msra2reports
msra2reports
تقارير الآنسة راء
16 posts
خواطر امرأة عشرينية
Don't wanna be here? Send us removal request.
msra2reports · 6 years ago
Text
الرسالة
Tumblr media
تنتظر آخر شهر من كل سنة حتى تبعث نفس الرسالة للشخص الذي تشعر أنه أكثر من تقبلها وقدرها في الدنيا بعد أبويها. تتحجج بالعام الجديد وترسل السلام والتهاني، وتنتظر السطور القليلة التي سيرد بها عليها وكأنها أغلى هدية يبعثها لها العالم كل سنة. هي امرأة حزينة أو مثيرة للشفقة. يمكن أن تتخيلها كيفما أحببت. ولكن قلبها – الذي دائما يواجه صعوبة كبيرة في فهم ما يشعر – يعرف على الأقل أنه يكن مقدار الحياة من الإمتنان والتقدير للرجل الذي لم يقابل خجلها باستخفاف، ولا حديثها المختصر باستغراب، ولا ترددها بتذمر. والذي فاجأ لحظات ضعفها بحب كبير، وجدية عملها باحترام لم تعهده من ذي قبل. هل هي ضحية عالم أخطأ فهمها وأساء معاملتها دائماً؟ أم هل هي نرجسية وقعت في فخ من فخمها؟ لا نعرف. ولكن لماذا يجب علينا إيجاد سبب يبرر الحب الذي يكنه قلب لقلب آخر.. هكذا تلاقت الأرواح، هكذا تآلفت، وهكذا حفظت الذكرى الطيبة.. وهكذا في كل شهر من نفس العام – شهر الحب والحنين والحزن الدفين – تفتح صفحة الرسالة البيضاء وتبعث التهنئة الجديدة.
2 notes · View notes
msra2reports · 8 years ago
Text
العصفور
Tumblr media
وسط الضجيج المكتوم، ورطوبة تموز في الليل، والسيارات الفارهة التي تزاحمت أمام البوابة، أخذت خطواتها على عجل فوق الرصيف الضيق بجانب السور، تهرب من مجموعات الرجال والنساء الذين جاءوا إلى العزاء بسترات وأثواب منمقة للغاية، حتى بدا الجميع وكأنه خائف على تمزيقها وهم يتبادلون القبلات على صوت الشيخ القارئ الذي لم يكن يطيل كثيراً عليهم قبل أن يصمت للراحة. قدمت له التعازي، تمسك بيده حين أخذ خطوة للأمام من بين من كان يقف بينهم ليسلم عليها، ثم ذهبت إلى قاعة السيدات، جلست وحين أحست أنها قامت بواجبها اتجهت للخروج. كان ما يزال واقفاً مكانه، يستقبل المعزين، وحين وقفت تبحث عن سيارة أجرة كانت تحس بعينيه عليها. لم تتلفت حولها.. لكنها وقفت حوالي عشر دقائق تنتظر سيارة تأتيها.
كانت تتمنى أن تنظر خلفها وتلتقي عينيه، يهزها الحنين، عصفور صغير في قلبها يهفو إليه. هي لا تشبه من كانوا حوله، ولا تستطيع أن تبدو مثلهم، ولكنها كانت تعتز بنفسها في وداعة خادعة، في هدوء لا يشي بالقوة التي تحملها. وهو كان يحبها من أجل ذلك. وهي كانت تحبه لأنها عندما تنظر إليه تراه كالعصفور الذي يصفق بجناحيه فور التقائه عينيها، فتتفتح كل آفاق قلبها إليه.
فتحت باب سيارة الأجرة وحين ركبت نظرت إليه من بعيد، من خلف الزجاج، ورأته ينظر تجاهها. ابتسمت لعصفورها الحبيب. تعاهدا منذ عشرين عاماً على الفراق. هكذا خدعهم الزمان. مازال في القلب عش وثير لكل منهما، يرفرف هو في السر كلما رآها، ويغرد قلبها دائماً أنشودة لجناحيه.
1 note · View note
msra2reports · 9 years ago
Photo
Tumblr media
"الوطن ليس شرطاً أن يكون أرضاً كبيرة، فقد يكون مساحة صغيرة جداً حدودها كتفين." – غسان كنفاني
أنت كل ما لي. تسألني عن شعوري عند عودتي، تتردد لحظة ثم تستكمل، تسألني: هل شعرتِ عند عودتك أنك وصلت لمنزلك؟ أخبرك إني أشعر أني أريد الرجوع إليك.
4 notes · View notes
msra2reports · 9 years ago
Text
القلب هش كصدر حمامة. كبشرة أبي. كالأصابع المرتعشة في التعب. كالشفاه في قبلة دامعة. وكتساقط رماد السجائر. تعشش الحياة في القلب. ولا نجاة الآن.
3 notes · View notes
msra2reports · 9 years ago
Text
في عيد ميلادي
Tumblr media
أبعث إليك في الصباح صورة زهرية الورد الذابلة التي نقلها زميليّ من مكتب زميلتي المهجور إلى مكتبي ووضعوا ورقة مكتوب عليها "كل عام وأنتِ طيبة" بمناسبة عيد ميلادي. تبدو غير مرتاحاً، وبعدما تخبرني إنها لفتة جميلة، تذكرني بعلبة الحلوى التي كنت أتمناها وجلبتها لي ليلة أمس. ربما كنت أنتظر منك هدية في أول عام عرفتك فيه، لم يكن قد أهداني رجلاً هدية في عيد ميلادي من قبل وكنت أتقوق لذلك، كأي شابة تحب لأول مرة. لكني هذه السنة لا أنتظر شيئاً. لقد أهديتني كل  شيء، وهداياك أجمل من كل ما تبادله العشاق. إن يدك على كتفي أجمل من كل قصيدة شعر كتبت في امرأة. الدلال حين تضبط أطراف ملابسي بينما أصفف شعري في عجلة أمام المرآة أحلى من أي موعد على العشاء. صوتك ينده باسمي حين تعود للمنزل أقرب إلى قلبي من أي سلسال ألفه حول عنقي. حماسك وأنت تحكي لي حكايات يومك تفعمني بالحياة أكثر من رحلة سفر إلى شاطئ أزرق بعيد. رأسك نائم في حجري كل ليلة أغلى من كل ورود الدنيا. وقبلاتك يا حبيبي نهر يروي ظمأ جسدي لحبك، أنهل منه ولا أشبع وتتركني أحلم بالمزيد. أنت كل شيء يهب لحياتي معنى، وأعرف أنك لا تحب أن أقولها، ولكني لا شيء بدونك. كيف أكون شيئاً وأنا لم يهدني الله إلى الحياة حتى بعثك إليّ؟ أنا خجلة أمام حبك.. عاجزة أمام حنانك.. والحياة لا تسع شيئا يكفي نور قلبك..أدعو الله الذي بعثك إلى حياتي أن أظل إلى جانبك، عل عيناك تعلمني كيف لها - في صحوها ومنامها - أن تبعث كل هذا الحب داخلي..
12 notes · View notes
msra2reports · 9 years ago
Text
أطفو
(نص قديم مناسب الآن)
أطفو على الحافة. كأني سأقع. أرتمي كالجريحة. تقذفني المياه فأشهق متعبة للوقوف. أترنح مغيبة. أشد أرجلي في الشوراع وأثبت يدي في حقيبتي على كتفي، أرغم جسدي على الثبات، بينما أطفو وحدي وأرتطم كالسكارى باللاشيء.  يدوخني اللاشيء. يأسر أنفاسي. يلوكني ويلقيني. يتسلل إلى حنايا جسدي. أذعن له وأنا نصف نائمة. أدور في أطياف تجهل وجهتها. ألوان لا أعرفها. ذكريات خائنة ودموع تعلن عن نفسها في سيارات الأجرة الليلية. لا تحتمل قدماي الوقوف المفاجئ. أمسك بيدها حين أخطئ تقدير المسافة بيني وبينها. أمسك بعمود النور. أمسك برأسي الذي أشعر به يهتز في قلق. ثمة قبضة تنقض على أحد جانبيه. لا تحررني. ولا أذكر كيف أداويها.
كنت أسند جبهتي إلى يدي اليمنى حين أظلم المسرح. فتحوا الستار. تطلعت إليك. تغنيت بأول كلمة. وقبل أن أعي ما يحدث، تكسرت ووقعت مفتتة في مكاني.
1 note · View note
msra2reports · 10 years ago
Text
قبل الحب
قبل الحب كان الحب أجمل. كان السهر. كانت الحيرة تفتح بابا لأمل يملأ الدنيا فرحة لا يسعها القلب. كانت تكتب رسائل كثيرة لحبيبها الذي لم تعرف أبدا إن كانت شغلت فكره. وتحتفظ بالخواطر التي كتبها شاب أحبها وخذلته. كانت تذهب إلى مكتبتها الصغيرة المفضلة لتتخيل اليوم الذي ستأتي فيه مع حبيبها. وحين حققت حلمها صارت تذهب لتقتفي آثار خطواته حين كانوا هنا سويا. كانت تذهب لتمشي في الحي الذي عرفت أنه يسكنه، لترى ما يرى كل صباح، تمشي في نفس الشوارع، تتنفس نفس الرائحة، وربما تلتلقي نفس الوجوه. كانت تضم رائحة الكتاب الذي سلفته اياه. وتغني في سريرها ليلا بعد حديثهما. وتحفظ عن ظهر قلب تواريخ لق��ئها به. وحين انتهى حلمها بكت بكاء العمر. ثم تغيرت عيونها. لم يدق قلبها نفس الدقة. ولم تعد تشعر بالحياة كما كانت تشعر بها. صارت السعادة عادية. وكذلك الحزن. أصبح الحب عاديا. رقيقا. وهادئا. وواقعيا كحبيبها الجديد. بلا مراسيل. ولا كتب. ولا ليال طويلة ساهرة. ولا حيرة.
1 note · View note
msra2reports · 11 years ago
Link
مقالي على موقع قـل :)
اضغط على العنوان أعلاه
0 notes
msra2reports · 11 years ago
Text
تقرير الحب
صارت صباحاتي تشبه الحلم.. كنقطة نور يهديها إلي الزمان، وأغرق فيها.. كمشاهد السينما التي تعجبنا، والصور المفعمة بأشعة الشمس، والسكون الذي ﻻ يحسه سوانا.. وأبتسم، أنتظرك تصحو.. وأشاهد وجهك الأسمر، تقاطيعه التي أحب، وسماته الدافقة بالحياة، والحنان.. أعاهد نفسي أن أقولها لك اليوم.. أني سأنظر إليك وأقولها كأي امرأة شجاعة تسير إلى الحب على قدميها.. ولا تقع فيه.. وقد أكون خطوت إليك حين أتيت نحوي.. لكني لا أقوى على التفوه بها.. مع ذلك أعرف أني أقدر على التخفي بين الحروف.. وأكتب إليك.. ﻷني معك أتعلم أن أعيش الحاضر.. أن أنفض عني الماضي، وأدفع غموض ما قد يأتي.. ﻷني أتعلم أن أحب نفسي.. وﻷني كاملة دائما في حضورك.. لا تنتقص مني شيئا، بل تزيدني بهاء.. وﻷني وقعت على مهل في غرامك.. ﻷني أحببت الرقص معك، والمشي في شوارع مدينتنا ساعات طويلة.. وﻷن صمتنا سويا أبلغ من الحديث أحيانا، وأجمل.. واكتشافنا لما يفعل المحبون، وما نحب نحن أن نفعل.. تناول الحلوى في السيارة، مقابلتك في الصباح بعد سهر ليلة طويلة في المكتب، الوردة البيضاء التي أهديتني اياها، أغاني حليم التي ندندنها سويا، وعبثنا أمام أصدقائنا الذين يعرفون ولا يعرفون عما بيننا.. ﻷني لم أخجل من دموعي بين يديك.. وأعشق ضحكاتي معك.. ل��ن قلبي يغني لكل ابتساماتك.. لأني لم أشعر بكل هذه الرغبة لاسعاد شخص من قبل.. وﻷني أحبك..
3 notes · View notes
msra2reports · 11 years ago
Text
فقدان الدهشة
Tumblr media
الحقيقة هي أن راء أصبحت كثيراً ما تقوم في الصباح تمنياً أن تنقضي ساعات اليوم بسرعة وأن يكون سقوطها صريعة النوم في الليل سهلاً. تستيقظ في السابعة لكنها تنهر العقل الذي أبلتها به الدنيا وتحاول خداعه قائلة "لسه بدري"، تغمض عينيها محاولة أن تسكت سيل الصور والكلام الذي يجتاح عقلها دون هوادة، ينبض في حركة مستمرة، كأنه يدق بكلتا يديه داخل جمجمتها صائحاً يريد الخروج. لكنها تقول "هششش" بهدوء مصطنع داخلها، وتغمض عينيها في محاولة جديدة لخداع عقلها أنها نائمة، وربما تجذب نصف وسادتها، تثنيها فوق وجهها لتقمعه فيرتدع. وعندما تمر ساعات اليوم الكثيرة التي تلعب بها كالكرة في صعود وهبوط مستمر بين سلالم المترو وسلالم قلبها، بين سبة تقولها في سرها لسائق الميكروباص وأمنية بخراب بيت شاب لديه صوت يتركها غارقة في تنهدات كثيرة لم تتفوه بها، بين حشمتها المطلوبة وهي تجمع قطع الملابس من على حبل الغسيل ورقصة قصيرة تختلسها من الزمن أمام مرآتها، بين مقالات فارغة تفني عينيها في قرائتها وكتاب رائع تخاف أن يبتلعها فلا تقربه، بين زهد مفاجئ في الوجود الذي لم تختره وحيرتها أمام من يحلل كلماتها ولفتاتها كالتجربة العلمية المجردة من الحياة، بين الأمان الذي تشعر به حين تشرب اللبن الرايب واستسلامها للكعك أو أي شيء مغلف آخر بين كومة من الوسائد الصغيرة أمام التلفاز، بين دموعها حين يحكي رجل في الخمسين عما أصاب والده حين ماتت أمه ومرورها العابر كل يوم أمام العجوز الذي تهتز يده وتتلعثم شفتاه منادياً لبيع المناديل في أحد الأنفاق، بين غضبها العارم الذي يغلي كالنار التي لا تهدأ وجمودها الذي تستحيل أمامه كل محاولاتها، بين خوف مما فرض عليها أن تكتب وذعر مما تريد كتابته، وذعر - أو حزن - مما لا تعرف كيف تكتبه.. بين خطواتها في شارعها المكسر وتيه في السماء التي لا تسقي نبتة الفل في الشرفة، فيسقيها أهل البيت لكن تلك الشمس العظيمة - التي تعتقد راء أنها تحبها - تقتلها كلما أزهرت .. عندما تنتهي ساعات اليوم الكثيرة التي تتلقفها بين دقائقها كاللعبة، تتركها في النهاية بدون أن تسلمها للانهاك، ويجد عقلها الملاذ ليضرب من جديد. حينها تؤجل راء الاستلقاء في السرير لأنه قرين التفكير، وتخادع غصة تصحو في قلبها توسوس لها أن تبكي، لكن راء تقرر أن كل هذا محض هراء. علام تبكي؟ 
يتجمد قلبها. ترفض مجدداً أن تفكر، فهو ينهكها، وهي لا تريد أن تستهلك.. وتتمنى - وهي تتمنى ألا تكون هذه أمنيتها - أن تستطيع حل كل ما يضج به عقلها غداً.. أو أن تستطيع العيش بعجزها عن ايجاد الحلول.. 
لا تبحث راء عن تفاسير بالضرورة.. لكنها تتساءل دائماً: متى حدث هذا؟ وكيف؟ .. متى فقدت كل هذا التوق للكثير؟ متى كففت عن العراك؟ متى توقفت عن الدهشة؟ متى أصبح البوح مزعج؟ ومتى أصبحت أرتبك أمام سنين عمري التي قد تكون طويلة..
1 note · View note
msra2reports · 11 years ago
Text
تقرير منهك
Tumblr media
أنظر ببلاهة لوجه سائق التاكسي الممتعض في المرآة المقعرة في أحد أركان سقف السيارة، أفكر في مآساة وجودنا في العاشرة ليلاً أمام مسرح عادل إمام في شارع تصلبت حواريه، يرفض الحركة ويتبلد أمام أقصى حالات عته أجهزة الراديو التي يحملها، أتخيل إذا كنت ضعيفة لدرجة ستجعلني أبكي من الألم في ظهري وأشتم السائق الذي أثم حين أشار بالايجاب لفتاة تتمنى رؤية الشارع يتفجر.. بينما يحدث هذا كله اتصلت بي زميلتي في الجريدة تسألني إن كنت مازلت في المكتب، أسألها: "ليه؟ حصل ايه؟" أنتظر أن تزف إلي خبر المصيبة الجديدة، لكنها تخبرني عن تصريحات فلانة عن المحاكمات العسكرية.
أغلق الباب بالمفتاح. أطفئ النور إلا من المصباح ذي الزجاج الملون. أقضم قطعة من لوح الشوكولاته. أسكب بعض المشروب الغازي البارد. ثم أرمي حملي كله على السرير، ينأى ظهري للحظات أغمض فيها عيني وأشعر في وحدتي أني صرت امرأة في الخمسين. لهذا لم تقعوا في الغرام أبداً، أقول لنفسي، ﻷني امرأة عجوز وهو يعيش في عالم غير عالمنا.. لماذا كان عليه تحمل تفكيري الدؤوب في الغد، دفس جسدي وسط زحام المترو كل يوم، مانشيتات الجرائد التي أطل عليها كل صباح وأنا أشتري فطيرة جبن أو زجاجة مياه، أصوات من أطلب سماع حكاياتهم لكتابتها فإما يترددون متشككين في نزاهتي أو يبكون أمامي حين ترجهم الذكرى التي لم أعشها ولكني أطلبها، شخطي بين الشهر والاخر في أوجه الرجال في محطة الميكروباص، مقالاتي التي ينشروها والتي يقولون لي عنها 'الوضع مش مناسب لنشرها'، الكحل الذي أصبحت أضعه كل صباح في محاولة لاظهار عيني.. ما لشخص مثله أن يرى هذا كله؟
لم يسأل على أية حال، وأنا لم أحك. لا أحد يسأل. ولا أتوقع السؤال فلا أسأم أبدا، وﻻ أحضر إجابته لأكون مستعدة إن باغتني به أحدهم.. وحين قال لي الصديق: 'ها، احكي' وأنا أشرب القهوة معه بعد يوم طويل، أصمت ﻷن عقلي يبيض فجأة من غير سوء، يقول لي: 'فوقي يا ريم'. أضحك معه. لكني اليوم أسأل نفسي: هل أحتاج أن أفيق أم أحتاج أن أعلم نفسي كيف أعود للحديث؟
أدفس قدمي تحت اللحاف المثني على حافة السرير.. بينما أمارس هوايتي المفضلة مؤخرا: أتكسر في صمت غرفتي ولا ألملم بقاياي، أسعد بالسكون والوحدة. أعرف أني منهكة.. ولا يهمني إن كان سبب انهاكي بدء يومي في السابعة وانتهاءه بعد منتصف الليل، أو إن كان سوء التغذية.. هو موجود في كل الأحوال..
لكني لم أكن أتصور أني سأشعر بكل هذا الذنب حياله. كأني آثمة. وعقابي المكتوب هو تناسي كل هذا والحكم عليه بأنه غير حقيقي.. حتى يصير الحزن والانهاك وكل شيء محض كذب أصدقه..
1 note · View note
msra2reports · 11 years ago
Text
لأني أكتب
Tumblr media
لأني أكتب، لأني لا أجد لنفسي وسط زخم الحياة هوية أخرى، ولا وعي آخر، لأني لا أملك ذاكرة إلا ذاكرة الكتابة - كتابة الآن وكتابة الأمس.. وكتابة ما أتمنى في أيام عمري الآتية. لأني في الجريدة كل يوم أكتب لأناس لا أراهم ولا يروني أبداً أخباراً قد تهمهم لفهم الأمور، وحين أعود للبيت أجلس في غرفتي حين يحل المساء وأكتب الكثير لنفسي في الضوء الخافت. لأني لا أتذكر متى بدأت أتوق للحكايا، وكيف وجدني أبواي ابنة الستة أعوام جالسة على طاولة البيت أكتب قصة لأول مرة، لأني لا أعرف متى توقفت عن ملئ دفاتري بالعبارات والتدوينات بين الحصص في المدرسة..
 الكتابة امرأة في السبعين ماتزال عيناها تلمع بالغواية التي أوقعت الكثيرين في الماضي، الكتابة ملجأ حين تتو�� كل سكك السفر، الكتابة رجل يمد كفيه كل مساء ليمسك بأوراق رسائلي ويقرأها جميعاً، الكتابة جرح مفتوح ينزف بلا وعي، قرص شمس يتوهج في أوجه قبل المغيب، نسمة باردة في ليل الشتاء ترجف الأوصال لكن تدمع العين وتشفي القلب، الكتابة عرافة لا ينتهي ضربها بالودع على الرمال، خنجر لا يكف عن التهديد، قبلة على الجبين، وعناق رقيق يضم القلوب الهشة، مكلل بالدموع.. 
الكتابة هي دموع قلبي كلها، هي ابتساماتي في عالم جميل غير موجود، هي دليلي لمعرفة من أكون، وما هي أسئلتي.. وهي أسلوبي لمحبة نفسي - كل ما أكتب وكل ما أكتب عنه هو عرفان لما تهبه لي الأيام وأحسه دون أن أراه، وهو عرفان لنفسي التي تخوض الحياة كما لم أتصور لها.. وهو هدية لامرأة بداخلي لم أكتشفها بعد ستحتاج يوماً لما أفعل. 
تقوس ظهري على المكتب كل يوم، انتقائي للكلمات، إعادة كتابة نفس الجملة عشرات المرات، استسلامي للموسيقى التي يرزقني بها الزمن وأنا أكتب، ارهاق عيني، الحكايات الصغيرة التي أرغب في حكيها، خوفي من الروايات، بحثي عن أبيات شعر أعرفها لأنه تشبه نظرة ذلك الرجل، أو ضوء الشمس في الشارع، أو صمت كوني وسط ضجيج الرصيف، ضيقي من هروب وجه ذلك الشاب من بين ثنايا ذاكرتي فأراه كل مرة كأنها أول مرة، الحكايات التي أغزلها وأنا في انتظار المترو، هروبي من الأحكام القاطعة والحكايات القاطعة وزهدي في البحث عنها..
 ولأني كلما كبرت امتنعت أكثر فأكثر عن مشاركة الناس ما أكتب، وكأنها رسائل غرامي غير الموجود، أسراري التي تفضحني وأسترها، ضجيجي الذي أخجل أمام الناس من صوته، أو ببساطة دفاتري المتخمة التي أعرف أنها لا تهم أحداً غيري.. لأني أمتنع عن البوح.. ولأني أكتب..
1 note · View note
msra2reports · 11 years ago
Text
تقرير الحنين إليك
Tumblr media
أخذت كتاب رضوى عاشور "أثقل من رضوى" في يدي اليوم في المكتبة، أقرأ ما سطرت على ظهره، وأدرك لأول مرة لماذا قلت في السادس عشر من يونيو 2012 أنك اكتشفت أن شبهاً يجمعني بها.. 
كان صاحب المكتبة يضع بالسماعات أغنية فيروز "القدس العتيقة".. وكنت أدندن معها، أذكرك بلا ذكرى معينة.. ثم تلتها أغنيتها التي تقول فيها: ما بنسى شو بكينا وصلينا تـ ضلك معنا.. كان آخر عهدي بالدعاء، هو دعائي إلى الله أن نظل سوياً، ولكنه لم يستجب.. 
مشيت في الشارع أهمهم بصوت منخفض بلا كلمات "ما بنسى شو بكينا وصلينا".. أمشي على مهل غير عابئة بشارعنا الذي يضج بالفوضى.. فلا تتعثر أي خطوة من خطواتي.. 
لا أبحث عن كثير من الاجابات.. لكني أعرف أني قمت في سريري، فتحت الحاسوب الأسود وأنقر الآن على لوحة المفاتيح بعدما كنت أطفأت كل شيء وقررت أن أنام. أمامي يوم طويل غداً. ولكن، من يأبه؟ يقول لي أبي كل يوم أن وجهي متعب. هل سيقول شيئاً جديداً غداً..
سأكتب عن التيه. عن وجع كل مساء وحيرة كل ليلة. لا داعي لاتقان كل الكلمات والجمل. وسأكرر نفسي حتى أمل. أنا أحتاج أن أمل. أخيراً. وسأكتب عنك، الرجل الذي ظننت أني أحببته، الذي ظللت أقنع نفسي دائماً، منذ صيفين مضيا أني لا أحبه. خسرت علاقتي معك في كل الأحوال، ولم يبق لي سوى بعض الرسائل والذكريات والكثير من الانتظار والصمت وبعض الجمل المقطعة شديدة الصراحة التي كنا نفاجئ بعضنا البعض بها من حين لآخر. ألا تقول أحلام مستغانمي:
*
يمكنني اليوم, بعد ما انتهى كل شيء أن أقول :
هنيئا للأدب على فجيعتنا إذن فما اكبر مساحة ما لم يحدث. إنها تصلح اليوم لأكثر من كتاب .
...
فما أجمل الذي حدث بيننا ... ما أجمل الذي لم يحدث...
ما أجمل الذي لن يحدث.
*
أحتاج التخلص من كل ما هو ليس جميلاً. أحتاج التخلص من كل شيء وعدتني أنه لن يحدث. وكنت مخطئاً. أريد لأحلام الليل أن تغرق في الظلام. أريد للدموع الباقيات أن تجف. لكل احتمالات الأحاديث أن تنضب. أحتاج أن أكف عن لوم نفسي لأن هذا ما يحدث لي بدلاً  من لعنك مثلاً آلاف المرات كل يوم. أنا لست غاضبة. لم أعد غاضبة. لا أعرف لماذا. لا أشعر أني أكرهك ولا أشعر أني أريد سبك. وأحتاج أن أكف عن الشعور بالغباء لأن هذا هو حالي..
0 notes
msra2reports · 11 years ago
Text
تقرير الغرفة
  بالأمس وقفت عند باب الغرفة، ألصق وجهي في الزجاج البارد، أضم كفيّ إلى جانبي رأسي وأحدق في الظلام. ثم أرتد خطوة إلى الخلف، أسند يدي إلى مقبض الباب. ثم أعود فأنظر إلى الداخل، مغيبة تماماً، لا أستطيع استحضار الذكرى. ينساب كل شيء من عقلي ويفر، إلا من رهبة نزلت على جسدي وسمرتني كالتائهة أمام باب أعرفه جيداً.
لم أدرك إلا في الليل أن شيئاً هز كياني قد أصابني حين وجدت الرجل صاحب مفتاح غرفة البيانو، بعد رفض تام، يضع مفتاحه المرجو في الباب ويقول لي "اتفضلي" فأدخل لألاحظ فجأة أن رؤيتي لكل شيء أصبحت غبشاً بلا صور، أنه بعدما قال "لن أفتحها لكِ ولا لثانية واحدة" خاطبني: "كوني واثقة، لا تقولي لي: تعرف تفتحها لي عشر دقائق؟ بل قولي: افتحها." هل نسيت نفسي؟ هل رأى الغبش الذي رأيت؟ لم أتساءل عن كل ذلك، ليس لحظتها. 
أغلق الباب وأجلس. أجذب الكرسي الأسود العريض الذي لا أذكر إن كنا تشاركناه. أضع يدي على الأصابع البيضاء. يبتل وجهي في انهيار لذكريات لا تأتيني بينما أخطئ على أصابع الآلة لأني لا أتذكر كيف كنت أعزف ما عزفته هنا مراراً..
لماذا تخونني الذكريات؟
0 notes
msra2reports · 11 years ago
Text
أحن إلى الوجود
Tumblr media
لن أكذب وأقول أني أشعر بالحنين لطفولتي، عندما كان العالم صغيراً، جميلاً، ومفهوماً، أو أني أحن إلى أيام المدرسة، أو إلى حبي الأول، إلى عينيه السمراوتين تأخذاني في  دروب من الشمس لا نهاية لها، أو إلي قصص عشقي الطفولية، عندما عرفت غرامي بالأدب، فأغرمت بكل من درسوني الرواية والنقد والشعر أيام مراهقتي الأولى، أو أني أحن إلى بيتنا القديم، أو إلى غناء جدتي، أو الفطير المشلتت، أو إلى الركوب من الهرم إلى مصر الجديدة بعشرة جنيهات فقط.. قد أحن إليها جميعاً، لكني أحن، أكثر ما أحن دائماً، إلى وجودي.
 والوجود كلمة صعبة، حيرت الكثيرون على مر السنين، وتحيرني، وتتعبني لأني أحاول النفاذ إلى حقيقتي فتهرب مني ولا أجدها، بحثت عنها عندما قررت أن أعمل في الصحافة، فوجدت بعض منها، وبحثت عنها عندما قررت أن أبدأ دراسات في الأدب العربي، فوجدت البعض الآخر، وبحثت عنها عندما تمشيت في شوارع وسط البلد، وعندما اشتركت في جمعية خيرية، وعندما بكيت في السينما، وعندما صعدت جبل موسى، وعندما شعرت بفشلي في كل شيء، وعندما كتبت، وعندما نظرت ذات ليلة في المرآة فارتبكت إذ رأيت عيني أمي تطلان عليّ، بحثت كثيراً، لكني دائماً غير مكتملة.
أحن للشعور أني حقيقية، أني موجودة، وأن أشعر بنفسي، أن أشعر بيديّ حقاً، أن أنصت لصوتي يسري بداخلي فعلاً، أن أحس فجأة بأفكاري، أن أنفذ من جدران قلبي، وأشعر بكياني نفسه، أشعر به حراً بإرادته، وبنفسي تتلون بأعمق ذكرياتي، لكنه أمر نادر، ومخيف، فنحن نفضل دائماً أن نترك أنفسنا لبحور الأيام، ودهاليز الحياة، نظن أننا موجودون، وأننا نعيش كما يجب، ونرى الدنيا كما هي، لا نعي أننا نغرق في وهم لا نهاية له، فكم منا ينظر ملياً إلى نفسه في المرآة؟ أنا ��شعر بشيء غريب عندما أنظر إلى نفسي جيداً لعدة دقائق، أحاول فهم أن هذا الجسد وهذه العيون هي "أنا".. وأشعر أني لم أرهم مطلقاً في حياتي من قبل، وأكتشف أني لم أكن موجودة، أني كنت أطير على سطح الحياة، منهمكة، مشغولة، لا أرى عمقها ولا أرى عمق نفسي.
ولا أعرف متى يتحقق هذا الإحساس الكامل بالوجود – هل بالحب؟ هل بالسفر؟ أم العزلة؟ أم الموت؟ ليس لدي إجابة، ولكني أعرف أني شعرت بشيء أنساني الدنيا وما عليها، وأشعرني بشيء ربما يشبه الوجود.
وهو إحساس يأسرني، لا أشعر به مكتملاً أبداً إلا في لحظات عابرة، وحينها أشعر بتهدم الكون من حولي، كأنه لم يكن، وأشعر بسكون دفين يغمرني، وأشاهد الناس كأني أتفرج عليهم من بعيد، ربما حدث ذلك في لحظة إيمان شديدة الخشوع، شديدة التجلي، نادرة، أو في دفقة حب نقية للدنيا، لكني كثيراً ما أرتطم بوجودي في أقصى حالات الصخب..
في قاعة تنتفخ بالبشر، تضج بالموسيقى العالية، خشخشة الآلات، ودقات الطبول، نداءات الأوتار، وصوت يغني دون هوادة.. أياد تصفق، وعيون تتابع أنفسها، وتتابع الجميع، وتتابعني.. شفاه تبتسم، وعقول تنكب على نسج الحكايا، وحياكة الأماني، واللذات، وتهريب الصيحات، وتسجيل الذكريات، وتطييب الأحزان، وتزييف صور الحنق والخجل والنفاق.. أرجل تأتي وتذهب، وتقوم للرقص، وتتأهب للغياب، وتشير بالقلق، أو الطرب، ضحكة تلو الأخرى، نداء يشد نظرة، وكأس يذيب قلب.. وهناك وجود يراقب، وآخر يحيي كل شيء، ولا يراه أحد.. ثم يدخل رجل، يحمل تنورة ملونة حول وسطه، ويبدأ في الدوران، ويدور، ويدور، يتحرك في دوائر بلا نهاية، كأنه في عالم آخر، ولا يدور الصخب من حوله، يتلحف وجوداً قدسياً، عالياً، خاصاً، يأسرني، تتشبث عيوني بدوائره، تضمه تنورته بين أطرافها الطائرة المنحنية، وتدور، مرة، ومرة، ومرة أخرى، وأنا – فجأة – يدب في كياني الصمت، ويغرقني السكون.
وعندها – أو ربما تدريجياً – أرسو في مكان ما، لا أسمع شيئاً إلا دقات الطبول متواصلة، دئوبة، تئن مع القلب، تصعد مع الروح، لكنها ثابتة، غائرة في صلب الأرض، أسمع وأرى الألوان تتتالى، لون تلو الأخر، تذوب سوياً، ثم ربما لا أسمع، وأنهار، وتنهار الدنيا معي، تتكسر وتهوى ساقطة.. وأصبح ها هنا.. أخيراً..
أشعر بالصمت، بتفاهة الدنيا، بهدوء في القلب، وحزن غامر يفيض في الروح.. لكني لا أعرف ما هذا الشعور.. ولا أعرف من أنا.. غير أني أعرف أني لست شيئاً مما رأيته.. قد أكون حلماً في خيال أحدهم.. قد أكون شريط ذاكرة لامرأة ميتة.. أو امرأة أخرى تختبئ في أعماقي ولم أحررها بعد..
0 notes
msra2reports · 11 years ago
Text
عن غادة ونزار والحزن
Tumblr media
لماذا تريد النساء دائماً أن يقدر الآخرون حزنهن؟ ولماذا تفرح النساء حين تجد من يكتب أو يغني عن هذا الحزن.. بل أننا كثيراً ما نرى في السينما مثلا البطل يقول للبطلة "في عينيك حزن" فتقع في غرامه فوراً.. وربما تتنهد وتسأله: فعلاً؟ وكأنها تريد أن تتأكد أنه قال لها ذلك، وتريد سماع المزيد منه .. أو نشاهد البطل يهدي باقة من البنفسج لحبيبته قائلاً لها أن هذا الزهر يشبهها ويتلو ذلك حوار عن حزن البنفسج.. 
لماذا تحفظ كل البنات أبيات نزار قباني التي قال فيها: 
"إني أحبك عندما تبكين 
وأحب وجهك غائما وحزينا 
..
بعض النساء وجوههن جميلة
وتصير أجمل عندما يبكين"
أدرك أن نزار قباني يقصد جعل حزن حبيبته جميلاً، قائلاً أنه يشعر بما تشعر، وأنه "لا بأس"، فهو يحب وجهها غائما بأطياف الحزن، وعينيها تائهة وسط الدموع.. لكنه في حقيقة الأمر يقول لها إنه يحب وجهها حزيناً! والمدهش أن كل امرأة تقرأ هذه الأبيات تقع أسيرتها.. أنا عندما سمعت جمال سليمان يقولها مرة في أحد مسلسلاته وجدت الدموع تملأ عيني رغماً عني.. وما شعرت به فجأة هو: نعم، أنا لدي حزن! وما وقعت أسيرته كان شعوري بوجود شخص لا يسفه من هذا الحزن بل يجعله جميلاً ويقول: لا عليك. 
قد يكتب الكثيرون أن أبيات نزار قباني تظهر الكثير عن "سلطة الرجل في تشكيل هوية المرأة، وهوية جمالها ومعنى حزنها" حتى وهو يقول لها "أحبك حزينة" (بل من أجل ذلك تماماً)، وأنه "سطحي يختصر المرأة في جمالها الظاهري لأنه استخدم كلمة -بعض- حين أشار لمجموعة من النساء -الجميلات- وأنه اختص هؤلاء بأنهن يزددن جمالاً عندما يبكين فيرضونه كرجل أو يروقن له ولعينيه لأنه يحب الوجه غائماً وحزيناً، وبالتالي فهو يناشد/يجذب الفكرة المترسخة في عقل المرأة بأن جمالها نابع من عيون الرجال/الآخرين، وأنها ترى وتعي وتدرك جمالها دائماً من خلال تخيلها/رؤيتها لردود فعل الرجال/الآخرين لها ولجسدها وشكلها" إلخ إلخ إلخ.. 
وقد يكون كل ذلك صحيحاً، وقد يكون بعضه صحيحاً، فأنا لم أعد مطمئنة تماماً لأبيات نزار قباني هذه.. وأشعر حيالها بمشاعر مثل التسليم والضعف.. ولكني أجد نفسي أقول: أليس لكل إنسان في الدنيا نصيبه من الضعف على أية حال؟
.. لكن المشكلة هي: لماذا هذا الضعف وهل هو حقيقي، وما هو قدره، وربما الأهم من ذلك كله: أمام من نظهره؟ وهل يستحقون ذلك فعلا؟ 
وربما أجد إجابة عند غادة السمان التي كتبت قصيدة اسمها "أعز ما تملكه الفتاة" وهذه أبياتها:
"حزني أرزة وحيدة على رأس جبل،  لا ممثلة ناجحة على مسرح شكسبيري.. حزني ضوء خفي يشع من رؤوس أصابع الأشجار، وليس نارا تأتي علينا معاً.. حزني حديقتي السرية في مغاور روحي، فالحزن أعز ما تملكه الفتاة، كالحرية،  ولن أشاطرك اياهما! أستطيع أن أقاسمك الرغيف والكوخ،  أما الحزن والحرية فيعاقرهما قلبي وحيداً كما الموت." 
وهي قصيدة من امرأة تدرك ذلك الحزن الغريب لكنها تعتبره جزءاً من هويتها، لن تتقاسمه مع رجل، بل تعيش معه وحدها وتجابهه وحدها، وهو أعز ما تملك.
ليس فيما كتبت غادة السمان رومانسية كالتي كتبها نزار قباني، هي تزيح أي معنى تقليدي عاطفي ورومانسي عن ذلك الحزن وتجعله علامة استقلال وإنتماء بدلاً من مدعى للشفقة أو تصوير لنوع الجمال الذي يكتب عنه نزار قباني - فالجمال هنا من نوع آخر. وهو جمال لا خجل فيه من ذلك الحزن، ولا ضعف فيه بسببه. بل هي جميلة لأنها تدركه ولأنها تعرف أنه جزء منها (هي ما هي عليه بسببه وهو تشكل معها عبر سنوات عمرها)، وهي جميلة أيضاً لأنها تعتبره من أعز ممتلكاتها التي لن تشاركها أحد - فهي أكثر إنسان أعلم به، وهو أكثر "شيء" يعرفها.. هو يحمل كل دمعة ذرفتها، كل رغبة خفقت بقلبها، كل برودة رجفت في أوصالها، كل حماقة ارتكبتها، كل حنين يتركها ساكنة ضائعة في الذكرى في ساعات الليل، كل أمنية تمنتها ولم تدركها وكل أمنية تنتظرها، كل رجل أخذ من بريق عينيها ومن صوتها حين تغني ومن نظرتها لنفسها في المرآة كل صباح، كل حرج، كل جرح، كل اخفاق، وكل ما أعطى لوجودها الآن معنى. 
ولكن يبقى السؤال: لماذا حزن المرأة مقدس جداً هكذا.. لماذا جميل ورائع وعميق وغامض وأسطوري وخاص وغال.. هل لأنها في توترها وما تفرضه عليها الأيام لا تبوح بحقيقة ما في داخل قلبها وكل ما تتفوه به مجرد كلام غير مهم، وتعايش مع الحياة.. هناك نساء كثيرات يعشن العمر كله وفي داخلهم حزن لا يبحن به أبداً ولا يبدينه ولا يظهر عليهن.. ولو بحن به فهو لا يخرج إلا لامرأة أخرى تهز رأسها في فهم وقد لا تقول أي كلمة مفيدة، لكنها تعرف..  أم لأن المرأة عامة مصدر للكثير مما يكتبه الشعراء والأدباء عن الحياة ومعنى الحياة، فهي في حد ذاتها الحياة أو مصدر الحياة، تحمل أسرارها وتملك مفاتيحها وتفهم رموزها.. 
الحزن عامة لا بأس به.. يجب الخوض فيه ليأخذ كفايته.. ما من مشكلة في ذلك.. ولا داعي لمحاولاتنا الدائمة للابتعاد عنه ونبذه وال��رفع عنه والقول لأنفسنا بأنه "ما من داع لنحزن"، و"لا يجب علينا أن نحزن"، ونحن أقوى ونحن أصلب والحزن يثنينا عن التقدم، إلخ إلخ.. يجب أن نحزن.. إن لم نحزن فنحن لا نحس.. ولكن علينا أن ندرك ونفهم ونتعلم كيف نحزن.. لا أكثر..  ************************************** إضافة في 30 أبريل 2013 كيف فاتني أن غادة السمان تضع الحزن والحرية في مقام واحد؟ و"تدافع" عن "حقها" في حزنها كما تدافع عن حريتها؟ وكأن الحزن (أو ذلك الشجن الذي شكّل من تكون) جزء خاص جداً من كيانها، عزيز جداً، ملكها الخاص الذي لا حق لأحد أن يسلبه منها.. أو يشاركها اياه.. لأنه - إن حدث ذلك - تفقد شيئاً من نفسها.. ومن حريتها..  لكن لماذا رفضت فقدان أغلى ما تملك في من تحب.. هل يجب أن نفقد أنفسنا في من نحب؟ .. يكتب جبران خليل جبران في كتابه (النبي) في باب الزواج:
 لتكن المحبة بحراً متموجاً بين شواطيء نفوسكم ، وليملأ كل منكم كأس رفيقه ، ولكن لا تشربوا من كأس واحدة ، واعطوا من خبزكم كل واحد لرفيقه ، ولكن لا تأكلوا من الرغيف الواحد
 ....
عليكم ان تقفوا معاً ولكن لا يقرب أحداً منكم الآخر كثيراً ، فإن أعمدة المعبد على انفصال تقوم ، والسنديان وشجرة السرو لا ينمو بعضها في ظل البعض أبداً
وربما جبران على حق..
8 notes · View notes