ahmedjemaiarchive

[ahmedjemaiarchive]

الجغرافيا السياسية الشيعية تحت حكم ولاية الفقيه

يجب أن نفهم جيداً أن حالة النضوج الفكري داخل أسوار الشيعة اليوم لم تأت من فراغ... إنها نتيجة تراكمات الثورة الإسلامية الإيرانية والتي تخضع في حد ذاتها إلى تراكمات. حيث يعتبر صاحب البذرة الدكتور علي شريعتي رحمه الله الذي أعلن الحرب على مصطلح "التشيع الصفوي" المركب من سلطتين، فالتشيع يشير إلى السلطة الدينية القابعة في النجف الشريف آن ذاك والصفوي يشير إلى السلطة السياسية المتمثلة في شخص الشاه محمد رضا بهلوي. وهنا يكمن الفرق بين المعارضة الهدّامة والمعارضة البنّاءة، إذ لم يكتفي الشهيد بنقد النظام السائد بل قدّم البديل في كتابه "التشيع العلوي والتشيع الصفوي" فمصطلح التشيع العلوي مركب من سلطتين، سلطة الدين وسلطة القضية... فعلي بن أبي طالب قضية قبل أن يكون شخصا، لذلك نرى تعامل إيران الإمامية الإثني عشرية مع كيانات لا تمثلها عقائديا لكنها تمثلها علويا، فنجدها تتحالف مع اليمن الشيعية الزيدية، حركة حماس والجهاد الإسلامي في غزة السنيّة الإخوانية، الصين الشعبية الشيوعية، كوبا الثورية اليسارية وفنزويلا البوليفارية...

تختلف المسميات لكن الهدف واحد ألا وهو تغيير النظام العالمي من نظام القطب الواحد إلى نظام متعدد الأقطاب الذي ينعم فيه كل كيان بإستقلاليته وسيادته. نعم استطاع التشيع الصفوي القضاء على جسد الدكتور علي شريعتي رحمه الله سنة 1977 إلا أن روحه ألهمت الإمام الخميني كقائد والشعب الإيراني كقاعدة شعبية إلى الثورة الإسلامية الإيرانية سنة 1979...تم القضاء نهائيا وإلى الأبد على نظام الشاه كلب أمريكا واسرائيل والتأسيس لنظام مغاير تماما عنوانه "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود والنصر للإسلام".

إنه نظام "ولاية الفقيه" الذي يعتمد على فكرة "السيادة" التي صارت عملة نادرة في زماننا وأرجو أن لا يصيبها التضخم المالي بسبب تفشي الشعبوية في عالمنا اليوم... وترتكز هذه الفكرة في إيران على ثلاثية الشعب، الحرس الثوري والولي الفقيه....فاستطاعت إيران من خلال ثلاثيتها إنتاج مرجعية دينية شيعية خاصة بها وموازية للمرجعية العراقية في النجف.

من ثم قامت إيران بتصدير الثورة الإيرانية لا كثورة شيعية بل كثورة تتوافق مع خصوصيات الشعب الثائر فالمهم بالنسبة لهم مقاومة الهيمنة الأمريكية. وقد استطاعت تحقيق ذلك من خلال مصطلح "الهلال الشيعي" الهادف إلى تطويق إسرائيل ضمن حزام إيران، سوريا (الجيش العربي السوري والحزب القومي الإجتماعي)،العراق(قوات الحشد الشعبي)، اليمن(جماعة أنصار الله)ولبنان (حزب الله)، مكونة بذلك قوة عسكرية ضخمة قادرة على ضرب قاعدة عين الأسد في العراق وقادرة على ضرب العمق الإسرائيلي لتصبح إيران بذلك قوة إقليمية قادرة على مراقبة البحر الأحمر ورأس الرجاء الصالح من نقطة باب المندب وقادرة على تهجير سكان الشمال الإسرائيلي وقادرة أيضاً على تكليف إسرائيل 1,3 مليار دولار في ليلة واحدة.

فكما نلاحظ أن الإيرانيين استطاعوا بناء ثورة مصدرها الدين وغايتها قضايا إنسانية شاملة نلاحظ في الضفة المقابلة موتا سريريا للفكر السني والسبب هو غياب المنجز الملموس وحضور الهوس الهوياتي فبين مدنية الدولة وإسلامها السني يتخبط المسلمون السنة فتجدهم في أحضان التطبيع مع إسرائيل والتبعية للعم سام الذي يحلب ثرواتهم الطبيعية ويفرض عليهم قرارات سياسية لا تمثل شعوبهم فهذه مصر الأردن البحرين سلطنة عمان الإمارات قطر السودان والمغرب دول عربية اسلامية سنية تتعامل مع الكيان في العلن وكل هذه الدول هي دول تمثل لب الديكتاتورية فتتراوح بين أنظمة عسكرية وأنظمة ملكية هي أبعد ما يكون عن إرادة شعوبها.

الأول أن يلتهمه العالم الغربي كليا.

لذلك أختم قولي بأن العالم السني أمام ثلاث إحتمالات:

الثاني أن يلتهمه المد الشيعي الذي أثبت تاريخيا أنه قادر على الوصول إلى شمال إفريقيا.

والثالث أن تنقلب الشعوب بربيع عربي ثان غير ملون هذه المرة يلتهم الساسة والسياسة ويؤسس لنظام مغاير تماما عنوانه مصلحة الشعوب لا غير.

[ahmedjemaiarchive]

Lebanon's Support Front: Hezbollah's Efficiency and the Fragility of the Israeli System

The north of occupied Palestine is home to nearly one and a half million residents, representing one-fifth of the total population of Israel. The north also represents one-fifth of the area of the Zionist entity, which underscores its strategic importance, especially on the demographic and geographical levels.

However, the current Israeli administration, by drowning in the quagmire of the Gaza flood, has marginalized its north, leaving it vulnerable to the Lebanese support front. More than 80,000 settlers are migrating from the north to the south, with the most significant evidence being the displacement of settlers from the Shebaa Farms and Matla towards internal areas that are not reached by resistance missiles.

It is worth noting that the internal migration flows combine to reach 200,000 displaced people between the north and the Gaza envelope settlements, costing the Israeli government 600 million dollars a week, especially since the displaced people are mostly living in hotels in Eilat. This creates a new demographic distribution within the entity that burdens it economically, especially since the displaced left behind vacant jobs in the north.

The vacancy crisis and its economic consequences extend beyond internal migration. With 360,000 reservists participating on all fronts, this means 360,000 vacant jobs. This increases the cost of the war, which has cost the occupation more than 16 billion dollars in just seven months. For example, the Israeli Ministry of Finance, led by Smotrich, predicted that the fiscal deficit would reach 6.6% in 2024, hitting 7% in the first quarter alone.

The Islamic Resistance in Lebanon continues to exceed the enemy's expectations, particularly on the contact lines, where the resistance uses missiles costing between $300 and $400, such as Katyusha and Burkan. Meanwhile, the Israeli army is suffering the consequences of the imposed equation, which paints two scenarios, both of which are bitter.

In the first scenario, if the Israeli air defense systems intercept these missiles, it will cost $50,000 per missile, creating an economic embarrassment as the resistance fires between 30 and 60 missiles at a time, according to its daily published data. This economically drains Israel, especially with the increasing frequency of daily resistance operations, amounting to six to eight operations per day.

The second scenario is that the resistance's missiles reach their targets, as seen in daily published videos. This drains Israel in terms of equipment, with guided and anti-armor missiles posing a real issue due to their destructive capacity, including the Merkava tank, which costs $6 million, thus putting Israeli equipment and soldiers at risk.

There is an absence of a comprehensive security and economic approach to stop the flood of the Lebanese Support Front, which is damaging the demographic system of Israeli society in the north, as well as the economic and military system of the Israeli state.

The resistance has also managed to extend its control over the intelligence system of the entity on the borders by striking spy devices daily, with the latest achievement being the downing of a balloon in the skies of southern Lebanon after a complex operation that struck deep into Israeli intelligence.

In summary, northern Israel is bearing heavy costs at both the societal and organizational levels of the state, due, according to Israeli experts, to the absence of a comprehensive approach by the state.