رسائل لاشخاص صادفتها في رحلتي و رسائل مجهلة لم تعرف واجهتها بعد
Don't wanna be here? Send us removal request.
Text
الارمل الاسود
قرأت بحث لفرويد في فلسفة " عقدة مادونا والعاهرة "
بمعني اصطلاحي اخر " العجز النفسي " لدى الرجال الذين يرون النساء أمهات قديسات أو عاهرات .. رغبة مرضية في التطلع لعلاقات حميمية خارج نطاق المسؤلية .. في حين أنهم لا يستطيعون إرضاء الشريك في اطار الزوجة (مادونا )
مادونا اسم ايطالي يرمز لمريم العذراء .. الام والاخت .. الزوجة والابنه
العاهرة لفظ مجازي ليس له علاقة بالعهر .. يرمز لمقاييس الانوثة الصارخة الاكثر جرأة تبعا لمنظور الرغبة الحيوانية للرجل
شيري ارجوف في كتابها " why men love bitches " تناولت عقدة فرويد من منظور ان الانانية اساس كل صفة ذميمة .. اهمهم الخيانة .. وانها شئ جدير بالاحتقار .. فيصبح الرجل لا يقام له وزن .. غير ذي بال .. ركيك العقل والمنطق .. متصابي .. غير سوي .. يسقط عجزه النفسي بشئ من الحيوانية علي من حوله في استمرار وتكرار واصرار .. دائما ما يدعي مظلومية الخذلان والقهر .. في تبرير انه اساء اختيار الشريك مادونا .. دائما ما يدافع عن حقه في الافضلية ..وانه الاجدر بالتقدير دونا عن من حوله
ربما يفسر (لا يبرر) خيانات آدم علي مر الازمنة .. ان الاكثر عرضة لعقدة مادونا والعاهرة .. من يتخذ قرار الزواج مستندا علي العقل بنسبة ٣٠٪ و علي شغف العلاقة الخاصة بنسبة ٧٠٪ .. فيتثني له الاكتشاف لاحقا ان هناك نماذج اكثر جاذبية .. ربما يكتفي بشريكته .. و ربما تكون دائما في وضع مقارنة مع النماذج الاخري .. فبالتالي تبدأ العقدة تتبلور .. ويثقل بنتائج سوء اختياره " كما يزعم " علي مادونا .. حيث تحتمل مالا يحتمل .. ويثقل علي الاخريات بفرض وجوده بشئ من فقدان الاتزان وعدم احترام الذات .. وتسقط الهالة
اعترف انه صادم جدا التعرف علي الجانب المظلم لحنايا النفس البشرية الغير سوية .. الا انه مفيد تعدد قراءاتك في علم البسيخولوجيا والانثروبولجي .. هتقدر تشوف من بعيد اسقاطات نفسية أكتر .. بتتعلم ازاي الباترنز بتتكرر .. ازاي الناس بتproject عقدهم النفسية علي اللي حواليهم بطرق متشابهة ومتشابكة .. بس ده بيتطلب قوة ملاحظة ومعافرة عشان تتقبل الواقع المشوه اللي بيتفرض عليك
لم يصادفني شئ اكثر تعقيدا من توصيف فرويد لهذا
ولم يصادفني فن يجسد هذا التعقيد سوي لوحات وليد عبيد

ان كنت وقحا .. لا ترتدي سترة وجرافت الفضيلة
كن وقحا صريحا اجدر لك ان تحترم
3 notes
·
View notes
Text
لم يعد سوي نجمة داود وأنا
أنا اسمي هند .. نافذتي الاولي علي العالم " تراس جدتي "
شرفة واسعة داخل منزل كبير يحوي ٦ غرف .. يقع في حارة اليهود .. أسفل التراس المعبد اليهودي حائيم كابوس .. وكنت استرق البصر شرقا حتي يتثني لي ان أشاهد كنيسة السيدة مريم الاثرية في حارة زويلة والدير .. اما غربا فكنت أبصر مأذنة مسجد الحسين و وكالة الغوري .. محاطا بالصاغة " مجموعة ورش لتصنيع المصوغات الذهبية " .. وبالجوار مجمع مصانع لتصنيع الملابس والاقمشة

اما عن الشجرة صاحبة الظل الوارف في باحة المعبد اليهودي .. لا تجف طوال العام .. وتمتد لتحتوي المنازل المجاورة .. حتي لا يبدو منها أثر بعد أن تكسوها تماما بأوراقها


بينما كنت أعبر بجوار كنيسة السيدة العذراء في طريقي الي منزل جدتي لقضاء العطلة مع الاحفاد .. كنت اختلس النظر حتي أري بئر المياه القابع في الكنيسة .. وكنت ألتفت برأسي لأري المزيد من تفاصيل هذا العالم .. حتي أقترب من العقار ويختفي المشهد تماما

اما في عشية اليوم الاول من العطلة .. كنت أذهب مع العائلة في جولة داخل باحة مسجد الحسين والازهر .. لاقامة الصلوات .. ومن ثم وكالة الغوري و خان الخليلي .. فتأتي لي جدتي ببعض الحلوي و ألعاب الاط��ال والتذكارات الفضية المخصصة للسائحين من المزارات .. كنت أشاهد العديد من الجنسيات من كل حدب وصوب ينسلون
كنت ألوح لهم بأيدي الصغيرة وأمارس مهاراتي بلسان متلعثم في اللغة الانجليزية .. متمثلة في كلمة واحدة فقط لا غير " هاللو "
وفي صباح اليوم التالي .. كنت أستيقظ مبكرا لاجد كل من في المنزل في ثبات نومه العميق .. فيتثني لي ان أخذ جولتي داخل الغرف الست .. حتي تستيقظ جدتي وأمي .. فأتناول معهن الفطار داخل الشرفة .. و أستمع لأطراف احاديثهن .. و أستنشق الهواء الممزوج برائحة المصانع والمعابد ومحلات العطارة .. والخبز .. والشاي باللبن
كنت أستمع صباحا لاصوات التروسكلات الناقلة للبضائع اسفل المنزل .. والأذان .. وأجراس الكنيسة
كنت أري علي بعد مترات .. لافتة " آرتين " .. ذاك المحل الذي كان يمتلكه يهودي في اربعينات القرن الماضي .. لتصنيع أجود أنواع الجبن والبسطرمة والمقبلات
وكنا نلتقط الصور التذكارية .. بكاميرا chinon

آرتين .. لافتة ذات طابع خاص كتبت باللغة العربية وبجوارها تكرارا للاسم بالفرنسية .. نسبا لايام الاحتلال
حتي يأتي مساء اليوم الاخير .. وتنتهي العطلة .. وأري سيارة أبي " الفيات ١٢٨ " أسفل الشرفة .. فأدرك تمام الادراك ان الرحلة قد انتهت ..و يعتريني الحزن الشديد لمغادرة هذا العالم
وكنت أبكي بكاء الاطفال حتي تسمح لي أمي بالبقاء
لكن بلا جدوي
فأذهب مغاضبة من أمي وكأنها سلبتني عالمي الخاص
فيستقبلني أبي ليفتح باب السيارة الخلفي .. أجلس في صمت .. استمع الي إذاعة الراديو وتحديدا لأم كلثوم .. بينما أشاهد الاناس والشوارع والاضاءات والسيارات واعلانات الكوكاكولا والبيروسول ذات الطابع التسعيناتي
كان يأخذ الانبهار نواظري حيث لافتة الكوكاكولا المتحركة بالاضاءات الفلورسنت .. كنت اتسآل .. كيف للكوب ان يمتلئ .. ثم يعاد امتلائه مرة تلو الاخري !
فيأخذني ملهي الزحام .. فأذهب في النوم .. وأستيقظ لاجد نفسي في صباح اليوم التالي داخل غرفتي
الحنين ليس بقاتل
الحنين قتّال
يقتل مرارا وتكرارا .. لا لمرة واحدة
لا استطيع العودة الي شرفة جدتي .. ولم أعد انتظر سيارة أبي
فقد رحل الناس .. وبقت الذكري .. وبقت حارة اليهود

3 notes
·
View notes
Text
رجل الجريدة
الاحد .. ٦ يناير ٢٠١٩
في صباح هذا اليوم .. ألتقط صورة اشبه بكادرات محمد خان
فقد رأيت رجل الجريدة مجددا !

في صباح كل يوم .. أشاهد ذاك الرجل من نافذة الحافلة
يقرأ الجرائد بنهم كما لو ان العالم قد تم إختصاره في بضع ورقات ضاربا بعرض الحائط كل ما يتعلق بالاعلام الرقمي

فقط لتوثيق كيف لك ان تحافظ علي طابعك الكلاسيكي في زمن قد تبددت ملامحه .
طوبي للغرباء
1 note
·
View note
Text
اقتباسات رواية ٥٦ - ٥٩
الجزء الاول
هي : " إذ اعتزمت السؤال اسأل بقلب لا بقلم ,سوف تلقاها دون النظر في ساعتك .. لا تضع لقائها رهن جداولك .. لقد رأيتها قبل الحياة .. ربما تمر يوما بجوارها فتلقي الارواح التحية دون ان تهمهم الشفاه .. الارواح لكلاها داع ومجيب .. لست بحاجه لإختذال فلسفه السؤال في سؤال عزيزي الاحمق لا تبحث عنها .. هي لا تعير الحمقي أمثالك إهتمام "
هو : " شامخه انت في خيمتك التي كانت عاصيه علي العاصفه .. كنت سأهدي وابل من مطر .. ان كنتي لا تعيري اهتماما بمن يهتم بك .. للأسف لست من الاهتمام بعد ذلك بمكان .. رف��ك لا يجعل مجالا للكتابة والعزل "
ثم : ....

ان كانت الجاذبية لكانت وسامتك ..ولو كان التجلي لكانت اسرار عينيك ..ولو كانت فتنة الدنيا لكانت فتنة حبك ! كل المعاني التي في نفسي لك لا اتخذ صورها الا منك ..فأنت بجملتك بيان النثر . .فيك المعاني تقول اين كلماتي
امضيت ساعات في الكتابة إليك طارة وطارة أخري رسما تخطه ريشتي ..فقد أضفيت الي عالمي صفاء هدوئك ونقاء روحك ..كنت شيئا لم يكن ممكنا فأمكن !
كانت معك لنفسي جماحتها الأولي ..وانك لأعطيتني العمر وان كان ساعة من غير هذا الزمن !وانك لاحتويتني كما تحتوي المرآة الصورة التي تقابلها لاول مرة وفي كل مرة كأنها الأولي ! خطابك هو مثلك فوق وصف الواصف ..فإن كانت أناملي دقيق�� فأناملك خطت سطورا تنبعث منها أفق حياة كنت في حاجة إليها ..غيرت من الحياة في ايام قليلة ما يغير من العمر ما يدوم أثره لسنوات طويلة ! نزلت علينا بأيات سحرك وادخلت في قاموسي معني الاحتياج ..فكنت أرقب كلماتك و رسائلك كما يرقب المحب حبيبه .. مجد الله القرب ان كان مثل وجدي بك ! أصيغ في أخر كلماتي سطرا غير مكتوب ..حيث الكثير من المعاني الغير قابلة للكلام !
سأرسل اليك خطابي هذا دون تعديل ..قد كتبته مسبقا قبل ان يأتيني جوابك وان كان بأمكاني تغيير السياق للسياق حفاظا علي ما تبقي مني !وكان بأمكاني ان أخذ زمام المبادرة ولكني كنت سأرفض قبل ان أرفض حتي وان ناقضت رغباتي !
فأن قابلتني بما اقابلك به ..فلتعلم اين انت من قلبي بمكان
وأن قوبلت بالرفض ..استمحي نفسي عذرا ان ابوح بكلماتي هذه ..قليلا مني لا يقال له قليل وكثيري لن استكثره عليك ردا لجميل حسن بيانك ..استمحي نفسي عذرا ان انحني لك ..تخيل !
وان كان لخطابي وقع التأثير عليك فأعلم انه لا مجال للتراجع ..لن أقبلك مرة أخري بعد ان قابلتني بالرفض ..وستختفي الاختفاء السرمدي وكأن شئا لم يكن ..انتهي

صوت أم كلثوم مع فنجان قهوتي وبجواري كتاب "الشعلة الزرقاء "
رسائل جبران الي مي زيادة ..وكم كنت أتمني أن أدخن بعض أعقاب
السجائر ..ربما سأفعلها يوما ما ..وربما لا !
حبيبي ..... ,
تحية طيبة وبعد ,
هذه رسالتي الأخير ..تنبعث منها رائحة الورق العتيق ..ستطوي بشرائط جدائلي ..مزخرفة بإمضاء الشمع الأحمر تاركه عليه أثرا لخاتمي .
لم تلبث عودتنا حتي نفترق ..ولم يلبث فراقنا حتي نعود ..هكذا عهدت نفسي معك طيلة الفترة الماضية
انت الرفيق الذي شاركني أوراقي وسطوري بعدما أعتدت مجبرة علي المكوث وحدي ,لا حيلة لدي سوي المقاومة ,فقد علمت وحدك كيف أن تجدني بعدما ظن الجميع انني الغائبة !!
أخبرني ما هو الغياب ؟ !ماذا يعني ان تغيب عن أحدهم ؟ !عن حياة أحدهم ؟!
أن يصبح العدم والوجود عالق بين أروقة الذاكرة ؟ !أن تصبح سرابا ؟ !سراب يهديك الي ان تسير في دوائر لا حصر لها بداخلك تحجبك عن ذاتك ؟ !تسير حتي تسقط فلا تقوي علي النهوض مجددا ؟ !فتبحث عن وسيلة ما لعل أحدهم يسألك عما تشعر ؟ بماذا تشعر ؟ !وأنت حقا لا تدري بما تشعر ..كل شئ حولنا يبدو مزيفا كأغلب لحظاتنا في عوالمنا الافتراضية ..نحن المتعاطفون عبر منشوراتنا مع الضحايا لسنا ببائسين ..نحن ما لم نشاهد يقينا تلك المباراة لكي نهلل لها فرحا !!كل شئ يبدو حولنا مزيفا كأغلب لحظاتنا في عوالمنا الافتراضية ..كل شئ !
لقد أرغمتني علي أن اكون شغوفة بك حد الأعياء ..فأصبحت كل خطايا الأرض عالقة بقلبي
أحببتك لربما وفائك غريب وصبرك عظيم وملهم ثباتك علي عشقك للمدعوة التي قد اقترفت معك خطيئة الفراق
ربما أحببتك لأنك صاحب قلب مازال ينبض بحب قد مضي ..ربما بسبب تلك اللعنة التي اسقمت قلبك و رووحك
فأصبحت ذلك العليل ذو البريق الخاص
أو لربما لأنك استطعت اقتحام عالمي الذي دوما ما أرسم ملامحه وحدي ..ربما لأنك عزلتني عن كل من كانوا حولي يوما ما .. فأصبحت لا اشتاق لأحد سواك ولا اتذكر غيرك
أحببتك
حين ضاق بي الكون بما رحب .. وجدتك روحا مفادها انك هنا معي ولست وحدي ..بعدما ظننت أن قلمي قد ابي الا يعود لكي يسطر رسائله مرة أخري ..اتذكر كم مرة كتبت اليك رسائل تلو الرسائل حتي أناجي بها روحك التي كانت داع ومجيب لروحي يوما ما
ما كنت لأعرف معنا أخر للحياة لولاك !
ويسألونك عن الروح قل هي من أمر ربي !ولكن قد منح "جل جلاله "بعض عبادة المقدرة علي بث الروح والحياة من جديد في حياة أخرين ..فقد كنت ملاكي المنزل
سأفارقك اليوم لا محالة ��..لكني لن أعرف لفراقك معنا للفقد لانه اذا ما تباعدت المسافات بيننا فأنت الذي أحتل الأفاق الممتدة امام نواظر قلبي ..محال ان يتسلل الفقد لهذه العلاقة الفريدة المتفردة ..مهما تبدلت الاماكن والدروب والاشخاص
سأفارقك لأنك تزيد شعوري بالضعف ..قد سئمت ان اشعر بالاحتياج ..سئمت ضعفي وأرفضه بشدة ..ارفضك بشدة ..فقد اعتدت الحفاظ علي كرامتي ..اعتدت فيما مضي !
ستجدها ..ستجد من قد تأتي اليك بوهج الأمل وتعطي لك قبلة الحياة ..ستجد من تنفض عن قلبك غبار شجونك ..فترتاح روحك لقربها واذا ابتعدت عنك تستوحش لبعدها ..فتبحث وتتلفت لعلك تري طيفها ..ستنصرك حين يخذلك قلبك الذي بين ضلوعك وتواسيك حينما تشتد عليك مرارة شجونك ..ستتحمل جفائك وتبكي لحزنك ..ستجد فيض حب يرفض ان يمنع عطائه عنك ..لن تتوقف عن مؤازرتك وان كانت قناعاتها تختلف عن قناعاتك ..سيكفيها انها قناعاتك أنت ..أنت وحدك
ستجدها وتبوح بحبها ..وتحتدم في وجهها ..فتأخذك الشهوة لتمتطي جسدها ..وتهمس بأسمها ..فتفقد معها سيطرتك وتدمن معها فقدانها ..ستذهب روحك الي عالم جديد تشعر بداخله بالتوازن والأتساق ..ستدرك حينها انك بخير تماما ولست مستنزفا حتي الرمق الاخير ..انت هنا ولم ينتهي أمرك بعد !
أحتضن رسالتي هذه لأنها لك أنت وحدك ..ولن يدرك احدا ما بين السطور سواك ..اسئل كلماتي هذه فستخبرك انني احببتك يوما ما
لا أمتلك طاقة التجمل أو التلاعب ..التلاعب بالكلام لتبدو الخاطرة أروع ..أو ربما أسوأ !! في أن أبدو عكس ما أكتب ً كما قد تتمني ان أفعل .. فقد أثرت ألا أبذل جهدا ً أو ليبدو حديثي جذابا
أكتب عما في نفسي دون أن أعبأ حتى بكم أفكاري العبثية وتضادها .. دون أن أنظر لتناقض عاطفة الكلمة والخاطرة
أكتب الآن مجرد عثرات ..فالروح لا بد لها أن تخرج
حدثني عن لقائكما الأخير ..أكان اللقاء الأخير دون أن يدرك كلاكما ؟!
هل أخبرتها (لنا عودة .. أراك على خير) ؟ !ألكما بالفعل عودة ؟
عزيزي الأحمق ..أنت مثقل بكم هائل من الحديث الذي لا بد له أن يجد لحظة صادقة ينطلق فيها بين طيات اللقاء .. اعتدت أن تبقي علي صمتك المطلق ..وقد ينتهي العمر كما ينتهى الحديث الذي ربما لم نبدأه بعد ! ولأنك لا تدرك قيمة البوح إلا في اللقاء الأخير .. قد تجعل منه رثاء تأخر عن موعدة حياة ..أخبرتني قبل سابق انها (هي الحياة )
هل لي أن أصف السكون الذي اصابك يومئذ .. عندما فقدت القدرة على الدهشة والاستغراب .. أنك مستنزف المشاعر ..مجهد الافكار .. تلك الامبالاة المصحوبة باللا شعور ..جعلتك غير مهتم لأنك متيقن أن لا شيء سيجدي نفعا لا لأنك فقدت عاطف��ك تجاهها وشتان بين هذا و ذاك !!
تلك المشاعر التي تختلف في كل شيء لكنها تتفق في أن تفقدنا زهو الحضور وسطوة النفس واكتمالها .. عن حالة اللاشيء التي صارت تقترن بكل من يدرك حقيقة الحياة ..انك دوما لن تأخذ ما تريد كاملا !
تلك البقايا التى نتجاهلها ..نتجاهلها فتتجسد أمامنا لنبدأ في نوبات حالة من فقدان البوصلة وعدم القدرة على الاستيعاب ..اننا بكل اسف لن نكف عن التذكر !
التذكر وحدة لا يكفي .. هناك احداث لا تجد موضعا للفهم عند النفس البشرية
تظل عالقة في العقل والقلب
تعيد ترتيب المشاهد والاحداث والتواريخ بنفس مرارتها
الوحدة الذي تنتابنا بالزحام .. الزحام الذي ينتابك وأنت وحدك .. الجهد بلا مقابل ..الخرائط بلا معالم .. الانعزال الدائم .. مهما بدا عليك غير ذلك
يختلف الأشخاص وتبقى نفس الأدوار ..وتخفت حرارة التصفيق للمشهد المتكرر.. وتبقى أنت في مسرحك الصغير بقدر مساحة قلبك الصغير .. تنظر في دهشة .. تحاول أن تنسجم معهم .. فقط لتكون جزءا من الحشد !!
فليقص كل منا ما لديه من حكايات ..الحكايات وحدها من ينهي كوننا به ..الحكايات وحدها هي من تنقلنا من الغياب إلى ًمفعولا الحضور ..من المنفى إلى الوطن !
في موطني حكايات كثيرة ..حب وفرح ..آلم وموت .. أعبر عنها بنفس الطريقة ..خاطرة لم ولن تصل
ربما تتكرر الحكاية مرة تلو المرة .. التكرار قد يكسبنا قيمة الوجود كونه الوقت طوال .. التكرار قد يربك المشاعر ًمعادا والعقول .. نحن من نعشق ونتألم ..نحن من لدينا السلطة على أقلامنا وخواطرنا
بكل الود .. تذكر أن تقص من حكاياتك ما تقص .. فمهما بلغت من الدقة وبراعة الصورة ..أنت بالكاد لن ترى سوى أطياف
حين يشتد بك اليأس ..علي ظمأ روحك ان يرتوي من وقع الحنين
لا تكف عن التذكر
ثم : ......
كانت تتطلع معك الي ما هو أكثر من غروب الشمس .. الي شبق الميتافيزيقا وعوالم ماركيز دو ساد وفلسفة تاركوفسكي .. ان تقودها الي عالمها الخاص .. الخاص جدا
انظر ايها الاحمق .. ما منحتها أياه يعني لها الكثير .. مازالت تشعر بالإمتنان حين تبصرك داخلها .. ربما خسرت معك الرهان .. ربما فقدت كل شئ .. عدا الإيمان بك .. بك أنت .. أنت الضائف ولست المضاف إليه
اما عن هذا المساء .. حبر قلمها آبي أن يسطر كلماته .. لا حيلة لها سوي الإستماع لبعض مقطوعات فريدريك فرانسوا شوبان .. الكونشيرتو المنفرد .. الاروع علي الاطلاق .. والمفضل لديها .. بالطبع ليس بأفضلية أم كلثوم .. حتما لا .. ولكنها أمتنعت عن سماعها .. حتي لا تذهب بعقلها ولبها .. نحو هذا الاحمق الوفي
وكانت العلاقة .. مغامرة حياتية وجودية لديها .. ونزوة قابلة للتجاوز لديه .. هي التي ارادته للمرة الأولى والوحيدة وحتى الآخر .. وهو الباحث دائما هنا وهناك .. المتحلل من أي عبء .. وكانت لا تستحق عناء المحاولة .. مجرد المحاولة لإبقائها مركزية حياته .. لم تستحق سوي كلماته الاخيرة " ليه .. ارجعي عاوزك .. ردي عليا .. قولت ردي " وكان لا يستحق عناء الرد .. فقد أثرت الرحيل عن هذا الأحمق
تلك الليلة .. ما كان رحيلها الا محاولة للتحرر منه في صبيحة اليوم التالي .. وما كان للحديث ان انتهي حتي اشتاقت إليه كما لم تشتاق من قبل .. وما كان له ان يذهب مغاضبا ينعتها بالأنانية .. فما كان لها الا ان ترحل
تأمل الكون .. إمتلاك الكون أمر مستحيل .. أنت لا تملك شيئا سوي نفسك .. إن أردت امتلاك أوصال قلب عليك ان تضفي مذاق الرحيل .. فإن أبدية الحب من حرية الرحيل
و تسقط السماء ليلا حتى تبلغ أعناق الساهرين .. فيحملوا عبئها حتى تمر ليلتهم تلك .. وفي مثل هذه الليالي .. الحاجة الي الحكمة تقتل .. ولان القلب يسعي نحو هلاكه .. كأنه أقسم علي الوفاء بهذا يوم أن أخفق بنبضته الأولي .. فأين تذهب الكلمات حينما تقع اسري للوصف .. وأين يكون منزل الروح التي تشعر بالانتماء الي اللا شئ !
أنا مصابة بالملل المتعجرف .. لم أعد فقط لا آبه للاخرين .. بل أصبحت لا أكترث بما هو دون نفسي
أقصي ما أتمناه الأن يوم ممطر .. حتي تمتزج زخات المطر بتراب الأرض
أنا شتات .. أحن الي بعضي .. وبعضي من تراب
العبث يقتل تماما كالصمت المطبق بين إنفعالين .. ماذا لو أختصرنا علي أنفسنا متاهات الاحتمالات ؟! لماذا كل هذه الميلودراما وأسئلة أخري ؟! تساؤلات عن جدوي هذا كله ؟!
فقط لأستدل علي ما أريد بما لا أريد
لغتي العربية .. رغم معرفتي بغيرك وإتقاني .. لكنك تزدادي جمالا كلما ارتفعت نبرات النفس بين حنايا أبجديتك .. أعلم أنني سأغادر يوما هذه البلاد وسأفتقدك
فلنأكل الخبز ونكتب النثر ونصلي لإهدار العمر
الإنسحاب في الوقت المناسب أشبه بالإعتزال في أوج النجومية .. فتبدو الكلمات الأخيرة في بهاء تلك التي كانت في البدايات .. إنسحاب أرقي من الملل والتجاهل .. إنسحاب يخلد ذكري مراحل العلاقة ( الإلتفات .. الإعجاب .. الإفتتان .. الإشتهاء .. الحب .. التعود ) فيظل كلا منهما في مسرح قلب الأخر " كل الجمهور " وليس " واحدا من الجمهور "
دمت أحمق دائما وأبدا

الست لما بتحب بصدق مبتعرفش تشوف راجل تاني غير اللي حبته .. عقارب ماضيها وحاضرها بتتوقف عنده.. اوصال الحب مش بتتقطع بفراق ولا بأنانية ولا بخيانة ولا بمرض .. إرتقاء فوق طوفان الندية والغيرة والغضب .. إيثار وتسامح .. حرية مش حب تملك .. إكتفاء بمرحلة زمنية مع الحبيب .. مرحلة في اللغة العربية معناها " قدر محدود من الشئ " .. قدر محدود من الزمن لكن بمثابة عمر .. إكتفاء أبدي بعهد مضي .. مضي بحسابات الزمن .. خالد الذكري بحسابات القلب .. ما تعارف منها ائتلف .. رأيناهم قبل الحياة
رحم الله قلبا ابتلائه عظيم وذنبه أعظم
16 notes
·
View notes