوايا البيت تقول: "لن تأتي" ولكن يقول داخلي ما يقوله محمود درويش: "أنتظرها".
4 notes · View notes
mahmoodalbusafi · 4 years
Text
Tumblr media
جسد من ضوء الشمس. 🌿✨
حين عانقتها أول مرة، تفتح خدها كالورد، ثم هربت؛ وادارة وجهها عني، خبأته في كفوف يديها، جذبتُها نحو صدري، يدُ تلتفُ نحو خاصرتها، والأخرى على اكتافها، وتركتُ قبلة في نحرها، وهمستُ لها بأعذب كلمة حب 'أحبكِ جدًا يا حبيبتي'. فتفتح ثغرها كبسمة طفل، امرر سبابتي عليه، تغلقه كسحابة لا تريد ان تمطر على حقول جسدي. تريد الهرب مني ولا تقوى. اغمض عيني، اخذُ نفسًا عميقًا من سواد شعرها الطويل، تمتزج رائحتها بدمي، تزداد نبضات قلبي، كوقع موسيقي غير منتظم، يولد زفيرُ دافئ، يبعثرُ اشلائها. تعيد تجميعه من جديد، واعيد المحاولة مرة أخرى، ثم تهربُ بغتة عني.
بيني وبينها متر وعامان من الحب. ومن الرسائل المخفية في القلب، ومن المقاهي والطرقات التي جمعتنا وما جمعتنا. والقصائد التي كانت كيديها تعبر من زقاق داخلي المظلم، تفتح شرفة القلب، تلوح للعائدين من موتهم الحتمي، ألا تعودوا فالقلب لا يسكنه الوجع. اقف اتأملها بصمت، جسدها المنحوت من ضوء الشمس ورائحة زهرة الفاوانيا، يرقص كشمعة في الليل. وكأنها عائدة من النجوم. من موطنها الأول، الموطن الذي وهبها معجزتان. عينان واسعتان كالبحر، عميقتان كالحياة، لذيذتان كقطعة حلوى. وشفتان غليضتان كالريح، خفيفتان كالليل، وشهيتان كطفل رضيع. وكأن الله وضع خريطة تكوينها الجسدي في قلبي من بين نساء العالمين.
استبيح بناظري كل شيء فيها، وكل موضع يستحق التقبيل. الحمامتان البارزتان في صدرها، يخبرانني أن هناك جنة تختبئ خلف هذه الملابس. وحقول من الورد في كل اجزاءها تطلب من يقطفها أن يتمهل، فالورد لا يحب قاتله، ولكن يحب أن يقدس بعد قطفه. اقتربُ منها حثيثًا، ظهرها بصدري، ويدان تلتف ببعضها، والخد بالخد. حتى أجد صورة الحب كاملة على هيئتنا.
3 notes · View notes
mahmoodalbusafi · 4 years
Text
Tumblr media
صوت أبيض. 🌿✨
عندما تفتحت السماء وقذفت الشمس أول مرة، صب ضوء على أبي، يحاصره من جميع الجهات. وكأن أبي ظل الله في الأرض. لأن الله وحده من يملك ظل من نور. وأبي وحده نور يمشي على الأرض. يحمل شمسًا، قمرًا، نجمًا، فلكًا على راحة يديه. لأن أبي وحده لا يسقط؛ لأن السماء معلقةُ في يديه. والأرض تسير على مهل في يديه. ولأن أبي وحده من يكمل مسيره إلى حيثُ لا نهاية دون أي اللتفات. وكنتُ أدعو الله من أجله : "يا رب لا أريد من هذا الضوء أن ينطفي. فهو بوصلتي وطريقي الآمنُ إليك."
أبي؛ كيف للكلمة أن تخرج من أفواهنا كـ الغيمة الحبلى، كلما أردنا نداءك؟. كيف يتساقط غيثها ويروي أرواحنا عزًا وسكينة؟!. كيف لي حين أكون وحدي أصرخُ بصمت، كانت جدران الغرفة تشاركني الحنين ذاته؛ والوجع ذاته، كانت الأشياء المرئية وألا مرئية، تشاركني الألم ذاته. فتأتي يدك يا أبي من الجهة التي ليس لها موضعُ من هذا العالم أجمع. لتأخذني من بقعة العتمة التي تخبطُ فيها. وتضعني في موضع من نور. كيف لك ذلك أيها العظيم كأبواب الكعبة. المقدس كآية الكرسي.؟!
أبي أيها الروح النابضة بالعطايا دون توقف. أيها الضوء الموصول ما بيني وبينك أنت. أيها السلام العابر بين قارات الوجود. الخاشع كصلاة الخُضر. أبي أيها العزيز على القلب؛ ربما نحن الرجال لا نقوى على الإعتراف بالحب لكلانا. ربما هذه المشاعر التي تتخالط في عروق اليدين هي ذاتها لا تعلم حقيقة الإعتراف بالحب لكلانا. ولكنني أحبُك جدًا. هذا الحب الذي يتكاثر في داخلي كالنسيم. ويتمددُ في جزيئات جسدي كالجنة، هذا الحب الذي يثور كالبركان في دمي، ويتأرجح من آخر بقعة في الأرض إلى السماء. وأنا أعلم أنك تبادلني الحب ذاته. لأنك تعلم أن حقيقة هذا الحب لا يمكن الإفصاح عنه. وأن كلانا قد وضعاء في موضع لا مفسر له.
1 note · View note
mahmoodalbusafi · 4 years
Text
Tumblr media
رسالة إلى قلب امرأةِ أحبها. 🌿✨
حبيبتي هند؛ أتمنى أن تكوني في أتم الصحة والعافية عند رؤيتكِ لهذه الرسالة.
سلامُ لكِ .. أيتها الفتاة النائمة في آخر بقعة حب من قلبي، وهي تصطادُ الشمس كل صباح؛ ليتمدد الهواء في رئتي، وتخرج الموسيقى من حشرجة روحي على لحن ناي حزين، فيقول جسدي كلامُ كثير: أحبكِ يا هند.. أحبكِ؛ أكثر من قُبلة تذوب في كف أمي، وأكثر من شوق يجعلني أبكي عندما أكتب، وأكثر بكثير من حب يستكين في قلوب العاشقين، ومن وجعِ يقف في الزاوية الأخيرة من أسمي. ومن كل شيء يجعلني كجثة هامدة في رصيف مدينتنا.
يا هند؛ يبحثُ الإنسان عن نفسه في هذا العالم المكتض بكل شيء، يبحثُ عنه فيه، يبحثُ عن كل شيء يخصه ويعنيه، يبحث ولا يجده، فالبشر يا حبيبتي تجد ذاتها في أوطانها، تجدُ حنينها، صلاتها، خشوعها، إيمانها، ولاءها، كل شيء تجده في بضع تراب. أما أنا وقد اصبحتُ عاشقًا لكِ، مخلصًا لسواد عينيكِ، متعوذُ بالله من جميع النساء بعدكِ، فقد رأيتُكِ لي وطن، رأيتُكِ محراب لمناجاتي وصلواتي، وجدتُكِ فانوس النبوءة لي، وجدتُكِ كعبة حياتي ومماتي، وجدتُكِ شامختًا بين جميع النساء اللواتي يشعلن قرص الشمس نورًا، وجدتُكِ ممجدةً في سكون الليل، متجلجلةً وسط النهار، معظمةً في كل الأوقات، وجدتُكِ وقلتُ لـ الله احشرني حبًا بها، حتى اجد ما ابحثُ عني فيها.
أنا أحبُكِ يا هند، أحبُ أنفاسُكِ المنسالةُ من زهرة الجاردينيا، أحبُ شعرُكِ الحريري الطويل، الذي أضيعُ فيه كضياع الطفل في حضن أمه بعد نوبة بكاء. أحبُ سواد عينيكِ المتبلورةُ كقطة ليل، عيناكِ المتجولةُ حولي كالسماء، المطرزةُ بالمطر في الفصول الأربعة، المستلقية في آخر وطن من جسدي، المنسابةُ من رائحة الماء، المرتادة من صوت الهواء، العظيمة كأمي، الكريمة كالسديم، المعترفة بخطيئة الأقتراب مني، المقيدة بكل شيء يقودها إلي؛ أحبهما جدًا، ولا أتخيل حياتي دونهما، ولا استطيع مقاومة نفسي من تقبيلهما كلما سنحت لي الفرصة، لا أستطيع حتى مقاومة الأمكنة التي وضعتُ عليها ملامحهما، لا استطيع حرمان نفسي منكِ، فكيف تفسرين هذا الحب المنزوع، والمزروع في عيون العابرين حول هذا النص، كيف لكِ أن تجعلين الوقت لا يتوقف عندما اضيعُ بيني وبينكِ، وكيف تجعلين المكان مجهول من عيون الذين حولنا، كيف لكِ أن تضعيني بين عاصفتين، وباخرتين، ومدينتين، وكل شيء مقسومُ بين أثنين، كيف لكِ ذلك؟ كيف؟!
آآه منكِ يا هند، آآآه؛ هل تعلمين حقيقة ما يحدثُ لي بعد حزنُكِ مني؟! أتعلمين الشعور الذي يحتويني صباح مساء؟! أتعلمين عن الوجعُ الذي يستيقظ في قلبي؟! أتعلمين عن الوخزةِ في موطن رجولتي؟! أتعلمين عن انكساراتي، خيباتي، لعناتي علي؟! أتعلمين عن أمنياتي كمحارب يتمنى الشهادة في آخر حرب ولا يموت ؟! أتعلمين عن نزيف يخرج من خاصرة حياتي، ولا يتوقف إلا بكِ ؟! هل تعلمين بعد رحيلكِ عني؛ وضعتُ قلبي بعيدًا عني، بعيدًا عن الطرقات التي عبرناها معًا، مختبئ عن منحدر الليل في يديكِ، متفردُ من كل شيء إلا منكِ، منعزلُ عن كل شيء إلا منكِ، فكيف تفسرين هذا الحزن المستعد لموت عاشقك دون هوادة؟!
1 note · View note
mahmoodalbusafi · 4 years
Text
Tumblr media
من يسرق طفولة الله. 🌿✨
إن كنتم ملائكة فلا تقربوا من هذا النص؛ فهو خارجُ من الوحل، ومعصية كبرى وخطيئةٌ لن تُغفر. هو إلى الذين لا يستطيعون تناول الشمس على عجالة، القادرون على مضغ مشاعرهم بتأهب. الباحثون عن حقيقة المعنى والإدراك في ألا شيء. المتعبون من فرط الولادة والموت، المعتصمون بأركان الحياة السبع، شروق الشمس، قطرات المطر، حفيف الشجر، موج البحر، طرق الباب، صلاة الجسد، أغنية الموت الأخيرة. أنتم مفاتيح قلوبنا التي خبأت في جيوب الأمهات، أنتم فاكهة السماء التي لا يستطيع أحد تناولها إلا الأنبياء.
تحاصرني لعنة السماء من كل الجهات، لا أعلم أهو الله بذاته، أم أن شيء آخر يلاحقني. يريدني ألا أعبر من حيثُ المعبر الوحيد. أن أضيع كالحروف الأولى في مطلع كل قصيدة. وأن أبحث عن شيء هُنا، ولا شيء هُنا، إلا رائحة الشمس الخارجة من تحت أقدام الموتى، لا شيء هُنا، إلا القليل من التبغِ ورائحة الكوكائين، وبقايا النبيذ المعتق، وعزف صاخب. أشعرُ وكأن الموت يرافقني في جميع المعابرِ، والمدائن، والطرقات، نتشابه في كل شيء، ولكن نختلف في طول قامتنا. هو أقصر مني بريح وثلاث وسبعون سحابة.
كأن السماء ظل الله في عيون اليتامى والمشردين، ندعوه ولا يجيب، نتصدق ليطهر قلوبنا ولا يجيب. لا نعلم حقيقة لماذا هذا الرب لا يجيب. أو لماذا نعبده وندعوه ونصلي وهو لا يجيب. أأنا الوحيد في ذلك؟ الوحيد كآخر الموتى، أو الموت ذاته، أم أنا الرسائل المدسوسة في جيوب الصمت، وكُل شيء وألا شيء معًا؟ أم أنا آخر النيازك التي حلت عليها لعنة الآلهة، "ألات والعزى ومناة الثالثة الأخرى". وأنا يا الله ألستُ روحك الطفولية التي وضعتها في جيب أمي، ثم عُدت إلى موطنك الأصلي، حيثُ لا موطن؟.
1 note · View note
mahmoodalbusafi · 4 years
Text
Tumblr media
مذكرات مريض. 🌿✨
كل شيء يمكن اسكاته، غير وقع الخوف الذي يحاصرك فجأة. أنت وحدك لا يمكنك اسكات هذا الخوف، هو لا يطرق أبواب داخلك، لا يعرف الترقب، لا يتوقف عن إرباك دقات قلبك، يحاصرك من الأتجاهات الست، يحتويك من كل المخارج، يلف ذراعيه عليك، يثبت مخالبه على أكتافك، يضع أنيابه على جبينك، ينفث على عينيك لتصبح أعمى، ثم يدعوك بعبارات غير واضحة، تستدير حول نفسك، الظلام يحاصرك، تحاول أن تصرخ، الصوت لا يخرج من شفاهك، لا يتعدى حدود فكرة المحاولة، تعيد الكرة، الشعور ذاته لم يتغير. تقفز من سريرك، شعورك بالقفز لا يحرك جسدك الساكن، السواد المستدير في عينيك وحده يتحرك. السقف لا يقوى على تحمل الثبات، يسقط على وجهك، تقفز من سريرك وكأن أحدًا عضك.
الصداع ينهش جمجمتك، يصدر أصوات لا تستطيع مضغها بتأهب، تفرقع اصابعك، همس الملائكة ما عاد يأتيك، اصبحت من حزب الشيطان. ترعبك الفكرة. تفتح الدرج، تتناول حبوب الصداع. آآه؛ لم يعد تقوى على تحمل الألم. تضغط الجرس المجاور لرأسك، تخبر الممرضة ما تشعر به. تعطيك إبرة التخدير. الحلم ذاته يراودك. لا تستطيع تحريك جسدك كجثة هامدة، الألم يسلب قواك، تشعر وكأن روحك تحاول أن تخلعك منها. الساعات تمر ببطئ. المكان بارد، المخدر لم يكن سوى زر إيقاف اعضاء جسدك، وأنت لازلت تشعر بالألم، ينقلونك من سريرك لسرير آخر، تحاول الحديث ولكن لا تقوى، يدخلونك غرفة العمليات، المكان اشبه بالمذبحة، الأطباء يحاصرونك، يضعون خط افقي على رأسك، تشعر بالألم تحاول الصراخ ولكن لا يصدر لك صوت، دمعة تسقط منك، تراها الممرضة، تخبرهم أنك تشعر بما يجري، يقول الدكتور أنها حركة لا إرادية. يكمل فتح رأسك، لا ترى شيء، ولكن تشعر بإنتزاع شيء منك، لحظتها الصداع يقل، ويغلقون رأسك، يخرج الجميع، يعيدونك إلى غرفتك، اشعة الشمس تسقط عليك، تفتح عينيك، تشعر بالإختناق فجأة، ترتعش. تحاول المقاومة، لا تقوى على شيء، يعود الفريق الطبي، يدخلونك غرفة العمليات، إبر التخدير تحتويك، تستيقظ بعد أيام. الجميع بجوارك، أمك الوحيدة التي تضع يديها على يديك، تُتمتم للرب. دمعاتها تقول الكثير. أنت تعلم أنها الوحيدة التي تخاف عليك، وتشعر ما بك. تخبرها بحقيقة ما شعرت به. تعود إليك الممرضة، تسألك عن حالك، "لتخبرك أمي"، تقولها بغضب. "أين هي أمك؟" الممرضة تسأل. تأشر للكرسي المجاور لسريرك. الممرضة لا ترى أحد. تخرج فزعه. تعود بإبرة التخدير. تنام أنت من جديد. ولا زلت نائم للآن. من ألم الشعور بوجع هذا النص.
1 note · View note
mahmoodalbusafi · 4 years
Text
Tumblr media
الاشتياق رجل. 🌿✨
عندما يشتاق الرجال
تتدفق المياه من قلوبهم كالأغنيات
وتنمو في أجزائهم المخفية قصيدة رثاء
حتى يكادوا لا يستسيغوا مذاق الوحدة
ويتساقطون كأوراق الشجر،
لتشتعل أصابعهم قربان لآلهة الكآبة والضعف،
ثم يطلقون للريح مدامعهم،
ويسافرون في غيمة من العتمة؛
لا يراهم أحد؛ ويصرخون؛
حتى تتشنج أرواحهم من وهج الألم،
والبركان المشتعل في داخلهم،
يذيب جليد كبريائهم؛ ويموتون في الصمت.
عقارب الساعة لا زالت عالقة بين حنيني إليها وحنينها إلي، والكلمة الأولى تعيد ترتيب العبارات على عزف ناي حزين؛ السماء- التي تصطاد الريح كل صباح، الأرض- تحارب السلام ولا تموت، النجوم- العابرة بين سكة القلب والذاكرة، البحر- الساقط من منحدر الليل. الكثير من هذه الصرخات المكبوتة في داخلي، تزعزع ما بقى من رمق الحنين إليها. ويسلب من قلبي ماء حبه وأزهاره. ولا يبقى إلا أنتِ. شامخةً، باكيةً، عاشقةً، غيورةً. لا يبقى إلا القليل منكِ. معترف بخطيئة البعد. طاهر من معصية القرب.
تعالي؛ لأعيد ترتيب وصفُكِ من جديد، لأخبرهم حقيقة من أنتِ، وكيف يكون السقوط جميلُ عليكِ. هيا تعالي أيتها الجميلة، يا من على شفتيها تقع المدينة، وسكاكر الأطفال، ومطرِ لا يفنى، وحب لا يشيخ. يا من في خطواتك حاشية الملك، جواريه، هيبته، عظمة من يكون. يا من في جدائلها ليل باريس، عاصفة موسكو، طهر مكة، وعنفوان مسقط. يا من في سواد عينيها سور الصين العظيم، حدائق بابل، إهرامات مصر. يا من في خديكِ تشرق الشمسُ وينام القمر. يا من إليها السكينة والوقار، الكبرياء والسلطة. فتعالي لأعيد ترتيب وصفك من جديد.
عيناكِ البلورية؛ شفتاكِ الغليضة، خديكِ المشبعان بلون غروب الشمس، نحرك المياس، قوامك كغصن عبا�� الشمس، أرنبة أنفك الحادة، خصرك كحقول السنابل، والجمال المختبئ في جميع زوايا جسدك الشريف. كل هذا يا حبيبتي مجرد وميضُ من نور زارني فجأة. أما أنا عاجزُ عن وصفك يا جنة الله في النساء. تعالي؛ لنشبك الأصابع، ونتحدث بلغات الغيم، ونحب كالأمواج، ونرقص على حفيف الشجر، وتدورين في قلبي كراقصة الباليه. فلا شيء يستحقُ ذكره في حضرة عينيكِ وقدسية جمالك السماوي. سوى قُبلة واحدة.
قُبلة؛ تجعلني لا أنسى مذاقها، وشعور الدهشة المرسوم في عينيك، ارتجاف شفتيك، ارتباك نفسك، اطراب نبضك، هيئة روحك المندهشة، وكأنما هذه القُبلة روح قد اضافة إلى روحي، وجعلت عمري يبدأ في تلك اللحظة.
1 note · View note
mahmoodalbusafi · 4 years
Text
Tumblr media
رسالة إلى غريب. 🌿✨
سلامُ لروحك يا هذا؛ ليكن أسمك ما تريد أن تكون، فليس مهمًا أن أعلم حقيقة من أنت، ومن أي جنس ولون. لكن لنقل لك مساء الخير أو لنقل صباح الخير؛ أنا لا أعلم متى تجد هذه الرسالة، ولكن لتعلم أنني أرسلُ لك التحية التي تناسب أوقاتك.
فكل الأوقات تمتزجُ معًا إذا ما أردنا ذلك، وتفترقُ أيضًا إن أردنا ذلك، ولكن هُناك وقتُ واحد يجمعنا معًا، وقتُ يجعلنا نعيد ترتيب أنفسنا من جديد، وترميم بقايا أرواحنا المنهكة، وتلوين ما بقي من لوحة أيامنا، لنغير هذا العالم كما يقول بودلير؛ "العالم ليس إلا مستشفى ضخم يريد جميع من فيه تغيير أسرّتهم". أما أنت لتغير نفسك، مشاعرك، أحلامك، أهدافك، جددها إن شئت وإن لم تشاء فجددها أيضًا، لا تظل كما أنت، كالماء الراكد، هيا قم لتصبح كالنهر، كالبحر، كالبركان، كالشجر المشبع بالورق، لتصبح شيء جديد، شيء يخبرك أنك قادر على التغير، على رسم الأمنيات على الغيم وقطفها بعد عنا التغير.
فقد خلقت لتصبح ما تريد أن تكون، لتصبح شاعر، كاتب، فيلسوف، أديب، سينمائي، إعلامي، رياضي، ممثل، ناقد، صحفي، رائيًا أو رؤيويا. أبحث عنك فيك، تعمق في عالم روحك أكثر، أكتشف نفسك، تعلم أن تكون حقيقيًا، كما يقول ريلكه؛ "حيثما أخلُق، هناك أصبح حقيقيًا". هيا قم وأرفع الشراع، لتدفعك الرياح إلى موطن أحلامك، إلى ميناء أهدافك، إلى قلب أحدهم، إلى المكان الذي تجد فيه ذاتك المتغطرسة بالإنسانية، بالرحمة، بالحكمة، بالعطاء، بكل الأشياء التي تجعلك راضيًا عن نفسك، إلى المكان الذي لن يأخذك إليه غيرك، لتسعد نفسك بتحقيقاتك، أبحث عن سعادتك المدفونة في إحدى جيوب الحياة.
السعادة يا هذا ليس حلمًا يأتيك في المنام، أو دعوة ترسلها لرب السماء بعد كل سجدة صلاة، وتنتظر استجابتها كل حين، أو شيء يشترى بالمال، أو بالجمال والشهرة، السعادة هي أنت، نعم أنت، عندما تبحثُ عن هدفك في هذه الحياة سوف تجد السعادة تنتظرك، فالسعادة كما تقول إليزابيث جيلبرت: "يميل الناس إلى الاعتقاد أن السعادة نوبة حظ، شيء يشبه الطقس الجيد سيحلّ عليك إذا كنت محظوظًا. لكن السعادة هي نتيجة جهدك الشخصي. عليك القتال لأجلها، الكفاح لأجلها، الإصرار على الوصول إليها، وأحيانًا السفر لأقصى بلاد الأرض بحثًا عنها. عليك أن تنتمي لها دون هوادة".
يا هذا؛ أنت حقيقي وسعيد إذا ما كنت تمتلك موهبة أو فن. بها أنت قادر على التعبير عن نفسك، عن مشاعرك المكبوته، عن طموحاتك المرسومة في جبين المستقبل، عن كل شيء تريد التعبير عنه أو تغيره للأفضل، تغير عائلتك الكريمة، مجتمعك الشامخ بالعطاء، وطنك المستعد لموته من أجل أن تبقى هُنا. كل شيء تستطيع التعبير عنه بالفن، مثلما قال فالكو تاراساكو، الفنان الإيطالي الثوري. "بفضل الفن، أصبح كلٌ منّا قادرًا على التعبير عن الحد الأقصى من طاقته الداخليّة، على اكتشاف نفسه، على تطوير خواصه الصغيرة لتتحول إلى مهارات مكتملة." أنت حقيقي وسعيد إن كنت أنت وحدك يا هذا.
1 note · View note
mahmoodalbusafi · 4 years
Text
Tumblr media
أفتقدك لأنكِ من علمني الفقد. 🌿✨
لرائحة الموت العالقة في سديم القلب أقول لـ'جدتي'؛ أنتِ حزنٌ يمشيء على الأرض، وأنتِ الماء المنسالُ من يد الرحمة؛ الخالدةُ في هذه الحياة، المحفوفةُ بالملائكة من وجع الخلود. لكِ الموت أما أنا؛ لي عذاب الإشتياق لكِ؛ ولجسدكِ المؤقت في مرقده الأبدي، دمتِ سلامًا بقبركِ، وذكرى تخفق لقلبي مهما غبتِ، وحبًا سرمديًا في حياتي، كنتِ وكانت الحياةُ معكِ. أنا لا أرثيكِ، فالرثاء للأموات، أما أنتِ مُمجدةُ في الذاكرةِ والقلب، ممزوجةُ بين زاوية الحنين الأولى وقرص الشمس، مفعمةُ بالريح ما بين قلب وقلب.
كانت لكِ قِبلتان في الوداع الأخير، قِبلة الصلاةِ، وقِبلة القبر، فقبلة الصلاة كانت لي، وقِبلة القبر كانت لكِ، فهل تقبل الله صلاتي وصلاتُكِ؟!. فقد صرتُ اخشى من النور بعدكِ، لتعودي إلي وترُكي لي الظلام، عودي إلي الآن لطفاً، فأنا الماكث في البقعة السوداء من الأرض، لا حياة لي بعدكِ. وما عادت الحياة تسعف فقدي بكِ، ولا عادت الأرض تطيق حزني بكِ، ولم يعد قلبي يقوى على تصديق ذكرى رحيلكِ، عودي إلي يا رائحةُ الأحياء في القبور. عودي إلي، وسوف اتقاسمُ فتات العمر معكِ، وسوف اُزود سنين بقاؤكِ معي، وسوف اخلق لكِ حياة أخرى من حياتي، واصنع لكِ ما تريدين ولكن عودي فقط.
كنتِ طفلةُ لا يعرفها الحزن، كنتِ مثل أمي بل كنتِ أمي نفسها، تشاركني طقوس الحياة. لا أذكر أنني وجدتُكِ يوماً دون إبتسامتُكِ المعهودة، ولا أذكر يومًا من أيام السنة يمرُ كعابر سبيل؛ إلا وكنتِ تضعين لقمة السعادة في جعبة الجميع، لله ما أعظمكِ، كنتِ طيبة المعشر والخلق. كنتِ مثل السحابةِ أو اخف منها بقليل ترويني وتظللني، كنتِ تنثرين على قلبي السلام، ليورقُ الضياء والسكينة، فأشعرُ بقربك مني، واشعرُ بالإنتماء إليكِ، إلى قلبكِ، إلى مدينة عيناكِ، إلى كل ما خلق الله فيكِ، لهذا أحبك وابقى أحبُكِ. فكم أنتِ جميلة القلب وأنا أحبُكِ لهذا ودونه.
جدتي، هل تعلمين كم أنا ممتنٌ لذاكرتي التي لا زالت تستصيغُ مذاق السكر العالق بفمي الآن، السكر الذي تساقط من اصبع سبابتك الأيمن وأنتِ تحاولين اخراج قطعة نقدية قد حاولتُ أن ابتلعها وأنا في الرابعةِ من عمري. ذاكرتي لا زالت تحفظ تقاسيم وجهُكِ البلوري، وتفاصيل صوتُكِ المشبعُ بالحنان والحب، هذا الصوت الذي كان يقودني إلى جنة الفردوس الأرضي لأنعم بالسلام، هذا الصوت الذي كان يخبرني أنكِ جنة على هيئةِ أنثى.
غفر الله لي خطيئة تركُكِ تموتين قبلي، غفر الله تصديقي بحقيقة رحيلكِ، لكِ الحياة الخالية من الإشتياق، أما أنا لي الموت المقطر بعروق اليدين، والكآبة المحصورةُ بصدري الممتلئ بالوجع والألم، فكم سلب الفقد مني قدسية الأبجدية، فلا الكلمات تقوى على الكتابةِ لكِ، ولا عزلي عنكِ، ولا حتى أتخاذي أرواحُ غيرُكِ، ولكنني أقول بصوت الصبر والإيمان "إنا لله وإنا إليه راجعون".
سامحيني أيتها المترفةُ بالحب، فأنا الرجل الوحيد الذي لا يقوى على كتابتُكِ في عنفوان الشعر، ولا جدران حارتنا المرصعةُ بالطهر والحنين للموتى.
2 notes · View notes
mahmoodalbusafi · 4 years
Text
Tumblr media
قطعةُ المطر الأخيرة. 🌿✨
إلى هند؛ تلك القريبة مني مثل الله. البعيدةُ گ صوت فيروز في أول الصباح وهي ترقص في أذني، هذا الصوت الذي يخبرني أنني لا أستطيع إخبارك بكل ما أريد في كلمات، وعندما أريد المحاولة تخرج بشكل خاطئ، ولا تسعفني لغتي في قول الأمر بغير هذا الشكل، فكيف لي أن أقسم لكِ بكل ذاكرتي وزوابعي الداخلية؛ أن كل كلمة أكتبها لكِِ؛ أتخيل طريقة نطقكِ لها، وأهم من هذا كلّه، أنني كنتُ أطمح أن أهديكِ السعادة البسيطة وليست الكلية الأبدية.
أحبك يا هند؛ أقولها بعجالة ليتساقط العسلُ من شفتيكِ، وتنمو على أطراف البيانو حديقة ورد. فأنتِ امرأةُ أعودُ إليها، كما تعود الشمس كل صباح. تغطرسين الليل في كأس من الماء لتولد القصيدة. وأرى انحدار الماء في عينيكِ الشفافتين كالبلور، فألتمسُ وشم النبؤة في قلبي، حتى أجد الطريقة إلى العبور لوجهك، وترتيب رائحتك في قلبي، وأنا أتلو القصيدة الآخيرة من فم جُنُودِ مخدوعين ، وانفثُ السلام لروائح الموسيقى العالقةُ في الحرف الأخير من اسمكِ، ولمذاق القهوةِ العابر من قارة شفتكِ السفلى إلى آخر زاوية في خاصرة الشّمس.
أكتبُ لكِ وأنا أستظل تحت كف الريح، وصوتُ من فم الماء جَاء، يخبرني حقيقة دخولكِ في حياتي كدخول الملكات إلى أوطانهن، وجميع النساء في حياتي هن عابرات، وأنتِ وحدك الخالدة في داخلي، لا فناء لكِ كأمي. ولا أستطيع الهروب من رائحتك العالقة في رداء قلبي، كأبي. أخبريني كيف لي أن أخبيكِ مني، من وجعي، خذلاني، انكساراتي، آهاتي التي ارسلها كل ليلة مع الله، أخبريني كيف لي أن أفعل كل هَذَا، وعيناكِ تشعلان الضياء في عتمة حزني.
0 notes