#احلام صغرى

[downfalldestiny]

ونحنُ أحياءٌ وبَاقون،

وللحُلم بقية 🍁 !.

[auntiebambastales]

لا شئ يساعدنى على البقاء ، ارى العالم من وراء نظاره سميكه وفي اذني صوت ممدوح وهو يصرخ مودعا اخيه احمد “يا واااااااد” “يا احمد” وبكائه على أخيه؛ لم اسمع في حياتي صوت اكثر حزنا وقهرا و لا اظن انني سأفعل.

أزور المقابر فاشعر براحه اكبر،علمت اين يدفن ابي بالتحديد فاجلس بجانب قبره وادعو له تاره واخبره عن اصدقائى تاره.

لقد خلفت كل وعودي مع الله ومع ابي ولا اعلم ان كان من الممكن اعاده الزمن حتى اعدهم مره اخرى

اذهب للقللي واخشى دخول غرفه خالى احمد فقط لأنه ليس هناك ، اتذكر يوم ما قال لي “ انا مش عارف..مش عارف مالي” لم استطع ان افهمه ولكن كان بين هذه الكلمه  وبين موته عامان وكأن تلك الحياه هي درج ننزله حتى نصل للقبر.

قول الله “ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ “ كان اكثر ما يصف القصه ، مازال جرحنا لم يأن نرقص في الافراح ونبتسم للكاميرات ثم نقول “ الله يرحمك يا خالي “ أو “الله يرحمك يا بابا “ او حينما تشبهني اسماء بعبير اقول “الله يرحمك يا عبير” وحينما يُقال لي انني مثل عمي أقول “الله يرحمك يا عمي” واذهب لقبره واتحدث معه عن اسعار الدولار واخبره ان فرح دخلت كليه الاداب قسم اليابانيه وأنها لديها حلم ستحققه يوما ما وانني سعيده من اجلها واخبره ان لا يقلق وأن كل شئ سيكون أمن ما دمت انا حيه.

الاموات نائمون في قبورهم وكأن الموت حلم كبير وانا اريد ان احرص ان ينام ابي ويحلم احلام سعيده امنه  ، لا اريد ابي ان يفزع في الموت يا رب كما كان يفزع في حياته ، لا اريده ان يصرخ “ محمد “ ، اريده  ان يطمئن

اريده ان يعلم أن محمد نائم بجانبه وانه بخير.

اريد ان يحلم عمى  احلام أمنه بلا خوف ، دائما كنت اظن ان عمى يركض ليحصل على اي شئ قبل فوات الاوان لأنه كما اعتقد كان بداخله يعلم ان سته واربعين عاماً لن يكفوا ابدا محمد قناوى حتى يفعل كل ما يريد.

اشعر بالشفقه تجاه النباتات التي قد زرعهم عمي قبل وفاته باعوام قليله، لأنني متأكده انها ايضا ماتت ولهذا سأحرص ان ازرع بجانب قبره زهور سيحبها وستصبر حتى أأتي مجددا.

بين صرخات ممدوح المتتاليه بأسم خالى احمد وبين صراخي أنني لا اريد احد ان ينوح لحظات كثيره ، لحظات قد اختطفتها من العالم ، وقت لا يحسب ، انا  اشتاق حينما كان خالي  هناك في بيت القللي حيث ان المارين بشارع رمسيس يستطيعون ان يروه واقف بشباك البيت مناديا لسمير بتاع الفول “ يا واااااااد” وحينما كان الطلبه يزورونه في البيت لتلقي الدرس ونحن بالاسفل مضجرين أننا دائما في صخب.

اشتاق لخالى وضحكته و تعبيراته التي لم افهمها في صغرى ، اريد ان اعود بالزمن حتى اخبره مره اخرى ان كل شئ سيكون بخير ولربما يسمعني ولربما يحارب بقوه اكثر ولربما يحيى.

اريد ان اعود بالزمن فتكن اكبر مشاكلي ان ابي لم يوافق ان اخلع الحجاب  أو انه يراني صغيره ولا يعتمد على.

اريد ان تكون اكبر  مشاكلي انني اتشاجر مع ابي لأنه لايريدني ان ارحل.

اريد ان اعود بالزمن واقول لأبي انني لن ارحل.

و أنني ساظل لنهايه العمر أبنته الوحيده التي تحبه 

مخلفه كل ظنونه بأنني سأتركه ورائي حين وفاته

لن ولم افعل هذا يا بابا وهذا يعتبر الشئ الوحيد الذي اخلفت ظنك به

أنت تعلمني جيدا وتعلم حينما اكذب 

تعلم حينما اتهرب من المدرسه او الجامعه

تعلم حينما اريد ان اظهر واريد ان المع واريد ان اكون شئ منفرد

تعلم حينما ادخل دور الضحيه ولا اخرج منه الا وانا منتصره

تعلم حينما  أضع شئ  برأسي ولا اتنحى عنه

تعلمني يا بابا جيدا

ولكنى اتمنى ان أبي يعلم انني لن اتركه ورائي 

لن يمنعني نومه الطويل من أن ازوره الى ان اسبح في احلام  طويله تشبهني

اتمنى لك يا ابي احلام سعيده.