🔹يؤلمني جدًّا منظر أم تجاوزت الأربعين أو الخمسين أو الستين وهي تعكف على خدمة ابنتها العشرينية موفورة الصحة أو خدمة أبناء أبنائها الصغار (أحفادها) .
🔹يؤلمني جدًّا أن أرى أباً تجاوز الأربعين أو الخمسين أو الستين يحمل ما يحمل من آلام المفاصل والظهر يخدم ابنه الشاب العشريني و الثلاثيني الذي لا يفتأ يزمجر و يطالب بحقوقه و هو من يجب أن يقوم بشراء متطلبات البيت بدلاً عنهم !
‼️ إن العقوق ليس صراخاً أو شتماً أو رفع صوت على الأم أو الأب، بل له صور أخرى صامتة قد تكون أكثر وجعاً من صور العقوق الصريحة!
💌 من البر بأمهاتنا أن لا نستغل عاطفتهن و غريزة الأمومة لديهن في خدمتنا وخدمة أطفالنا !
💌 من البر بأمهاتنا أن لا نخبرهن بكل صغيرة وكبيرة تكدر قلوبهن .
💌 لنسعدهم كما أسعدونا ونحن صغار!
💌 لنريحهم كما خدمونا وتحملونا في طفولتنا المزعجة ومراهقتنا الثائرة!
💌 الأم الستينية اليوم في مرحلة تُخدَم فيها و لا تَخدِم !
💌 إن الأب الستيني أو السبعيني اليوم في مرحلة قطف الثمار، لا زرع البذور وسقايتها!
عندما استمعت الى تصريحات نيتنياهو حول ما جرى في معبر الكرامة ، تعمق لدي الإحساس بطبيعة عقدة التفوق الكامنة في العقل الصهيوني من ناحية ، والعمى التام عن مراعاة مصالح غيرهم ، فتصريحات هذا الفاشي المقيت
بأنه " محاط بقتلة من محور الشر الايراني" تكشف الوهن في الرؤية الاستراتيجية لما يجري في المنطقة، ويكفي التوقف عند المؤشرات التالية:
أولا: هل سأل نيتنياهو نفسه كم مرة احترمت دولته سيادة واحترام حقوق دول المنطقة؟
ولن استعرض الخريطة كلها بل ساتوقف عند الاردن تحديدا ومدى المساس بحقوقه من قبل اسرائيل:
أ- هل احترمت الحكومة الاسرائيلية
شروط الوصاية الهاشمية على الاقصى؟
كم مرة اشارت الحكومة الاردنية الى الانتهاكات في هذا المجال؟
ثم لماذا يصر وزراء نيتنياهو على التصريحات الاستفزازية الخاصة ببناء هيكل مكان الاقصى،
فكيف للاردن ان يتقبل الخروج على نص اتفاقية الوصاية بل على الغاء اسرائيل للموضوع من أساسه...فهل اعتقال خطيب المسجد الاقصى او منعه من دخول المسجد يشير الى احترام لاتفاقية الوصاية؟
ب- هل يُحصي لنا النيتن ياهو
كم مرة وردت عبارة السيطرة الاسرائيلية على الأغوار الاردنية؟
فلماذا تتخذ الحكومة الاسرائيلية قراراتها تجاه الاردن بشكل أحادي كما لو ان ليس هناك داعٍ حتى لمناقشة الموضوع مع الطرف الآخر؟
ت- لماذا غابت الضفة الغربية تماما عن الخريطة التي شرح عليها نيتنياهو قبل ايام موقفه من معبر رفح؟
فللاردن
مصالح بل وممتلكات لمواطنيها في هذه المنطقة التي ابتعلها نيتنياهو
في خريطته ، بل وبعض من مستوطناته تقوم على اراض لمواطنين اردنيين.
ث- هل تكرار التصريحات من كبار المسؤولين الإسرائيليين حول موضوع "ان الاردن هي دولة الفلسطينيين" يعبر عن احترام ام استهتار بالسيادة الاردنية؟
ج- هل سِجل الانتهاكات الاسرائيلية تجاه الاردن منذ اتفاقية 1994 يشير الى احترام سيادة الاردن سواء ما كان منها من محاولات اغتيال على اراضيه او قتل بعض مواطنيه أو حتى بعض المقالات في صحف دولته حول الاردن ومستقبله بل وأحيانا سرقة حقوقه المائية بل ومخاطر مفاعلاتها النووية في ديمونا (التي لا تبعد سوى 15 كيلومتر عن الحدود الاردنية) على الصحة والموارد الجوفية المائية الاردنية؟
ح- توالت التصريحات الاردنية الداعية لوقف القتال في غزة ، لكن نيتنياهو يزيد الجبهة اشتعالا كلما طرح الاردن مثل هذه المواقف او أيد مشروعات دولية في هذا الاتجاه، بل ان الاردن اعتبر بعض التصرفات والتصريحات الاسرائيلية بمثابة نذير باعلان حرب على الاردن.
ثانيا: هل الشهيد ماهر الجازي
هو ضمن "محور الشر الايراني"؟
لماذا يهرب نيتنياهو من مواجهة الحقائق ويسرع لاستنتاجات خطيرة حتى قبل ان يعرف ما جرى بدقة وبالتفاصيل ؟
فكما هي العادة لن استغرب لو قال نيتنياهو ان القائم بالعملية هو من معادي السامية .
ان الربط الآلي والمباشر بين أية رد فعل من المجتمع الاردني على سياسات استعمارية اسرائيلية من ناحية وبين ايران او سوريا او حتى فنزويلا من ناحية ثانية هو دليل على قناعة مستقرة في عقل نيتنياهو بأن " العرب لا يصلحون إلا كمقاولين " للمشاريع الدولية، وهي نفس النظرة لمصر عندما يقوم عسكري مصري بما قام به الشهيد ماهر الجازي..
.فهل كان الجيش الاردني في معركة الكرامة عام 1968 يعمل لمصلحة ايران التي كان نظامها حين ذاك هو الاقرب عالميا لاسرائيل؟
فالادبيات الاسرائيلية منذ البداية لا ترى في السياسات العربية من الدول او التنظيمات او الافراد إلا " أدوات لغير العرب"، ولعل بعض السياسات العربية عززت هذه الرؤية لدى القيادات الصهيونية، لكنها لا تصلح لتفسير كل موقف عربي ومن اية جهة كانت.
ثالثا: اعتقد ان منبع غضب نيتنياهو " بوصفه يوم العملية بأنه "يوم صعب" ليس الخسارة البشرية على اهميتها، بل هو دليل على الضيق الى حد الاختناق من أن من قام بالعملية هو مواطن اردني ومن صلب عشائرها، وهو مؤشر على أن المراهنة على بناء جدار مبني على "الرواسب العابرة" في ثنائية أردني فلسطيني فشلت بوضوح، ولو اطلع نيتنياهو على استطلاعات الرأي المختلفة لأدرك أن ما هو عابر لا تبنى عليه استراتيجيات بعيدة المدى، فهل ايران هي من حرك أهل الطفيلة او معان او اربد او الزرقاء او غيرها من المدن الاردنية لتقديم كل ما في حدود طاقاتهم لأهلهم في غزة؟
وهل يعلم نيتنياهو ان هذا النسيج يقوم على زواج مختلط لعشرات آلاف الاسر التي تحمل جينات الفريقين..
ان غضب نيتنياهو هو نتيجة لهوية القائم بالعملية لا نتيجة فقط لمن ارداهم قتلى.
خلاصة الامر:
اسرائيل لديها مشكلة (فلسطين) ، لكن اسرائيل لا تمتلك اي حل لهذه المشكلة ، فنيتنياهو وغيره من قادة اسرائيل لا تريد حل الدولتين ولا الدولة الواحدة ولا قادرة على التهجير ولا على تذويب الشخصية الفلسطينية ..فماذا تنتظر؟
فالجزاء سيتكرر على يد تلاميذ الجازي المرة تلو المرة...ربما.
لِتعرف الإنسان اُنظر كيف يؤدي واجباته المُشتملة بالضرورة على حقوق غيره، وما تقتضيه مسؤولية خياراته وعهوده، تحديداً مع الأضعف، والجاهل بحقوقه، وعند غياب الرقيب، وكذلك مع خصومه، فإذا كان يؤديها بنفس حرصه على حقوقه؛ فاعلم أنه خيّر، والزلل فيه استثناء.
إنسان النصف هو الإنسان الشديد الإلحاح بطلب حقوقه ، ولكنه لا يقوم بالحد الأدنى من واجباته أو من ثقافة المتاح المتوفرة بين يديه ، يذهب للمدرسة ليمضي الساعات فقط وهمه الأكبر الحصول على تلخيص أستاذه أو المادة المطلوبة للإمتحان دون أن يكون هدفه التعلم ، يذهب للعمل ويقضي ساعاته بأي طريقة المهم بالنهاية أن ينقضي الوقت ويعود لحياته ويحصل على معاشه ، لا يدرس كطالب ولا يعمل كموظف ولا يبدع في معمل ولا يبتكر في متجر ولا ينجز في مشروع ، هو باستمرار إنسان النصف ، يطالب بحقوقه ولا يقوم بواجباته ..
أوقات الواحد بيخجل من المطالبة بحقوقه، من كتر كل الحقوق المنهوبة منه أو الحقوق الي ميعرفش انها حقوقه من الأساس أو الحقوق الي اتلوت حتى أصبحت نعم نشكرهم عليها.
لم أنشأ على المطالبة بمشاعري، كأنها ليست من حقها الوجود والإفصاح عن نفسها، ليس من حقي أن أغضب لأن هذا سيفسد الصورة اللطيفة التي نحاول أن نركبها من الصغر، وليس من حقي الحزن لأنه مفسد للمتعة والبال لمن حولى وليس من حقي أن أفرح لأن الفرحة من الممكن أن تخطف كأمثلة كثيرة مماثلة تنتظر فرحتي لتقذف أمامي فأستعيذ منها، لا يسعني الرفض القاطع بلا حاجة لإيضاح السبب لأنني مهزوزة كفاية لأفعل ذلك.
في مرحلة ما، بين ال٢٢ من عمري وال ٢٦ الذي سأتمهم في يوليو القادم، انكسر عقد ما بداخلي، كان يخاف حتى الموت من أن يوجد، ويتم الاعتراف به ككيان برأي صارم يجب الاستماع إليه.
متى بدأ إدراكي للأشياء، احيانا أشعر أن المرة الأولى التي تفتحت فيها عيني ليست في وقت ما في طفولتي التي لا أتذكر ��عظمها، وليست لحظة بعينها بل سلسلة من اللحظات التي يلمع إدراكها في عقلي لأول وهلة، وهذا الإدراك بحد ذاته يحز في نفسي أنني قضيت عقدا من عمري رؤيتي قاصرة، قاصرة لدرجة معيبة.
“Strive today in implementing Tawheed , since there is nothing that will deliver you to Allah except Tawheed . Also, be eager in fulfilling its rights, since there is nothing that can save you from the fire except Tawheed.”
إخواني اجتهدوا اليوم في تحقيق التوحيد، فإنَّه لا يوصل إِلَى الله سواه، واحرصوا عَلَى القيام بحقوقه، فإنَّه لا ينجي من عذاب الله إلا إياه.
ارغب في الحديث إلى بعض الغرباء ، الجميع حولي مُحبَطون و مشتتون ، لا احد يعطيك جواب اكيد ، الكل يُخبر أن تُفسح مجال اكبر للتجربه ، لكن لا أحد يعرف الجواب ، لا أحد.
احادث صديقي في بلاد الجيرمان ، يخبرني أن العشب ليس بهذا الخضار في الجهه المقابله ، وأخبره أننا لم يعد لدينا عُشب من الأساس ، نقتات الاحلام وآمال نعلم أنها زائفه ، إلى أن تحين نهاية ما ، ونتماهى مع الاحداث ، إلى أن ينسى المرء منا نفسه احيان كثيره ، في محاولات فاشله للانشغال عن الواقع.
اجلس ، لا اعرف تحديدا ماذا اريد ، ارغب احيانا اجازة من كل شيء ، لكن هذا الأمر لم يعد ممكنا ، مضى الوقت الذي يجلس فيه المرء مختليا بنفسه ، وصارت تحيط به المسئوليات من كل الجهات ،حتى وقت الراحه ، هنالك من يطالبك فيه بحقوقه ، أو حتى تجهز نفسك ليوم جديد.
هناك نفور عام ، من كل شيء ، كل الوجهات ، ترغب في الجلوس والاكتفاء بيومك ، لكن هذا ليس بأفضل خيار.
أنا قررت أن الإنسان مبقاش حمل الفرهدة والمناهدة وشدة الأعصاب ومحاولة التشبث بحقوقه ليل ونهار عشان ما يتفرمش، وإن من حق كل إنسان أنه يتدلع بقى، ويتصالح ذاتيا مع أنه كحيان ومش هيصلح الكون يعني، والنوم شيء لذيذ، وأن لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، مش هنكفر يعني، وهقتبس إحدى أمنيات صاحبتى اللي نفسها تتستت، وأنها لما هتتخطب هترفع شعار زوجي قرة عيني وطريقي إلى الجنة، ودي أمنيات لطيفة يعني، على الرغم من امتعاضي من حوريات الجنة بتوع زوجي قرة عيني ده، بس خلاص الإنسان فرهد خلاص، وغالبا يعني دي هتبقى وقود المرحلة الجاية،
لا يوجد أشنع من -الاستهجان- كوسيلة للضبط الأخلاقي، وهو عامل مدمر يفتك بالشخص. و"الضبط" بذاته قاسٍ خصوصًا حين يأتي من المنظومة الاجتماعية كاملة. لذا لا أفهم حين يقرر إنسان مواجهة التيار لغرس قيمة أخلاقية جديدة، أوالمطالبة بحقوقه وحقوق الآخرين. نرى الوحشية الجمعية، ونعلم أن القطيع حين يعادي يصير قذرًا ويتخلى عن النزاهة.
حين تعيش الرفاهية وتعلم أن الآخرين لا يمتلكون امتيازاتك، وتنزل مع الذين يتمنون سقوطك محاولًا تعليمهم وفي آن ذلك تشطب ويصادر حق دفاعك، تتفرسك الوحشية ليقتاتون أخلاقياتك، مبادئك ويصبحون أبطالًا. عن فرخندة، هيباتيا وآخرين. كيف يفعل عاقل ذلك؟ أن تترك امتيازاتك لآخر لا يود إلا القضاء عليك؟ أليست هذه النبوة! أن تخرج عن الطبيعة الإنسانية؟
في عصر النهضة ظهرت أميرة وجلبت معها من الشرق "الشوكة" وطالبت بأن تكون من أشكال تحضير الطعام، استهجن فعلها وتم السخرية عليها ونفيت حتى ماتت مكتئبة! أود أن أفهم الصلابة القيمية التي ينشأ عليها ويرفض بالمطلق أن تغير ويمارس شروره على الآخر الذي يمتلك فكرة مختلفة! كأن الأساس من الأفكار أن لا تبدل، أن نحصن تراثنا البدائي لئلا يطرأ عليه صورة جديدة.
يؤلمني جدا منظر أم تجاوزت الأربعين او الخمسين او الستين وهي تعكف على خدمة ابنتها العشرينية موفورة الصحة او خدمة أبناء ابنائها الصغار (أحفادها)
يؤلمني جدا أن أرى أباً تجاوز الأربعين او الخمسين او الستين يحمل ما يحمل من آلام المفاصل والظهر يخدم ابنه الشاب العشريني و الثلاثيني الذي لا يفتأ يزمجر و يطالب بحقوقه و هو من يجب ان يقوم بشراء متطلبات البيت بدلا عنهم !
إن العقوق ليس صراخاً أو شتماً أو رفع صوت على الأم أو الأب، بل له صور أخرى صامتة قد تكون أكثر وجعاً من صور العقوق الصريحة!
من البر بأمهاتنا أن لا نستغل عاطفتهن و غريزة الأمومة لديهن في خدمتنا وخدمة أطفالنا !
من البر بأمهاتنا أن لا نخبرهن بكل صغيرة وكبيرة تكدر خواطرها…
لأن تلك الصغائر ما هي إلا هموم تتراكم في قلوب الأمهات المحبات مسببة لهن من القلق و الألم النفسي و الجسدي ما لا يمكن أن يتصوره الشباب و الشابات!
إن نفس الأم و كذلك الأب عند كبرهم يصبحوا نفساً رقيقة ، تجرحها كلمة .
وأشد ما يؤلمهم هو رؤية أحد الأبناء في مشاكل و تعب… هناك مشاكل يمكننا حلها بأنفسنا .
هناك ثرثرة و شكوى فارغة نستطيع أن نبقيها لأنفسنا أو لأصدقائنا …
بِراً بأمهاتنا وآباءنا!
لنسعدهم كما أسعدونا ونحن صغار!
لنريحهما كما خدمونا وتحملونا في طفولتنا المزعجة ومراهقتنا الثائرة!
لنساعدهما على استيعاب جمال التضحيات التي قدموها من أجلنا!
لنكن ناضجين في تعاملنا مع والدينا…ناضجين ومسؤولين في السعي وراء طموحاتنا!
الأم الستينية اليوم في مرحلة تُخدَم فيها و لا تَخدِم !
إن الأب الستيني أو السبعيني اليوم في مرحلة قطف الثمار،
إحنا محتاجين في حياتنا "طرف مضمون" سواء كان: صديق، حبيب، قريب. المُهم الأيام ما تغيّروش، شخص يكون فاهم دوره في العِلاقة وعارف واجباته ومُكتفي بحقوقه، حد كدا لما نبُص في عينه نشوف نفسنا فيها، شخص يكون "حنيّن، مُريح، سند"، ويهوّن علينا أيامنا ويبقى المُتنفّس الوحيد لينا في دُنيا كاتمة على أنفاسنا، إحنا لا عايزين ملايين ولا تفرق معانا رفاهيات الحياة دي كُلها، إحنا بس محتاجين نرتاح ونحس بأمان، محتاجين نلاقي إيد بتطبطب علينا لما نزعل، وبتشدنا لما نُقع، محتاجين نتطمن.. نتطمن وبس
الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وهذا يعم العهد الذي بينهم وبينه والذي بينهم وبين عباده الذي أكده عليهم بالمواثيق الثقيلة والإلزامات، فلا يبالون بتلك المواثيق; بل ينقضونها ويتركون أوامره ويرتكبون نواهيه; وينقضون العهود التي بينهم وبين الخلق.
وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ، وهذا يدخل فيه أشياء كثيرة، فإن الله أمرنا أن نصل ما بيننا وبينه بالإيمان به والقيام بعبوديته، وما بيننا وبين رسوله بالإيمان به ومحبته وتعزيره والقيام بحقوقه، وما بيننا وبين الوالدين والأقارب والأصحاب; وسائر الخلق بالقيام بتلك الحقوق التي أمر الله أن نصلها. فأما المؤمنون فوصلوا ما أمر الله به أن يوصل من هذه الحقوق، وقاموا بها أتم القيام، وأما الفاسقون، فقطعوها، ونبذوها وراء ظهورهم; معتاضين عنها بالفسق والقطيعة; والعمل بالمعاصي; وهو: الإفساد في الأرض. فـ
أُولَئِكَ أي: من هذه صفته
هُمُ الْخَاسِرُونَ في الدنيا والآخرة، فحصر الخسارة فيهم; لأن خسرانهم عام في كل أحوالهم; ليس لهم نوع من الربح؛ لأن كل عمل صالح شرطه الإيمان; فمن لا إيمان له لا عمل له; وهذا الخسار هو خسار الكفر، وأما الخسار الذي قد يكون كفرا; وقد يكون معصية; وقد يكون تفريطا في ترك مستحب، المذكور في قوله تعالى: إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ فهذا عام لكل مخلوق; إلا من اتصف بالإيمان والعمل الصالح; والتواصي بالحق; والتواصي بالصبر; وحقيقة فوات الخير; الذي [كان] العبد بصدد تحصيله وهو تحت إمكانه.
يؤلمني جدا منظر أم تجاوزت الستين وهي تعكف على خدمة ابنتها العشرينية موفورة الصحة و العافية
••••
يؤلمني جدا أن أرى أباً تجاوز الستين يحمل ما يحمل من آلام المفاصل و الظهر يخدم ابنه الشاب الثلاثيني الذي لا يفتأ يزمجر و يطالب بحقوقه وبتوفير ما يريحه عندما يدخل إلى منزله
••••
لا أدري كيف يفكر هؤلاء وبماذا يشعرون و هم يستغلون آباءهم وأمهاتهم بهذا الشكل المؤلم
••••
إن العقوق ليس فقط صراخا أو شتما أو رفع صوت على الأم أو الأب ، بل له صورا أخرى صامتة قد تكون أكثر إيلاما من صور العقوق الصريحة!
••••
من البر بأمهاتنا أن لا نستغل عاطفتهن و غريزة الأمومة لديهن في خدمتنا!
من البر بأمهاتنا أن لا نخبرهن بكل صغيرة وكبيرة تكدر خواطرنا… لأن تلك الصغائر ما هي إلا هموم تتراكم في قلوب الأمهات المحبات مسببة لهن من القلق و الألم النفسي و الجسدي ما لا يمكن أن يتصوره الشباب و الشابات!
••••
إن نفس الأم و كذلك الأب عند كبرهم تصبح نفساً رقيقة في غاية الحساسية ، تجرحها كلمة و تؤلمها لفتة… وأشد ما يؤلمها هو رؤية أحد الأبناء في مشاكل و تعب… هناك مشاكل يمكننا حلها بأنفسنا… هناك ثرثرة و شكوى فارغة نستطيع أن نبقيها لأنفسنا أو لأصدقائنا …بِراً بأمهاتنا وآبائنا
••••
لنسعدهم كما أسعدونا ونحن صغار !
لنريحهم كما خدمونا وتحملونا في طفولتنا المزعجة ومراهقتنا الثائرة
لنضغط على أنفسنا قليلا من أجلهم كما ضغطوا على أنفسهم كثيرا و حرموا أنفسهم من م��ع عديدة كي لا تربينا خادمة أو لكي لا نبقى وحدنا في البيت
لنساعدهم على استيعاب جمال التضحيات التي قدموها من أجلنا
لنكن ناضجين في تعاملنا مع مشاكلنا…ناضجين و مسؤولين في السعي وراء طموحاتنا
••••
رحم الله أمي… يا أعظم أم عرفتها
رحم الله أبي … يا أرقى رجل عرفته
رزقكم الله بر والديكم لأنكم بدون برهما لا تساوون شيئا وكل انجازاتكم ما هي إلا هباء منثورا