قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - مُتحدِّثًا عن فتنة التتار -:
فينبغي للعقلاء أن يَعتبروا بسُنة الله، وأيامه في عباده، ودأب الأمَم وعاداتهم، لا سيَّما في مثل هذه الحادثة العظيمة، التي طبق الخافِقَين خبرُها، واستطار في جميع ديار الإسلام شررُها، وأطلَع فيها النفاقُ ناصيةَ رأسِه، وكشَّر فيها الكفرُ عن أنيابِه وأضراسِه، وكاد فيه عمودُ الكِتاب، أن يُجتَث ويُخترم، وحبل الإيمان أن ينقطعَ ويُصطَلم، وعُقر دار المؤمنين ��ن يَحِلَّ بها البوار، وأن يزول هذا الدين باستيلاء الفجَرة التتار ..!
وظنَّ المنافقون والذين في قلوبهم مرضٌ؛ أن ما وعدَهم اللهُ ورسولُه إلا غُرورًا، وأن لن ينقلب حزبُ الله ورسولِه إلى أهليهم أبدًا، وزُين ذلك في قلوبهم، وظنوا ظنَّ السوء وكانوا قومًا بُورًا !
ونزلت فتنةٌ تركَت الحليمَ فيها حيرانَ، وأنزلت الرجلَ الصاحيَ منزلة السكران، وتركَت الرجلَ اللبيب لكثرةالوسواس؛ ليس بالنائم ولا اليقظان، وتناكَرت فيها قلوبُ المعارف والإخوان، حتى بقي للرجل بنفسه شغلٌ؛ عن أن يغيث اللهفان !
وميَّز الله فيها أهلَ البصائر والإيقان، من الذين في قلوبهم مرضٌ أو نفاقٌ وضعفُ إيمان، ورفع بها أقوامًا إلى الدرجات العالية، كما خفض بها أقوامًا إلى المنازل الهاوية، وكفَّر بها عن آخرين أعمالَهم الخاطئة !
وحدَث من أنواع البلوى ما جعلها قيامةً مُختصرة من القيامة الكبرى .. فإن الناس تفرقوا فيها ما بين شقيٍّ وسعيد، كما يتفرقون كذلك في اليوم الموعود، وفرَّ الرجلُ فيها من أخيه وأمّه وأبيه؛ إذ كان لكل امرئٍ منهم شأنٌ يغنيه ... ولم تنفع المنفعةُ الخالصة من الشكوى؛ إلا الإيمان والعمل الصالح والبرّ والتقوى !
وبُليت فيها السرائر، وظهرَت الخبايا التي كانت تُكنُّها الضمائر، وتبيَّن أن البَهرج من الأقوال والأعمال؛ يخون صاحبَه أحوجَ ما كان إليه في المآل، وذمَّ سادتَه وكبراءَه؛ من أطاعَهم فأضلُّوه السَّبيلا، كما حمِد ربَّه مَن صدَق في إيمانه؛ فاتخذ مع الرسول سبيلًا !
وبان صدقُ ما جاءت به الآثارُ النبوية من الإخبار بما يكون، وواطأتها قلوبُ الذين هم في هذه الأمة مُحدَّثون، كما تواطأت عليه المُبشِّرات، التي أُريها المؤمنون، وتبيَّن فيها الطائفةُ المنصورة الظاهرة على الدين، الذين لا يَضرهم مَن خالفهم ولا مَن خذلهم، إلى يوم القيامة، حيث تحزَّبت الناسُ ثلاثة أحزاب:
حزبٌ مجتهدٌ في نصر الدّين، وآخر خاذلٌ له، وآخر خارجٌ عن شريعة الإسلام ..
وانقسم الناس ما بين؛ مأجورٍ ومَعذور، وآخر قد غرَّه بالله الغَرور !
وكان هذا الامتحانُ؛ تمييزًا من الله وتقسيمًا، " ليَجزي اللهُ الصادقين بصِدقِهم ويُعذَب المنافقين إن شاءَ أو يتوبَ عليهم إنَّ اللهَ كان غفورًا رحيمًا "...!
فكان من حكمة الله ورحمته بالمؤمنين؛ أن ابتلاهم بما ابتلاهم به؛ ليُمحِّص اللهُ الذين آمنوا، ويُنيبوا إلى ربِّهم، وليظهر مِن عدوهم ما ظهر منه مِن البغي والمَكر والنَّكث، والخروج عن شرائع الإسلام، فيقوم بهم ما يَستوجبون به النصر، وبعدوِهم ما يستوجبُ به الانتقام
لماذا صار حاله في العالم كله هكذا وأصبح موقعه في جملة الحياة "مفعول به" كل الأفعال ولا أمل له أن يكون فاعلا يوما ما. فيما يبدو أنه أدمن ذلك بلا رجعة وحتى لو مات كل الفاعلون سيخترع من مخيلته آخرين يفعلون به الافاعيل.
3 girls get murdered and white people, men specifically, instantly foam at the mouth at the possibility that the murderer could be muslim and run with that lie. mosques get attacked, muslims get attacked, the reception to any coverage of this online makes me want to vomit i am so fucking tired dude