Tumgik
haisssam · 4 years
Text
٦ - قبة
على الرخام الأبيض جلسنا وحولنا حمام يغط وآخر يطير، أمامي سكن مشعاً بنوره، وحولنا ضوء الشمس يتلألأ برفق على زوايا المنبر وفوق عرائس السماء. كان البلد بعيدا والصوت خافتا وكأننا نبتعد عن الأرض رويدا لنطوف المجرات.   قلت: يا شيخ، ما الإسلام؟ قال: أن تسلم انك بلا إرادة. قلت: وما الإيمان؟ قال: أن تؤمن أن كل شيء يسير بمشيئتك. تعجبت: فما الكفر إذا؟ أجاب: أن تري في إسلامك وإيمانك ضدين. تمعنت قليلا في طرف ثوبه الناصع ثم قلت: ومتى تصح التوبة؟ رد: وقت أن تتوقف عن الندم. فباغته: وما بعد الموت؟ فهمس: حياة يعقبها موت آخر. قلت:صحيح فقد بدأت وانتهت الحياة بموت فقال: بل بفكرة وحيدة قاومت القتل فأحيتك. قلت ومال الناس؟ قال: أنت هم. فهتفت: ومن أنا؟ فرد بحزم: لا شىء ولكنك مرآة الكل.
غمرتني قشعريرة ففطنت اني قد فهمت كل شيء. قبلت رأسه وقلت: ادع لي بالقوة. قال: اخترت أصعب ما في الحياة وإن كان أجمله. ثم أشار بسبابته لأعلى وقال: انت تلك القبة، مركزها نقطة لكن أطرافها لا نهاية. اذا ضللت الطريق فعد لمركزها وان غمرك النوم ستصحو أسفلها. فلا تجزع وأشكر واحمد. وآمن تأمن وثق أنك في خروج لا عودة بعده وفي رجوع لا شتات فيه. 
12 notes · View notes
haisssam · 4 years
Text
٥- توحيدة
سأحاول ان اختصر فالقصة طويلة، كنت في ابتدائي ويوما ما كنت خارجا من المدرسة في طريقي للمنزل عندما وجدتها جالسة علي الرصيف تبكي، طفلة سمراء حزينة بضفيرتين وجونلة وشراب ابيض ساطع. اقتربت منها باهتمام حقيقي وقلت: انتي كويسة؟. نظرت لي للحظة بشك ثم قالت: مالكش دعوة بيا. اصابني ألم حقيقي ومشيت في طريقي في قمة الإحراج. 
كان أبي يمتلك مكتبة تبيع الكتب الخارجية والألعاب وتصور الورق للطلبة. كنت كثيرا ما أساعده في العمل عندما كنت انهي واجباتي ودروسي وفي الأجازات طبعا. عندما لم يكن هناك زبائن كنت اضيع الوقت مع أبي في لعب الشطرنج او الدومينوز الأمريكاني أو حتي اسئلة في المعلومات العامة . ظهرت يوما مع أمها ليشتروا هدية عيد ميلاد وقبل ان ترحل كتبت لي على ورقة مهملة: ملك ٥. لم أفهم الرسالة وتخيلت أن اسمها مَلَك مثلا. عدت الي الروتين ولم أفكر كثيرا وفي المساء نافسني أبي علي دور شطرنج مقابل أن يأخذني الي السينما. في نصف الدور كنت قد شارفت علي الخسارة، تذكرت رسالتها ولعبت الملك في الخانة الخامسة بدون أن أُفكر كثيرا في تبعات الحركة التي في الحقيقة فتحت ليا طريقا لأفوز علي أبي للمرة الأولي منذ علمني الشطرنج. ابتسمت كثيرا وانا في السينما هذه الليلة وادركت انني قد وقعت علي كنز. 
تطورت علاقتي بالفتاة - التي عرفت لاحقا ان اسمها توحيدة - عبر شهور وسنين كانت كلها تخلو من أي حوار او تعارف او حتي محاولة فهم لسبب هذه الرسائل الغريبة التي كانت ترسلها. تمر فترات ترسل لي فيها توحيدة رسالة كل يوم،  وفترات تمر أسابيع بلا أي مخاطبات. احيانا تأتي بنفسها الي المكتبة، دوما مع أمها او ابيها او أحد اخواتها، اشعز بالحرج الشديد من أن احاول التعرف عليها هناك خوفا من أبي وقدسية - مكان أكل العيش - وأجبن عن مخاطتبها في المدرسة بعد ان رفضتني منذ المرة الأولي.
 أحيانا تترك لي توحيدة رسالتها في ورقة تحت باب المكتبة في الصباح، او في درج تختي بالفصل. واحيانا تطلب من إحدي صديقاتها ان تبلغني في الفسحة، أو أجد الرسالة مكتوبة بالقلم الجاف علي مقلمتي أو كراسة الواجب عندما تكون هي المسئولة عن جمع الكراسات. طبيعة الرسائل ايضا ظلت تختلف وتتراوح: أوقات ترسل لي توحيدة أرقاما، واوقاتا ترسل لي حروفا أو مزيجا بينهم. اوقاتا تكون الرسالة مفهومة فيكون هذا حلا في اختبار، أو كودا لكي لا أخسر في لعبة أتاري. او حتي توجيها للتعامل مع موقف معين، كأن أصالح آخي محمد أو اشتري هدية لأمي في عيد الأم. واحيانا تكون الرسالة غامضة ولا أجد لها استخداما. لكني عندما كنت استخدم رسالة توحيدة كنت دائما أفوز: في لعبة، في اختبار، في علاقة عائلية، في استثمار قررت عمله خلال اجازة الصيف. كل مرة توحيدة تضعني على الطريق في أكواد مكتوبة. قررت ان اتبع قلبي فأضع كل رسالة في نصاب ما اهتم به وقتها. وأقلعت بعد مدة عن محاولة الوصول لمعني مالا أفهمه أو محاولة ان اتحدث مع توحيدة. كأني قررت أنها ككل ما هو عجيب في العالم، يفسد عندما تحاول ان تفهمه. 
في الثانوي، تفرقنا لأن الأولاد فُصِلوا عن البنات خوف الفتن. اختفت توحيدة من حياتي تماما ولعنت كسلي في ان اعرف بيتها أو طريقا للوصول اليها. سألت عدة زملاء ولكن لا أحد يعرف لها طريقا. ظللت انتظر رسائلها بلا فائدة حتي نسيت الموضوع تدريجيا وصار من ذكريات ماضي الطفولة المليء بالشجن. 
لكن في ثالثة ثانوي اهدتني أمي موبايلا جديدا احتفالا بتفوقي الساحق في العام السابق. وكما تتوقع عزيزي القارىء لم تمض بضعة اشهر حتي استقبلت رسالة من توحيدة. عادت الرسائل هذه المرة ولكن كإس إم إس. حاولت الأتصال بها عدة مرات ولكن لا إجابة. ظلت تصلني رسآئل استخدمها بدون تفكير: رقم أضعه في إجابة سؤال في اختبار الرياضيات فاجتازه، إسم اذكره لأمن بوابة المعمورة فيسمح لي بالدخول، موعد ومكان انتظر فيهما لا أحد فأفوز بتذكرة مجانية لفيلم أو اتعرف علي فتاة تصبح صاحبتي لبضعة شهور. كان الموضوع يحدث بلا سيطرة أو تحكم. وبالتدريج آمنت ان توحيدة هي ملاكي الحارس وأن هذا لا لكل الناس فانا محظوظ وأن الحديث عن الموضوع - فضلا عن انه يببعث السخرية ويشجع علي التريقة - قد يفسده. فاعتبرته سري الخاص. 
ليلة التنسيق واختيار الكلية، انتظرت رسالتها فلم تأت. ذهبت في الصباح لمكتب التنسيق وقدمت اوراقي بترتيب الكليات التي اعتبرها والدي مناسبة. وانا امام الموظف أمضي علي الأوراق ظل تليفوني يرن فتجاهلته وتبين انها توحيدة تتصل للمرة الأولي. لعنت نفسي مائة مرة وطبعا لم ترد عندما حاولت الإتصال بها لاحقا. كان الورق قد دخل الماكينة وقضي الأمر. بدأ معدل الرسائل يقل خلال الجامعة. يوما وصلتني رسالة منها فيها أسم: ليلى محمد عادل. بعد عام، سمعت الإسم في احد الإختبارات الشفوية مطلوبا للمثول أمام الدكتور فطربت. طلبتها في موعد ووقعنا في الحب بعدها بيومين. وكانت هذه قصة معرفتي بليلى وبعدها بسنين تزوجنا كما تعرف وانجبنا وصار ما صار. 
المهم اني انهيت الدراسة، طبعا بمساعدات خفية وغير خفية من توحيدة. طول هذه المدة انا اسمع الكلام. تصلني رسالة من توحيدة فلا اتبع عقلي او اراء اصدقائي او اهلي في موضوع يشغلني بل أتبع نصيحة توحيدة. او ما اظن انه تفسيري لنصيحتها. وفي حال لا اتلقى اي رسائل منها اتبع ما سبق. تخرجت وتوظفت ولم تنقطع الرسائل وإن قلت بشكل ملحوظ. لكنها كانت تزيد عندما تسد الدنيا في وجهي وتقل للغاية عندما اشعر انني املك العالم.
في السابعة والعشرين، كنت قد انجبت يوسف وقامت الحرب ايامها وطلبني الجيش للتجنيد. كنت اعمل في شركة عالمية وعندي طفل وأسرة وكان تجنيدي يعني أن اموت، او افقد وظيفتي واعاني بعد الحرب من الكساد. حاولت كل الوسائط والعلاقات ولكن الوضع كان كارثيا. قابلت رجلا يعمل في التجنيد، وعدني انه يستطيع ان يصدر لي شهادة طبية باني غير لائق اذا دفعت له مائتي ألف جنيه. سهرت طول الليل محتارا، ليس فقط بسبب المبلغ الذي كان سيقتضي أن أدمر كل مدخراتي ولكن لأن الرجل غير مضمون بالمرة، والمخاطرة في التزوير بوقت الحرب يعني السجن العسكري وخسارة كل شيء. قررت بعد استشارة قلبي أن اخوض التجربة واسلم نفسي للتجنيد علي انجو بعذر طبي. ونمت وانا احتضن زوجتي وإبني الذين سافارقهم بعد عدة ساعات.
في الخامسة فجرا وانا اكوي ملابسي وصلتني رسالتها، بعد انقطاع ستة أشهر، عندما رن الموبايل بنغمة الرسالة فرحت من قلبي، كأن كل الكرب والهم والظلام سينقشع حالا. فتحت الرسالة لأجدها رقمين وعلامتي استفهام: ٢٠٠؟ ٣؟. طربت فرحا لأن الرسالة كانت في قمة الوضوح: تدفع ٢٠٠ الف ولا تدخل الجيش ٣ سنين؟ 
لم اتردد وكلمت الرجل ودفعت الرشوة، وبالفعل اصدر لي شهادة الإعفاء وحافظت علي وظيفتي واسرتي لمدة قصيرة، قبل ان يحين موعد تجديد بطاقتي الشخصية بعها بعام، في مجمع الأحوال المدنية بالعباسية نادي علي الضابط وطلب مني الدخول لمكتبه، قال لي ان شهادة الإعفاء مزورة وان شكلي ابن ناس وانه لا يريد ان يمرمطني كالجهلة المتهربين من التجنيد ولكنه يريد أن يعرف كيف يمكن ان يكون أي شخص متعلم بهذه الغباوة؟
قضيت ثلاث سنوات في السجن الحربي كمتهرب من التجنيد. كانت هذه أقل عقوبة استطعت الحصول عليها. كان السجن تجربة فريدة سأفرد لها مساحة أخري لكني لم اتوقف يوما عن النقم علي توحيدة وكراهيتها. زادت وتيرة رسائلها في الحقيقة خصوصا بعد سنة من حبسي. قررت اني غبي لكي أستمع لرسائل من مجهول، وساعدني علي ذلك سخرية زملائي في السجن مني عندما حكيت القصة. كان السجن كنداء إفاقة. نظرت الي الماضي وضحكت من هبالتي وتخلفي العقلي. عندما خرجت كان كل شيء قد تغير. زوجتي لم تطلب الطلاق لكنها لم تكن نفس الشخص فانفصلنا. ابني كبر بلا أب وصار بيننا هذا الحاجز النفسي العجيب الذي لا يمكن ان تفهمه الا اذا مررت به. أهلي عاملوني كمزور واصدقائي بخلوا علي بنصيحة عما يجب ان افعله.  في هذه الفترة الصعبة كنت قد اتممت الثلاثين وبدأت التفكير في توحيدة كثيرا، بدأت تراودني كوابيس كثيرة ولكن بعض الليالي كنت احلم بها في المدرسة، في المكتبة، احلم برسائلها، واحيانا احلم اني اقول لها اشياء كثيرة. ذات صباح استيقظت من النوم، وقررت ان ارسل لتوحيدة ما كنت اقوله لها في الحلم. او ما اتذكره من الحلم في كل الأحوال. لم ترد فكررتها بعدها بليلتين. ثم قررت اني سأرسل لها ما احلم به بغض النظر عن الرد. كنت أشعر اني انتقم بشكل او بآخر. ظللت أرسل لها ما أحلم به لسنة او يزيد. كانت آخر رسائلي لها صوتا تذكرته عندما استيقظت من النوم يقول: بلاش ٦ خليها ٩
بعدها بيومين رن تليفوني وظهر ان المتصل توحيدة، دخلت غرفة النوم في البيت الذي صرت اعيش فيه وحيدا. جلست علي السرير واغمضت عيني ثم فتحت الخط. كان صوت أجش لرجل عجوز. قال: حضرتك فلان؟ قلت ايوه انا هو. مين معايا؟. ظل يبكي بحرقة وبعد ان توقف قال: رسالتك قتلتها. بس هي ارتاحت. اغلق الخط وانا ذاهل عن الرد. لم احاول الاتصال به ثانية ولم اهتم بمعرفة ما حدث. لم أشعر منذ ذاك بالأسى او بالفقد. بل علي العكس، هناك راحة ما حلت علي عندما عرفت ان توحيدة رحلت. لا اعني اني كنت اريدها ان تذهب ولكني لم اكن اريد الا ان اكون، وان اقرر وان اشعر ان كل ما يحدث لسبب وأن كل ما مضى كان مستحقا.
توحيدة كما تخيلتها العزيزة رنا مجدي
https://www.instagram.com/p/CUxVGo-MVIG/?utm_medium=copy_link
View this post on Instagram
A post shared by Strawberryfields Design Studio (@strawberryfieldsdesigns)
17 notes · View notes
haisssam · 4 years
Text
٤- أحذية قادس
كنت في قادس بجنوب الأندلس، وهي مدينة عربية قديمة تحاول ان تصبح إسبانية، القلاع والبحر والأسامي والجو العام للمدينة خارج من موشحات قديمة اندثرت ولم تختف. لم أعرف أحدا هناك وليس معي غير حقيبة ظهر أسير بها عبر الأندلس في رحلة بلا خطة او هدف. في منتصف النهار قررت ان استأجر دراجة وأطوف بها المدينة، وان اترك حقيبتي في احد الفنادق الصغيرة مقابل ثلاثة يورو. 
عند  مكتب استقبال الفندق لمحتها، فتاة شقراء بيضاء تبدو من شرق أوروبا، ترتدي شورتا ثمانينيا ساخنا  أحمر اللون يكشف عن نصف مؤخرتها ولها فخذين وساقين منحوتين كما يليق بعداءة او رياضية أصيلة. أثارني أيضا تاتوهاتها المرسومة بطول فخذيها. كانت جميلة وشابة ولكنها أيضا مبتسمة وتبدو سعيدة. ابتسمت لها من بعيد فضحكت واختفت داخل الفندق. يبدو انها تعمل هناك. 
تركت الفندق وبدأت اطوف في المدينة وكعادتي أبحث على الإنترنت عما حدث هنا وعما صار هناك، من شيد هذا المبنى ومن هدم هذا القصر. قصص وحكايات ودراما وحروب. وصلت الي شاطيء البحر فقررت ان استريح قليلا ساندا ظهري علي سور حجري قديم شيده المرابطون. اخرجت التبغ والبفرة وقليل من الويد وبدأت في اللف. كان الصيف ساحرا والشمس مضبوطة ودرجة الحرارة كما الجنة. وانا في منتصف لف الجوب لمحتها قادمة من الشارع الي الشاطيء الذي اجلس فيه. نفس فتاة الفندق.  خبأت العدة بجواري وانتظرت حتي اقتربت مني وهتفت بتحية، التفتت لي بابتسامة واقتربت. عرضت ان تنضم لي وتشرب معي سيجارة المخدر. رحبت وقالت انها انهت للتو ورديتها وانها كانت تحتاج لذلك. تحدثنا كثيرا ونحن ندخن، قالت انها بولندية تطوف أوروبا وانها احبت الأندلس كثيرا، قلت أن متعتي في الحياة أن اقابل الأغراب واسألهم عن حيواتهم علها تصبح قصصا فيما بعد. قالت: انت كاتب؟. قلت: لآ. لكن ربما سأكون يوما. 
ضحكت وقالت: انا رسالتي في الحياة جمع الأحذية الرياضية. نظرت في استفهام بينما اشعر بتأثير المخدر القوي يجتاحني. فبدأت تشرح: انا مهووسة باحذية نايكي واديداس الرياضية، كل شهر أعمل بجد كي اشتري آخر إصدار واحدث تصميم. انا في الحقيقة اعمل فقط لآكل وادقع ايجار الغرفة واشتري حذاء الشهر. مثلا الحذاء اللذي ارتديه .الآن صممه واصدره اديداس من يومين. تحفة فنية، انظر شدني الموضوع جدا. استأذنت ان القي النظر علي الحذاء عن قرب. استلقت على ظهرها ووضعت ساقا فوق ساق بطريقة نصف طفولية ونصف شبقية. امسكت الحذاء بيدي اليمني وناولتها الجوب باليسري. كان الحذاء فعلا تحفة فنية لم اتوقعها. لونه يطغي عليه الوردي لكن تفاصيل الخياطة والصنعة تخلق عالما لا تراه الا اذا دققت فيها. انفجار من الأخضر والأصفر والقرمزي والأحمر يتزاوجون سويا في نصف الحذاء ثم يمتدون نحو نعل بني اللون ملضوم بعناية شديدة مع باقي خامته. كنت منتشيا من الويد لكني أيضا فقدت حواسي مع الوان الحذاء التي جعلتني اشعر اني اتطلع لماندالا نيبالية تهت في معانيها.  باغتتني صاحبة الحذاء ففرجت عن ساقيها قليلا كاشفة عن سروالها الداخلي تحت الشورت الثمانيناتي الأحمر. يبدو اننا اصبحنا مساطيل.  وبينما انا مسحور بألوان حذائها لاحظت يدي اليسرى تزحف فوق فخذها الساخن حتى وصلت الي كسها. لم تمانع بل بالعكس لمست يدي بيدها وبدأت تحرك فخذها بما معناه انها منتشية. كل الأشياء ستؤدي الي ان نمارس الجنس فيما يبدو. أعرف هذه الإشارات جيدا لكني مرتبط بميعاد طائرة. سرنا حتي الفندق. ودعتها وقلت أن حافلتي ستغادر خلال نص ساعة. قالت بشيء من الحرج الخفي: لكن لا تريد أن تري باقي الت��كيلة؟. 
لم أستطع المقاومة كما تتوقع عزيزي القاريء. في غرفتها دخلت لتصيبني صاعقة من الدهشة. الغرفة عبارة عن خزانة احذية كبيرة فيها سرير صغير كما لو كان لحارس الكنز. احذية مختلفة في كل مكان، علي الحوائط كما لو كان معرض احذية، علي الأرض كأنها غرفة مراهقة، علي الطاولات والكراسي. علب كارتون كثيرة والكثير من اوراق لف الأحذية البيضاء الشبه شفافة. رائحة المكان كأنها مخزن أحذية رياضية. طالما احببت هذه الرائحة كثيرا. زاد الموقف من إثارتي كثيرا أكثر من أي وقت كنت فيه علي وشك ممارسة الجنس. 
بعد دقيقة كنا علي السرير وعضوي في فمها. قاومت في البداية ان يحوم عقلي لكني لم استطع. وبينما هي منهمكة فيما تفعله كانت عيني تجول جنة الألوان المعلقة علي الحائط وحولي في الغرفة. كنت كمن في قمة موجة حمض الآسيد ورمي في بحر من الألوان المائية. فقدت تدريجيا اهتمامي بالجنس بينما عيني تتجول من حذاء للآخر. لم انتبه الا وهي تجلس فوقي وتدخل عضوي فيها. تأوهت لحظة لكنها كانت تواجه الحائط المقابل ولا تنظر في اتجاهي. استغللت الفرصة وأمسكت بحذاء قريب وبدأت اتابع عروق خياطته والوان تفاصيله. عندما اقتربت من النشوة كنت قد دخلت للابد في تفاصيل الحذاء. كانت النشوة اقوي مما توقعت لكنها لم تكن بسبب الجنس تحديدا. كان شعورا غريبا بين أني قد اكتشفت معني الحياة وبين اني فقط جبتهم.
 انهت الفتاة ما كانت تفعله ثم جلست بجواري واشعلت سيجارة. لا زلت أمسك الحذاء في يدي وانا نصف محرج. كنت افكر كيف ان الجنس رائع لكن معظم أفكاري كانت عن كيف ان ما زال هناك العديد من الأحذية لاغوص فيها واستكشفها. اقتربت الفناة مني وقبلتني علي خدي وقالت: انت شخص لطيف جدا. استغربت قليلا وقلت: انا آسف. توقعت انها تعني هذا بسخرية. اقتربت مني واسندت رأسها على صدري وقالت: لا انا جادة. انا لا استمتع بالجنس الا اذا استمتع شريكي بأحذيتي. شكرا لأنك من النوع النادر الذي يأتي الي هذه المدينة، يرغب في مضاجعتي ولكن يقدر ما اعتقد انه اجمل ما في العالم. 
بعدها باربعة أيام كان لا بد أن ارحل، مارسنا الجنس عدة مرات بالطبع لكننا قضينا وقتا اطول في التيه بين الألوان والخياطات والأطرزة. كنا بالكاد نأكل لكننا كنا ندخن الحشيش ونجلس طوال الليل نستكشف الموديلات والألوان. في الصباح كنت انام واذا استيقظت قبل ان تعود من العمل كنت استكشف انا المزيد من الأحذية. لم يكن يكفي الوقت .بتاتا.   لكن مع الوقت اكشتفت اني لا اقع في حب الفتاة او انني اردت فعلا ان اقضي حياتي في حب احذية اديداس الرياضية. عندما حان وقت الرحيل كنت قد بدأت بالملل من الموضوع. نظرت لي بشبه حسرة ولكن بالكثير من الفهم وقالت: كان اسبوعا استثنائيا. وقد كان فعلا. لكن حزنا قويا يراودني عندما اتذكر تلك الأيام. ليس بسبب الحنين لها فحسب ولكن ايضا بسبب الحسد الذي لا ينتهي لانها لاتزال تترقب شيئا جديدا غاليا وهاما جدا كل أول شهر. 
9 notes · View notes
haisssam · 4 years
Text
أحبال
السنة الخامسة، الساعة الثالثة صباح إختبار الشفوي لطب الأنف والأذن والحنجرة. فرصتي الأخيرة للتخرج الي السنة النهائية. كانت سنة فارقة، زرت فيها بلداً غير مصر للمرة الأولي، وقعت في الحب فيها وقررت فيها أيضا اني لن أصبح طبيبا. اليوم هو يوم الإمتحان والإهانة متوقعة. و كما لو كان ضوءٌ ساطعٌ يمنعني من التحديق بصفحات الكتاب الصفراء اللون. لم اقرأ صفحة منه ولم أحضر محاضرة واحدة طوال العام. بجواري اقداح القهوة وساندوتشات الجبن بطماطم ومئات الأوراق المبعثرة في كل مكان. كل شيء يشي بفشل لا فرار منه. وضياع أي أمل في عبور الإختبار.  ليال الإمتحان كربلائيات من جلد الذات والأمراض النفسية القاتلة، سعي لا ينتهي للتميز وصرخة خفية من أجل الحب والقبول. أمي لا تهتم في هذا العالم بغير ان اصبح طبيبا وأن يصبح أخي مهندسا. وسوادُ لا ينتهي منذ اكتشفت اني قد افضل السياسة او الإقتصاد أو الأدب. ظللت أقاوم حكة المدمن الذي يريد أن يترك كل هذا ويعود الي شاشة الكمبيوتر. كنت أريد فقط أن أكتب، أن اقرأ وأن اتناقش في معني الحياة. أنظر الي رسوم فارغة عن تكوين الأذن واحبال الصوت وشعيرات الأنف ولا شيء يشدني. ماتت الرغبة في التعلم وبقي سبب العذاب.  قررت في الرابعة أن لا فائدة، تركت الكتاب المحبط، ارتديت ملابسي وقررت أن أقضي ساعات الصباح الأولي علي شاطيء البحر القريب من بيتنا. سرت في الشارع الخاوي عندما صدمني صوت أذان الفجر. الإختبار في الثالثة عصرا ولا فرصة للنوم بسبب الكافيين. وصلت الي شاطيء البحر وجلست أسمع سيد درويش. كنت مهووسا في هذه الفترة بالجرامافون وفترته. عواطفك دي أشهر من ناااار تلعب في الخلفية وأنا عواطفي كجهنم تحترق. سرحت في قرص الشمس يبزغ تدريجيا بينما الشيخ سيد يشدو. ما الذي أوصلني لهنا؟
علي سور الكورنيش جلست امرأة مغطاة بالكامل بالسواد، نقاب من اعلي لأسفل. جلست علي مسافة مني ولكني شعرت بنظراتها تخترقني. كان جسدها موجها ناحيتي لكني لا أعرف بالتأكيد انها تقصدني. لم يكن غيرنا علي البحر فافترضت انها تحدثني. خلعت سماعة من احدي أذني فدخلها هواء سبتمبر المنعش. سمعتها تقول: عايز ورا الكابينة؟. ضحكت لأن كل ما كنت أملكه كان ربع جنيه وابونيه للترام سأذهب بهما للإختبار. تجاهلت الدعوة لكنها اقتربت وشخرتلي. هزة جميلة من عمق الأحبال الصوتية التي كنت أحدق في صورتها منذ قليل. “ هو انت اهلك ماعرفوش يربوا ولا ايه، مش ترد؟” كان الصوت غليظا ككونترا بص ومحشرجا كخامورجي. تجاهلتها في خوف فقالت: طب هات سيجارة طيب. لم أكن أدخن فقلت في عصبية: مامعيش في جيبي غير ربع جنيه. فقالت في استهزاء: ماشي ياخويا، وانطلقت علي طريق البحر تسير بحثا عما تريد.  انت اللطف وانا ليه أحتار  سيدي الكل أنا طوع أوامرك الخامسة والنصف كنت قد تعبت من السير بلا هدف، سرت نحو حي سيدي بشر حيث موقف المشاريع. جلست في السيارة أسمع اسطوانات بيضافون التي صارت إم بي ٣ واسرح في الفضاء. الموقف يزدحم تدريجيا بعربات بيضاء وزرقاء صدئة وسائقين نحيلي الأجسام ينظفون بهمة سياراتهم بفوط صفراء اللون وفي اياديهم أكواب الشاي الثقيلة. رائحة هي مزيج من تفل الشاي المحترق والبول تجتاح أنفي وعدد الركاب يزداد في السيارة وانا جالس بجوار النافذة في آخر كنبة لاأحس بالتأخير. سار الميكروباص أخيرا بعدما أكتمل نصابه، وعندما اقتربنا من كوبري ستانلي قرر السائق أن يسمع سورة يس لكنه فيما يبدوا فقد سيطرته علي الدريكسيون وهو يختار الشريط فانحرف الميكروباص بالكامل وعبر الجزيرة الوسطي للجانب المقابل من شارع البحر الذي كان قد بدأ بالإزدحام.
في أقل من ثانية ومن حيث كنت أتوقع تماما، اقترب اوتوبيس نقل عام من النوع المكيف الأحمر اللون يقترب منا كأنه لا يري امامه. وبينما سيارتنا تعترض الطريق حرفيا كان الأوتوبيس يسير كأن لا وجود للفرامل في عالمه. وبووووووم صدمني الاوتوبيس بمقدمته شخصيا في جانبي من الميكروباص. كان الإصطدام عنيفا ولكنه لسبب ما كان أليفا. من الصعب شرح هذا الشعور ولكن الحقيقة أن الصدمة كانت ناعمة بقدر ما كانت قوية. شعرت بالاوتوبيس يخترق كبدي لكني ملت علي جاري الجالس بجواري وتركت صاج الميكروباص يتقبل الصدمة. مالت السيارة علي جانبها المقابل فصرت أنا علي قمة جبل من ثلاث أشخاص ووجهي ينظر للسماء. مرت دقيقة وسمعت صوتا يصرخ: وزجاجا يتحطم وهلعا يسيطر علي الشارع.  بعد ان انقذنا المارة خرجت انفض ملابسي ولم يكن في جسدي خدش. نظرت حولي فرأيت الاوتوبيس الأحمر المكيف وقد إخترق مطعم مؤمن الذي يطل علي الكوبري. ابتسمت لأني تذكرت ان مالك المطعم والاوتوبيسات واحد. لكني جلست علي الرصيف في ذهول. عرض علي أحدهم بونبوني كارامل استحلبت نصفه لكني بصقته حين تذكرت اني لا أحب الكراميل. من بعيد ظهر سائق تاكسي عرض علي أن يأخذني الي الموقف الجديد ومن هناك استطيع ان اركب أي شيء لأي مكان. قلت أن لا مكان أذهب اليه قبل الثالثة فقال ان الساعة الثامنة الا ربع وان اليوم لا زال طويلا. عرض علي أن ارافقه في التاكسي بينما يبدأ ورديته، لم أجد سببا يمنع ان اريح جسدي علي كرسي أكثر راحة فوافقت. 
يمكني دايما أواسيك 
دبرني علشان أراضيك
نمت قليلا بجوار السائق بينما يتعاقب الركاب علي الكنبة الخلفية. كلما ركب زبون اقتحم التاكسي هواء البحر ورائحة الشخص الجديد. افيق للحظة ثم أنام من التعب. استيقظ علي صوت اطفال، صوت نساء، صوت رجل وزوجته ثم دقة ساعة الراديو تقول:  الحادية عشر بتوقيت الإسكندرية. يقول السائق: صباح الفل ويعرض علي سيجارة. اتناولها منه وأكح بقوة مع النفس. يضحك بقوة ويقول شكلك لسه بدري عليك. أعاند واحاول ان استكملها فيقول هازئا: بتشد في ايه يا عم حاول في حاجة مفيدة. اتذكر الاختبار فاتوتر للحظة فيبادرني: اوديك الموقف الجديد؟ من هناك تقدر تروح أى حتة، ده عامل زي العصب بتاع البلد اللي يوصل هناك يروح أي مكان. اومأت رأسي موافقة وانا اتفكر في كلامه، أي مكان من الموقف الجديد. ما زال أمامي اربعة ساعات علي ميعاد الإختبار ويمكنني ان اذهب الي أي مكان من الموقف الجديد. ماذا عن بين السرايات وكلية الإقتصاد والعلوم السياسية؟ ماذا عن نيويورك التي تركتها من شهر وانا واثق أني سأراها ثانية؟ ماذا عن بيروت التي رَحَلت اليها بلا داعٍ؟ ماذا عن بيتنا وأمي التي ستصدق اني امتحنت وستكافئني بطبق بيض بالجبنة القريش وشاي بلبن؟ 
عند مستشفي الشاطبي حادثة ضخمة تغلق الطريق، ساعة نحاول الدوران في اتجاه شارع قناة السويس ولكن لا فائدة. قررت ان أترجل و شكرت السائق علي كل شيء واعتذرت اني لا املك الا ربع جنيه. ضحك في لطف وقال ان الخير لسه ببلاش. انزل من التاكسي سرت بجوار الحادثة باتجاه باب المستشفي والمكتبة. علي الرصيف أري من بعيد حسام زميلي في الدراسة يركض بين السيارات المتصادمة وباب المستشفى، اهرع اليه فيقول: هيسم، عايزين بلازما.  حالي صبح لم يرضي حبيب
لوم الناس زودنــــــي لهيب
امامي تقريبا ساعتين ومستشفي الشاطبي على بعد ربع ساعة من المشي لحيث اختباري في الثالثة. جهاز التبرع بالبلازما عبارة عن انبوبة تدخل في شريان ذراعك الأيمن وانبوبه اخري تخرج من وريد ذراعك الأيسر. يسحب الجهاز الدم من الانبوبة الثانية، يفصل البلازما، يعيد اليك باقي مكونات الدم خلال الأولى. لا تستغرق العملية أكثر من نصف ساعة. وقت كاف جدا لتضييع ساعة، والحصول علي عصير مجاني و مساعدة محتاج قد تشفع في الكارثة المقبلين عليها بعد ساعتين.  نمت ثانية وانا علي الجهاز، حلمت بكابوس أن أمي ماتت واني أكذب علي أختي انها سليمة واري وجهها يتغير من الحزن القاتل للفرح الشديد. استيقظ فزعا لأجد كلتا يداي كانهما بالونين مليئيين بالماء. أشعر بشفتاي كأنهما كرتا قدم وبالكاد استطيع فتح عيني. اتنفس بصعوبة شديدة واحاول ان اتكلم ولكن لا استطيع. بدأت التفريص بقدمي بعنف علي حديد السرير علي اجذب انتباه احدهم. انا ��لقي في غرفة بيضاء لوحدي مع مروحة تتحرك من اليمين لليسار وجهاز يحاول قتلي ولا أثر لطبيب أو ممرضة. بدأت في الإطاحة بما استطيع حولي علي اسبب ضوضاء تجذب المساعدة. بعد خمس دقائق اقلعت عن المحاولة وقررت التسليم بما سيصير اغمى علي ثانية ثم افقت. بعد دقيقتين ظهر طبيب  وقال: انا يسوع المسيح. ثم ضحك. قلت حتما مت والمسيحية هي الديانة الصحيحة. امسك يسوع يدي المتتفخة وبدأ يغني بصوت تحشيشي غليظ: العبد قال للشيطان، ما تولع وتحشش اما انت ابن لذينة ولا احنا في بنزينة ولا احنا في بنزينة. ضحكت بشدة فقال في رفق ملائكي: ده مش صوتي، ده سرطان احبال صوتية. 
اغمي علي ثانية وانا لا افكر الا في الاغنية بصوت يسوع، بعد قليل استيقظت علي الكثير من حبوب الشباب القريبة من الإنفجار تلمس فمي. كان وجه ممرضة تحاول تضع اذنها علي انفي محاولة سماع التنفس. شعرت بالقرف ولكن نظرت حولي لأجد غرفة مليئة بالأطباء والحكيمات. رآني أحدهم فشعرت بالحياة تعود لعينيه وقال بفرحة بالغة: الحمد لله الحمدلله. هاتوله دم تاني بسرعة. بدأ الجمع في الغرفة بالإنتفاض والحركة السريعة، اقتربت مني طبيبة ستينية ترتدي ايشاربا قرمزيا وتشع برائحة كولونيا مُركبة: سلامتك، معلش انبوبة الداخل اتزنقت في المروحة وقفلت الدورة الدموية. تحب نوديك البيت بالإسعاف؟ تمتمت في ضعف: عندي امتحان في الميري، الساعة كام؟
من كتر حبي لعلاك 
صبحني هجرك وجفاك
الساعة الثالثة والنصف، عربة الإسعاف تدخل مبني الجامعة ويساعدني العامل كي اصل الي قاعة الإمتحان. طلبت من الأطباء في الشاطبي ان يبعثوا برسالة للدكتور أني تأخرت لسبب وجيه، وهو اني كنت اتبرع بالدم وحصل عطل في جاهز البلازما. كنت أضعف من أن اشرح أي شيء لكني كنت في نفس الوقت سعيدا للغاية لأني وفرت حجة لا تقبل الجدل كي أعيد الإختبار من جديد أو علي الأقل ان اقنع أمي اني سأعيد السنة لسبب منطقي. سألت العامل عن الرسالة فقال ان اطباء الشاطبي لم يخبروه بأي شيء. يبدوا ان هذه التضحية ايضا كانت بلا نتيجة او قيمة. 
في الرابعة نادوا علي إسمي فدخلت. غرفة هادئة وانيقة كأنها لفنان متخصص في فن الأوبرا. الدكتور يجلس خلف مكتب ولا ينظر إلي، لا أري منه غير طرف كتف بدلته الرمادية ذات الصوف الإنجليزي. يحدق في دولاب خشبي ضخم امامه يمتليء باوعية زجاجية تحوي اعضاء من جسم الإنسان: رئة وطحال وبنكرياس وقلب. اجلس في ترقب وقد استعدت بعض قوتي. يسألني: ليه سرطان الحنجرة اسوأ انواع السرطان؟. اصمت لثانية واحاول التفكير في إجابة. اسمع موسيقى اغنية تأتي من بعيد داخل دماغي: “ الساعة في ايدك كام؟ يا عم الساعة كام؟” يعيد الرجل الستيني النافذ الصبر السؤال مع القليل من العنف الأكاديمي. اقرر ان اقول ما أفكر به حالا دون اعتبار للنتيجة: والله يا دكتور كذا سبب. أولا عشان ده عصب الجسم لو وصله السرطان ممكن يروح أي حتة تانية بسهولة، ثانيا ان لو انبوبة التنفس اتزنقت حاتقفل الدورة التنفسية. ثالثا عشان الاعراض بتبقي شبه التهاب الحنجرة اللي بييجي من شرب السجاير الكتير فماحدش بيكتشف الموضوع بدري. 
مرت لحظة كانها دقيقة وانا اتفكر في عبث ما قلت. كنت أحدق في تفاصيل السجادة العجمي علي ارض المكتب واتنفس قليلا هواء المكتب الفخم المشبع برائحة بخور وفورمالين وعطر نفاذ. وبدون ان يتلفت او يلتف قال الدكتور: إمتياز، انت الوحيد اللي عرف اجابة السؤال ده. ومش حاسألك تاني عشان معني انك عارفه يعني انت بتدور في مراجع بره الملازم والكتب المقررة. مبروك يا دكتور. اشوفك في سنة سادسة. خرجت من الكلية غير مصدق. التهمت ست انصاص من كبدة الفلاح واكلت طبق جيلي من السقعان وعدت الي المنزل فتحت مدونتي وجلست أكتب قصة قصيرة وانتظر تعليقات القراء. يوم النتيجة كنت السادس عي الدفعة وسط استنكارات من كل من اعرفهم. في المنزل سمعت أمي تتفاخر علي التليفون بتربيتها وكيف أني كنت أسهر الليالي لأدرس. وانها كانت تسهر الليالي لتشرف علي ساندويتشات الجبن واقداح القهوة. زارني يسوع مرة أخيرة يوم سفري لكنه كان يغني في حزن: 
ماقولــــش أن الوصل قريب
 يامليكــــــي والأمــــــر لربك
سلام ونعمة
12 notes · View notes
haisssam · 9 years
Text
ما دام
كنت على أريكتي المريحة أتصفح الفيس بوك عندما وَقَفَت أمامي صامتةُ. كان إصبعي السبابة يؤلمني لسبب أجهله منذ الصباح. إنتبهت لوقوفها أمامي بعد لحظة فرفعت رأسي مستفهماً عن سبب تركها لأعمال النظافة.  باغتتني: ( أستاذ هيسم، أنا أمك) نظرت في بلاهة أحدق في الفراغ أمامي... توقعت انها تبالغ كي تنصحني بأن القي القمامة أو اجمع الغسيل من حبال المَنشَر.. ابتسمت في فضول فازدادت تجهما وقالت:  ( لا حضرتك انا مش باهزر.. أنا أمك بجد ). تحولت الإبتسامة الى دهشة ممزوجة بخوف ولم أرد. نظرت لي بحثا عن إجابة فقلت: تمام؟ بصيغة استفهام تعني : طيب وبعدين؟ 
جلست وهي ترتدي حذاءها وقالت في هدوء: انت ابني، انا عارفة عنك كل حاجة من ساعة ما اتولدت.. عارفة انك كنت بتسرق مني فلوس عشان تروح السينما.. عارفة كنت بتخبي المجلات الوسخة بتاعتك فين.. بالأمارة جنب الدولاب في أوضة نومي.. عارفة كنت بتلعب فيديو جيمز فين وعارفة انك كنت هيجان على مرات صاحب ابوك وانك بستها غصب عنها مرة وانت في إعدادي وكنت خايف من الرعب لتفضحك. عارفة كل تفاصيلك الصغيرة وعارفة كل علامة في جسمك. عارفة قد ايه بتحب الممبار وقد ايه بتكره الأكل البايت.. عارفة تفاصيل خيبتك معاها وعارفة انك كنت متألم. وانك لسه متألم. انا عارفاك اكتر من نفسك.. انا آسفة بس ما قدرتش أخبي أكتر من كده. 
في نفس الهدوء قامت وانا اترنح من أثر الصدمة وأغلقت الباب بهدوء ثم رحلت.. ركضت خلفها ولكنها كانت تركض على السلم.. أخذت انادي عليها فلم ترد.. أخذت المفتاحين والمحفظة والموبايل وعلبة السجائر ونزلت للشارع في ثوانٍ فلم أجدها.. إتصلت بها فلم ترد. كررت المحاولة عدة مرات فأغلقت هاتفها.. ركبت السيارة وظللت أدور كالمجنون حول المنطقة.. ولما يأست، اتجهت الى الطريق الدائري ومنه الى الإسكندرية. 
في بيتنا الجديد سألني الحارس من أزور فقلت له أن أهلي سكانٌ جددٌ بالدورِ الثالث. فتحت الباب فوجدت أمي تجلس وكأنها في الإنتظار. ترتدي ملابس الخروج ��بجوارها حقيبة. نظرت لها فقالت:  كلام عزة صح ومن بكره حاتيجي تقعد هنا.. خلي بالك من نفسك.  تناوَلت مقبض الحقيبة التي فيما يبدو تضم اشياءها وقامت.. اندفعت نحوها وانا اشوح بيدي كالمجنون صارخاً: انتي بتهزري ولا ايه؟ لكنها دفعتني بأقصى قوتها فسقطت على الأرض متأوهاً. اغلَقَتْ الباب خلفها وظللت أنا ملقى على السجادة الجديدة لا أصدق ما حدث. 
فتحت الموبايل وقمت  بالهجوم على خصم عشوائي في كلاش اوف كلانز.. جهزت قواتي للهجمة القادمة ثم قمت، فتحت الثلاجة، شربت من زجاجتي القديمة ثم مضغت قطعة من الجبنة التركي وتركت المنزل في عجل. في الطريق حاولت التفكير ولكن عقلي شُلَ. صففت السيارة في الميدان وبدأت السير نحو شارع بيت جدي  الذي استقر به شقيقي حين تزوج.. كان الزحام غفيرا فتوقعت ان أحدهم يذبح أضحية أو عقيقة. لكن عندما وصلت رأيت أخي يمسك طفلا صغيرا من فوق سطح البناية ويهدد بإلقائه من علٍ. ما أن رآني الجيران حتى صرخوا بي مستنجدين. صرخت بإسمه فهدأ وقال: انت مش فاهم حاجة يا هيسم سيبني عشان مصلحتك.. سألت عن الطفل فقالوا انهم لا يعرفونه. 
وانا في نصف الشارع أنظر لأعلى مع الناس صدمني تروسيكل مصطفى القديم من جانبي الأيسر. دفعتني قوة الصدمة نحو اليمين فهبطت على سيارة بيضاء قديمة فانغمرت في البكاء بأصوات الإنذار.. وعندما وصل صاحبها، حاولت أن اشرح له ماحدث لكنه بادرني بعناق دافىء هامسا في أذني: ماتخافش، انا مأمن عليها.. 
كان ما يحدث كثيراً على استيعابي فقررت ان أجلس على الرصيف وأغمض عيني. أخرجت سيجارة واشعلتها. وقررت ان ابدأ في التأمل التجاوزي الذي تدربت عليه. ظللت أردد داخل رأسي كلمة السر وانا اشد دخان السيجارة في هدوء. تذكرت اني قد وعدت صاحبة البيت بدفع الإيجار اليوم. لا بد أن أتصل بها شارحا الظروف. ظللت أصارع افكار العمل، وصدمة اليوم، والفتاة التي اشتهيها وكان موعدي معها اليوم لأصل لنقطة الصفر. فقدت الإحساس في يدي وقدمي وافلتت يدي السيجارة فوقعت على أصبعي الكبير. احسست بلهب النار يحرقه ولكني قررت الإستمرار. سمعت من بعيد أحدهم يناديني ولكني لم أرد. وعندما فتحت عيني بعد نصف ساعة. كان الشارع خاليا. والناس انفضت وأخي مازال فوق سطح البناية يهدد بإلقاء الطفل. 
نظزت لأعلي وقلت في هدوء بالغ: انا طالعلك فابتسم واومأ برأسه موافقاً. أخرجت المفتاح من جيبي وصعدت درجات السلم في هدوء وانا اتنفس في عمق. فوق السطوح الذي لم أزره من سنين وجدت أمهاتي الأثنتين تجلسان معا في دعة وامامهما أختي وبنت لا أعرفها تغسلان السجاد العجمي. اقتربت منهما فأشاحتا بوجهيهما بعيدا ناحية الحائط العالي للبناية المجاورة. اقتربت من أخي المتحفز فقفز كالمسعور وفي يده الطفل واستقر على الأسفلت كما انبأني صوت الإرتطام.. نظرت من فوق السورفي هلع.. كان منظر الدم لا يصدق.  شلال  يتخذ جدولا عريضاً من موقع السقوط وحتى البلاعة القريبة.
وفي هدوء بالغ.  وتماما كما يجب أن يكون. وبكل ورقة وعناية وفي نفس اللحظة التي سقط فيها الأخ والطفل. سقطت قطرة مطر نظيفة على قمة أنفي. ثم سقطت أخرى داخل أذني، فأخرى بين نظارتي وعيني اليسرى ثم  أخرى فأخرى فأخري في تسلسل دقيق ومنظم وموسيقي. وكأني فأر تجارب أو نبات يحبه صاحبه. بدأ المطر قطرة قطرة. لم يكن لقطرة أن تقع مع صاحبتها. كان بين كل قطرة والثانية إيقاع دقيق منضبط كالمترونوم.  اعتدت ايقاع المطر فبدأ خط من النمل يصعد داخل بنطلوني ويزحف على ظهري وقفاي ووجهي بلا انتظام. غير ان ايقاع النمل مع المطر خلقا نوعا من الموسيقى. وعندما القيت بكامل وعيي في تلك المقطوعة. خرجت أغنية خمنت انها مألوفة. طفقت أغنيها مع المطر والنمل. ومنذ تلك اللحظة، وانا أسير تلك اللحظة. لم اتركها ولن اتركها ووحده المستقبل يدري كيف سينتهي كل هذا الصخب. 
12 notes · View notes
haisssam · 11 years
Text
فيساغورس
Tumblr media
بدا وكأن اليوم لا يحمل أي مفاجآت تذكَر. في المطار صففت السيارة في المكان الخطأ لكن ابتسامةَ عسكري المرور شجعتني ان اتجاهله. امام قاعة الإنتظار سألْتُ عن رحلة بيروت فاتضح انها في المبنى المقابل. قررت ان اتمشى قليلا وادخن سيجارة بدلا من ان احرك السيارة من ركنتها الاستراتيجية. وصَلتُ للقاعة المطلوبة فوجدتها تقف امام الباب بشنطة سفرها الحمراء اللون. خَلَعَتْ نظارةَ الشمس الكبيرة وابتسمت لما رأتني. قالت أسمي في صيغة سؤال فرددت: حمد الله ع السلامة. كانت أم صديقتي التي طالما اشتهيتها. خمسينية تهتمُ كثيرا بجسدها ووجهها وزينتَِها كعادةِ اللبنانيات. في الطريق سألتني عن تمثال رمسيس في شارع صلاح سالم فقلت اني لا اعرف تاريخه. في البيت فَرَشَتْ خريطة كبيرة للقاهرة وتبَرَعَتْ بسرد خطتها السياحية. ظللت صامتا حتى جاء السؤال الذي كنت اخشاه. جاوبت: طبعا، تحت أمرك.. بس خلينا يوم الجمعة عشان الشغل.
الخميس ليلا، انهيتُ نصف ال”جوب” باحترافية ووضعت نصفه المتبقي في علبة السجائر ثم ودعت الموجودين في الغرفة المظلمة. دَعَستُ على البنزين لأَمُرَ من لجنة طريق السويس قبل حظر منتصف الليل. في البيت سألتني عن الوقت المناسب للرحلة فقلت: ١١ الصبح كويس؟ ابتسمت وعادت لما كانت تشاهده على التليفزيون. دخلت غرفتي واخرجت بقايا “الجوب”  القديم ودخنته وانا انظر للسقف قم نمت.
في الطريق للقلعة كان راديو السيارة يبث سموما من نوعية: انبسط في الزحمة، حب الحياة مع بيبسي. تناقشنا قليلا عن سقوط نجاح واكيم في الانتخابات وعن عظمة سعد الحريري. وفي اللحظة المناسبة سألت عنها فقالت انها بخير ولكنها حزينة بسبب عملها المضني. قررت ان لا اثير المزيد من الفضول والحزن فصمت. على الباب دفعت جنيهين لأدخل وتركتها تدفع سبعين جنيها لأنها اجنبية. احكمت الكوفية حول رقبتي وشاهدتها تصعد التلة في جهد. تحسست علبة السجائر لكني اقلعت عن الفكرة. كان من الصعب اشعال السيجارة في هواء يناير الهادر فوق اعلى نقاط القاهرة بأي حال.
دخلنا المتحف الحربي ثم متحف الشرطة. توقفت كثيرا أمام ريا وسكينة وعبد العال. ماهذا الغلب؟ وماهذه الملامح؟ في طفولتي، قرأت في مكتبة عمتي جريدة آخر ساعة من السبعينات كان فيها تحقيقا عن “ ريا   وسكينة” لكنهما كانتا سمينتين بشكل عجيب. اكتشفت بعدها ان الأصليتين كانتا نحيفتين بشكل عجيب كذلك. سمعت طفلا يبكي وأم تصرخ. كان الحارس يغط في نوم عميق بينما رذاذ المطر الخفيف يتناثر على الجمهور من الباب الخشبي المفتوح. كان المكان يعج برائحة الخشب المبتل والسجائر لم يكن فيه عموما مايثير الإنتباه حتى شاهدتها فجأة.
منصة خشبية يبلغ ارتفاعها اسفل صدري وعرضها امتداد ذراعي. عليها كل ما لذ وطاب من المخدرات لأغراض الفرجة والتوعية العامة.. كوكايين، بانجو، هيروين، بيسة، فراولة وغيره.. امام كل نوع اسمه، نوعه ،تاريخ مصادرته ،تأثيره وعقوبة استخدامه للإتجار او التعاطي.. لا إراديا امسكت بعلبة سجائري داخل جيبي وتأكدت من مكانها. تحت الحاجز الزجاجي للمنصة قبعت قطعة حشيش لونها أصفر داكن وكتب عليها: “ ١٩٤٩، حشيش كرواتي، الآثار الجانبية: تعطيل الحواس العصبية وشعور عام بالسعادة. العقوبة: ٢٥ سنة للإتجار. ثلاث سنوات للتعاطي”
لفتت الحشيشة نظري بشدة. أولا لأنها مقطوعة على شكل مثلث متساوي الساقين.. عكس الأشكال الرباعية التي اعتدنا عليها ولم نر غيرها. ثانيا لأن لونها الأصفر الداكن يدل على جودة عاليه. ثالثا، لأن كرواتيا بلد غير معروف بتصدير الحشيش عكس المغرب وافغانستان ولبنان مثلا. يا ترى كيف سيكون تأثير قطعة تم مصادرتها منذ العهد الملكي؟
كانت رفيقتي تجول المتحف وتتوقف امام الأسلحة باهتمام بالغ.. لم اهتم يوما بالاسلحة والمدافع ولكني تركت المنصة لاشاركها من باب المجاملة. عندما عدنا للمنصة قرب الخروج وقفت هي امامها وقالت بحماس:
Now you are talking!
استغربت قليلا ثم اعتبرتها دعابة لا تضر. اقتربت ��ي من المنصة ووضعت يديها على سطحها الزجاجي واقتربت بوجها لتنظر بدقة. نظرت في اتجاه الحارس فوجدته قد اختفي.. والمكان كله لا يحوي سوانا. رعدت السماء فنظرت لأعلى بحركة لا إرادية.. ضحكت هي وقالت بحنان: نأزِتْ؟؟ فاومأت برأسي ايجابا. قالت بحماس: ليك ور��عت غطاء المنصة الزجاجي لأعلى كصندوق السيارة ومدت يدها لداخلها وتناولت قطعة الحشيش المثلثة بخفة بين اصبعيها ثم القتها بليونة في جيب سترتي. نقزت فعليا هذه المرة لكنها ربتت على كتفي وهي تعيد الزجاج الى موضعه ضاحكة كمن اعجبتها نكتة.. لحقتها وهي تجري ناحية الباب الخشبي وصوت كعبها العالي يدق في قلبي .. اخرجت من شنطة يدها دولارين اودعتهما في يد الحارس الذي عاد لتوه.. حصل كل هذا في اقل من دقيقة كانت كافية كي ادرك ان حدثا جللا قد حصل.
بالليل عدت للمجموعة التي تركتها بالأمس في الغرفة المظلمة.. اخبرتهم بالقصة فاتهموني بالكذب. اقسمت بكل ما يمكن القسم به لكن بلا فائدة.. اخرجت الحشيشة فساورهم الشك للحظات ثم عادوا لإيمانهم بال”مقلب”” اعلنت استسلامي وطلبت من صاحب البيت ان يبدأ الخلط واللف والتجهيز. وبينما انا على التليفون اشرح لأحد الأشخاص ان ميعاد العمل الرسمي هو من التاسعة للخامسة ناولني السيجارة المحشوة بالمثلث متساوي الساقين. وبشكل لا إرادي سحبت نفسا على صدري وكتمته.
الليل
وغربة الساعات في الليل
الليل
الليل وصوت الآهات يصحي الليل..الليل .. وقسوة التنهيد.. والوحدة والتسهيد.. لسه ماهمش بعيد.. لسه ماهمش بعيد..آآآآآه.. وعايزنا نرجع زي زمان؟ قول للزمان ارجع يا زمان..وعايزنا نرجع زي زمان؟ قول للزمان ارجع يا زمان…  وهاتلي قلب لا داب ولا حب.. ولا انجرح ولا شاف حرمان.. تفيد بايه يا ندم يا ندم يا ندم.. وتعمل ايييه… اييييه يا عتاب.. وايه يفيد الزمن؟؟ مع اللي عاش في الخيال؟؟ ايه؟ ايه؟ طالت ليالي الأمل واتفرقوا الأحباب.. اتفرقوا تي را را.. وكفااااية بقى .. تيرا را را را تعذييييييييب وشقا
ايييييييييييييييييييييييييه.. صوت فرامل السيارة شق الأفق فجأة.. واكاد اقسم ان أم كلثوم اهتز صوتها رعبا.. كنت اسير على ١٤٠ عندما لمحت النور الأحمر يدور خلف دبابة سوفيتية حقيرة تقطع الطريق بالعرض. حرفيا وقفت بكامل جسمي على الفرامل حتى كادت السيارة ان تنقلب للأمام. لكن كانت هناك قوة دفع غريبة تحارب قدمي الضاغطة على الدواسة.. فجأة، احسست بقدمي تغوص في ارضية السيارة كما لو كنت ادوس على ارض من غزل البنات.. سطع نور من جهة اللجنة كنور الفنار او مصابيح تتبع السجناء في السجون العامة ومعسكرات التعذيب النازية.. ففدت الرؤية فقررت ان لا سيطرة لي على ماسيحدث فأقلعت عن محاولة ايقاف السيارة واغمضت عيني التي اتعبها الضوء الصارخ
في شارع الصليبة كانت لنا أيام.. من طومان باي حتى سيد الجحش.. ساندوتش المخ من الشرقاوي في جسر السويس. وطنط زيزي في العزيز بالله.. تاريخ لم ينس ولن يدوم.. كم من الدماء سالت بسببك يا كريم؟ الجيش واحد والرب واحد.. يا خفي الألطاف اسمعني. سافعل أي شيء لأخرج من هنا الآن.. سأفعل أي شيء ليكون هذا حلما او كابوسا او تخريفات سكر او تحشيش. سأصلي وأصوم وأحج ايضا بمجرد ان استطيع السفر.. سأحب ؛ل الناس وألعب اليوجا وأرد على كل التليفونات.. سا خفي الألطاف سأفتح عيني الآن ولكن اجعلني في شارع الصليبة.. هذا كل ما اتمناه
فتحت عيني لأجدني على دراجة نارية تسير فوق رمال الشاطيء في اسكندرية ثم تدخل شارع امين فكري وهي علي قمته تقفز فيه كالقطة بين قطرات المطر ويديها في جيوب الجينز وهي تصرخ: باحبك باحبك باحبك..كما لو كانت تقول لنفسها: انا باحب واحد باحب واحد باحب واحد زي الأفلام زي الأفلام. اغمضت عيني لاتذكر من هذه ولكني نسيت.. خلفي علي الموتوسكيل رجل يتشبث بكرشي الصغير ويهمس في أذني:  في العالم الغربي ماينفعش تصور طفل في الشارع.. ماينفعش تصور طفل .. ماينفعش تصور
بالأمس حلمت بك.. بالأمس حلمت بكم.. بالأمس حلمت لكني خفت.. أين كان الله حين كان القتل.. لم كان الله حين كان الحب؟ في السنغال اوقفني ست افارقة عريضي المناكب. طلبوا أموالي فسلمتها عن طيب خاطر.. طلبوا اوراقي فرفضت فقتلوني.. انا اليوم في هافانا اتسلق الجبال. انا اليوم في شارع السودان آكل الذرة المشوية. انا اليوم في الصالون الجلدي اشرب التترا تي واتنشق هواء السجن. انا اليوم لك ومنك وعليك.. في طفولتي لمحت مابين فخذيك بالكاد فظل الفخذين لي هما الأهم. سرت وراء النساء الخارجات من قداس الجمعة كي استمنى على ذكريات افخاذهم حين اعود.. بالأمس حلمت بفخذك يسيل عليه الدم من اسفله لأعلاه.. أي حلم!. فقد الشرقاوي عينيه في انفجار سيارة مفخخة.. وفقدت انا براءة خيالية.. كيف تحب الناس وانت تحتقرهم؟؟
جه البيت قبض عليا بوليس انجليزي وبوليس مصري وامين شرطة من تايلاند.. ده كل اللي اعرفه يا باشا.. اطفأت سيجارتي في كتفه فصرخ باكيا: والله دول بس اللي جم والله.. شتمته وهددته بالموت ان لم يقل الحقيقة.. بكى وقال: مش انت اللي باعتهم؟؟  انت اكيد عارف.. استشط غضبا وصرخت: انت بترد عليا يابن الوسخة؟؟ ثم القيت على عينه المزيد من ماء النار والفنيك.. صرخ باكيا: انت عايز ايه؟؟ عايز ايه بس؟؟ قلت بكل اشمئزاز الدنيا: قوللي انت عملت ايه وانا حاسيبك.. قوللي انا حابسك ليه؟؟ صرخ: طيب طيب بس كفاية والنبي كفاية كفاية لو سمحت.. كفاية لو سمحت.. انت حابسني عشان.. عشان انا ابن وسخة.. جلست بعد ان تنفست الصعداء.. وامرت جنودي باطلاق سراحه.. لم يجب ان تكون الأمور بهذه الصعوبة؟
طلبت قرفة بالحليب وطلب الجنرال عنابا ساخنا بالقرفة.. ثم قال ضاحكا: شكلنا كده احنا الاتنين بنحب القرفة فابتسمت مجاملة.. وضع يده على ذراعي الممدودة على الطاولة وقال: انا عارف انك زعلان مني.. بس مش بيدي.. لما بتبقى في موقف حياة أو موت، لما بتبقى خلاص عارف انك يا توصل للسما يا تتدفن تحت مقلب زبالة.. صدقني كل القيم والمباديء والاشعار والكتب والنظريات حاتختفي.. حاتتحول لحيوان هدفه يعيش بس.. ده اللي ماحدش قادر يفهمه بس انا عرف انك حاتفهمه.. سيبك من الأفلام والروايات.. ركز كده.. هم نفسهم مع كل حبهم للخير والله والسلمية وغيره لاقوا نفسهم مزنوقين خشب ومالهمش غير العنف.. كله بيبرر على كيفه بس الحقيقة هو انه كله بيخاف على رقبته.. فاهمني؟؟ بكره تقول عمر قال. انا عارف معزتي عندك قد ايه بس تفتكر  انا مش عارف انك ممكن تموتني حالا لو قررت ابلغ عنك؟؟
في المحكمة، كنت اتوقع ان يتقدم محامي المتهم ويترافع ويخطب ويصول ويجول لكنه قدم ورقة حزينة للقاضي فيها طلباته وقال القاضي انه سينظر فيها وطلب القضية التالية في الجدول.. ملت على الجالس بجواري وقلت: بس كده؟؟ فلم يرد.. عدت للبيت واتخذت احتياطاتي.. كسرت شريحة الموبايل ونزعت بطاريته.. حجزت اربع تذاكر طيران بنفس الإسم.. وقررت ان اسافر بريا.. في الطريق للعقبة بعثت برسالة من موبايل الجالس بجواري لأمي ابلغها بالقرار. من العقبة سافرت لمطروح ومنها لليبيا ثم انجلتر ثم الى هنا.. حلمت بوالدي يطلب مني ان اشتري مصباحا للمكتب وافقت وشكرته.. في حفلة النقابة شاهدتها ترقص لكني لم اهتم بالكلام معها.. كانت الرغبات قد ماتت، الحب والكره قد ماتا والله كان في مصر يشرف على ماتبقى من .مهمته
واما تجلى لي.. واما تجلى لي .. بالدمع ناديته بالدمع ناديته..مع الكثير من المغص والدوار.. مع الكثير من المسك والبخور. مع العديد من صور بوذا ونصائح كسر شفرة الآي فون.. نحن الآن اسعد.. نحن الآن اقرب.. نحن الآن هنا وهناك وبين بين. ويظل عصير الجوافة هو من قتل عبد الحكيم عامر.. وستظل انت بسرك الدفين الذي لا تجرؤ حتى على ان تفكر فيه
18 notes · View notes
haisssam · 12 years
Video
youtube
To the angel of the church in Laodicea write:
These are the words of the Amen, the faithful and true witness, the ruler of God’s creation. I know your deeds, that you are neither cold nor hot. I wish you were either one or the other! So, because you are lukewarm—neither hot nor cold—I am about to spit you out of my mouth. You say, ‘I am rich; I have acquired wealth and do not need a thing. But you do not realize that you are wretched, pitiful, poor, blind and naked. I counsel you to buy from me gold refined in the fire, so you can become rich; and white clothes to wear, so you can cover your shameful nakedness; and salve to put on your eyes, so you can see.
Those whom I love I rebuke and discipline. So be earnest and repent. Here I am! I stand at the door and knock. If anyone hears my voice and opens the door, I will come in and eat with that person, and they with me.
To the one who is victorious, I will give the right to sit with me on my throne, just as I was victorious and sat down with my Father on his throne. Whoever has ears, let them hear what the Spirit says to the churches.
1 note · View note
haisssam · 12 years
Text
طوف وشوف
تنبيه: هذه نوت طويلة هدفها التوثيق
مقدمة
يوم السبت ٣٠ يونيو ركبت عجلتي من مصر الجديدة في القاهرة وسافرت بيها اسكندرية ووصلت امبارح ( الاثنين ) ٢ يوليو . عديت في الرحلة دي على ٧ محافظات وكانت فعلا من اكتر الحاجات الممتعة اللي عملتها في حياتي
انا من صغري بأحب العجل جدا. والدي جابلي عجلة وانا عمري ١٢ سنة هدية نجاحي في ابتدائي. كنت باروح بيها مشاوير صغيرة في اسكندرية وأطول مسافة قطعتها كانت من اسكندرية لرشيد واخدتها في يوم كامل ورجعت بالعربية. مرة حاولت اطلع القاهرة بس كانت الدنيا صيف وكنت ماشي ع الصحراوي فتعبت بعد ١٠ كيلو ورجعت اسكندرية
من ٤ شهور لاقيت صديقي مفطصى حسين كاتب على تويتر انه عنده عجلة بيستخدمها في المشاوير وكان بينصح صديق تاني يجيب عجلة كويسة منين وايه مواصفاتها. عجبني الموضوع لأني مش باسوق عربيات والزحمة بتقتل��ي في القاهرة. ده غير اني مش رياضي قوي ووزني زايد ودي تبقى فرصة ظريفة الواحد يحسن صحته. اتصلت بمصطفى وقابلني ومشكورا رحنا سوا ننقي عجلة من أبو الجوخ اللي في شارع الجمهورية
اشتريت ماونت بايك "اوربيا" اسباني مخصصة للمرتفعات وتسلق الهضاب وكده. في الأول العجلة تبان تقيلة ومش سريعة كفاية. لكنها متينة وتستحمل مطبات البلد والمطالع الكتير. هي غالية شوية ( ٢٥٠٠ جنيه ) بس بالتأكيد تمنها فيها.  انا ممتن جدا اني جبت العجلة دي خصوصا في رحلة اسكندرية لأسباب حاقولها بعدين
Tumblr media
"عجلتي"
ابتديت في القاهرة بمسافات صغيرة. يعني مثلا من بيتي في روكسي لإعتصام العباسية، لمدينة نصر، لوسط البلد، من روكسي لوسط البلد حوالي ١٠ كيلو كانت بتاخد مني حوالي ساعة دلوقت بتاخد بالضبط ٣٥ دقيقة للتحرير. ساعات كتير بابقى حتى اسرع من العربية بسبب الزحمة واللفات والاتجاهات الإجبارية. 
قررت ابتدي اروح الشغل بالعجلة. مكتبنا في التجمع الخامس شارع التسعين. استخدمت خرايط جووجل عشان احدد اسرع واسهل طريق وطلع انه من خلال مدينة نصر والوفاء والأمل. أول يوم كان صعب جدا لأن الطريق كان طويل  ( ١٨ كيلو ) وطالع ( التجمع أعلى من روكسي ب ٢٢٥ متر يعني ربع كيلو ) ولأن الشمس كانت حامية والطريق صحراوي. بس اتعلمت اني ١- لازم اكون نايم كويس وفاطر كويس ٢- لازم البس كاب والأفضل اني اطلع بدري جدا قبل الشمس ماتحمى ٣- اني استخدم سرعات العجلة في المطالع وأوفر طاقة للطلعات الصعبة. المهم ان الرجوع اسهل كتير لأن الطريق منحدر والشمس اهدى شوية. مرة في مرة اتعودت وبقيت اروح الشغل بيها ٣ مرات في الاسبوع وبقية الأسبوع باروح وسط البلد ومشاويري التانية بالعجلة لحد ما استغنيت تماما عن التاكسيات والعربيات.
بعدين نظمنا رحلة للقناطر انا واصدقاء بلجيكيين ودي مسافة حوالي ٦٠ كيلو رايح جاي. كانت ظريفة جدا وسلسة. برضه بعديها بكاماسبوع كنت رايح وسط البلد وقررت اكمل للمعادي وبعدين حلوان على الكورنيش وأرجع. مسافة حوالي ٨٠ كيلو من مصر الجديدة. وبرضه كانت رحلة كويسة جدا مع انها منهكة. 
من هنا جت فكرة ان ممكن اسافر بالعجلة مسافات ابعد على مراحل. وبما اني من اسكندرية فقررت اني ارجع مرة اسكندرية بالعجلة من القاهرة.  بدأ التخطيط باختيار انسب الطرق على خرايط جووجل ومواقع الجي بي اس اللي بتحدد الميل والانحدار. الطريق الزراعي كان مثالي لأنه مأهول ومليان قرى وكمان منحدر ناحية اسكندرية ( وده سبب ان النيل بيصب في المتوسط ). كمان ركبت ابليكيشن هايل اسمه سترافا على التليفون بيقرا موقعك ويسجله ويوريك مسارك على الخريطة بال جي بي اس. كان مفيد جدا عشان تسجيل الرحلة وعدد الكيلوميترات اللي اتقطعت والمسار المقترح. انا حاستخدم خرايط منه هنا لشرح الطريق والمسار اللي اخدته.  
الدافع الأهم والأساسي للرحلة هو اني كان دايما عندي هوس باكتشاف مدن وقرى الدلتا الصغيرة زي ماعملت من سنة في الصعيد. في رحلة الصعيد كنت باركب مواصلات بس لو معايا عجلة كان حايبقى ليا حرية اكبر اني الف واستكشف الطرق والبلاد. عشان كده قررت اني آخد الرحلة دي على اربع ايام. الخطة الأصلية كانت اني ابات ليلة في بنها وليلة في طنطا وليلة في دمنهور بس ده اتغير شوية زي ما حاحكي لاحقا. وبرضه كنت عايز اطلع لوحدي عشان يبقى ليا حرية اتخاذ اي قرارات مفاجئة او ازور أي مكان اقرره في الطريق وده كان خيار كويس جدا زي ماحتشوفوا.   
المهم جهزت شنطة فيها اللابتوب بتاعي- شاحن الموبايل -  هدوم - فوطة - منفاخ العجلة - استبن زيادة - فلوس - خريطة ورقية للدلتا ( في حالة لو الموبايل مات ) وربطت الشنطة فوق السبت اللي ورا العجلة بحبل وبقيت جاهز للإنطلاق. كنت مقرر سلفا اني مش حاتحرك غير مابين ٦ مساء و ٨ الصبح عشان الجو يكون مناسب ومش حر قوي في الطريق. قررت كمان البس شورت وشبشب في رحلتي عشان الطراوة. طبعا هي بتعمل شعور ظريف بسبب الهوا بس تبين لاحقا ان ده ماكانش احسن قرار ممكن آخده في رحلة زي دي.
Tumblr media
"العجلة جاهزة للرحيل "
( الليلة الأولي - القاهرة / طنطا ( عصير وحمص 
 طلعت الساعة ٦ مساءً من روكسي لوسط البلد وقابلت واحد صاحبي في طلعت حرب كنت سايب عنده عدة تصليح الكاوتش والعجلة. بعدين رحت لأبو الجوخ عشان اركب حاجات كانت ناقصة زي السنادة والنور الخلفي والأمامي. للأسف ماكانش عنده نور أمامي فعرض عليا يجيبه من المخزن بس انا كنت اتأخرت ومستعجل فقتله لأ ودي كانت غلطة كبيرة جدا وحاتعرفوا ليه. خليته كمان يزيتلي الجنزير ويشدلي ع الفرامل شوية وبقيت ج��هز للإنطلاق. وانا ماشي عم كحلاوي العجلاتي قاللي ان الطريق لبنها وحش وانه راح قبل كده بموتوسيكل و" اتفشفش" . بعدين قاللي انت حاترجع بعد ساعة وتقولي تعبت  :) 
المهم اخدت الكورنيش لشبرا بعدين شبرا الخيمة وطلعت على الزراعي. الطريق بعد شبرا الخيمة فعلا سيء جدا لأنه زحمة ومليان عربيات نقل وميكروباص ده غير انه متسفلت بطريقة غبية وكله مطبات مش مفهومة ابدا. كمان في مشكله في الأسفلت انه اعلى بكتير من الجزء الزملي اللي جنب الطريق فلو اضطريت تحود يمين عشان العربيات ممكن تنزل نص متر عن الطريق في رمله وطينة والعجلة تغرز. بعد شوية لاقيت نفسي ماشي ببطء شديد بسبب الزحمة فمشيت على الجنب المعاكس اللي ع الشمال من الطريق وده كان أسرع بس مشكلته ان العربيات بتيجي في وشك بسرعة وبتعميك بنورها وبتطيرك جنبها بالهوا. بعد شوية وصلت لأول بلد ع الزراعي بعد القاهرة وهي قها
مدخل قها جميل جدا ومليان شجر وعربيات كبيرة نقل راكنة ع الجنبين. قها نفسها صغيرة جدا وهي عبارة عن شارع واحد بس بيوصل بين لفة الزراعي. الناس في قها ظراف جدا وبشوشين وبيبتسموا. قها عندها مشكلة ميه كبيرة والمياه ملوثة حسب ما قريت. طلعت الموبايل وكتبت اني انا في قها على فيس بوك وتويتر وقريت شوية عن البلد ودي حاجة حاتلاقوا اني باعملها كل ما أقف في مدينة او قرية
جبت حبل تاني اربط بيه العجلة من قها والشاب اللي باعلي الحبل قاللي انت جاي منين قلتله القاهرة قاللي كفاية كده بقى ارجع دي مسافة طويلة :). وقبل ما امشي من قها ماقدرتش افوت فرصة اني اشتري عصير من بتاع شركة قها للأغذية بتاع زمان.
Tumblr media
انطلقت تاني ع الزراعي بعد قها لحد ما وصلت طوخ. طوخ بلد ظريفة جدا برضه عبارة عن شارع واحد. اللافت للنظر ان طوخ كلها قهاوي وكافيتريات برضه. طوخ عندها نفس مشكلة المياه بتاعت قها وليها قصة غريبة عن لواء مخابرات حربية الأهالي هناك بيعتبروه بطل. ممكن تقروا اكتر عنه هنا
سيبت طوخ  وطلعت تاني ع الزراعي بعد ماشربت كباية شاي على قهوة هناك. وانا ماشي قلت لنفسي سلام يا طوخ عشان غالبا مش حاشوفك تاني ابدا :) الجميل في الرحلة دي ان في اماكن ممكن ماتشوفهاش غير مرة واحدة في حياتك. فضلت ماشي ع الطريق الزراعي لحد ماوصلت بلد اسمها سندنهور. دخلت البلد دي من فوق جسر صغير فوق ترعة ودي كانت أول بلد فلاحين صرف ادخلها من أول ماطلعت. البلد كانت نايمة لأن الوقت كان اتأخر شوية بس لاقيت ناس قاعدة على قهوة بيتفرجوا على مصارعة وبيلعبوا دومينو. أول ماعديت قالولي اتفضل وعزموا عليا اشرب حاجة. دخلت شرب كباية قهوة عشان افوق ولاقيت ست فلاحة كبيرة قاعدة قدام بيتها اللي من دور واحد وحاطة لابتوب على حجرها وبتزعق لابنها: يا محمد افتح الواي فاي.. ثورة الانترنت مستمرة يا جدعان وماحدش حايقدر يوقفها :)
Tumblr media
سبت سندنهور ورجعت تاني ع الزراعي وفضلت أبدل نص ساعة كمان لحد ماوصلت بنها. مدخل بنها مش عاطفي ولافف شوية بتدخلها من كوبري عالي جدا فوق البلد بعد ماتعدي طريق ضلمة شوية. وصلت لحد النيل وريحت شوية بعدين رجعت لميدان المحطة وقعدت على القهوة اشحن موبايلي اللي كان قرب يموت واشرب شاي. الليلة اللي قبلها ماكنتش نايم كويس عشان كان في معرض واحد صديقي في القاهرة وبعدها اجتمعنا عندي في البيت وسهرنا. عشان كده أول ماوصلت بنها حسيت بتعب واني عايز انام بأي شكل. كان بقالي ٦ ساعات على الطريق وبدلت حوالي ٧٠ كيلو. سألت القهوجي عن فنادق في بنها ممكن أبات فيها حسب الخطة وهنا كانت المفاجأة . بنها مافيهاش فنادق
الفكرة ان بنها قريبة من القاهرة ( نص ساعة بالعربية ) فاللي بيبقى عايز يبات في بنها بيروح القاهرة أقرب. عشان كده مافيش غير مكان واحد قدام المحطة لواحد بيأجر أوضة في بيته بس ماكانش الراجل موجود. فتحت تويتر وسألت لو حد من بنها يدلني على مكان ابات فيه بس ماحدش فادني. أسقط في يدي وقررت اقعد ع القهوة استنى الموبايل يكمل شحن ونشوف
بعد شوية قررت اني اروح طنطا ابات هناك. كانت فكرة مجنونة شوية بس انا كنت فعلا مرهق وعايز انام وكنت عايز اوصل لأي مكان فيه سرير باسرع وقت. شربت قهوة وانطلقت من بنها على الزراعي حوالي الساعة ٣. الرحلة لطنطا كانت مباشرة جدا، ماوقفتش خالص على الطريق الا عشان اصور حبة يفط لحبة بلدان ماسمعتش عنها زي طوخ طنبشا. عديت حدود القليبوية ( بنها ) للمنوفية. وعند بركة السبع وقفت فوق الكوبري واخدت صور للبلد. بعدين كملت مباشرة لحد طنطا. طول الطريق كنت مشغل اغنية لأم  كلثوم طولها ساعتين وكنت نص نايم ومرهق جدا.  عديت المنوفية في ساعة ووصلت طنطا الفجر. ورغم تعبي الشديد كنت باجري بآقصي سرعة ممكنة عشان اوصل بسرعة. المسافة من بنها لطنطا حوالي  خمسين كيلو أخدتهم في ساعتين ونص تقريبا. ووصلت  سرعتي القصوى في حتت معينة من الطريق حسب الابليكيشن  ل ٤٤ كم في الساعة
Tumblr media
دخلت طنطا من مدخلها الجنوبي وكان الوقت فجر والجو كان حلو جدا. في مدخل طنطا قرى كتير جدا بس المدخل بعيد شوية عن قلب المدينة، فبعد ماتعدي بوابة ( طنطا ترحب بك ) تلاقي ان طنطا  لسه ماجتش. فالموضوع كان محبط شوية :) .. وسط البلد في طنطا نضيف جدا ومرتب وحلو فعلا.  قعدت على قهوة وشربت حاجة ساقعه وسألت القهوجي عن احسن فندق فقالي فندق عرفة عند المحطة. رحت هناك بس مالقيتش اوض فاضية. الظاهر ان طنطا مدينة سياحية وزحمة كمان غالبا عشان السيد البدوي. وانا في الطريق لفندق تاني وقفت عشان افطر الساعة ٧ الصبح في مطعم اسمه المحروسة بيعمل فول وحمص وبيض
حابب اتوقف هنا عند الفطار ده لأنه فعلا واحد من احلى المرات اللي فطرت فيها في حياتي. الحمص عند المحروسة معمول بطريقة تخليك تبقى نفسك الطبق مايخلصش. الفول والبيض طازة وسخنين والعيش ممتاز. كمان انا رحت هناك بدري فكل حاجة كانت لسه معمولة وطازة. الاكتشافات الصغيرة دي هي فعلا اللي بتخلي للحياة متعة ومعنى. انصح أي حد في طنطا او رايح قريب يجرب مطعم المحروسة في شارع كده واصل بين المحطة وشارع الجيش. جنب حاتي اسمه النوبي. اسأل اي حد هناك حايدلك. انا بافكر جديا عموما اسافر طنطا مخصوص يوم عشان افطر حمص هناك.  حاجة كده طعمها من الجنة
المهم لاقيت غرفة في فندق اسمه جرين هاوس ورا مسجد السيد البدوي مباشرة. الأوضة كانت نضيفة ومكيفة وهادية ومش غالية قوي " ١٢٠ جنيه".  حطيت حاجتي واخدت دش ونمت زي القتيل من ٨ الصبح ل ٨ بالليل يوم الاحد. صحيت من النوم لفيت في طنطا شوية وأكلت برام خضار باللحمة ممتع جدا عند مطعم اسمه ركن المنوفية. وزرت السيد البدوي وبعدين انطلقت في الطريق لدمنهور
انا حبيت طنطا جدا. مدينة تحسها راقية ورايقة وهادية ومنظمة وجميلة جدا، ده غير أكلها الممتع. أكيد حازورها تاني واقعد فيها شوية. ده غير ان جامع البدوي عظيم . اللي مازرهاش فعلا فايته كتير
خلاصة أول ليلة هو ١١٧ كم سواقة من القاهرة لطنطا في ١٢ ساعة. ٧ ساعات منهم على العجلة والباقي على رجلي او قاعد على قهوة او في مطعم. افتكر لو حبيت مرة تانية أخدها بشكل مباشر من القاهرة لطنطا حاتاخد حوالي ٦ ساعات بدون توقف في قرى او مدن جانبية
Tumblr media
  (الليلة التانية: طنطا / دمنهور  ( العجلة والكلاب 
هنا بقى تبتدي فقرة الأكشن في الرحلة. الأول طلعت من طنطا على الساعة عشرة كده. كنت نايم كويس وواكل كويس ومبسوط وعندي طاقة عالية. اخدت الطريق الزراعي وبعدين في نص المسافة لكفر الزيات لاقيت نفسي جنب أبيار. مروة - وهي صديقة عزيزة برضه من أبيار وبتحكي وتتحاكى عنها كتير فقررت اروح ازور البلد. مدخل ابيار من الزراعي ضلمة بالليل ومخيف حبتين بس على الجانبين غيطان ومزارع جميلة. في مدخل ابيار كان في كلاب بتجري ورا أي عربية. وانا ماشي طلع حوالي ٦ كلاب يجروا ورايا. في الأول ماخدتش بالي عشان كنت معلي المزيكا لحد مالقيت كلب بيحاول يوصل لجادون العجلة. الفكرة بقى ان انا عندي فوبيا رهيبة من الكلاب بسبب ان في كلب عضني وانا صغير. فطلعت اجري باقصى سرعة لحد ما الكلاب تعبت. بس الادرينالين ضرب في دماغي جامد من الخوف والسرعة
وصلت ابيار وكلمت مروة اسألها الواحد ممكن يعمل ايه في البلد. وصفتلي محل بتاع عمها وجنبه قهوة صغيرة. رحت قعدت وشربت شاي بعدين اتعرفت على ابن عمها اللي بيشتغل في المحل وخليته يكلمها. الشاب كان ظريف جدا وحب يعمل معايا واجب بس انا كنت عايز امشي. ابيار ظريفة بس صغيرة جدا ومافيهاش حاجة قوي. يمكن عشان الدنيا ليل وماكانش في أي حاجة تتشاف. بس ربيع بيقول ان فيها آثار وجامع أثري. كمان يقال ان ابن بطوطة عدى على ابيار في ترحاله وذكرها في كتابه وكانت مشهورة بان فيها محكمة خاصة بيها. النكتة بقى ان على مدخل البلد في اللوح الوجودية دي اللي بادورلها على معنى
:
Tumblr media Tumblr media
طلعت من ابيار بس مارضيتش ارجع ع الزراعي عشان الكلاب فمشيت من طريق داخلي لكفر الزيات. الطريق ده كان بين المزارع والغيطان وبطاريات الأرانب وكان ظريف جدا بس كان مش متسفلت وكله حفر ومش منور طبعا وعشان كده العجلة ساعدتني جدا.  وطبعا الطريق كان أطول بكتير مما لو كنت أخدت الزراعي. وصلت كفر الزيات من مدخلها ع الزراعي وقررت أقعد اشرب حاجة هناك
كفر الزيات بلد مشهورة تاريخيا وفيها مصانع كتير وكمان اخوانية بامتياز رغم انها صوتت لأحمد شفيق! للأسف كفر الزيات من أكتر المدن  اللي شفتها في حياتي كآبة. ماحدش بيضحك والناس كلها على وشها الهم. البلد نفسها فعلا كئيبة جدا و الناس فظة وبتتعامل بجفاء. مش لاقي تفسير علمي لده بس ممكن تحسه من الجو. ماستحملتش اقعد فيها كتير وقررت انطلق. جبت آيس كريم من محل وقررت اطلع اكمل الرحلة 
زي ماقلت قبل كده كنت نايم كويس في طنطا وعندي طاقة فقررت بدل ما اطلع على الزراعي واتجه لدمنهور مباشرة  اني اكتشف بلدان تانية. ده غير ان كان عندي يوم زيادة بسبب اني مابيتش في بنها. بصيت ع الخريطة وقررت اتجه لبسيون ومنها لدسوق وبعدين دمنهور. وبكده ابقى زرت كمان محافظة كفر الشيخ
Tumblr media
"طريق الآلام" 
وهنا بدأت رحلة العذاب والآلام. الساعة كانت ١ بالليل والناس كلها نايمة. قررت آخد طريق مختصر على طول ترعة بين كفر الزيات وبسيون. وده كان من أغبي القرارات. لأنه بيبان على الخريطة طريق لكنه في الحقيقة مش مسفلت وهو عبارة عن مدق طيني صغير بين البلدين ووسط غيطان وزراعات كلها كلاب ( برضه ) وحشرات غريبة وعرس وحيوانات مش عارف هي ايه. غير ان اصلا الطريق كان مظلم تماما وساكت تماما بشكل مخيف. أخدت حوالي ساعة ونص في الطريق ده باتنطط من حفرة لحفرة واغرز كل شوية في نص الظلام. ساعتها اتمنيت لو كنت استنيت شوية لحد ما الكحلاوي يجيب النور الأمامي من المخزن. فضلت ماشي كده في قمة التوتر ده غير طبعا لما يطلع عليا كلب يهوهو ويجري ناحيتي فانا انطلق باقصى س��عة. في النص بقـى بصيت ع الموبايل لاقيت الجي بي اس بيقول اني في دمنهور. طبعا كنت حاقول كلمة قبيحة وطلعت الخريطة الورق وقعدت انورها بالموبايل وامشي على الخط اللي فيها. لحد ما أخيرا وصلت لقرية اسمها كفر جعفر قبل بسيون بكيلو
القرية دي بقى قرية مصرية صميمة طالعة من فيلم ستيناتي بامتياز. حمير ماشية في كل حتة وناس قاعدة بتاكل حلاوة قدام بيوتها وناس سهرانة بتشرب شاي وتحل كلمات متقاطعة. كمان كان أول مرة اشوف الشاويشية اللي ماسكين بنادق بتاعت الغفر وبيقولوا مين هناك وبتاع. واحد منهم نادى عليا فقمت قايله وانا سايق ماحدش هناك وقمت مكمل.  في النص وقفت في كفر جعفر وسألت واحد قاعد قدام عجلة لو عنده ميه. جابلي قزازة ساقعة وقعد يعملي استجواب. انت جاي منين وليه تمشي المسافة دي كلها. وحرام عليك تسافر بالعجلة وازاي مشيت وسط الزراعات. كان لطيف جدا وطيب جدا بس طبعا هو قاعد في قرية مافيهاش أي حاجة بتحصل وواحد معدي قدامه بعجلة برتقاني ولابش شورت وشبشب فقعد يحلفني ربع ساعة اني اقعد معاه ونتسلى سوا لحد الصبح عشان " السواقة الصبح أأمن وولاد الحرام كتير". شكرته وسبته وفضلت ماشي لحد ماوصلت بسيون. وهناك لاقيت أول قهوة قعدت عليها كأني لاقيت قهوة المصريين
المسافة من طنطا لبسيون في الطريق اللي مشيته حوالي ٤٦ كيلو اخدتهم في خمس ساعات. قعدت في بسيون حوالي ساعة استريح شوية واشحن موبايلي وفتحت حوار مع القهوجي عن الثورة والانتخابات وكده. القهوجي قالي ان بسيون هي اهدى مكان في الجمهورية وانها ماحصلش فيها أي مشكلة. لاحظت ان بسيون فيها اكتر من انترنت كافيه وان القهوجي برضه قاعد يفتح الفيس بوك على موبايله كل شوية. بسبب تجربتي السابقة في الطريق المظلمة سألته اذا كان في طريق متسفلت بين بسيون ودسوق فقاللي ايوه. بس نصحني استنى لحد الصبح. بس لأني كنت لازم اسوق بالليل فقررت انه احسن اوصل دسوق بعدين دمنهور في ليلتها 
طلعت من بسيون وعديت النيل على اساس آخد الطريق المتسفلت. بس وانا داخل لاقيت كلاب واقفة مستنياني ففضلت آخد الطريق اللي على البر الشرقي. وانا راجع قابلني شيخ عجوز رايح الجامع عشان صلاة الفجر وسألني انا باعمل ايه هنا. قلتله اني جاي من القاهرة بالعجلة فاستغرب جدا وقعد ينصحني اسافر الصبح أضمن. سألته اذا كان الطريق لدسوق منور ومتسفلت فقاللي بكل ثقة: طبعا! ده حاجة مافيش بعد كده :)
Tumblr media
وبناء عليه اخدت الطريق اللي مافيش بعد كده على البر الشرقي للنيلبين بسيون ودسوق.. الحقيقة ان الطريق كان في أوله ظريف جدا ومنور ومتسفلت لحد ماعديت حوالي ٢ كيلو. بعدين فوجئت بانه بقى مظلم تماما. ولما اقول مظلم انا قصدي اني ماكنتش عارف اشوف ايدي على جادون العجلة. للمرة التانية لعنت غبائي وازاي اني ماصبرتش عشان اجيب النور الأمامي للعجلة. فضلت ماشي لحد مالاقيت الطريق ابتدى يتحول لحفر ومنزلقات والعجلة كل شوية تميل ناحية الترعة وتبقى حاتقع فيها وانا مش شايف حاجة. قمت فاتح الموبايل وابتديت اصور صور كتير بالفلاش على امل اني اشوف قدامي. بعدين اكتشفت ان الكاميرا لما بتشتغل فيديو الفلاش بيشتغل على طول فابتديت اصور فيديو. فضلت ماشي كده وانا باتفادى الحفر وكل عشر دقايق تيجي عربية من بعيد تنور الطريق فاطفي الفلاش عشان احافظ على البطارية
المهم بقى فضلت ماشي لحد ماطلع عليا ايه؟؟؟ ايوه بالضبط كده. كلاب. بس المرة دي كانت سعرانة. طبعا انا فضلت اجري بمنتهى السرعة والدنيا ضلمة و٣ كلاب طلعت تجري ورايا. لحد ما اتنين منهم تعبوا ورجعوا وواحد فضل مصمم يجيبني. وانا باجري اتكعبلت في حفرة عميقة فاتقلبت بالعجلة على الجنب اليمين ووقعت في غيط كله زراعات وطينة. الكلب نزل ورايا وانا مت من الرعب لا يعضني وهو فعلا كان ناوي يعض. هجم عليا والعجلة فوق رجلي اليمين فقمت ضاربه برجلي الشمال اقوى ضربة ممكن اسددها فقام تقريبا داخ لمدة كام ثانية كانوا كافيين جدا اني آخد العجلة وأجري منه
طلعت ع الطريق وبابص تحتيا لاحظت ان في خط دم بينزل من رجلي. وقفت لاقيت ان صباع رجلي الكبير اتفتح وبينزف. لفيته بقماشة قطعتها من تي شيرت كان معايا وكملت في طريق الآلام ده بنفس الطريقة لحد ما الموبايل فصل شحن. قمت واخد النور الخلفي الأحمر ومسكته في ايدي عشان ينورلي شوية بس كان عديم الفايدة. المهم فضلت ماشي كده عمال اترجرج لحد ماوصلت دسوق. الحقيقة اني لو كنت لابس جزمة متينة شوية وبنطلون كان ممكن الإصابات تبقى اقل شوية بس ده درس كويس للمرات القادمة
المسافة بين بسيون ( الغربية ) ودسوق ( كفر الشيخ ) ٢٥ كيلو اخدتهم في ساعة ونص. بس كانوا اسوأ ساعة ونص عدوا عليا في الرحلة كلها 
دخلت دسوق على الفجر وقعدت ادور في كل البلد على صيدلية فاتحة مالقيتش. يأست ورحت قعدت على قهوة قدام سيدي ابراهيم الدسوقي. غسلت رجلي ولفيتها تاني وصاحب القهوة كان لطيف جدا فجابلي شاي وكنافة من حلواني الصعيدي اللي جنبه وقعد  يسألني عن الرحلة وكده بعدين قعدنا نتفرج على اعادة ماتش اسبانيا وايطاليا وماكناش نعرف النتيجة احنا الاتنين فكنا كأننا بنشوفه لأول مرة. قعدت اتفرج ع الماتش واسيب الموبايل يتشحن. وفي استراحة الشوط الأول جه واحد قاله مش ده ماتش امبارح اللي ايطاليا اتغلبت فيه اربعة؟ فقام صاحب القهوة اتضايق جدا ان الراجل بوظله الماتش وكمان كان بيشجع ايطاليا من الأول بحماس فقام قاللي خلاص بقى انا حاقفل القهوة وكفاية كده انا سهران من امبارح :) 
بعد ماريحت شوية ع النيل في دسوق كان الفجر طلع. دسوق بلد بجد جميلة جدا جدا والناس بشوشة وظريفة بس مشكلتها الوحيدة ان شوارعها مكسرة تماما وصعبة حتى على العربيات.. عبرت كوبري دسوق اللي بيعدي النيل وكان الجو تحفة والكوبري نفسه جميل جدا ومبني على الطراز الانجليزي
https://www.youtube.com/watch?v=TquuEgHCBXM
Tumblr media
كانت الساعة حوالي ٦ ونص والناس ابتدت تصحى وتروح اشغالها. الطريق من دسوق لدمنهور جميل جدا ومليان غيطان والصبح بقىالطيور البيضا بتطير حواليك والقرى الصغيرة اللي في النص الناس واقفة على محطات القطر بتاعتها مستنية توصيلة. كنت في غاية الانشكاح وانا طالع من دسوق وصورت كتير قوي حاجات  في السكة 
الطريق لدمنهور حوالي ٢٢ كيلو اخدتهم في ساعة ونص. عديت في النص على مكان اسمه عزبة الهوانم وشربت شاي بحليب افتكر انه احلى حليب دقته. دخلت محافظة البحيرة وهنا ابتدىت احس باني فعلا في محافظة زراعية بامتياز. جرارات في الشوارع وحمير ومحاصيل بتتلم واسواق على الطريق. ثقافة زراعية بامتياز. كتابات الحوائط كمان منتشرة جدا على الطريق. زي الصورة دي مثلا. في حد سلفي بامتياز حابب فكرة كتابات الحوائط في دمنهور وماحولها. هو هنا بيدعو الناس انها ماتدعيش لابراهيم الدسوقي عشان دي بدعة
دخلت دمنهور اللي هي عبارة عن قرية كبيرة. برضه مدينة زراعية من الطراز الأول. قعدت اسابق جرار زراعي ع الطريق فوق كوبري وكنت حاخبط في حمار ماشي جارر عربية فوقها كرنب. الناس ماشية بادوات زراعية وكده. كمان ريحة المدينة كلها زراعة وفضلات حيوانات اكتر حتى من قرى صغيرة عديت عليها. الناس بشوشة بس فيهم شوية لؤم كده. وصلت لفندق وسأتلت على غرفة فالراجل قاللي مافيش بعدين لما قلتله اني جاي من سفر قاللي اتفضل انا الفندق كله فاضي اصلا. جايز ماكانش عايز يشتغل :)
وسط بلد دمنهور. ميدان الساعة والمحطة وكده شكله حلو ومنظم وظريف. ومساحاته واسعة. بناء على نصيحة ربيع اللي من دمنهور اساسا رحت شفت مقر أمن الدولة اللي اتحرق ايام الثورة واللي اهل البلد مسمينه متحف الظالمين
في كل مكان في دمنهور في كتابات من نوع: الثورة بدعة..  لا تخرج على الحاكم… لا تدعو الدسوقي ولا تخرج عن الحاكم … نعم للحاكم العسكري
Tumblr media Tumblr media
نمت في فندق اسمه الواحة ماكانش نضيف قوي وماكانش سيء جدا. طهرت الجرح وغطيته. التكييف كان بايظ ففطست من الحر. وصحيت الساعة ٥ ورحت أكلت كشري بالكبده قداماستاد دمنهور واخدت صورة وانا باحلي بكوز درة  معسل ولذيذ جدا
الرحلة من طنطا لدمنهور اخدت حوالي  ١٢ ساعة وطولها كان ٩٥ كيلو وسط غيطان وكلاب وطرق مظلمة.  شكر خاص لهيئة الطرق والكباري ووزير النقل على الطرق الرائعة خارج الطرق السريعة. حاجة تفرح فعلا
Tumblr media
"دمنهور مدينة حزينة"
Tumblr media
"كشري بالكبدة"
 ( الليلة الثالثة: دمنهور / اسكندرية ( السباخ واليوت 
 انطلقت من دمنهور على الطريق الزراعي . لحد ماوصلت لمدخل ابو حمص. دخلت ابو حمص وشربت شاي على قهوة وأول مادخلت البلد حصلت خناقة مهولة بين ولدين قلبت بخناقات عائلية. في نص الخناقة واحد كان عايز ياخد العجلة ويجري بس الناس ضربوه واعتذرولي. ابو حمص مشهورة بالحلاوة الطحينية وليها قصة تاريخية انها كانت مدينة اسمها شبرابرا واندثرت بعدين قامت عليها  عزبة واتسمت باسمها. طلعت من ابو حمص وقررت آخد طريق ترعة المحمودية لحد كفر الدوار
الطريق على ترعة المحمودية فعلا ممتع جدا. منور وكله بلدان ومتسفلت وهادي. وكمان الناس لطيفة جدا وبشوشة. الطريق من دمنهور لكفر الدوار حوالي ٤١ كيلو آخد حوالي ٤ ساعات بالتوقفات في كل قرية صغيرة. عديت على قرى كتير منها:  عزبة صادق، عزبة الغابة، معمل القزاز وغيرها. في معمل القزاز كان في فرح والناس عزموني احضر فرح فقعدت معاهم شوية
youtube
كل البلدان دي قمة في البهجة. بعد صلاة العشا كل الأهالي بتخرج تقعد ع الترعة قدام بيوتها بتشرب شاي وشيشة وتلعب طاولة وتتفرج على الكورة او قناة الفراعين. شباب كتير بتخرج بالليل تقعد على شط الترعة تصطاد. ضفتي الترعة بيوت منورة وقرى وتلاقي الناس من قرية بكلموا ناس من القرية التانية بالاشارة وانوار اقلام الليزر. ترعة المحمودية ترعة واسعة وهي مصدر الميه الحلوه الأساسي لاسكندرية. كل القرى دي فيها برضه انترنت كافيه والناس قاعدة بلابتوباتها قدام بيوتها أوعلى موبايلاتهم. كانت من امتع مراحل الرحلة الجزء ده لأني قعدت مع ناس كتير واحتكيت بيهم
وصلت كفر الدوار وكنت خلاص فيصت. كفر الدوار مدينة صناعية بس كئيبة ومافيهاش حاجة تتشاف قوي. قعدت على قهوة برضه وشحنت موبايلي وانطلقت على اسكندرية. أخدت ترعة المحمودية برضه على امتدادها لحد ما وصلت لحدود خورشيد والسيوف ثم فيكتوريا وعبد الناصر والبحر. اخدت وقت طويل قوي في شارع احمد ابو سليمان لأنه مكسر تماما. ريحة الجو اتقلبت لما دخلت اسكندرية من ريحة السباخ الزراعي في البحيرة لليوت اللي جاي من البحر :) 
قعدت على البحر واخدت صورة للعجلة وهي بتريح بعد رحلة طويلة. برضه اسكندرية هي الكلام. شي لله يا مرسي :)
Tumblr media
البلاد اللي رحتها كل واحدة ليها شخصية وميزة بس ترتيبهم حسب قربهم لقبلي كان: طنطا - دسوق - قها - قرى المحمودية -  طوخ - دمنهور - كفر الدوار - ابيار - سندنهور - كفر الزيات - بسيون 
مريت في الرحلة دي بسبع محافظات هم القاهرة - القليوبية - الغربية - المنوفية - كفر الشيخ - البحيرة - الاسكندرية
انا بخير وعضلاتي تمام وحاسس الحقيقة اني عايز اسافر تاني لمكان جديد بالعجلة بكره. بس فضلت استنى شوية لحد مارجلي تبقى احسن.  انا حارجع القاهرة بالقطر لأن ماعنديش اجازة تاني من الشغل ارجع بيها بالعجلة. الرحلة القادمة من القاهرة لبورسعيد اللي عايز ينضم يقولي. وممكن نعمل رحلة جماعية :)
:دي بقى الخلاصة لو عايز تجرب رحلة زي دي
١- العجلة لازم تبقى تستحمل المطبات والحفر وكده. ماونت بايك محترمه ضرورة لو عايز تطلع عن الطريق السريع وتدخل المدن. جهز  عجلتك كويس بمساعدين وسرعات وفرامل محترمة وضروري جدا تركب انوار امامية وخلفية
٢- لو واخد الموضوع على انه سبق يبقى خليك على الطرق السريعة زي السخنة والصحراوي وغيره. بس لو عايز تتفرج وتلف بالعجلة انصحك تسيب الطرق السريعة وتدخل جوه
٣- خلي معاك بطارية تليفون زيادة
٤- الجي بي اس وخرايط جووجل هما صديقاك الصدوقان في رحلة زي دي، خلي معاك كمان خريطة ورقية احتياطي
٥- الطريق أمان جدا في الدلتا. البلاد كلها عارفة بعض ومافيش قطاع طرق وناس ممكن تثبتك
٦- لو بتخاف من الكلاب لازم تتمرن على التبديل السريع
٧- خلي معاك اسعافات أولية للطواريء
٨- الرحلة دي بالذات ممتعة جدا جدا في النهار عشان كده هي احسن حاجة تتعمل في الشتا مش في الصيف
٩- البس جزمة متينة وحاجة تغطي رجلك
١٠- الريف دمرته التكاتك والموتوسيكلات. ركز في أي حد ممكن يطلع من اليمين او الشمال خصوصا لو جنبك ترعة
١١- الناموس والحشرات القارصة شر لا بد منه. ممكن تجيب ادوية طاردة للحشرات وتدهنها ع الاجزاء المكشوفة من جسمك
١٢- احلى جزء في الرحلة انك تتعرف ع الناس وع المدن وقصصها
١٣- كل كويس ونام كويس مش حاتتعب بتاتا
١٤- دايما خلي مزيكا معاك. أو حاجة تسمعها. لو شغلت مخك بالتفكير في حاجة او سماع حاجة مش حاتحس بالمسافات وعضلاتك حاتتعود. جرب تسمع كتاب وانت سايق العجلة
١٥- من غير شعارات مصر فعلا بلد جميلة وفيها مناطق لو اخدت حبة اهتمام - او اتسمح لها تهتم بنفسها حاتبقى مزارات. بس اللي يعرف
213 notes · View notes
haisssam · 12 years
Text
لأن السعادة تكمن في الدماغ يا نهلة
مزتي نهلة،
سألتني كيف يستطيع أي شخص ان ينعم براحة البال بعد كل هذا؟ والحقيقة يا نهلة ان لا العاشق مرتاح ولا الخالي مرتاح، أو كما قالت: " خلينا من السكة دي ". بس بما اني أعزك من زمان فسأحاول أن اجاوب سؤالك بقدر ما أعرف وهو قليل قليل. 
اليوم يا نهلة لبست التي شيرت الأورجواني ابو ياقة وذهبت لأنتخب. شربت سيجارتين في الطريق وكلمت سيد مرة أخرى ولم يرد علي. عندما وصلت المدرسة كانت خاوية على عروشها. قلت السلام عليكم لعسكري البحرية بخوذته الزرقا وسألت ضابط الشرطة عن مكان اللجنة فأشار للسماء. صعدت الدور الأول ودخلت انتخبت. اماكن الإقتراع يا نهلة كانت مقلوبة بحيث تعطي ظهرك للجنة كلها فلم استطع تصوير الورقة. لكني بصقت عليها وكتبت في الأعلى: ليه يا زمان ماسبتناش ابريا. وامام اسم كلاً من المرشحين كتبت: حائض. 
عندما نتعلم يا نهلة كيف أمكن إحباط شعب كامل في أقل من شهر يمكننا ان نتعلم أيضا كيف يمكن ان نكون سعداء في شهر ونصف. في مصر كما على هذا الكوكب الحزين يا نهلة لا قيمة الا للقوة. اسمعي يا نهلة لتفهمي كيف تمشي البلد: لي صديق معه حكم قضائي بإخلاء محل يملكه واستولى عليه المستأجر لكنه لا يستطيع طرده لأن صاحب المحل يضرب شرطة تنفيذ الأحكام كلما جاءت. يعني ليس صدور الحكم هو نهاية العالم يا نهلة. المهم تنفيذه. وكم من احكام ظلت حبيسة الأدراج. العبرة بالخواتيم
كذا في الحب والجنس والزواج والعلاقات الإجتماعية اللطيفة يا نهلة، من يضحك أخيرا يضحك عموما وهذا مكسب. وكل هذا الزحام ولا أحد اصلا يا نهلة. اثق تماما انك تفهمين ما أعني. ثم ان لا احد يثق في نفسه يا نهلة. كل الناس هنا بما فيهم نحن نشعر بعدم الأمان. اللي مكسوف من شكله واللي مكسوف من تعليمه واللي مكسوف من طبقته واللي مكسوف من انه مكسوف. واللي خايف من الناس واللي خايف من ربنا، كوكتيل يا نهلة ونتيجته عقد نفسية لا أول لها ولا آخر. ثم ان كل واحد يتمنى ان يصبح قائدا ويعبده الناس. وكل الناس تحب القائد الذي لم يتمكن من ان يكونه. فلنبتعد عن الناس اذا كنا نتحدث عن السعادة
طيب ما الحل؟ الهوايات؟ القراءة والسباحة وضرب العشرة؟ لأ نقول مثلا ركوب الدراجة مع الاصدقاء وقراءة الكتب العميقة والجلوس بالبيت للتنظير والتحشيش والسكر والتأمل في حال الدنيا. ظريف. ايضا من الممكن الفرجة على افل��م معقدة وتحليلها ومحاولة عمل مثلها. او سماع موسيقى صوتية وتحليلها وتنظيرها ومحاولة عمل مثلها. يمكن ايضا التجمع في صالونات للعب القمار والتريقة على العالم.
التريقة بقى في حد ذاتها اثبتت نجاعها الفائق. اجلسي في اي مكان واتريقي على كل من فيه وما حوله وحاتحسي بسعادة غريبة. فكرة انك يو دونت كير مهمة وفعالة. كمان ده بيطور حس دعابة غريب في بدايته بس مع التدريب بتتقنيه. والناس بتحب صاحب حس الدعابة المتقن وده حايحسسك بانك محبوبة كتير وكتير مهضومة. 
بس ده حايسلمك يا نهلة لنوستالجيا السنين. ونوستالجيا ايز ايه بيتش. يعني ممكن نقعد نتكلم لساعات عن ياااه كانت ايام جميلة من كام شهر في الميدان. ونقعد نضحك عن ازاي محمد قعد يكح من الغاز او ازاي باسم صور قنبلة وهي بتقع قدامه. بس مشكلة النوستالجيا يا نهلة انها بتقلب بحزن دفين. والبلاوي عايزة صبر
طب نهبب ايه؟؟ مغامرات مجنون�� بقى زي مثلا اننا نطرطر على مدرعة جيش ونطلع نجري! او مثلا نكتب ع الحيطة كس ام شفيق ونطلع نجري؟ او مثلا اننا نحضر اجتماع حزب اسلامي ونبوس بعض قدام الدقون؟ او اننا نروح اسكندرية ناكل عند عبده؟ 
لا حاجات مجنونة بقى اكتر زي اننا نقعد نعمل كومنتات لبعض ع الفيس بوك لحد ما كل شوية يطلع نوتيفيكيشن او نتاج بعض في صور فشيخة او نسمع ونشوف اغاني سبعيناتي ونقعد نضحك فشخ. 
ممكن حاجات برضه بسيطة تكون مؤثرة جدا. زي ان الواحد يبتدي ينقص في وزنه فالناس تقابله تقوله ايه ده انتي خسيتي قوي وبقيتي مزة. او تلبسي جيبة قصيرة شوية وتستمتعي بنظرات الناس لرجليكي المحلوقة. او اني مثلا اروح الجيم واعمل بنشات وبايسبسات وترابيس. ممكن كمان اجيب عربية او انك تجيبي طبلية وتحطيها في اوضتك. كل هذه اشياء تبث البهجة في النفس. 
انا ضحكت برضه على ناس كتير. اقنعت ناس كتير ان السعادة من الدماغ. وان الإرادة مهمة وان اتز اول ان يور هيد. بس الحقيقة ان الدنيا مش كده. وان نسبة الحظ اكبر بكتير من نسبة الشطارة للأسف
  نرجع بقى لفقاعاتنا الصغيرة المتناثرة المتصلة المنفصلة دوما. ياللا نعمل مسلسل عن الشيخة موزة ونصور فيلم عن سيجارة بتخلص لحد آخرها. نتعلم نلعب آلة موسيقية او نعمل جرافيتي في اوضة النوم. يا نهلة لازم ننعزل. تفتكري حد يقدر يدخل فقاعتك الصغيرة لو ماشية حسب القواعد؟ ابعدي عن الورق الحكومي والدمغات والضرايب والوظايف وحاولي تعملي فلوس كويسة وانتي حاتعيشي مرتاحة. 
امبارح يا نهلة حلمت اننا عايشين في عالم مليء بالمنقبات والمتحرشين جنسيا. ومن كتر ما الظاهرة انتشرت ركبوا على قضيب كل راجل زرار صغير شبه جرس الباب كده. لو راجل اتحرش بست الست ممكن تدوس على الزرار فيتقبض عليه فورا وبيتحاكم. حلمت يا نهلة اننا كنا نايمين مع بعض وانتي كنت زعلانة مني عشان موضوع السفر قمتي دايسة ع الزرار وانا قعدت اصرخ في الحلم: لأ لأ... ليه ليه ليه ليه يا  نهلة؟ ده انا باحبك وكشفتلك زراري بمحض ارادتك الحرة!
فلتكن مشيئة الله يا نهلة
35 notes · View notes
haisssam · 12 years
Audio
37 notes · View notes
haisssam · 12 years
Audio
دفتر سفري .. دفتر قصايد
مرسومين بقلم رصاص .. ماتمسحهوش استيكة!
ويتبقى دليل ليه في زمن آتي
اعيد الذكرى لما اقرا .. واعرف عن نفسي ايه تحلم
وايه شافت ..وايه تتذكر..وايه تنسى ..وليه تندم
بتدور على ايه في الزمن؟ وشوارع المدن ؟ والناس؟
في الناس الاقي كلماتي .. وبحكي كتير على ذاتي .. ويحكوا كمان حكايتهم
دفتر سفري .. دفتر قصايد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ايه متولي
كلام سلام يسري
وكمان هو اللي راسم
33 notes · View notes
haisssam · 13 years
Photo
Tumblr media
3K notes · View notes
haisssam · 13 years
Text
أثر
قال الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا أحمد بن زهير التستري حدثنا يحيى بن المعلى بن منصور الرازي حدثنا محمد بن الصلت حدثنا قيس بن الربيع عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال جاءت بنت خالد بن سنان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبسط لها ثوبه ، وقال : بنت نبي ضيعه قومه وقد رواه الحافظ أبو بكر البزار عن يحيى بن المعلى بن منصور عن محمد بن الصلت عن قيس عن سالم عن سعيدعن ابن عباس قال ذكر خالد بن سنان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ذاك نبي ضيعه قومه ثم قال ولا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه وكان قيس بن الربيع ثقة في نفسه ، [ ص: 249 ] إلا أنه كان رديء الحفظ وكان له ابن يدخل في أحاديثه ما ليس منها . والله أعلم .  قال البزار وقد رواه الثوري عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير مرسلا ، وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي : حدثنا المعلى بن مهدي الموصلي :قال حدثنا أبو عوانة عن أبي يونس عن عكرمة عن ابن عباس أن رجلا من عبس يقال له : خالد بن سنان قال لقومه : أنا أطفئ عنكم نار الحدثان . فقال له رجل من قومه : والله يا خالد ما قلت لنا قط إلا حقا فما شأنك ، وشأن نار الحدثان تزعم أنك تطفئها ؟ فخرج خالد ومعه أناس من قومه فيهم عمارة بن زياد فأتوها فاذا هي تخرج من شق جبل فخط لهم خالد خطة فأجلسهم فيها فقال : إن أبطأت عليكم فلا تدعوني باسمي فخرجت كأنها خيل شقر يتبع بعضها بعضا فاستقبلها خالد فجعل يضربها [ ص: 250 ] بعصاه وهو يقول : بدا بدا كل هدى زعم ابن راعية المعزى أني لا أخرج منها وثيابي تندى حتى دخل معها الشق فأبطأ عليهم .  فقال لهم عمارة بن زياد : والله إن صاحبكم لو كان حيا لقد خرج إليكم بعد . قالوا : فادعوه باسمه قال : فقالوا : إنه قد نهانا أن ندعوه باسمه . فدعوه باسمه فخرج وهو آخذ برأسه فقال : ألم أنهكم أن تدعوني باسمي فقد والله قتلتموني فادفنوني فاذا مرت بكم الحمر فيها حمار أبتر فانبشوني فإنكم تجدوني حيا فدفنوه فمرت بهم الحمر فيها حمار أبتر فقلنا : انبشوه فإنه أمرنا أن ننبشه فقال لهم عمارة : لا تنبشوه ، لا والله لا تحدث مضر أنا ننبش موتانا ، وقد كان قال لهم خالد : إن في عكم امرأته لوحين فإن أشكل عليكم أمر فانظروا فيهما فإنكم ستجدون ما تسألون عنه قال : ولا يمسهما حائض فلما رجعوا إلى امرأته سألوها عنهما فأخرجتهما إليهم ، وهي حائض فذهب ما كان فيهما من علم . 
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?treeshow=1&ID=165&start=0&idfrom=142&idto=142&bookid=59
 عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة سيد بني تيم ، وهو ابن عم والد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وكان من الكرماء الأجواد في الجاهلية المطعمين للمسنتين وكان في بدء أمره فقيرا مملقا وكان شريرا يكثر من الجنايات حتى أبغضه قومه وعشيرته وأهله وقبيلته وأبغضوه حتى أبوه فخرج ذات يوم في شعاب مكة حائرا بائرا فرأى شقا في جبل فظن أن يكون به شيء يؤذي فقصده لعله يموت فيستريح مما هو فيه فلما اقترب منه إذا ثعبان يخرج إليه ويثب عليه فجعل يحيد عنه ويثب فلا يغني شيئا فلما دنا منه إذا هو من ذهب وله عينان هما ياقوتتان فكسره وأخذه ودخل الغار فإذا فيه قبور لرجال من ملوك جرهم ، ومنهم الحارث بن مضاض ، الذي طالت غيبته فلا يدرى أين ذهب ، ووجد عند رءوسهم لوحا من ذهب فيه تاريخ وفاتهم ومدد ولايتهم ، وإذا عندهم من الجواهر واللآلئ والذهب والفضة شيء كثير فأخذ منه حاجته ثم خرج وعلم باب الغار ، ثم انصرف إلى قومه فأعطاهم حتى أحبوه وسادهم ، وجعل يطعم الناس ، وكلما قل ما في يده ذهب إلى ذلك الغار [ ص: 266 ] فأخذ حاجته ثم رجع فممن ذكر هذا عبد الملك بن هشام في كتاب التيجان ، وذكره أحمد بن عمار في كتاب ري العاطش وأنس الواحش .  وكانت له جفنة يأكل منها الراكب على بعيره ، ��وقع فيها صغير فغرق ، وذكر ابن قتيبة وغيره ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لقد كنت أستظل بظل جفنة عبد الله بن جدعان ، صكة عمي أي وقت الظهيرة . وفي حديث مقتل أبي جهل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لأصحابه تطلبوه بين القتلى ، وتعرفوه بشجة في ركبته فإني تزاحمت أنا وهو على مأدبة لابن جدعان فدفعته فسقط على ركبته فانهشمت فأثرها باق في ركبته فوجدوه كذلك . وذكروا أنه كان يطعم التمر والسويق ، ويسقي اللبن حتى سمع قول أمية بن أبي الصلت 
ولقد رأيت الفاعلين وفعلهم فرأيت أكرمهم بني الديان     البر يلبك بالشهاد طعامهم  لا ما يعللنا بنو جدعان
فأرسل ابن جدعان إلى الشام ألفي بعير تحمل البر والشهد والسمن ، وجعل مناديا ينادي كل ليلة على ظهر الكعبة ، أن هلموا إلى جفنة ابن جدعان فقال أمية في ذلك  [ ص: 267 ] 
له داع بمكة مشمعل     وآخر فوق كعبتها ينادي  إلى ردح من الشيزى ملاء     لباب البر يلبك بالشهاد 
ومع هذا كله فقد ثبت في الصحيح لمسلم ، أن عائشة قالت : يا رسول الله إن ابن جدعان كان يطعم الطعام ، ويقري الضيف فهل ينفعه ذلك يوم القيامة ؟ فقال : لا ، إنه لم يقل يوما : رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?treeshow=1&ID=167&start=0&idfrom=144&idto=144&bookid=59
كان حلف الفضول أكرم حلف سمع به وأشرفه في العرب وكان أول من تكلم به ، ودعا إليه الزبير بن عبد المطلب وكان سببه أن رجلا من زبيد قدم مكة ببضاعة فاشتراها [ ص: 457 ] منه العاص بن وائل فحبس عنه حقه فاستعدى عليه الزبيدي الأحلاف; عبد الدار ومخزوما وجمح وسهما وعدي بن كعب فأبوا أن يعينوا على العاص بن وائل - وزبروه - أي انتهروه فلما رأى الزبيدي الشر أوفى على أبي قبيس عند طلوع الشمس - وقريش في أنديتهم حول الكعبة - فنادى بأعلى صوته 
يا آل فهر لمظلوم بضاعته بب��ن مكة نائي الدار والنفر     ومحرم أشعث لم يقض عمرته  يا للرجال وبين الحجر والحجر     إن الحرام لمن تمت كرامته  ولا حرام لثوب الفاجر الغدر
فقام في ذلك الزبير بن عبد المطلب ، وقال : ما لهذا مترك فاجتمعت هاشم وزهرة وتيم بن مرة في دار عبد الله بن جدعان فصنع لهم طعاما ، وتحالفوا في ذي القعدة في شهر حرام فتعاقدوا وتعاهدوا بالله : ليكونن يدا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يؤدي إليه حقه ما بل بحر صوفة وما رسى ثبير وحراء مكانهما ، وعلى التأسي في المعاش فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول ، وقالوا : لقد دخل هؤلاء في فضل من الأمر ، ثم مشوا إلى العاص بن وائل فانتزعوا منه سلعة الزبيدي فدفعوها إليه ، وقال الزبير بن عبد المطلب في ذلك : [ ص: 458 ] 
حلفت لنعقدن حلفا عليهم     وإن كنا جميعا أهل دار  نسميه الفضول إذا عقدنا     يعز به الغريب لذي الجوار  ويعلم من حوالي البيت أنا     أباة الضيم نمنع كل عار 
وقال الزبير أيضا : 
إن الفضول تعاقدوا وتحالفوا     ألا يقيم ببطن مكة ظالم  أمر عليه تعاقدوا وتواثقوا     فالجار والمعتر فيهم سالم 
وذكر قاسم بن ثابت في غريب الحديث ، أن رجلا من خثعم قدم مكة حاجا - أو معتمرا - ومعه ابنة له يقال لها : القتول من أوضأ نساء العالمين فاغتصبها منه نبيه بن الحجاج وغيبها عنه فقال الخثعمي : من يعديني على هذا الرجل ؟ فقيل له : عليك بحلف الفضول . فوقف عندالكعبة ونادى يا لحلف الفضول فإذا هم يعنقون إليه من كل جانب وقد انتضوا أسيافهم يقولون : جاءك الغوث فما لك ؟ فقال : إن نبيها ظلمني في ابنتي وانتزعها مني قسرا فساروا معه حتى وقفوا على باب داره فخرج إليهم فقالوا له : أخرج الجارية ويحك ! فقد علمت من نحن وما تعاقدنا عليه فقال : أفعل ولكن متعوني بها الليلة فقالوا : لا والله ولا شخب لقحة ، [ ص: 459 ] فأخرجها إليهم وهو يقول : 
راح صحبي ، ولم أحي القتولا     لم أودعهم وداعا جميلا  إذ أجد الفضول أن يمنعوها     قد أراني ولا أخاف الفضولا  لا تخالي أني عشية راح الركب     هنتم علي أن لا أقولا 
وذكر أبياتا أخر غير هذه وقد قيل : إنما سمي هذا حلف الفضول لأنه أشبه حلفا تحالفته جرهم على مثل هذا من نصر المظلوم على ظالمه وكان الداعي إليه ثلاثة من أشرافهم اسم كل واحد منهم فضل ، وهم : الفضل بن فضالة والفضل بن وداعة والفضيل بن الحارث هذا قول ابن قتيبة ،وقال غيره : هم الفضيل بن شراعة والفضل بن وداعة والفضل بن قضاعة وقد أورد السهيلي هذا رحمه الله .  وقال محمد بن إسحاق بن يسار : وتداعت قبائل من قريش إلى [ ص: 460 ] حلف فاجتمعوا له في دار عبد الله بن جدعان لشرفه ، وسنه وكان حلفهم عنده ، بنو هاشم ، وبنو عبد المطلب ، وأسد بن عبد العزى ، وزهرة بن كلاب ، وتيم بن مرة فتعاهدوا وتعاقدوا على أن لا يجدوابمكة مظلوما ، من أهلها وغيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا كانوا معه كانوا على من ظلمه حتى يرد عليه مظلمته فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول .  قال محمد بن إسحاق : فحدثني محمد بن زيد بن المهاجر قنفذ التيمي أنه سمع طلحة بن عبد الله بن عوف الزهري يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ولو أدعى به في الإسلام لأجبت . . 
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?treeshow=1&ID=193&start=0&idfrom=168&idto=168&bookid=59
0 notes
haisssam · 13 years
Text
Gray wolf's still staring at the stars, O!
عزيزي عمر, 
اعرف ان فكرة كتابة الرسائل مستهلكة وقديمة, وان عددا كبيرا اعادوا احياءها بغرض الروشنة فأصبحت أكثر استهلاكا وقدما. لكني شعرت بالحاجة لكتابة رسالة اليك ففعلت. في الواقع سأكتب لك عددا من الرسائل بما انك في كندا وانا هنا. كندا أصلا هي اكليشيه للهجرة والسفر والمكان الأبيض البعيد.  انت بدأت الكيتشية.
مصر اصبحت مختلفة كما شاركت انت في جعلها كذلك قبل أن تسافر. ليست احسن ولكن مختلفة. وده في حد ذاته إنجاز. انا أشعر اني في مرحلة تاريخية مهمة وفي مرحلة عمرية مهمة. كلي شوق ان أرى البلد من شباك طيارة. لكن انت تعرف وانا أعرف والكل يعرف. ويظل الكل دائما أكبر من مجموع اجزائه والوطن فوق الجميع. 
الزمن سيء ويمضي سريعا, الأحداث كثيرة لكنها تفقد متعتها بإنتهائها, وعندما تتذكرها تعرف انها لم تكن بحجم وفشاخة ما كنت تظنها عليه فتستخف بما انجزت. مثلا, أفضل لحظاتي في الصغر هي اني طلعت الأول على الفصل لكن الآن انظر بإشفاق لسعادتي وقتها. يعني هذا اني عند السبعين سأكون أموت غالبا بالسرطان واشعر اني لم أفعل شيئا في الدنيا.  شيء لطيف.
حتى فكرة ان معنى الحياة ان تكون سعيدا - اللي باضحك بيها على نفسي -  تنهار حتى العمق بسبب نسبية السعادة. المهم انني لا يمكن أن أشكو. حياتي مستقرة وظريفة وممتعة وهادية ومثمرة وساخنة ومتجددة لكنها تشبه حلقة سباق فورمللا وان مثبتة على رأس دبوس.. أي اختلال في التوازن سيسقطها فورا. هل أخبرتك اني اؤمن اني مصاب بمرض خطير واني غير صالح للإنجاب؟
المهم ان القهاوي زي ماهي ..  كذا البارات والمطاعم والحواري والجوامع والكنايس القليلة والسفندي والتكاتك والشهوات والنزعات والقفشات ومحلات الأكل والإستكشافات. كله كما كان. صلحت السخان ومبسوط بسبب تصليحه. وعدت الى الجيم ومبسوط بالعودة. اشتريت عامود اضاءة طويل لونه اصفر والغيت اللمض النيون. 
أفكر جديا في التوقف عن نطح الحائط, عادة سيئة تشوهني. حاعمل نادي كتاب في البيت والكتاب الأول عن فوكو. حمكشة جاي وربيع ونائل وناس كتير. لو كنت موجود كنت عزمتك انت وفتاة سيجونس .. نصيب 
الشغل كويس بس مش قوي. كان احسن زمان, برضه الشغل يشبه الزواج تمل منه عند تكراره مدة طويلة.  انا بس أكره الأخطاء الإملائية الجسيمة .. يعني بعد لا تعني Some خالص بعد تعني After. بعض هي اللي تعني Some واللي بيقول ان اتلخبط وهو بيكتب ع الكيبورد كاذب لأن الحرفين بينهما على اللوحة مابيني وبين بيروت.
انا لا احب سكايبي ولا جي ميل فيديو ولا التليفونات. مللت منهم وصاروا لا يكفوني. كما يمكن ان تتوقع حياتي مليئة بتليفونات وفيديو شات وخرائات من هذا النوع مع اشخاص احبهم واريد ان اتطمن عليهم ولا أراهم غير ساعات كل سنة. مش مشكلة بس انا لا استطيع ان اغير هذا وحاسس بالعجز مش حاتصدق قد ايه. لكن في النهاية الموضوع يصبح انك بتنسى شكلهم الحقيقي.. مأساة
لن أطيل عليك, يجب ان تعرف ان كل الأماكن هي واحد وأن كل البلدان هي على نفس الكوكب التعيس. وأن مستعمرة النحل لا تمنع نحلة من المرور من مصر الى السويد إن ارادت. لكن البشر اغبياء جدا. اغبياء فوق العادة ومحدودي التفكير جدا جدا يا صديقي. كل واحد يريد ان يأخذ أرض ويسميها دولته ويحكم فيها بمزاجه ويحول الناس لرعية.. الله يخرب بيت اللي اكتشف الصيد. تفتكر بعد اربعمائة عام هل سيصنف البشر على أنهم يساريين او ليبراليين او إسلاميين؟ هل تؤمن انت بخلق القرآن؟ انا بقيت بالعب بلاي ستيشن كتير ودي حاجة عمري ماتوقعتها.  
عموما انا زهقت من اللعب والرقص والكحول والمثقفين والعربجية والحشيش ومن الأكل والجبنة والصيف. الناس مش بترد ع التليفونات او بتتصل كتير وانا مش برد. اصبح عادي. آه زود رقم زيرو على رقمي بعد زيرو عشرة.. شركات الإتصالات الخرا عايزة عملا زيادة فزودوا رقم. لا تقلق انا في احسن حال. أكره ستة اكتوبر وأكره الجيش والعسكرية والإنتصارات والإنهزامات نفسها بعد ان اصبحت غاية في حد ذاتها. ساعات أحلم اني أجري من شيء مجهول وان شخصا يريد القبض علي. كليشيه طبعا. بالأمس حلمت بنهلة سلامة. وحلمت أيضا بسيدنا علي ومعاوية بن أبي سفيان.
انا من يوم ماشالوا الطوب من ع البحر يا عمر وانا مش مبسوط. بجد, ومش لاقي الحتة اللي أخدتها.. أمي رمتها.
سلام مربع وإلى لقاء
http://musictonic.com/music/Bill+Evans#v=dH3GSrCmzC8
http://www.facebook.com/event.php?eid=208625562536286
اه  نسيت: ستيف جوبز كمان مات
13 notes · View notes
haisssam · 13 years
Link
0 notes
haisssam · 13 years
Audio
خايف اقول اللي في قلبي - عبد الحليم حافظ 
أول مرة اسمع حاجة لعبد الحليم وأقول الله 
9 notes · View notes
haisssam · 13 years
Text
مقدمات الثورة المصرية - سيبنا يا حسني
يا حسني سيبنا حرام عليك 
احسن ما الناس تهب فيك 
سيبنا في حالنا الدنيا صيام 
مليت الدنيا بالإجرام 
مليت الدنيا بالقسية
دي ناس السرقة عندها غية
ده ربنا غضبان عليك 
وحايعمل ويسوي فيك 
سيبنا في حالنا الله يخليك 
طب احنا كده كده مش عايزينك 
الناس ما بقتش الناس
والعالم كله ولع
وانت ياحسني خلاص
مابقتش ولا تتبلع 
واطلع منها على رجليك 
احسن ماتطلع على نقالة 
والشعب يجيله عليك الحالة 
عايز تورث ابنك جمال 
وانت فلوسك مش حلال
يا عم ابن ابنك مات 
يا عم روح ؟؟
على رأي المثل دي مصر دي زي حتة اللحمة وانت ماسك فيها 
عملتلنا حظر تجول 
والناس بدأت تتحول
والسجون فضيت من الناس
وقفلنا بيوتنا بالترباس
عشان السلام بقى فيها اختلاس
اختلاس اختلاس اختلاس
عبقرية الكلام واللحن والرقص - مصري حتى النخاع - عشوائي حتى النخاع - تكنولوجي 
So viral
2 notes · View notes