Text
وإيه الفايدة يا حاج؟
لما اتكلمت مع الدكتورة بتاعتي، نصحتني أكمل كتابة عنك... بس أنا بسأل نفسي دلوقتي، إيه الفايدة من الكلام معاك أو عنك؟
بتقولي إنها هتغير فكري ونظرتي ليك. بس برضو إيه الفايدة؟ إيه فايدة إني ألتمس لك العذر وأشعر تجاهك بتعاطف وأنت خلاص مش موجود؟ مفيش حاجة تتصلح.
العلاقة دي طول عمرها علاقة طرف واحد. بحاول أرضيك وأتجنبك وأنت عايش. ولما موت دلوقتي بحاول أصلح علاقتي بيك. طرف واحد بس هو اللي بيعمل كل حاجة.
عارف أزايز الشمبانيا يا حاج؟ أنا بقى عاملة زيها. مستنية واحد حظه تعيس يضطر يفتحني عشان أفرقع في وشه وأفور وأغرق الدنيا كلها. بس ماكنتش أتخيل إني هبقى اللوزر ده اللي هيفتح ازازة الشمبانيا بنفسه.
مستنية المشاعر تغرقني وتغرق كل شيء حواليا. مشاعر الفقد. ومشاعر الـ(لو بس كنت أعرف).
لو بس كنت أعرف إنك بتعاني زي ما أنا بعاني.
لو بس كنت أعرف إنك هتوحشني وإني محتاجاك وإني بشكل غريب تماماً، بحبك جداً.
لو بس كنت أعرف وقتها أسامحك، أعتقد ماكنتش كملت في لعبة الاستغماية اللي بنلعبها مع بعض. بس أنت عامل زي العيل الرخم، أخد الكورة بتاعته ومشي ومش راجع تاني.
مشيت بدري أوي يا حاج.
إيه الفايدة من كل ده أنا مش عارفة. بس يمكن أقدر أترحم عليك.
0 notes
Text
استغماية
هبتدي الحدوتة دي بأكتر ذكرى حاضرة في دماغي. إكمني الصغيرة فأنا كنت دلوعتك لحد ما دخلت في سن المراهقة. كنت دايماً واخدني في إيدك رايحين جايين مع بعض في كل مشاويرك. طريقتك في التعبيرعن الحب كانت بالأكل. ساندوتشات الشاورما. البيتزا. الفطير. كل حاجة كان نفسي فيها.
كبرت وبقيت بحب الأكل كطقس اجتماعي. بقيت بحب أعمل الأكل وأتفرج على الناس وهي بتاكل. بقيت بحب لما أبقى قاعدة مع اللي بحبهم نكون متجمعين على أكلة.
نرجع للذكرى. مش فاكرة كان عندي كام سنة. بس كنت بتشتريلي آيس كريم. وسألتني عايزاه كون ولا كوباية، أول سؤال جه في دماغي “إيه الأرخص يا بابا” سمعتك غلط، وبالغلط طلبت الأغلى. لحد دلوقتي بحس بالذنب إني حملتك فوق طاقتك.
أنت كنت دايماً بتشتكي من الفلوس. مع إن عمرك ما كنت بخيل على حد. بس دايماً عندك رعب إن الفلوس ماتكفيش. وكنت بسمعك وأنت بتتخانق مع ماما على الفلوس والمصاريف. أخدت على عاتقي مسؤولية التخفيف على مصاريفك من سن بدري شوية. أدركت من سن بدري شوية إن أنا واخواتي مصاريفنا كتير وإن ماينفعش أطلب طلبات غالية وإن إحنا بنشكل عبء مادي. كبرت وأنا شايلة الإحساس ده جوايا. أنا عبء مادي.
شهر العسل بتاعنا استمر لحد ما كملت ١٣ سنة. لما جسمي اتغير وصوتي اتغير، فجأة بقيت بتمنعني من الكلام مع قرايبنا الولاد. إكمني أصغر واحدة في عيلة عواجيز، فأنا معنديش قرايب قريبين من سني. وفي مرة لقيت شات بيني وبين واحد من قرايبنا، ابتديت زعيق وتهديد بالضرب وتهديد إنك هتروح تكشف كل ألاعيبي المستخبية. مع إني والله ماكنتش بعمل حاجة. قعدت أعيط وأحلفلك إني ماكنتش بعمل حاجة غلط. بس أنت كنت شايف حاجة تانية باين.
عارف يا بابا، أسوأ حاجة أنت كنت بتعملها كانت التهديد. كان نفسي تضربني فعلاً عشان أبقى عارفة إيه اللي هيحصل. لكن تهديدك ليا بالضرب أو الحرمان من الدراسة والخروج كان أسوأ مئات المرات. مش عارفة إيه اللي جاي، بس عارفة إن في إيدك قوة كبيرة على أذيتي. بقيت بمشي حياتي بتلفت حوالين نفسي. ولو صوتك علي شوية بحس إني هعملها على روحي (بجد مش مبالغة).
من فترة رحت معرض “خرج ولم يعد” اللي بيتكلم عن الناس اللي راحت الخليج بس بشكل ما مارجعتش، حتى وإن كانوا رجعوا بلدهم تاني.
عيشتنا في الكويت كان عيشة مؤقتة. الأجهزة الجديدة كلها كانت بتتشحن على مصر. الحاجات الحلوة كانت بتتجاب عشان نستخدمها لما نسافر مصر. عايشين على أمل إننا لما هنرجع مصر هنعيش حياة الأحلام. العيشة المؤقتة اللي أنت عيشتها دي استمرت ٤٠ سنة تقريباً. وحتى لما رجعت مصر، أنت فعلاً مارجعتش. فضلت عايش على ذكرى الكويت وازاي كل حاجة فيها كانت أحسن وأكثر تنظيماً. ماعرفتش تاخد على عشوائية الحياة في مصر، لحد ما سيبتها خالص.
أنا لحقت من ال٤٠ سنة دول ١٧ سنة. ١٧ سنة كان متقفل عليا في كل حاجة. الخروج مرة كل شهر أو اتنين. والتركيز كله على دراستي اللي ماكنتش متفوقة أوي فيها، كنت متفوقة آه، بس مش (أوي). لازم أتفوق (أوي) عشان لما أرجع مصر ألاقي كلية كويسة تقبلني.
حسيت إني كنت بخذلك أنت وماما لما ماكنتش بتفوق بالطريقة اللي انتو عايزينها. دايماً اللي بعمله أكيد في أحسن منه. حتى لما طلعت مركز أول على الكويت كلها في مسابقة ما، كان ردك إن يلا بقى ركزي في مذاكرتك. حتى ده ماكانش كفاية.
مفيش حاجة كانت كفاية. كنت بحاول دايماً أمشي جنب الحيط. أتكلم بهدوء. وماطلبش حاجات كتير. بس برضو ماكانش كفاية.
كنت بتشك فيا أول ما موبايلي يرن لحد ما اتعلمت آخد كل احتياطاتي. موبايلي صامت ودايماً مقلوب على وشه ودايماً مش بمسكه قدامك. يا حاج والله ماكنتش بعمل حاجة غلط. لحد ما عملت. أو هكذا كنت أظن.
في حقيقة الأمر أنا كنت بدور على حد يحبني. بس مين كان هيحب البنت التخينة اللي كنتها؟ أنتو قلتولي كدة. صدقتكو عشان دايماً كلامكم صح. مين هيحب بنت تخينة شكلها وحش؟ أكيد ولا حد.
اتعرفت على واحد… وهمني إنه بيحبني. ولكنه كان بيغصبني على حاجات ماكنتش أعرف بوجودها غير في الأفلام. لما قالي أنا عايز أبوسك، سألته بكل جدية: هو ده بيحصل في الحقيقة فعلاً؟
ماكنتش عايزة حاجة تخليك تقول عليا بنت شرموطة تحصل. لكنها حصلت، غصب عني. بالضغط. بالتهديد إن لو كل ده ماحصلش يبقى هيسيبني. هتسيبني وتروح فين يا معلم؟ ده أنا ما صدقت ألاقي حد يحب البنت التخينة دي. لو ده كان الثمن إنك تفضل توهمني بحبك يبقى اتفضل اعمل اللي يريحك. من معرفتي بالحب وقتها، كان عندي صورة إنه لازم يكون مليان معاناة وقلة قيمة. لحد ما الانترنت فهمني إن ده اسمه أبيوز. بس فهمت متأخر شوية لما الشخص ده ابتزني. وقتها ماكانش في ح��جة اسمها مباحث الانترنت ولا كان في اوبشن للبنت غير إنها تستخبى عشان الفضيحة. وده اللي عملته. استخبيت وبقت أي رنة لأي تليفون في البيت بترعبني ليكون الولد بيحاول يوصلي ويفضحني وتتأكد شكوكك فيا. نسيت أقول معلومة مهمة. أنا كان عندي ١٥ سنة والولد ده كان عنده ٢٤.
أحب أسمي علاقتنا ببعض استغماية. قضيت سنين عمري كلها بستخبى منك بس بدون متعة اللعب. بستخبى عشان لو لقيتني بجد، محدش فينا هيبقى مبسوط. كنت شاطرة أوي في الاستغماية. ولسه بنلعبها مع بعض لحد دلوقتي، حتى لما أنا بطلت عايزة أستخبى، استخبيت أنت ومش لقياك غير كضيف شرف تقيل عليا في أحلامي.
0 notes
Text
ازيك يا بابا
عامل ايه يا بابا. أعتقد دي أول مرة أسألك فيها السؤال ده. بس بسألهولك متأخر شوية وأنت أصلاً مش هنا. بس أول مرة أكون مهتمة فعلاً أعرف أنت عامل إيه في الناحية التانية
لو كنت مؤمنة بشوية حاجات كدة، كنت هبقى عايشة على أمل إنك في حتة أحسن، أو إني هقابلك قريب، يمكن كل الكلام اللي هكتبه ده ماكانش هيتكتب لأني كنت هاجي أقوله ليك وقت ما أشوفك. بس بما إني مش عارفة ولا ضامنة أشوفك، ولا عارفة أنا مستنيني إيه في الناحية التانية… أنا هكتبلك الكلام ده عشان حابة أصدق إنك سامعني وحاسس بيا ومعايا. أصل ماينفعش أبقى قضيت حياتي كلها بستخبى منك ووقت ما أبقى عايزة أتكلم معاك ألاقيك مش موجود. مشيت بدري أوي أنت يا حاج برضو، بس هعاتبك بعدين على الموضوع ده.
نوارة نجم قالتلي أكتب عنك زي ما هي كتبت عن أبوها. بس أنا أبويا ماكانش أحمد فؤاد نجم ولا أمي صافي ناز كاظم ولا شاركت في الثورة ولا عملت شيء يذكر. عيلة مديوكر من الطبقة المتوسطة مش شايفة إن يستحق الكتابة عنها. بس أنا مش بكتب عشان حاجة دلوقتي غير نفسي. عشان أبطل أستخبى.
نبتدي منين الحكاية؟
هبتديها من الآخر خالص. يوم ٤/فبراير. أخويا قالي يومها البقاء لله. عملت زي ما الناس بتعمل، عيطت وصرخت ودخلت في هستيريا. أصل الناس بتعمل كدة لما يعرفوا إن أبوهم مات.
بعدين عملت ايه؟ ولا حاجة.
خلينا نرجع خطوتين لورا. يوم ما شكينا إن عندك كورونا. أنت ماكنتش مصدق وكنت عمال بتتخانق معايا عشان أنا “مكبرة المواضيع” ساعتها دعيت إن يكون عندك كورونا فعلاً عشان تبطل اللي بتعمله ده، عشان تتهد شوية. ��س اللعبة كبرت مني ولقيتك يوم ٤/فبراير متكفن.
بعد ٤/فبراير ماعملتش حاجة. لقيت الحياة كملت عادي بس أنت ماكنتش موجود وفجأة بقيت بعرف أتنفس في البيت وبقيت بعرف أقعد في مكان تاني غير أوضتي حسيت بارتياح إنك مش موجود. حبيب عمري قالي كعادته دايماً في التخفيف عني، إنها مش غلطتي وإني عملت كل اللي في وسعي عشان أعرف أقرب منك.هي مش غلطة حد يا حاج يسري بصراحة. دي كانت طبيعة الأشياء ومعنديش ذرة غضب تجاهك دلوقتي زي ما كان عندي زمان.
لما مشيت، حسيت إن لازم أعمل زي ما الناس بتعمل وهي زعلانة على فراق أبوهم، بقيت بشوف هما بيعملوا ايه وبعمل زيهم. بس ماقدرش أنكر إني حبيت إحساس إني بتنفس في البيت براحتي. وإن الأكسجين بقى أحلى في العالم كله. مازعلتش عليك وقتها. موتك كان زفرة ارتياح كبيرة.
أنا وإخواتي اتولدنا واتربينا واتعلمنا في الكويت. أنت وماما عرفتوا بعض هناك واتجوزتوا هناك وخلفتوا ٤ عيال هناك. هما كانوا المفروض يبقوا ٣ بس أنا جيت بدون سابق إنذار. لما ببص على حياتكم، بلاقيها زيها زي حياة ناس كتير أوي وقتها. حياة مؤقتة في الكويت على أمل إننا لما نرجع مصر هنقعد في شقتنا الحلوة وهنستخدم الأجهزة اللي شحناها من هناك عشان طبعاً كل حاجة في الخليج أحسن. حياتك عموماً كانت مؤقتة في المكانين. مؤقتة في الكويت لأنك عارف إن هييجي يوم وهتمشي، ومؤقتة في مصر لأنك قعدت فيها ٣ سنين ومشيت.
سنين الكويت بالنسبة لي كانت تقيلة وصعبة. عايشة حياة منغلقة على ذاتها عشان أنت ماكنتش بتعرف تعمل حاجة غير إنك تخاف عليا. خوف بقيت عارفة دلوقتي إنه كان بيشلك قبل ما يشلني. وبقيت بشوف الحياة بتحصل قدامي وأنا بتفرج عليها.
في ٢٠١٥ جاتلي رسالة من أكاونت ماعرفوش باعت فيه صور ليا بيبتزني بيها. أول حاجة جت في دماغي وقتها إن بابا هيعمل فيا ايه لو عرف. في أكتر وقت أنا كنت محتاجة لك فيه أول حاجة خطرت على ذهني هو ازاي هخبي الموضوع ده عنك؟ أصل أنت كنت دايماً بتلمح إني شرموطة، ماكانش ينفع آجي أأكد عليك المعلومة. المفروض إني بنت هادية ومثقفة وبتسمع الكلام. هنا ابتديت رحلة العار والخزي من نفسي، والأكل اللي مابيقفش، يمكن يسكن الألم والخوف اللي كنت عايشة فيهم وقتها.
الأكل بالنسبة لي وقتها كان صاحبي اللي دايماً موجود. أصل هو الوحيد اللي لو عرف عن الابتزاز بتاعي مش هيحكم عليا، لا ده كان بالعكس بيطبطب عليا بشكل أو بآخر. كبرت وعرفت إن ده من أعراض اضطراب الشخصية اللي بعاني منه، بس دي حدوتة هنجيلها بعدين.
تخيل معايا كدة يا حاج، بنت عندها ١٦ سنة. في ثانوية عامة. في يوم وليلة بقت خايفة حتى من ضلها. وأنت كنت آخر حد كان ممكن تلجأله. لحد دلوقتي مش قادرة أسامحك على شكل العلاقة اللي ما بيننا اللي وصلتني لكدة. بس يلا مايجراش حاجة، هذه طبيعة الأمور
تخيل معايا كدة يا حاج، كل حاجة كنت بتحاول تحميني منها حصلتلي. أظن مفيش خيبة أمل أكبر من كدة. خوفك ده كله وتحكماتك دي كلها طلعت على مفيش. أصل من امتى كانت الصرامة والزعيق والخوف الزايد بيؤدوا لنتيجة غير عكسية؟ بس أنت تربيتك كانت ماتعرفش غير كدة. البنت لازم تخاف. وأنا عيشت لحد دلوقتي ٢٤ سنة كلهم خايفة. خايفة منك، أصل اتربيت على كدة، لازم أخاف من بابا وصوت بابا وعقاب بابا. وبعدين بقيت خايفة من غيرك. وبعدين الخوف بقى أمر طبيعي في حياتي لدرجة إني لما اتشخصت بالوسواس القهري والبوردرلاين ماكنتش مصدقة، أصل ده العادي باين؟ هبقى إيه لو ماكنتش خايفة من كل حاجة؟ بعدين عرفت إن كل الحاجات دي غالباً بتبقى وراثية.. وهنا ابتدت العلاقة بيك. ابتدت لما حياتك أنت انتهت. متأخر شوية.
1 note
·
View note