أقوى الناس قلبا؛ هم أصحاب الذكر؛ هم أصحاب الورد اليومي، فمن أذكار الصباح إلى أذكار المساء، ومن لفظ التوكل إلى لفظ الشكر، ومن لفظ الاستعاذة إلى لفظ الإنابة، فالقلب مشغول بربه والتوكل عليه والإنابة له فهو عندئذ في حفظ الرحمن، ولو قدّر له سوءاً لكان في رحمة وهداية وسكينة تنزل عليه.!!
فحين اختارك الله لطريق هدايته ليس لأنك مميز أو لطاعةٍ منك ، بل هي رحمة منه شملتك ، قد ينزعها منك في أي لحظة
لذلك لا تغتر بعملك ولا بعبادتك ولا تنظر باستصغار لمن ضلّ عن سبيله فلولا رحمة الله بك لكنت مكانه
أعيدوا قراءة هذه الآية بتأنٍّ
﴿ ولوﻵ أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ﴾
إياك أن تظن أن الثبات على الإستقامة أحد إنجازاتك الشخصية .. تأمل قوله تعالى لسيد البشر.. ولولا أن ثبتناك" فكيف بك !!؟.
نحنُ مخطئون عندما نتجاهل أذكارنا، نعتقد أنها شيء غير مهم وننسى بأن الله يحفظنا بها، وربما تقلب الأقدار..
يقول ابن القيم: حاجة العبد للمعوذات أشدُ من حاجته للطعام والشراب واللباس..! داوموا على اذكاركم لتُدركوا معنى: احفظ الله يحفظك.. تحصنوا كل صباح ومساء ؛ فالدنيا مخيفة .. وفي جوفها مفاجأت .. والله هو الحافظ لعباده .. طوقوا أنفسكم بالحافظ العليم .
يا من إسمه دواء .. وذكره شفاء .. وطاعته غنى .. إرحم من رأس ماله الرجاء .. يا سابغ النعم .. يادافع النقم .. يانور المستوحشين في الظلم .. إغفر لنا ولوالدينا .. ولأحبتنا كل ذنب اقترفناه .. واجعل يومنا هذا وسائر أيامنا مشمولة بعفوك وعافيتك ورحمتك يا أرحم الراحمين.. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.