Tumgik
syoussri · 5 years
Text
اكره الانتظار، دائما ما اعتقد إن هذا الشيئ فاتني أو ذاك، لذا كان من المتوقع أن انتظار حافلة الشركه أن يسبب لي التوتر مهما حضرت مبكره. كان كافيا ان " توشك" يوما علي تركي لأظل خائفه من تلك اللحظه طوال الوقت كلما تأخر السائق نفسه.
غريب علاقتي بالكلاب، كنت اخافها في صغري. اتذكر عندما كنت بالسابعه انتشرت هذه الاشاعات عن كون الكلاب مسعوره فالشوارع وتأكل الاطفال ، ولكني اليوم وقفت بجانب هذا الكلب النائم في هدوء، ولم أعلم أن كان يغط فالنوم رغم كل هذه الضوضاء الصباحيه ، آمانا منه ام إرهاق؟ ولكني تمنيت أن يكون شعورا بالأمان. ظللت أحدق به حتي جاء كلب آخر ليوقظه ويمضيان سويا بعيدا بعيدا. لم املك يوما احد ليوقظني منذ زمن .
ترتبط ساعات الصباح الاولي بذكريات المدرسه، اتوتر جدا وأشعر بالنعاس حتي وإن كنت ابتلعت ساعات الليل نوما. اسمع صوت امي صارخه كل يوم في توتر حتي انتهي فالوقت المناسب حتي لا افوت طابور المدرسه، الكثير والكثير من المناوشات، الاستيقاظ والصلاه وارتداء ملابسي وتحضير السندوتشات وتحضير حقيبتي ، كان الأمر فوضويا جدا وموترا جدا ، كنت اشعر بالاعياء كل يوم حتي أستطيع تنفس الصعداء أخيرا فور نزولي.
لم يختلف الوضع كثيرا عندما تخرجت و استلمت عملي الأول ، فلقد تزامن سوء حظي مع سوء حظ اخوتي ، فاعهد كل تلك الذكريات مجددا وصوتها الرنان المتوتر كل صباح، ورغم إني لا أخاف اليوم ان لا انهي فطوري أو إن اكون كنت نسيت كتاب العربي، فمازلت اشعر بذلك الإعياء الصباحي في احشائي.
فتاه صغيره بضفائر بنيه وقميص كاروهات وحقيبه تكبرها حجما، كنت علي وشك الموت اليوم لولا أخيها الذي اجتذبها من أمام ذلك الباص ، ابتسمت لوجوده فتلك اللحظه وردة فعله السريعه في هذا السن الصغير. اعتقد إن الصبيه يولدون بردود أفعال سريعه لهذه المواقف والله أعلم.
لم املك اخا يوما، لا كبيرا ولا صغيرا. حتي آتي عمر، اخي الصغير ولكن بعد فوات الاوان.
تخبرني بصوتها الدافئ فالهاندفري،.
Should I sing it out?
Would it free me?
لتتركني مع سؤال مبهم ، هل حقا سيحررني ان اصدح بما في صدري ؟
عندما إشتد عودي رأتني أحدي خالاتي من ظهري لتظن انني امي، فاخبرتني في فرح كم انني اكبر لاشبه امي سنة بعد الاخري، ولكن هذا لم يسبب لي سوي الذعر، أردت دوما ان اكون اي شيئ الا ان اكون امي.. مع مرور السنوات ، اعتقد انها كانت محقه، لم أصبح سوي كل شيئ كرهته في حياتي .. ورغم ذلك لا أعتقد إني اكرهها، ولكني اكره ان اشبهها واحول حياة الآخرين لجحيم كما فعلت.
هل هناك فرصه لاخرج عن النص؟ لأشت عن " اقلب القدره علي فمها تطلع البنت لأمها" ؟
5 notes · View notes
syoussri · 5 years
Text
آلاف السلاسل حول رقبتها ، يديها وقدميها. آلاف السلاسل تسحبها تدريجيا وبسرعة لدرجه تقف مقاومتها مسلوبة الارادة والتأثير. تحاول الطفو بقدر الامكان ، تحاول التقاط أنفاسها، تحاول أن تبقي هادئه لعلها تستطيع أن تحل وثاقها وتعلو الي السطح.
يتدافع الماء دفعة بعد أخري نحو رئتيها، ليزيد الضغط من الخارج ومن الداخل. ثقله علي جسدها مع ثقل سجنها لا يدع لها مفر للنجاة ورغم ذلك تأمل..
الانهاك هو سيد الموقف ، ولكن لا وقت للانهاك والا.. والا ماذا؟ غرقت؟؟ ثم ماذا ؟
وما الهدف من المقاومه ان كان المصير هو الغرق في كل الأحوال؟ وما الهدف من اكتساب الوقت وعدم الاستسلام للأمر الواقع؟.
تستيقظ عند هذا الحد، عندما تصبح أفكارها أشد فتكا من المياه المصرة علي سرقه ما بداخل رئتيها من أكسجين ، اشد وطئه من ثقل السلاسل على جسدها،. اشد رعبا من رعب الموت غرقا.
تجد نفسها في ذاك التابوت الموصد، الظلام مرعب.. لطالما خافت الظلمة وهي صغيرة، والوحدة اكثر رعبا، لطالما خافت الوحدة وهي كبيرة.
لم تعد تسأل ماذا جاء بي الي هنا بل أصبحت تبحث عن كيف تخرج من هنا حية ترزق ، تحاول التحرك ببطء.. لا مساحه هنا ولا أكسجين أيضا ، لماذا دائما الاختناق؟ وما السر؟ أهو نوع من المجاز!
تعلم أن رصيدها محدود، وتعلم إن غالبا هناك آلاف من حبيبات التراب فوق باب هذا التابوت الموصد، لتموت هذه المرة غرقا بتراب الارض وليس بماء البحر.
لا يشكل الموت الرعب ذاته، ولكن انتظاره هو الأكثر رعبا ، معرفتك بنهايتك الوشيكه ومعرفتك بكيفيتها!
أرادت دوما الموت فجأة ، حادث ربما، لا تعرف متي جاء هذا السائق مسرعا. وسرعان ما يخطر ببالها السؤال تتحرك الأشياء بشكل مربك ليختفي وعيها الي الأبد ويبقي المشهد في عيون الناظرين ، ولكن ليس هي.
ومن منا يختار طريقة موته علي أي حال! ومن منا يختار اي شيئ علي أي حال ؟
لا تقاوم هذه المره، تنتظر ان تغيب عن الوعي وتموت في سلام، ولكن هنا لا يعود الكابوس كابوسا ، بل مفر! وعندما يفقد هيبته ينقشع كغيوم لم يعد لها وجود لتستيقظ مجددا.. لمصير أسوء من الموت غرقا أو الموت مختنقه فاحدي التوابيت.
إن أراد أحدا إن ينقذها يوما لينقذها من أفكارها وليس من الموت.
0 notes
syoussri · 5 years
Text
اعتقدت دائما إن جسدي كائن منفصل بذاته عني ، له عقله الخاص به. لا أعتقد اننا كنا علي وفاق طوال سنوات وعيي، كنت دائما غاضبه منه وكان هو يشعر باني أقلل من احترامه و أنكر جميله.
اسخط و اهينه ، فيقرر فجأة إن يسحب يديه من شئوني ويتركني منهارة جسديا لاتعلم تقديره، ولكني لا افعل بل ازداد غضبا.
لسنوات لم احبه، رغم كونه لم يتخلى عني حتي الان. عاملته كطفلة عاقة وعاملني كاب لا يستطيع ترك مسئولياته تجاهي ولكنه يستطيع معاقبتي من فترة لاخرى. شعرت بأنه لا يمثلني، شعرت اني محبوسه في الغلاف الخاطئ.. أتعلم عندما تجرب ارتداء شيئا ما وتجده غير مناسب وغير مريح ؟ ، ربما ضيق قليلا ، كحذاء بمقاس لا يقارب مقاسك أبدا،. ولكنك مضطر إن تمشي به وتتحمل كم يضيق الخناق علي أصابع اقدامك ، وكم يجعل الرحله غير مريحه. وجدت تعبيرا يوما باللغه الانجليزيه يفسر الأمر بشكل جميل ومؤلم ،. Doesn't feel comfortable into your skin!
رأيت يوما برنامج كارتوني علي التلفزيون، أشاهد مقتطفات منه كلما تصادف معاه غذائي معه. كانت هذه " الفتاه" في شكل ظبي أو ما شابه ، تخبر صديقها الارنب بأن شكل الظبي هذا ماهو الا غطاء يقيد شكلها الحقيقي، تخبره إنه وعاء ضيق جداااا ولكنها تخاف ان تظهر له ما بداخلها لأنها قبيحه جداا كما أخبرها والدها ، ولكنها غير مرتاحه في هذا الوعاء الغير مناسب، يظل يخبرها صديقها إنها جميله وإنه مستعد لأن يري هذا القبح المزعوم، يصر ويصر ويصر حتي يتشقق جسدها الصغير لتظهر طاقه منسابه كبيرة جدا ذات الوان كثيره تعمي الأبصار، يفغر فااه من الدهشة فتظن إنه فقد النطق من قبحها لتستمر الحلقه في محاولته لحاقها ليخبرها كم هي جميله.
صورتها عندما تشقق هذا الوعاء وخرجت منها لتتمدد اخيرا تلاطم عقلي، فأحيانا اشعر إن ما بداخلي أكبر من وعائي الصغير بعيدا عن كون ما بداخلي جميلا ام قبيحا فهذا تساؤل آخر.
مع تقدمي في السن ، حاولت عديدا إن أتعلم كيف احبه واقدره. ولكن الطفله بداخلي تظهر كثيرا لتجرحه بكلماتها ، "كم إنت ضعيف"،. " لماذا لم أولد لاجدك بشكل مختلف" "لماذا لا تقدم لي ما اريد" "لماذا تنهار بسهولة!".. " لا يكفيني هذا، لا يكفيييني"
وكاي شخص له كرامه، يقرر الانسحاب لربما اقدره. اصاب بدور برد لعين لاني ظننت ان طاقته لم تكن تكفيني. أصاب بلعنه البثور لاني كنت اتنمر عليه وأخبره إن بشرته لم تكن نقية كما أردت.
يتساقط شعري فجاه لدرجه اني فكرت ان الململه و اصنع منه " اكستنشن" لاني أخبرته إنه بلا هوية ولا شكل محدد. يزيد وزني كلما أخبرته إنه ممتلئ واكثر من اللازم.
ولربما أصابني مرض أو علة كل فترة كنوع من الخصام الحاد ، ولكنه فالنهايه.. يرجع إلى، ليخبرني إنه افضل مني، ليخبرني إنه مازال صابرا علي افعالي و ليمنحني فرصه أخري لتقديره.
لربما يري أي شخص آخر إنها اشياء طبيعيه،. نصاب بالبرد كون الجو يتغير من الصيف الي الخريف، وربما تظهر البثور حساسية لشيئ أكلته أو عادة خاطئه أو "لغبطه هرمونات" ، يتساقط شعرك لتعرضك لضغط ما. ولكني أراها رسائل ضمنيه إنني اسيئ معاملته وهو يرد اسائتي.
أقف أحيانا فأخبره إني أحبه ولكني متمرده ولا أعرف للرضا طريق ، اخبره إنه مثالي وجميل بكل ما فيه من ندوب، بثور أو بقع وطاقه محدوده.
اتذكر قصة كل ندبه ، واتعلم الا أخجل منها ولكني مازلت أخجل. أحيانا، في لحظات صفا اخبره كم هو مميز كون لا جسد آخر يملك نفس الندبات في نفس الاماكن بنفس القصص ابدااا.
يخبرني كل يوم انه لا فائده من توزيع طاقة حبي للاخرين بدون إن امنح نفسي جزء منها ، ما فائده ان تحب كل ما هو مميز بالاخرين وإنت غير قادر علي حب ما هو مميز بك!
يخبرني ان ولا كلمه من كلمات هؤلاء ال " فيمنست" لها أي معني، حبي له ليس شيئا ماديا ولا تحديا لأحد ولا شيئا متعلقا بالانوثه ذاتها ، حبي له هو تعلم حبي لنفسي،.كوني ذكر أو أنثى أو بلا جنس محدد حتي،. وإنه شيئا يجب تعليمه و ممارسته من كل البشر.
يخبرني إن كلماتهن هراء واظن إنه محق، وكلمات التنميه البشريه أيضا هراء واعلم إنه محق ، الأمر يتعلق بالتواصل.. وأنا مازلت أتعلم التواصل معه.
احاول ان اجعله متسق مع افعالي بدون تغيير لشخصيته ، أحاول احترام شخصيته بدون محو شخصيتي أنا أيضا. واعلم أن هذا ممكن ، لأنه في لحظات قليله في يوم نادر الوجود .. نظرت يوما نظره خاطفه و رايته عبر المرآه يبتسم لي كما ابتسم له،. وكان الأمر كاتفاق ضمني مع غريب في الشارع بلغه العيون، بأنكم علي نفس الدرب..
3 notes · View notes
syoussri · 5 years
Text
أصر إن يضيق الخناق علي رقبة فريسته علي الرغم من وقوعها بالفعل فالشرك ، كان يري في عيونها طلب الرحمة أملا في إن يحل وثاقها أو ينهي عذابها، أي من الحلين كان أفضل من كونه يتلذذ برؤيتها تحاول تخفيف عبأ الانصال الحادة عن رقبتها طلبا لبعض الوقت.
كان مريض حد الشفقة، كان يعطيها ما تريد فيخفف من العبأ قليلا لتظن إن قلبه تحرك أخيرا ولربما يتركها. ولكنه لم يتركها الا لامل زائف، رؤية هذا الأمل كانت تغذي غروره لمعرفته بما سيفعله لاحقا وكم هي ساذجه لظنها لوهلة إنه سيراعي ضعفها ويرضي بكونه تفوق عليها.
ولربما توقعت ما سيفعله تاليا صديقي. نعم ، سيضيق الخناق أكثر من المرة الأولي علي غفلة منها ليذكرها بأن لا أمل لها ولا شفقة، ولكن فالحقيقه كان هذا يجعلها تتأكد انه بلا قلب وما هو إلا مريض.
ودعني أقل لك إن غلطتها هي أن أعطته ما يريده، إنها جعلت لعبته اكثر إثارة.. اكثر ما يستفز هذا المريض - وأي مريض سادي - ان لا تمنحه اي علامات لا للخوف ولا للأمل ولا لطلب الرحمه.. فقط لامبالاة ، وقتها فقط تكون قد فزت عليه في لعبته الصغيرة وجعلته يخسر مصادر القوة الوهميه التي تشعره بالنشوة.
ولكنه لم يكن اختيارا ذكيا منها ، هو كان نتيجة طبيعيه ليأسها علي أي حال. عندما تشعر إن لا مفر ولا حلول ، لا يعد يهمك ما سيحدث لك. فليفعل بها ما يريد وليذهب للجحيم. ستصب اللعنات عليه في عقلها ولن تمنحه حتي متعه استفزازه.
كان وجهها اللامبالي يصيبه بالغضب والاحباط والذي يداري به توتره و شعوره إن بساط السطوه والتحكم يسحب رويدا رويدا من تحت اقدامه.
كانت هي الفريسه ، وكأن هو الصياد. ولكن لا يهم ما تري وإنما ما تشعر ، واقسم لك بأنه لم يعد يشعر كصياد أبدا.. وإنما باضطراب فريسته ينتقل إليه ويتسرب إلي قلبه.
عندما لا يتبقي شيئ لتخسره ، عندما يلهو بك اليأس لهوا ويهبط بك إلي الحضيض ، وقتها فقط.. لن يهمك شيئا وإن كنت بين فكي أسد..
0 notes
syoussri · 5 years
Text
لسعة البرد في سبتمبر لا تقدر بثمن ، لا تشعر بالبرد ولكن الهواء يداعب جلدك في هدوء ويمنحك قدرا من الأكسجين لتمتلئ رئتيك به شاكرة. ولدت في مدينة ساحلية لا أقدر الهواء الا امام البحر، لا استشعر السلام الا عندما اشعر برذاذه يدغدغ وجهي في لطف، حتي وإن كنت العن الرطوبه لما تفعله بشعري.
أحب البحر ليلا واهابه ، اهاب كونه مجهول لا أعلم ما يحتويه ولكن لا تعارض بين ان اهاب شخصا وإن احبه في نفس الوقت. أحيانا تهاب الشخص احتراما وتقديرا لعمق شخصيته وغموضه ولكن عفويته في وضح النهار تملئ قلبك بكل الحب.
تغني المرأة في الهاندفري "too much love will kill you " واجدني لا اخاف الموت في سبيل اي شيئ أو شخص احبه، أنا في سلام نفسي يسمح لي بأن اسلم روحي من أجل من احبهم.
أحب بعمق لا أعلم أين نهايته ، و اخاف تقلبه كخوفي من تقلبات أمواج بحري العزيز.
أضواء المدينه تسطع بعيدا ، يفصل بيني وبينها الكثير من الظلام الذي لا تراه ولكن تسمعه بوضوح في تلاطم أمواجه ، اقسم إني أستطيع الجلوس هكذا طوال الليل ولن اسأم أبدا.
تجتاحني الكثير من العواطف وكأنها تملئني حد التخامة ، اصبها صبا في قلوب الغير لعلي أجد توازن ما بعد الثمالة .
أنا ثملة اليوم بدون أي مُسكرات، ولكنها ثمالة حُلوة.. تذوب كلماتها كذوبان العسل علي اللسان وحلاوته المفرطة.
أحب الكثير من السكر في الاشياء، قهوتي " كراميل" وملاعق شايِ ثلاث ، العق سكر البودرة من فوق الكعك واتركه لتأتي امي وتنهال علي بالسباب والتأنيب لما افسدته ووجب رميه. أستطيع اكل فطيرة سكر بالكاستر كاملة وحدي في شراهه ولربما لهذا السبب لا أحب مرارة الشوكلاته مهما كانت حلوة.
يعتقد صديقي إني متأثرة بأسلوب عمر طاهر بعد قرائتي ل" كحل وحبهان" ، كوني اذكر الكثير من الطعام مؤخرا في كلماتي. والحق يقال ربما سحرني الأمر كيف إنه يمكن تشبيه اي شيئ في العالم بالطعام. ما تأكله يخبر الكثير عنك وعن شخصيتك، وكيف تأكله بالتأكيد يحدد الكثير من الامور ، واين ومتي..يضع اطارا واضحا للعديد من الأشياء.
اخاف الوحدة واكرهها ، ولكن لا أجد الونس في حضرة الكثيرين. بعد اول اسبوع عمل لي كامرأة ناضجة مستقلة بكيت بكاء الأطفال في حمام الشركة لشعوري بالرفض والنبذ، أعاد الأمر لي الكثير من الذكريات السيئة كوني كنت خجولة حد الإفراط في صغري.. لم أستطع تكوين صداقات بسهولة وشعرت دائما إن الجميع يسخر مني في عقولهم وبانني يجب أن اختفي ، بقيت هادئة لسنوات وكنت اتجنب ان اكون محط الانظار مهما كلف الأمر، كنت اتوتر لمجرد فكرة إني بحاجه للتحدث إلي زميلي ليعيد إلي الوانى الخشبية التي أخذها دون استأذان،. وكان أهون علي إن أعود بعلبة ناقصة لونين أو ثلاث لاخبر امي إنهم ضاعوا مني .
لم اخذ الخطوه الأولى أبدا في صغري للتحدث مع احد، وكنت كثيرة البكاء حساسة حد الازعاج ، ابكي وحدي ولا اري أحدا دموعي ولكن أحيانا كثيرة دموعي كانت تغالبني امام الناس فأشعر بالاحراج الشديد.
لم أستطع يوما المناقشة والجدال بدون إن اختنق بالبكاء، ارتب الكلمات كثيرا في عقلي واعيد الأمر واتدرب ولكن ما أن تنفرج شفتاي لاضحد حجة خصيمي حتي اجدنى فارغة الفاه مقيدة بغصة فالحلق.
لم أستطع يوما الظهور في الإذاعة المدرسية دون التلعثم كطفل فالثالثه يحاول النطق اول مرة، كنت أيضا اتدرب كثيرا وما إن أقف ممسكة بالميكروفون وأري الكثير من العيون تنظر لي وفناء المدرسة الواسع، حتي ينقلب عقلي راسا علي عقب، اشعر اني أصغر فالحجم رغم كوني صغيرة البنيان طول عمري، وأشعر ان لساني مربوط باشواك وإن الكلمات العربية الواضحه ما هي إلا لغة صينية لطفله لا تعرف حتي ماهي اللغة الصينيه ، أبدا بنطق الكلمات فاسمع صدي صوتي المهتز بوضوح تعلو به مكبرات الصوت ليهتز قلبي معه وتتعالي ضرباته حتي اني كنت ساذجة للحد الذي أخاف أن تظهر صوت ضرباته في الميكروفون.
انهي الكلمات بشكل مروع وأعود راكضه لافرغ ما في معدتي في الحمام وابقي باقي اليوم محمومة مريضة.
الان بعد كل هذه السنوات لم أعلم لمَ كان أي من المدرسين يساوره الظن انني سأبلي حسنا هذه المرة دون غيرها ليعيد طلبي في الإذاعة. ولا أعلم لم لم يظن أحدا ولو لوهله انني اعاني من رهاب اجتماعي شديد!
فقط ، سارة طفلة خجولة هذا كل ما في الأمر.
كبرت وكبرت مخاوفي ولكني واجهتها مرارا، أردت الظهور.. أردت أن يراني الناس ، أردت أن لا يضطرب قلبي كلما أردت أن اطلب شيئا بسيطا من غريب. واعتبر نفسي حققت نجاحا في هذا الأمر، يظنني الناس اليوم جريئة طليقة اللسان واجتماعية جدا وهذا هو المطلوب.
ولكن جو العمل، أيقظ الطفلة المضطربة بداخلي. مجددا شعرت بأن كل العيون تسخر مني لسبب عقلي وحده يظنه ولا يعلمه. مجددا شعرت بأن الفناء واااسع وباني صغيرة الحجم كعقلة اصبع.
ظننت إني تخطيت مخاوف طفلة العاشرة لاجدها مازالت تهاب الناس وتخاف ان لا تكون مقبولة، ولكن لم أعد اتواري عن الانظار كما السابق.
ابقي مخاوفي حبيسة عقلي واتصرف ببلاهة. أعلم اليوم بعد عشر سنوات أو أكثر انني كنت محبوبة رغم ظني العكس، وأنني كنت مقبولة رغم عدم اقتناعى. إن الكثيرون كأنوا يروني ولكني لم أكن اري غير نفسي ، ولا احد من اقراني سخر مني ولكنهم كأنو يتساءلون عن سبب انعزالي بعقل طفل لا يعلم معني الانعزال.
لم يعد متاحا إن اهرب من الأشياء كلما هبتها ، أو إن اصمت خوفا من بكائى كلما أردت المطالبة بحقي. لم يعد صوتي يهتز الا قليلا، ولم أعد افرغ ما في معدتي كلما توترت نفسي.
احاول ان اربت علي كتف صغيرتي بداخلي واخبرها ان كل شيئ سيكون علي ما يرام ، وأن يذهب من لا يقبلها أو يحبها للجحيم. احاول تهدئتها كلما دخلت في نوبة ذعر واخبرها ان تصمد قليلا بعد وسترى نتيجة تفرح قلبها الصغير. احاول ان اعلمها ان تكون قوية لان أحدا لم يعلمها هذا، واحاول مساندتها لان احد لم يفعل ذلك.
للان، لا بأس من القليل من البكاء في حمام الشركة.. مادمت اخرج لانجز عملي علي أكمل وجهه و أتحدث مع زملائي وكان شيئا لم يكن.
للان لا بأس..
3 notes · View notes
syoussri · 5 years
Text
ليس الان ، ربما غدا
أحيانا اشعر برغبة فالكتابة ولكني لا أجد ما اكتب عنه ، اريد ان اكتب عن كل ماهو جميل ولكن لا أجد سوي الأشياء الروتينية البغضيه أمامي.
من يود أن يقرأ عن تجربتي الفاشلة في صنع ال بانكيك اليوم، كيف لم أستطع تكوين دائرة واحدة مكتمله من هذا السائل اللزج ، اعتقد اني احرقته أيضا لا أعلم.. تذوقت هذا الشيئ الغير محدد شكله أو طعمه أو لونه وكان امممم لا أعلم، لا بأس به؟
اعتقد احيانا إن لي طموحات ضعيفة ��لهذا أتقبل الأشياء السيئة بسرعة ، وكأن هذا العجين سيشعر بالسوء إن رميته بالكامل ونظرة القرف تعتال وجهي، لذا أخذت منه قضمتين أو ثلاث وقولت لابأس تستطيع المرة القادمه ان تكون أفضل ثم رميته معتذرة.
اعتذر كثيرا عن أي سوء أراه فالعالم..
لا أستطيع عمل كوب شاي واحد " يعدل المزاج" ولا أعلم ما السبب ؟ معلقه شاي معلقتين سكر وماء مغلي، ما الصعب في الأمر ؟ ورغم ذلك انا اصنع الشاي لنفسي كل يوم مرتين في اليوم حتي تقبلته تماما ولم أعلم إنه بذلك السوء الا عندما صنعته لصديقة واخبرتني بالحقيقة المرة ! مقارنة بشاي امي فالشاي الذي اصنعه ما هو إلا بول كلب أو ما شابه ، ولكن الحق يقال احيانا يصبح افضل.
ورغم ذلك لا أعتقد أنه بذلك السوء! بإمكانه دائما ان يكون أفضل..
في الغالب أنا أكسل من ان اصنع لنفسي فطورا ، أي شيئ يحتاج التسخين الطهو الدمج لا يستهويني في الصباح، فقط اعطني بعضا من الجبن والخبز! لكن اليوم الخبز كان سيئا حقا.. لا أعلم الفرق بين " الفينو" الجيد والسيئ الا عندما يكون قد فات الأوان، تخبرني امي دائما إني لا أستطيع شراء اي شيئ جيد، حسنا انا لم اشترِ هذا الخبز يا أمي!
ولكني اكلته علي أي حال دون مبالاة، تقبلته بعد مضغتين أو ثلاث.. يستطيع أن يكون أفضل ولكن لابأس.
التهم الغداء التهاما، احيانا كثيرة بعد أن انهي نصف الطبق اهمس لنفسي " اعتقد انه ينقصه بعض الملح"، ولا أعلم حتي الان سبب اني لم أدرك ذلك الأمر قبل أن انهي نصف الطعام! أو انني ادركته ولكن لم أشأ إن أقوم من علي طاولة الاكل بعد اعدادها ، لذا فأنا فقط أتقبل الأمر.. بعد عدة ملاعق اعتاد الطعم، أعلم إنه يحتاج للملح ولكن لا بأس ، ربما غدا يكون أفضل بملح مظبوط.
قبل يومين كنت علي عجلة من أمري، سحبت هذا التيشرت القطني الابيض لارتدي فوقه اي شيئ اخر يناسبه، لا أحب الضغط بالمناسبه واؤدي بشكل سيئ وأنا الهث محاولة ان اسابق الوقت. لمحت هذه البقعة الغير مرئية نسبيا في التيشرت، كان الأمر محبطا جدا ولكني لا أملك رفاهية ان استبدله بشيئ اخر. حاولت تغطيته طوال الطريق بحقيبتي ، بعد فترة تناسيت الأمر أو اعتدت عليه لا أعلم، واقتنعت إن البقعة غير مرئية وهي لا تحدد نظافتي، أنا اليوم علي عجلة من أمري. مررت بعدها بزجاج أحدي المحلات ولمحت نفسي فيه أعجبني ما ارتديه رغم معرفتي بهذه البقعة الوقحه الغير مرئية بشكل كبير.
غسلت التيشرت ولم تذهب البقعة، ولكني سارتديه علي أي حال واخفيه بالحقيبه حتي اتناساه كما حدث من يومين ، ربما بعد غسلة أو اثنين سيكون افضل.
اعتقد اني اتعامل بسلبية دائمة مع الأشياء، درجة تقبل مبالغ فيها لما لا أستطيع تغييره.. ربما تظن انني لا أبالي بهذه التفاصيل لأني لا اعترض ، ولكن كل ثانية احاول التأقلم اكثر لاهدأ عقلي واقنعه ان الحياة ابسط من بانكيك محترق ، شاي كبول الكلاب ، فينو سيئ ، طعام ينقصه ملح أو تيشرت به بقعة
، لا بأس.. غدا ربما يكون أفضل..
0 notes
syoussri · 5 years
Text
4:55 a.m
استلقت مفترشة ارضية الشرفة الباردة في حر أغسطس قبالة العصر ، شعرها يتناثر بشكل عشوائي ليس مثاليا كما في أفلام هوليود أو صور الموديلز ، ولكنها في هذه اللحظة تحديدا كانت راضية عنه تماما.. وعن العالم اجمع.
كانت السماء صافية ، ونسمات هواء بارد أصبحت تتردد مؤخرا مع ساعات النهار الاخيرة كاعتذار عن الحر الشديد و الرطوبه التي لا تطاق . مرور نسمات الهواء مع آخر ضوء للنهار كان بمثابة قبلة علي جبهتها، اعتذار عن كل ما يعصف بايامها.. شعور السلام كان لا يوصف ، أرادت بشدة أن يتوقف الزمان وأن لا تضطر أبدا أن تتحرك قيد أنملة.
اتساع السماء وصفائها كان كاتساع قلبها واكثر . أرادت أن يشاركها جميع من أحبت هذه اللحظة ليعلموا أن للسلام وجود ، للمحبة وجود ، للرضا وجود..حتي وإن كان وجود لبضع دقائق تفصل النهار عن الليل.
منذ عامين ، لم تكن تعلم أن لهذه اللحظة وجود ، منذ عامين لم تكن هي نفسها .. الكثير من الامور يمكن أن تتغير في عامين ، سبعمائه وثلاثون يوما يستطيعون تغيير العالم ما بالك بشخص!
الشاي كان صديقها في كل الايام ، ولكنه كان صديق جيد ومحبب فاللحظات الهانئة ، لطالما شعرت بأنه يشبهها في طبيعته ، هي ليست كالقهوة التي يتغني بها الكل ، هي ليست ذات رائحة نفاذة أو طعم مميز أو طقوس خاصة ، ليس لديها جمهور عريض يتغني بها وبرونقها ، ليست مشروبا يذهب الناس لتذوقه في الكافيهات والاماكن العامة وهي بالتأكيد لا تستطيع إضفاء هذا البريق علي شاربيها.. هي شاي ، هي مألوفة ولا تملك مظهرا جذابا ، يليق بها الاخضر من النعناع والأحمر من القرنفل و لكن البندق مبالغ فيه و ال شوكلاته لا تناسبها ، ولكنها محببة إلي قلوب البعض.. لا تخلو أسرة من محب للشاي.
تحب أن تعتقد أنها متفردة بطبيعتها ، حتي وإن هاجمتها الظنون وارهقتها زورا وبهتانا. هي ليست الافضل ولن تكون.. هي فقط "هي" ولا أحد يشبهها. تؤمن دائما بأننا نولد متفردين بخصال وطبائع تتشابه بعضها وتختلف أخري ، ولكننا نبقي نسخة واحدة وحيدة من أنفسنا. الأمر وما فيه إننا كلما تقدمنا بالسن اردنا أن نصبح نسخة ممن هم أكبر ، الكبار دائما علي حق.. هذا شعارنا كاطفال. نبدأ بامتصاص خصالهم كاسفنجات. نصبح نسخا مكررة عن آبائنا ثم عائلتنا ثم أصدقاءنا ثم كل من نتطلع إليه بإعجاب وفي أحيانا كثيره نصبح من كرهنا يوما ،حتي ننتهي كميراث لمن سيموتون غدا ، وننقل هذه الخصال بنفس الخاصية الشعرية لابنائنا وهم بصدورهم ينقلوها لأبنائهم.
تتمني لو استطاعت أن تخرج للعالم كل يوم بقميص ابيض قطني الملمس وبنطال فضفاض يجعل جسدها يتنفس. لربما كانت تميل لحياة البساطة والزهد دونا عن غيرها حتي وإن استمتعت بالرفاهية والمبالغة من وقت لأخر. من لا تستمتع بفستان جذاب يظهر مفاتنها في ابهي صورة وحذاء عالي الكعب ليكمل هذه الصورة ! ولكن أتتخيل أن تعيش طوال حياتك بهذه الوضعية من الام الظهر و ملمس الدانتيل ؟ هي ليست مجنونة.. هم المجانين!
ينتهي النهار وينتهي آخر ضوء للشمس في السماء ، ويسدل الستار فجأة رغم مراقبتها له. لا تعلم متى حل الظلام ولكنه حل �� انتهت لحظات الصفو لتقوم في تراخي.. تنظر مرة أخيرة إلي السماء التي كانت ملجأها منذ لحظات ، تتنهد ثم تغلق الشيش ورائها حتي لا يلتهمها الناموس ليلا.
Tumblr media
1 note · View note