لا تستحق هذه الحياة كل المشاحنات و البغضاء و الحسد والكره هونوا على أنفسكم وعيشوا بسلام كلها أيام ونمضي وكل يوم نعيشه ينقص من أعمارنا ولن يبقى في النهاية إلا أعمالنا ..❤♡
إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه. فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض
🤲 جعلنا الله وإياكم من عباده المقبولين في الدنيا والآخرة 🤲
نعم .. هو الحبّ يجلو بصائرنا وأبصارنا، وإذا بنا مرآة صافية تعكس المحبوب صافياً . وإذا المحبوب أكثر من عظم ولحم ودم ، وأكثر من بشر يعقل وينطق ويأكل ويشرب ويشتهي أشياء ويهرب من أشياء .
وإذا به فتنة وروعة وجلال وطعام وشراب لا تستقيم لنا بدونها حياة . فهو الكيان المتمم لكياننا ،هو الحياة في حياتنا ، والرجاء في رجائنا ، والإيمان في إيماننا
به نكتمل ونخلص ..وبدونه نبقى ناقصين ونهلك ، به نحيا وبدونه نموت ، به الوجود حلاوة وهناءة ،وبدونه حسك وحنظل .
إلّا أنّ الحبّ لا يدوم . فما إن يشرق حتى يغرب . وما إن يحلّ في القلب حتى يرتحل . فيمضي وكأنّه الطيف في المنام . وتأتي اليقظة فلا يبقى من الحبّ غير الذكرى .
وإذا المحبوب عظم ولحم ودم تتحكّم فيها الشهوات البشرية بعديد أصنافها . فآناً تسوقها شرقاً وآونة غرباً . وإذا نحن نبصر في المحبوب أكثر من نقص واحد وأكثر من سيئة واحدة . ففي مشيته وفي حديثه وفي هندامه وفي كلّ حركة من حركاته أشياء يمجّها ذوقنا وتنفر منها أذننا وتمتعض عيننا وينكمش قلبنا . وهو إلى ذلك يكثر من شكواه منّا . فكلانا يشكو صاحبه . أترانا يوم أبصرناه خالياً من النقص ما أبصرنا غير وهم ؟ أم ترى العين التي أبصرنا بها ونحن في ذروة الحبّ كانت رمداء وعمياء فما أبصرناه على حقيقته ؟
وبعبارة أخرى ، أيّ العينين أحرى بالتصديق : عينٌ تحصّنَ الحبّ في إنسانها وأجفانها فما تبصر غير الجمال ؟ أم عينٌ هجر الحبّ إنسانها وأجفانها فلا تبصر غير الشناعة ؟ أو أنها لا تلمح الجمال حتى تلمح بجانبه الشناعة ؟ فقاموسها أوله (( لولا )) وآخره (( يا ليت )) .
إنّ جوابي لا يحتمل الشكّ ولا التأويل . فالناس ، في عقيدتي ، عميان . إلّا متى أحبّوا حبّاً لا شرك فيه ولا التواء فهم إذ ذاك مبصرون . أمّا أنّ حبهم لا يقيم العمر ، ولا يتألّق حتى يخبو فالذنب في ذلك ذنبهم . والحبّ منه براء . ذلك لأن الحبّ سيّد مطلق لا يطيق فوق سيادته سيادة . فهو يقود ولا يقاد ، ويسوق ولا يساق ، ويأمر ولا يأتمر . ولأنّه سيّد الزمان والمكان تراه إذا احتلّ قلباً ولو لحظة أو لحظات قصيرات جعله أفسح من الأرض والسماء ، وأعتق من الأزل ، وأفتى من الأبد . هو الطريق والدليل . وهو الغاية والواسطة والبداية والنهاية .
إلّا أنّ الناس أطفال عابثون . فما يكاد واحدهم يحسّ دبيب الحبّ في دمه حتى يروح يعبث بالحبّ . فحيناً يسخّره لشهوات لحمه ودمه . وحيناً يحاول حبسه في أقفاص غاياته الأرضيّة والزمنيّة . فهو يريده سلاحاً للثأر أو وسيلة إلى الجاه والسلطان ، أو متعة لساعات القيلولة من التنكيل بالمخلوقات . ثمّ يعجب للحبّ كيف تبخّر ومن أين أفلت وطار ، ويخيل إليه أنّ ما كان لم يكن . وأنّ حلاوة سماويّة تذوّقها ما كانت غير حلاوة يتذوّقها حالم في حلمه . وأنّ الحياة حقيقة قاسية نهايتها الخيبة لا الحظوة .
ويا ليت الذين يندبون حبّهم الظاعن وخيبتهم المقيمة يفتشون قلوبهم وأفكارهم ويغربلون نياتهم وأعمالهم . إذن لأدركوا أنّ الحبّ ما ارتحل عنهم إلّا لأنّهم ما أحسنوا فهمه والامتثال له .
ولعلّ أوّل ما ينبغي أن نفهمه عن الحبّ هو أنّه قوّة شاملة لا تقبل الحصر والتجزئة . فالحبّ حبّ كامل إذا هو تناول جسد الكون الكامل . فما انحصر في جزء دون جزء أو صفة دون صفة . وإذ ذاك فهو الحبّ الذي تزول السماء والأرض ولا يزول . والكون كالحب ، وحدة لا تتجزّأ . فمن أحبه بكامله كان حبّه كاملاً وكان مبصراً أبداً . ومن أحبّ بعضه دون بعض أو أحبّ ذرّة منه وأبغض ذرّات ، كان حبّه مبصراً على قدر ما يحبّ وأعمى على قدر ما يبغض . ذاك لأنّ الحبّ نور والبغض ظلمة . ونحن لو كان لنا أن نبصر كلّ ما في الكون على نور الحبّ لما أبصرنا فيه غير الجمال . ولكننا ما نزال قاصرين عن بلوغ الحبّ الكامل لأنّنا ندين مع الحبّ بدين البغضاء والكراهية، وعين البغض والكراهية عمياء .
. لا تطلبِ مودَّة الناس بإظهار الغنى وَتَزويقِ الكلام، والمداهنة بترك الحِسبة وتحليل الحرام، بل اطلُبها بمحبَّة الله لك بإيمانك وعملك الصالح.
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أى: إن الذين أمنوا بالله تعالى حق الإيمان، وعملوا الأعمال الصالحات
سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا في دنياهم وفي آخرتهم.
وُدًّا: أى سيجعل لهم محبة ومودة في القلوب، لإيمانهم وعملهم الصالح، يقال: ود فلان فلانا، إذا أحبه وأخلص له المودة.
روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: يا جبريل إنى أحب فلانا فأحبه. قال: فيحبه جبريل. ثم ينادى في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه. قال: فيحبه أهل السماء. ثم يوضع له القبول في الأرض، وإن الله إذا أبغض عبدا دعا جبريل فقال: يا جبريل إنى أبغض فلانا فأبغضه. قال: فيبغضه جبريل ثم ينادى في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه. قال: فيبغضه أهل السماء، ثم توضع له البغضاء في الأرض .
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ، أى: إن الذين أمنوا بالله- تعالى- حق الإيمان، وعملوا الأعمال الصالحا،
سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ في دنياهم وفي آخرتهم
وُدًّا أى: سيجعل لهم محبة ومودة في القلوب، لإيمانهم وعملهم الصالح، يقال: ود فلان فلانا، إذا أحبه وأخلص له المودة. روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن الله- تعالى- إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: يا جبريل إنى أحب فلانا فأحبه. قال: فيحبه جبريل. ثم ينادى في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه. قال: فيحبه أهل السماء. ثم يوضع له القبول في الأرض، وإن الله إذا أبغض عبدا دعا جبريل فقال: يا جبريل إنى أبغض فلانا فأبغضه. قال: فيبغضه جبريل ثم ينادى في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه. قال: فيبغضه أهل السماء، ثم توضع له البغضاء في الأرض» .
قال احد الشعراء
👁️👁️👁️👁️👁️👁️
إن العيون لتبدي في نواظرها
ما في القلوب من البغضاء والإحن
العين تبدي الذي في قلب صاحبها
من الشناءة أو حب إذا كانا
إن البغيض له عين يصـــدقها
لا يستطيع لما في القلب كتمانا
فالعين تنطق والأفواه صـــامتة
حتى ترى من صميم القلب تبيانا
إن العيون ليست وسيلة فقط لرؤية الخارج بل هي وسيلة بليغة للتعبير عما في الداخل أي ما في النفوس والقلوب ونقله للخارج
فهناك النظرات القلقة المضطربة وغيرها المستغيثة المهزومة المستسلمة ، وأخرى حاقدة ثائرة ، وأخرى ساخرة ، وأخرى مصممة ، وأخرى سارحة لا مبالية ، وأخرى مستفهمة وأخرى محبة ، وهكذا تتعدد النظرات المعبرة وقد سمى القرآن بعض النظرات خائنة الأعين
والإنسان في تعامله مع لغة العيون يتعامل معها كوسيلة تعبير عما في نفسه للآخرين ، وكذا يتعامل معها كوسيلة لفهم ما في نفوس الآخرين