"للزمان عودة أخرىٰ" هو عملها الثاني بمعرض القاهرة الدولي، حوار خاص مع الكاتبة"سلمى أحمد".
حوار: فاطمة حمدي
مِن أبرز كتابتها”حب بالجرام، ديسمبر الموعود، خطة قدر، هوس “الرسالة المنتظرة”..”، حوار خاص مع الكاتبة” سلمى أحمد” الذي سيصدر لها “للزمان عودة أخرىٰ” ضمن إصدارات دار تنوين للنشر والتوزيع.
بدأت الكاتبة مُنذ الصغر حيث كانت خجولة بعض الشيء، تكتب ما تشعر به، لكن فعليًا بعام ٢٠٢٠، وعن هدفها هو الوصول لأهداف مختلفة كُل يوم، ومن أحلامها هو الوصول لأكبر عدد من القراء والإفادة حتىٰ لو…
الشهيد وليد أبو دقة استشهد اليوم ٧/٤/٢٠٢٤ بعض من كتاباته
من يوقف الزمان فهذا دمي الذي ينزف لا الدقائق , و تلك روح رفاقي التي تحلق لا عقارب الساعة
قيل، "لا يقطع النهر مرتين" واللحظة لا تتكرر، والزمان ينساب في علب المكان، والمكان يتآكل فلا تتشابه الأيام والسنين.
لكن نهر السجون،يقطع آلاف المرات ويقطعنا بزمانه ومكانه كسكين مثلوم.
علب السجون، مستنقع للزمان آسنة، فحين يصبح للزمان مستنقع يغدو له رائحة الموت وللموت رائحة الموت ولا شيء غير ذلك."
إن الكف عن الشعور بالصدمة والذهول، إن الكف عن الشعور بأحزان الناس.. أي ناس، وإن تبلد المشاعر أمام مشاهد الفظائع.. أي فظائع، كان بالنسبة لي هاجسًا يوميًا، ومقياسي لمدى صمودي وصلابتي. إنّ الإحساس بالناس وبألم البشرية هو جوهر الحضارة، جوهر الإنسان العقلي هو الإرادة، وجوهره الجسدي هو العمل، وجوهره الروحي هو الإحساس، والإحساس بالناس وبألم البشرية هو جوهر الحضارة البشرية.
وهذا الجوهر بالذات هو المستهدف في حياة السجين على مدار الساعات والأيام والسنين، أنت لست مستهدفًا ككائن سياسي بالدرجة الأولى، وأنت لست مستهدفًا ككائن ديني أو كائن استهلاكي تمنع عنه ملذات الحياة المادية. قد تتبنى أي قناعة سياسية تريد ويمكنك أن تمارس شعائرك الدينية، وقد يتوفر لك الكثير من الاحتياجات الاستهلاكية، لكن يبقى المستهدف بالدرجة الأولى الكائن الإجتماعي والإنسان فيك..
المستهدف هو أي علاقة خارج الذات، أي علاقة يمكن أن تقيمها مع البشر والطبيعة بما فيها حتى علاقتك بالسجان كإنسان.. إنهم يفعلون كل شيء ليدفعونا كي نكرههم.. المستهدف هو الحب وذوقك الجمالي والإنساني.
إن مسيرة النضال هي ذاتها مسيرة المعرفة فهي مسيرة باردة يعتريها الشعور بالوحدة والخوف من المجهول. في حالة السجن كما في حالة الحصار، قمة النضال هو أن تبقى قادرًا على السؤال، وأن تكون مستعدًا حتى للنوم في فراش أسرك.
أعترف الآن وفي عامي العشرين من الأسر بأني ما زلت لا أحسن الكراهية، ولا الخشونة والفجاجة التي قد تفرضها حياة السجن.. أعترف بأني ما زلت إنسانًا ممسكًا على حبه قابضًا عليه كما لو كان الجمر، وسأبقى صامدًا بهذا الحب، سأبقى أحبكم، فالحب هو نصري المتواضع والوحيد على سجاني
مقتطفات من رسائل وليد أبو دقة، أسير منذ العام 1986
وجب المرور بكتابات السجون، لأن معظمنا أسرى سجون تختلف شكلاً عن السجون الاعتيادية. لذا، أي شعور بالخطر عند قراءة أدب السجون، عند إدراك مدى تشابه القيود جوهراً، وإن اختلفت شكلاً، هو شعور شرعيّ.
لم تسعني الليلة الغرفة بأمتارها ، و لا الفضاء برحابته ، ثقل صدر بات ينكل بي في صمت ، يثقل كاهلي المسكين الذي بالكاد لازال قادرا على تحمل هيكلي البائس هذا ..
نوبات هلع هي الأخرى لم تفارق أنفاسي منذ أشهر رغم محاولاتي المتتالية ، عزيزتي، تهذيب نفسي و ترويضها على ان تنعم و لو لمرة بعيش القليل من هذه الحياة كبنات سنها إلا أنني لم استطع ذلك صديقني بتاتا ،
كان الامر اشبه بتعبئة كلتا يداي ماء ، ليجدهما فاه هذا قفرا مع اول محاولة لبلوغهما .. و كيف لي ان ابتلع مابقي من قطرات مسكينة تشبهني لم تستطع بدورها الفلات من بين مضيق اصابعي البائسة هذه ..
لا اعرف ان سمعتي يوما بحالة مرضية تكنى بال*أكروماتوبسيا* و هي ببساطة عدم قدرة المرأ على تحري الألوان ، كل ما يمكن رؤيته هو أبيض أو أسود ، ورغم تبرئتي اكلينيكيا إلا أنني أجزم قطعا أنني لم أرى الحياة يوما بألوانها ، كانت و لازالت جامدة ، غليظة ، سوداء قاتمة لا بياض فيها ..
الكثير من الأشياء لا يمكن تفسيرها قط مهما بلغ العلم مبالغه ،
فإن قلت مثلا أن إسم * ألخندرو * يليق بي أكثر ، ستضحكين ضحكتك الساخرة تلك * ، بيد أن هذه ليست مزحة ، فأكاد أجزم لك مرة أخرة أن بداخلي روح غجرية الأصول.. الخوف من الغد الذي تحمله و من الناس ، التأهب الذي أنا عليه و تفكيري المتواصل في ما مضى لا يمكن أن يكون محض صدفة مارقة .. هو خوف متأصل ترعرت جذوره من المطاحن الدامية التي عاشها الأسلاف ..
و إن قلت أن من أسباب كرهي للعيد تحديدا ، هو تأكدي المتكرر كل عيد من عبثية قانون الزمان الذي بمقتضاه ينص علم النفس على عدم الوحدانية المطلقة للزمان المتعارف عليه ، ففي كل واحد منا زمان آخر معاييره مغايرة تماما لوقتنا الخارجي ، كون الواحد منا يمكن أن يعيش حياة كاملة بسنواتها و بتجارب خارقة مدققة في مدة لاتتجاوز 4 ثواني من الزمان المعتاد الذي أخط فيه هذه الكلمات .. رؤية الناس تكبر و تتقدم في الحياة من سنة إلى أخرى في حين أن ، الأخرق خاصتك ، لازال قابعا في مكانه ، لايدري أين مفره من الحياة ، تجعل من وطئة العيد ثقيلة و حرجة على صدري الضيق هذا .. كون السنة إلى السنة الأخرى في زماننا هذا باتت أسرع من سرعة الضوء ، الشيء الذي يجعل الوقت في داخلي يبدو أبطئ بكثير أمام الساعة و عقاربها ، الشيء نفسه الذي جعل من السرير البارد أكبر أمل لي مؤخرا..
ربما فقدت عقلي كما تخمنين الآن ،
رغم ذلك
رغم ثقل الحياة بوعييها و أعيادها المقيتة المملوءة نفاقًا و رياءا ..
صدقيني إن قلت أنني
لم و لن أفقد يوما حماس و إخلاص كافكا حينما قال لملينا خاصته * لو أَحبَكِ مليون فأنا منهم، وإذا أَحبَكِ واحد فهذا أنا، وإذا لمْ يحبك أحد فاعلمي حينها أنّي مت *
الثالثة فجرًا، قهوة تركية تنتشر رائحتها في أرجاء المنزل
أختار من الأغاني / فـات الميعاد.. للمرأة التي تسيَّدت عرش قلبي، أم كلثــوم 🤎
أستمع بكل أذناي للمقدمة التي تسافر بالعقل بعيدًا، سمير سرور على الساكسفون بعبقرية عازف قادر أن يسرق انتباهك من الوهلة الأولى، الحقيقة هذه المقدمة من أعظم المقدمات في أغاني السيدة، تشعر أن كل عازف يجعل آلته تنطق الكلمات موسيقيًا!
مقدمة متكاملة من جميع النواحي، تلحين موسيقي بارع أسطوري يجعلك تخرس مستمعًا بدهشة.
كلمات قادرة على تصوير ماضي الحب الذي قد انتهى، دُفن في اليأس ولم تستطع كلمة واحدة على انعاشه. انهته قساوة المحبوب و هجره والغدر الذي كان كالسهم مزَّق القلب بلا رأفة. دفعةً واحدة
تتساءل السيدة عن ماذا يُفيد الندم؟ وكيف تُرمم هذه اليد ما قد هُدم؟
السخـرية فـي؛ وعايزنا نرجع زي زمان؟
قول للزمان إرجع يا زماااان ! هه .. يجوز لي سخرية من هالنوع. طيب عارف إيه؟ برضو هات لي قلب لا داب ولا حبّ!
و أسفاه على الحب الذي أصبح رمادًا تلاشى كالدخان في السماء، لا قدرة لليد على تجميعه. و لكن ما نفعُ العتاب؟
ولد الشاعر والأديب اللبناني جورج جرداق في محافظة النبطية في الجنوب الشرقي اللبناني سنة 1931 وانتقل ليعيش في بيروت سنة 1949. اشتُهر هذا الرجل بعد أن ألف الكثير من الكتب، وزادت شهرته أكثر عندما عمل في الإذاعة اللبنانية ومجلة الشبكة وصحيفة الأنوار الشهيرتين في ستينات القرن الماضي. لكن إجابته على سؤال كانت قد وجهته له أم كلثوم هي التي جعلته من المشاهير في الوطن العربي كله وليس في لبنان وحده. أما هذا السؤال الذي رفع من قدر هذا الرجل وجعله من المشاهير العرب فكان من السيدة أم كلثوم عندما التقت به في أحد أيام سنة 1968 في فندق قاصوف بمدينة ضهور الشوير في جبل لبنان حيث كان هذا الفندق ملتقى المشاهير والمطربين العرب في ستينات القرن الماضي
سألته: متى سأغني من كلماتك يا جورج ؟فأجابها على الفور قائلاً لها : هذه ليلتي وحلم حياتي يا سيدتي أن تغني من كلماتي ،
فقالت له أم كلثوم :
بس يا جورج هذه الكلمات التي قلتها ستكون مطلعاً للقصيدة التي سأنتظرها منك قريباً جداً. وبدأ جورج في كتابة هذه القصيدة على الفور، وبعد أن انتهى من كتابتها وقدمها للسيدة أم كلثوم أعجبت بها وعرضتها على الملحن الكبير محمد عبد الوهاب لتلحينها. ما أن قرأها عبدالوهاب حتى أعجب بها ويقال أنه بكى عندما قام بتلحينها من شدة تأثره بها ..
فهذه القصيدة هي الوحيدة التي تمكنت من كسر قاعدة ذهبية للسيدة أم كلثوم فالسيدة أم كلثوم كانت ترفض أن تغني للخمريات حتى أنها كانت قد استبعدت الكثير من أبيات الشعر التي وردت في رباعيات الخيام. لكن ولع محمد عبد الوهاب وحماسته لهذه القصيدة جعلها تُليّن من موقفها و عن هذه القاعدة التي كانت قد وضعتها لنفسها.
كانت تحفة“ هذه ليلتي” ما نتج عن التوليفة الإبداعية بين تأليف جورج جرداق وألحان محمد عبدالوهاب وغناء السيدة العظيمة أم كلثوم.
( وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان .. أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها، فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتنامًا للزمان والمكان، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة، وعليه يدل عمل غيرهم ).