khalidaljnibi - Tumblr blog

[khalidaljnibi]

"الشاهنامة"

تجري على قدرٍ

تعضُ اصابع الشطئان

توقضها ..

وتَـقُـدُّ ملحَ الأمسِ والذكرى تطاردُ ضوءها المنسيّ

خلف هدير نارٍ اغلقتْ أبوابها..

تجتاحُ سبعاً في مصيرِ الموتِ

ترمقُ كبدَ شيطانٍ

لتكحلَ من معينِ الصبر أعْيُنها..

عينُ السرابِ رمتْ في شكِّها الفَلقا

فاغْرورَقَتْ فِتَنناً واسَّاقَطتْ غَسَقا

ما أعربَ الشِّعرُ عن دُنياهُ مُنْصهِراً

إلّا وكنتُ مِداداً ما انْتَفَدْتُ رُقا

وما سلكتُ طريقَ الحوتِ مُنْكسِراً

إلّا بنفسِ جَموحٍ يعشَقُ العُمُقا

أنا الربيع، دعِ الأوراقَ تُغرِقُني

ففي اخْتناقِ سمائي أنبتتْ رَمقا

كم أرهقَ الليلُ "نَيروزاً" بكوكَبِنا

وقلبُ "سهرابَ" من آباءهِ احْترَقا

فمُ الدُّخان نشيدٌ منهُ يسْرِقُني

و يعبرُ الموتُ منّي كلّما شَهَقا

أرى لهُ وطناً في كل ناحيةٍ

وكفُّ شوكَتِه عندَ المقامِ سقا

ينادمُ السِّحرَ صُبحاً ثمَّ يبْعَثهُ

ريقاً لأبناءِ أرضٍ تقرأُ العَلقا

شيطانُ ملحَمةٍ, حُمرٌ صفائحُهُ

يمَزِّقُ الصُّبحَ في دهْمائهِ مِزقا

تقولُ سكِّينهُ للضوءِ أُحْجِيَةً :

إنّي رأيتُ رئيساً يشربُ الشَّفَقا

فأجابهُ الضوءُ والأنفاسُ تنْزِفُهُ:

سأسْتَطيرُ على اعناقِكمْ شرِقا

يا ابن"طوسٍ" كفى بالحرفِ مكرمةً

ففارسُ الحبرِ أعْيا يمتطي الأُفُقا

خَلقتَ سبعاً لها الرُّهبانُ عابدَةٌ

وجئتُ فرداً على شطئانك انْدفَقا

خالد الجنيبي

اكتوبر 2016 🖊

[khalidaljnibi]

( على طاولة الجوزاء)

هناك..

حيثُ لا شتات،

تتدلَّى أرواحُ الراسخين مِن الأعالي،

باسِقًةً بالنور،

تحمل بين يديها بوصلةَ الطريق.

وفي صَدرِهِا علمٌ تخضَّبَ بالحَمام.

هناك..

وفي الثلث الأخيرِ من المأساة.

تهبِطُ إلى الكواكبِ،

ترسمُ لها الخلاصَ بكلِّ ألوان الحقيقة.

وتنفخُ فيها الأمنيات بكلِّ ما أوتيت من يقين.

ثم تمضي ملَوَّحةً للألم

للخيانة

للدموع

وترمي إلى الشعر تابوتاً فيه بقيةٌ مما تركَ السلامُ

ليشقَ طريقهُ إليها.

****

على فمِ الليلِ وحيٌ مدَّ لي نَفسَا

يا طارقَ الشعرِ أسْرِج للضَّيا فَرسا

واقْطعْ حِبالَ النُّبوَّاتِ التي كذَبتْ

فالشعر أصدقُ إنباء إذا فُرِسَا

واسْترجِعِ الفَلقَ المَسْكوبَ من دَمِنا

فالكونُ من غَسِقِ الخذلانِ قد لبِسا

خُذني لنَعرُجَ فوقَ النُّورِ مُبْتَعِثَاً

من طيِّ أدمِغَةٍ النَّاسوتِ صوتَ عسى

من نَخلةٍ نَشبَتْ أنيَابها طَمعاً

والقَحْطُ يرضَعُ من صدرِ السماءِ أسى

من نهرِ أورِدَةِ التاريخِ, تَسلِبُها

بعوضَةٌ تاهَ فيها الحقدُ ثمّ رسا

من كل حادِثةٍ للدّهرِ طاحِنةً

بُنَّ السَّعادةِ حتى تُكرمَ التَّعَسا

من شَهْقةِ النِّيلِ إذ طافَ الفُراتُ بها

ليَلقَفَ الرُّوحَ منها ضاحِكاً أنِسا

من كلِّ خاصِفَةٍ بالطينِ غَيمَتها

وكل ناقِضَةٍ في ليلها القَبَسا

من خانِسٍ رَفَعَ الرُّهبانَ أشرِعَةً

ليعبُرَ الخُلدَ, إذ عن بابها خُنِسَا

***

هذي الكواكبُ يا جوزاءُ يعْقِدُها

صوتٌ تَسَلَّقَ نوراً فيكِ منغَرِسا

من بعدِ هرجٍ ومَرجٍ في مَجرَّتِها

جاءتْ لطاولةِ لا تعرِفُ الدَّنسا

هذي الكواكبُ يا جوزاءُ قد وفَدتْ

إلى حرائكِ حيثُ النور قد دُرِسا

فلتسْكبي اليوم بالآياتِ قهوتها

حتى تذوقَ سلاماً بعدما طُمِسا

خالد الجنيبي

اغسطس 2018 🖊