Tumgik
#الحب والغضب، وباختصار أبي
sama-dai · 3 years
Text
لو أنك تعلم يا عزيزي خطورة الصراع الدائر بيني وبيني! لو أنك هنا، تخفف عني وطأة الألم قليلا. إلا أن ما يؤلم هو أنت! أحتاجك جدا، وأخافك جدا.
أخشى أني - هذه المرة - لست على أهبة الاستعداد لمواجهة الحياة بتعقيداتها. ليس استسلاما مني وإنما هو تعب.
سؤال واحد أودك لو تجيبني عليه: أتؤمن بي؟ أتثق أني أستطيع مواصلة النضال؟! إن كان الأمر كذلك فلا بأس إذن ببعض الألم. سأنهض مجددا. وسأقبلك يوما ما ف أحلامي. لك مني عناق كبير وورود بيضاء ❤
43 notes · View notes
sama-dai · 3 years
Quote
والدي العزيز؛ قبل أن أغفو البارحة فكرت بك وبحزنك. ثم أعدت التفكير وبدأت أتساءل: تُرى أتذكرني غاضبًا أم حزينا؟ أم أنك قررت أن تفكر أني لم أولد من الأصل؟! تفكير يقود إلى ألم. أخبرت طبيبي بذلك؛ فسألني إن كنت أشعر بالذنب! والحقيقة أني لم أشعر يوما بالذنب لهجرك، إلا أني أتوق وأحن لأبٍ اعتاد أن يرسم بسمة على وجهه كي نطمئن ونهدأ. أحب أن أفكر أنك أحببتنا جميعا بالتساوي، وأنك لم تخجل من دموع الفِراق. ولكن دعنا من حديث قد يقود إلى وجع. الحياة تدور وتدور، بينما أحاول مواكبتها. أذكر أني لم أشعر يوما بصعوبة خطوة السفر، على الرغم من كل التحديات. ربما كنت أظن أن الحياة قد تتوقف عن الدوران للحظة، أو أن المرض سيتركني لحالي، وكنت مخطئة. عانيت لشهرين من انتكاسةٍ تسببت في توقفي التام عن كل النشاطات التي كنت أقوم بها، وها أنا أتعافى لأعود للحياة من جديد. فكرت في الكتابة لك، ولم أدري ماذا عساي أن أقول غير أني هنا أتابع مناوشتي مع الزمن، وأنت هناك ينخر فيك الوهن والتعب!
14 notes · View notes
sama-dai · 3 years
Text
عزيزي؛ أطبع على جبين الورق قبلة علها تصلك، أما عن العناق فالوهم كفيل بتحقيقه. إن سألتك عن أحوالك، فسيباغتني الصدى بكلمة "عايش". وإن غضضت الطرف عن السؤال، لامتني لغتي. فاعتبره مجرد محاولة لبدء حديث ميت منذ الأزل.
أحمل الأشياء ما لا طاقة لها بها. وأدعي أن العبء هو أنا. أنادي بلا صوت، وألوم القلة الباقية من الأصدقاء على صمتهم. ها أنا أداعب الوحدة كحل جذري لفكرة لوم الذات على كل نصف كلمة قيلت أو لم تقل. ها أنا مجددا أحشر نفسي بين أربعة جدران؛ ألعن الماضي وأتوق إليك. دائما ما أعود لنفس النقطة. لكن لأحلل لك أسبابي هذه المرة:
أتذكر تلك الضحكة التي كنت تراها فتعجب مني ومن فرحي الطفولي؟ لم تعد موجودة بصفائها كما عهدتها، أصبحت مشروخة وبلا معنى. وذلك الأمل المتحدي الذي واجهتك به ذات مرة قائلة بأن ذاتي أهم نقطة بحث، حسنا، قد انقلب ذاك الأمل إلى ألم. وقلبي الذي أضاء كلما رآك، تفتَّتَ من قلة الحيلة. والنور الذي رأيته في آخر النفق، انطفأ. والانتصارات الصغيرة انقلبت إلى هزائم كبيرة.
ما يحدث حاليا أني أقاوم الهزيمة وحدي، وأن الطريق موحش، وأني أفتقد شعاع البسمة الصادقة على فمي.
لا شيء ليقال غير أني متعبة وأنت كذلك. لك مني وردة بيضاء، وعناق مجازي، وقبلة حارة.
35 notes · View notes
sama-dai · 3 years
Text
عزيزي؛ يتبدى لي أن ما يحدث الآن ليس إلا نسخة مصغرة من الانهيار. ذالك الانهيار الذي شهدته معك آلاف المرات. أحتاج مشورتك وحكمتك. ماذا يفعل المرء إن كان الطريق أعوج وشائك؟ المرض يشبه الموت؛ إلا أنه موت متجدد ودائم!
أفكاري مشوشة، وجملي غير مترابطة ومفككة. سيل أفكار ينه��ر فوقي. أحاول التعبير، الكتابة، الحديث، الصراخ، وأفشل! ثلاث كلمات يتصدرون الحدث: غضب، حزن، وتعب! أريد أن أخلع عني رداء الحياة تماما، أستلقي على الأرض، وأدعي الموت! علَّه يأتي، أو علِّي أجدك كسراب أو وهم صادق يُسَرِّي عني ولو للحظات. لا أطلب إلا عناقا واحدة وقبلة.
أتساءل ما مدى تماسكك الآن؟ أمازلت صلبا، أم أن الحواس تخونك فتراني أمامك كل لحظة بهيئة حزينة وغاضبة؟ أمازلت تدخن سيجارتك وتنفث دخانها بعنف وكأنها خلاصك الوحيد؟
الليل الهادئ يسلبني حرية التنفس. الأرض الصلبة تناديني كي أنام عليها وأحتمي. الظلمة تهمس "مكانك هنا، خلف الأسوار، بل تحت التراب". لا أقوى على الهرب هذه المرة. قدماي ضعيفتان، وعقلي منهك! لو كان فقط بإمكانك أن تخبرني أين يكمن الخطأ؟ لو كنتُ أهدأ قليلا فحسب؟ لو لم يكن الاستسلام سهلا جدا هذه المرة؟ لما كنت أزعجتك بترهاتي تلك!
لك مني حلم جميل عشناه سويا، وابتسامة كلما رأتك اتسعت!
9 notes · View notes
sama-dai · 3 years
Quote
عزيزي؛ أنا على خير ما يرام، وأتمنى أن تكون كذلك أيضا. أعلم أنك عاتب عليَّ، وأنك غاضب بعض الشيء، إلا أن الأمر ليس بيدي. لابد من القطيعة التامة ولو مؤقتا؛ كي أتعافى من آخر مشهد صوتي قصير بيننا. كلما فكرتُ بك حزنت، بل غضبت، بل عَتِبت. أحيانا يكون البتر هو الحل الجذري لعلاقة يدمي فيها الطرفان بعضهما. أجل؛ بَتَرتُك مني بعنف وقسوة، ولم أبالِ بما قد تَشْعرُ به. إلا أن ذلك لا يعني مطلقا أني تجاوزت حبي لك. بل إني مبللة بك بالكامل. كل ما فعلته أني قطعتُ عهد الود فيما بيننا. كلما أمسكتُ بي فرِحةً منتشيةً، داهمني الاحساس بالذنب. إذ كيف يمكن لي أن أضحك بينما أنت على الجهة المقابلة من العالم تبكي؟  عزيزي؛ رغم قلة الأصدقاء مازلتُ أنشر مسك سيرتك على لساني. مازلت أخبر الجميع أنك رجل جميل، بل عظيم. رجل حكيم، خانته حكمته. أحيانا أفكر ما فائدة التفكير الزائد في رجل تخلى عني قبل أن أتخلى عنه؟ ما فائدة ذنبٍ ملتصقٌ به قبل أن يلتصق بي؟ ما جدوى محبة لا يشوبها وصل؟ ثم أجد ألا مفر. صورتك تبقى أمامي بعينيك الضاحكتين تارة أو الغاضبتين تارة أخرى. الأسئلة فراغ من نوع ما أحيانا، إذا ما كانت لا تودي إلى أي نتيجة، إذا ما كانت لن تغير حقيقة الحال. تكون حينها محض سادية، يعذب بها المرء نفسه. ومع ذلك أبقي على شغفي بالأسئلة، تلك الأسئلة التي ضيعتني منك. أتذكر حين كنت أسألك عن أصل الوجود؟ أو حين عذبتك بأفكاري المستحدثة؟ حسنا، كان عليك أن تستشف وقتها أن طريقي لن يكون تقليديا، كان عليك أن تدرك اللحظة التي يجب عليك أن تتوقف فيها عن عنادك. لستُ هنا لأعنفك، بل لأتحدث معك قليلا بعد انقطاع طويل. الحديث معك وعنك يطيب، ولا نهاية ممكنة له. كن أنتَ دوما.
30 notes · View notes
sama-dai · 3 years
Quote
عزيزي؛ قررت أن أكتب إليك الآن بعشوائية شديدة؛ لمجرد الرغبة في الحديث معك. ذلك الحديث الذي لم نحظَ به يومًا. لا أعتقد أني سأتخطاك يومًا. ستظل حاضرا في البال والقلب إلى أبد الآبدين. حين سألتَني بانكسار "أين أنتِ؟" وددت لو أقول لك "أنا هنا، وأنت هناك؛ فلا يهم ذكر المكان." قاسٍ بعض الشيء ألا تعلم أي شيء عني غير أني مازلتُ على قيد الحياة. ومؤلم أشد الألم أن من له الأحقية الكاملة في سماع أخباري هو أنت، بينما لا تعلم عني شيئا والعكس بالعكس. لا تظن أنه كان من السهل علي الكتمان، بل على العكس، أموت كل يوم بينما أتذكرك وأحن إليك وأفتقدك. أعلم أنك لا تصدق محبتي العظيمة لك ولشخصك، إلا أنها الحقيقة الكاملة. مازلتُ ابنتك التي ربيتَها تربية صالحة. مازلت أتمسك بمبادئك وأعمل بها. البقاء على قيد الحياة ليس بالأمر السهل بالمرة، بل هو أمر عسير علي، يزيد صعوبة يوما بعد يوم. يخبرني طبيبي أن علي أن أترك الحزن يعيث بي كيفما شاء إلى أن ينتهي، وأخبرته أن حزني عليك باقٍ بلا انتهاء. أعدتُ سرد أحداث الماضي كله؛ كي أصل إلى مخرج قد كان بمقدوره أن يخلص كلانا من الفقدان ولم أجد. أصبحتُ أرى أن مغزى الحياة الفقدان، هكذا فقدتُك بسبق الإصرار والتعمد؛ إبقاءً على حياتي، وهكذا فقدتني بعنادك وغضبك. أتعلم أن الجسد يرتبط بالعاطفة؟ جسدي يتآمر عليّ، يختله الضعف، ويتوهج فيه الألم. أكان وجودي غلطة وجودية؟ أكنتُ أنا الذنب الذي اقترفتَه في حياتك بأكملها. لا أحب أن أفكر بتلك الطريقة، إلا أني فحسب لم أتحمل سماع صوتك المنكسر والمتألم. لم تحتج يومًا أن تبوح بحبكَ لي، حتى حين هاتفتك، باح بكاءُكَ بكل الحب والفقد والاشتياق. بينما احتجت أنا إلى قول كلمة "أحبُّكَ" لك؛ لأن أفعالي وأقوالي الماضية لم تعن إلا الكره والغضب. أكان من الضروري أن أعيد إحياء الماضي؟ أجل؛ لأن الماضي مازال حيا فيَّ، أعيشه يوميا، وصوتك أخبرني أنك لم تنسَ أيضا. كذبت عليك حين أخبرتك أني بخير؛ خوفًا عليك. لست بخير يا أبي، مازالت حبات الدواء تناديني لألتهمها دفعة واحدة، ومازالت السكين تغويني بأن أتركها تأكل ذراعي. الثقب الأسود يتسع ويتسع، بينما أجبر نفسي على تجاهل وجوده. أستيقظ صباحا لأستكمل خداع نفسي. لم أجد معنًى للحياة، أو مغزًى للاستمرار في الصراع الروتيني بين الموت والحياة. وأعلم أن إيمانك القوي سند هائل لك، وأمتن لذلك، على الرغم من أن ذلك الإيمان كان سببا في القطيعة القائمة بيننا. إلا أني أمتن لأي شيء قد يقدم سلوى لك.  عزيزي؛ لا أستطيع تجنب التفكير بك، وكم أتمنى أن أعانقك، وأقبلك على خدَّيْكَ، وأخبرك أن ما تركته بي طيب، وأنك سيرتك على لساني كالمسك، وأنك لا تذوب ولا تُنسى. الحديث معك يطيب، وإن كان على الورق. ولي معك حديث آخر بعد أن يهدأ الألم.
44 notes · View notes
sama-dai · 3 years
Text
عزيزي؛ أتوق إليك وإلى حديث لم نحظ به سويا. الأمور تبدو سيئة بعض الشيء بلا مبرر واضح. إلا أني اكتشفت أن ادعاء القوة ساعة الضعف هو موهبتي الكبرى. أضحك بصوت عالٍ كعادتي؛ لا لشيء إلا لأصدِّق أني على قيد الحياة.
يقول صديقي الذي لم يعد صديقا بعد الآن: "كل ما نحن عليه، وما نحن إليه، ليس إلا ترابًا ساعة اشتداد الألم." أبْسِمُ لصدقه، وأمنحه قُبلتين وأمضي. ذلك الألم الذي لا مهرب منه. تعرفه أنت أشد المعرفة، وآكله أنا كله بدلا عنك.
3 notes · View notes
sama-dai · 4 years
Text
عزيزي؛
في رسالتي الطويلة إليك أعربت لك عن حبي وغضبي، ولم أعلن عن مغفرتي بعد. تبدو الأمور في منتهى التعقيد. منذ أن بدأت التحدث مع طبيبي عما حدث تحت سقف بيتك وقلبي ينهار تحت وطأة إساءاتك. لم أنته بعد من خط كلماتي إليك. مازال هناك الكثير ليقال بينما أعمد إلى تأجيله؛ فزعا ربما من قسوتك، أو خوفا من استحضار صورتك مجددا أمامي. بل ربما لأن الكتابة تصعب علي كلما تذكرتك. الآن أستيقظ بعد غفوة ثقيلة سقطت فيها حين انتابتني نوبة ألم عنيفة. أردت كتابة نص عنك البارحة، وتثاقلت؛ كي لا أتمادى في الحنين لبسمتك. الحقيقة أني أشتاق كثيرا لأوقات مضت وجمعتنا بضحكة وعناق، أو بدمعة ولقاء، أو بمداعبة وبسمة. كنت أخاف دائما قول ذلك أمام الآخرين؛ كي لا يظنوا بسذاجة أني نادمة عما فعلت. لم أندم يومًا، ولم أفقد محبتي العظيمة لك أيضا. تظل كبيرا، وأظل صغيرة تسعى لعناق مجازي على الورق ربما.
لأنك كنت أنت كبرتُ كنجمة تطوف الكون ولا تسأم من الارتحال. ولأني كنت أنا نَمَت غابة ألم بداخلك. ولا تغضب، فأنا أيضا أتألم على حافة كل كلمة قاسية أو طيبة صدرت من فم كحبة الكرز. حتى الآن تبدو الكلمة عصية علي. ثقل يجثم على القلب كلما حاولت استكمال حديثي المجازي مع ظلك. 
31 notes · View notes
sama-dai · 3 years
Quote
عزيزي؛ كنت أفكر الآن إن كان ليَ الأحقية في الحياة أم لا، ثم غضبتُ عليَّ لإثارتي سؤالًا إجابته واحدة: لكل منا الحق اخيار مصيره الخاص وفقا لمبادئه ومعتقداته. ولي الأحقية الكاملة في أن أعيش أيا كانت نتائج اختياراتي. فكرت أيضا إن كنتُ سرقتُ حياتي من بين يديك، ووجدت أنه من الإجحاف اعتبار أن إمساكي بزمام الأمور محض سرقة! وأن ياء الملكية في كلمة "حياتي"، تنفي أي أحقية للآخر في اختيار طريق المستقبل وإن كان أبي هو ذاك الشخص. ربيتَنا على الصدق، والأمل، والعدل، والحق. وحين ضحدتُ الازدواجية لم يكن الأمر إلا تنفيذا لما ربيتنا عليه. لم أستطع أن أُجبر لساني على قول ما يرفضه قلبي. و أحترم ذلك فيَّ، وأحترم ذلك فيك. المؤكد أن آخر مكالمة بيننا حفزت العديد من الأفكار العدمية، ليس لسبب إلا لمحبتي العظيمة لك. تلك المحبة التي تعذبني كل يوم وليلة. الصورة المحفورة بداخلي عنك هي صورة العضب؛ لذلك لم أتوقع منك بكاء أو حزنًا أو انكسارًا بتلقيك مكالمتي. بل توقعت شرارة غضب قديمة لم تخفت، شتائم لا حد لها، وجملة قاتلة كـ "أنتِ لستِ ابنتي ولا أعرفك". ويبدو أن صديقي كان على حق حين أخبرني أن الألم يعصر قلبكَ أيضا، وأنك تفتقدني كما أفتقدك. اعْلَمْ أنك كسرتني ودستَ عليَّ، وأني لم أدس عليكّ عمدًا ولم أكسرك انتقامًا، وإنما كانت تلك ضريبة إيمانك التام بمعتقداتك، وإيمانيَ التام بمعتقداتي. إن حاولت النظر إلى الأمر من وجهة نظرك، سأجد أنك مجرد أبٍ أراد حماية أولاده من الحياة. بل ربما هكذا أحب أن أفكر. أعلم أن التقاليد والأعراف لها دور كبير في الخصام بيننا، إلا أني بحمايتك المفرطة تألمت أشد الألم ومازلت. ما اقترفته يدايَ ضدك كان في مصلحتي الشخصية. هكذا ربيتني يا أبي، أن أدافع عن نفسي وأن أوصلَ صوتي بأي طريقة ممكنة. والحقيقة أن تأثيرك العصي عليَّ ساعدني كثيرا في طريقي الطويل وفي صراعي الأكبر في البقاء على قيد الحياة. أخبرتكَ أنكَ لم تغب عن البال مطلقا، ولم تصدقني، ولك الأحقية في ذلك. إلا أنك حاضر معي على الدوام. بل أني أحيانا أحس بوجودك نابضٌ حولي. أتلفتُ ألف مرة؛ كي أجدك، ولا أرتطم إلا بالفراغ. راهنتَ بظلمكَ لي على محبتي لك، وظننتَ أني ما دمتُ أحب فلن أبتعد. وكنتَ مخطئا يا عزيزي. الحب لا يمنع الفراق المتعمَّد. حاصة إن كان الصراع يدور حول الحرمان من الحياة وتحديد المستقبل. حياتي ومستقبلي. لم أطلب منك الكثير، كل ما أردتُه أن تتركني أختبر الحياة ودروبها الشائكة. أكان الأمر بتلك الصعوبة عليك؟ لا يهم. ما يهم هو أني ابنتك وأني أحبك جم الحب، وأحن وأشتاق وأفتقد أياما مضت وجمعتنا بابتسامة وضحكة وعناق.
13 notes · View notes
sama-dai · 4 years
Quote
كلما تذكرت تلك الفترة تساءلت عنك: "أين كان أبي؟ لماذا تفرغ الذاكرة منك طيلة العشر سنوات الأولى من حياتي؟" وكأنك كنت شبحا تلك الفترة. ما أجده حين أقلب في صور الماضي السحيق تلك، هو ابتسامتي واندهاشي وصمتي وحزني الصغير ووجه أمي. لطالما نظرتُ باستغراب لأمي، وكأني لست من صلبها، وكأننا غرباء. اعتادت صديقاتي في المدرسة أن يتحدثن عن أمهاتهن بحب وعاطفة كبيرة، بينما كنت أصمت أنا وأعتبر أن المرأة التي أنجبتني ليست أما لي بأي شكل من الأشكال. ولأعترف أني أمتن لها على تعليمها لي الصبر وبذل الجهد والقراءة والكتابة. فكرت في فكرة الشر المطلق والخير المطلق، وربطت الأمر بقضيتي مع أمي، ووجدت أنها – وعلى الرغم من صعوبة الاعتراف بذلك الأمر – لم تكن شخصا سيئا بالكامل. لها سقطاتها الكبيرة، ولها بعض الأمور الجيدة التي شهدتها معها.
أماني أبوشبانة
14 notes · View notes
sama-dai · 4 years
Quote
والدي العزيز؛  أدرك جيدا أنك متألم أشد الألم لفراق أمي، وأن الحزن نما واشتد عوده بشكل لا يُحتمل. ولن تصدقني إن أخبرتك أني تألمت لرحيلها عن هذه الأرض أيضا. علاقتي معها لم تكن منتهية، كما هي علاقتي معك أيضا. قال صلاح عبد الصبور ذات مرة: "الحزن يورق في قلبي دغلا!" أردد معه وأبكي. ومهما تساءلت: "لم كانت بتلك القسوة معي؟ لمَ زَرَعَت اليُتم داخلي بينما هي حية، ولم تضخم ذلك الشعور السقيم بعد موتها؟" ولا إجابة، فقط صدى نحيب بائس يتردد في الأنحاء. والغريب أني بدأت أتذكر مواقف نادرة جيدة جمعتني بها. لم أعد أقوى الآن على سبِّها، ولا أجد جدوى من لعنها بينما جسدها يعانق التراب. ذلك التراب المصري الذي تمنيت الغوص فيه قبل أن أهاجر. الأرض الأسفلتية الباردة المثلجة هنا لا تعانقني، ولا تمد لي يدا من سلوى أو دفء من نوع ما. وقد تلوم عليَّ حلم السفر، إلا أن أرض الوطن كانت أرض رعب كون أنك وأمي سكنتماها. تلك المرأة بكل آثامها، لم تكن شرا مطلقا، ولن أخوض معك في نقاش كبير عن الخير والشر المطلقين؛ فلا مكان هنا الآن لذلك. كل ما أريده لك هو بعض الطمأنينة والأمل. نفس الأمل الذي سحبته أنت وأمي من تحت قدمي. نفس الطمأنينة التي لم أذقها يوما حتى بعد رحيلي عنك.
أماني أبوشبانة
14 notes · View notes
sama-dai · 4 years
Text
والدي العزيز؛ أود أن أحدثك عن الخوف والضعف. لطالما رفضت فكرة أني بشر يخاف ويضعف ويخطئ؛ خوفا من السقوط. إلا أني أخاف كثيرا من أشياء عديدة. أخاف الخوف نفسه. أخشى إن خفت مرة أن أسقط ولا أجد يدا تمد إلي. في عز خوفي أتدثر بغطائي وأردد: "أنا بخير!" وكأني إن ادعيت ألا سوء بي ستمر اللحظة ويصبح كل شيء على ما يرام. حمق من نوع ما. لم أرك يوما خائفا، ولأني أحللت مثالية عليك؛ فأصبحت أفكر أن علي أيضا ألا أبرز خوفي أمام أحد وفي أي موقف. إلا أني بفعل ذلك رفضت نفسي كلها. لا يمكن لأحد أن يدعي أنه لم يخف ولو لمرة في عمره بأكمله. وبعد التفكير طويلا في الأمر وجدت أن الخوف هو ما أوصلني إلي. أني لم أسقط وإنما صمدت في وجه كل موقف أصابني الذعر فيه. أخاف عليك كثيرا؛ رغم الهجرة القسرية عنك والضرر الملحق بك عبرها، إلا أني أخاف أن يمسك سوء. أخاف عليَّ أيضا من قسوة الألم وطوله وحدته. لا أحد يعود الشخص نفسه مجددا، ولا أحد يستطيع رتق خوفه بوجه جامد وصلب. لست نفس الشخص الذي عرفته أو لم تعرفه. تحولت إلى نسخة مغايرة ملصوقة بالشاش والغراء، وأود منك لو تراني على حقيقتي. أما عن الضعف والوهن، فقد برزا في عينيك، بينما يغزوك الشيب. ولطالما تأذيت لرؤية ذلك. أنا أيضا ضعيفة بشكل ما أمامك، أمام ذكراك وصورتك القابعة أمام عيني على الدوام. ذلك الضعف يمدني بالكلمة أحيانا كثيرة؛ لذا فلا ضير منه. لطالما خفت أن يظهر ضعفي أمامك، ولطالما خبأته عنك؛ خوفا من أن تستغله يوما وتُسقطني. وكأننا كنا عدوان في حرب كبيرة، على كلانا فيها أن يخبئ نفسه عن الآخر. محزن جدا التفكير في الأمر بتلك الطريقة، إلا أنها الحقيقة التي لا مفر منها. كنت عدوي وكنت ابنتك الضالة. وكلانا ظل خائفا على نفسه من الآخر. أخطأتُ في حقك، لا أنكر. وأخطأتَ في حقي، فلا تنكر. ولم ولن أعتذر يوما عن فعل فعلته كي ألوذ بما تبقى من نفسي بعيدا عن بيئة مليئة بالقيد والدم والألم. وإن كنت أحدثك الآن بكل الصدق؛ فذلك رغبة مني في أن تبصر في ما عَميتَ عنه سنوات بقائي معك.
9 notes · View notes
sama-dai · 4 years
Quote
هجرتي عنك كانت الأصعب والأمَرَّ والأكثر إيلامًا، ورغم ذلك تمكنت من فعلها بلا أن تهتز لي شعرة واحدة؛ ورغم ذلك فقلبي اللين المحب يُبْقي على المحبة اللانهائية حتى بعد رحيلي عن الأعزاء أو رحيلهم عني.  مازال وجهك الغاضب والحزين والمكتئب والباكي والمتألم يقبع أمام عيني. تسكنني يا أبي، تحتلني كأرض استوطَنتَها، وأبيْتَ أن تنتزع ظلك منها. ويطرأ على بالي قول زياد رحباني الآن: "مِحْتَلِّينِّي. قلْتِلُّن ألف مرة لا تحتلُّوني، بدُّن يحْتَلُّوني! شو بَدِّي اُعْمُلْ فِيُن؟!" لم تكن سهلة عليَّ أعوام المرارة والكبت والتعنيف المعنوي والحزن والكآبة – التي قضيتها في منزلك – بل ظل أثرها باقيا في نفسي، يعذبني ويقتص منِّي كل يوم. ولم أتجاوز يوما ابتعادي عنكَ أوقات الغضب أو الحزن أو محاولات تجنب مناوشاتٍ قد تأتي، إن جلستُ في حضرتك. فاتنا الكثير يا أبي. فاتتنا ضحكات وبسمات وعناقات وقبلات، كان من الممكن استحداثها إن خفت حدَّة عِنادِك وعنادي. ولكن لا تبتئِس، مازلتُ ابنتك التي ربيتها على الأمل والحب والخير والقوة، مازلت على عهد المحبة. وستبقى الرسائل الرمزية بيني وبينك صلة وصل، وإن كانت بلا صدى. ما يحزنني قليلا أنك لم تدرك يومًا محبتي الكبيرة لك، لطالما ظننتني أكرهك وأمقتك، ورأيتني ابنة عاقة جاحدة، بينما قلبي كان يلين ويتسع لك يوما بعد يوم، منذ الصغر وحتى الكبر. منذ تكون إدراكي، وأنا لا أنظر إلا إليك، أراك كبيرا، يهتز عرش الأرض تحت قدميك. راقبتك ودللتك بيني وبين نفسي. كنت أحاول على الدوام أن أكون نسخة مصغرة من الأب الذي أراه كمثال حيِّ للعظمة والحكمة. مثالية أسقطتها عليك وآلمتني طويلا. رسالتي لك بلا نهاية؛ فأنا أحتاج وأتوق للحديث مع ظلك على الدوام.
أماني أبوشبانة
12 notes · View notes
sama-dai · 4 years
Text
عزيزي؛
أبدأ يومي الكئيب بشفة معطلة ويد مستاءة من الفراغ الذي تقبض عليه. أقبض على دخان السيجارة وكأني أقبض على وهم ما كنا عليه سويا. ولا فرار من الخديعة. مرٌّ هو التذكر. تأتيني في كابوس كي تعنفني، وآتيك بوجه خائف مرتعد لا يبحث إلا عن عناق. وكل عناقاتك الماضية خدعة، وكل ما يأتي منها سراب. تقضمني الحياة بغيرما ذنب. فأستلذ الوهم عنها، وأبني لي ما تيسر من ضحك لا ينقلب إلى بكاء، وحديث لا يفضي إلى حزن. ها أنا مجددا على حافة من حوافك، أصارع اللاجدوى طيلة النهار، والذاكرة طيلة الليل. وأنت ثابت على مبدأك: "وإن عدتم عدنا!" بينما خطي مستقيم لا رجعة فيه ولا تذبذب. ولكن لا بأس، غدا تنقلب الدمعة بسمة، والمرارة سكرا. وإن مرَّ الغد ك اليوم فسأكرر "لا بأس، جيوب قلبي الممتلئة بحقول البرتقال ستحميني من شر الألم." كن أنت كما أنت دائما فهكذا أحببتك.
5 notes · View notes
sama-dai · 4 years
Quote
فستاني القصير يبكي: يدا أخاطته ساعة رضى، يدا خشنة تعودت إدماء من يبادر بالمصافحة، يدا شوكية لم تدربها الحياة على الود أو الحنو أو ما شابه! نفس اليد التي لونت خداي بقلم حمرة؛ فابتسمت! وظلت الصورة تحكي سيرة انقلاب الأزمنة، والحدود الفاصلة بين ما كنا عليه، وما كبرنا عليه من خوف وجفاء وألم! ولأن ياء الملكية لم تكن لي يوما؛ أبقى غريبة عن رَحِمٍ قذفني للوجود في ليلة مظلمة، أبقى عاجزة أمام جسد فقد روحه، أبقى حزينة لسبب لا أدركه؛ فكل الأسباب تنتفي أمام هيبة الموت! والموت، يا عزيزي، يتبدى أحيانا كمرساة أمان؛ بينما يضمحل فجأة مَن زرع الفزع، وغيَّبَ الحب، وأصمتَ أصداء الأمل! وأفسر لك قائلة: "إني رأيت يوما في خزانة ملابسي مخبأ جيدًا يصلح للاندثار! وفي باب غرفتي جسدًا متينا يقف في وجه المعتدي ولا يهرب! وفي كتبي أكوانًا موازية تحميني من  شر العزلة والصمت! وعبر نافذتي كانت السماء، تحكي عني ولي بلا كلل؛ كتذكرة بأن ما تُنبتُه الحرية لا يذبل أو يُقطف!" أقول لك إني لست خيرا أو شرا أو ما بينهما وإنما أنا كائن حي: يبكي لألم بسيط في المعدة، ويضحك لضحكة فرحة من ثغر أحبائه! يحزن إن التهم أحدهم قطعة حلواه، ويفرح بابتسامة صدرت من أجله خصيصا! أخبرك بأن التيه يتجدد كل صباح، وأن الليل يلتهم ما هو لي وما ليس لي. وأن اليتم ينمو فوق عودي، ويحجب عن قلبي الدفء! أني ابتعدت عن فكِّ الأمومة الظالمة؛ كيلا يشتد عود الرعب داخلي. وأنك إذ كنتَ قصيا – فلم يكن من مجال للركض نحوك كطفل فقد أمه في سن صغيرة. ولتعلم بأنك إذ مددت لي يدك مرةً فقد أخْفَت هي عني يدها. وأنك إذ حاولت مدَّ أذنك لي، فقد أوصدت هي كل الآذان في وجهي. وأنكما إذ بذرتما الحب سويا، فلم يساعدكما القيد في إنمائه. ونهايةً كن أنت كما أنت! وليلتهم كلانا الصبر العنيد يوما بعد يوم؛ كي نحيا!
أماني أبوشبانة
6 notes · View notes
sama-dai · 3 years
Quote
عزيزي، أنا في حيرة من أمري. كل شيء في مكانه الصحيح، ومع ذلك أشعر أن هناك خطأ ما. أصبحت أشكك في فائدة وجودي بأكمله. التشاؤمية ليست أمرا جديدا عليّ، وأنت على علم تام بذلك. ولكن - وبعد مرور شهر على تحسن حالتي النفسية - تبدو عودتي للسوداوية أمرا غريبا. أفكر في "نور" كثيرا. وأتساءل إن كانت بخير أم لا. ربما لأني أفكر في الطفلة التي كنت عليها، أو ربما لأني أحن إلى لحظات مضت وجمعتني بها. هكذا أذكر نفسي بكل الماضي؛ خوفا من نسيانه. كأن أقول: يوما ما كان لي أب أحببته كثيرا، ولي أم أمضيت أيامي في كرهها، ولي ذات أدمتني حين حاولت إنكارها. كنت أتحدث اليوم عن الصراع الخارجي مع العالم والذي يتبع الصراع الداخلي مع الذات. وأردت أن أقول أن حربي مع ذاتي امتدت ثلاثة وعشرين عاما، وحربي الخارجية قد تستغرق بقية عمري.  لم أقرأ منذ مدة، وبدأت أتشبع كليا باللغة التي أتعلمها. وأخاف أن أنسى لغتي. ولم أكتب شعرا منذ مدة تجاوزت السبعة أشهر. أحس بأني فارغة بشكل ما. أملأ الوقت قدر المستطاع، أتحدث كثيرا، وأضحك أكثر. ويظل الثقب الأسود في مكانه يحدق بي، كلما التقت نظراتنا بلعني. أتجاهل قلقي وخوفي من المستقبل. أكرر "كل شيء سيكون على ما يرام" ويكرر الآخرون خلفي. ومع ذلك يدق قلبي بعنف. أصبحت الحياة صعبة بشكل ما، الاستيقاظ صعب والنوم أصعب، المهام اليومية مشقة. ولا أجد سببا منطقيا لانعدام الطاقة. أنت أيضا مررتَ بهذه المرحلة، وأود لو أسألك كيف تجاوزتها، أم أنك لم تتجاوزها بعد؟ عيناك الحزينتان تطاردانني الآن. تسألانني "أين أنتِ؟ وما سبب القطيعة؟" وأود لو أجيب باستفاضة. أود لو أحكي لك عن كل الأمور، التافه منها والمهم، ولا أستطيع. أنتَ - على أي حال - غاضب وحزين. وأنا - على أي حال - متعبة وكئيبة. هكذا حالي لا يسر. ولم يكن بيدي إلا أن أكتب لك. كن أنت أينما كنت.
16 notes · View notes