يتحدث ارسطو عن الصداقة ويقول" بأن الصداقة خاضعة لأنواع ثلاثة منها صداقة المنفعة وهي قائمة على المصلحة المشتركة وهي صداقة من السهل إنشاءها" ، ولكن لو جادلنا ارسطو قليلاً وقلنا علاقاتنا البشرية جميعها قائمة على النفعية وهذا شيء يختلف الإنسان في قبول حقيقته ولكنهم متفقين عليه من خلال تلوينه بمسميات آخرى ، مره بأسم الابوه والواجب ومره بأسم البر وكذلك بأسم الحب وبأسم الصداقة ومره بأسم السمع والطاعة والولاء وايضا بأسم الريعية كل اشكال العلاقات تقوم على النفعية
بدأت تلك النفعية من الإنسان الأول عندما تعاون مع بني جنسه في مواجهة الأخطار والتعاون في بناء الأكواخ والتعاون في الصيد ، تلك النفعية امتدت وتعددت اشكالها حتى عصرنا الحالي ولكن الإنسان الأول لم يكن لديه تلك الأحاسيس التوجس التي يملكها الإنسان الآن ، الحداثة جعلت الإنسان أكثر توجس ، ولكن النفعية لها حدود وشروط ، النفعية القائمة على الأنا فقط وخاليه من تبادلية العطاء تلك النفعية تكون نفعية لا تسمو بالعلاقات البشرية بل تحولها إلى أنانية مذمومة واستحقاق نرجسي ، وتلك النفعية محددة بزمن ، فكما يقول ارسطو " بأن صداقات المنفعة لاتدوم طويلاً ، لأن المصلحة التي بنيت عليها الصداقة قد تتغير نتيجة لتغير ظروف الحياة "!
اتفق مع ارسطو بأنها لا تدوم ولكني اختلف معه في كونها لا تدوم طويلاً ، على العكس الصداقات النفعية يرتبط طولها او قصرها بالشخص الذي يحاول الآخر استهلاكه وتحقيق المنفعة من خلاله ، فمن يملك مزايا كثيرة يحفز الآخر على استهلاكه لوقت اطول ، لذلك سبق قلت في مواضيع كثيرة الإنسان الذي يملك مزايا الناس يتقربون منه بدافع تلك المزايا فهم ينبهرون في الهاله التي تحيط به ولكن الناس فقراء المزايا على العكس الناس يتقربون منهم بدافع الحب لشخصهم لأنهم ��ي الأصل فقراء في المزايا ، لذلك العلاقات النفعية أحياناً تطول كثيراً حتى يصعب على الإنسان إيجاد الفرق بين الزيف والصدق ، الصداقات القائمة على النفعية مرهونة بإنقضاء الحاجة
الحاجة هي الميثاق للبقاء ونهاية الحاجة تعني نهاية ذلك الميثاق
لذلك النفعية جزء من انسانيتنا وتعاون الناس فيما بينهم يحقق العدالة الاجتماعية ولكن البشر قاموا بتشوية تلك النفعية لأنهم جعلوا العلاقات مرهونة بتلك النفعية وحسب
وهناك نقطة مهمة يعتقد الكثير جداً بأن النفعية مرتبطة بالمال فقط ، الصداقة القائمة على مصلحة ونفعية المال قد تنتهي وتستطيع تعويض المال ولكن أخطر وأصعب أنواع المصلحة والنفعية في العلاقات هي منفعة الزمن والوقت وهدر العاطفة فهي غير قابلة للتعويض ، وهذا لا يعني التهاون بمنفعة المال لأن المال هو حقك واستثمرت فيه جهدك ووقتك ولكن من الممكن تعويضه ، الصداقات القائمة على النفعية لا تستحق العطاء بكافة اشكاله
اما النوع الآخر من الصداقة بحسب تصنيف ارسطو فهي صداقة المتعة فيقول "ممكن للصديقين أن يستمتعا بوقتهما معاً " ويقول "بأن تلك الصداقة هشه " بالفعل صداقة المتعة المتبادلة موجودة وقد تكون رائعة ولكنها قائمة على المتعة أن يشعر الطرفين بمتعة المصاحبة فتلك الصداقة وقودها المتعة ، ولكن اذا توقفت المتعة حتماً
سوف تخبو وتتناقص هذه الصداقة ويسودها البعد لأن العلاقات المبنية على المتعة فقط تعتمد على بنيان هش ، فمن ذا الذي قادر على تحريك متعة الآخر دائماً تحقيق المتعة الدائمة ينافي طبيعة الحياة بأكملها لأن الحياة تقوم على المتعة والمنغصات معاً ، المتعة عرضه للتقلبات
يجد ارسطو بأن صداقة النفعية وصداقة المتعة لا يتميز هذان النوعان بالإكتمال
ويصف النوع الثالث من الصداقة وهي صداقة الفضيلة بأنها كاملة يقول " إن العلاقة الكاملة هي علاقة الناس الطيبين الذين يتشابهون بالفضيلة يتمنى كل منهم الخير للآخر على قدر ماهم خيرين وهم خيرون بذواتهم "
بالفعل صداقة الفضيلة هي التي تدوم لأن المزايا قد تنطفىء والمصالح تنقضي والمتعة لا يعول عليها لأنها محكومة بالتقلب والمزاجية ، إذاً ما الذي يجعل الصداقات تدوم ، الدوام يأتي من الخير الذي بداخلنا ، طبيعة الإنسان هل هي خيره فإذاً أنت في مأمن مع هذا الإنسان الصديق ولكن اذا كانت طبيعته يمتزج فيها اللؤم والمكر والشر فتلك العلاقة غير حقيقية مهما طال زيفها وقد نسمع تلك الفلسفة من ابائنا كثيراً ، أبي دائما يقول " الإنسان الأصيل الخير فيه مزروع والإنسان اللي مافيه خير تأمن الذيب ولا تأمنه "" 😐
ايضا كانط يصادق ارسطو الرأي في الصداقة ، كانط يرى بأن الإنسان يحتاج إلى من يشاطره افكاره وذوقه ومشاعره وفي نفس الوقت يكون في مأمن من مغبة الغدر ، وذلك مايسمى بالثقة التي هي اساس الصداقة ، الصداقة هي انفتاح تام على الأفكار والمشاعر بين اثنين لذلك يصف ارسطو أن يكون لك صديقاً بقوله " أنها أعظم سلعة خارجية"
24 notes
·
View notes
قد تحمل لنا الحياة اقدارا لم نتوقعها في وقت قد نظن بأنها متأخرة ! ولكن لعبة الحياة تُسطّر دائماً على خطوط الوقت المناسب
كبشر نحن نرى الأشجار مثمرة مكتنزة بكل تلك الأوراق
تبدو زاهية بكم من الأزهار التي تتوزع هنا وهناك
لا نفكر أبدا ما الذي يوجد في الأعماق لأننا لا نراها
مع أنها تغرس ذاتها بالأرض وتتفرع جذورها في أعماق التربة لتصل إلى منطقة صلبة تتكأ عليها
كل تلك القوة والثبات في وجه الرياح ينبع من تلك الجذور الممتدة المتشعبة المخفية !
هكذا ينمو الحب في قلوب العاشقين يبدأ بذرة
صغيرة ثم ينمو إلى أن يزهر!
تماما مثل تلك الأشجار..
في ليلة هادئة اكتمل فيها القمر مشعا يزين السماء كنت امسك قلماً واكتب في صمت كل مشاعري المتراكمة وكل أفكاري المبعثرة على ورق
عل تلك الاوراق تجمع شتاتي وتُهديني خارطة الطريق إلى النور حتى أرى بوضوح من أكون وماذا أريد
لقد مللت من ضياعي وضقت ذرعا بوحدتي
أين الرفيق يا ترى ذلك الذي ينبض له القلب ويقرر العقل ان يغيب ويسكن مستسلما له..
الكثير من الوقت مضى ونحن نسرف في اعطاء قلوبنا لمن لا يستحقها تارة ولمن لا يقدرها تارة أخرى
نعتقد مع بزوغ الفجر أننا اقوياء لا نقهر نمتلك الحكمة وتعلو وجوهنا الابتسامات كأننا لم نعاني يوماً
صباح الخير أيه العالم
وعندما تغرب الشمس بساعات ويحين موعد الذهاب إلى عالم الأحلام
تهاجمنا كل تلك الذكريات التي تكون في غالبها ذكريات سيئة عن أؤلئك الذين خذلونا والذين آذونا والذين خانوا ثقتنا وجعلونا نختار الوحدة صديقة والوحشة رفيقة تسقياننا دموعاً وتنسجان لنا وحوشاً من قلق وصخوراً من اكتئاب،
تَثقُل أعيننا في نهاية المطاف إلى نومٍ يحمل في بادئه حلماً جميلاً
ثم يتحول في لحظة إلى كابوس مروع يوقظنا في حين غفلة
وكأن الحياة تنتزعنا من دائرة الوهم وتضعنا في دائرة وهم أخرى
ولكنها تختلف عن سابقتها
وهم الأحلام آمن وإن قُتلتَ فيه ولكن وهم الأفكار قاتل حتى لو كان يحمل في ظاهره كل جمال ورُقي
البشر سبب السعادة والتعاسة معاً إن أحببتهم وأحبوك سررت وظننت أنك في جنة الدنيا
وإن كرهوك أو اختفت مشاعرهم تجاهك أهدوك جليداً يعصف بك كرياح عاتية لا تكتفي تجمد روحك كأنك لم تحب يوماً..
هل وجودهم نعمة أم نقمة؟
ولكن أحياناً تحب وتفضل أن لا تبوح
تعجبك فكرة أن يبقى إعجابك بأحدهم سراً تبتسم لأنك تحمله داخل صدرك كما لو كنت تحمل ترياقاً يشفي روحك في تلك الأيام القاسية الصعبة
قد تشاركه لصديق كحكاية مسائية في لحظة غسق تحمر وجنتاك خجلاً وتبدو محموما بمشاعرك فيقنعك بالاعتراف بحبك ويشجعك أن تخبر من تحبه بمشاعرك .. ينسج لك الكثير من الاحتمالات
قد تكون هذه التجربة هي تجربتك النا��حة
وقد تكون هذه قصتك مع فارس الأحلام
وقد يكون هذا الشخص هو النهاية السعيدة وهو رفيق العمر الذي سيشاركك رحلتك في هذه الحياة !
تحتار عندها هل أخبره واسمح لكل الاحتمالات والتوقعات أن تصبح واقعا وحقيقة؟
أم احتفظ بمشاعري لنفسي حتى لا يلوثها الرفض ويدوسها الإحراج فتغدو محطمة تماما كبحار زارتها مخلفات المصانع فحرمت مخلوقاتها رغد العيش بآمان..
نحن البشر عندما نشعر بالأعجاب تنمو آلاف الأزهار داخل أرواحنا وتحلق ملايين الفراشات في سماء أمانينا
لا ندرك بتاتاً إلا وقد انسمجنا تماما داخل عواطفنا واصبحت الحياة بشكل أو بآخر ملونة وجميلة كأنها حفلة صاخبة في وضح النهار
الحب يشبه طفلاً رضيعاً ينمو كل يوم، يصبح هذا الشخص مهما جداً وعادة يومية
هيا سوف اتفقد الرسائل هل هو موجود؟
هل ارسل له صباح الخير أم مرحبا؟
هل سوف يرد ويرحب برسائلي؟ أم أنه سوف ينظر إليها بوجه عابس؟ كما ننظر لتلك الرسائل العشوائية الخالية من الروح التي يرسلها أصحابها في كل يوم وكأنها طقوس واجبة؟
تبدأ في اختلاق المواضيع في مرة تسأل عن الجو ومرة عن الهوايات ومرة عن البرامج المفضلة!
ماذا لو اصبحنا أصدقاء؟ !
تبدو الفكرة جيدة فمن سيرفض أن يصادق شخصاً لطيفاً يتسلى معه من وقت لآخر؟
لقد نما هذا الحب وبغض النظر عن سرعة نموه لم تعد الصداقة كافية
لقد شغل تفكيرك واصبحت الحياة وكأنها قطار يتوقف كثيراً تملؤك الأفكار
لماذا لم يجبني؟
هل تعديت حدود الأدب؟
هل رسائلي تخلو من اللباقة؟ !
حسنا سأبعده عن تفكيري وسأمارس الحياة بشكلها الطبيعي وأشغل ذاتي ونفسي لعل الروابط التي بيننا تخف وطئتها على أراضي خاطري !
الحب جميل ولكنه مقلق
تشاهد الأفلام فتشعر أن أفكارك تأخذك إليه تأكل الطعام فيخطر لك ما طعامه المفضل؟
تنظر إلى السماء في مشوار قصير فتتذكر المسافة اللتي بينكما..
وأخيرا تقرر أن الانتظار ليس حلا هيا سوف اكتب
هذه الرسالة هذه الرسالة فقط!
ولكن هيهات كم كنت مخطئا فالرسالة أنجبت عشر رسائل أخرى وأصبحت في غمضة عين عجوزا يملئ منزلها مئات الأحفاد
مئات الرسائل آلاف الأحرف لكنها بلا رد! يتسلل
الإحباط إلى قلبك هل هكذا انتهى كل شيء ببساطة؟ ألم يعد يريد التحدث إلي أم أنه شعر بالملل مني؟
في أيام ستشعر بالغضب وفي أيام أخرى ستملئك الحيرة وأخيرا ستقرر أن تعترف
مع أنك تعرف العديد من الكلمات وقد تتحدث أكثر من لغة إلا أن رسالة الاعتراف اصعب رسالة عرفها الوجود قد تكتبها،
كيف لك أن تفسر ما ينمو بداخلك! كيف لك ان تشرح ما يتملكك
تنظر بصمت إلى صندوق الكتابة من أين أبدأ بعد التحية؟
مع أن قلبك ينبض منذ أن خُلقت بشكل صامت دون أن تلقي له بالا إلا أنه يصبح صاخبا وصاخبا جدا لمجرد أنك أردت أن تكشف الستار عن مكنوناته من خلال رسالة
أنا معجبة بك ألطف كثيرا من أنا أحبك
مع أن الحقيقة هي أنني غارق بك وأنت تمتلك مفتاح تحريري وخلاصي
أرجوك أحبني أرجوك شاركني كأس الحب واجلس بجانبي عمراً مديداً كن درعي وسوري المنيع فلا أريد لغيرك أن يراني ولا لغيرك أن يهتم بي خدني إليك فأنت بر الآمان في رحلتي إن سألوني من تشبه فأنت بكل بساطة تشبه الوطن الذي يحتضن في أراضيه بيتي وتغلف سماءه حياتي مهما ابتعدنا عنه نتوق إليه
الحب سام نعرف تماما بأنه خطر وبأنه سيجعلنا مدمنين ولكننا نسير إليه
يتملكنا الخوف وتُقرع داخل عقولنا نواقيس الخطر بمجرد أن تكتسي الرسالة باللون الأزرق! لقد قرأها
تتأهبين لكتابة كلمة آسفة لأنك تخشين فقدانه أكثر من أي شيء آخر..ربما تسرعت ربما هو يحب شخصاً آخر ربما وربما
ثم تتفاجئين أنك قمره المضيء وهو شمسك الدافئة وأنه قطعتك الملائمة! تمسي تلك الليلة أفضل ليلة في الحياة وذلك اليوم هو أفضل يوم بالحياة
فرصة أريد هذه الفرصة
هل أنا أحلم يا ترى؟ بهذه البساطة؟ تحب فيقال لك أنا قادم من أجلك أنتي تعنين لي ما يعنيه المطر للأرض!
ما يعنيه الربيع للأزهار!
ما يعنيه الضوء للبصر!
حينها تبدأ قصتكما بمقطع عندما التقينا..
2 notes
·
View notes