Tumgik
#ما تجود به الحياة
ma095 · 1 year
Text
إلى متى تحسب البلاء شيئًا عابرًا في حياتك!
متى تنقضي دهشتُك من دارٍ لم يكتمك الله فيها سرًّا!
مِن المحسوس، أم مِن المعقول، أم مِن الخبر؛ اعتقدت ذلك!
ما حقُّ عاقلٍ عضَّته هذه الدنيا عضَّتين؛ إلا أن يبيت بها خبيرًا.
كيف لم يزدك صريحُ قبحها إلا حُسنَ ظنٍّ بها؛ غيرَ أن تكون مجنونًا!
إن أنكد الناس في الدنيا عَيشًا؛ أولئك الذين يتوهمون البلاء فيها أمرًا محتمَلًا.
الحقَّ أصْدَعُك به (من الشرع والقدر) في كلمتين: إنما الحياة البلاء، أنت هنا لتُبتلى.
هل أتاك أن شهوةً عارضةً لامرأةٍ أمْكَثَتْ نبيًّا ابنَ أنبياءَ في السجن بِضْعَ سنين! أم لم يأتك أن نبيًّا ابنَ نبيٍّ ذبحه ملكٌ وأهدى رأسه الشريف فاجرةً لقاءَ رضاها بزواجٍ حرامٍ! صلى الله على رسولَيه يوسف ويحيى وسلم؛ أفإنْ لقيتِ الدنيا أكرمَ العباد على الله بهذا الوجه فظاعةً؛ لقيتك أنت بوجهٍ صَبيحٍ!
إن اليقين الذي لا يعْتَوِرُه شكٌّ أن لأبي هريرة حافظِ سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأعظمِ حظًّا من الجلال في قلبك! وأن لحذيفة بنِ اليمان أمينِ سرِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأكرمِ نصيبًا من الإكبار في نفسك! فهذان الضخمان وعشراتٌ من أصحاب محمدٍ -رضي الله عنهم- كانوا من أهل الصُّفة، وما أدراك ما الصُّفة! الصُّفة: ظُلَّةٌ في آخر مسجد الرسول يأوي إليها أهلُها وقد عدموا الأهل والمال والدار جميعًا، طعامهم وشرابهم وكساؤهم مما تجود به النفوس عليهم، إن الله في عليائه لشهيدٌ ما يصيب قلبي من الوجع الأليم؛ كلما تصورت أبا هريرة وحذيفة وأضرابَهما ينتظرون في صفٍّ من الناس صدقات المؤمنين عليهم؛ أفإنْ جاع هؤلاء في الدنيا وظمئوا؛ ابتغيت فيها أنت شِبعًا ورِيًّا!
لقد كنت أظن قديمًا أنه لا أدَلَّ في القرآن على قِدَمِ شأن ابتلاء الإنسان؛ من هذه الآية: "إِنَّا خَلَقْنَا الْإنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ"، وأقول لنفسي وإخواني كالأستاذ: تأملوا كيف قرن الله بين الإنسان -وهو ماءٌ مهينٌ في رحِم أمه- وبين الابتلاء! حتى بدَّدتْ ظني آيةٌ تقول: إن ابتلاء الإنسان مقرونٌ بخلق الأرض من قبله: "إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا"، ولم يكد عقلي يسكن إلى هذا الميقات حتى فاجأته آيةٌ تقول: إن ابتلاء الإنسان مقرونٌ بخلق الموت والحياة قبل خلق الأرض من قبله: "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا"، لتبْهتني من بعدها آيةٌ تقرن ابتلاء الإنسان بعرش الله ذاته: "وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَآءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا"؛ حتى انقضى كلُّ ما دون اليقين في قلبي بآيةٍ تحكي ابتلاء الإنسان فعلًا ثابتًا من أفعال الله: "إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ".
كأني بك الآن تلعن كل دجالٍ نهش من عمرك ونفسك وعقلك ومالك ما نهش؛ ليقول لك في نفسك وفي الحياة عكسَ ما قال باريها وباريك؛ لكنْ يواسيك أن هؤلاء لم يكذبوا عليك حتى كذبوا على الله.
عن الدنيا؛ يصارحك الله بحقائقها على وجهها، يقول لك: ستفقد من أمانك وسلامك، ويذهب من طعامك وشرابك، وتخسر من عملك ومالك، ويفارقك أشدُّ من أحببت حبًّا إلى آخر الحياة؛ "وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ"؛ هذه هي الدنيا .. لا إبهامَ ولا إيهامَ.
عن الدين؛ يكاشفك الله بحق أمره قبل توقيعك عقدَ العبودية معه، يقول لك: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ"، ويقول لك: "لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوآ أَذًى كَثِيرًا"؛ هذا هو الدين .. لا تلبيسَ ولا تدليسَ.
عن المعركة الوجودية المستعرة بين عبيد الدنيا وأولياء الدين؛ يواجهك الله بواقعها أخبارًا وأسرارًا، يقول لك قبلها: "وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ"، ويقول لك بعدها: "وَلَوْ يَشَآءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ"؛ هذه هي الحرب .. لا مُواراةَ ولا مُداراةَ.
إذا قال ربك في شيءٍ قولًا فهو حَسْبُك من معناه حتى تلقاه، قل: كفى بالله، وأصمَّ أذنيك عما سواه.
لصاحبه
48 notes · View notes
fadeel-zone · 2 months
Text
Tumblr media
"٢٦"
يجوز في بعض الاحيان أن يمر العمر....
دون أن ننتبه إلي المعاني التي اكتسبناها أو فقدناها...
ويجوز ان نخسر جميع اللحظات التي نعيشها ولا يتبقي لنا منا سوي باقيها ولكن لا أريد أن أخرج من هذه الحياة خاسر ولا أتمنى أن تُقبض روحي قبل أن أضيف شيئا لهذا العالم، فكرة أن وجودي هو مجرد زيادة عدد وحمل على الأرض ، وموتي هو مجرد إعطاء مساحة لحياة جديدة ،فكرة تخيفني لا أطمح إلى نشر كتاب يبقى بعد رحيلي ولا إلى تغيير مجريات التاريخ، ولا إلى فعل شيء عظيم يخلدني بنصب تذكاري، يكفيني يا الله أن أضيفَ جمالا لا يهمني نوعه ،أو مقداره مثلما يهمني أن يكون من ذلك الجمال الذي لا يأسر النظر بالضرورة بل يأسر الروح أيضا،الجمال الذي يمر في القلب ولا يتخطاه، الجمال الذي يُشعرُ به كل يوم دون أن يقل بريقه وأنا أعلم أن السعداء لا يمتلكون أفضل الاشيآء في الحيآة بل هم ممتنون بمآ تجود به الحياة عليهم وما يجدونه في طريقهم ويتقبلون كل ذلك بالرضا والقبول كهبةٍ من الله تستحق الشكر ف الحمد لله بجميع محامده كلها ما علمت منها وما لم أعلم، على جميع نعمه كلها ما علمت منها وما لم أعلم الحمدلله عدد كل شيء وملء كل شيء. بالحمد تدوم النعم وتزداد
وايضاً لم أعد اخاف من المستقبل كقبل، علمت وتيقنت تماما بأن ربي عنده كل الخير لي ولمستقبلي ولحياتي، هو ربي أحن من أبي وأمي علي كيف يمكن أن يكتب لي شيئا يضرني أو لا يسعدني، آمنت بأن نصيبي من هذه الدنيا سواء كان شقاء أم سعادة هو كله خير، آمنت ورضيت رضى تام بوجود أمي وأبي وا��واتي وشخص او شخصان بجانبي ولا أريد أكثر، آمنت إيمان تام بأن خير ومعدن من حولنا يظهر فقط عند المواقف الصعبة فقط، عندما نكون وحيدون، وحيدون جدا لدرجة الإتكاء على أنفسنا والبكاء بصمت حتى أننا لا نملك الجرأة على البكاء بصوت عال لأننا كبرنا على ذلك، آمنت وتأكدت بأن الأهل هم الملاذ الوحيد وأن الأخ هو حياة وأن الأخت مهما كانت بعيدة فهي أقرب من كل القريبين، وأن إمتلاك أم هي من أكبر النعم وفقدانها يعني إنغلاق باب من أبواب الجنة، وأن الأب هو داعمي الوحيد، وأن الرجل مهما كان جبارا فهو يملك مشاعر حتى لو بنسبة قليلة حتى لو كان لا يظهرها، آمنت بأن كلمات الشكر والإمتنان تخرج فقط من أفواه كبار العقول، آمنت بأن حياتي تسير بشكل جيد حتى ولو كان هنالك بعض العثرات، ومستقبلي إلى الآن مزهر وبإذنه سيستمر، تيقنت بأن لا يكلف الله نفسا إلا وسعها مهما كان ثمن التكلفة، وآمنت بأن حياتي لن تتوقف على شخص أو شخصان يكرهانني أبدا، آمنت بأن إعتزال الناس هو نصف الراحة، ليس ذلك فقط حتى من يحبني لن يجلب لي شيئا مميزا أبدا، فقوله رضي الله عنه ‏-أما والله إن أبغضتموني لا تضروني وإن أحببتموني لا تنفعوني! وما أنا بالمستوحش لعداوتكم، ولا المستريح إلى مودتكم- هو قانوني الجديد حتى مماتي، أنا مؤمن إيمان تام بأن في نهاية الطريق شخصي هو من سينفعني وأن نفسي فقط من لها الحق بمحاسبتي ولا أحد آخر له الحق في ذلك مهما كان قريبا مني، تيقنت بأنني كنت غبيا لدرجة أنني كنت أبتئس على لحظات يتمنى غيري أن يعيشها ولو لحظة
وأخيراً.. إن خاطري مستريح .. رغم كسورهِ مجبور .. رغم أُمنياته المنسيه صبور .. رغم حُزنه مبتسم .. رغم ضَجره صامت .. رغم غضبة مسامح .. إن الخاطر مستريح .. لأنك تَدعينَ لي يا أُمي .. إن خاطري كل ما أنكسر و كل ما شعر بالحزن و ضجر و غضب و تلاشت أحلامهُ حلم خلف حلم و أنمحت ، إلا أنهُ مطمئن مجبور و فرح و قوي .. فذراعيكي لا تزال تحتضني كأول مرة أحتضنتني بلفافتي البيضاء القطنية و ربتتِ على ضهري .. و قلت لي ذات ليلة لا وجود لذئب مخيف و لا وجود لوحش مرعب لأني بقربك لن يتجرأ أحد على الاقتراب منك .. و كنت تلويحين بيدك و كأنك تبعدين شيء ما و تقولين لي أنظُر لقد ذهبوا المرعبين و ها أنا هنا بجانبك .. إن أحد لا قادر على زعزعة اطمئناني فأنت هنا .. لا تزالين تلوحين بيدك مبعدة كل الوحوش مبعدة كل الخوف .. تُحيطُنِي محبة الله بحبكِ لي .. أستقوي بك فيفشل كل العالم الذي يريد الانتصار عليّ
شكرا لانكم على مر السنوات تهدوني دعواتكم و تهانيكم وامنياتكم و محبتكم.. ادامكم الله لي رغم كل ظروفي و تغيراتي و تقلباتي ❤️
‏اتمنى في يوم ميلادي ال 26 ، أن يحوطني الله دائما بسور لطفه، وأن يسعدني بكرمه الواسع، وأن يضع يده الحنونة دائماً في أموري ..يا الله إني استو��عتك عام مضى من عمري فاغفر لي ما كان فيه واكتب لي الخير وبارك لي في هذا العام واجعله عام أجمل مما مضى واجعله بداية لأجمل الأقدار... وأتمنى أن يزل الله كل هم في قلبي، ويجعله عاماً رائعاً مليء بالراحة والعافية والتوفيق ربي اجعلني في عامي هذا اقرب لك بطاعتي و مغفرتك ولا تحرمني من كل نعمة انعمت عليّ بها شكرا لوجودكم بجانبي يا اصدقاء ❤❤
5 notes · View notes
haroun-dosty · 11 months
Text
الشتاء زمن مضى و بالرغم من قساوة الحياة و المعيشة الصعبة لتلك السنوات الا ان الأجواء كانت لها طعم حلو و مداق جميل حيث اعتدنا على دلك فقد كان للريح و للمطر اصواتا تأتي من الاشجار المحيطة بالكوخ ومن سقفه الدي كان مغطى بالقرمود المحلي او بصفائح الالمنيوم دات الصوت المزعج 😄 ...
زمننا كنا نشعر بالبرد القارس و الامطار الغزيرة التي تجعل من الشعاب و الوديان ممتلئة عن اخرها تجري بغزارة ...
لا يوجد لا كهرباء و لا غاز حيث كانت الشموع و الفوانيس و السراج ( الفنار )
و نار موقد الحطب البديل في دلك الزمن .
فالايام في الغالب عندنا متشابهة ، نعيش على ما تجود به المزارع و الحقول حيث الاكلات الشعبية التقليدية غدائنا و الفلاحة و رعي الغنم احدى مهننا ...
و الكوخ الكبير هو منزلنا و السمر و الحكايا الطويلة عن الغيلان و الاشباح هي جزء من سهراتنا ...
فدلك هو زمننا الدي عشناه مع الأجداد و الجدات ...
زمن لمة العائلة و دفئها ، زمن الشتاء القارس و زمن المطر الغزير و الخير الوفير ، زمن رائحة التراب الرائعة بعد المطر ، زمن ندى الشجر بعد ليلة ممطرة شديدة و للحديث بقية ... 💔
_ هارون .گ
Tumblr media
7 notes · View notes
freedomofthesoul25 · 2 years
Text
Tumblr media
في حياتنا تأتينا فترات نكون فيها محاطين بالعديد من الأشخاص الذين نألفهم ويألفونا، نخرج ونأكل ونتسامر ونتجاذب الحديث معهم، وتكون فترات يملؤها ضجيج الفعاليات.
ثم تأتينا فترات تكون فاترة اجتماعياً بالكاد نرى فيها شخصاً او اثنين، تشعر حينها وكأنك قد سقطت من ذاكرة من تعرفهم، فلا تُدعى لتجمعاتهم ولا لحفلاتهم ولا حتى لاحتساء القهوة معهم بل ولا يتفقدك أحدهم بمكالمة هاتفية!
أعلم أن الانطوائيين غالباً ما يسقطون من الذاكرة - سهواً أو عمداً لا فرق- وحضورهم في الذاكرة يكون مبنياً على القدر القليل من طاقتهم الاجتماعية التي من خلالها يصلون محيطهم. في اللحظات التي تخبو فيها تلك الطاقة خصوصاً اذا ما اجتمعت مع ظروفٍ موجبة للعزلة فحتماً يسقطون من الذاكرة.
شعورٌ مقيت بلا شك، ماذا نفعل في هذه الأيام الفاترة؟
شخصياً أتقبل حقيقة أن هذا الشعور جزء من مرارة الحياة، وبعد التقبل ألوذ بالأدب.
أعيش في مدن مختلفة، وأختبر أزمنة مختلفة، أتسامر مع الكثير من الشخصيات في نصوص الروايات، شخصيات ربما لا تتقاطع طرقاتنا أبداً في الواقع، أحلق بين البلدان وأنتقل بين لغات مختلفة. هذا الثراء الأدبي والخيال الشاسع للبشر مبهر ورائع وكريم، يستقبلني بحفاوة كل مرة أفقد فيها التفاعل البشري الواقعي. قد يتهمني البعض بأنني أهرب من الواقع، في الحقيقة لا أعده هروباً، فهذا النتاج الأدبي هو من صنع البشر أيضاً وعليه فهو تفاعل بشري من نوع آخر وبشكل أقل مباشرة.
الأدب يساعدني على فهم ذوات البشر، وعليه أصبح أكثر تسامحاً وأقل عتباً.
ففي لحظات رتابة العلاقات لا أحبذ العتاب؛ فهو يستثير الغرائز الدفاعية البشرية فيصبح الأمر لا جدوى.
وأيضاً لا أقع في فخ اللوم وشيطنة الآخر - وإن كنتُ بالطبع أسقط الشخص مراتب كثيرة كما أسقطني من ذاكرته- لأن الحياة صعبة ومعقدة بما يكفي.
كما أنني لا أسقطُ في فخ نقد الذات المفرط فأنا أتقبل حقيقة أنني شخص انطوائي لديه اهتمامات مختلفة عن محيطه.
مع عدم إغفال أن الكسل متفشي في حيوات الناس كمرض عضال -على الأقل في المحيط الذي أعيش فيه- لا أحد يفكر بوضع مجهود في علاقته بنفسه فكيف بعلاقته بالآخر. يعيش المرء علاقاته بحسب ما تجود به ظروف حياته، فالمعيار هو التلاقي اليومي بحكم الظروف ( دراسة، عمل، ..الخ)، فإذا انتفت الظروف انتهت العلاقة. وعند التفكير ببعد نظر فلا يجدر بالمرء الحزن على أشخاص كسولين حد هذه البلادة.
4 notes · View notes
mona--el-tahan · 11 months
Text
🤣💪
.الشاذات جنسيا جعلونى الآن .. اشوف مشهد عبيط .. واضح انهن بيغيظونى و محروقين منى جدا جدا جدا 👅👅
هو انا عملت ايه حارق الشاذات و انا نايمة الليلادى ؟؟
المشهد هو 👇👇.
كان اخويا محمد شقيقى .. عند جامعة عين شمس .. و ماشى هو .. و معاه .. ولاد خالو عبدالجيد الى كنت بأحبه قديما .. و قتلته المخابرات المصرية علشان خاطر عيونى .. زيه زى غيره 🤪🤪
و ماشيين مع مين الناس دى ؟
تفتكروا مين ؟؟
مع الخول الى فشلت الشاذات الفاجرة المنحلة اخلاقيا .. تلفت نظرى انه موجو د .. لانى انا ارى إنه ما يساويش فى سوق الرجال
الى هو .. رئيسى المباشر محمد فاروق مقبل 🤪🤪
رد فعلى فى السيناريو .. سلمت على اخويا .. و لم اعير الباقيين انتباها .. وعلى راسهم محمد فاروق
اه نسيت حاجة مهمة .. الشاذات الفاجرة .. جعلت محمد فاروق فى السيناريو .. لابس جلابية .. تشبه الى لابسها اخويا .. تقريبا فيه شاذة لاسعة بزيادة .. أرادت انها تتفلسف و تفتكس و تجود 👅 .. افتكرت انها لما تجعله بالمظهر ده .. ح يلفت نظرى 🤣🤣 ..الحقيقة ذكاء .. بس هبل و عبيط
تعليقى 👇👇
انا فى انتظار .. تغور اولا كل صنوف الشاذات جنسيا .. و معاهم كل خولاتهم و كلابهم
اما الخول ده ..الى بتهتم بامره .. ست فاجرة من قيادات الشاذات جنسيا .. الى اسمه محمد فاروق مقبل .. تحموه فى كنكة .. لان زى ما انا رأيت فى السيناريو .. لا يمكن احترمه .. او اعبره للأبد .. او ارى انه موجود .. فى أى مكان
والحمدلله .. جعلتونى ادرك .. بهذا السيناريو .. انى اتغيرت .. لو انا بشخصيتى القديمة .. كنت تلهفت على اولاد خالى و رحبت بيهم .. و المفاجاة .. إدراكى إنى انا بالفعل اتغيرت .. و الآن لا يوجد حاجة تضايقنى او اشعر بحنين لها تجاه أقربائى .. و ده الى شعرته من رد فعلى الآن .. لما جعلتونى ارى المشهد ده .. شكرا جزيلا .. لم اتحدث سوى لأخى فقط .. ولم ارى الخول الى اسمه محمد فاروق او ولاد خالى 🤣 .. او اتحدث الى اى منهما .. و لم اتضايق او اتغاظ ان محمد فاروق ماشى معاهم و يعرفوه .. مع ان الشاذات جنسيا كانوا بيلقوا فى نفسى بذلك و يلفتوا نظرى 👅
الحمدلله انى بالشخصية دى الآن .. أكيد الى مش بشر .. عملوا فيا حاجة .. ولا ده من تغير إهتماماتى و أولوياتى ؟؟
المهم:👇👇👇
نفسى افهم .. ماذا مسيطر على دماغ الشاذات جنسيا ؟
بقى انا .. أرفض رئيس الجمهورية وهو شخصية محترمة و عظيمة .. وله عندى كل الاحترام و التقدير والمكانة العالية .. علشان آخرتها .. انظر لواحد معفن زى محمد فاروق مقبل ؟؟
ازاى يعنى ؟؟!!
بقى واحدة فى مكانتى وقيمتى .. تعمل معاها الشاذات جنسيا
المستحيل .. كل ليلة .. و هى نايمة .. علشان يجعلونى انظر لخول مايساويش زى محمد
فاروق مقبل ؟؟؟ 🤣🤣
ازاى يعنى ؟؟
اعمل ايه بالرمه ده ؟
و ده اقدمه فى المجتمعات وللناس الى ح اقابلهم .. اقول ايه 🤣 ؟؟ .. ((( محمد فاروق مقبل .. خول يتبع أهل العار على الاسلام بالجهات السيادية المصرية ؟ .. و لا اقدمه و اقول .. خول ما يساويس يتبع شاذات القطاع الهندسى المصرى ؟ 🤪 )))
ارجع و اكرر 👇👇
انا فى انتظار تغور كل صنوف الشاذات جنسيا والخولات الى معاهم .. الى واضح إن فيه شاذة فاجرة منهن ح تموت و تلزق لى خول تبعها .. و ده معناه انها بتتعاطى مخدرات من صنف عالى
و ارجع و اكرر و اعيد 👇👇
لن اعمل للابد فى اى مكان .. لو أنى .. انا المسلمة المستقيمة .. لم اتزوج الرجل المحترم الشهم النبيل .. ال prof .. ولا احد غير ال prof .. الى انا فخورة و بأتباهى به .. و بقيمه ومبادئه .. و أننى لم اقابله او اراه حتى الآن .. على الرغم ان كلانا .. يعلم بوجود الآخر فى الحياة .. وفى انتظاره.
لو أنى لم اتزوج الprof .. فأريد من الكبار الى بيحكموا العالم و الكون .. يقوموا بإحضار الشاذات جنسيا .. يشتغلوا بدالى 💪 .. طالما بيعرصوا عليهن و على خولاتهم
لان حقى فى السعادة و راحة البال والإطمئنان .. فى كنف هذا الزوج الصالح .. ال prof .. لن أتنازل عنه .. مقابل عملى مع الجهات السيادية.
و يكفينى المعارك الى بأخوضها و انا نايمة .. آهو كل يوم والتانى .. يا اما يموت .. خول .. ولا فاجرة .. تبع الشاذات جنسيا .. يا إما يموت وحش على ايدى .. و أفاجئ بجبهتى مبطوحة 🤣🤣
يعنى توقفوا وحوشكم الشريرة قدامى .. طمعانين يقتلونى .. و مش عايزنى أعمل فيهم الى انا عايزاه ؟؟ .. انا ما شفتش بجاحة واستنطاع كده !!! 🤣🤣
سبونى بقى اروح اصلى العشاء
و اشوف لى فيلم 🤣🤣
0 notes
my-yasiuae · 1 year
Text
أبوظبي- وام كرمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، الأيتام الفائزين بمسابقة نور لحفظ القرآن الكريم التي نظمتها الهيئة على مستوى الدولة بإشراف الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وذلك ضمن مبادرات الهلال الأحمر الموجهة لصالح الأيتام بصورة عامة، وتشجيعهم على التنافس في مجال حفظ القرآن وإتقان علومه بصفة خاصة. وأقامت هيئة الهلال الأحمر حفلاً بهذه المناسبة في مقرها بأبوظبي، بحضور حمود عبد الله الجنيبي الأمين العام المكلف للهيئة، ونواب الأمين العام، وطالب الشحي المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وتم خلاله تكريم الأيتام الفائزين بالمسابقة في دورتها الأولى وعددهم 17 متسابقاً ومتسابقة، وحصلوا على جوائز مالية وشهادات تقديرية. وفي كلمته بهذه المناسبة، أكد راشد مبارك المنصوري نائب الأمين العام لقطاع الشؤون المحلية في هيئة الهلال الأحمر، أن الهيئة تهتم بدعم ورعاية الأيتام، وتوفير احتياجاتهم الضرورية من صحة وتعليم، وخدمات أخرى تساندهم وتعينهم على مواجهة ظروف الحياة، مشيرا إلى أن الهيئة سخرت إمكاناتها وحشدت طاقاتها لإنجاح برنامج كفالة الأيتام الذي تنفذه بمساندة أهل الخير والمانحين. وقال إن برنامج كفالة الأيتام شهد خلال السنوات الماضية إقبالاً كبيراً من المحسنين الذين تجود بهم الدولة، وبفضلهم تكفل الهيئة حالياً عشرات الآلاف من الأيتام في الإمارات وفي العديد الدول حول العالم. وأضاف أن دور الهلال الأحمر لم يقتصر على تقديم الدعم الإنساني فقط للأيتام، بل تعداه إلى تعزيز قدراتهم الثقافية والأدبية والفكرية وغيرها، وفي هذا الإطار جاءت الدورة الأولى من مسابقة نور لحفظ القرآن الكريم، لتضيف بعداً جديداً لمبادرات الهيئة تجاه هذه الشريحة المهمة في المجتمع. وأكد أن المبادرة لاقت صدى طيبا لدى الأيتام وهو ما تجلى في حجم مشاركتهم في المسابقة وحرصهم على التميز والتنافس على مراكزها الأولى، إلى جانب حرصهم على الحفظ الجيد للقرآن الكريم وتجويد تلاوته واتقان علومه. وقال نائب الأمين العام: «إننا إذ نعلن من خلال هذا الحفل عن تقديرنا للأيتام حفظة القرآن، فإننا نؤكد لهم أننا لن ندخر جهداً في مساندتهم وتعزيز روح التميز التفوق والإبداع لديهم والوقوف إلى جانبهم لإكمال مسيرتهم في حفظ كتاب الله الكريم». وأعرب عن شكر وتقدير الهلال الأحمر لشركائه في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في تنظيم المسابقة، وتقديم كل أشكال الدعم الفني لها وإلى كل من ساهم في الإعداد والتخطيط والإشراف والتنظيم حتى رأت المسابقة النور. من جانبه، استعرض طالب محمد الشحي في كلمته أمام الحفل، فضل حفظ القرآن الكريم وقراءته وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار، مؤكداً أن فضائل القرآن عظيمة، وأن تلاوته من أعظم أسباب نيل الرضوان. وأضاف أن أحسن الحديث كلام الله تعالى، الذي نزل به الروح الأمين على قلب نبينا محمد صل الله عليه وسلم، والقرآن يسره الله للذكر وسهًله للمدارسة والحفظ وأرشد الناس للاهتداء بهديه والاستضاءة بنوره والاستشفاء بآياته، كما حث القرآن الناس على مكارم الأخلاق، ودعا إلى مساعدة المحتاجين والأرامل واليتامى والمساكين. وأشاد الشحي بدور الهلال الأحمر في تنظيم مسابقة نور لحفظ القرآن الكريم، مشيراً إلى أعمال الهيئة النيرة ومواقفها الخيرة التي عمت العالم كله، وأكد أن الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف تبذل كل ما في وسعها لخدمة كتاب الله تعالى، عبر إدارتها المتخصصة وإشرافها على مراكز وحلقات تحفيظ القرآن. المصدر: صحيفة الخليج
0 notes
manarkreet · 4 years
Text
سلمان العوده في رثاء زوجته -رحمها الله-و فك الله أسره و فرج همه.
وهذا نص التدوينة كاملاً:
لم تكوني داعيةً بالمعنى الوعظي، سلوكك هو ما وعظني ودلّني على الطريق دون كلام أو عتاب.. وها أنتِ ترحلين بثناء الناس وحبهم، وتتركينني للوعة والحنين.
بعض عزائي أني حاولت تدارك أخطائي في حياتك وقدمت لك كلمات الحب قبل فقدك.
ذهبتِ بلا توديع كما فعل حبيبك ذات صباح!
في حياتك، وهبتني الحب صافياً نقياً، وبعد رحيلك وهبتني حب الناس وقربهم.. كريمة العطاء في الحياة والموت.
عطشك لمن اخترتِه واختارك دلّك على طريق الوصول، وعطشي هو الذي يسوقني إليك ويجعلني أحتفظ بك في داخلي!
عدتُ للذاكرة، للأشياء الجميلة، فوجدت حروفاً دوّنتُها عنك سابقاً وعن غيبة صغرى بيننا.
- السجين رقم (276/1)؟ عندك زيارة.
شعور يشبه المغص ألَمّ بقلبه.. مَنْ زائري يا تُرى؟ أهو صاحب سلطة على جسده؟ أم صاحب سلطة على قلبه؟ أم عليهما معاً؟
لا بد أنها عروسه التي غادرها دون أن يستكمل معها 6 أشهر منذ التقيا، وتركها خائفة قلقة على مستقبلها، دون أن يتمكن من منحها لحظة وداع تناسب الموقف؟
وبدأ شلال الحب يتدفق بقوة؛ ليغذّي ويُنمي ما تركه زمناً بلا سقاية، أو رعاية في داخله.
يناديه المنطق أن لكل يوم عطاياه، فليتَّئد؛ ولكن الحنين أقوى والشوق أعتى.
كان حريصاً على النوم مبكراً استعداداً لغده، إلا أن القلق والتساؤل أحاطا به، واستوليا عليه واقتطعا جزءاً كبيراً من ليله.. نام نوماً تقطعه الرؤى، واستيقظ باكراً لهفاً، بالغ في الاستحمام والعناية بالهندام، وظل يقطع المسافة القصيرة جيئةً وذهاباً، وينظر في ساعته التي بقيت برفقته؛ ليعرف بها أوقات الصلوات، حتى سمع الخطوات التي تقترب من باب زنزانته، سار مع رقيبه في صمت بعد أن أعياه السؤال الذي لم يظفر له بجواب سوى عبارة "لا أدري"، لا يمل صاحبه تكرارها!
سار مع طريق يعرفه إلى آخر يجهله، مروراً بوجوه جديدة لم يرها من قبل، وركب سيارة مكشوفة صغيرة، أشبه بسيارات (الغولف)؛ تسير في سرداب طويل صامت، وبدأ يرى ما لم يكن يراه من قبل، أو لعله رآه بشكل آخر مختلف، ومع كل خطوة تزيد خفقات قلبه رجفة، ويتردد السؤال: مَن زائري؟!
وبدأ العد التنازلي؛ لمعرفة الزائر.. اللغز يقترب ويقترب حتى أصبح نبض قلبه رجفاً يعلو على كل صوت آخر.
الحراس يقلّون، والساحات تتسع، والأبواب تتغير، والوعد يقترب، ولم يعد يفصله عن زائره سوى جدار؛ يمتد لثلاثة أمتار، بنهايتها باب...
بدأ صبره في النفاد، وتركزت عيناه على الباب.
لم يتوقع -قطّ- أن يجرب مشاعر كهذه، لقد تنامت بشكل مفرط لتكوّن عملاقاً لا يُقاوم، حينما أصبح بمحاذاة الباب استدار ليلج الغرفة؛ فكان أول ما رآه ذاك الموظف بلباسه المدني، يجلس وحده إلى مكتبه الرمادي بطرف الغرفة، وفي مواجهة الباب، بحيث تراه قبل كل شيء.
ما لبث أن نهض بمجرد رؤيته مصافِحاً، ورغماً عنه أحسّ صاحبنا بأن قلبه زجاج سقط وتحطم بشدة.
تمالك نفسه ومد يده هو الآخر، ودارى إحساساً داخلياً بخيبة الأمل.
وقبل أن يقرأ إحداثيات ذاك الهبوط المفاجئ لأمله، ناداه مُرحّباً من آخر الغرفة صوتٌ مألوفٌ، يختلف قليلاً في لكنته عن لهجته القصيمية، يصيح بابتسام: مرحباً. إذاً، هذا هو زائره!
التفت بسرعة نحو الصوت، ومن حيث لا يعلم أصبح معانقاً لذاك الشاب، كيف ومتى حملته قدماه؟ أم طار به الشوق؟ وهل ذابت المسافة الزمانية والمكانية ما بين الصوت والعناق؟
بآمال الحب العريضة، بحث عن زائر آخر؛ بل زائرة أخرى، إنها فتاته التي ودَّعها وهي تحمل جنينه ذا الأربعة أشهر آنذاك، وبمجرد رؤيته دموعها، كانت دموعه هي الأخرى تبلل عينيه بخجل واستحياء. أطال النظر ويده ترتعش في يدها، وكأنها كائن يهبط من النجوم!
تاهت النظرات في ذلك اللقاء المقيَّد، وشرِقا بفرح اللقاء، وتضاءلت صحراء الفراق؛ لتتكور في حبة رمل وسط ساعة الزمن.
في اللحظة التي تملك فيها داخل قلبك الإحساس بالحب، سوف تكتشف أن العالم قد تغير بالكامل.
منظوره الخاص يلون تجربته؛ فهل لها هي الأخرى تجربتها ومنظورها الخاص، أم أنها تتأمل تجربته فحسب؟
تفاعلات اللقاء الكيميائية والفيزيائية فرضت صمتاً ليس بالقصير، صمتاً أبلغ من الكلام، فالأحداث العظيمة لا تتجلى في ساعات الضجيج، وإنما في ساعات الصمت!
الذكريات المخبوءة بدأت تظهر، وأشياء غير متوقعة صارت تحدث، دروس تضاف إلى درسه، وحتى القرارات الصعبة قد تبدو في لحظات الضعف العاطفي غير منطقية، مما حدا به أن شكك في وضوح رؤيته للأمور.
طال الوقوف، مع أن ثمة صفين من المقاعد المتقابلة في انتظارهما.
لم تكن أقل منه لهفة للقاء.. وفي حرارة اللحظة، لم يستطع قراءتها لأول وهلة، كما كان يفعل من قبل، كل ما هو متأكد منه أنها أمام رؤيته رأت ما عقد لسانها، ما حدا به أن بدأ يتحسس وجهه ويتفقد هندامه، يخشى أن يكون ثمة ما فاته تداركه، لكنه الفرح الذي يكاد يكون أشد تدميراً من الخوف.
مقابل نظرته الأولى القصيرة، وهبها الآن نظرة عالية التركيز، متعددة اللغات، حمَّلها بكلمات لم تُنطق، ومعانٍ لم تُسبق، وعقود ومعاهدات بين القلوب على الصبر والوفاء قد وُقِّعتْ، وكان الحب والحنان خير جابر لتصدُّع القلوب بلوعة الفراق: (في هذه اللحظة، لا يهم أي شيء آخر سوى قلب استمات في هواك، وسعى لاهثاً ليراك!).
إعجاز الحب يُحدث تواصلاً غير منطوق بالعيون، أو الابتسامة، رابطة صامتة، ولكنها حقيقية ووثيقة، كلاهما يدركها ويشعر بها وبقوتها.
تذكّر كيف كان ينشدها قولَ الشاعر العطار:
طال اغترابي وما بَيني بمقتضب ... والدهر قد جَدّ في حربي وفي طلبي
والشوق في أضلعي نارٌ تذوبني ... ما أفتكَ الشوقَ في أضلاع مغترب!
أكابد السقم في جسمي وفي ولدي ... وفي رفيقة دربٍ هَدّها خببي
يتذكر تلحينه تلك الأبيات وهو يقود بها السيارة، وها هو الآن صار متلبساً بها لا حاكياً لها!
طال الوقوف وناداهما مِن خلفهما صوت الموظف؛ أنّ الجلوس أفضل، وكأنه ينتزعهما من ذهولهما وشرودهما!
أظهر جَلداً وصبراً وروحاً مرحاً؛ لتقرَّ عينها ويمتلئ فؤادها الفارغ؛ كانت الأسئلة تتقاتل على شفاههما؛ كُلٌ يريد أن يُطرح أولاً.. كيف.. وهل.. ومتى ولعل وأنى.
تفوَّها بالكلمات نفسها، وباللهفة نفسها، وفي الوقت ذاته، وبلا اتفاق مسبق، وقرأها وقرأتُه، سمع همس روحها، ولامست جوهره، ورقصت بينهما المشاعر على إيقاعات متنوعة، تساءل عن كيفية اقتحامها للأسوار؟ فأجابت بأنه يستحق كل جهد مبذول، وكل إرهاق نفسي وجسدي لأجل رؤيته.
داعبها بدروس بسيطة، لم تسنح له الفرصة لتعلُّمها إلا في الغربة، كان ذلك حينما ذكر حيرته في الحفاظ على رغيف الخبز طرياً؟ كم تجربة خاضها ليعرف أنه بمجرد وضعه في كيس نايلون مغلق سيبقى طرياً، هو يتعلم كيف يحافظ على الحب والوفاء أيضاً! وكيف يحافظ على صبره وثقته وإيمانه.
تساءل في حنان عن جنينها وعن جنسه، فأجابت بأنه ذكر، وأن خروجه أصبح وشيكاً، ألهمه ذلك الجنين بحلم جديد؛ فمنحها إياه صادقاً موقناً بأنه سيكون هو من يذهب بها إلى المشفى، ويستقبل مولودهما، ستكون الغربة المباغتة مجرد ذكريات وحكايات نحكيها لصغيرنا.
بدآ يختاران الاسم للوليد المنتظر، ويطلبان معونة الخال المرافق حيناً، والموظف مجاملةً، واتفقا على " البراء".
بدأت الغربة التي خَبَتْ تطفو من جديد، وبدأ الحزن يكسب الجولة لما ذكّره الموظف بأن الزيارة نصف ساعة، وهي الآن توشك على الانتهاء، ولم يستطع استقطاع دقائق إضافية، وحتى لو حدث هذا فالنهاية هي الفراق.. والفراق بوابة للقاء جديد (غداً نلقى الأحبة).
تتقاطع دوائرنا مع دوائر من نحتكُّ بهم، وتكاد تذوب حدود الدائرة حينما تتقاطع مع دائرة شريك الحياة؛ فقطرة الماء تثقب الحجر، لا بالعنف، ولكن بتواصل السقوط.
ولكلٍّ منا دائرته الخاصة، ولو كانت ضبابية يضعها حوله، قد تكون من أجله، أو من أجل من يحب، وهكذا فعل هو حينما رأى انكسارها لانتهاء الزيارة، وخوفها عليه وقلقها، ورحى الفراق مرة أخرى توشك أن تطحنها.
لغة جسدها تخبره بأنها تود أن يتوقف عمرها ها هنا بين يديه، وفي عينيه.
حدَّثها بأن العيش داخل الأسوار عادي جداً؛ بل يكاد الاختلاف لا يبين لولا فقْد من يحب، كان لسانه ينطق، وعقله يصرخ بها ألا تصدق كل ما تراه، ولا نصف ما تسمعه!
صبّرها وصبّر نفسه، أخبرها بأنها تعيش في داخله لم يتركها قط، وظل يسمع صوتها ويشعر بها، حتى كان يراها في قناني الماء، ويسمع همسها في هدآت الليل، لقطات حقيقية وتخيُّلية تجود بها ذاكرته.
طلب منها ألا تنظر إلى الجزء الفارغ من الكأس، ولا تتساءل عمن أفرغه؛ بل عليها أن تنظر إلى النصف المملوء، فمن كان يتصور أنهما سيحظيان بلقاء كهذا، فلا بد إذاً من زيارة أخرى قادمة وأول الغيث قطرة، والحياة مليئة بالمفاجآت.
تَفَارقا؛ وقد منح كل منهما طعماً مختلفاً للحياة ووقوداً لصبره، ريثما تأتي قطفة أخرى من ثمار العطايا الربانية، بزيارة أشد إيقاعاً وأبطأ سيراً، وأكثر طمأنينة، فلقد كانت أول زائر يخترق أسوار العزلة.
عاد إلى غرفته وهو يكاد يحدّث الجدران بفرحته، فهذا اليوم كان مختلفاً، كان طويلاً جداً، وقصيراً جداً. لما أسدل الليل ستاره، بدأ تأثير الزيارة يربك عقله وقلبه، فهل زادته صبراً؟ أم ثقبت جدار الصبر لديه؟
وبدأ يترقب زيارة أخرى بفارغ الصبر، ويترقب الزائرين الذين لم يرهم بعد.
انتهى..
الآن، يقف حبيبك المكلوم أمام حفرتك باسِم الشفتين، دامع القلب، سلوته أنك لم تذوقي ألم الفقد كما ذاقه هو!
24 notes · View notes
kareman11 · 4 years
Text
كانت تميل بشدة ولكن لا تقع ولا تستند ، كـتلك العروسة التي تدور بقدم واحدة باستدارة كاملة ويديها المبسوطة تحتضن الهواء بدون أن تقع . كانت ترى في الليل لملمة للذات المبعثرة طوال نهار مرهق ولكن أيضا فيه تلك الذكريات أيا كانت ، وفيه يحلو الانتظار وكأنه خلق لننتظر فيه تحقيق المستحيل وتجد النجوم وهي كل الأمنيات التي لم تتحقق تزينه وتطاردنا . كانت بالسابق شديدة الغضب من الحياة ولكن الآن علمت أن لا حق لها . كانت غبية تتمسك باللاشئ لتهرب من الواقع . كانت على استعداد تام لتتخلى عن كل كل شئ مقابل لحظة .
كانت لا تعلم ما الذي تريده من العمر المتبقى لها ، أتعويض ما فات أم مزيد من أمنيات لا تأتي أم معرفة شعور جديد أم الانتظار بما تجود به الحياة مع إنها لم تكن كريمة يوما لتجود بخير معها أم تغمض عيناها ولا تفكر ولا تريد . كانت تتسآل دائما ماذا تريد الحياة مني والأهم ماذا أريد احتاج ولم تجد إجابة يوما . كانت تتمنى أن تصرخ حتى تنقطع أنفاسها فقط لتشعر أنها لم تمت بل مازالت تحيا ولو مجازًا. كانت تستقبل يومها بابتسامة لعله يعبرها بهدوء . كانت تشتاق لِما لا ولم تعلمه يوما . كانت غبية ممتلئة بالسذاجة . كانت تنتظر كانتظار الصحراء لغيمة . كانت ظل لا بل مجرد وهم .
11 notes · View notes
3aber-sabil · 4 years
Quote
إنّ السّعداء لا يملكون أفضل الأشياء في الحياة، بل ممتنّون بما تجود به الحياة عليهم و ما يجدونه في طريقهم، و يتقبّلون كلّ ذلك بالرّضا والإرتياح كهبة من اللّه تستحقّ الشّكر
Tumblr media
19 notes · View notes
ra7el07 · 3 years
Text
توم هانكس في فيلمه العظيم "cast away" حكى في أخره بمعنى الكلام : " لقد حاولت الانتحار بينما كنت على الجزيرة، حينما صعدت الجبل وربطت الحبل على الشجرة، ولكني فشلت لأن الشجرة لم تتحمل وزني وانكسرت، كنت أخاف أن أموت من مرض يصيبني او أي شيء آخر لذلك قررت الانتحار، وبعد 4 سنوات من العزلة قضيتها على الجزيرة، جادت لي الأمواج بشراع يمكنني من تخطي الأمواج العالية، صنعت قاربي وانتظرت على مدار شهور هبوب الرياح المناسبة وفي النهاية نجحت وتم انقاذي، وختم بجملته العميقة، لقد تعلمت أن أظل أتنفس، من يدري ما قد تجود لك به الحياة".
(الفيلم مقتبس من قصة حقيقية)
( الصورة في الأسفل مقتبسة من الفيلم 👇)
Tumblr media
2 notes · View notes
nothingworldsblog · 4 years
Text
كانت لا تعلم ما الذي تريده من العمر المتبقى لها ، أتعويض ما فات أم مزيد من أمنيات لا تأتي أم معرفة شعور جديد أم الانتظار بما تجود به الحياة مع إنها لم تكن كريمة يوما لتجود بخير معها أم تغمض عيناها ولا تفكر ولا تريد . كانت تتسآل دائما ماذا تريد الحياة مني والأهم ماذا أريد احتاج ولم تجد إجابة يوما . كانت تتمنى أن تصرخ حتى تنقطع أنفاسها فقط لتشعر أنها لم تمت بل مازالت تحيا ولو مجازًا. كانت تستقبل يومها بابتسامة لعله يعبرها بهدوء . كانت تشتاق لِما لا ولم تعلمه يوما . كانت غبية ممتلئة بالسذاجة . كانت تنتظر كانتظار الصحراء لغيمة . كانت ظل لا بل مجرد وهم .
3 notes · View notes
oumlilo · 4 years
Text
-لا يوجد حب أو شعور ومعه ضمان مدى الحياة وانت غافل عنه لا ترعاه .
-الحب أرض تجود على قدر ماتجود أنت به ..
-عليك أن ترعاها ، تسقيها ، وتحميها من الأفآت ..
-إن أهملتها وتقاعصت على سقياها ، تركتها ظمأنة ستذبل ورودها ، وتتساقط أوراقها ورقة تلو الورقة إلى أن يكسوها الجفاف ، وتشوه ملامحها الشقوق ...
-فإن أتى يوم ورأيت من الجفاء ما رأيت !!!
-وشعرت من فقر المشاعر ما شعرت !!!
-وجلست على أطلال الفؤاد ندماً أسفاً وبكيت !!!
-لن يعود لك قلب آمن بك فخنته ، رآك السعادة فأشقيته ، رآك وطناً فهجرته ، رآك أجمل أحلامه وأعذب أمانيه دنيا بكل مافيها فخذلته..
-فكما يوجد مكسب يعوض أي خسارة ..
-كذلك توجد خسارة لا يعوضها أي مكسب
8 notes · View notes
Text
6 يوليو، 2020
لدي مفكرة صغيرة أكتب فيها بشكل عرضي، أو بمعنى آخر أتعرف فيها إلى نفسي كلما اختلطت الأشياء على نفسها وعليّ، يزدان غلافها بخريطة ممتدة للعالم تكتسي بالأزرق والأخضر وما يتولد عن اجتماعهما من أطياف، هذه التوليفة اللونية تفلح في تهدئة أعصابي المتناثرة كلما نظرت إليها، تهدئة لحظية يكمن زوالها في وجودها، طمأنة مارّة تعيد وعي الواحد منا بالطفل الفزع بداخله الذي ما يلبث إلا أن يسرق انتباهه أحد بخشخشة لعبة بدائية لم ينج إنسان من احتيالها على أحزانه فيشرد، وينسى، ويمنح لكلمة إنسان مفادها الذي من أجله تركبت، تهدئة سريعة التفلت، تذكر وعي الواحد منّا بأن مطالبه الحقيقية في الحياة أبسط مما يعتقد بأنه في حاجة إليه، أو مما أقنعه الآخرون به، وبأنه مسكين..
يا له من مسكين..
أكتب، وأذكّر نفسي بينما أفعل أن أسطر مشاعري على صورتها، فالشاعر محتوم بالتخفي في الكلمات، أكتب لأن الكتابة شفاء، ولأنها تصرخ بك عبر السطور، لأنها تنادي على قائلها وتعرفه وتعرّف به، وإياه تصرح بالحقيقة، تشير إلى مواضع الارتباك وإلى أين يكمن الزيف وكيف يرتدي الكاتب قناعه، أكتب لأن للكلام أذنين يستمع بهما إلى بواطنك حينما تكتبه، وله شفتين يقصها عليك بهما حين تقرؤه، أكتب، وأدوّن التاريخ، علّ التاريخ يتعلم يوماً من نفسه شيئاً، أو يغفر عن حاضره الذي لا يكف عن جرّه وراءه..
أكتب لأن الكتابة إيمان..
أحب أن أؤمن بأن للأيام بشائرها وإن لم تهلّ، وبأن للأيادي بياضها وإن لم تجود، وبأن للقلوب أقوالها الأخرى وإن لم تفصح، أحب أن أؤمن بأن للغد ما يحمله وإن لم يأت، أحب أن أؤمن لأن الإيمان ملاذ، ولأن المؤمن على قوته خائف، ولأن الخائف على سعيه قويّ، ولأنني أتمنى أن يطمئن قلبي..
أحب أن أكتب لكي يطمئن قلبي..
5 notes · View notes
shimaaabdelrahman · 5 years
Text
أحياناً لا يكون بإمكانننا أن نستبدل الصبر بأي شئ..
وكأن هناك أمور تعاقدت مع الوقت علي ألا يشفيها غيره..
وعلى ألا ننضج بدونه ..
ثمة تساؤلات لا تنتهي ..
لماذا الإنتظار ؟ لماذا لا تأتي المعجزة ؟ ومتى يطلع النهار ؟
لكن إستعجالنا للغد لن يجعله يسرع بالمجئ قبل أوانه ..
فنتعلم ما تجود به الحياة علينا ..
ونتقبل أن ثمة أمور لا يحلها إلا الصبر حتى الغد ..
وغداً يوم جديد .. ❤️
6 notes · View notes
my-yasiuae · 1 year
Text
أبوظبي- وام أطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، حملتها السنوية لدعم المسيرة التعليمية لآلاف الطلاب، التي تستهدف توفير الدعم اللازم للطلاب من أبناء الأسر المتعففة والأيتام وأصحاب الهمم، ومساعدتهم على مواصلة تعليمهم في ظروف أكثر ملائمة، وذلك من خلال سداد رسومهم الدراسية وتوفير مستلزماتهم المدرسية إلى جانب المعينات الأخرى مثل الأجهزة اللوحية والذكية والتقنيات الحديثة. وقال حمود عبد الله الجنيبي، الأمين العام المكلف لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، إن التكافل والتعاضد والتراحم سمات شكلت أسلوب الحياة في دولة الإمارات، ورسخت لمجتمع متجانس متعاون ومتسامح، يسوده الخير والسعادة والإيجابية، وهذا ليس وليد اليوم بل هو منهج إنساني مترسخ منذ تأسيس الدولة. وأضاف أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي جسدت هذا التوجه الإنساني بشكل واضح، من خلال ما تضطلع به من أعمال إنسانية وتنموية في شتى المجالات، مستهدفة مختلف أفراد المجتمع، ومن بينهم طلبة المدارس المعوزين والمحتاجين، لافتاً إلى أن هذا الدعم المتواصل شكل طوق نجاة للكثيرين من الطلبة الذين حالت ظروفهم دون دفع النفقات الخاصة بالتعليم، وهو ما أسهم في تأمين مستقبلهم التعليمي ليكونوا أعضاء فاعلين ومنتجين في المجتمع.وقال إن هيئة الهلال الأحمر تتطلع إلى مساهمة الخيرين والمحسنين والمتبرعين في تعزيز فعاليات حملة دعم التعليم التي انطلقت على مستوى الدولة، عبر مراكز الهيئة ومواقعها الإلكترونية ومنصاتها الذكية. من جانبه، أكد راشد مبارك المنصوري نائب الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي لقطاع الشؤون المحلية، أن برنامج كفالة طلاب العلم الذي يتبناه الهلال الأحمر ويفرد له مساحة كبيرة من اهتماماته، يجسد رؤية الهيئة في الاهتمام بالإنسان أينما كان وتلبية احتياجاته الأساسية، والتي من ضمنها حقه في الحصول على التعليم النوعي، الذي يؤهله لولوج سوق العمل بمؤهلات أكاديمية وقدرات علمية عالية. وقال إن كفالة طلاب العلم تعتبر من البرامج الدائمة والمستمرة ضمن مبادرات الهيئة، وتجد تجاوباً كبيراً من الخيرين والمحسنين الذين تجود بهم الدولة، وتعتبر تجسيداً حقيقياً وترجمة فعلية لجهود الهيئة وتحركاتها بقصد الاستثمار في الإنسان وتحقيق تطلعاته وصون كرامته من خلال تأهيله وإعداده جيداً من أجل مستقبل أفضل له ولأسرته. وأشار المنصوري إلى أن الهيئة تكفل آلاف الطلاب، وتسدد ما عليهم من متأخرات دراسية لمواصلة مسيرتهم التعليمية خاصة الأيتام، كما تقوم برعاية ومساندة الطلاب المتميزين والمتفوقين الذين تحول ظروف أسرهم الاقتصادية دون إكمال تعليمهم. وأضاف نائب الأمين العام: «تتيح الهيئة فرص التأهيل والتعلم لأبناء الأسر ذات الدخل المحدود الذين لم تمكنهم ظروفهم من مواصلة مسيرتهم التعليمية عبر المدارس النظامية، وتوفر لهم منحاً للتدريب في المعاهد المهنية والفنية في عدد من المجالات، ومنها علوم الكمبيوتر والسكرتارية الشاملة واللغات، لتأهيلهم واكسابهم مهارات إضافية تمكنهم من إيجاد فرص عمل للاعتماد على أنفسهم وتحسين أوضاع أسرهم المادية والاقتصادية والاجتماعية». المصدر: صحيفة الخليج
0 notes
Text
لا شيء يؤثر علي حالتي المزاجية مثل الطقس، حينما يكون رائعا كما هو الآن أشعر بأنني شخص أفضل. الوقت:قبيل المغرب، منتصف مايو درجة الحرارة:٢٣ سرعة الرياح: ٢٥ كم/ساعة موسيقي الخلفية: الطيور العائدة الي بيوتها و مقطوعة لشوبارت الحالة المزاجية: جيدة جدا ترسم الشمس بظلال الأشجار هذه العملات الذهبية الصغيرة المتناثرة علي امتداد الأفق، قرأت تشبيه كهذا في كتاب "ترانيم في ظل تمارا" الذي انتهيت لتوي من قراءته، أعتقد ان كل شخص يري هذا المشهد لا يستطيع ان يقاوم رسمه او وصفه كيفما تجود به قريحته، أعاد لي هذا ال��تاب مع هذا الجو مشاعري في الأيام الخوالي كمان يقولون، في أوقات كهذه منذ زمن بعيد اعتدت ان أقضي أوقاتا لطيفة مع أسرتي في النادي، او مع أصدقائي في ثمة مقاهي.. بعضها بقي علي حاله و البعض الآخر اضطر ان يواكب موجات الحداثة العاتية. تأكدت ان كل شيء علي ما يرام، الشمس ما زالت تغرب من الغرب، أهلي بخير، ما زلت علي قيد الحياة رغم كل شيء، أ��عر بالدم يجري دافئا في عروقي و اشعر بأنفاس النسيم تداعب وجنتي بلطف، أحاول ان أستحضر هذه المشاهد القديمة كاملة مثلما عشتها وقتها و لكن ثمة شيء ما دائما ناقص، ربما أبسط شيء انني لست ما كنت عليه في زمن مضي. التاريخ: ابريل ٢٠١٠- سبتمبر ٢٠١٢ دعني أتذكر، يمكنك ان تتخيل كيف تبدو الثياب الجديدة في رونقها، او الأكل الطازج في سخونته، او الشباب في أوج صحتهم، كنت كذلك، كانت الأحداث متتالية و كل منها يأخذ حيزه، كنت أفرح و أحزن بكل ذرات قلبي، أستطيع ان أقول لك ان قلبي كان شفافا في هذا الوقت، يعكس كل ما بداخله، ليس مرنا بشكل كافي ان يمتص الصدمات، و لكنه كان يمتص كل الدفء و النور العابر خلاله، كان يمكنني ان أقع في حب وردة، هلال أول الشهر، او شعاع النور المتسرب بين الستائر، لكن الخدوش شوهته و ان لم ينكسر تماما بعد. الآن أقع في حب السيدة الطيبة في المستشفي التي أعمل بها، و التي لا تملك من حطام الدنيا سوي جنيهات قليلة للكشف علي ابنها و قلبا عامرا بالرضا و الإيمان، وقعت في حب الشحاذة الصغيرة التي تستعمر حيّنا و لا تطلب مني كل مرة سوي ان ألقي عليها السلام لأنها تحبني، وقعت في حب صديقة قريبة بعيدة تفاجئني بأن الحزن لا يليق بي لانني اكون جميلة جدا حينما أضحك، و تحب عيناي التي تضيقان حينها كأنهما تضحكان معي، أقع في حبك انت، و في حب الصدف القليلة التي ألقاك فيها و انت لا تكاد تفطن الي حدوثها من الاساس، أحب هذه اللحظات الخاطفة حين تتلاقي العيون، أحب ايضا انني أهواك بلا امل، هكذا ينبغي بالمرء ان يكون و هو في منتصف العمر. هكذا ينبغي بالجو ان يكون في منتصف مايو. "لماذا يلاحقني صوت الكمان أينما سرت؟"
1 note · View note