Tumgik
#هل يجب صيام يوم قبل أبو بعد يوم عاشوراء ؟
sobhylawyer · 4 years
Text
صيام يوم عرفة وصلاة العيد الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأمين ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك وعظيم فضلك يا أكرم الأكرمين . . . أما بعد فإننا سوف نستقبل بعد أيام قلائل ، يوماً عظيماً من أيام الله تعالى ، يوماً مشهوداً ، ألا وهو يوم عرفة ، وبعده سيقدم يوم عيد الأضحى المبارك ، وهو يوم الحج الأكبر ، ويوم النحر ، ولكلٍ من اليومين أحكام تخصه ، ولعلنا نتطرق إلى بعض تلك الأحكام المهمة التي تهم المسلم ، ويريد تحريها ، ومعرفة أحكامها ، حتى تكون عبادته لربه تبارك وتعالى على بصيرة وهدى ونور ، وأعظم ما فيهما من أحكام ، الأحكام التي تتعلق بالصيام ، فأقول بادئ ذي بدء ، للصيام فوائد ومزايا كثيرة ، ينبغي للمسلم تتبعها وتقصيها ، حتى يعمل بها ، ففي صيام التطوع من الفضيلة ما ذكره الله تعالى في كتابه العزيز بقوله : " فمن تطوع خيراً فهو خير له " [ البقرة ] ، وقوله جل شأنه : " وافعلوا الخير لعلكم تفلحون " [ الحج ] فكل إنسان يحتاج إلى فعل الخير والعمل الصالح تقرباً إلى الله وتعبداً له وزيادة في الأجر والثواب فعطاء الله لا ممسك له ، وثوابه لا حدود له ، فعلى المسلم أن يكثر من فعل الخير والعمل الصالح يرجو بذلك أحد أمرين :
الأول : التقرب إلى الله بفعل الخير : فصيام التطوع من الأعمال التي تقرب إلى الله تعالى ، وهو من أجلها على الإطلاق كما قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : الصيام أفضل ما تطوع به ، لأنه لا يدخله الرياء ، والرياء كما تعلمون محبط للأعمال مدخل للنيران والعياذ بالله ، فالعبد مأمور بالإخلاص ولهذا قال الله تبارك وتعالى : " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء " [ البينة ] ، وقال تعالى : " وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً " [ الفرقان ] ، وقال الله تعالى : " من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً * ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً " [ الإسراء ] ، وقال جل وعلا : " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون " [ هود ] ، وقال صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى : " أنا خير الشركاء من عمل لي عملاً أشرك فيه غيري فأنا منه بريء وهو للذي أشرك " [ رواه الإمام أحمد ] ، فانظر هل سينفعك ذلك الإنسان إذا وضعت في قبرك ويوم محشرك . ولهذا كان يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة " [ رواه ابن ماجة وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 1313 ] . فعموماً فصوم النافلة له مزايا عديدة من أعظمها أنه يباعد وجه صاحبه عن النار ، ويحجبه منها ويحاج صومه عنه ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم عن وجهه النار سبعين خريفاً " [ متفق عليه ] ، وكثرة الصوم دليل على محبة الله للعبد ، ويالها من منزلة عالية ومكانة رفيعة يحظى بها العبد عند ربه فما أن يكثر من الصيام إلا ويحبه ربه ، ومن أحبه ربه وضع له القبول الأرض وفي السماء ، قال صلى الله عليه وسلم : " ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه " . والفضائل كثيرة ونكتفي بما ذكرنا لأن المقام ليس مقام ذكر لفضائل ومزايا الصيام وإنما هو لغرض آخر .
الثاني : جبر الخلل الحاصل في العبادة : فالإنسان لا يخلوا من خطأ ونقص ومعصية ، فكانت النوافل تكمل الناقص من الفرائض ومن ذلك الصوم ، فهناك مكروهات كثيرة قد يقع فيها صائم الفريضة تنقص أجر صومه ، فشرعت النافلة لسد ذلك النقص وترقيع ذلك الخلل . فكل ابن آدم خطاء ، والكل يجوز عليه الذنب والخطيئة ، فشرع التطوع لجبر ذلك النقص ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : " التطوع تكمل به الفرائض يوم القيامة " [ رواه أحمد وأبو داود وغيرهما وصححه أحمد شاكر في تحقيق المسند ] ، فالمسلم يسعى لزيادة الأجر ، وتحصيل المثوبة من الله تعالى ، ولا يتأتى ذلك إلا بفعل الواجبات والإكثار من المستحبات ، ومنها الصوم المستحب ، مثل صوم يوم عرفة . وهناك أيام وأشهر رغب النبي صلى الله عليه وسلم في تحري صيامها لما فيها من أجر ومثوبة ، وهي من صوم التطوع . ومن ذلك :
فضل صوم يوم عرفه : وهو اليوم التاسع من ذي الحجة ، وقد أجمع العلماء على أن صوم يوم عرفة أفضل الصيام في الأيام ، وفضل صيام ذلك اليوم ، جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" صيام يوم عرفه أحتسب على الله أنه يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده " [ رواه مسلم ] . فصومه رفعة في الدرجات ، وتكثير للحسنات ، وتكفير للسيئات .
ماذا يكفر صوم يوم عرفة : فعموماً لا ينبغي صيام يوم عرفة للحاج أما غير الحاج فيستحب له صيامه لما فيه من الأجر العظيم وهو تكفير سنة قبله وسنة بعده . والمقصود بذلك التكفير ، تكفير الصغائر دون الكبائر ، وتكفير الصغائر مشروطاً بترك الكبائر ، قال الله تعالى : " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم " [ النساء ] ، وقوله صلى الله عليه وسلم : " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينها إذا اجتنبت الكبائر " [ رواه مسلم ] .
Tumblr media
صوم يوم عرفة للحاج :
فيستحب صيام يوم عرفه لغير الحاج أما الحاج فعليه أن يتفرغ للعبادة والدعاء ولا ينشغل فكره وقلبه بالطعام والشراب وتجهيز ذلك ، فيأخذ منه جُل الوقت ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :" نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة بعرفة " [ رواه أحمد وابن ماجة وفي صحته نظر ] ، وأيضاً مثله عند الطبراني في الأوسط من حديث عائشة رضي الله عنها قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة بعرفات " ، ويعضدهما حديث : " أن الناس شكوا في صومه صلى الله عليه وسلم يوم عرفة ، فأرسل إليه بقدح من لبن فشربه ضحى يوم عرفة والناس ينظرون " [ رواه البخاري ومسلم ] . فعندما شك الناس في صوم النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة جاءه قدح لبن فشربه حتى يرى الناس أنه لم يصم ، وقال بعض العلماء أن صيام يوم عرفة للحاج محرم ، لأن النهي في الحدث السابق للتحريم ، وكره صيامه آخرين ، قال ابن القيم رحمه الله : وكان من هديه صلى الله عليه وسلم إفطار يوم عرفة بعرفة . انتهى . وقال المنذري : اختلفوا في صوم يوم عرفة بعرفة ، قال ابن عمر : لم يصمه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا أبو بكر ، ولا عمر ، ولا عثمان ، وأنا لا أصومه . ولفظه عند عبدالرزاق : " حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصم يوم عرفة ، وحججت مع أبي بكر فلم يصمه ، وحججت مع عمر فلم يصمه ، وحججت مع عثمان فلم يصمه ، وأنا لا أصومه ، ولا آمر به ، ولا أنهى عنه " [ 4/285 ] . وقال عطاء : من أفطر يوم عرفة ليتقوى به على الدعاء كان له مثل اجر الصائم . [ مصنف عبد الرزاق 4/284 ] . وقال الساعاتي في الفتح الرباني : وممن ذهب إلى استحباب الفطر لمن بعرفة الأئمة أبو حنيفة ومالك والشافعي والثوري ، والجمهور ، وهو قول أبي بكر وعمر وعثمان وابن عمر رضي الله عنهم أجمعين ، وقال : هو أعدل الأقوال عندي .
صوم التطوع لمن عليه قضاء : اختلف الفقهاء رحمهم الله تعالى في حكم التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان . فذهب الحنفية إلى جواز التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان من غير كراهة ، لكون القضاء لا يجب على الفور ، قال ابن عابدين : ولو كان الوجوب على الفور لكره ، لأنه يكون تأخيرا للواجب عن وقته الضيق . وذهب المالكية والشافعية إلى الجواز مع الكراهة ، لنا يلزم من تأخير الواجب ، قال الدسوقى : يكره التطوع بالصوم لمن عليه صوم واجب ، كالمنذور والقضاء والكفارة .سواء كان صوم التطوع الذي قدمه على الصوم الواجب غير مؤكد ، أو كان مؤكداً ، كعاشوراء وتاسع ذي الحجة على الراجح . وذهب الحنابلة إلى حرمة التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان ، وعدم صحة التطوع حينئذ ولو اتسع الوقت للقضاء ، ولا بد من أن يبدأ بالفرض حتى يقضيه ، وإن كان عليه نذر صامه بعد الفرض أيضا، لما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله وسلم قال (( من صام تطوعاً وعليه من رمضان شيء لم يقضه فإنه لا يتقبل منه حتى يصومه )) [ رواه أحمد ] ، وقياساً على الحج . في عدم جواز أن يحج عن غيره أو تطوعاً قبل حج الفريضة . [ الموسوعة الفقهية 28 / 100 ] . وهذا سؤال ورد إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء : هل يجوز للشخص أن يشرك النية في عمل واحد أو لعمل واحد ، فمثلاً يكون عليه قضاء يوم من شهر رمضان وجاء عليه يوم وقفة عرفة ، فهل يجوز أن ينوي صيام القضاء والنافلة في هذا اليوم وتكون نيته أداء القضاء ونية أخرى للنافلة ؟ الجواب : لا حرج أن يصوم يوم عرفة عن القضاء ويجزئه عن القضاء ولكن لا يحص له مع ذلك فضل صوم عرفة ، لعدم الدليل على ذلك . لكن الأفضل للإنسان أن يقضي ما عليه من الصوم في غير يوم عرفة ، ليجمع بين فضيلتين ، فضيلة القضاء ، وفضيلة صوم يوم عرفة . [ 10/397 – 398 ] . فأقول : من صام يوم عرفة بقصد التطوع وعليه أيام من رمضان فصيامه صحيح ، والمشروع له أل�� يؤخر القضاء لأنه لا يدري ما يعرض له من نوائب الدهر ، فنفس الإنسان بيد الله لا يدري متى يأتيه أجله المحتوم ، فليبادر بالقضاء قبل التطوع ، لأن القضاء حق لله تعالى ، لا تبرأ به ذمة المسلم ، فالأحوط له أن يبادر بالقضاء ثم يتطوع بعد ذلك بما شاء ، قال صلى الله عليه وسلم : " اقضوا الله فالله أحق بالوفاء " [ رواه أحمد بسند صحيح ] وقال عليه الصلاة والسلام : " فدين الله أحق بالقضاء " [ رواه مسلم ، انظر مسلم بشرح النووي 7/266 ] .
يوم عرفة ويوم الجمعة : إذا وافق يوم عرفة أو يوم عاشوراء يوم جمعة جاز إفراده بالصوم ، والنهي الوارد عن إفراد صوم يوم الجمعة بدون سبب ولكونه يوم جمعة ، أي تعظيماً له أو ما شابه ذلك ، أما من صامه لأمر آخر رغب فيه الشرع وحث عليه فليس بممنوع ، بل مشروع ولو أفرده بالصوم ، ولو صام يوماً قبله بالنسبة ليوم عرفة كان أفضل ، عملاً بالحديثين السابقين ، أما صيام يوم بعده فلا يمكن لأن اليوم الذي بعده يوم عيد النحر وهو محرم صيامه لجميع المسلمين حجاجاً كانوا أم غير حجاج لحديث أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نهى عن صوم يومين : يوم الفطر ويوم النحر " [ متفق عليه ] ، وروى أبو عبيد مولى ابن الأزهر قال : " شهدت العيد مع عمر بن الخطاب ، فجاء فصلى ، ثم انصرف فخطب الناس ، فقال : إن هذين يومين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامهما ؟ يوم فطركم من صيامكم ، والآخر يوم تأكلون فيه من نسككم " [ رواه البخاري ومسلم ] ، والنهي يقتضي فساد المنهي عنه وتحريمه . وقد أجمع العلماء على تحريم صوم يومي العيدين ، نقل الإجماع عنهم ابن حزم فقال : " وأجمعوا أن صيام يوم الفطر ، ويوم النحر لا يجوز : [ مراتب الإجماع ص72 ] . وقال ابن هبيرة : " وأجمعوا على أن يوم العيدين حرام صومهما ، وأنهما لا يجزئان إن صامهما لا عن فرض ولا نذر ولا قضاء ولا كفارة ولا تطوع " [ الإفصاح 3/174 ] . وقال ابن قدامة : أجمع أهل العلم على أن صوم يومي العيدين منهي عنه ، محرم في التطوع والنذر المطلق ، والقضاء والكفارة . وكذلك لا يجوز صيام التطوع كالاثنين والخميس أو أيام البيض إذا وافقت أيام التشريق ، وهي الحادي عشر ، والثاني عشر ، والثالث عشر من ذي الحجة ، لحديث نبيشة الهذلي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله " [ رواه مسلم وغيره ] ، ولم يرخص في صيامها إلا للحاج المتمتع والقارن الذي لم يجد قيمة الهدي فإنه يصوم عشرة أيام ، ثلاثة في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله ، لحديث عائشة وابن عمر رضي الله عنهما : " لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي " [ رواه البخاري ] وقولهما لم يرخص القول : للنبي صلى الله عليه وسلم والأمر وعدم الترخيص له بعد الله تبارك وتعالى .
صلاة العيد وصلاة الجمعة : قال صلى الله عليه وسلم : " قد اجتمع في يومكم هذا عيدان ، فمن شاء أجزأه من الجمعة ، وإنا مجمِّعون " ، فالسنة حضور العيد والجمعة معاً في ذلك اليوم ، لأنه يوم جمعة فالأفضل حضور الصلاتين جميعاً ، هذه هي السنة ويظهر ذلك واضحاً جلياً وظاهراً بيناً في قوله عليه الصلاة والسلام : " وإنا مجمِّعون " أي أنه سيجمع بين حضور الصلاتين ، لأن صلاة العيد ، فرض كفاية ، وقيل فرض عين وهذا ما ذهب إليه بعض العلماء لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ذوات الخدور والحيض بحضور صلاة العيد وأن يجتنبن المصلى فقالوا : هذا دليل على وجوبها على الأعيان ، لكن جماهير العلماء على أنها فرض كفاية ، لكن أقول : لا ينبغي للمسلم المؤمن الحق الذي يرجو رحمة الله ويخشى عقابه أن يفرط في مثل هذه الشعيرة العظيمة التي هي رمز وشعار من شعارات المسلمين ، فهب أنك لم تحضر لصلاة العيد وكانت فرض عين ، وسألك الله عن عدم حضورك لها ، فيا أخي المسلم ويا أختي المسلمة حافظوا على هذه العبادة العظيمة ، واهتموا بها وعظموها بتعظيم الله لها . فإذا وافق يوم العيد يوم جمعة ، فالصحيح أن من حضر صلاة العيد أجزأته من الجمعة فتسقط عنه صلاة الجمعة ، ويصليها ظهراً في بيته ، أما من فاتته صلاة العيد لعذر من مرض ونحوه فيجب عليه وجوباً أن يصلي الجمعة ، وأما إمام الجمعة فتجب في حقه الصلاتين ، صلاة العيد ، وصلاة الجمعة . لأنها لا تقوم إلا به .
نسأل الله تعالى بفضله ومنه وكرمه أن يوفقنا جميعاً للعمل الصالح ، والعلم النافع ، وأن يفقهنا في ديننا ، وأن يعلمنا ما ينفعنا ، وأن يزيدنا علماً ، وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين ، إنه سبحانه خير مسؤول وخير مأمول ، والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ، والحمد لله رب العالمين .
https://ift.tt/2CzINel https://ift.tt/32QCoWS July 24, 2020 at 03:24AM
0 notes
tmcng · 7 years
Photo
Tumblr media
Siyaam Tatawa’ Khutba 13th Shawal, 1438 (7th June 2017) Download Siyam Tatawa' in Islam Arabic version Khutbah بسم اللهِ الرّحمن الرَّحِيمِ الْخُطْبَةُ الثَّانِيَّة لِشَهْرِ شَوَّال بِتَأْرِيخِ 13\10\1438هـ-7\7\2017م حَوْلَ: صِيَام التَّطَوُّعِ فِي الإِسْلامِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ, القائل فِي كِتابِهِ العزِيز: ﴿وَسَارِعُواإِلَىمَغْفِرَةٍمِنْرَبِّكُمْوَجَنَّةٍعَرْضُهَاالسَّمَاوَاتُوَالْأَرْضُأُعِدَّتْلِلْمُتَّقِينَ﴾{آل عمران :3\133} ,﴿يَاأَيُّهَاالَّذِينَآمَنُوااتَّقُوااللَّهَوَابْتَغُواإِلَيْهِالْوَسِيلَةَوَجَاهِدُوافِيسَبِيلِهِلَعَلَّكُمْتُفْلِحُونَ﴾ {المائدة :5\35} نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعالَى وَنَشْكُرُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ , ونَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوبُ إلَيْهِ , وَنُؤْمِنُ بِهِ وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ , مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِد اً ؛وأشهدأنلاإلهإلااللهوحدهلاشريكله،وأشهدأنمحمداًعبدهورسوله، وقدأخبرناالنبيصلىاللهعليهوسلمفيالحديثعنربالعزةسبحانهتباركوتعالىأنهقال: (وَمَاتَقَرَّبَإِلَيَّعَبْدِيبِشَيْءٍأَحَبُّإِلَيَّمِمَّاافْتَرَضْتُهُعَلَيْهِ،وَلاَيَزَالُعَبْدِييَتَقَرَّبُإِلَيَّبِالنَّوَافِلِحَتَّىأُحِبَّهُفَإِذَاأَحْبَبْتُهُكُنْتُسَمْعَهُالَّذِييَسْمَعُبِهِ،وَبَصَرَهُالَّذِييَبْصِرُبِهِ،وَيَدَهُالَّتِييَبْطِشُبِهَاوَرِجْلَهُالَّتِييَمْشِيبِهَاوَلَئِنْسَأَلَنِيلَأُعْطِيَنَّهُوَلَئِنِاسْتَعَاذَنِيلَأُعِيذَنَّهُ). اللهمصلِّوسلِّموباركعليهوعلىآلهوصحابتهأجمعين. أمّا بَعْدُ , فَيَا عِبَادَ اللهِ , أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إذْ هِي الْوسِيلة إلَى الْمرغُوبِ فِي الدُّنْيا والآخِرة ؛ وقد قال تعالى : ﴿وَمَنْيَتَّقِاللَّهَيَجْعَلْلَهُمَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُمِنْحَيْثُلَايَحْتَسِبُ ... وَمَنْيَتَّقِاللَّهَيَجْعَلْلَهُمِنْأَمْرِهِيُسْرًا (4)... وَمَنْيَتَّقِاللَّهَيُكَفِّرْعَنْهُسَيِّئَاتِهِوَيُعْظِمْلَهُأَجْرًا﴾ {الطلاق :65\2-5} . إخوةَ الإيمان , هذا هُوَ اللِّقاءُ الثّانِي فِي شَهرِ شَوّال بَعْدَ رَمَضانِ الْعَظِيم الْمُبارك .وفِي الْخُطْبَةِ الْمَاضية تَحَدَّثْنا عَن : ماذا بعد رَمَضَان ؟ وبينَّا قَوْلَ أحَدِ الْعُلَماءِ : بِئْسَ الْقوم قَومٌ لاَ يَعْرِفُون للهِ حَقّاً إلاَ فِي رَمَضان لأنَّ رَبَّ رَمَضان هُوَ رَبُّ سائِرِ شُهُورِ السّنَّةِ فإنَّ الصّالِحَ هُوَ الّذي يَتَعَبَّدُ ويَجْتَهِدُ فِي السَّنَةِ كُلِّهاَ .إذاً , صِيَام الْمُسْلِم لَمْ يَقْتَصِرْ عَلَى رَمَضَانَ  بَلْ هُناك أيامٌ الْمُسْتَحبُّ صِيَامُها فِي الشَّرِيعة الإسلاميَّة .فإنَّ مَوْضُوعَ خُطْبَتِنَا الْيَوْم يَدُورُ حَوْلَ : صِيام التّطَوُّع فِي الإسلام. صيامالتطوع :منأفضلالطاعاتالتييُتَقَرَّبُبِهَاإلَىاللهعزَّوجلَّ،ويكونسَبَباًلِتَحْصِيلِمَحَبَّةِاللهِلِلْعَبْدِ. صَوْمُ التَّطَوُّعِ أو الصَّوْمُ الْمَنْدُوبُ: التطوع: التقرب إلى الله تعالى بما ليس بفرض من العبادات، مأخوذ من قوله تعالى:﴿ومن تطوع خيراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ﴾ [البقرة:158/ 2]، وقد يعبر عنه بالنافلة كما في الصلاة، لقوله تعالى:﴿ومن الليل فتهجد به نافلة لك﴾ [الإسراء:79/ 17]. ولاشك أن الصوم ـ كما أبنت ـ من أفضل العبادات، ففي الصحيحين: «من صام يوماً في سبيل الله، باعد الله تعالى وجهه عن النار سبعين خريفاً» وفي الحديث المتقدم: «كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به». وأيام صوم التطوع بالاتفاق ما يلي: 1 - صَوْمُ يَوْمٍ وَإِفْطَارُ يَوْمٍ: أفضل صوم التطوع صيام يوم، وإفطار يوم، لخبر الصحيحين: «أفضل الصيام صوم داود، كان يصوم يوماً، ويفطر يوماً» وفيه «لاأفضل من ذلك» (متفق عليه من حديث عبد الله بن عمرو). 2 - صَوْمُ ثَلاثَةِ أيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، والأفضل أن تكون الأيام البيض أي أيام الليالي البيض، وهي الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، وسميت بيضاً لابيضاضها ليلاً بالقمر، نهاراً بِالشَّمْسِ، وأجرها كصوم الدهر، بتضعيف الأجر، الحسنة بعشر أمثالها من غير حصول المضرة أو المفسدة التي في صيام الدهر. ودليلها ما روى أبو ذر أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال له: «إذا صمت من الشهر ثلاثة أيام، فصم ثالث عشرة، ورابع عشرة، وخامس عشرة» (رواه الترمذي وحسنه، والنسائي وابن حبان في صحيحه، وأحمد) وروي «أن النبي صلّى الله عليه وسلم كان يصوم عدة ثلاثة أيام من كل شهر» (رواه أصحاب السنن وصححه ابن خزيمة من حديث ابن مسعود، وأخرج مسلم من حديث عائشة). 3 - صوم يوم الاثنين والخميس من كل أسبوع، لقول أسامة بن زيد إن النبي صلّى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين والخميس، فسئل عن ذلك فقال: «إِنَّ أَعْمَالَ النَّاسِ تُعْرَضُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ» (رواه أبو داود)، وفي لفظ: «وأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأنَا صَائِمٌ». 4 - صَوْمُ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالِ، وَلَوْ مُتَفَرِّقَة، ولكن تتابعها أفضل عقب العيد مبادرة إلى العبادة، ويحصل له ثوابها ولو صام قضاء أو نذراً أو غير ذلك، فمن صامها بعد أن صام رمضان، فكأنما صام الدهر فرضاً، لما روى أبو أيوب «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتّاً مِنْ شَوَّالِ، فَذَاكَ صِيَامُ الدَّهْرِ» (رواه الجماعة إلا البخاري والنسائي، ورواه أحمد من حديث جابر (نيل الأوطار: 237/ 4) وروى ثوبان: «صِيَامُ شَهْرِ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامِ بِشَهْرَيْنِ، فَذَلِكَ سَنَةٌ» (رواه سعيد بن منصور بإسناده عن ثوبان) يعني أن الحسنة بعشر أمثالها، الشهر بعشرة أشهر، والستة بستين، فذلك سنة كاملة. 5 - صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَة: هُوَ تَاسِعُ ذِي الْحِجَّة لِغَيْرِ الْحَاجِّ، لخبر مسلم: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَة أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنَّهُ يُكَفِّرُ السَّنَّةَ الَّتِي قَبْلَهَا، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» وهو أفضل الأيام لخبر مسلم: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه من النار من يوم عرفة»، وأما قوله صلّى الله عليه وسلم: «خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة» فمحمول على غير يوم عرفة بقرينة ما ذكر. أما الحاج فلا يسن له صوم يوم عرفة، بل يسن له فطره وإن كان قوياً، ليقوى على الدعاء، واتباعاً للسنة، كما روى الشيخان، فصومه له خلاف الأولى، قال أبو هريرة رضي الله عنه: «نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة بعرفات» (رواه أحمد وابن ماجه (نيل الأوطار: 239/ 4)). ولا بأس بصومه للحاج عند الحنفية إذا لم يضعفه الصوم. 6 - صوم الأيام الثمانية من ذي الحجة قبل يوم عرفة للحاج وغيره، لقول حفصة: «أربع لم يكن يدعُهنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم: صِيَامُ عَاشُورَاء، وَالْعَشْرُ، وَثَلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة» (رواه أحمد وأبو داود والنسائي (نيل الأوطار: 238/ 4)) وقد تقدم في بحث «صلاة العيدين» أحاديث تدل على فضيلة العمل في عشر ذي الحجة عموماً، والصوم مندرج تحتها. 7 - صوم تاسوعاء وعاشوراء: وهما التاسع والعاشر من شهر المحرم، ويسن الجمع بينهما، لحديث ابن عباس مرفوعاً: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر» (رواه الخلال بإسناد جيد، واحتج به أحمد، وروى مسلم: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن اليوم التاسع») ويتأكد صيام عاشوراء لقوله صلّى الله عليه وسلم فيه: «أحتسب على الله تعالى أن يكفر السنة التي قبله» (روى الجماعة إلا البخاري والترمذي عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة، وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية»)، وإنما لم يجب صومه لخبر الصحيحين: «إن هذا اليوم يوم عاشوراء، ولم يكتب عليكم صيامه، فمن شاء فليصم، ومن شاء فليفطر» وحملوا الأخبار الواردة بالأمر بصومه على تأكد الاستحباب. والحكمة من صيام عاشوراء: ما بينه ابن عباس، قائلاً: «قدم النبي صلّى الله عليه وسلم،فرأى اليهود تصوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: يومٌ صالح، نجَّى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، فقال: أنا أحق بموسى منكم، فصامه، وأمر بصيامه» (متفق عليه (نيل الأوطار: 241/ 4)). فإن لم يصم مع عاشوراء تاسوعاء، سن عند الشافعية أن يصوم معه الحادي عشر، بل نص الشافعي في الأم والإملاء على استحباب صوم الثلاثة. وذكر الحنابلة أنه إن اشتبه على المسلم أول الشهر، صام ثلاثة أيام، ليتيقن صومها. وتاسوعاء وعاشوراء آكد شهر الله المحرم. ولا يكره عند الجمهور غير إفراد العاشر بالصوم. 8 - صيام الأشهر الحرم ـ وهي أربع: ثلاثة متوالية؛ وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرَّم، وواحد منفرد وهو رجب، وهي أفضل الشهور للصوم بعد رمضان، وأفضل الأشهر الحرم: المحرم، ثم رجب، ثم باقي الحرم، ثم بعد الحرم شعبان. واستحباب صوم هذه الأشهر هو عند المالكية والشافعية (القوانين الفقهية: ص 114، الحضرمية: ص 1182)، واكتفى الحنابلة باستحباب صوم المحرم، فهو عندهم أفضل الصيام بعد صيام شهر رمضان، لقوله صلّى الله عليه وسلم: «أفضل الصلاة بعد المكتوبة جوف الليل، وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرَّم» (رواه مسلم وغيره من حديث أبي هريرة)، وأفضل المحرم يوم عاشوراء، كما تقدم. وقال الحنفية: المندوب في الأشهر الحرم أن يصوم ثلاثة أيام من كل منها، وهي الخميس والجمعة والسبت. 9 - صوم شعبان: لحديث أم سلمة: أن النبي صلّى الله عليه وسلم لم يكن يصوم من السنة شهراً تاماً إلا شعبان يصل به رمضان (رواه الخمسة (أحمد وأصحاب السنن) ولفظ ابن ماجه، «كان يصوم شهري شعبان ورمضان» (نيل الأوطار: 245/ 4))، وعن عائشة قالت: «لم يكن النبي صلّى الله عليه وسلم يصوم أكثر من شعبان، فإنه كان يصومه كله» (متفق عليه (المصدر والمكان السابق)). هل يلزم التطوع بالشروع فيه؟ للفقهاء نظريتان في هذا الموضوع، الأولى للحنفية والمالكية، والثانية للشافعية والحنابلة: قال الفريق الأول: من دخل في صوم التطوع أو في صلاة التطوع، لزمه إتمامه، فإن أفسده قضاه وجوباً، كما أنه إذا سافر عمداً فأفطر لسفره، فعليه القضاء، لأن المؤدى قربة وعمل صار لله تعالى، فتجب صيانته بالمضي فيه عن الإبطال، ولا سبيل إلى صيانة ما أداه إلا بلزوم الباقي، وإذا وجب المضي وجب القضاء، ولأن الوفاء بالعقد مع الله واجب، وحله حرام في كل عبادة يتوقف أولها على آخرها، لقوله تعالى: ﴿ولا تبطلوا أعمالكم﴾ [محمد:33/ 47] وقال مالك: لا ينبغي أن يفطر من صام متطوعاً، إلا من ضرورة، وبلغني أن ابن عمر قال: من صام متطوعاً، ثم أفطر من غير ضرورة، فذلك الذي يلعب بدينه، وقياساً على النذر، فإن النفل ينقلب واجباً بالنذر، ويجب أداؤه، لكن ذكر الحنفية أنه إذا شرع متطوعاً في خمسة أيام: يومي العيدين وأيام التشريق، فلا يلزمه قضاؤها في ظاهر الرواية. وقال الفريق الثاني: من دخل في تطوع غير حج وعمرة كأن شرع في صوم أو صلاة أو اعتكاف أو طواف أو وضوء أو قراءة سورة الكهف ليلة الجمعة أو يومها، أو التسبيحات عقب الصلاة، فلا يلزمه إتمامه، وله قطعه، ولا قضاء عليه، ولا مؤاخذة في قطعه لكن يستحب له إتمامه، لأنه تكميل العبادة، وهو مطلوب، ويكره الخروج منه بلا عذر، لظاهر قوله تعالى:﴿ولا تبطلوا أعمالكم﴾ [محمد:33/ 47] وللخروج من خلاف من أوجب إتمامه، ولما فيه من تفويت الأجر. فإن وجد عذر كمساعدة ضيف في الأكل إذا عز عليه امتناع مضيفه منه، أو عكسه، فلا يكره الخروج منه، بل يستحب لخبر: «وإن لزَوْرك عليك حقاً» والزور: الزائرون، وخبر «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه» (رواهما الشيخان). ودليلهم على عدم لزوم النفل بالشروع فيه في الصوم: قوله صلّى الله عليه وسلم: «الصائم المتطوع أمير نفسه، إن شاء صام، وإن شاء أفطر» ( رواه أحمد وصححه من حديث أم هانئ، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، وضعفه البخاري) وتقاس الصلاة وبقية النوافل غير الحج والعمرة على الصوم، ولأن أصل مشروعية النفل غير لازم، والقضاء يتبع المقضي عنه، فإذا لم يكن واجباً، لم يكن القضاء واجباً، بل يستحب، وروي جواز قطع صوم التطوع عن ابن عمر وابن عباس وابن مسعود. أما التطوع بالحج أو العمرة فيحرم قطعه، لمخالفته غيره في لزوم الإتمام، والكفارة بالجماع، لأن الوصول إليهما لا يحصل في الغالب إلا بعد كلفة عظيمة، ومشقة شديدة، وإنفاق مال كثير، ففي إبطالهما تضييع لماله، وإبطال لأعماله الكثيرة.  أَقُولُ قَوْلِي هَذَا أَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. الْخُطْبَةُ الثَّانِيَّةُ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى الْقَائِلِ فِي تَنْزِيلِهِ الْكَرِيم: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [آل عمران:3\185] , ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾[الأنبياء:21\35] ,﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾[الجمعة:62\8], نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وتعالَى وَنَشْكُرُهُ ونُؤْمِنُ بِهِ ونَتَوكَّلُ عَلَيْهِ , ونُصَلِّي ونُسَلِّمُ علَى القائِلِ : "أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَاتِ , فَمَا ذَكَرَهُ عَبْدٌ قَطٌّ وَهُوَ فِي ضِيقٍ , إِلّا وَسَّعَهُ عَلَيْهِ ,وَلاَ ذَكَرَهُ وَهُوَ فِي سَعَةٍ , إِلّا ضَيَّقَهُ عَلَيْهِ . (أخرجه ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة) سَيِّدنا ومولانا محمّد وعلى آله وصحبه وسلِّم تسليماً . أمَّا بَعْدُ , فَعِبَادَ اللهِ ,إنّا للهِ وإنّا إليه راجِعوننتّهز هذه الفرصة الذَّهبِيّة لِذِكر وفاة أحد كبار العلماء الأقحاح المثقفّين بالثقافة الإسلاميّة واللّغة العربيّة في هذا العصر في بلاد يوربا : فضيلة الشّيخ مصطفى زغلول السّنوسي . كان مؤرِّخاً كبيراً , وكاتباً نحريراً , وخطيباً بليغاً وفصيحاً , ومفسِّيراً مثيراً. وكان جغرافيا أيضاً . وله عدّة مؤلفات , أشهرها : أ-روائع المعلومات عن أقطار أفريقيا وبعض ما نبغت فيها من المملكات , ب-أزهار الرُّبا في أخبار بلاد يوربا, ج-الحقائق العلمية في معجزات النّبي المصطفى صلّى الله عليه وسلّم, هـ-سيعود فلسطين إلى العرب وغيرها وغيرها . *** وُلد الشّيخ مصطفى زغلول السّنوسي في 18 أغسطس 1937م بمدينة إكرن إحد مدن ولاية أوشن , بجمهورية نيجيريا. تلقّى دراسته العربية الابتدائية من والده محمد السّنوسي في مدرسته القرآنية التي تحولت أخيراً إلى روضة الدِّراسات الإسلامية تحت إدارة أخيه المرحوم الشّيخ يونس السّنوسي . وانتقل وعمره 18 سنة إلى مركز التعليم العربي الإسلامي بأغيغي للشّيخ آدم عبد الله الإلوري-رحمه الله- حيث تلقّى دراسته الإعدادية سنة 1955-1959م . زاول مهنة التّدريس في المركز المذكور كمدرّس ثمّ قام برحلة إلى لبنان في دورة تدريبيّة وزار بعدها قبل العودة من هذه الرّحلة بعض البلاد الإسلاميّة منها مصر , وسوريا , والقدس , والأردن , والسّعودية , عام 1965م . ثمّ عيّن بعد العودة وكيلاً لمركز التّعليم العربي الإسلامي ونال إجازة دبلوم عام 1967م إنعاماً من المركز نفسه. وفي عام 1970م قام بتأسيس مدرسة دار الدّعوة والإرشاد في مدينة موشن وفي عام 1981م انتقلت المدرسة إلى مقرها الحالي بمدينة إيصولو وأصبح مدير المدرسة المذكورة ومدرّسا وخطيباً فيها معاً حتّى الآن. وارتحل إلى الرّفيق الأعلى : مساء الأربعاء : 11\شوّال\1438هــ (5\7\2017م) بعد المرض الّذي منعه من قيام بتفسير القرآن أثناء رمضان هذا العام بال ناب عنه اثنان من أساتذة مدرسته وهما الشّيخ محمود والشيخ إبراهيم مويوسوري وهما تلميذاه . اللهم اغفر له وارحمه رحمة واسعة. وعافه واعف عنه ووسّع مدخله وأحسن نزله واجعل قبره روضة من رياض الجنّة ولا تجعله حفرة مِنْ حُفَرِ النَّارِ . وأدخله الجنّة مع الأبرار برحمتك يا أرحم الرّاحمين . ***وأضف إلى ذلك وفاة أحد رجال دولتنا نيجيريا , قائد سياسيّ , الحجّ يُوسُف مَيْتَمَا سُلَيْ[مان] الّذِي وُلِدَ , 1\ أكتوبر\1929م وتوفي : 3\يوليو\2017م , لَعِبَ دَوْراً فَعّالاً في حصول نيجيريا على الاستقلال من  أيدي المستعمرين , وكان مُرَشَّح الحزب الوطني النّيجيري(NPN)  كرئيس نيجيريا مرشَّح سنة 1979م وتغلّب عليه الشّيخ شغري  في الانتخاب, الّذِي منعه ذلك المنصب . وكان ممثّل نيجيريا إلى الأمم المتّحدة بعد استقرار الحكومة المدنية الدّمقراطية في نيجيريا , سبتمبر , 1979م . وكان حينئذٍ في الأمم المتّحدة رئيس اللّجنة الخصّة ضِدَّ "سياسة التّمييز العنصري" APARTHEID. وكان وزيراً في نيجيريا عدّة مرّاتلوزارات مختلفة . اللّهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه ووسّع مدخله وأحسن نزله واجعل قبره روضة من رياض الجنّة ولا تجعله حفرة مِنْ حُفَرِ النَّارِ . وأدخله الجنّة مع الأبرار برحمتك يا أرحم الرّاحمين . الدُّعَاءُ: اللهمَّ انصرِ الإسلامَ والمسلمين، واحْمِ حَوزةَ الدِّين، وانصرْ عبادَكَ الْمُجاهِدِين، اللَّهُمَّ ثبِّتْنا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ربَّنا لا تُزغْ قُلُوبنا بعدَ إذْ هَدَيْتَنَا، وهَبْ لنا مِنْ لَدُنْكَ رحمة، إنكَ أنتَ الوهاب، اللهمَّ يا مُقلِّبَ القلوب ثبِّتْ قُلُوبَنا على دِينِكَ، اللَّهُمَّ يا مُصرِّفَ القلوب والأبصارِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طاعتكَ، اللهمَّ اجْعَلْنا مِمن طال عمرُه وحَسُن عمله، اللهمَّ إنَّا نسألك الثباتَ والاستقامةَ يا ربَّ العالمين. اللهمَّ صلِّ على محمد، وعلى آل محمَّد، كما صليتَ على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، في العالمين، إنَّك حميد مجيد، وبارِكْ على محمَّد، وعلى آل محمد، كما باركتَ على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، في العالمين، إنَّك حميد مجيد.
0 notes