التفسير الميسر: خذ -أيها النبي- من أموال هؤلاء التائبين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا صدقة تطهرهم مِن دنس ذنوبهم، وترفعهم عن منازل المنافقين إلى منازل المخلصين، وادع لهم بالمغفرة لذنوبهم واستغفر لهم منها، إن دعاءك واستغفارك رحمة وطمأنينة لهم. والله سميع لكل دعاء وقول، عليم بأحوال العباد ونياتهم، وسيجازي كلَّ عامل بعمله.
كيفية التدبر والعمل بالآية
الصدقة بركة على المؤمن فهي تغفر ذنوبه وترفع قدره ومنزلته، فتصدق بصدقة ترجو بها طهارة قلبك وشفاء صدرك وانصياع جوارحك.
التفسير الميسر: قال نوح عليه السلام فقلت لقومي: سلوا ربكم غفران ذنوبكم، وتوبوا إليه من كفركم، إنه تعالى كان غفارًا لمن تاب من عباده ورجع إليه، فإن تتوبوا وتستغفروا يُنْزِلِ الله عليكم المطر غزيرًا متتابعًا، ويكثرْ أموالكم وأولادكم، ويجعلْ لكم حدائق تَنْعَمون بثمارها وجمالها، ويجعل لكم الأنهار التي تسقون منها زرعكم ومواشيكم.
كيفية التدبر والعمل بالآية
كثرة الاستغفار من أفضل الأعمال لأنه ينزل المطر ويدفع الفقر ويعالج العقم فاستسقي بالاستغفار وادفع عنك الفقر بالاستغفار واطلب من الله المال والولد بالاستغفار.
دعاء سيد الاستغفار
اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ
التفسير الميسر : صفة الجنة التي وعد الله بها الذين يخشونه أنها تجري من تحت أشجارها وقصورها الأنهار، ثمرها لا ينقطع، وظلها لا يزول ولا ينقص، تلك المثوبة بالجنة عاقبة الذين خافوا الله، فاجتنبوا معاصيه وأدَّوا فرائضه، وعاقبة الكافرين بالله النار.
كيفية التدبر والعمل بالآية
راجع إيمانك وتقواك وتذكر أن الله تعالى أعد نعيم الجنة للمتقين الذين يعبدون الله كما أمر وينتهون عما عنه نهى وزجر، فلو رأى أحدنا طرف الجنة لصلب ظهره من كثرة السجود.
التفسير الميسر: إن الذين اتقوا الله بامتثال ما أمر واجتناب ما نهى في بساتين وأنهار جارية يقال لهم: ادخلوا هذه الجنات سالمين من كل سوء آمنين من كل عذاب. ونزعنا ما في قلوبهم من حقد وعداوة، يعيشون في الجنة إخوانًا متحابين، يجلسون على أسرَّة عظيمة، تتقابل وجوههم تواصلا وتحاببًا، لا يصيبهم فيها تعب ولا إعياء، وهم باقون فيها أبدًا.
التفسير الميسر: فلا تعلم نفس ما ادَّخر الله لهؤلاء المؤمنين مما تَقَرُّ به العين، وينشرح له الصدر؛ جزاء لهم على أعمالهم الصالحة.
كيفية التدبر والعمل بالآية
يجازي الله تعالى المؤمن بالثواب من جنس عمله فاعمل عملًا صالحًا مخفيًا عن الناس لترى هذا النعيم الذي أعده الله للمؤمنين، قال الحسن البصري في تفسير هذه الآية: أخفى قوم عملهم فأخفى الله لهم ما لم تر عين ولم يخطر على قلب بشر.
انا أقول في النيّة (ارتقِ بنيتك يسمُ عملك وتصل إلى أملك)
ويقول الإمام الصادق (عليه السلام)
(من حسنت نيته كثرت مثوبته، وطابت عيشته، ووجبت مودته)
ما هي النية هي قصد واضح محدد للحصول والوصول للهدف وهي الأساس وبعدها يأتي اليقين والسعي والإنسان الذي ينوي هو إنسان لا يتمنى بل إنسان بدأ أول الطريق (جميل النية سبب لبلوغ الأمنية)
وما أن نطلق النية يسخر لك الكريم كل شيء وتتسبب الأسباب وتتاح الفرص وتجد من يعينك وتنساب لك الأفكار وتتجلى لك الأدوات ويتاح لك وقت مناسب للسعي (وَسَخَّرَ لَكُم مَا في ٱلَسَمَّٰوَٰت وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لآياتٍ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ)
كيف نطلق النية ؟
اطلق نيتك وانت في حالة حب في حالة راحة واستشعار للسعادة بيقين كله ايمان مستعد للاستقبال من الله
والنية تحمل بداخلها عدة مشاعر اولها الشجاعة واليقين والطمانينة والاستعداد للاستقبال
ودون النية يعتبر الإنسان غافلاً، كما ورد عن الامام الصادق
: «لا بد للعبد من خالص النية في كل حركة وسكون، لأنه إذا لم يكن هذا المعنى يكون غافلاً».
لم تقتصر النية على العبادات ولم تسبق فقط الأهداف إنما
إذا كنت تريد الثواب في كل عمل تقوم به يجب أن تكون فيه نية ترجع بها إلى الله (إنا لله وإنا إليه راجعون) حتى في صغائر الأمور وليس فقط طمع في الثواب بل متعة الاتصال بالخالق الدائمة في كل شيء حتى صغائر الأمور تحيي القلب وتنيره وتجعل للأشياء معنى سامياً جدا
فتصبح مقدرا كل فعل جميل تقوم به فأنت بدأته بنية طاهرة سامية لن تنتظر حينها رداً جميلاً من بشر ولا كلمة شكر من أحد ولن يكون المقابل لعملك من الناس شيء مهم فأنت ضمنت من الكريم الثواب بالعمل القلبي قبل العمل الفعلي
حتى واجباتنا الاجتماعية والاسرية ومسؤولياتنا يجب ان تسبقها نية خالصة لوجهه الكريم .