Tumgik
#قادما
a5bar24 · 1 year
Text
رجحت أنه منطاد مراقبة.. بولندا تعلن دخول جسم مجهول لمجالها الجوي قادما من بيلاروسيا
قالت وزارة الدفاع البولندية اليوم السبت على تويتر إن جسما مجهولا دخل المجال الجوي للبلاد من ناحية بيلاروسيا وربما يكون منطاد مراقبة. وقد رصد مركز مراقبة الطيران في البلاد الجسم قبل أن يختفي من شاشات الرادار، قرب مدينة “ريبين”، الواقعة في عمق المناطق الداخلية لبولندا. وبولندا العضو بحلف شمال الأطلسي (ناتو) في حالة تأهب لأي اختراقات لمجالها الجوي مع احتدام الحرب في أوكرانيا المجاورة وبعد وقائع سقوط…
View On WordPress
0 notes
mantowf24 · 2 years
Text
تكريما لوالده ولرؤية جده.. جزائري يصل بلاده قادما من فرنسا سيرا على الأقدام
تكريما لوالده ولرؤية جده.. جزائري يصل بلاده قادما من فرنسا سيرا على الأقدام
🗼تكريما لوالده ولرؤية جده.. جزائري يصل بلاده قادما من فرنسا سيرا على الأقدام #تكريما #لوالده #ولرؤية #جده #جزائري #يصل #بلاده #قادما #من #فرنسا #سيرا #على #الأقدام تكريما لوالده ولرؤية جده.. جزائري يصل بلاده قادما من فرنسا سيرا على الأقدام الشاب مهدي – وسائل إعلام جزائرية أخبار العرب في أوروبا- الجزائر بعد رحلة طويلة وخطيرة فيها الكثير من التعب والإرهاق، وصل الشاب الجزائري “مهدي ديبرا” أخيرا…
Tumblr media
View On WordPress
0 notes
arabssport · 2 years
Text
فابيو أبرو إلى خورفكان قادماً من الباطن السعودي
فابيو أبرو إلى خورفكان قادماً من الباطن السعودي
خورفكان #الامارات #الباطن فابيو أبرو لاعب نادي خورفكان الإماراتي فابيو أبرو لاعب نادي الباطن السعودي الدوري السعودي الدوري …
Tumblr media
View On WordPress
0 notes
hagernady · 2 years
Text
‫كن على يقين أن لك مع طول دعائك وتأخير إجابتك خيرا قادما لا محالة.‬
‫لا أقول في الآخرة مؤجلا، بل وفي الدنيا معجلا (سأريكم آياتي فلا تستعجِلون).‬
56 notes · View notes
osamanor · 7 months
Text
*‏ نتنياهو يرفض لمس الميكروفون بعد ان لمسه احد الاماراتيين خلال استقباله وفدا قادما من دبى. عنصرية متأصلة لا يفهمها العرب وهو ان الاسرائيلي عنصرى وينظر للعرب على انهم كائنات متخلفة قذرة!. ..........
18 notes · View notes
hiiiiiba · 2 months
Note
احذري من سردية السعودية اللتي دائما تلقي اللوم على ايران ، لولا ايران لكانت اسرائيل حققت حلمها بانشاء اسرائيل الكبرى منذ سنين ، كل الدول على حدودها منبطحة تماما لها باستثناء لبنان وسوريا وذلك سبب العداء عليهما ، اغتيال هنية كان قادما لا محالة فور طرده من قطر وكان سيتم بغض النظر عن اي دولة يتواجد فيها بسبب رفضه بنود الهدنة
سؤال مهم ، لماذا لم تحتضن السعودية ولا اي دولة من دول الخليج او تركيا اللتي اشبعتنا بكلامها هنية عند خروجه من قطر ؟ لانهم يعلمون تماما انه كان مستهدفا ولم يريدو اخذ اللوم بينما ايران في حالة حرب غير مباشرة الان مع الكيان ولا يهمها اغتيالات اخرى ولعلمك الرئيس الايراني نفسه تم اغتياله وسط ايران هل هذا يعني انه خان نفسه ؟
شئنا ام ابينا رغم الاختلاف العقائدي لولا ايران واذرعها لانتهت القضية الفلسطينية منذ عقود واحذري من اصحاب اللحى اللذين يختبئون حلف مصطلح السنة لتبرير موقف السعودية اتجاه ايران ، النتائج تقول انهم الوحيدين بالمنطقة اللذين يدعمون المقاومة و كفى
أولا أشكرك لأنك شرحت رأيك السياسي بطريقة مؤدبة و محترمة، طبعا رأيك يحترم و منظورك السياسي مفهوم
لكن بالنسبة لي ، و هذا مجرد رأي ، ايران ليست بكل هذه البراءة. ايران هي من دفعت حماس لمهاجمة لي متتسماش يوم 7 اكتوبر ، اعطتهم السلاح و رجعت للوراء و لعبت دور المتفرج. جيد أنها ساعدت المقاومة، لكن لماذا لم تتدخل مباشرة، علما أن ايران و أنا و أنت و أي واحد سيقرأ هذا الجواب متأكد أن أسلحة إسرائيل لا مثيل لها من ناحية التطور و الدقة ،هل رأيت صاروخ واحد خرج من ايران لإسرائيل في هذ الفترة، متوجه لقلب اسرائيل ؟ هل ترى حال الفلسطينيين الان ؟ جوع و مرض و موت كل يوم؟ هل هذا هو ما سعت له ايران فعليا؟
قد تكون إسرائيل و ايران مختلفين حضاريا، دينيا، لغويا، لكن بينهم قاسم مشترك و هو كره العرب و أهل السنة.
كانت عندي صديقة سورية هنا ف تمبلر ، و قالت لي أنو دخول ايران سبب من أسباب دمار سوريا و تسمى بسرطان الشرق الاوسط لأنها أينما دخلت، جاءت بالحرب و الدمار. و هذا صحيح و الدليل هو دعمها الكامل لزعزعة الاستقرار السياسي في المغرب.
كمغربية، ايران هي ثاني اكبر داعم لجبهة البوليساريو ، تزودهم بالسلاح لقتل المغاربة و توسع في أرضنا. قد تكون ايران بالنسبة لك دولة بريئة ، لكن بالنسبة لي هي دولة تسعى لخراب الدول الاخرى و خصوصا بلادي.
خلاصة القول البريئ الوحيد في كل ما حصل هي غزة و شهداء.
و طبعا رأيك يحترم ، هذا مجرد نقاش سياسي، أرجو أن لا تغضب.
6 notes · View notes
romanticpapers · 8 months
Text
لم آتي لكي اصطاد بالمياه العكرة -كما يقولون- ولا بالمياه الصافية. ثم أنني اساسا لا اعرف فن الصيد وإنما اذهب إلى شاطيء البحر لأطعم السمك. حتى أن السمك كلما لمحني قادما من بعيد اقترب نحو الشاطيء أكثر وهو يهتف قائلا: " الراجل اللي بيأكلنا أهو .. الراجل الطيب جه!"
Tumblr media
7 notes · View notes
crazysharkparadise · 2 years
Text
‏أراهُ قادما كــ فارس ورقّي:
‏يمتطي حُزمةَ أشعار ، ويهديني الكلآم ..!
Tumblr media
39 notes · View notes
maarrrwa · 2 years
Text
كل أمانينا أن نكون في مأمن.. أن ننام دون أرق.. أن نكتب دون خوف..
أن نسير في الطرقات غير مبالين بخبر جديد نخشى حدوثه..
كل أمانينا أن نحب من يستحق ويحبنا هو أكثر، وننسى من خذلنا أكثر ..
وألا تبرد الأشياء الصادقة، ولا تغيب..
كل أمانينا أن نفرح كالأطفال، ونتألم دون أن ننكسر.. ونسعى دون أن نكل..
كل أمانينا أن نمتلأ بأنفسنا، ونغتني بها، فيحكي صنيعنا عنّا بلا تجمل للناس أو تصنع ..
كل أمانينا أن تأتي الأيام القادمة بما ليس أسوأ..
وأن نرى ثغرة في الجدار نرقب منها يوما قادما أفضل.
أن يمن الله علينا بهدنة مع النفس .. لنستقبل الحياة بحربها وسلامها، بخيرها وشرها على بصيرة..وسكينة..
🤎 🤍
49 notes · View notes
marmarika-world · 2 years
Text
هناك دائماً راحلا لم نتوقعه وهناك دائماً قادما لم ننتظره
منقول
25 notes · View notes
alpostagy · 1 year
Text
ما كان كعب بن مالك لينساها لطلحة يوم أن ذهب إلي المسجد متهللا بعد أن نزلت توبته فلم يقم إليه أحد من المهاجرين إلا طلحة قام فاحتضنه وآواه بعد غياب واقتسم معه فرحته .
وما كان عثمان بن عفان لينساها لرسول الله يوم تخلف عثمان عن بيعة الرضوان فيضع النبي يده الأخري قائلا : وهذه يد عثمان
وما كان أبو ذر لينساها لرسول الله يوم تأخر عن الجيش فلما حط القوم رحالهم ورأوا شبحا قادما من بعيد أحسن النبي الظن بأبي ذر أنه لن يتخلف فتمني لو كان الشبح له وظل يقول : كن أبا ذر فكان .
ما كانت عائشة لتنساها للمرأة التي دخلت عليها في حديث الإفك وظلت تبكي معها..
إنما الرفاق للرفاق أوطان ، يغفرون الزلات ويقيلون العثرات ، يوسعونهم ضما ويغدقون عليهم الحنان ، يحلون محلهم إذا تغيبوا ، ويحسنون بهم الظنون ، والبر لا يبلي ، والنفوس تحب الإحسان والله من قبل يحب المحسنين
منقوووووول
14 notes · View notes
iihtimalat-kitaba · 2 years
Note
( ط )
لقد وضع الحمقى يوما للحب، ووضعوا له شرطا ليكون ضمن اتكيت المحبين الحمقى وربما انصرف الذهن للوهلة الاولى إلى وردة لتكون على رأس شعارات وهدايا ذلك اليوم، أو قلبا تُختار له الألوان الزاهية ليكون رمزا للمحبة بين العشاق، ولكن ان يكون دُبًا فهذا لم يخطر على البال، وكأنه يريد أن يخبرك بدبه هذا أنه أفاقَ من سباته للتو ليعود بعد سنة من الغفلة والتفريط ليذكرك انه يحبك كثيرًا، وهذا حال الدببة يا عزيزتي فهم في سباتٍ دائم، خذيه واعلمي بأنه سيعود لسباته بعد انقضاء هذا اليوم، ولا تحزني فدبكِ لا يخلف وعده، وسيأتيكِ قادما بعد عام.
ايرضيكِ هذا يا حواء؟ مضحكة حكاية الدب هذه كمزحة نيسان، فأعيادي بكِ عميقة وبلا قعر، ترافقني على مدار الساعة، في حلي ومرتحلي، في نومي ويقظتي، وعلى سجادة صلاتي ودعائي وبين أسطرِ تلاوتي، فالعيد انتِ يا ملء يومي.
أيها المجهول أنا مثلك لا أعرف البتة علاقة الدب بالحب وأيضاً لا أعرف حتى علاقة الورد بالحب ولا اعرف حتى حقيقية الأعياد
العالم أخذته هذه التوليفة المتكررة حتى تكون لعام قادم محض ذكريات فقط لا توجد فيه كل براهين الٱستمرار او الديمومة التي ترافق حتى لحظات النوم .
لكن يامجهول بكل حال لن اطلق عليهم حمقى كون أرى هذا المعنى فيه لغة جارحة لأنسان حاول ان ينثر حبات السكر لكأس حياته المر
فصار يلاحق أحلام وافكار لا معنى لها ظاهرياً ..
أما عني فحقاً هي لا ترضيني وأنا الكثيرة، لكن يكفيني أن أكون معلقة بوتر من صلاتك او هينمات دعاء يتنفس فوق سجادتك او تتقصد أن تضع أسمي بين التلاوات ليكون محفوظاً مصوناً .
وجميل لو كنت في حلم لك لن تعاتبه اليقظة أو في مدار ساعات لك لن تقوى على قطعها الأميال .
وهذا عزيزي من تكون وكيفما تكون كل عام وأنت أنت بخير وسعادة 💙🌸
21 notes · View notes
rehamwahed · 6 months
Text
كل أمانينا أن نكون في مأمن.. أن ننام دون أرق.. أن نكتب دون خوف..
أن نسير في الطرقات غير مبالين بخبر جديد نخشى حدوثه..
كل أمانينا أن نحب من يستحق ويحبنا هو أكثر، وننسى من خذلنا أكثر ..
وألا تبرد الأشياء الصادقة، ولا تغيب..
كل أمانينا أن نفرح كالأطفال، ونتألم دون أن ننكسر.. ونسعى دون أن نكل..
كل أمانينا أن نمتلأ بأنفسنا، ونغتني بها، فيحكي صنيعنا عنّا بلا تجمل للناس أو تصنع ..
كل أمانينا أن تأتي الأيام القادمة بما ليس أسوأ..
وأن نرى ثغرة في الجدار نرقب منها يوما قادما أفضل.
أن يمن الله علينا بهدنة مع النفس .. لنستقبل الحياة بحربها وسلامها، بخيرها وشرها على بصيرة..وسكينة..
2 notes · View notes
rofidax · 1 year
Text
حلم
رأيته للمرة الأولى في حديقة المدينة. وشى مجلسه تحت الشجرة المنبوذة، حادة الأشواك، نافرة الأغصان، بحديث عهده بها. لا يوجد بيت واحد تقريبا لم ترو فيه قصة الأصدقاء الذين تحلقوا حولها ذات مساء، وتجرأوا على النظر للظلمة التي سكنت ملتقى أغصانها. حلت عليهم لعنتها، فقدوا قدرتهم على التمييز، وأصحى كلامهم هذيانا. لعنها أهلها بالهجر ولعنتهم بالقبح؛ تساقطت أوراقها، وتغلظت جذورها، وأظلمت كقلب طال تعرضه للقسوة. لا أحد يعلم تحديدا ماذا رأى هؤلاء من هولٍ أذهب عقولهم، ولم يهتم أحد حقا بالإجابة؛ في بلدتي الصغيرة تصبح للأساطير سطوة الأديان، وينهزم الفضول أمام الخوف. حتى أنا، متى مررت بها، أحنيت رأسي، في مزيج من الرهبة والاحترام، لقصص الأولين.
كان وديعا مثل حلم، انتظمت أنفاسه انتظام النائمين. حفّه سكون السَّحر، حتى خيل إليّ أن الأرض تستمد منه ثباتها. بين راحتيه استقر كتابٌ ذو غلافٍ أزرق. وبدا، بشعره البني، وقميصه الأبيض، وكتابه الذي بلون السماء، كأنه الصورة المقلوبة للكون.
لم يرفع رأسه عن كتابه مرة واحدة، كما لو أن العالم خارجه قد تلاشى. شعرت أنه امتداد للشجرة التي أسند ظهره إليها. لن أعجب مطلقا إن أخطأ عصفور طريقه وحطّ على كتفه الآن. لم أعلم حينها أن السماء قد سمعتني، وأن تخيل شيء لا يجنبك المفاجأة عند حدوثه. رأيت عصفورا دقيق الحجم، قادما من العدم، ليستقر، بسلامٍ تام، على كتفه الأيسر. لم يحرك ساكنا. كان كمن اعتاد الأمر، وربما لم يلحظه على الإطلاق.
ليس من عادتي التحديق في الغرباء، لكنه لم يكن غريبا، على الأقل ليس بالمعنى المعروف للكلمة. فرؤيته هناك، في ذلك الموضع تحديدا، أثارت في داخلي حنينا أليفًا إلى ذكرى لم أستطع تبينها، لكنها كانت على قدر من الرقة بث بداخلي طمأنينة عذبة، وكان هذا كافيا. ربما لم يخطئ العصفور الطريق في نهاية الأمر. لم أشعر برغبة في الحديث إليه، اكتفيت بإلقاء نظرة، بين الحين والآخر، لأطمئن على المعجزة.
مرّ الوقت سريعا. أخذت الشمس تستعد لتبدأ رحلتها إلى الطرف اخرمن العالم. واستعددت، أنا الأخرى، لرحلتي إلى الطرف الآخر من المدينة. الطريق طويل، والليل شرّ رفيقٍ فيه. ألقيت نظرة مودعة على الغريب وعصفوره وشجرته، رأيت فروعها تهتز اهتزازات خفيفة متناغمة، لم أعلم إن كان هذا فعل أثر النسيم أم صديقها الجديد. ابتسمت؛ لكل الكائنات حظها في الرفقة إذا، حتى الأشجار.
أدرت ظهري واتجهت صوب البيت
أمطرت السماء طيلة ساعة أو أكثر قليلا. علِقت بعض حبات المطر الأخيرة كالنجوم على شباك غرفتي. أدرت بعض الموسيقى الهادئة وجلست لأدون أحداث اليوم. لطالما كانت هذا فقرتي المفضلة، حيث يستحيل اليوم قطة وديعة تتأهب للنوم بين صفحات مذكراتي. أظل أداعبها بقلمي حتى تستقر أنفاسها وتنام، حينها أطوي أوراقي وأستعد للنوم أنا أيضا
انتهيت من الكتابة، شعرت بأجفاني تتثاقل، وبدأت قبضة المنطق تتراخى شيئا فشيئا من على الواقع؛ ليهرب من خلالها إلى عالم الأحلام، ويتماهى معه تماما حتى تفقد القدرة على التمييز بينهما. لكن ما كاد الخيط بينهما يتصل حتى ضربتني صاعقة الذكرى، لتفصل بينهما مرة أخرى. تذكرت، فجأة، لم لم يكن الغريب غريبا.
هرعت كالمحموم إلى مذكراتي القديمة، أنقب فيها عن أي أثر لتلك الذكرى، حتى وجدتها. زارني الغريب في أحلامي عدة مرات. كتبت عنها بدقة، دائما أراه تحت الشجرة ذاتها، ممسكا بالكتاب ذاته�� وعلى كتفه الأيسر العصفور ذاته. تطابقٌ كاد أن يذهب بعقلي وقلبي دفعة واحدة. دائما أراقبه من بعيد، إلى أن قررت، ذات مرة، الاقتراب. خطوت خطوة واحدة إلى الأراضي المحرمة، طار عصفوره فجأة، ورفع نظره إليّ. التقت العينان وانتهى الحلم، وهجر حديقتي عامين كاملين.
طار النوم كالعصفور. لا.. مستحيل.. لا تهرب الأحلام للواقع بهذه البساطة. جبت الغرفة مرارا في محاولات للهدوء باءت جميعها بالفشل. وددت لو أدرت عجلة الزمن للأمام، فأراه مرة أخرى، وأشهد، بوعيٍ، تحقق المعجزة. لكن لا تسير الأمور أبدا بهذه الطريقة؛ إما تغفل عن الوقت، فيمضي، أو تراقبه، فيتجمّد. يا إلهي! ما أثقل الساعات على قلب ينتظر!
غلبني النوم في النهاية، توجهت للجامعة، كانت نصف محاضراتي قد انقضت بالفعل. حاولت أن أشغل نفسي بصغائر الأمور، لم تنطلِ حيلتي على الوقت، مرّ بطيئا متثاقلا، لكنه مر في النهاية. وصلت الحديقة في نفس الوقت تقريبا، لكنني لم أره. انتظرت إلى أن خيّم الليل، لا أثر له. انقبض قلبي، ربما أفسدت القراءة عقلي كما تنبأ لي كثير من الأصدقاء والأهل. كانت ليلة باردة، هبّت فيها الريح من كل اتجاه، تماما كأفكاري، لكنني، عندما نظرت نظرة أخيرة للشجرة، وجدتها ثابتةً تماما، لم يتحرك أي من فروعها، وكأن افتقاد صديقها الجديد أكسبها ثقلا لا تقدر الريح، مهما اشتدت، على حمله. عدت للبيت بأعين مثقلة بالنعاس، وقلب مشبعٍ بالخيبة.
مرت الأيام في إثر بعضها، عاد كل شيء عاديا، لكن، ليس تماما. كنت أستطيع أن أرى، بوضوح مؤلم، موضع القطعة المفقودة من الأحجية. تلك التي لم أعرف بوجودها قبل أن تأتي به الصدفة إلي. ولم أجد قط أصخب من هذا الغياب. ظللت أنتظره، دون أمل حقيقي في معاودة الظهور. لكنني، بالرغم من كل شيء، أنتظر..
بعد انتهاء امتحانات الفصل الدراسي الأول، مررت بالحديقة، كعادتي، لألتقط أنفاسي بعد شهور متصلة من الجري. عندها، رأيته.
لم يكن هناك وقت للتصديق، خشيت أن يختفي، مرة أخرى، دون إنذار. وجدتني أساق إليه، كالقدر، دون مقاومة حقيقية. لم أعلم ماذا سأخبره، أو كيف أبدأ الحديث في المقام الأول، لكن كل هذا بدا ثانويا مقارنة برغبتي في الوصول. ما إن اقتربت منه حتى طار العصفور، دون أن ينتبه حتى
"صباح الخير"
بداية حمقاء للحديث، بالطبع. انقضى الصباح بالفعل، لم يتبقى سواء آثار عنيدة للنور في سماء الليل، لكنني نجحت أخيرا في لفت
انتباهه، رفع رأسه، ببطء درامي، تجاهي
لم يكن ينظر إلي، كان ينظر من خلالي؛ نظراته ترتحل عبري إلى أراضٍ بعيدة، شديدة البعد، يظن المرء أن العمر لا يكفي ليصل إليها. تسمرت برهة أمام عينيه، لم أرَ قط عينين تتحدثان لغة الحنين بهذه الطلاقة. أعادني صوته إلى العالم. دار الحديث بيننا بسيطا وحانيا، بشكل يثير الريبة، لم يكن غريبا، كان كصديق قديم. استأذنته بالجلوس فأذن لي. سألته عن الشجرة، لم اختارها تحديدا، ومن علمه لغة الطير. أخبرني أنه رحالةً ضل الطريق إلى بيته على حين غفلة منه، وأن قسوة ما لاقاه في الطريق علمته أن يرهف السمع، علّه يتمكن من التقاط همسات الأنس في صخب غربته، فيستعين بها على الرحلة. ولذلك، عندما نادت هذه الشجرة، لبّى. جال بعينيه دقيقة في الأفق، ثم قال، كأنما يحادثه، أن جميع المخلوقات، على مستوى ما، تتحدث اللغة ذاتها. لم أفهم، لكن لم يكن هذا أعجب ما حدث على أية حال. وددت لو استمر في الحديث، لكنه صمت، أغرق في الصمت، وعلى وجهه مسحة من حزنٍ قديم. أدركت أنه هذه إشارتي للرحيل، قمت دون تمهل، حييته، ورحلت. اتجهت صوب البيت وفي قلبي أمنية واحدة، فقط، أن أراه مرة أخرى
 في اليوم التالي كان هناك، المكان ذاته، الكتاب ذاته، العصفور ذاته. اقتربت منه، بهدوء هذه المرة، فطار بعد دقيقة كاملة. وكان هذا انتصارا كافيا بالنسبة إلي. أخبرني الغريب عن أشياء كثيرة، عن الخوف والحزن والسكن. قال لي أن الأرض بيت لمن أراد. سألته، وكيف تريد؟ أخبرني، أنه عليّ تعلّم لغتها.
"وأي لغة تتحدث؟"
"الصمت"-
قالها وصمت بدوره، شعرت أنه يحادثها، وحاولت، أنا، الإنصات.
 توالت لقاءاتنا، في كل مرة يحدثني عن شيء جديد، شيء لا يستطيع العقل تصديقه ولكن يقسم القلب على صدقه. وفي كل مرة، أيضا، يبقى عص��وره لمدة أطول. كنا نتحدث إلى أن تغيب الشمس، وأرحل، متسائلة إلى متى يستمر حظي. لم أسأله لم اختفى، ربما لأنني لم أتذكر أنه فعل في المقام الأول. كنت أختبر، إلى جانبه، في دقائق، معنى الأبد.
لقاؤنا هذه المرة كان مختلفا، لم نتبادل سوى الصمت. شعرت بطمأنينة الحلم، كل شيء في مكانه الصحيح، يبدو أن العصفور شعر بذلك أيضا، فبقي على كتف الغريب طيلة الوقت. تعلمت أنه لا يلزم أن تتحدث لكي تتحدث. ابتسمت، وتركت بصري يجول حرًّا في الحديقة. الغريب بجانبي، لا أثر لمسحة الحزن القديم التي اعتدت رؤيتها بوجهه. في لحظة معينة، رفع رأسه إلى الشجرة الملعونة، ففعلت مثله. تأملت فروعها تعانق السماء، لأول مرة في حياتي. ذُهِلت.  لم أر قبلا شيئا جميلا إلى هذا الحد. نظرت إليه لأخبره، رأيته يبتسم، فعلمت أنه قد سمعني. خيّم الليل واستعددت للرحيل. ألقيت نظرة أخيرة على الغريب، أغلق كتابه، وبقي العصفور على كتفه. وجهه هادئ، كأنه وجد، أخيرا، ضالته.
شيء ما حدثني أنني لن أراه مجددا.
 في البيت، ليلة ممطرة أخرى. أدركت أنني لم أدون حرفا من القصة التي ع��ت فصولها طيلة الفترة الماضية. تنهزم الكلمات أمام الذروة من كل شيء، لكنني سأحاول غدا على أية حال. تأهبت للنوم، وأدركت، أنني لم أسأل الغريب مرة واحدة عن اسمه.
  حلمت به. هو من جاء إليّ هذه المرة ليخبرني القصة كاملة. قال لي أنه وُلِدَ حُلُمًا، لم يعرف غير هذا العالم. لم يعرف الحدود أو المستحيل. تعلم المعاني بشكلها الخام، وظن أن هذا كل شيء، إلى أن رآني، فجأة، في حديقته. ما إن التقت عينانا حتى أدرك أنني لا أنتمي إلى هناك. بدأ يلقي كثيرا من الأسئلة، دون إجابات حقيقية، لعنه فضوله، وقُذِف إلى عالمي. طيلة عامين كاملين يحاول العودة. ضل الطريق إلى بيته فارتضى بالطريق بيتا، لا يملك سوى كتابه وعصفوره. ظن أن الحل يختبئ فيه، قرأه عشرات المرات لكن دون جدوى، إلى أن قابلني، مرة أخرى، في عالمي. أخبرني أن لقاءاتنا حملت له ذكرى غير واضحة الحدود، أخدث تضح لقاءً بعد لقاء، حتى المرة الأخيرة، حينها تذكر، بوضوح كافٍ، كيف يكون الحلم.
قالها، واستيقظت. نسيم بارد داعب وجنتي. انتبهت أن شباكي مفتوحٌ قليلا. وعلى وسادتي استقرت ريشة طرفها بني، ووسطها أبيض، وتنتهي إلى زرقة سماوية، وكأنها، الصورة المقلوبة للكون.
18 notes · View notes
qasim-khalifa · 1 year
Text
#دوستويفسكي_والشحاذون .
في رواية #الفقراء يقول دوستو : انه ليشق على قلب المرء، أن يسمع أحداً يطلب صدقة ثم يكون مضطراً أن يمضي دون أن يعطي شيئاً مكتفياً بأن يقول للسائل " الله يعطيك "
وفي نفس الرواية #يقول_دوستو : لكن هنالك طرق استجداء مألوفة ولحن محفوظ . ذلك هو الاستجداء المستمر المحترف . ففي مثل هذه الحالة لايشعر المرء بألم شديد حين لايعطي المستجدي شيئاً .
في هذه الرواية تطرق دوستويفسكي لشريحة الشحاذون، وقد قسمهم و وصفهم بطريقة مشبعة وبتفاصيل دقيقة، بل إلى ابعد من ذلك، حيث تكلم ايضاً عن طرق الأستجداء وأنواعها والمؤثر منها والمألوفة .
" أنا اَمهم أيها المحسنون ، وأنا أحتضر . أولادي الثلاثة جياع ، ساعدوهم اليوم، فاذا مت تذكرتكم في العالم الاَخر ودعوت لكم ، لأنكم رحمتم اولادي " هذا ما كان مكتوب في الورقة التي كان يحمها ذلك الطفل، الذي ازرق وجهه من البرد والذي يقول عنه السيد #ماكار بطل رواية الفقراء : لقد طعن قلبي أن كنت مضطراً الي رفض تقديم المعونة له .
في مذكراتها تقول #لوبوف_إبنة_دوستويفسكي
لقد عاش أبي في ستاريا في روسيا، في عزلة تامة وكان نادراً مايذهب الى المتنزه أو الكازينو، كان يفضل التنه في الأماكن الخالية من الزحام عند ضفة النهر، كان خط سيره لا يتغير أبدا، وكان يقطع الطريق ناظرا إلى الأرض وقد غرق أفكاره. ولما كان يخرج دائما في نفس الموعد، كان الشحاذون ينتظرونه على الطريق لعلمهم أنه لا يمتنع عن إعطائهم إحسانا . كان أبي وقد انهمك تماما في أفكاره يعطي بصورة آلية من دون أن يلاحظ أنه كان يعطي في كل مرة نفس الأشخاص. وعلى العكس منه، كانت أمي ترى جيدا ألاعيب هؤلاء المتسولين، وكان شرود زوجها يثير شگها أحيانا.
#وتضيف_لوبوف : كانت أمي ما تزال شابة فأحبت أن تشاكسه. وذات مساء خريفي، عندما كان أبي في طريق العودة قادما من نزهته، وضعت أمي على رأسها شالا قديما، وأخذتني من يدي ووقفت في طريقه، وعندماأصبح بحذاها قالت له بصوت حزين: «أيها الشاب الطيب، زوجي مريض ولدي طفلان!» توقف دستويفسكي. نظر إليها وأعطانا إحسانا. احتدم غيظا، عندما انفجرت زوجته ضاحكة بعد أن تناولت منه الإحسان. لامها بمرارة قائلا: «كيف جرؤت على أن تسخري مني ؟ وأمام طفلتك؟»
يقول مكسيم غوركي : " لماذا يعطي الله قليلاً من الناس الكثير ويحرم كثيراً من الناس القليل ؟ إن الله يفعل ذلك ليبلو قلوب الناس ، ويختبر نفوسهم ، من لا يرضَ بنصيبه من الدنيا يمت ولايذق طعم السرور والراحة . " #المشردون
Tumblr media
9 notes · View notes
Text
*منقووووووول*
#الحبيب المصطفى *« ١٠٥ »*🌴🌴
السيرة المحمدية العطرة .. *(( قصةإسلام الصحابى الجليل .. "عمرو بن الجموح" ))*🌴🌴
______________________________________________________________________
أخذ الإسلام ينتشر في {{ المدينة المنورة }} .. وبقي بعض القوم من سادة المدينة ، لم يد��لوا فى الإسلام بعد ، وكانت قد بدأت هجرة الصحابة من مكة إلى المدينة ..
وكان سيد من سادة الأنصار ، إسمه : {{عمرو بن الجموح }} ، وسيأتي له مواقف معنا بالسيرة ، ونعرف منزلة هذا {{ الصحابي الجليل رضي الله عنه }} ..
عمرو بن الجموح ، هو سيد من سادة بني سلمة ، وكان موقعهم بين قباء والمدينة ..
(( قرية قباء أحد أحياء المدينة المنورة ، وتقع جنوبي المدينة المنورة في السعودية .. وقد كانت من قبل قرية مستقلة على طريق القوافل القادمة من مكة إلى المدينة ، ثم امتد العمران إليها فاتصلت ببقية أنحاء المدينة .. تتميز قباء بكثرة المياه الجوفية وخصوبة تربتها ، لذا تكثر فيها مزارع النخيل والعنب والبساتين ، ويقع بها مسجد قباء ، الذي خطه رسول الله عليه الصلاة والسلام عند وصوله إليها قادما من مكة ، وشارك في بنائه .. وهو أول مسجد في الإسلام .. وقد وردت فيه أحاديث كثيرة تبين فضله ، وكان النبي يزوره بين الحين والآخر ويختار يوم السبت لذلك )) ..
عمرو بن الجموح ، أسلم إبنه واسمه : {{ معاذ بن عمرو بن الجموح}} .. وكان ممن حضروا بيعة العقبة الثانية مع الرسول عليه الصلاة والسلام ، وكان له صديق مقرب ، وهو قريب من عمره ، إسمه {{ معاذ بن جبل }} المعروف بين المسلمين ..
[[ وهو المدفون الآن في الأغوار الشمالية ، شمال غرب الأردن ، (مقام معاذ بن جبل وإبنه سليمان) ]] ..
معاذ بن جبل ، ومعاذ بن عمرو شباب صادقين في إيمانهم .. عز عليهما أن يكون سيد القوم {{ عمرو بن الجموح }} ما زال على الشرك ويعبد صنم ..
__________________________________________________________________
قصة إسلام عمرو بن الجموح :
فى هذه الفترة ، نجح سفير رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير رضي الله عنه ، في مهمته في دعوة الناس إلى الإسلام في المدينة المنورة ، قبل وصول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها ، وكان فيمن أسلم حينئذ أبناء عمرو بن الجموح رضي الله عنهم جميعا .. وكذلك أمهم هند بنت عمرو بن حرام ، ولكنهم كانوا يخفون إسلامهم عن أبيهم ، لما يعلمون من شدته وحدته ، وتعلقه بوثنيته وجاهليته ، وصنمه الذى أطلق عليه إسم مناف ، وذلك إلى جانب حرصهم الشديد على إسلامه ورغبتهم في إخراجه من الكفر إلى الإيمان ، وبخاصة بعد ما آمن غالب أشراف المدينة .. ومن جانب آخر فقد كان عمرو في الوقت نفسه يخشى على أولاده الإسلام ، والدخول في الدين الجديد ، فنادى أمهم يوماً قائلاً : إحذري يا هند على أبنائك من هذا الرجل - يعني مصعب بن عمير رضي الله عنه - فقالت : هل لك أن تسمع إلى ولدك معاذ ، قال : أَوَ قد أسلم؟!.. قالت : بل اسمع منه .. فلما دخل معاذ ، قال له : أسمعني بعض مايقول هذا الرجل ، فقرأ عليه إبنه سورة الفاتحة : الحمد لله رب العالمين .... حتى آخرها ، فقال : ما أحسن هذا الكلام وما أجمله ، أَكلُّ كلامه مثل هذا؟.. قالوا : نعم ، فقال : إدعو لي الرجل يعني مصعباً رضي الله عنه ، فقرأ عليه من سورة يوسف ، فلما لمسوا عنده ارتياحاً واستحساناً لما سمع ، دعوه للإسلام ، فقال : لست بفاعل حتى أستشير مناف ، فأنظر ماذا يقول .. [[ سبحان الله!!.. وماذا عسى أن يقول صنم من خشب لا يسمع ولا ينطق ، ولكنها طبائع الوثنية الجاهلية التي أشربوها في قلوبهم ]] .. فقام إلى صنمه ، فلما سأله ما تقول فيما يقول هذا الرجل ، فلم يجبه ولم يرد عليه ، قال : أعلم أنك غضبت غضبا شديدا ، لأن هذا الداعية الجديد ما جاء إلا ليسلبك مكانك ومنزلتك فينا ، ولكني سأتركك لأيام حتى يهدأ غضبك .. عند ذلك أدرك أبناؤه أن الشك بدأ يسري في نفسه ، فعمدوا إلى حيلة ينتزعون بها إيمانه بهذا الصنم إنتزاعاً حكيماً رشيدا ..
_____________________________________________________________________
وها هى القصة كما جاءت عن يونس بن بكير عن إبن اسحاق ، قال : كان عمرو بن الجموح سيداً من سادات بني سلمة ، وشريفاً من أشرافهم وكان قد اتخذ في داره صنماً من خشب يقال له : ((مناف)) ، وكان يعظمه ويطهره ويطيبه ، فلما أسلم فتيان بني سلمة ، وفيهم إبنه معاذ بن عمرو وصديقه معاذ بن جبل ، فكانوا يدخلون بالليل على صنم عمرو فيحملونه فيطرحونه في بعض حفر بني سلمة ، وفيها أقذار الناس منكباً على رأسه ، فإذا أصبح عمرو قال : ويلكم ، من عدا على آلهتنا هذه الليلة؟.. ثم يغدو فيلتمسه ويطلبه ، فإذا وجده غسله وطيبه ، ثم يقول : والله لو أعلم من فعل بك هذا لأخزينَّه ، فإذا كانت الليلة الثانية صنعوا به كما كان في الليلة السابقة .. فلما تكرر ذلك الأمر لعدة ليال جاء بسيفه فعلقه علي صنمه ، ثم قال له : إني والله لا أعلم من صنع بك ذلك ، فإن كان فيك خير ، فامتنع ودافع عن نفسك ، فهذا السيف معك .. فلما أمسى وأثناء نومه ، عدا الفتية (( معاذ بن عمرو ، ومعاذ بن جبل )) على الصنم ، وأخذوا السيف من عنقه ، ثم عمدوا إلى كلب ميت فربطوه وأوثقوه مع الصنم بحبل ، وألقوه في بئر من آبار بني سلمة ، التي تلقى فيها الأقذار والجيف .. فلما أبصر عمرو بن الجموح صنمه (مناف) على هذه الحالة ، أدرك رشده ، فكلمه بعض من أسلم من قومه ، فأسلم وحسن إسلامه ، ولما عرف من الله ما عرف .. أنشد يعيب صنمه ذلك ، ويشكر الله الذي أنقذه من العمى والضلال ، قائلا :
أَربّ يبول الثعلبان برأسه ..
لقد ذلّ من بالت عليه الثعالب
ويقول في أخرى : 
تالله لو كنت إلهاً لم تكــن ..
أنت وكلب وسط بئر في قرن
فالحمد لله العلي ذي المِنَن ..
الواهب الرزاق وديّان الدِّيَن
ومن شعره رضي الله عنه الذي يصف فيه فرحه بدخوله في الإسلام ، ويذكر فيه توبته ونجاته من النيران :
أتوب إلى الله مما مضى ..
وأثني عليه بنعمائهِ
فسبحانه عدد الخاطئين ..
وقطر السماء ومدرارهِ 
هداني وقد كنت في ظلمة ..
حليف مناة وأحجارهِ
______________________________________________________________________
كان عمرو بن الجموح رضي الله عنه قبل إسلامه ، زعيما من زعماء يثرب ، كريماً جواداً ، بل من خيرة أجوادها ، وهذا ما شهد له به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوصفه بأنه سيد بني سلمة ..
روى الشعبي أن نفراً من الأنصار من بني سلمة ، أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : من سيدكم؟.. فقالوا : الجَدُّ بن قيس على بخل فيه (( أى على بخله ، وقد كان بخيلا )) .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
وأي داء أدوى من البخل؟!! .. بل سيدكم الجَعدُ الأبيض عمرو بن الجموح ، وفي ذلك يقول شاعرهم : 
وقال رسول الله والحق قوله ..
لمن قال منا مَن تُسمون سيدا
_______________________________________________________________________
وأراد عمرو بن الجموح أن يخرج للقتال مع النبى فى غزوة بدر ، فأشار عليه النبى بعدم الخروج لعذر عنده (( حيث كان به عرج )) .. عملا بقوله تعالى في سورة الفتح : "ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ومن يتولّ يعذبه عذاباً أليما" صدق الله العظيم ،، ..
فذكر الله تعالى في هذه الآية الكريمة ، الأعذار المقبولة في ترك الجهاد كالعمى والعرج والمرض ، ونلاحظ أن منها ما هو دائم مستمر غالباً كالعمى والعرج ، ومنها ما هو مؤقت طارئ كالمرض ..
وأراد عمرو بن الجموح رضي الله عنه الخروج للقتال ، في معركة أحد ، فمنعه أولاده من الخروج للقتال .. وقال أبناؤه :
إن الله قد عذرك ، ونحن نكفيك [[ لأنه أعرج ، قالوا نحن نسد مكانك ]] ..
إلا أن عمرو بن الجموح هذه المرة ، أبى إلا أن يشهد المعركة مع أبنائه الأربعة .. وذهب إلى رسول الله ، فقال له النبي :
أما أنت فقد عذرك الله ، ولا جهاد عليك .. فألَحٌَ عمرو بن الجموح في الخروج ، وبكي بين يدي رسول الله ..
وقال للنبي صلى الله عليه وسلم :
أرأيت إن قُتلت اليوم .. أأطأ بعرجتي هذه الجنة؟؟..
قال النبى : نعم ..
قال عمرو : فوالذي بعثك بالحق ، لأطأن بها الجنة اليوم إن شاء الله .. فتبسم الرسول الكريم وقال لأبنائه :
لا تمنعوه ، لعل الله يرزقه الشهادة .. ويسرع عمرو إلى سلاحه ، ويمضي به ، ويشاهده المسلمون متحدياً عرجته ..
كان يتعثر حينا ، ويخترق الصعاب حينا آخر ، ومعه صديقه عبدالله بن عمرو بن حرام ، [[ كان صديقا حميما له ، وكان عبدالله زوج أخته ]] .. وكان أبناؤه حوله ، فلما احتدت المعركة ..
صرخ عمرو :
اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك ، ولا تردني إلى أهلي خائبا ..
ويلتفت إلى إبنه جابر قائلا :
يا جابر .. إني أرجو أن أكون أول من يصاب في أحد ، فأوصيك ببنات عبدالله خيراً [[ لأن صديقه المقرٌَب وزوج أخته عبدالله ، كان عنده بنات .. فيوصي إبنه ببنات صديقه ، أى بنات عمته ]] ..
_______________________________________________________________________
وقد وردت أحاديث عن منزلة عمرو بن الجموح بعد استشهاده ، تتحدث عن دخوله الجنة بعرجته ، وفى رواية أخرى بقدمه سليمة .. فعن قتادة بن الحارث بن ربعي الأنصاريّ ـ رضي الله عنه ـ قال : ( أتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : يا رسول الله ، أرأيت إن قاتلتُ في سبيل الله حتى أُقتل ، أأمشي برجلي هذه صحيحة في الجنة؟.. ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : نعم ، فقتلوه يوم أحد ، هو وابن أخيه ومولى لهم ، فمرَّ عليه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : كأني أنظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنّة ) .. رواه أحمد وحسنه الألباني في كتابه أحكام الجنائز ..
وعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قال : ( جاء عمرُو بن الجموح إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم أُحُدٍ فقال : يا رسول الله مَنْ قُتِل اليوم دخل الجنة؟.. ، قال : نعم ، قال : فوالَّذي نفسي بيدِه لا أرجِعُ إلى أهلي حتَّى أدخل الجنة ، فقال له عمر بن الخطاب : يا عمرُو لا تأَلّ (أى لا تحلف) على الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَهلاً يا عمر ، فإنَّ منهم مَن لو أقسَم على اللهِ لَأبَرَّه ، منهم عمرو بن الجموح ، يخوضُ في الجنَّةِ بعَرْجَتِه ) .. رواه ابن حبان ، وفي رو��ية أخرى : ( إن منكم مَنْ لَوْ أَقْسمَ على الله لأَبَرَّه ، منهم عمرو بن الجموح ، ولقد رأيته يطأ في الجنة بِعَرْجَتِهِ ) ..
______________________________________________________________________
أستشهد عمرو وصديقه عبدالله فى القتال ، فنظر الرسول صلى الله عليه وسلم ، في وجه عمرو بن الجموح ، ثم قال :
{{ والذي نفسي بيده لقد رأيت عمرو بن الجموح يطأ في الجنه بعرجته }} ..
ثم التفت لأصحابه وقال :
إجعلوا {{ عب��الله بن عمرو بن حرام ، وعمرو بن الجموح في قبر واحدٍ ، فإنهما كانا في الدنيا متحابَّين متصافِيَين }} ..
ولما وقع سيل أحد ، وانكشفت أجساد شهداء أحد ، وكان جابر إبنه من جملة الحاضرين ..
فوجدوا شهداء أُحد ، ليِّنةً أجسادُهم ، تتثنَّى أطرافُهم ، [[ ليست متيبسة أجسادهم ]] ..
ونظر جابر إلى والده وزوجِ عمَّته ..
يقول جابر : فوالذي بعث محمداً بالحق ، لقد وجدتهما كأنهما نائمان ، ولا تُفارق الابتسامةُ شفاههما .. إغتباطا بلقاء الله ..
عندما نصل للغزوات ، هنالك قصص كثيرة ودروس وعبر سنذكرها ..
ولكن أحببت أن أذكر قصة عمرو بن الجموح للعبرة ..
أرأيتم كيف كانت بداية عمرو بن الجموح ، يعبد صنم من خشب ، حتى أصبح شيخا كبيرا ..
وكيف كانت نهايته عند وفاته؟؟!!.. فإياكم أن تحكموا على أي شخص ، ولو كان على معصية .. فلا نعلم ماذا يختم الله له به حياته ، إرحموا عباد الله جميعا .. وادعو الله لهم بالهداية ،،،
ونعود الآن إلى مكة ، حيث رسول الله صلى الله عليه وسلم هناك ، وهجرة أصحابه ، بعد أن ألقينا نظرة سريعة على حال المسلمين في المدينة المنورة ..
يتبع بإذن الله ..
____________ #الأنوار_المحمدية _______________
___________ صلى الله عليه وسلم ________________
7 notes · View notes