#hindousew

[hindouse]

تتطرّفين، يجرحكِ المنتصف، يزعجكِ الرمادي. تتشافين على آخر حدود الناصيتين، تصمتين بينما عليكِ أن تتحدثين وتصرخين عندما يتوجب عليكِ أن تصمتين. يلهيكِ الترقّب عن الاختيار، تؤجلين القرار وتتهاوين في قعر من الانهيار. ريثما تتجاوزين حدّة الموقف. وهكذا تنتقلين بين حدّ تلو آخر لكي تجتازي محطة الراحة التي يوفّرها الحياد. يخيفكِ التماهي الذي يميّز الاعتدال، تخشين التلاشي، الغرق في بحر من الخائفين. تؤمنين أن المنتصف خُلق للاستسلام. تستبسلين للتمسك بالطرف الحادّ للأشياء، تستميتين للقبض على الرمق الأخير. وتتباهين بانتصاراتكِ على المترددين: أنا سيدة التطرّف والإفراط

[hindouse]

الحياة أثناء انتظار طرد بريدي

[hindouse]

عاد المطر ليهطل بغزارة هذه المرة في موعد انصرافنا من العمل. البعض يحمل مظلة أولئك هم المتأهبون دومًا لمفاجئات الحياة. وهناك العالقون تحت مظلة المواقف آملين أن يتوقف هطوله قريبًا هؤلاء من تداهمهم الحياة ويعلقون أمورهم على مشجب الانتظار. أما أنا ركضت نحوه بسرور الطفلة المأسورة به أبدًا. ومن ثم بدأت أتسلى بالقفز فوق البرك التي تملئ الطريق. ثم ببطئ شهي أكملت السير نحو السيارة متسائلة والبلل يغمرني لماذا قال: أي حزن يبعث المطر؟ هل لأن حضور المطر يتطلب رفقة، ها أنذا وحدي وأحمل عالم سخي بداخلي. قدت على مهل كعادتي وسألتني: أترغبين بفنجان من القهوة ومطالعة السائرون. بكل تأكيد ومضيت، بل أي بهجة يبعث المطر يا بدر، الأطفال يتقافزون بسعادة، الهواتف تطل من نوافذ السيارات، وتتسابق قطرات المطر متراقصة على الزجاج. تغتسل الأشجار منتعشة، والشمس تومئ باستحياء.

[hindouse]

كنتِ تقترضين جزءًا من قلبي وتسددينه قبل أوانه، دون أن أذكركِ بذلك، أدهشني حرصكِ واهتمامك. وهكذا مرة تلو أخرى، تساهلت وتركت لكِ قلبي بأكمله ومددت المهلة. ونسيت، تجاهلت وتكاسلت عن تتبع أثرك. تركت لكِ روحي بينما كنتِ منشغلةٌ بإنشاء المستعمرات وتعبيد الطرقات التي تؤدّي إليكِ. كنت عندما أعود إلى نفسي أجدكِ هناك، تبتسمين لا أدري هازئة أم منتصرة، لم أسألك، كانت ثقتي أكبر. بإطمئنان تركت لكِ أبوابي مشرعة، وشاركتكِ كينونتي، رأيت بعينيكِ وناجيت ذاتي بصوتكِ دون إدراكٍ مني. كل الطرق تؤدي إليكِ. لم أقاوم، كانت ما تزال تجمعنا طاولة المفاوضات، لم أكن على علم بمشروعك، هل كانت تلك ثقة أم سذاجة؟ وكيف تمكنتِ من لي ذراعي بهذه البساطة دون أن أتألم. أبتسم وأنام على صوت جرافاتكِ التي تقتلع كل ذكرياتي التي سبقت وجودك. تأمريني كما تشائين وتعبثين بقراراتي وتتمتعين بحق نقض اعتراضاتي. تزعجكِ مقاومتي السلمية، تنعتينها بمعاداة لمنهجيتكِ الساميَة. تقدمين لي كل شيء إلا ما أطلبه. أقاوم بصمت، أجوع ذاتي منكِ لكني لا ألبث إلا أن أجدكِ في كل مكان. وكلما رأيتِ مني محاولات للهرب تتهميني بالخروج عن القانون. تحتليني وتغيرين اسمي كما يحلو لكِ. لا تصغين إليّ وأنا لا أستطيع تصديق وعودك. تستمرين في رسم مؤامراتك ونشر أفكارك من خلالي، تتلاعبين بي وترفضين أن نعود لخارطة الطريق التي تضمن حقوقنا معًا. وبعد أن كنا نتعايش بسلمية، صرتِ تتعمدين استخدام سياسات تعسفية ترمي إلى تجريدي من كينونتي. الطريق مسدود لا سبيل للعودة، لا بد من الانفصال ومهما سيحدث بيننا فكلانا على علم من منا الأجدر بي

[hindouse]

نصّ هارب من مسوّدة رواية أكتبها منذ زمن، رواية قد لا ترى إلا نوركِ

[hindouse]

قصيدة: الهمالايا

قصائد مؤجّلة من ديوان الحياة أثناء انتظار طرد بريدي

[hindouse]

[hindouse]

[hindouse]

أجل أعلم يا حبيبتي أن العالم مدهش لكن هلّا زرتِ غرفتي، ستجدين أن العالم أقل إثارة وأنه بالإمكان اختصاره بين أربعة حيطان، والسقف؟ كلا ما من سقف لأحلامنا معًا.

[hindouse]

الكتابة عنكِ وإليكِ ولا تحول عن ذلك

[hindouse]

الحب هو أن أتفحّص طقس مدينتها كل صباح

[hindouse]

لماذا تقودني كل الطرقات في هذ العتمة إليكِ؟ إنكِ مؤرقة قلبي مورقة روحي. أتمرّن على الثبات، الوقوف على شعور واحد، إحساس واحد متوازن أمضي به نحو متاهات الليل، دون أن أحملكِ معي؛ كلا، دون أن أحمّلكِ مسؤوليتي، لا بد أن أفصلكِ مني دون أن أنفصل عنكِ. وعندما أتأملني تحت ضوء ذلك الشعور الواحد أجدني أقف أمام شخص لا أعرفه تمامًا، من أنا عندما أنزعني عنكِ؟ إنسان ما يتعايش في ظروف لا أعرفها، نتشابه لكن ما يكمن في دواخلنا لا يشتعل بالمقدار ذاته، أخشى تلك الفكرة وليس هذا الحريق الذي يلتهمني منذ زمن.

[hindouse]

أنغمس في كتابة المُسوّدة، واهبةٌ لكِ باحات عقلي، حاضرةٌ أنتِ هناك، توقدين شعلة ما وتكتشفين كهوفًا جديدة لم يمشي فيها قبلكِ أحد. تُنيرين الطرقات المؤدية إليها، تبثّين دفئًا في تلك المغارات التي جمّدها الصقيع والظلام. تمنحين لكل مجهولٍ اسمًا، تُمرّرين بعضًا من وهجكِ لتلافيفٍ مهجورة وتقولين لي بصمتٍ مدوٍّ: تمهّلي، المتعة في الرحلة لا في الوصول

[hindouse]

أجلس لتدوين أيامي الماضية، وهناك في الخلفية لم تكن الموسيقى فحسب، بل أنتِ، وردتي الغافية. تسأليني دائمًا: أخبريني كيف عثرتِ عليّ؟ لكني لا أخبركِ ليس لأني أرغب بالاحتفاظ بذلك لنفسي بل لأنكِ كنتِ هناك منذ البدء، من قبل حتى أن نمتلك أسماءً وأرواحًا، كنتِ هناك بانتظاري وكنت قبل أن ألتقيكِ أشعر بأنكِ تناديني في مكان ما، وبأنه لا بدّ لي أن أجدكِ، أعثر عليكِ، أتعثّر بكِ ليستقيم طريقي. أقول لكِ دائمًا بأني أجدكِ في كل شيء، حتى عندما أنظر إلى ذاتي في المرآة. قبل أن أصغي لصوتكِ للمرة الأولى كنت أعرفه، قبل أن أرى وجهك، ثمة أمر مألوف بكِ، شيء يجعلني أبحث عنكِ باستمرار حتى وأنتِ تمتلكين حجرات قلبي الأربعة، وتستوطنين روحي، وتتخذين من عيني مطلًّا، ها أنذا الآن ألتفت نحو ضوء المصباح الوحيد في حجرتي وأشعر بأنكِ أيضًا تنظرين إليه معي. حتى وأنا أكتب هذا النصّ أشعر بأنكِ تكتبينه معي بالرغم من أني أترقب لحظة قراءتكِ له عندما تستيقظين ويستيقظ معكِ عالم ساحر من الشغف والإلهام. المهم، هل نمتِ جيدًا؟

[hindouse]

كنتِ تركضين، يعجز الضوء عن اللحاق بكِ، وعندما نال منكِ التعب الذي ترفضين الاعتراف به كما لو كان خطيئة ما، اتّخذتِ من قاعدة التمثال مقعدًا. لم يشعر أحد بالغرابة، لقد كان ذلك مقعدكِ منذ الأزل وآن لكِ أن تتحولي إلى منحوتة يقف أمامها العابرون في ذهول، لم يفقد أحد دهشته مع مرور الأيام، إلا أنتِ، نافدة الصبر سريعة الاشتعال الهاربة أبدًا، أضجركِ الركود والبقاء على مقربة من الأيدي والأعين، أثقلكِ التقديس، لم تُخلقي لهذا، انهضي الآن، انزعي عنكِ التعب، بانتظاركِ أرض أرحب، وقلب مترعٌ بالحب

[hindouse]

قصائد مؤجّلة من ديوان: الحياة أثناء انتظار طرد بريدي