Tumgik
endeavortowrite · 3 years
Text
على كنبة طويلة تمدد على ظهره شاب في اواخر العقد الثاني من العمر, في حلة مهندمة وشعر مرتب بشكل أنيق كأحد أبطال هوليود في منتصف السبعينات يرتدي حذاءه حتى اثناء استرخائه , لا يوجد على ثيابه اي نوع من الترهل ولا حتى اثار بقعة ماء. صوت انثوي ناعم يقطع صمت الغرفة سائلاَ : حدثني عن طفولتك ... الشاب : يرد بفتور , (عادية). الصوت : ماذا تقصد بعادية؟ الشاب : لا يوجد ما هو مميز فيها . الصوت : حسناَ سأعيد صياغة السؤال , حدثني عن علاقتك بوالديك ... الشاب : ينظر لأحدى زوايا الغرفة للانافذة المطلة على المدينة الصاخبة و يرد بعد تردد , حسناَ أنا الأبن البكر لأبوين لا يوجد بينهما أي ترابط كيميائي أمي تقضي أغلب ووقتها داخل المطبخ و عند انتهائها تتجه لغرفة اختي الصغرى , أما والدي فيقضي يومه في العمل و في بعض الأحيان لا نراه أبدا , ضحك الشاب و أكمل أمي كانت تشك بأنه يخونها تفتعل شجاراَ , يطفئ والدي غضبها بأحد أساور الالماس الفخمة و تعود المياه إلى مجاريها ويتلاشى الشك و الغضب , مضحكة قدرة الاشياء الثمينة على اطفاء النيران و تهدئة النفوس و تبدد أي شعور سيء. لصوت : قلت أن لديك اخت هل لديك اخوة أو أخوات غيرها و كيف هي علاقتكم ؟ الشاب : لدي أخت واحدة تصغرني ب5 سنوات , لا توجد علاقة بينا , سوى شجارنا حين توشي بي عند والدي انا حقا اكرهها فهي تحصل على كل الاهتمام و الحب و المراعاة , أمي تقضي أغلب وقتها معها , يتحدثان بدون توقف أو يتوقفان عندما أدخل عليهما الغرفة , أما والدي لا يدخل المنزل خالي الوفاض يأتي محملاً بطلبات أختي و ان لم تطلب يقابلها بحضنٍ دافئ , لا أذكر آخر مرة احتضنني فيها والدي ,أحيانا أشعر أن ولادتي كانت غلطة , و اختي هي الشي الصحيح الوحيد في حياتهما , اأشعر بأني شخص غريب بينهم لا أنتمي لعالمهم , مهاجر من كوكب آخر وجد نفسه في هذا المكان و تقبلوه على مضض الصوت : هل كنت دائم الذكاء هكذا؟
[11:52 PM]الشااب : في المدرسة لم يكن لدي اصدقاء سوى كتبي فأنا دائم القراءة نهم مستغرق في الكتب , أعيش في عالمي المتخيل الخاص ,الكتب كانت عزائي الوحيد في هذا العالم الموحش, فأنا مع كل كتاب اقرأه امتطي خيالي و يعرج بي الى عوالم أخرى عوالم أنا فيها شخص آخر أكثر جمال و أقل حزناَ , عالم يحبني فيها أبويَّ لا وجود لأختي فيها , عالم لدي فيه الكثير من الاصدقاء يحبوني و احبهم و يقدروني بشخصيتي الغريبة كما يقولون , عالم لدي فيه حبيبة تغازلني باستمرار. الصوت : ليس لديك اصدقاء؟ كيف هي علاقتك بزملائك و معلميك؟ الشاب : ليس لدي اصدقاء ابدا , هل يفترض أن يكون لدي علاقة بمعلميَّ؟ مممم المعلمة رحاب دائمة التشجيع لي ,أظن سبب ذلك ذكائي و فطنتني التي تسبق بني عمري كما تقول دائما , أو لأنني الطالب الوحيد الذي يسلم الواجبات في وقتها او الذي يسلمها على الاطلاق فهي لا تتشدد في تسليم الواجبات كباقي الاساتذة. الصوت : قلت أنك بلا اصدقاء و لكن ماذا عن سامي ؟ الشاب : يرمي بصره على الزاوية التي تحتوي على خزانة خشبية ذات باب زجاجي يشف ما بداخله تملأ رفوفها الشهادات و الاهداءات, و يرد بصوت متردد خافت سائلا , سس سس سس سامي؟! سامي أنه .. يقاطعه الصوت : انه ماذا؟ الشاب : سامي أول صديق لي ظهر في حياتي فأنتشلني من نفسي , كنت أغرق في بحر من الظلمات يغشاني هم من فوقه هم من فوقه شقاء آلام بعضها فوق بعض اذا شهقت لم أكد أتنفس و تقيدني الاف السلاسل من قدمي حتى اني لا اقوى على الحراك , سامي كان محرر الاغلال و جالب النور في حياتي ,كان لا يأبه لشيء في الحياة حتى طريقة لبسه لم تكن مثل اي شخص آخر أعرفه في بعض الاحيان كان يلبس ملابس الصيف في فصل الشتاء و العكس , سامي كان يقول ما يريد وقتما يريد و كيفما يريد , أخرجني من قوقعتي ,علمني قيادة السيارة , علمني الركض بذراعين مفتوحتين فأصبحت أحتضن الحياة يوماً بعد يوم , كنا نخرج بعد منتصف الليل و نحتسي بعض المشروبات, في بعض الاحيان كان يحرضني بأن نهرب من المدرسة في الحقيقة لقد هربنا مرات كثيرة , نذهب للشاطئ و نتأمل جمال البحر, نعاكس الفتيات و ننام في الازقة و الشوارع. غضب والدي جدا من تدني تحصيلي الأكاديمي, و لكن انا كنت سعيد, سعيد بسامي و صداقته الجميلة سامي كان نصفي الآخر , كان انا في عوالمي المتخيلة كان بهجة ايامي و انيس دربي . الصوت : اذا لماذا قتلته ؟ ينقل الشاب نظره للطبيبة الخمسينية قاسية الملامح و يستقر نظره على شعرها الأحمر يتبدد احمرار شعرها بمنظر دماء مضجرة ثيابه و هو جالس على الأرض محتضن اجزاء ما تبقى من جسد سامي و الدموع تنهمر من عينيه على وجهه الباكي , و صوت سامي يبكي متوسلا "أرجوك أقتلني أرجوك أرحني أرجوك " يهز الشاب رأسه و,يكمل سامي مترجيا مرة أخى "أنظر الى أنا بلا ساق سأعيش حياتي في ألم أبدي ,أرجوك أرحني ", ينظر الشاب للسيارة المحطمة على بعد 50 متر منه و دماء سامي تملأ الأرض و باقي ساقيه تحتها , يفيق من خياله صارخا على صوت الطبيبة سائلة مرة أخرى : أجبني لماذا قتلته ؟ يجيب مردداً ناظراَ للطبيبة : أنا لم اقتله هو طلب مني هذا أنا لم أقتله هو طلب مني هذا , كان يعاني , كان سيعيش في عذاب أبدي , يسحبه ممرضان من زراعيه و هو يصارعهما و يختفي في الأفق .
1 note · View note
endeavortowrite · 3 years
Text
إضاءة زرقاء خافتة تملأ غرفة شبه باردة تفوح منها رائحة البخور العربي جدار عليه رسم غزال أصيل بعينان جميلتان يزداد جمالا وبريقا كلما تردد عليه ذلك الضوء الأبيض الذي يظهر حيناً ويختفي حيناًَ، ، في أحد الاركان توجد تسريحة لا يوجد عليها الكثير من منتجات التجميل أما في الزاوية الأخرى طاولة دراسية بيضاء ممتلئة بالكتب شبه الممزقة من كثرة القراءة وكأن من كان يتصفحها يأكلها لا يقرأها!! ، زاد جمال ورونق الغرفة تلك الفتاة حنطية اللون جميلة الملامح جالسة على الكرسي خلقها الخالق فأحسن الخلق، هلال يتربع أعلى عينيها و شفاها كرزية اللون ممشوقة القوام تكاد تجزم أنها أحدى العارضات الفرنسيات لكن يعترض تفكيرك سواد شعرها الممتد حتى آخر ظهرها وأعين بنية لوزية الشكل وترتدي ثوبا أسود طويل مطرز العنق حتى نهاية الصدر يرتسم شكل ماسة يتوسطها رقاقات الثلج مع حزام أسود ،مرجعة قليل من خصلات شعرها وراء اذنها اليسرى مرتدية قرطا فضي دائري الشكل، ممسكة بقلم حبر أزرق موشكة على الكتابة تبدأ ب: "عزيزي الغائب أرجو أن تجدك رسالتي هذه بأحسن حال , لا أستطيع الوصول اليك الا عبر الرسائل المكتوبة , يالهي! لا اصدق نفسي نحن في القرن الواحد و العشرين و أنا أكتب لك على الورق !, و لكن ليس باليد حيلة بعد أن قمت بحظري على كل وسائل التواصل الاجتماعي , أحمد الله على معرفتي عنوان بيتك و أرجو الله أن تكون مستقراً فيه حتى وقتنا هذا أكتب اليك الان و الشوق يمزق أوتار قلبي و نار البعد تحرق كياني , حياتي أصحبت فارغة بدونك أنا روح دون جسد , هائمة في عتمات الحياة يبتلعني ظلام الأيام فلا فرح يفرح ولا سرور يمر, أكتب اليك الأن بعد لقائي الاسبوعي مع طبيبي النفسي ليس ذالك الأخير الذي حدثتك عنه , أصر والدي ان أذهب لغيره بعد رفضي الأخير لذلك الطبيب الجراح الذي تقدم لخطبتي, يقول أبي متعنتاُ بأن بي داء و لا يعلم بأن قلبي موصد و أن حافظ مفتاحه يتوسد على بعد ألاف الأميال و لكنِ حافظة لعهودي له , يصر عمي بأني مثلية و أن لي الخيار ممارسة كل حقوقي اذا وافقت على أبنه الذي يسكن امريكا فهو منفتح العقل كما يقول يعرض علي هذا لخوفه من ألسنة الناس اما أنا فعقلي موصد لا يرى سواك حبيبا و مأوى و أنا ادعو ليل نهار اللهم يا مثبت القلوب و الأبصر ثبت قلبه على حبي في آخر لقاء لنا ساومتني على الجنة او النار, الجنة في قربك و النعيم المقيم في ظلال محبتك أو نار البعد عنك ماذا عن وطني و هويتي قلت لي ذات مرة على الرغم من حصولك على الجنسية الكندية و عيشك في هذه الدولة لمدة ثماني سنوات الا أنك تشعر كنبات ينمو في غير موضعه و يموت تدريجيا لا هو قادر بأن يغير نوعه لينمو في هذه الظروف لا الارض مناسبة له فيموت من فرط الاختلاف ,عندما اخترت الذهاب ظننت أني اخترت النار على الجنة و من يبدل رضوان بمالك يا حبيب عمري ؟ من يختار الماء المالح على العذب ؟ من يختار النعيم المقيم على الشقاء؟و لكن أنا اخترت النار فهي أهلي و ذكريات طفولتي هويتي , فأنا امراة شرقية في آخر المطاف مقيدة باغلال من العادات و التقاليد تأبى أن تنكسر ولا استطيع الهروب منها هي مثل شبح مات مغدوراً تطاردني أينما أذهب , هل تذكر عندما أخبرتك أن أهلي يعتبرون الحب خطيئة و كان ردك اذا كان االحب خطيئة فلماذا خلقه الله؟ و كان ردي كعادتي الصمت , كنت تطرح اسئلتك الجريئة غير مكترث لتلك العاصفة الهوجاء التي تقبع داخل عقلي بعد كل سؤال تتركني هكذا في عين الاعصار اصارع نفسي ولا أقوى على الاجابة حتىى , رغم امتلاكي للألاف منها , كان لديك تلك القدرة لتفجر داخلي تلك الطاقة كما تفجر أشعة الشمس زرقة البحر داخل عينيك , لقد أطلت عليك يا عزيزي و لكن أريد أن اسألك من حال مكاننا المفضل ذالك المقهى الذي اعتدنا على زيارته هل قهوته لا تزال لذيذة؟ و تلك النادلة التي أعتدت لتغازلها لتفجر نار الغيرة داخلي لا تزال موجودة؟ كان أسمه بلزاك صحيح؟ محبتك دائما المقيمة في قلبك أنا ." طوت الرسالة و وضعتها داخل الظرف و خلدت للنوم
5 notes · View notes
endeavortowrite · 3 years
Photo
Tumblr media
0 notes
endeavortowrite · 3 years
Text
العام 2019 الساعة ال9 صباحًا أحد أيام اغسطس النادرة المُشمِسة في المدينة الكندية تورونتو النسيم هادئ و رائحة الفجر الجميل ,المكان ذي النوافذ الزجاجية الكبيرة و الإطار الأسود الجميل هاه لم ألحظه من قبل حتى زهور البيغونيا الشمعية لم ألحظها من قبل ازهارها ذات اللون الأحمر و الابيض  تضفي جمال خاص للمكان هل هي موجودة هنا دائما ام ضوء الشمس المسلط عليها جعلني ألحظها ؟ , الكراسي المصنوعة من الخيزران تبدو جميلة ,هذا اللون الأحمر الزي يزنينها يكسبها طابع جميل و أما الطاولات ذات العنق الاسود الممشوق و الوجه الدائري تقف شامخة حتى لا تفوت ملاحظتها  أبدا , عبير القهوة مع الازهار يطفي طابع جميل , و هدوء المكان  مناسب لقراءة كتاب و لكن ليس لنسيانِها تبا! هل قُلت نسيانها من هي حتى اذكرها حتى؟ رفع نظره موجهاً إياه نحو السماء غطى بصره من الشمس الساطعة مظلة صفراء تحمل إسم المحل ( بلزاك ) ضحك ضحكة عالية مرددا في نفسه كم هو طريف أن يحمل مكان قهوة اسم شخص كانت القهوة نفسها سبب وفاته , الموت ...  هو مات من القهوة و أن سأموت في لحاظ عينيها  حسنا لن أفكر فيها صرف نظره نحو كوب القهوة السوداء ليقطع تفكيره المتواصل فيها عسى أن تسبح روحه داخل إحدى فقاعتها و تعصف به الريح و تهوي به في مكان بعيد , لون القهوة يذكرني جمال عينيها التي شغفتني حبا , لماذا هذا الفنجان يشبه الابتسامة ردد في نفسه قائلا ربما لونها  الابيض الناصع يشبه اللؤلؤ المرصوص داخل ذالك الثغر الجميلالذي اشتهي  .... لا لا لا لا سأتوقف الأن سأصرف نظري للنادلة يقولون افضل طريقة لتنسى إمراة بالوقوع في حب امرأة اخرى هذه النادلة جميلة ترتدي قميص أسود يعمل علامة المحل مع الجينز الأزرق و ازار أسود , شعرها ذهبي جميل مع ضفيرة مرتبة على الجانب تنسدل على كتفها الأيسر و يرتسم على وجها ابتسامة ليست حقيقية لماذا اصبحت أراها قبيحة فجأة هل لأني اعشق ذالك الشعر الداكن الغجري المنسدل بدون عناء أم تلك الغمازة التي تضفي جمال لجمال ابتسامتها الساحرة أه كم هي جميلة ماهذا لقد غرقت مرة أخرى لقد اتخذت قرار قبل عام أن انساها و لكن كل مرة أقع في حبال تفاصيلها التي تغمر عالمي ردد هذا و ترك فنجان قهوته شبه ممتلئ و اختفي في الأفق
2 notes · View notes