ألف رحمة ونور على روح عم صلاح السعدني، الممثل والراجل الجميل اللي كان شبهنا وشبه بيوتنا في كل مراحل عمره، من الشقاوة والعفرتة، لخفة الدم الشعبية اللذيذة بتاعة ولاد البلد على القهاوي أو وسط الأهل والأصحاب، للحضور والعفوية بدون افتعال أو تكلف وع الرايق، في مشوار ومسيرة كلها شقى لحد ما بقى نجم، زي الطبخة الحلوة اللي بتستوي على نار هادية، وزي أي أب خد طريقه الوظيفي من الدرجة السادسة لحد ما بقى مدير في مصنع أو شركة، وبعد المعاش أو سن معين يقرر إنه يعيش اللي باقي من عمره في هدوء تام، لنفسه ومع نفسه.. سلامات يا عمدة.
الناس بتستغرب ليه جيل التمانينات و أول التسعينات أغلبهم traumatized, حضرتك الموضوع أعمق بكتير من فكرة إن الناس دى ماتحضنتش و هى صغيرة
- إنت بتتكلم على أطفال كانوا بيصحوا يوم الجمعة الصبح يتفرجوا على برنامج اسمه "سر الأرض" كله معلومات زراعية
و لو سألت أى حد هتلاقيه فاكر صوت مدام أنغام فى أغنية المقدمة و الراجل ال كان بيهب فيك فى نص الأغنية يقولك بعنف الأرض .. الأرض
- بعد كده بتتفرج على "عالم الحيوان" عشان تتهيأ لما تكبر إن فى حيوانات كتير هتكون عايشة حواليك عادى
- ال كان مثقف شوية كان بيقرا بريد الجمعة ال كان فيها مشكلة اجتماعية كل اسبوع بيحلها عبد الوهاب مطاوع و بتكبر شوية تلاقى انت كمان بقى عندك مشاكل فا بتبطل تقراه ال هو مش ناقصين مشاكل بقى
- تيجى الجمعة بالليل تلاقى برنامج " بين الناس" و الأستاذ جمال الشاعر بيعرض مشاكل اجتماعية برضو
- تدخل على يوم السبت و ذكرى محفورة فى أذهان الجميع مع برنامج " خلف الأسوار"
ال بتشوف فيه قبل ما تنام ناس مسجونة و بيعملوا معاهم حوار، عشان تبدأ أول الاسبوع بتاعك كا طفل نشيط يوم الحد بعد الرعب ال شفته السبت بالليل
- دا غير كان فى برنامج اسمه "المواجهة" و كان فى واحد فى المقدمة بينطقها بطريقة مرعبة برضو و كان الهدف إنهم بيهجموا على مجرمين و هما بينفذوا الجريمة
- يوم الأربع بقى كان فى برنامج "اخترنا لك" و كان بيجى فيه مسلسل أجنبى اسمه “ the X files” ، طبعاً الجيل الجديد ممكن يفتكر إنها اختصار ex ، لكن طبعاً احنا مش جيل مايع كده ، دا كان مسلسل تشويقى بيجيب جرايم من ابشع ما يكون و يحاولوا يحلوا لغزها و فيه مناظر جرايم بشعة
- و لما اتفرجنا على مسلسل أجنبى حاجة فانتازى بقى و سوپر هيروز كان " هرقليز و زينا" ال كان من ضمن أبطاله ناس عبارة عن نص جسم إنسان و نص جسم حصان و كنا متعايشين عادى مع الوضع ده و منبهرين بيهم جداً
- و الكارتون ال كنا بنتابعه كان مجموعة سلاحف و المُعلم بتاعهم فار و اشترينا الفكرة عادى جداً
- المسلسلات العربى بقى ال كنا بنتابعها كانت أرابيسك و "لن أعيش فى جلباب أبى "و "إمرأة من زمن الحب "و "الشهد و الدموع " و " المال و البنون" و " الرقص على سلالم متحركة" ال هى كلها حاجات عميقة جداً محتاجة حد معاه ماسترز عشان يفهم عمق الفكرة مش طفل لسة مخلص ابتدائية أو فى اعدادى
- و يوم ما حبوا يروقوا علينا عملوا السهرة الدرامية الأشهر على الإطلاق " جواز على ورق سوليفان" ال خوفت جيل كامل من الارتباط و من أهل العريس
- غير إن كان فى جرنال كامل اسمه أخبار الحوادث كان بيعمل wrapping up لكل الحوادث ال بتحصل حواليك
- و ظهر برضو موضوع عبدة الشيطان ال كان بيخلى الواحد مش بيعرف ينام
- و من الأغانى ال كانت مكسرة الدنيا أغنية ل enrique iglesias ال كان بيقول فيها “would u die for the one u love “ و بعدها back street boys قالولك “ show me the meaning of being lonely” , فا بقيت تحب و تضحى بأقصى حاجة و بعدها تفضل lonely برضو عادى
أكيد كان فى شوية حاجات لطيفة على جنب برضو زى فقرة السيرك و بؤلظ و الكلبة لاسى و فولا بالومبيلا ال طلعنا كنا بنسمعها غلط أصلاً
و مواقف و طرائف و سينما الاطفال و عروستى
و مدام صفاء أبو السعود بتاعة بصوا و شوفوا حاجاتى فى السر
و مدام سهير شلبى فى تاكسى السهرة كان عليها واحدة تاكسى ڤيرى سِكسى الصراحة😂😂
بس تعمل إيه الحاجات دى وسط التشوهات التانية دى كلها😂
الموضوع مش بس على قد حاجات الأمهات و الأبهات مقدروش يعملوها عادى كا بشر معندهمش الكمال أو ماكنش عندهم الوعى الكافى، لا حضرتك دا فى طفل هنا استحمل حاجات فوق مستوى استيعاب أى طفل 😅 بس الغريب إننا كنا متعايشين عادى مع ال بنتفرج عليه و مش بنشتكى ال هو قمة السلام النفسى و الأريحية مع اللا منطق ما شاء الله
أصل ده بيكون حاجة من عند ربنا.. حاجة رباني كدة.. زى الوحى.. الوحى اللي بيقولوا بييجي للشعراء وللفنانين.. حاجة يابني تقوم بارقة قدامك.. تنورلك دنيا مانتاش شايفها..
لكن -لامؤاخذة- لو مالحقتهاش.. هترجع دماغك تضلم تاني❤️
"بحبه !!! أنا اللي كان يطرفله عين كان يوجع قلبي، اللي كان يدوسله على ضل كان يخنقني، تكشيرته كانت تخليني طول الليل أتقلب على شوك، و ضحكته كانت تخليني أعيط من الفرحه."
تعرف صلاح السعدني أكثر إذا جلست بالقرب منه تشرب الشاي وتسمع حكاياته الجميلة بطريقة كلامه البسيطة التي يخلط فيها العامية المصرية بالفصحي ويأخذك إلي ألف ليلة وليلة من حواديت العظماء .
وسوف تتأكد حينها أن عظيما يتحدث عن عظماء بحب وغرام وفخر ، أولهم مؤكد أستاذه المغرد منفردا محمود السعدني ، الفيلسوف الساخر ، وليس أخرهم نجيب محفوظ ويوسف إدريس وزكي نجيب محمود وإبراهيم نافع وعادل إمام وسعيد صالح ، إلي أسماء لا يمكن حصرها في كتاب كبير عن رموز مصر التي عرفها وقابلها وأحبها وفُتن بها وفُتنت به .
صلاح السعدني سيرة حياة لا تُكرر ، هو خلاصة الخلاصة لمصر الجميلة التي تشم منها دكاكين العطارين في الجمالية ودقدقة النحاسين في حواريها القديمة ، هو قطعة الأرابيسك الأصلية التي صُنع منها مآذن ومشربيات ومرايات قهوة الفيشاوي .
عرفت الأستاذ صلاح السعدني في بداية التسعينيات ، وعرفته أهم مثقف حُر وحقيقي ، يجلس وينام ويصحو علي كنبته الاثيرة في بيته الصغير في وسط البلد ، محاطا بعشرات الكتب وعشرات الأصدقاء الذين يعرف قيمتهم ويعرفون قامته . لسانه السهل لا يدعي مالم يعرف ولا يحكي مالا يحب ، وقد تعلمت منه وعشت زمنا لم أعشه ، وهو مغرم بالتاريخ والناس والطعام والنوم والسهر والحب والحياة ، لم تكسره سنوات الفقر ولم تفقده الأمل سنوات الصعلكة والمعيشة بدون عمل ثمنا دفعه لاسم السعدني ، متزنا حكيما ، يقتحمك يفكر معك ويفكر لك ، غايته أن يعيش بسيطا دون صراعات نجومية زائفة وزائلة ، هو يمثل وفقط ، يمثل مايحب ، وهو أعجب ممثل يمكن أن تراه أمام الكاميرا أو فوق خشبة المسرح ، لا خائف ولا متوتر ولا حالم ، هو يمثل في اللحظة التي ينطق فيها المخرج أكشن أو يرفع فيها الستار عن الجمهور ، كأنه في حلم خاص به أو رحلة مبهجة مع أعز أصحابه .
دُرة أعماله مؤكد هو حسن أرابيسك ، وأشهرها العمدة سليمان غانم ، وأحبها إلي قلبه دوره مع المخرج عاطف الطيب في فيلم ملف في الآداب ، وحضوره الطاغي في فيلم الرصاصة لا تزال في جيبي .
مر وقت طويل دون أن أجلس إلي عم صلاح السعدني ، إنني أفتقد حكاياته وطيبة قلبه وجلساته التي لا تنسي ، فنان الشعب الذي ذاب حبا في بلده دون مقابل .
أسعدت وعلمت وأمتعت أجيالا ياعم صلاح .. كل سنة وأنت طيب وحاضر .
لما حسن أرابيسك طلع لرولا علشان يزعقلها إنها نازلة من عربية بتاعت زميلها اللي بيوصلها آخر الليل، وزعق وإنذار وكلام وهي مش سكتت نزلت فيه دشمله قدام أختها عدولة ودي كانت أول مرة يسمع كلام من ست أو راجل حتى فيه إهانة كده ووشه إتغير وحس إن مقامه وكرامته راحت ومش عارف يرد بسبب سوء فهم من الطرفين، عدولة حسمت الموقف وقالت بااااس أخرسي "مش حسن النعماني اللي يتقاله كده" وقفت عند الجملة دي وتعبيرات وش عدولة وحسن، واتبعت حسن عملنا كذا وكذا وكذا وعددت حاجات كتير وقتها. هو رد قال خلاص يا عدولة مش وقت كلام. نقطتين فكرت فيهم سوا، حلو لما نختلف نحترم بعض ونحفظ المقام لصاحبه دي خصلة نلاقيها في ناس جميلة فعلا. نتعلم مننساش مهما كان الخلاف أخلاق الفرسان. تاني حاجة أن أي حد بيساعد حد ولأنه بشر في الأخر لازم تنقح عليه الوصاية والتملك. وأنا صاحب الفضل، والله لو كان ملاك من السما حتى أنا كتير بمسك نفسي بعملها مع أولادي وأفرمل بسرعة لأتحط في الزون ده. نتعلم الإكتفاء فكل حاجة حتى في المشاعر ويا زين اللي يعملها بدون ما يقابل رد.