a-t3ema
a-t3ema
T.
6 posts
محاولات يائسة لتظبيط.الجاكتة دون الحاق المزيد من الضرر بالبنطلون
Don't wanna be here? Send us removal request.
a-t3ema · 2 years ago
Text
فقط قبل لحظات من نهاية المعركة والظفر بالغفوة الهادئة اخيرًا، يطرأ فى عقلك فكرة، والنوم ما هو الا توقف تدفق الافكار فى وعيك لبضع ساعات، لذا فالفكرة ليست بنت جميلة تركب عجلة ببدال فى هذا السياق الا لو كانت العجلة ستصطدم بك بينما انت ملقى على الفراش لا حول لك ولا قوة.
والمؤسف اكثر هو انها فكرة مهمة وحقيقية وهى انك بحاجة لشحن بطارية هاتفك، لهذا فهى تحولت من فكرة الى شئ اكثر خطورة مثل فعل جسدى سيتطلب بدوره حركة وبالطبع ان تدع بعض الضوء الى عينيك التى ظنت ا��ها اخيرًا ستنعم بالراحة.
بدا ان المعركة تم حسمها، فبمجرد ان تفتح عينيك سيضيع مجهود الساعة الماضية. لكن فى اللحظة الاخيرة تخطر فى بالك فكرة سخيفة للغاية مثل ان ت��اول فعل كل شئ مغمض العينين وبيدك اليمنى فقط لان تحريك يدك الاخرة سيتطلب اخراجها من اسفل بطانيتك، وهذه الصدمة الباردة كفيلة بإيقاظك. وهكذا تلتزم بتلك القواعد التى رسختها للمحاولة اليائسة الأخيرة بيد واحدة مغمض العينين كحكيم اعمى يابانى بلحية بيضاء يتأمل الكون منذ سنوات ويمارس رياضة كونج فو نهال عنبر الممنوع من التعليم اعلى قمة جبل جليدى.
تمد اطراف أناملك فى الظلام الدامس حولك كمجسات تستكشف باستعمالهم العالم الغريب من حولك محاوًلا خلق صورة فى للمشهد الاخير الذى التقطه عينك قبل محاولتك النوم. وتحاول بناءًا على تلك الصورة ايجاد طريقك للعلبة المعكعبة الشكل الصغيرة فى مكان ما حولك التى من المفترض انها تحوى سماعاتك التى يتم شحنها الآن.
تتحسس برفق كل شئ تلمسه حتى تجد ضالتك وتتاكد من ان سلك الشاحن موصل اليها بعناية شديدة. تدرس الموقف جيدًا وتحكم راحتك على العلبة ثم تلف حولها الخنصر والبنصر وتستعمل اصبعك الوسطى كحاجز على حافتها لمنعها من الانزلاق من يدك المحكمة. ثم ترسل ابهامك وسبابتك فى مهمة انتحارية لنزع السلك المشدود من العلبة. وكونه مشدود يعنى انه موجود هنا رغمًا عنه مثل اصابعك بالضبط، اى ان عليك توخى المزيد من الحظر والا تغفله لحظة وترخى اصبعيك والا سيفلت للابد فى الظلام ويسقط فى الفضاء اللانهائى بجوار السرير. بحذر شديد تنتزعه بنجاحه ومنتشيًا بانتصارك تدع العلبة لتسقط وتبدأ انت مغامرة جديدة لإيجاد الهاتف حولك، وبمجرد ان تصل له اطراف اصابعك، تتوتر من زخم اللحظة وتفلت السلك..لحظة كادت تجعل كل هذا بلا قيمة والله لكن من لطف الاقدار بك وبيأسك، يتهاوى السلك ليقف عالقًا منعقدًا على حافة السرير منقذًا اياه من الضياع للأبد. فرصة اخيرة منحك الله إياها لتنقذ الامر.
تلتقطه بعناية كلص بارع بحركة خاطفة، ثم تعود للهاتف الذى بامكانك الآن تحديد مكانه بسهوله. تدرسه قليلًا لتدرك أبعاده ثم الآن وسط عزف منفرد من الطبول الحماسية، تحين اللحظة الحاسمة. تثبت الهاتف بعد تحديد مكان مدخل الشاحن وتقترب بثبات من الفصل الاخير من المعركة حاملًا السلك بين اصبعيك، حتى يصبح بمقدورك استشعار اهتزاز بسيط فى الهاتف يعلن انه بدأ عملية شحن البطارية بنجاح..اهتزاز يتسرب الى اعصابك ويسبح بداخل جسدك باكمله ليغمره بنشوة الانتصار فى مقابل المجهول والاحتمالات الضعيفة النجاح.
يا الله ! نشوة الانتصار وحدها كانت كفيلة بفرز كافة الانزيمات اللازمة لتنام. لكن الرغبة الانسانية فى تأمل هذا الانتصار تبقيك مستيقظًا بلا رجعة.
9 notes · View notes
a-t3ema · 2 years ago
Text
دائمًا ما اجد نفسى فى الطرف الايسر من الكنبة، اغفل دومًا انه الطرف الملاصق لباب غرفة آندى.
سيخرج بعد برهة ليجلس الى الكرسى الفارغ فى المربع الفاصل بينى وبين باب غرفته.
يبتسم كلًا منا للآخر ويجلس فى صمت ينظر الى التلفاز الذى فى الاغلب يعرض شئ مصرى للغاية لن يفهمه ابدًا، لكنه يجلس هناك دون ان ينبس بكلمة او يبدى اى ابتسامة عابرة.
اتظاهر بانى نسيت وجوده الغير مريح بنما الف سيجارة وادخنها، وباننا لسنا بحاجة لفتح مواضيع لانه كما ترى فانا منهمك فى مهمتى الصعبة واحتاج التركيز لان زيادة التبغ ستجعل السيجارة مكتومة لا تسمح بمرور الدخان من الطرف المشتعل حتى الفلتر، وقلة التبغ ستجعلك تتنفس هواء ربنا النظيف بدلًا من الدخان. لكنك بحاجة الى نسبة تبغ متزنة كى تحصل على سيجارة جيدة. فيتمكن الهواء من ان ينساب بين فوارغ التبغ الضيقة بالداخل دون ان يتوقف فى منتصف الطريق..بالضبط مثل الحديث مع شخص غريب. تحتاج الى تواصل يكفل انسيابية لكى يستمر تدفق الكلمات والا سينتهى الامر للصمت من جديد مثل الحديث مع آندى بالضبط، لانه لا شئ بيننا مشترك سوى الشعو�� بالحمل الثقيل للغاية للصمت.
انا الاقرب اليه، بالمعنى الحرفى لا المجازى اطلاقًا بفضل اختيارى السئ للبقعة التى جلست بها. وربما ان الوحيد الذى يدرك وجوده. اعرف ما يعنيه الاغتراب، فأشعر بالذنب دومًا بمجرد ان يدخل الغرفة بالتعبيرات الباردة البائسة اعلى وجهه، بينما نتناقش انا والرفاق نقاش محتدم باللغة العربية التى لا احد سيقوم بترجمتها ابدًا له لانه لن يفهم حتى ان فعلنا. يزداد ظله ثقلًا كل دقيقة ويزداد شعورى بمشاطرته اغترابه كل مرة افكر انه ما زال يجلس جوارى يحدق بالتلفاز دون كلمة.
فى النهاية بعد حوالى نصف ساعة، ينهض ثم يدخل غرفته مجددًا كما اتى قبل ان يعود بعد ساعة ربما ان لم يحالف كلانا الحظ ويغلبه النوم.
آندى اسم له وقع حزين حقًا. ربما لانه اسم طالما ارتبط باعمل فنية عديدة تعاكس دومًا آندى الجالس الى جوارى. فاول آندى عرفته كان بالطبع ذاك الطفل الذى دائمًا ما يفقد العابه فى قصة لعبة، لكنهم دومًا ما يجدون طريقهم اليه من جديد. وهنالك آندى الذى لم يهزمه سجن شاوشانك وقام بعمل بحفرة فى الجدار ليعبر الى الجهة الاخرى من السور. وهنالك آندى فى الغرفة على يسارى يجلس فى صمت بباب يتعمد عدم اغلاقه بالكامل احيانًا، يجلس هنالك فى الظلام غالبًا لا يخرج عنه اى صوت. لم تجد العابه طريقها اليه ابدًا، واشك فى انه يعمل على صنع حفرة بالداخل سوى تلك التى برأسه.
منذ اصبح بالمنزل بلاى ستيشن، اصبح الامر اسهل لفترة فى البداية، قبل ان يهزمه كل من دخل الغرفة بسهولة. الهزيمة تلو الاخرى حتى خفت انفعاله بعد كل هدف يخترق شباكه.
مرة بينما كان مهزومًا بفارق خمس اهداف مقابل لاشئ، تمكن اخيرًا من احراز هدف فى نهاية المباراة. هدف لن يغير من اى شئ، لكنه حينها فقط ابتسم وقال "الآن يمكننى ان انام" ثم غادر الى غرفته.
نحن نمتلك حقنا المشروع فى الشعور الدفين بالاغتراب، كاشخاص أتوا من العالم الثالث باحثين عن الحياة فى الجهة الاخرى من العالم..تلك التى ما زلنا نجهل كيفية إيجادها. غير قادرين على تحديد ما تعنيه كلمات الغرباء حولنا، او الانخراط فى العالم الذى يلتف بنا. الكلام كله له نفس الوقع على آذاننا، لاننا لم نفك بعد شفرة هذه اللغة. وهنا تتجلى قيمة سماعات الاذن التى تحجب الضوضاء. تقلل من شعورك بان العالم يتجاهلك، مقابل فكرة جميلة نرجسية بانك انت من تتجاهله..وهذا مفيد احيانًا.
آندى هو شاب المانى فى الخامسة والعشرين من عمره لكنه ها هو بدون حاجز لغة او ثقافة مع البلد، ما يزال غير قادر على الانخراط او صنع اصدقاء بدرجة تجعله يبحث عن الرفقة وسط دائرة من المغتربين جلبهم القدر الى غرفة المعيشة المجاورة لغرفته. يذكرنى هذا بان اغترابى اقدم من هجرتى، لكن كنت محظوظ بان وجدت ما يكفى من الرفاق للهرب منه. يشعرنى هذا بالخوف احيانًا بانه ربما سيدوم الاغتراب اكثر مما نظن بعد ان وجد الجميع دوائرهم المقربة فى الثلاثون عامًا الماضية من تاريخ العالم، كما فعلت انا ايضًا بدورى، لكن الآن بعد ان تركنا عالمنا خلفنا، هل سيكون لنا مكان فى العالم الجديد ام سنكتفى بالجلوس على الكنبة وركل مؤخرة آندى فى البلاى سيتشن مع تركه ليحظى بهدف يجعله قادر على النوم ؟ لا حاجة لتشكرنى يا آندى لاننى قمت بتحريك المدافع بشكل متعمد حتى تحرز هذا الهدف فهذا اقل ما يمكننى فعله من اجلك..اسف انه لا يمكننى ان افعل المزيد فعلى ان اتعلم كيف اقطع التذاكر فى المترو، واقوم بدفع الضرائب وابحث عن وظيفة جديدة تمنح حياتى بعض المعنى، واصدقاء يفهمون حس دعابتى المريض، بينما احارب شياطينى التى لم اعد قادر على هزيمتها بنفس السهولة التى اهزمك بها الآن لان لكلًا منا ما يهزمه يا آندى ويجعله غير قادر على النوم فى المساء..فليتولانا الله جميعًا برحمته.
1 note · View note
a-t3ema · 2 years ago
Text
لطول ألفة المراوغة، تنسى كيف يمكنك قول ما تشعر به
لكثرة لجم الاندفاع، تنسى كيف تنساب
(!ألم يكن هدفك من البداية، ألا تكون الأكثر حماسة)
مغموراً بأفكار بلا نهاية، تنسى كيف تصطاد واحدة
وتطفو، ويملأ الهواء رئتيك
خطوة بخطوة، مثل من يتعلم المشي، تقول لنفسك
ومع أول ملامسة للعالم، تعيد اختراع الشرنقة
تطمئن لنفسك: يشبه الأمر قيادة الدراجة
فقط، بدّل بقدميك، وجسدك سيتذكر كيف يتوازن
بالضبط، كما يكمل هذا النص نفسه
هكذا
537 notes · View notes
a-t3ema · 2 years ago
Text
لم يزد وزن الثقل، لكنك الآن اخيرًا اعلنت استسلامك التام ورفعت رايتك البيضاء معلنًا نهاية الحرب ليبتلعك كل ما هجرته بعد ان فضت بما ابتلعته من كل ما هجرك.
سعيت خلف الخفة لكنك لم تكن يومًا خفيفًا كما زعمت..لم تملك برئتيك ما يكفيك من الهواء للطفو ومنعت نفسك طوال هذه السنين من تعلم الغطس. منهك بالكامل بعد كل هذه الركلات العابثة التى اوصلتك الى هنا، ولم تعد تقوى على الحراك فى اى اتجاه، او ربما دمرتك فكرة انك الآن بعد كل هذه المسافة التى قطعتها، ما زلت لا تعرف اين يفترض بك ان تذهب.
السماء بلا حدود لكنك بالكاد تمكنت من ان تبقى رأسك فوق الماء كل هذا الوقت، يجرك الثقل الى الاسفل، ويمنحك الامل فى الوصول ركلتين اخيرتين لا تعرف اين توجههم بالتحديد.
Planet earth is blue
And there's nothing I can do
0 notes
a-t3ema · 2 years ago
Text
احد الحاجات اللى بحب اعملها فى نهاية اليوم هى متابعة عبيد الله الغلابة فى الشارع اللى بتطل عليه عمارتى وهما بيعدوا الشارع بعد يوم عصيب حافل فى حياتى وحياتهم بكل تأكيد.
طريق كبير فارغ من السيارات باشارتين مشاة، واحدة لكل اتجاه.
ويجب التنويه ان عبور الطريق -مهما كان خالى من السيارات- طالما كانت اشارة عبور المشاة لونها مش اخضر، هو جريمة تتطلب غرامة مالية وكلمتين فى جنابك، بس الكلمتين دول مش هيأثروا فيك اوى لانهم فى الغالب هيبقوا بالالمانى وانت اصلا لا بتفهم المانى ولا نيلة فممكن تعتبر انهم كلمتين عن ان قد ايه الحياة بخير وكويسة وان الضوء فى نهاية النفق هو بالفعل ضوء يا مؤمن والله مش قطر فى معضلة فلسفية اخلاقية هيدوس اربعة اشخاص او لو تدخلت وسحبت الذراع الحديدى ذاك الموجود امامك بالضبط، هيدوس شخص واحد فقط.
بامكانك ان ترى طفل يركض خلف الآخر بلا اى اكتراث للسيارات او الشرطة او العجوز الغاضب فى الجهة المقابلة من الشارع الفارغ اللى مازال واقف فى انتظار الضوء الاخضر احترامًا لروح القانون واللغة الألمانية وحائط برلين وكل هذه الأشياء التى تجعله ينام حينما يضع رأسه على المخدة.
بعد لحظات ستضئ الاشارة من جديد ليعبر العجوز ويتقدمه بعض الشباب لا يعرفون بالضبط لماذا انتظروا دقيقة حتى يعبروا شارع ليس به اى سيارة..يتساءلون عن الدافع الذى منعهم من العبور حينما سنحت الفرصة..لا يملكون اجابة للسؤال. فى المستقبل سيدركون ان هذا كله بدأ على الارجح حينما بدأوا فى الانصات الى الصوت بداخل رأسهم..ذاك الذى يخبرهم انهم دومًا فى خطر. ذاك الصوت الذى سيزداد قوة كل يوم بعد ان يختبروا العديد من الهزائم والتأكد ان الحياة دائمًا بامكانها ان تخون ثقتك فى اى لحظة لان كل شئ ممكن لكن لسبب ما دائمًا ما ستنسى ان الاشياء الجيدة ايضًا تخض لنفس قواعد الاحتمالات، وان العالم لا ينبغى له ان يدور حولك لكنه يفعل هذا دومًا برأسك ويدفعك طوال اليوم للشعور بالدوار.
ثم هناك بعد ان تتلون اشارة المشاة بالاحمر من جديد، وفى الخمس ثوانى التى تسبق تحول اشارة السيارات للون الاخضر، مانحة فرصة اخيرة للغلابة العالقين فجأة فى منتصف الطريق بعد فوات الاوان، ان يعبروا للجهة الاخرى وينجوا من الخطر المحدق بيهم من كل السيارات اللى ملهاش وجود سوى فى مخيلتنا..فى الحادية عشرة مساءًا عالاقل.
وهناك فى الجهة الاخرى من الشارع، وفى تلك الثوانى القليلة، يرى فتى وفتاة فرصة سانحة للعبور فيمسك كلًا منهما يد الاخر وينطلقون بوثبات خفيفة بتخليهم يظهروا كانهم بيعبروا بسرعة لكن فى الحقيقة هى اكتر حاجة ملهاش اى لزمة فى الدنيا لانها وثباتهم هى بنفس سرعة لو كانوا مشيوا طبيعيين، لكنها تمنحك شعورًا زائفًا بانهم يحاولون الاسراع ويحترمون القانون الذى خرقوه للتو ببدأ عبور الشارع بعد انغلاق الاشارة. كما انها تبدو لطيفة حينما تكون فى المزاج المناسب.
احيانًا بشوف نفسى فى الغلابة القلقانين يعدوا..المستسلمين للصوت الداخلى المؤذن بالخطر الغير موجود. اوقات تانية بشوف نفسى بجرى مع العيال دون اى عبأ بالعالم. واحيانا بكون الشخص المتظاهر بالاهتمام واعبر بوثبات خفيفة زائفة لاخدع لا احد سوى نفسى فى الغالب.
اغلب الوقت اجد نفسى عالقًا فى منتصف الطريق فى الخمس ثوانى الفاصلة بين العالمين، تنقصنى الحماسة للاسراع من خطواتى ويمنحنى الضوء الاحمر الذى لم يخفت تمامًا بعد، شعور وهمى بالامان او ربما رغبة عارمة فى جعل بعض الحمقى ينتظرون قليلًا اليوم بعد ان منحنى الضوء الاخضر فى بداية مشوارى حق مكتسب فى التلكع والعبور بالشكل الذى احدده انا فى البضع ثوانى القادمة. اتمسك بهذه الرغبة فى التباطؤ لكن اخسر اغلب الوقت امام الشعور الاخر الموجود دائمًا بالقلق والخوف من المجهول.
يعتمد هذا على اليوم وعلى المزاج العام، واتساءل اى هؤلاء الغرباء الغلابة سيكون الشخص اللى انا عليه بالغد..فى جميع الحالات اتمنى انى ميفوتنيش القطر فى بداية اليوم بسبب انتظار الاشارة، لان بداية اليوم الحافل وعالمى بأكمله يعتمد على هذا، انا وخمسة اشخاص اخرين مربوطين الى القضبان فى مكان ما بالطريق بمجرد ان يعبر القطار النفق.
0 notes
a-t3ema · 2 years ago
Text
لم اكن متحدثًا جيدًا اغلب حياتى، لهذا على الارجح وجدت متعتى الاكبر فى سنوات الكلية فى كتابة القصص. ليس القصص بشكل عام بل قصصى انا الشخصية والمحيطين بى. ربما افعلها لهدف اكثر شخصية احيانًا كمحاولة لايجاد مغزى القصة الذى اجهله من الاساس قبل البدء فى الكتابة. افعل هذا كثيرًا كوسيلتى الخاصة فى اضفاء المعنى على اشياء لن يكون لها معنى ابدًا ان لم افعل، ولكى استمر فى الحياة وقت اطول، علىّ بالضرورة تجميع هذه المعانى والبحث عنها بين السطور بعيدًا عن ضوضاء الموقف والقلق الذى يمنعنى من التفكير فى صخب اللحظة.
لهذا اظن ان السبب الأول الذى يدفعنى للكتابة، ليس منح المعنى لمن يقرأ ايًا من كلامى، فالهدف الاهم اكثر انانية من ان القى بالًا لان يقرأ احدهم اصلًا ايًا من هذا.. الهدف الاول يظل دائمًا اننى اكتب لكى اقرأ انا بذاتى هذا الكلام..انانى جدًا بالفعل.
ثم يأتى بعد ذلك رغبتى فى ان اقص الحكايات التى لن اقصها ابدًا بشكل جيد فى محادثة..ستفقد الكلمات صداها ووقعها بمجرد ان تخرج على هيئة صوت. فلن تجد مستمع ينصت باهتمام لها. ولكن حينما اكتب، استطيع ان افعل هذا بشكل افضل..القليلون جدًا يجدون بعض المعنى فيما اكتبه..يجذب انتباههم احيانًا وقع الكلمات وهذا ساعدنى كثيرًا فى حياتى حتى ان لم اكن اظن نفسى سأكتب ابدًا بشكل محترف لاننى لا اظن اننى املك ما يكفى لهذا، لكننى ممتن لكل الروابط التى صنعتها ب��ضل ما تمكنت من كتابته خلال سنوات حياتى الماضية، وكانت الكتابة وسيلتى للتواصل مع العالم وحكاية القصص التى علي ان اخبر بها احد..لو لم افعل هذا فمن سيفعل ؟ ينبغى على ان اخبر البعض قصتى الغير مهمة والتى ليس لها اى وزن فى هذا العالم الحافل بالقصص لكنها مهمة بالنسبة الى لانها كل.ما املك.
ان لم اخبر الناس بقصة الرجل الغريب الذى قابلته على متن قطار من طنطا الى الاسكندرية منذ عشرة اعوام واخبرنى قصة حياته، فكيف سيفهم الناس القرار الذى ساقوم بصنعه بعد عشرة اعوام من الآن والنابع بالتحديد من عبرة غير مقصودة ابدًا من قصة هذا الرجل ؟
لو قررت السيدة الخمسينية خلف الزجاج فى شباك التذاكر ان تتوقف على لامبالاتها تجاه العالم وحجزت مقعد اخر بجانب فتاة لطيفة انتهى بها الامر بان تجلس على بعد كرسيين منى بالضبط..فقط لو كان اصبع المرأة خلف الزجاج تحرك قليلًا وجلست هناك بدلًا من هنا، الم تكن الحياة لتختلف بالكامل ؟
كل ما نملك هو قصصنا والقصص التى وجدنا نفسنا نلعب دورًا ما فيها. لسنا دائمًا ابطال القصص الافضل لكن هذا لن يمنعنا من الشعور بالامتنان للعب هذا الدور والرغبة فى قصها لانها شكلتنا وجعلتنا من نحن عليه اليوم..نحن لسنا سوى تلك المجموعة من القصص التى تزداد عددًا كل يوم نسير فيه دون وجهة معلومة صوب القصة الاكبر التى ستشمل كل هذه القصص وتفرزها بشكل خفى وتنسجها من جديد على هيئة ذواتنا الخاصة للغاية وقرارتنا الارتجالية وكل شئ يجعلنا نحن.
6 notes · View notes