ولد الشاعر والأديب اللبناني جورج جرداق في محافظة النبطية في الجنوب الشرقي اللبناني سنة 1931 وانتقل ليعيش في بيروت سنة 1949. اشتُهر هذا الرجل بعد أن ألف الكثير من الكتب، وزادت شهرته أكثر عندما عمل في الإذاعة اللبنانية ومجلة الشبكة وصحيفة الأنوار الشهيرتين في ستينات القرن الماضي. لكن إجابته على سؤال كانت قد وجهته له أم كلثوم هي التي جعلته من المشاهير في الوطن العربي كله وليس في لبنان وحده. أما هذا السؤال الذي رفع من قدر هذا الرجل وجعله من المشاهير العرب فكان من السيدة أم كلثوم عندما التقت به في أحد أيام سنة 1968 في فندق قاصوف بمدينة ضهور الشوير في جبل لبنان حيث كان هذا الفندق ملتقى المشاهير والمطربين العرب في ستينات القرن الماضي
سألته: متى سأغني من كلماتك يا جورج ؟فأجابها على الفور قائلاً لها : هذه ليلتي وحلم حياتي يا سيدتي أن تغني من كلماتي ،
فقالت له أم كلثوم :
بس يا جورج هذه الكلمات التي قلتها ستكون مطلعاً للقصيدة التي سأنتظرها منك قريباً جداً. وبدأ جورج في كتابة هذه القصيدة على الفور، وبعد أن انتهى من كتابتها وقدمها للسيدة أم كلثوم أعجبت بها وعرضتها على الملحن الكبير محمد عبد الوهاب لتلحينها. ما أن قرأها عبدالوهاب حتى أعجب بها ويقال أنه بكى عندما قام بتلحينها من شدة تأثره بها ..
فهذه القصيدة هي الوحيدة التي تمكنت من كسر قاعدة ذهبية للسيدة أم كلثوم فالسيدة أم كلثوم كانت ترفض أن تغني للخمريات حتى أنها كانت قد استبعدت الكثير من أبيات الشعر التي وردت في رباعيات الخيام. لكن ولع محمد عبد الوهاب وحماسته لهذه القصيدة جعلها تُليّن من موقفها و عن هذه القاعدة التي كانت قد وضعتها لنفسها.
كانت تحفة“ هذه ليلتي” ما نتج عن التوليفة الإبداعية بين تأليف جورج جرداق وألحان محمد عبدالوهاب وغناء السيدة العظيمة أم كلثوم.
الناصرية محافظة في جنوب العراق وهي مسقط رأس النبي ابراهيم عليه السلام ومركز الحضارة السومرية طبعا حتى الفنان الراحل عبدالحليم حافظ زار بغداد وأم كلثوم غنت بغداد ياقلعة الاسود وكذلك فيروز غنت بغداد والشعراء والصور وكذلك الراحلة فائزة احمد غنت اغنية خي لاتسد الباب بوجه الاحباب من الحان العراقي رضا علي
الرسالة . ١١٨
/
يخطو بكسل ذلك الصمت الثقيل
يملئ تلك المساحة _ المهجورة _ بيننا
يبذر الخريف والخوف في صدورنا
يلمس أطراف الحقيقة المؤلمة
بأننا لم نعد ..، لم نعد كما كنا
فتحتضر كل الأشياء الجميلة
الزهور والهدايا والمرايا
وعيونك المهذبة الرقيقة
ترتضي الرحيل الانيق
يسكن هذا الصمت في مساحة خطوة
في مساحة الدفء بين أصابعنا
في مساحة اللقاء القديم
ورائحة قهوتك الصباحية
فتصبح الحياة كصور زيتية
كآخر لوحة لفان جوخ
او كوتر هارب من الحان كلاسيكية
فتنعكس بعيوننا كل حكاياتنا المنسية
كتواشيح الفجر القديم
لنعود ان استطعنا ..، ان استطعنا
لنلقي على الليل ذاك الفجر البعيد
او ليبقى الصمت يخطو بيننا
يخطو بيننا لصبح جديد